والله اعلم وهذا ما ذكره العماد ابن كثير في تفسيره. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه. ذكر ابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يلحدون في اسمائه يشركون وعنه سم اللات من الاله والعزى من العزيز وعن الاعمش يدخلون فيها ما ليس منها. عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لله تسعة تسعين أسماء مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر أخرجاه في الصحيحين من حديث سفيان ابن عيينة ورواه البخاري عن ابي اليمان عن ابي الزناد عن الاعرج عنه. واخرجه الترمذي عن عن الجوجزان عن صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم عن شعيب بسنده مثله وزاد بعد قوله يحب الوتر هو الله الذي لا اله الا الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الاحد الفرد الصمد القادر المقتدر المقدر المؤخر الاول الاخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والاكرام المقسط الجامع الغني المغني المعطي المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور ثم قال الترمذي هذا حديث غريب وقد روي من غير وجه عن ابي هريرة رضي الله عنه ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر الاسماء الا في هذا الحديث. والذي عول عليه جماعة من الحفاظ ان سرد الاسماء في هذا الحديث مدرج فيه. وانما ما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك الصنعاني عن زهير بن محمد انه بلغه عن غير واحد من اهل العلم انهم قالوا ذلك اي انهم جمعوها من محمد اي انهم جمعوها من القرآن كما روي عن جعفر بن محمد وسفيان وابي زيد اللغوي وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد قوله رحمه الله باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها والذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون. هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان وجوب تعظيم اسماء الله تبارك وتعالى ان يؤمن او ان يؤمن المرء بهذه الاسماء وكذلك الصفات كما جاءت في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. والا يتعرض لها بشيء من التحريف. او التعطيل او التكييف او التمثيل بل الواجب ان يؤمنوا بها ان يؤمن بها المرء كما جاءت وان يمرها كما وردت معظما اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته مقرا بها مؤمنا بها كما جاءت. وان من لم يكن كذلك سالكا هذا المنهج واخذ يحرف او يعطل او يكيف او يمثل في هذه الاسماء العظيمة ما هو الصفات الجليلة؟ فانه يكون قد الحد. في اسماء الله والالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى هو الميل بها والعدول عما دلت عليه سواء بتحريف معناها او جحدها او كذلك تشبيهها بصفات المخلوقين او غير ذلك وهذا يدلنا ان الالحاد في اسماء الله طرائق متنوعة وليس نوعا واحدا لكن هذه الطرائق يجمعها وصف الالحاد. فكل هذه الطرائق تلحاد في اسماء الله مثل ما عبر ابن القيم رحمه الله تعالى في بعض كتبه قال فجمعهم الالحاد وتفرقت بهم طرقه. بمعنى ان كلا اخذ مسلك من المسالك. في الحاده في الحاده باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته وفي هذه الاية الكريمة التي صدر بها المصنف رحمه الله الترجمة او جعلها عنوان ان الترجمة تحذير تحذير من هذا الالحاد من وجهين. الاول في قوله سبحانه وتعالى وذروا الذين يلحدون في اسمائه. وهذا فيه بيان القبح صنيعهم وشناعة فعلتهم. وان من كان كذلك يحذر منه انا لشناعة ما صنع وقبح ما فعل. والوجه الثاني في قوله ما كانوا يعملون. لان لهم عند الله سبحانه وتعالى عقوبة عظيمة اعدها جل وعلا لهم جزاء هذه الشنيعة ويا الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى. واسماء الله اعظم الاسماء واجلها. والغلط فيها ليس كالغلط في اي اسم ولهذا يجب على المرء ان يكون معظما لاسماء الله تبارك وتعالى وتعظيمه لهذه الاسماء هو من توحيد الله. لان توحيد الله تبارك وتعالى نوعان علم وعملي. واثبات الاسماء الحسنى والصفات العلى. والاقرار بها كما جاءت هو من توحيد الله العلمي. الله سبحانه وتعالى خلق الخلق للعلم العمل غاية مقصودتان بالخلق. قال الله تعالى الله الذي خلق سبع السماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما هذا مقصود للخلق كما ان مقصود الخلق العبادة في قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالله خلق الخلق للعلم والعمل. واعظم ما يكون في باب العلم العلم باسماء الله. وصفاته سبحانه وتعالى والايمان بها كما جاءت وهذا العلم اشرف العلوم واجلها على الاطلاق. واثره على العبد صلاحا واستقامة زكاء اعظم الاثر فان من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد واورد رحمه الله تعالى نقولات عن السلف رحمهم الله في معنى الالحاد فذكر عن ابن عباس يلحدون يشركون وذكر عنه وسموا اللات من الاله والعزى من العزيز. وعن الاعمش يدخلون فيها ما ليس منها وهذه النقولات تبين لنا ان الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى ليس نوعا واحدا. بل انواع وطرائق مختلفة والنقول التي جاءت عن السلف رحمهم الله في تفسير الالحاد كلها حق. كلها حق كلها حق في في تفسير الحادي وبيان معناه. فمن قال يشركون او قال ادخلوا في فيها ما ليس منها او قال سموا ولاة من الاله او قال يكذبون بها هذا كله الحاد هذا كله الحاد في اسماء الله تبارك وتعالى. وفاعلوه متوعد باعظم العقوبة كما مر معنا في قوله سيجزون ما كانوا يعملون. واورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد. من احصاها دخل الجنة هو ووتر يحب الوتر هذا فيه بيان عظيم شأن اسماء الله. وعظيم شأن احصائها وان من احصاها دخل الجنة. والحديث كما نبه العلماء جملة واحدة. قول ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد من احصاها دخل الجنة جملة واحدة. ولهذا لا دلالة فيه اصلا على حصر الاسماء في هذا العدد لا دلالة لهذا الحديث اصلا على حصر الاسماء في اسماء الله في هذا العدد تسعة وتسعين. لان جملة واحدة ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد من احصاها دخل الجنة. ليس ان اسماء الله محصورة في هذا العدد وانما المراد ان هذا القدر من الاسماء من شأنه ان من احصاه دخل الجنة ان اسماء الله لا تتجاوز هذا العدد. فالحديث اصلا لا يدل على اه على الحصر حصر الاسماء في هذا العدد اضافة الى ادلة اخرى يشير السارح قريبا الى شيء منها. تدل على ان اسماء الله ليست محصورة في هذا العدد. وقول النبي عليه الصلاة والسلام ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد من احصاها دخل الجنة مثل قول القائل ان عندي تسعة وتسعين درهما اعددتها للصدقة. ان عندي تسعة تسعين درهما اعددتها للصدقة هل يفهم من كلامه؟ انه لا يملك الا هذه التسعة والتسعين؟ لا شك ان هذا لا يفهم من كلامه ولا يفهم من كلامه ان ما عنده من الدراهم محصور في هذا العدد وانما المفهوم من كلامه ان هذا العدد خصه بانه قد اعده للصدقة. فقوله ان لله تسعة وتسعين اسما مئة الا واحد من احصاها دخل الجنة لا يدل اصلا على حصر الاسماء في هذا العدد. بل هي اكثر من ذلك وانما المراد ان من احصى هذا القدر من اسماء الله دخل الجنة. والاحسان يراد به امورا ثلاثة. حفظ هذه الاسماء و معرفتها والامر الثاني فهم معاني هذه الاسماء ومدلولاتها والامر الثالث تعبد لله سبحانه وتعالى بها. ودعاؤه بها كما في الاية الكريمة ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. كما قال الله تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن اي ما تدعوا فله الاسماء الحسنى وهذا يتناول دعاء العبادة ودعاء المسألة. جاء في بعض روايات الحديث عند الترمذي وغيره سرد الاسماء. التسعة والتسعين. وهذا السرد الاسماء باتفاق اهل المعرفة بحديث النبي عليه الصلاة والسلام ليس من كلام النبي عليه الصلاة ولا يصح ان يجعل من كلامه صلى الله عليه وسلم وانما هو مدرج في الحديث. ومعنى مدرج اي ادخله بعض الروايات في الحديث ويكون دخول هذا او هذا السرد للاسماء في الحديث كان اجتهادا من بعض الرواة لما قرأ انا لله تسعة وتسعين اسما اخذ يجمعها ان القرآن ويكون بعد جمعه لها من القرآن ذكرها ذكرها في روايته للحديث ويكون ايضا عند ذكره لها نقل ذلك عن بعض اشياخه يقول حدثنا كما جاء في بعض طرق حدثنا به بعض اشياخنا او جمعه بعض اشياخنا ثم بعد ذلك حذفت هذه الكلمة واصبح ماذا السرد كأنه جزء من الحديث لكن باتفاق اهل المعرفة بحديث النبي عليه الصلاة والسلام ان سرد الاسماء ليس من كلام النبي عليه الصلاة والسلام وانما هو مدرج. ومن تأمل هذه الاسماء كما نبه على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية التي جمعت يجد ان فيها اسماء لا يصح ان تجعل من اسماء الله. على سبيل المثال المنتقم هذا ليس من اسماء الله. ولم يأتي دليل يدل على انه من الاسماء وهناك اسماء واضحة انها من اسماء الله لم تذكر في هذا الجامع مثل