مما يؤيد فطرية توحيد الربوبية عند البشر ان الوثنيين الذين اشركوا مع الله غيره لم يقولوا بوجود ربين متماثلين في جميع الصفات والافعال قال الفخر الرازي اعلم انه ليس في العالم احد يثبت لله شريكا يساويه في الوجود والقدرة والعلم والحكمة وهذا مما لم يوجد الى الان لكن الثانوية يثبتون الهين احدهما حكيم يفعل الخير. والثاني سفيه يفعل الشر واما الاشتغال بعبادة غير الله ففي الذاهبين اليه كثرة وقال شيخ الاسلام ابن تيمية ومعلوم ان احدا من الخلق لم يزعم ان الانبياء والاحبار والرهبان والمسيح ابن مريم شاركوا الله في خلق السماوات والارض بل ولا زعم احد من الناس ان العالم له صانعان متكافئان في الصفات والافعال بل ولا اثبت احد من بني ادم الها مساويا لله في جميع صفاته بل عامة المشركين بالله مقرون بانه ليس شريكه الذي يزعمون مثله العامتهم يقرون ان الشريك مملوك له سواء كان ملكا او نبيا او كوكبا او صنما كما كان مشرك العرب يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فاهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد وقال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وقد ذكر ارباب المقالات ما جمعوا من مقالات الاولين والاخرين في الملل والنحل والاراء والديانات فلم ينقبوا عن احد اثبات شريك مشارك له في خلق جميع المخلوقات ولا مماثل له في جميع الصفات بل من اعظم ما نقلوا في ذلك قول الثانوية الذين يقولون بالاصلين النور والظلمة وان النور خلق الخير والظلمة خلقت الشر ثم ذكروا لهم في الظلمة قولين احدهما انها محدثة فتكون من جملة المخلوقات له والثاني انها قديمة لكنها لم تفعل الا الشر فكانت ناقصة في ذاتها وصفاتها ومفعولاتها عن النور وقد اخبر سبحانه عن المشركين من اقرارهم بان الله خالق المخلوقات ما بينه في كتابه فقال ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. وقال تعالى قل لي من الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل افلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون الى قوله فانى تسحرون؟ الى قوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون. وقال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون اذا حتى المشركون لم يثبتوا مع الله الها مساويا له في كل شيء