المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله باب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم الثاني والمئة الحديث الاول عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وابا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يفتتحون الصلاة بالحمدلله رب العالمين وفي رواية صليت مع ابي بكر وعمر وعثمان فلم اسمع احدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولمسلم صليت خلف النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وابي بكر وعمر وعثمان فكانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في اول قراءة ولا في اخرها رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته باب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قوله في حديث انس ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وابا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا الى اخره فيه انهم لا يجهرون بالبسملة والبسملة في سورة النمل في قوله انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم بالاجماع انها من القرآن وانها من سورة النمل ومن انكر ذلك كفر واختلفوا في غيرها هل هي من كل سورة ام من سورة بعينها ام اتي بها للتبرك وبعدما اجمع الصحابة على انها من القرآن لا من كل سورة بعينها لانهم لما اتفقوا في زمن امير المؤمنين عثمان على جمع المصحف جمعوه ولم يدخلوا فيه غيره لا اسماء السور ولا احزابا ولا اعشارا ولا غيرها وجعلوا البسملة معه فبهذا يعلم انها من القرآن والدليل انها ليست من كل سورة بعينها انهم جعلوها سطرا واحدا فاصلة بين السور ولم يجعلوها تابعة للتي قبلها ولا للتي بعدها ولم يجعلوها قبل براءة قيل لانها سورة غضب ولهذا تسمى الفاضحة لانها فضحت المنافقين وقيل لانها تابعة للانفال والظاهر والله اعلم انهم شكوا هل هما سورة واحدة او سورتان ففصلوا بينهما لاحتمال انهما سورتان ولم يجعلوا البسملة قبلها لاحتمال انهما سورة واحدة وكان الشافعي يستحب الجهر بها في الجهرية لانه يرى انها من الفاتحة خلافا للائمة الثلاثة واما في السرية فلا خلاف في الاسرار بها كالقراءة والصحيح عدم الجهر بها كما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وخلفاؤه من بعده ومن اعل هذا الحديث فليس معه دليل لانه متفق عليه والفاظه يصدق بعضها بعضا قال شيخ الاسلام ولم يثبت حديث عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالجهر بها من وجه صحيح ولما قدمت دار قطني مصر صنف كتابا في هذه المسألة ذكر فيه احاديث واثارا في الجهر بها فسئل عن الاحاديث التي فيه فقال كلها ليست بصحيحة وسئل عن الاثار التي فيها فقال بعضها صحيح وبعضها ليس بصحيح انتهى