المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة واعظة سادسة. الحمد لله السابق صنوف الخلائق قدما. الخالق من الماء الدافق نسب الفاتق من الشجر اليابس طلعا منتظما. الخبير بالسر وان كان مبهما. السميع بالهمس حيثما كان واينما الذي غمر الانسان بالاحسان تكرما. وانزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا يا قيم احمده حمدا يكون للمزيد سلما. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لوحدانيته مستسلمة. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اكرم الائمة عربا وعجما. واطهرهم اخلاقا وشيما كشف به عن الامة ظلما وازاح به عن الابصار عمى. اللهم صل على محمد وعلى ال واصحابه اقوى الامة في الطاعة همما. واعظمهم عند الله قدرا وكرما. وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اوصيكم بتقوى الله. عباد الله ما هذه السنة وانتم منتبهون؟ وما هذه الحيرة وانتم تنظرون وما هذه الغيبة وانتم حاضرون؟ وما هذه الطمأنينة وانتم مطلوبون؟ وما هذه السكرة وانت انتم صاحون وما هذه الاقامة وانتم ظاعنون؟ اما ان لاهل الرقدة ان يستيقظوا؟ اما حان للغفلة ان يتعظوا. اما ازف لاهل العقول ان يتفكروا؟ اما ردف لاهل التجارب ان يعتبروا. لقد صدقكم الموت عن الخبر واراكم تصاريف الغير. وكشف عنكم صنوف العبر. واذن لكم بالرحيل. وحثكم على التحويل وقدمكم جيلا بعد جيل. فما للقلوب لا تتصدع خشوعا. وما للعيون لا تجري بعد الدموع جيعا. اتحسبون ان الامر صغير؟ ام تتوهمون ان الخطب يسير. كلا لتردن الصمة الصمة داهية الداهية المكفهرة الشنعاء المدلهمة السوداء. التي لا ينادى وليدها ولا يكذب شهودها فكأنكم بالساعة قد ردف لكم زلزالها. واشمخر وبالها. وترادف اهوالها وكشف العيان احوالها وقال الانسان ما لها. فيومئذ تبرز المخبآت. وتبدو المكتمات وتظهر الفضائح وتكثر الجوائح وتشهد الجوارح وتبعثر الضرائح وتعدد القبائح. فيا خجلة المقصرين من التوبيخ في محفل القيامة ويا حسرة الهالكين اذا عاينوا اهل السلام. ويا سوء منقلب الظالمين عند حلول الندامة هنالك سدت عن الهاربين مذاهب السبل وضاقت على المحتالين وجوه الحيل. وحصل كل ما من العمل جعلنا الله واياكم ممن احسن الارتياد لنفسه واعتبر وقدم لنفسه خيرا وادخر. ان الوعض واشفاه وابلغ الانذار وانهاه كلام من لا اله لنا سواه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم ما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم. ولسائر المسلمين من كل ذنب بمن فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم