فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات فيقال له اكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد. ونحو ذلك فهذا التقدير قد كان ينكره غلاة القدرية قديما ومنكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة فصل ما بعد الموت. قال المصنف رحمه الله ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت. وهذا ضابط جامع يدخل فيه الايمان بالنصوص الواردة في حالة الاحتضار. وفي القبر والقيامة والجنة والنار وجميع ما احتوت عليه من التفاصيل التي صنفت فيها المصنفات المطولة والمختصرة. وكلها داخلة في الايمان باليوم الاخر ثم اشار المصنف الى شيء منها فقال ويؤمنون بفتنة القبر وبعذابه ونعيمه. فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم. فيقال للرجل من ربك؟ وما دينك ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي. واما المرتاب فيقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان. ولو سمعها الانسان قانون صاعق وهذا الابتلاء والامتحان لكل عبد. فاما من كان مؤمنا ايمانا صحيحا ثبته الله عز وجل ولقنه الجواب الصحيح للملكين. كما قال تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. فذكر ان تثبيته لهم جزاء لهم على ايمانهم في الدنيا. فالمؤمن يجيب الجواب الصحيح وان كان عاميا او اعجميا. واما الكافر والمنافق ممن كان في الدنيا غير مؤمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فانه يستعجم عليه الجواب ولو كان من اعلم الناس وافصحهم. كما قال تعالى ويضل الله الظالمين من حكمة الله عز وجل ان نعيم البرزخ وعذابه لا يحس به الانس والجن بمشاعرهم. لان الله تعالى جعله من الغيب ولو واظهره لفاتت الحكمة المطلوبة قال المصنف رحمه الله ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى ان تقوم القيامة الكبرى. فتعاد الارواح الى الاجساد وتقوم القيامة التي اخبر الله عز وجل بها في كتابه. وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. واجمع عليها المسلمون فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق وتنصب الموازين فتوزن فيها اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في في جهنم خالدون. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال. فاخذ كتابه بيمينه. واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره قال تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتاب فكفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. ويحاسب الله الخلق ويخلو بعبده المؤمن. فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته. فانه لا حسنات لهم. ولكن تعد اعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها. وفي عرصات القيامة الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل. انيته عدد نجوم السماء. طوله شهر وعرضه شهر. من شرب منه لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كالفرس ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر شركة بالابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا. ومنهم من يزحف زحفا. ومنهم من يخطف ويلقى في جهنم ان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض. فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم. واول من يدخل الجنة امته صلى الله عليه وسلم وله صلى الله عليه وسلم ثلاث شفاعات. اما الشفاعة الاولى فيشفع في اهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وعيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام حتى تنتهي اليه. واما الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة وهاتان الشفاعتان خاصتان له واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها وفي من دخلها ان يخرج منها. وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها. وفي من دخلها ان يخرج منها. ويخرج الله عز وجل من النار اقواما بل بفضله ورحمته ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله عز وجل لها اقواما فيدخلهم الجنة واصناف ما تظمنته الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار. وتفاصيل ذلك مذكور في الكتب المنزلة من السماء وفي الاثار من العلم الموروث عن الانبياء. وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يكفي ويشفي فمن ابتغاه وجده ذكر المصنف رحمه الله هذا الكلام النفيس المتعلق باليوم الاخر المأخوذ من نصوص الكتاب والسنة. وهو كلام واضح جامع واحال على الكتاب والسنة في بقية تفاصيل اليوم الاخر. وقد كتب اهل الاسلام من النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة. فيما يتعلق باليوم اخري وبالجنة والنار وتفاصيل ذلك الكثير. وصنفوا المصنفات المطولة والمبسوطة. والمهم ان ذلك كله داخل في الايمان اليوم الاخر واعلم ان اصل الجزاء على الاعمال خيرها وشرها ثابت بالعقل كما هو ثابت بالسمع. فان الله عز وجل نبه العقول الى ذلك في مواضع كثيرة من الكتاب. وذكر ما هو مستقر في العقول الصحيحة. من انه لا يليق بحكمة الله وحمده ان يترك الناس سدى او ان يكونوا مخلوقين عبثا لا يؤمرون ولا ينهون ولا يثابون ولا يعاقبون. وان العقول الصحيحة تنكر ذلك اشد الانكار. وكذلك نبههم على ذلك بما اوقعه من ايامه في الدنيا. من اثابة الطائعين وتعجيل بعض ثوابهم وعقوبة الطاغين بعض ما وعدوا به. وهذا شيء مشاهد محسوس متناقل بين الناس بالتواتر. الذي لا يقبل الشك ولا يزال يري عباده واياته في الافاق وفي انفسهم ما يتبين به الحق لاولي العقول والالباب. واما تفاصيل الجزاء ومقاديره فلا يدرك الا والنقول الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم المعصوم. الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. ومن الحكمة في محاسبة الخلق على اعمالهم وزنها وظهورها مكتوبة في الصحف مع احاطة علم الله بذلك. ليري عباده كمال حمده وكمال عدله وسعة رحمته وعظمة ملكه ولهذا قال مالك يوم الدين مع ان ملكه عام مطلق لهذا اليوم يومي ولغيره. قال المصنف رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. والايمان بالقدر عليه درجتين كل درجة تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله يعلم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا. وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال. ثم كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق فاول ما خلق الله القلم. قال له اكتب. قال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. جفت الاقلام وطويت الصحف. كما قال تعالى الم تعلم اعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض. ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير متابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء. واذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركته سين ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسوله ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا من الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين. ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة. والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم. كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة قدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة. ويغلو فيها من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها اعلم ان الايمان بالقدر امره عظيم وشأنه مهم جدا. وهو احد اركان الايمان الستة. وقد انحرف فيه طوائف من اهل البدع الضلال فضلا عن المنكرين من الملحدين وغيرهم. وقد فصله الشيخ في هذا الفصل بهذا الكلام الجامع النفيس. الذي لا يوجد له في تحقيقه وتفصيله وجمعه وتوضيحه. وهو مجموع من نصوص الكتاب والسنة. ومن العقيدة السلفية الخالصة. فذكر انه لا يتم الايمان بالقدر الا بتحقيق هذه الامور الاربعة. التي يفتقر كل منها الى البقية. وقد ارتبط بعضها ببعض ارتباطا وثيقا لا ينفصم الا بالانحراف الى الاقوال المنحرفة. وذلك انه ثبت في نصوص الكتاب والسنة احاطة علم الله بجميع السابقة والحاضرة والمستقبلة من اعيان واوصاف وافعال للمكلفين وغيرهم. وتثبت النصوص ايضا ان الله عز عز وجل اثبت علمه بالكائنات والموجودات دقيقها وجليلها باللوح المحفوظ. في نصوص لا يمكن احصاؤها وتثبت النصوص ايضا ان مشيئة الله عامة وارادته القدرية شاملة لا يخرج عنها حادث صغير ولا كبير ولا عين ولا فعل ولا وصف وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والنصوص على شمول قدرة الله ومشيئته لكل حادث لا تحصى. وتثبت النصوص ايضا ان العباد مختارون غير مجبورين على افعالهم وان اعمالهم خيرها وشرها واقعة بمشيئتهم وقدرتهم التي خلقها الله لهم وخالق السبب التام خالق للمسبب وبهذا ينحل عن العبد الاشكال ويتسع قلبه للجمع بين اثبات عموم مشيئة الله وقدرته وشمولهما افعال العباد مع وقوعها شرعا وحسا وعقلا باختيارهم. فمتى جمع العبد هذه المراتب الاربع وامن بها ايمانا صحيحة كان هو المؤمن بالقدر حقا. الذي يعلم ان الله عز وجل بكل شيء عليم. وعلمه بالحوادث قد اودع في اللوح المحفوظ والحوادث كلها تجري على ما علمه الله عز وجل وكتبه. وتقع باسباب ربطها العزيز الحكيم في مسبباتها والاسباب والمسببات من قضاء الله وقدره. ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة او النار فقالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما اهل السعادة فييسرون لعمل اهل السعادة. واما اهل الشقاوة فييسرون لعمل اهل الشقاوة. ثم فقرأ صلى الله عليه وسلم فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغفر وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. متفق عليه وتوضيح ذلك ان العبد اذا صلى وصام وعمل الخير او عمل شيئا من المعاصي كان هو الفاعل لذلك العمل الصالح وذلك العمل من السيء وفعله المذكور بلا ريب واقع باختياره. وهو يحس ضرورة انه غير مجبور على الفعل او الترك. وان انه لو شاء لم يفعل. وكما ان هذا هو الواقع فهو الذي نص الله عليه في كتابه. ونص عليه رسوله صلى الله عليه وسلم حيث اضاف الاعمال صالحها وسيئها الى العباد. واخبر انهم الفاعلون لها وانهم محمودون عليها ان كانت صالحة تابون عليها ومذمومون ان كانت سيئة ومعاقبون عليها وقد تبين بهذا واتضح انها واقعة منهم وباختيارهم. وانهم ان شاءوا فعلوا وان شاءوا تركوا. وان هذا الامر ثابت عقلا وحسا وشرعا ومشاهدة ومع ذلك فاذا اردت ان تعرف انها كذلك واقعة منهم واعترض معترض وقال كيف تكون داخلة في القدر وكيف تشملها المشيئة فيقال باي شيء وقعت هذه الاعمال الصادرة من العباد خيرها وشرها فهي بقدرتهم ومشيئتهم وارادتهم وهذا يعترف به كل احد. ويقال ايضا ان الله عز وجل خلق قدرتهم ومشيئتهم وارادتهم والجواب كذلك يعترف به كل احد. وان الله عز وجل هو الذي خلق قدرتهم وارادتهم وهو الذي خلق ما به تقعون الافعال كما انه الخالق للافعال. وهذا هو الذي يحل الاشكال ويتمكن العبد ان يعقل بقلبه اجتماع القدر القضاء والاختيار ومع ذلك فهو تعالى امد المؤمنين باسباب والطاف واعانات متنوعة وصرف عنهم الموانع. كما قال صلى الله عليه وسلم واما من كان من اهل السعادة فيسر لعمل اهل السعادة. وكذلك الفاسقين واكلهم الى انفسهم ولم يعنهم لانهم لم يؤمنوا به ولم يتوكلوا عليه. فولاهم ما تولوه لانفسهم ولما ضاق تحقيق هذا المقام على قلوب كثير من الخلق انحرفت هنا طائفتان من الناس. طائفة يقال لهم الجبريات غلوا في اثبات القدر وتوهموا ان العبد ليس له فعل حقيقة وانه لا يمكن ان يثبت للعبد عموم المشيئة ويثبت عبد الاختيار والطائفة الاخرى القدرية قابلتهم فشهدت وقوع افعالهم بقدرتهم واختيارهم. وتوهموا انه لا يمكن مع ذلك ان يدخل ذلك في قضاء الله وقدره ولم تتسع قلوب الجبرية والقدرية للجمع بين الامرين. فرد كل منهما قسما كبيرا من نصوص الكتاب والسنة. المؤيدة للقول الصحيح وهدى الله اهل السنة والجماعة فامنوا بجميع الكتاب والسنة وامنوا بقضائه وقدره وشمولهما لكل موجود وبشرعه وامره وان العباد فاعلون حقيقة مختارون فايمانهم بعموم القدر يوجب لهم الاستعانة التامة بربهم. لعلمهم انه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وان له في عباده المؤمنين الطافا وتيسيرا لا يناله احد منهم الا بقوة الايمان والتوكل. واوجب لهم ايمانهم بالشرع قوى الامر والنهي والاسباب وانها مرتبطة بمسبباتها شرعا وقدرا. الجد والاجتهاد في فعل الاسباب النافعة. وبذلك تعرف ان الايمان الصحيح سبب لكل خير ومن فوائد الايمان بالقضاء والقدر انه يوجب للعبد سكون القلب وطمأنينته وقوته وشجاعته. لعلمه ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. كما انه يسلي العبد عن المصائب ويوجب له الصبر والتسليم والقناعة بما رزقه الله قال تعالى ومن يؤمن بالله يهد قلبه. قال بعض السلف هو الرجل تصيبه المصيبة. في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم ومن فوائده انه يوجب للعبد شهود منة الله عليه فيما يمن به عليه من فعل الخيرات وانواع الطاعات ولا يعجب بنفسه ولا يدل بعمله لعلمه انه تعالى هو الذي تفضل عليه بالتوفيق والاعانة وصرف الموانع والعوائق وانه لو وكل الى نفسه لضعف وعجز عن العمل. كما انه سبب لشكر نعم الله بما ينعم عليه من نعم الدين والدنيا انه يعلم انه ما بالعبد من نعمة الا من الله. وان الله عز وجل هو الدافع لكل مكروه ونقمة