المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثامنة طريقة القرآن في تقرير المعاد وهذا الاصل الثالث من الاصول التي اتفقت عليها الرسل وشرائع كلها. وهي التوحيد والرسالة وامر المعادي وحشر العباد وهذا قد اكثر الله من ذكره في كتابه الكريم وقرره بطرق متنوعة. منها اخباره وهو اصدق القائلين عنه وعما يكون فيه من الجزاء الاوفى مع اكثار الله من ذكره فقد اقسم عليه في ثلاثة مواضع من كتابه. فقوله تعالى لا اقسم بيوم القيامة. ومنها الاخبار بكمال قدرته تعالى ونفوذ مشيئته وانه لا يعجزه شيء. فاعادة العباد بعد موتهم فرد من افراد اثار قدرته. ومنها تذكيره العباد بالنشأة الاولى وان الذي اوجدهم ولم يكونوا شيئا مذكورا لابد ان يعيدهم كما بدأهم. وان الاعادة اهون عليه. واعاد هذا المعنى ما في مواضيع كثيرة لاساليب متنوعة. ومنها احياؤه الارض الهامدة الميتة بعد موتها. وان الذي احياها سيحيي الموتى وقرر ذلك بقدرته على ما هو اكبر من ذلك. وهو خلق السماوات والارض. والمخلوقات العظيمة فمتى اثبت المنكرون ذلك؟ لن يقدروا وعلى انكاره. فلأي شيء يستبعدون احياء الموتى وقرر ذلك بسعة علمه وكمال قدرته وانه لا يليق به ولا يحسن ان ليترك خلقه سدى مهملين لا يؤمرون ولا ينهون ولا يثابون ولا يعاقبون. وهذا طريق قرر به النبوة والامر الميعاد. ومما قرر وبه البعثة ومجازة المحسنين باحسانهم والمسيئين باساءتهم ما اخبر به من ايامه وسننه سبحانه وتعالى في الامم الماضية والقرون الماضية وكيف نجزي الانبياء واتباعه واتباعهم واهلك وكيف نجى الانبياء واتباعهم واهلك المكذبين لهم المنكرين للبعث ونوع العقوبات واحل بهم المثلات. فهذا جزاء معجل ونموذج من جزاء الاخرة. اراده اراه الله سبحانه وتعالى عباده ويحيى من حي عن بينة. ومن ذلك ما ارى الله عباده من احياءه الموتى في الدنيا. كما ذكره الله عن صاحب البقرة والالوف ومن بني اسرائيل الذين مر على قرية والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها. وقصة ابراهيم الخليل. ابراهيم الخليل والطيور واحياء عيسى ابن مريم للاموات وغيرها مما اراه الله سبحانه وتعالى عباده في هذه الدار. ليعلموا انه قوي ذو اقتداء وان العبادة لابد ان ان يردوا الى دار القرار اما الجنة واما النار وهذه المعاني ابداها الله واعادها في محال كثيرة والله اعلم