الرب. اسم الله تعالى الرب ليس مذكورا فيه هذا السرد. وعلى كل فهذا السرد من اجتهاد بعض اهل العلم في جمع هذه الاسماء وليس من كلام النبي عليه الصلاة والسلام. قال وانما ذلك كما رواه الوليد المسلم عدمان صنعان عن زهير بن محمد انه بلغه عن غير واحد من اهل العلم انهم قالوا ذلك اي انهم جمعوها من القرآن جمعوها من القرآن اي ليست من كلام النبي عليه الصلاة والسلام نعم. قال رحمه الله تعالى ثم قال ثم ليعلم ان الاسماء الحسنى ليست منحصرة في تسعة وتسعين. بدليل ما رواه احمد عن يزيد ابن هارون عن يزيد ابن عن يزيد ابن هارون عن فضيل ابن مرزوق عن ابي سلمة الجهني عن القاسم ابن عبدالرحمن عن ابيه عن عبد الله ابن مسعود رضي عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما اصاب احدا قط هم ولا حزن فقال اللهم اني ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او علمته احدا من خلقك او انزلته في كتابك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن ربيع قلبي نور صدري وجلاء حزني وذهاب همي الا اذهب الله همه وحزنه وابدله مكانه فرحا فقيل يا رسول الله الا نتعلمها؟ فقال بلى ينبغي لمن سمعها ان يتعلمها. وقد اخرجه ابو حاتم ابن حبان في صحيحه نعم انتبه ايها الموفق لقول النبي عليه الصلاة والسلام ينبغي لمن سمعها ان يتعلمها ينبغي لمن سمعها اي هذه الدعوات العظيمات المباركات ان يتعلمها هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام. نقل هنا رحمه الله تعالى الحافظ ابن كثير ان الاسماء الحسنى ليست منحصرة في التسعة والتسعين. وعرفنا ان الحديث اصلا لا يفيد حصرها في هذا العدد. لان الحديث جملة واحدة مفيدة ان من احصى هذا العدد دخل الجنة لان اسماء الله محصورة في هذا العدد فتن الى انه قد دلت اه ادلة عديدة من السنة على ان اسماء الله ليست محصورة في هذا العدد منها هذا الحديث حديث عبد الله بن مسعود وفيه موضع الشاهد منه اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك. وهذا يفيد ان من اسماء الله اسماء استأثر الله بها في علم الغيب عنده. لم ينزلها في كتابه ولم يعلمها احدا من خلقه وكذلك من الادلة ما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في اه قال في دعائه اللهم لا احصي ثناء عليك اللهم لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. وهذا دليل على ان اسماء الله ليست محصورة. لانه يثنى عليه باسمائه وصفاته قال اعلم الخلق به عليه الصلاة والسلام لا احصي ثناء عليك. انت كما اثنيت على نفسك كذلك من الادلة حديث الشفاعة في الصحيح وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فاحمد الله بمحامد يعلمني اياها من محامد وحسن من محامده وحسن الثناء عليه يعلمني يعلمني اياها في ذلك الوقت لا اعلمها الان وهذا ثناء على الله باسماء حسنى لله يعلمه الله اياها في ذلك الوقت صلوات الله وسلامه عليه فاسماء الله ليست محصورة في هذا العدد نعم. قال رحمه الله تعالى وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وذروا الذين يلحدون في اسمائه قال الحاد الملحدين ان دعوا اللات في اسماء الله وقال ابن جريج عن مجاهد في قوله وذروا الذين يلحدون في اسمائه قال اشتقوا اللات من الله واشتقوا العزى من العزيز وقال قتادة يلحدون ان يشركون. وقال ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما الالحاد التكذيب. واصل الحادي في كلام العرب العدل عن القصد والميل والجور والانحراف. ومنه اللحد في القبر لانحرافه الى الى جهة القبلة عن سمت الحفر قال نعم هذا كله يعني حق في تفسير الالحاد من فسره اشتقاقه المشركين لاصنامهم من اسماء الله اللات من الاله والعزة من عزيز. او الشرك او التكذيب او ادخال شيخ اسماء الله ليس منها هذا كله الحاد. لان الالحاد الميت والجور والانحراف. فمن عدل باسماء الله عن الحق الثابت لها فهو ملحد. ايا كانت طريقته الالحاد نعم. قال رحمه الله تعالى قال ابن القيم رحمه الله تعالى وحقيقة الالحاد فيها الميل بالاشارة الاتراك والتعطيل والنكران. واسماء الرب تعالى كلها اسماء واوصاف. تعرف بها تعالى الى عباده. ودلت على كماله جل وعلا وقال رحمه الله تعالى فالالحاد اما بجحدها وانكارها واما بجحد معانيها وتعطيلها اما بتحريفها عن الصواب واخراجها عن الحق بالتأويلات. واما بجعلها اسماء لهذه المخلوقات كالالحاء ومنه واما بجعلها اسماء لهذه المخلوقات كالحاد اهل الاتحاد فانهم جعلوها اسماء هذا الكون محمودها ومذمومها هؤلاء غناة المتصوفة الاتحادية جعلوا كل اسم في الكون اسم لله نعم. حتى قال زعيمهم هو المسمى بمعنى كل اسم ممدوح عقلا وشرعا وعرفا. وبكل اسم مذموم عقلا وشرعا وعرفا تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. هذا من اشنع الالحاد. واقبحه في اسماء الله تبارك وتعالى نعم. قال رحمه الله تعالى قلت والذي عليه اهل السنة والجماعة قاطبة. تقدم تقدم معنا ان من فيها فيما ذكره السلف ادخال فيها ما ليس منها يعني لو ادخل فيها اسم او اسمين ليست من اسماء الا يكون ملحدا فكيف بمن يجعل كل اسم ممدوحا في هذا الكون او مذموما هو من اسماء الله تعالى الله عما يقول نعم. قال رحمه الله تعالى قلت والذي عليه اهل السنة والجماعة قاطبة متقدمهم ومتأخرهم اثبات الصفات التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بجلال الله وعظمته اثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل. كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وان الكلام في صفاتي فرع عن الكلام في الذات يحتذى حذوه ومثاله. وكما انه يجب العلم بان لله ذاتا حقيقة لا تشبه شيئا من ذوات المخلوقين فله صفات حقيقة لا تشبه شيئا من صفات المخلوقين. فمن جحد شيئا مما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم او تأوله على غير ما ظهر من معناه فهو جهمي. قد اتبع غير سبيل المؤمنين كما قال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت طيراء وقال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ايضا فائدة جليلة ما يجري صفة او خبرا على الرب وتعالى اقسام احدها ما يرجع الى نفس الذات كقولك ذات وموجود. الثاني ما يرجع الى صفات معنوية كالعليم والقدير والسميع والبصير الثالث ما يرجع الى افعاله كالخالق والرازق. الرابع التنزيه المحض ولابد من تظمنه ثبوت اذ لا كمال في العدم المحض كالقدوس والسلام. الخامس ولم يذكره اكثر الناس وهو الاسم الدال على جملة اوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة بل دال على معان نحو المجيد العظيم الصمد فان المجيد من فصف بصفات متعددة من صفات الكمال ولفظه يدل على هذا فانه موظوع للسعة والكثرة والزيادة فمنه استنجب المرخ والعفار وامجد وامجد الناقة اي علفها ومنه ومنه ذو العرش المجيد صفة للعرش لسعته وعظمته وشرفه. وتأمل كيف جاء هذا الاسم مقترنا بطلب الصلاة من الله على رسوله كما علمناهم وامجد الناقة كانه الله اعلم وامجد الناقة علفا يعني اوسع لها العلف نعم قال رحمه الله تعالى وتأمل كيف جاء هذا الاسم مقترنا بطلب الصلاة من الله على رسوله كما علمناه صلى الله عليه وسلم بانه في مقام طلب المزيد والتعرض لسعة العطاء وكثرته ودوامه فاتى في هذا المطلوب باسم يقتضيه كما تقول اغفر لي وارحمني انك انت الغفور الرحيم. فهو راجع الى التوسل اليه وصفاته وهو من اقرب الوسائل واحبها اليه. ومنه الحديث الذي في المسند والترمذي الظوا بيا ذا الجلال والاكرام ومنه اللهم اني اسألك بان لك الحمد لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام فهذا سؤال له وتوسل اليه بحمده وانه لا اله الا هو المنان فهو توسل اليه باسمائه وصفاته وما احق ذلك بالاجابة واعظمه موقعا عند المسؤول. وهذا باب عظيم من ابواب التوحيد السادس صفة تحصل من اقتران احد الاسمين والوصفين بالاخر. وذلك قدر زائد على مفرديهما. نحو الغني الحميد الغفور القدير الحميد المجيد. وهكذا عامة الصفات المقترنة. والاسماء المزدوجة في القرآن فان الغنى صفة كمال والحمد كذلك. واجتماع الغنى مع الحمد كمال اخر. فله ثناء من غناه ثناء من حمده وثناء من اجتماعهما. وكذلك الغفور القدير والحميد المجيد والعزيز الحكيم. فتأمله فانه من اشرف المعارف. هذا نقله رحمه الله تعالى نقله السارح رحمه الله تعالى من فصلا عظيما جدا في كتاب بدائع الفوائد للامام ابن القيم رحمه الله تحت عنوان فائدة جليلة في اسماء الله وذكر تحت هذه الفائدة عشرين قاعدة من اعظم ما يكون في ما يتعلق بباب الاسماء والصفات والسارح هنا نقل منها ست قواعد وقد اوصلها ابن القيم رحمه الله تعالى الى عشرين قاعدة عظيمة جدا في كتابه بدائع الفوائد. وسبق قديما ان افردت هذه القواعد في رسالة طبعت مستقلة وشرحتها ايضا كاملة غير مرة في مجالس عديدة واسأل الله رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا انا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا اجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا