يحيطون به علما وقوله انا نعلم ما يسرون وما يعلنون. وقوله ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم وسمى نفسه الغفور واخبر عن نفسه بالفعل من ذلك الا تحبون ان يغفر الله لكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين اما بعد قال المؤلف وفقه الله تعالى قاعدة اسماء الله تعالى اعلام واوصاف ان من القواعد المفيدة في باب فقه الاسماء الحسنى ان اسمائه الحسنى سبحانه وتعالى اعلام واوصاف والوصف بها لا ينافي العلمية فهي اعلام باعتبار دلالتها على الذات واوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني وهي بالاعتبار الاول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد. وهو الله عز وجل. وبالاعتبار الثاني متباين لدلالة كل واحد منها على معناه الخاص فالحي العليم القدير السميع البصير الرحمن الرحيم العزيز الحكيم كلها اسماء لمسمى واحد وهو الله عز وجل لكن للحي معنى خاص وللسميع معنى خاص وللبصير معنى خاص فالحي يدل على صفة الحياء والسميع يدل على صفة السمع. والبصير يدل على صفة البصر. وهكذا فهي بهذا الاعتبار متباينة لدلالة كل اسم منها على معناه الخاص وقد تنوعت الدلائل في الكتاب والسنة على اشتمال اسماء الله الحسنى على المعاني والاوصاف قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وثبوت معنى الكمال قد دل عليه القرآن بعبارات متنوعة دالة على معان متضمنة لهذا المعنى فما في القرآن من اثبات الحمد له وتفصيل محامده وان له المثل الاعلى وان له المثل الاعلى واثبات واثبات معاني اسمائه ونحو ذلك كله دال على هذا المعنى وابرز هذه الادلة ما يلي اولا ان الله وصف اسماءه بانها كلها بانها كلها حسنى اي بالغة في الحسن تمامه وكماله. لاشتمالها على اوصاف الكمال ونعوت الجلال ولو كانت اعلاما جامدة غير دالة على معان لم تكن حسنا ثانيا اخبار الله عن نفسه بتفرده بالمثل الاعلى في قوله ولله المثل الاعلى. وقوله المثل الاعلى قال ابن كثير رحمه الله ولله المثل الاعلى اي الكمال المطلق من كل وجه وهو منسوب اليه وذكر ابن القيم رحمه الله من جملة المعاني التي يفسر بها المثل الاعلى ثبوت الصفات العليا لله سبحانه ثالثا ما ورد في القرآن من اثبات الحمد له سبحانه ومن اثبات الحمد له سبحانه وتفصيل محامده فمن اسمائه سبحانه الوهاب ومن تفاصيل محامده في القرآن قوله تعالى الحمدلله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق ان سميع الدعاء ومن اسمائه سبحانه الخالق ومن تفاصيل محامده في القرآن قوله قوله سبحانه الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ومن اسمائه سبحانه القدوس السلام ومن تفاصيل محامده في القرآن قوله تعالى وقل الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ومن اسمائه الملك والعليم ومن تفاصيل محامده في القرآن قوله تعالى الحمدلله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور رابعا ان في القرآن اثباتا لاسماء الله واثباتا للصفات. التي دلت عليها تلك الاسماء فسمى نفسه العزيز ووصف نفسه بالعزة في قوله تعالى فلله العزة جميعا وسمى نفسه العليم وصف نفسه بالعلم في قوله تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وقوله فاعلموا ان فاعلموا انما انزل بعلم الله وسمى نفسه القوي ووصف نفسه بالقوة في قوله تعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وسمى نفسه الرحمن الرحيم ووصف نفسه بالرحمة في قوله تعالى وربك الغفور ذو الرحمة وسمى نفسه الحكيم ووصف نفسه بالحكم في قوله تعالى له الحكم واليه ترجعون وقوله الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين وسمى نفسه القدير وصف ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم بانه ذو القدرة كما في دعاء اخارة اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك رواه البخاري وفي قوله اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق. رواه الامام احمد والنسائي وغيرهما وسمى نفسه البصير ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم بانه ذو بصر بقوله ان الله لا ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل. حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. رواه مسلم خامسا ان في القرآن اثباتا لاسماء الله واخبارا من الله عن نفسه بافعال تلك الاسماء والافعال احكام للصفات فثبوت الفعل دليل على ثبوت الصفة وسمى نفسه السميع واخبر عن نفسه بالفعل الذي يقتضيه هذا الاسم في قوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما. ان الله سميع بصير وقوله انني معكما اسمع وارى وسمى نفسه العليم واخبر عن نفسه بالفعل من ذلك في قوله يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا وقوله قال ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له. انه هو الغفور الرحيم. وقوله والا تغفر لي ارحمني اكن من الخاسرين وسمى نفسه الرحيم واخبر عن نفسه بالفعل من ذلك بقوله ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك وقوله يعذب من يشاء ويرحم من يشاء سادسا انه تبارك وتعالى سمى نفسه في القرآن باسماء ثم نزه نفسه عما يضاد ما دلت عليه من الصفات فسمى نفسه الحي القيوم ونزه نفسه عن السنة والنوم المنافية لكمال حياته وقيوميته بقوله لا تأخذه سنة ولا نوم وسمى نفسه القوي ونزه نفسه عن اللغوب وهو التعب وعن ان يؤوده اي يثقله حفظ السماوات والارض. لمنافاة ذلك لكمال قوته بقوله وما مسنا من لغوب. وقوله ولا يؤوده حفظهما وسمى نفسه العليم ونذى نفسه عن الغفلة والنسيان. لمنافاة ذلك لكمال علمه. بقوله وما الله بغافل عما تعملون. وقوله وما كان ربك نسيا وسمى نفسه الغني ونزه نفسه عما ينافي كمال غناه. بقوله وهو يطعم ولا يطعم. وقوله ما اريد منهم من رزقي وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين والامثلة على هذا كثيرة. والقاعدة في هذا الباب مطردة. ان كل ما نفاه الله عن نفسه ونزه نفسه عنه فهو متضمن لثبوت كمال ضد المنفي له تبارك وتعالى سابعا ورد في السنة احاديث مشتملة على اثبات المعاني والصفات لاسماء الله الحسنى لقوله صلى الله عليه وسلم في دعاء النوم اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء انت الباطل فليس دونك شيء رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا. رواه ابو داوود وغيره يروح وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم واليه الحكم. رواه ابو داوود وغيره. وقوله صلى الله عليه وسلم لابي بكر رضي الله عنه عندما سأله ان يعلمه دعاء يقوله في صلاته وبيته قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم. متفق عليه الى غير ذلك من الوجوه الدالة على ان اسماء الله اعلام واوصاف. وانها ليست اعلاما محضة واسماء عن صرفة ليست دالة على معان بل كلها اسماء حسنى متضمنة متضمنة ثبوت اوصاف كمال ونعوت الجلال ونعوت الجلال والجمال للرب عز وجل على الوجه اللائق به عز شأنه وتعالى جده نسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا