الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول اي فقد كفر وقول الله تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. عن ابن عمر ومحمد ابن كعب وزيد ابن وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض انه قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء. يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه القراء. فقال له عوف بن مالك كذبت ولكنك منافق لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف الى رسول الله صلى الله عليه سلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه. فجاء ذلك الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ارتحل وركب ناقة فقال يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق. قال ابن عمر كاني انظر اليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان الحجارة لتنكب رجليه وهو ويقول انما كنا نخوض ونلعب. فيقول فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون ما يلتفت اليه وما يزيده عليه. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. امين اما بعد هذه الترجمة باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول اي فقد كفر لان هذا الهزل والسخرية والاستهزاء والتهكم بشيء فيه ذكر الله او ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام او ذكر الدين كفر ناقل من الملة وذلك لان مبنى الايمان هو التعظيم لله سبحانه وتعالى وان يكون القلب معظما لله جل وعلا قد قال الله عن المشركين ما قدروا الله حق قدره وقال ما لكم لا ترجون لله وقارا اي عظمة وتعظيما فدين الله سبحانه وتعالى مبني على التعظيم. التعظيم لله والتعظيم للرسول عليه الصلاة والسلام والتعظيم للدين نفسه والاستهزاء مبني على الاستخفاف وهو ضد التعظيم والاستهانة وهذا مناف للايمان مصادم له ولهذا من هزل شيء فيه ذكر الله او ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام او ذكر الدين كفر خرج من الملة خرج من الملة كفر بعد ايمانه وكان موجب كفره وانتقاله من الملة هو هذا الهزل وهذا يبين لنا خطورة اللسان الشديدة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام وهل يكب الناس على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم قال ان الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا فمن صدر منه شيء من الهزل بالدين او بالرسول او برب العالمين سبحانه وتعالى فهذا كفر ناقل من الملة مبطل للاعمال كلها. ولهذا عقد رحمه الله تعالى هذه ترجمة في التحذير من ذلك وبيان مصادمة هذا الهزل بشيء فيه ذكر الله او ذكر القرآن او ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام للدين وانه كفر برب العالمين نعم قال رحمه الله تعالى قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره قال ابو معشر المدني عن محمد ابن كعب القرضي وغيره قالوا قال رجل من المنافقين ما ارى قراءنا هؤلاء الا ارغبنا بطونا واكذبنا السنة واجبننا عند اللقاء فرفع ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب فقال ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون الى قوله مجرمين. وان رجليه ليسفعان الحجارة وما يلتفت اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متعلق بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عبد الله بن وهب اخبرني هشام بن سعد عن زيد بن اسلم عن عبد الله بن عمر قال قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء. فقال رجل في المجلس كذبت ولكنك افيق لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وانا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. وقد رواه الليث عن هشام بن سعد بنحو من هذا. وقال ابن اسحاق وقد كان جماعة من المنافقين منهم وديعة ابن ثابت اخو بني امية ابن زيد ابن عمر ابن عوف ورجل من اشجع حليف لبني كلمة يقال له يقال له مخشي ابن حمير يشيرون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق الى تبوك فقال بعضهم لبعض اتحسبون جلاد بني الاصفر كقتال العرب بعضهم بعضا؟ والله لكأن بكم غدا مقرنين في الحبال ارجافا وترهيبا للمؤمنين فقال مخشي ابن حمير والله لوددت اني اقاضى على ان يضرب كل رجل منا مائة جلدة وانا نتفلت ان ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه؟ نعم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث المروي عن غير واحد عن ابن عمر ومحمد ابن كعب وزيد ابن اسلم وقتادة دخل حديثهم حديث بعضهم في بعض في ذكر قصة هؤلاء النفر في غزوة تبوك غزوة تبوك كانت في السنة التاسعة فكان من هؤلاء النفر شيء من السخرية بالقراء والمراد بالقراء النبي عليه الصلاة والسلام ومن كان من قراء الصحابة رضي الله عنهم وعندما يقال قراء الصحابة ليس المراد كما هو شائع في هذا الزمان ان القارئ من يحفظ القرآن دون فقه او فهم ودون بصيرة بمعاني كتاب الله سبحانه وتعالى وانما المراد بالقراء من جمع الله سبحانه وتعالى لهم في هذا الكتاب العظيم بين الحفظ والفهم القراءة والتدبر والفهم لمعاني كلام الله سبحانه وتعالى وما كانوا يتجاوزون العشر ايات حتى يفهموا معانيهن ويعمل بهن كانت هذه طريقتهم في حفظ كتاب الله فهو حفظ لحروف القرآن وعناية بمعاني القرآن ودلالاته وعمل بكتاب الله عز وجل ومن كان كذلك فهو من اهل القرآن الذين هم اهل الله تبارك وتعالى وخاصته والقرآن انما انزل ليعمل به لا لمجرد ان تحفظ حروفه مع اضاعة حدوده فاذا اطلق القراء في ذلك الزمان الاول والصدر المبارك فان المراد به من جمع بين العلم والعمل بين التلاوة والفهم وحسن التدبر والدراية بمعاني كلام الله سبحانه وتعالى واما في الازمان المتأخرة اذا قيل القارئ فالمراد به الذي يحفظ حروف القرآن وان كان لا يفهم شيئا من معانيه ودلالاته ولا عناية له بتدبر القرآن وتأمل دلالاته وهؤلاء النفر حصل منهم استهزاء بالقراء والمراد بالقراء النبي صلى الله عليه وسلم وقراء الصحابة ووصفوهم بهذه الصفات الثلاث. ارغب بطونا واكذب السنا واجبا عند اللقاء وهذه الصفات الثلاثة هي في الحقيقة صفات المنافقين والكافر يأكل في سبعة امعاء ومن وهم من اشد الناس خوفا يحسبون كل صيحة عليهم ومن اشد الناس كذبا الا انهم هم الكاذبون فهذه صفاتهم هذه صفات اهل النفاق ومن في قلبه مرض لكنهم قالوا هذا الكلام استهزاء قراء الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم فكان ذلك موجبا لكفرهم انتقال من الملة ولهذا فان قوله في الاية قد لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم هذا دليل على انهم قبل هذه الكلمة كانوا من اهل الايمان وان كفرهم انما كان بهذه الكلمة فهي كلمة خرجوا بها من الملة. استحقوا بها عقاب الله سبحانه وتعالى. وكانوا بها كافرين. كانوا بسبب هذه الكلمة من الكفار اوجبت لهم ذلك والا فهم قبل هذه الكلمة كان من اهل الايمان لكن ايمانهم ضعيف. لان من كان ذا ايمان قوي ويقينا راسخ لا يمكن ان يصدر منه هذا الكلام ولا قريبا منه. لكن هؤلاء كان عندهم ايمان ضعيف فلما صدرت منهم هذه الكلمة كفروا بعد ذلك الايمان. قد كفرتم بعد ايمانكم والقائل لهذه الكلمة واحد من هؤلاء كما مر معنا في سياق اه الروايات واحد من هؤلاء قال هذه الكلمة. والبقية شاركوا بالضحك الا التندر شاركوه في ذلك الا الصحابي الكريم الذي قام منكرا وغضب من ذلك وقال كذبتم لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم واما بقية القوم فهلكوا وكفروا بعد ايمانهم عن اخرهم من تكلم ومن كان يسمع ويضحك ويتندر معهم نعم قال رحمه الله تعالى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني لعمار ابن ياسر ادرك القوم فانهم قد احترقوا فسلهم عما قالوا فان انكروا فقل بلى قلتم كذا وكذا فانطلق اليهم عمار فقال ذلك لهم فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون اليه فقال وديعة ابن ثابت ورسول الله واقف على راحلته فجعل يقول وهو آخذ بحقبها يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب. وقال مخشي بن حمير يا رسول الله قعد باسمي قعد بي اسمي واسم ابي فكان الذي عاناه اي بقوله تعالى ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة في هذه الاية ابن حمير فسمي عبد الرحمن وسأل الله ان يقتل شهيدا لا يعلم بمكانه فقتل يوم فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له اثر. العفو هنا نعفو عن طائفة عودته للدين من الله عليه بعودته لهذا الدين وآآ قبل الله سبحانه وتعالى منه رجوعه توبته وسأل الله ان يقتل شهيدا لا يعلم بما لا يعلم بمكانه فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له اثر نعم قال رحمه الله تعالى وقال عكرمة في تفسير هذه الاية كان رجل ممن ان شاء الله عفا الله عنه يقول اللهم اني اسمع انا اعنى بها تقشعر منها الجلود ويجل منها ويجل منها القلب. اللهم فاجعل وفاتي قتلا في سبيلك. لا يقول احد انا غسلت انا كفنت انا دفنت قال فاصيب يوم اليمامة. هذا بمعنى قولها فيما سبق لا يعلم مكان احد؟ نعم فاصيب يوم اليمامة فما احد من المسلمين الا وقد وجد غيره. قوله ولا قوله لا ما من احد من الا وقد وجد غيره اي لم يوجد. لم يجدوا له اثرا نعم قال رحمه الله تعالى قوله لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم اي بهذا المقال الذي استهزئتم به ان نعفو عنكم طائفة منكم نعذب طائفة اي لا يعفى عن جميعكم. ولابد من عذاب بعضكم بانهم كانوا مجرمين. اي مجرمين بهذه قالت الفاجرة الخاطئة انتهى. هذا نوع من اشد انواع الاجرام والجريمة والحديث عن الجريمة في مثل هذا الزمان ينصرف فقط للقتل والسرقة وانواع التعديات على لكن تعدي على الدين والاستهزاء بالدين او برب العالمين هذه جريمة من اشد الجرائم واشنعها وهي موجبة لكفر من ما صدر منه ذلك وانتقاله من الملة فهي اشد من القتل واشد من الزنا واشد من السرقة واشد من شرب الخمر لان هذه الجريمة من الجرائم التي يخرج بها المرء من الملة وينتقل من الدين نعم قال رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام رحمه الله وقد امره الله تعالى ان يقول لهم قد كفرتم بعد ايمانكم. وقول من يقول انهم كفروا بعد ايمانهم بلسانهم مع كفرهم اولا بقلوبهم لا يصح. لان الايمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر فلا يقال قد كفرتم بعد ايمانكم فانهم لم يزالوا كافرين في نفس الامر وان اريد انكم اظهرتم الكفر بعد اظهاركم ام الايمان فهم لم يظهروا للناس الا لخواصهم وهم مع خواصهم ما زالوا كذلك ولا يدل اللفظ على انهم ما زالوا منافقين نعم يعني هذا التقرير واضح وهذا البيان بين شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله ان قوله قد كفرتم بعد ايمانكم اي انهم كانوا قبل هذه المقالة من اهل الايمان. لكن ايمانهم كان ضعيفا لم يكن قويا لان الايمان القوي لا يمكن ان يصدر من من صاحبه ما يتنافى مع تعظيم الله وتعظيم لكن من ايمان من في ايمانه ضعف ورقة ونقص فانه قد يحصل منه في بعض المجالس شيء من هذا الاستهزاء. فاذا حصل خرج من الدين اذا حصل منه خرج من الدين. بهذا الاستهزاء بشيء فيه ذكر الله او ذكر الرسول او ذكر القرآن نعم قال رحمه الله تعالى وقال رحمه الله تعالى في موضع اخر فقد اخبر انهم كفروا بعد ايمانهم مع قولهم انا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد الله بل انما كنا نخوض ونلعب وبين ان هذا لسان حال اكثر الساخرين المستهزئين من المتهكمين بالدين او بحملة الدين او بالقرآن او بشيء من احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام او نحو ذلك يقول لا لا نعتقد ذلك وانما من باب المزاح. وتمظية الاوقات والتسلية والتنكيت لا نعتقد ذلك فالله سبحانه وتعالى لما اعتذروا بهذا العذر انهم لم يكونوا جادين وانما كان هزل ومزاح وتمظي الى الوقت وقطع لعناء سفر قال الله لا تعتذرون. يعني اعتذار غير مقبول اعتذار غير مقبول لا يمكن ان يكون المؤمن بهذه الحال يمضي اوقاته ويسلي نفسه ورفقائه بالاستهزاء بدين الله لا يمكن لا يمكن فاذا وجد هذا الاستهزاء خرج المرء من الدين لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم نعم قال رحمه الله تعالى بل انما فقد اخبر انهم كفروا بعد ايمانهم مع قولهم انا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له. بل انما كنا نخوض ونلعب. وبين ان الاستهزاء جاء بايات الله كفر ولا يكون هذا الا ممن شرح صدره بهذا الكلام ولو كان الايمان في قلبه منعه ان يتكلم بهذا الكلام نعم لو كان الامام في قلبه منعه ان يتكلم بهذا الكلام لو كان الايمان القوي الراسخ متمكنة في القلب لمنعه من هذا الكلام نعم قال رحمه الله تعالى والقرآن يبين ان ايمان القلب يستلزم العمل الظاهر بحسبه كقوله تعالى ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون وان يكن لهم الحق يأتوا اليه مطعنين افي بهم مرض ام ارتابوا ام يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله بل اولئك هم الظالمون. انما كان قول المؤمنين اذا ادعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون. فنفى الايمان من تولى عن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. واخبر ان المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم سمعوا واطاعوا فبين ان هذا من لوازم الايمان انتهى. وفيه بيان ان الانسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها او وعمل يعمل به واشدها خطرا ايرادات القلوب فهي كالبحر الذي لا ساحل له ويفيد الخوف من النفاق الاكبر فان الله تعالى اثبت لهؤلاء ايمانا قبل ان يقولوا ما قانوه. كما قال ابن ابي مليكة ادركت من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه. نسأل الله السلامة والعفو والعافية في الدنيا والاخرة فيه كما قال رحمه الله تعالى بيان ان الانسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها او عمل يعمل به مثلا هذا الباب باب الاستخفاف والاستهزاء قد يكون باللسان وقد يكون بعمل يعني يشير بلسانه اشارة مستهزئ او مثلا يشير بيده اشارة استهزاء حتى وان لم ينطق بالاستهزاء بلسانه فانه يكفر سواء استهزأ بلسانه او استهزأ بافعاله. وتصرفاته وحركاته فهذا فيه خطورة الاستهزاء من جهة وخطورة اللسان من جهة اخرى قد تكون كلمة واحدة في مجلس واحد يقولها المرء فتهدم دينه ويخرج من الملة ويكون من الكافرين هذا فيه خطورة اللسان وكثير من الناس لا يقوم لهذا الامر او لا يجعل لهذا الامر في قلبه شأن او مكانة. ولهذا في في بعض المجالس قد يصدر منه. استخفاف او يسمع مستخفين المستهزئين فيضحك ويشاركهم التندر والتنكيت والضحك فيكون هو واياهم كافرين من بعد ايمانهم بهذه السخرية والاستهزاء بالله او بالرسول او بالقرآن الكريم هذا فيه خطورة الاستهزاء مقالة واحدة تصدر للمرء يستهزئ بها بشيء فيه ذكر الله او ذكر الرسول او ذكر القرآن فتكون موجبة لخروجه من الملة وكفره بالله سبحانه وتعالى وختم رحمه الله تعالى بهذا الاثر اثر عبد الله بن ابي مليكة وهو من علماء التابعين واجلتهم يقول ادركت اكثر ادركت ثلاثين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه كلهم يخاف النفاق على نفسه. اي يخاف من مرض القلب بالنفاق وهذا الخوف يوجب للخائف ان يبتعد عن كل ما يفضي به الى ان يكون من اهل النفاق ويجاهد نفسه على البعد عن كل ما يفضي به الى النفاق من قول او فعل او رفقة او غير ذلك يجانب ذلك كله فان الخوف يوجب الحذر مما يخاف منه. الخوف يوجب الحذر الخوف من النفاق يوجب الحذر من النفاق. الخوف من الكفر يوجب الحذر من الكفر ومجانبته ومجانبة كل وسيلة تفظي اليه وتؤدي اليه. وان يكون العبد مع هذا الخوف والحذر دوما متجها الى الله سبحانه وتعالى ان يعيذه من النفاق. قال ادركت ثلاثين ان صحابيا ثلاثين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه نسأل الله عز وجل ان يعيذنا من النفاق وان يزكي قلوبنا بالايمان وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا وولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا معنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا