ويوطن نفسه لحدوثها ان حدثت ويسعى في دفع ما لم يقع منها. وفي رفع ما وقع او تخفيفه ومن الامور النافعة ان تعرف ان اذية الناس لك وخصوصا في الاقوال السيئة. لا تضرك بل تضرهم الا ان اشغلت نفسك في الاهتمام بها. وسوغت لها ان تملك مشاعرك عند ذلك تضرك كما ضرتهم فان انت لم تضع لها بالا لم تضرك شيئا واعلم ان حياتك تبع لافكارك وان كانت افكارا فيما يعود عليك نفعه في دين او دنيا فحياتك طيبة سعيدة والا فالامر بالعكس ومن انفع الامور لطرد الهم ان توطن نفسك على الا تطلب الشكر الا من الله فاذا احسنت الى من له حق عليك او من ليس له حق فاعلم ان هذا معاملة منك مع الله فلا تبالي بشكر من انعمت عليه كما قال تعالى في حق خواص خلقه انما نطعمكم لوجه الله. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ويتأكد هذا في معاملة الاهل والاولاد. ومن قوي اتصالك بهم فمتى وطنت نفسك على القاء الشكر عنهم فقد ارحت واسترحت المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل العاقل يعلم ان حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وانها قصيرة جدا فلا ينبغي له ان يقصرها بالهم والاسترسال مع الاكدار ان ذلك ضد الحياة الصحيحة فيشح بحياته ان يذهب كثير منها نهبا للهموم والاكدار ولا فرق في هذا بين البر والفاجر ولكن المؤمن له من التحقق بهذا الوصف الحظ الاوفر. والنصيب النافع العاجل والاجل وينبغي ايضا اذا اصابه مكروه او خاف منه ان يقارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية او دنيوية وبينما اصابه من مكروه عند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم. واضمحلال ما اصابه من المكاره وكذلك يقارن بينما يخافه من حدوث ضرر عليه وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة منه فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية وبذلك يزول همه وخوفه ويقدر اعظم ما يكون من الاحتمالات التي يمكن ان تصيبه ومن دواعي الراحة اخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي دون التكلف الذي يقلقك وتعود على ادراجك خائبا من حصول الفضيلة. حيث سلكت الطريق الملتوي وهذا من الحكمة ان تتخذ من الامور الكدرة امورا صافية حلوة وبذلك يزيد صفاء اللذات وتزول الاكتار اجعل الامور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها ولا تلتفت الى الامور الضارة لتلهو بذلك عن الاسباب الجالبة للهم والحزن واستعن بالراحة واجماع النفس على الاعمال المهمة ومن الامور النافعة حسم الاعمال في الحال. والتفرغ في المستقبل لان الاعمال اذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الاعمال السابقة وانضافت اليها الاعمال اللاحقة فتشتد وطأتها فاذا حسمت كل شيء بوقته اتيت الامور المستقبلة بقوة تفكير وقوة عمل وينبغي ان تتخير من الاعمال النافعة الاهم فالاهم وميز بينما تميل نفسك اليه. وتشتد رغبتك فيه. فان ضده يحدث السآمة والملل والكدر استعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة كما ندم من استشار والدروس ما تريد فعله درسا دقيقا فاذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين والحمد لله رب العالمين صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم