لم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان كما قال الله تعالى عن موسى حين سأله فرعون ما بالقرؤون؟ قال علمه عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى. وقال تعالى ان الله المقصود بحديث خير الناس قرني الجيل من الناس. وهم الصحابة والتابعون وتابعوهم. نعم. قال الله حدث ثلاثة اشياء الرأي والكلام والتصوف وحدث التجهم وهو نفي الصفات وبزائه التمثيل الى ان قال فان معرفة اصول فقال الله جل وعلا وما مسنا من لغوب ومثل ما يتوهمه المتوهمون ان الانسان لما يقرأ ان الله خلق السماوات والارض ربما يتوهم انه لم ما خلق السماوات والارض الان تعب الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنبدأ ان شاء الله في هذه الدورة الصيفية الرسالة المقررة لليوم الاربعاء السادس عشر من شوال عام اربعين واربع مئة والف للهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وآآ المقرر هو كتاب تقريب التدميرية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى تدميرية وهو كتاب الاصل هو في الحقيقة في بيان امرين عظيمين احدهما بيان ما يتعلق بالاسماء والصفات والثاني في بيان ما يتعلق بالقدر والشرع. ثم هذا الكتاب ميزه الله تبارك وتعالى بانه سلك مسلك تقرير الحق بدليله مع رد ميزه الله تبارك وتعالى بانه فيه تقرير الحق بدليله ورد الشبهات ولا يكفي في الحق الاقرار به فقط بل لا بد مع الاقارب الحق من معرفة ما قد ينقصه او ينقضه او يلد عليه الا ترى ان البيت الذي انت تبنيه تضع حوله سورا لتمنع الهوام والدواب من الى البيت. فالحق لابد من وضع سور حوله وذلك لا يتأتى الا بمعرفة رد الشبهات. رد الباطل نقض الباطل وما يزعمه بعض الناس اليوم من انه لا يجوز الرد على احد هذا من سفسطاتهم. والا فان الله تبارك وتعالى في كتابه قد تولى الرد على كثير من الشبه قد تولى الرد على كثير من الشبه مثل قول النصارى ان عيسى يستحق ان يكون اله لانه خلق بلا اب. قال الله تعالى ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب فيلزم من قول من يكون ادم الها او يترك قولهم المحدث الشرك. وقالوا وايضا ما ذكره الله فقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحبه فلرد هذه الشبهة قال الله عز وجل بل انتم بشر ممن خلق وقال قل فلم يعذبكم بذنوبكم فهذا ناقض للشبهات. ولهذا ايها الاخوة هذا الكتاب التدميرية هو في واقعه خلاصة التدبيرية في واقعه خلاصة لنقض الدارمة وخلاصة وخلاصة التدبيرية هو ما ذكره الشيخ ابن عثيمين في التقريب فنبدأ على بركة الله تعالى وما كنا قد عرجنا من قبل لا نعالج عليه الان ونسأل الله ان يبارك لنا في الوقت حتى ننتهي من هذه الرسالة وهو سبحانه وتعالى المبارك والبركة منه جل في علاه قراءة مع الشيخ غلام. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله ان الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في ايحق جهاده وترك امته على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه وائمة الهدى من بعدهم ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. فان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين للناس ما نزل اليهم من وحي ربهم كاملا شاملا في دقيق امورهم وجليلها وظاهرها وخفيها حتى علموا ما يحتاجون اليه في مآكلهم ومشاربهم ومناكحهم وملابسهم مساكنهم فعلمهم اداب الاكل والشرب والتخلي منهما واداب النكاح واللباس دخول المنزل والخروج منه وعلمهم ما يحتاجون اليه في عبادة الله عز وجل كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج غير ذلك وما يحتاجون اليه في معاملة الخلق من بر الوالدين وصلة الارحام وحسن الصحبة والجوار وغير ذلك. وعلمهم كيف يتعاملون بينهم في البيع والشراء والرهن والارتهان والتأجيل والاستئجار والهبة والاتهام وغير ذلك حتى قال ابو ذر رضي الله عنه لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء الا ذكر لنا منه علما. وفي صحيح مسلم عن سلمان رضي الله عنه انه قيل له قد علمكم نبيكم كل شيء حتى القراءة قال اجر لقد نهانا ان نستقبل القبلة بغائط او او بول وذكر تمام الحديث. هذا فضل عن اسس عن اسس هذه العبادات والاخلاق المعاملات وهو ما يعتقده العباد في الههم ومعبودهم في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله. وما ينشأ عن ذلك من احكامه الكونية والشرعية المبنية على بالغ الحكمة وغاية الرحمة فاخذ عنه ذلك الصحابة معينا صافيا نقيا مبنيا على التوحيد الكامل المتضمن لركنية نفي واثبات. فاما الاثبات فهو اثبات ما ما يجب لله تعالى من الربوبية والالوهية والاسماء وصفات والافعال اما النفي فهو نفي مشاركة غير الله تعالى لله فيما يجب له. ومضى عليه التابعون لهم باحسان ممن ادركوا زمن الصحابة او جاؤوا بعدهم من ائمة في الهدى المستحقين لرضى الله عز وجل. حيث يقول الله تعالى السابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم. ثم لا يتحقق اتباع المهاجرين والانصار باحسان لا يتحقق الا بان نتبعهم في اعتقادهم وفي عباداتهم وفي اخلاقهم. نعم. قال رحمه الله ثم خلف خلوف عموا عن الحق او تعاموا عنه فضلوا واضلوا قصورا او او عدوانا وظلما فاحدثوا في دين الله تعالى ما ليس منه في العقيدة والعبادة والسلوك وحرفوا من اجل ذلك نصوص الكتاب والسنة وكذبوها ان امكنهم ذلك. المقصود بالسلوك التعامل والاخلاق نعم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله واعلم ان عامة البدع المتعلقة بالعلوم والعبادات انما وقع في الامة في اواخر خلافة الخلفاء كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من الى ان قال فلما ذهبت جولة الخلفاء الراشدين وصار ملكا ظهر النقص في الامراء فلا بد ان يظهر ايضا في اهل العلم والدين حدث في اخر خلافة علي رضي الله عنه بدعة الخوارج والرافضة. اذ هي متعلقة بالامامة والخلافة وتوابع ذلك من الاعمال والاحكام الشرعية وكان ملك معاوية ملكا ورحمة فلما ذهب وجاءت امرأة وجاءت امارة يزيد وجرت فيها فتنة قتل الحسين بالعراق وفتنة اهل الحرة بالمدينة وحصروا مكة لما قام عبدالله بن الزبير ثم مات يزيد. وتفرقت الامة ابن الزبير بالحجاز وبنوا الحكم بالشام ووثب المختار ابن ابي عبيد وغيره بالعراق وذلك في اواخر عصر الصحابة. وقد بقي فيهم مثل عبدالله بن عباس وعبد الله بن عمر وجاء بن عبدالله وابي سعيد الخدري رضي الله عنهم وغيرهم. حدثت بدعة القدرية المرجئة فردها بقايا الصحابة. مع ما كانوا يردونه وهم وغيرهم من بدعة الخوارج والروافض وعامة ما كانت القدرية اذ ذاك يتكلمون في اعمال العباد كما يتكلم فيها المرجئة فصار كلامهم في في الطاعة والمعصية والمؤمن والفاسق ونحو ذلك من مسائل لان العقل قد يخطئ ويصيب. فمن الذي يشهد له؟ الذي يشهد له الكتاب والسنة وما انتم زعمتم انه وجد في الكتاب والسنة وعقولكم لا تطيقه او لا تدركه فلقصور عقولكم. اما نحن اهل الاسماء والاحكام والوعد والوعيد. ولم يتكلموا بعد في ربهم ولا في صفاته الا في اواخر عصر صغار التابعين. من حين اواخر الدولة الاموية حين شرع القرن الثالث تابعوا التابعين ينقرض اكثرهم فان الاعتبار بالقرون الثلاثة بجمهور اهل القرن وهم وسطوه. وجمهور الصحابة انقرضوا بانقراض خلافة الاربعة حتى انه لم يكن بقيا من اهل بدر الا نفر قليل. وجمهور التابعين باحسان قرأوا في اواخر عشر اصاغر الصحابة في امارة ابن الزبير عبدالملك وجمهور تابعي التابعين في اواخر الدولة الاموية واوائل الدولة العباسية وصار في ولاة الامور كثير من الاعاجم. وخرج كثير من الامور عن ولاية العرب وعربت بعض الكتب الاعجمية في كتب الفرس والهند والروم وظهر ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ثم يفشوا الكذب حتى يشهد الرجل ولا يستشهد ويحلف ولا يستحلف القرن له اعتباران اعتبار زماني فالقرن مائة سنة. هو اعتبار اجتماعي فالقرن الجيل من الناس ومبادئها ومعرفة الدين واصله واصل ما تولد فيه من اعظم العلوم نفعا. اذ المرء ما لم يحط علما بحقائق الاشياء التي يحتاج اليها يبقى في قلبه حسكة المقصود بالرأي المحدث هو ان الانسان يعتقد شيئا ان برأيه ثم ينافح عنه. واما المقصود بالكلام ما حدث من البدعة وآآ القول في كلام لله عز وجل. فالرأي اول من تبناه من؟ الخوارج والكلام اول من تبناه من؟ الجهمية والمعتزلة واما التصوف فهو طريقة التعبد وطريقة التخلق وهذا تزعمه المتصوفة بعد وان كان منشأه في البصرة. نعم. قال ابن القيم رحمه الله تعالى بدعة القدر ادركت اخر عصر الصحابة. فانكرها من كان منهم حيا عبد الله ابن عمر وابن عباس وامثالهما رضي الله عنهم. ثم حدثت بداية جاء بعد انقراض عصر الصحابة فتكلم فيها كبار التابعين الذين ادركوها. ثم بدعة التجهم بعد انقراض عصر التابعين واستفحل امرها واستطال شرها في زمن الائمة كالامام احمد وذويه ثم حدثت بعد ذلك بدعة الحلول وظهر امر وفي زمن الحسين الحلاج وكلما اظهر الشيطان بدعة من هذه البدع وغيرها. اقام الله لها من حزبه وجنده من يردها. ويحذر المسلمين منه نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولاهل الاسلام انتهى كلامه رحمه الله. وقال ابن حجر رحمه الله في شرح البخاري فمما حدث تدوين الحديث ثم تفسير القرآن ثم تدين المسائل الفقهية المولدة من الرأي المحض ثم تدوين ما يتعلق باعمال القلوب. فاما الاول فانكره عمر وابو موسى وطائفة ورخص فيه الاكثرون. واما الثاني جماعة من التابعين كالشعبي واما الثالث فانكره الامام احمد وطائفة يسيرة وكذا اشتد انكار احمد للذي بعده. ومما حدث ايضا تدوين القول في اصول يتصدى لها المثبتة والنفاة فبالغ الاول حتى شبه وبالغ الثاني حتى عطل واشتد انكار السلف لذلك كابي حنيفة وابي يوسف الشافعي وكلامهم في اهل الكلام مشهور. بالنسبة لقول الحافظ ابن حجر فمما حدث تدوين الحديث هذا الاحداث متعلق بامر ليس تعبدية فان الناس لا يتعبدون الله بذات كتابة الحديث وانما يتعبدون الله بحفظ الحديث وفهمه والعمل به. المقصود هنا بالحدوث حدوث اسباب حفظ العلم وهذا ليس من الدين هذا من الامور الدنيوية. مثل ما نحن نقول اليوم حدثت الكمبيوترات. حدثت الهواتف فهذا ليس من البدع انما البدع المسائل الفقهية المولدة من الرأي المحض هذا بدعة وتدوينها بدعة اخرى. وقوله بعد ومما حدث ايضا تدوين القول في اصول الديانات هذه هي التي نهى الله عنها ورسوله صلى الله عليه وسلم فتصدى لها المثبتة والنفات فبالغ الاول حتى شبه يعني مشبهة مروا معنا في الامس. وبالغ الثاني حتى عطل ورؤوس المشبهة ذكرنا في الامس انهم اتباع هشام ابن الحكم الرافض رؤوس المعطلة والجهم بصفوان ومن سار على دربه نعم. قال رحمه الله وسببه انهم تكلموا فيما سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. وثبت ان ما انه لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ابو بكر وعمر شيء من الاهواء يعني بدع الخوارج والروافض القدرية وقد توسع من تأخر عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الامور التي انكرها ائمة التابعين واتباعهم ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان وجعلوا كلام الفلاسفة اصلا يردون يردون ما خالفه من الاثار بالتأويل ولو ولو مستكرها. ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا ان الذي رتبوه هو اشرف العلوم واولاها بالتحصيل. وان من لم مما اصطلحوا عليه فهو عامي جاهل. فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف واجتنب ما احدثه الخلف. وان لم يكن له منه بد فليكتفي منه بقدر الحاجة ويجعل الاول المقصود بالاصالة انتهى كلام عظيم من كلام الحافظ ابن حجر السعيد من تمسك بما كان عليه السلف. واجتنب ما احدثه الخلف وان لم يكن له منه بد فليكتفي منه بقدر الحاجة نعم. قال قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ولما كان من حكمة الله البالغة ان يجعل للحق معارضين. يتبين بمعارضتهم صواب الحق وظهوره على الباطل فان خالص الذهب لا يذهب الا بعظه على النار قيظ الله جل وعلا بقدرته التامة ولطفه الواسع وقهره الغالب ان حجج هؤلاء المعارضين ويبينوا زيف شبههم وانها كما قيل حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر ومكسور وقال كاسر مكسور نعم عشان لا لا ينكسر البيت نعم وقال الامام احمد رحمه الله في خطبة كتاب الردع الجهمي الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من اهل العلم يدعون من ضل الى الهدى ويصبرون منهم على الاذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله اهل العمى. وكم من قتيل لابليس قد احيوه وكم من لان تائه هدوك فما احسن اثرهم على الناس وما اقوى اثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغاليين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا الوية بدعة واطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في كتاب الله فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مخالفة الكتاب يقولون على الله في الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون الجهال بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين. وكان فنعوذ بالله من فتن المضلين انتهى كلامه رحمه الله وكان من جملة من قيدهم الله تعالى لنصرة دينه والذب عنه باللسان والبنان والسنان شيخ الاسلام ابو العباس احمد ابن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية ابن تيمية الحضاري المولود في حضان يوم الاثنين العاشر من شهر ربيع الاول سنة احدى وستين وست مئة والمتوفى محبوسا ظلما في قلعة دمشق ليلة الاثنين الموافق العشرين من شهر ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة بالجامع الاموي في بعد صلاة الظهر ولم يتم دفنه لكثرة الزحام الا قبل العصر بيسير رحمه الله رحمة واسعة. وجمعنا به مع من انعم الله عليهم في جنات النعيم ولقد كان له رحمه الله مصنفات كثيرة في مجادلة اهل البدع ومجالدة افكارهم ما بين مطولة ومتوسطة وقليلة وحصل بذلك نفع كبير ابن القيم رحمه الله الى شيء منها في النونية حيث قال واذا اردت واذا اردت ترى مصارع من خلا من امتي التعطيل والكفران الى ان قال فقرأت الامام حقيقة شيخ الوجود العالم الرباني اعني ابا العباس احمد ذلك البحر المحيط بسائر الخلجان واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ما في الوجود له نظير ثاني وكذاك منهاج له في رده قول الروافض الشيعة الشيطان. ثم ذكر عدة من كتبه ورسائله وقال هي في الورى مبثوثة معلومة تبتاع بالغالي من الاثمان الى ان قال وله المقامات الشهيرة في الورى قد قامها لله غير جبان نصر الاله ودينه وكتابه ورسوله بالسيف والبرهان ابدى فضائحهم وبين جهلهم وارى بكل زمان الى ان قال ومن العجائب انه بسلاحهم ارداهم تحت الحضيض الداني كانت نواصينا بايديهم فما انا لهم الا اسير عان فغدت نواصيهم بايدينا فما يلقوننا فما يلقوننا الا بحبل اماني فقدت ملوك كوموا مماليكا لانصار الرسول بمنة الرحمن. وكان من جملة رسائل الشيخ رحمه الله رسالة تحقيق الاثبات للاسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع المعروفة باسم التذمرية. طبعا سميت بالرسالة التدميرية لانها ارسلت الى كمنطقة تدبر وكان الذي طلب هذه الرسالة من تدمر وهي منطقة معروفة في النواحي الشام من اعلى الجزيرة نعم. التدميرية والظاهر ان هذه رسالة ضمن اجوبة اعجاب بها الشيخ اهل تدمر. وكانت هذه رسالة من احسن واجمل ما كتبوا في موظوعها على اختصارها وان مؤمن اجل ذلك فاني استعين الله عز وجل في لم شعثها وجمع شملها وتقريب معانيها لقارئها مع زيادة ما تدعو الحاجة اليه وحذف ما يمكن الاستغناء عنه على وجه لا يخل بالمقصود وسميته تقريب التدميرية واسأل الله تعالى ان يجعل عملي خالصا لوجهه موافقا لمرضاته نافعا لعباده انه جواد كريم. امين. نعم بيان سبب تأليف هذه الرسالة. بين المؤلف سبب تأليف هذه الرسالة بقوله اما بعد فقد سألني من تعين تعينت اجابتهم ان اكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس من الكلام في التوحيد والصفات وفي الشرع والقدر. ثم على لو علل وجوب اجابتهم بامرين. احدهما مسيس الحاجة الى تحقيق هذين الاصلي لانه لا بد ان يخطر على القلب في هذين الاصلين ما يحتاج معه الى بيان الهدى من الضلال. والحق من الباطل. الثاني اضطراب اقوال الناس فيهما والخوض فيهما والخوض فيهما بالحق تارة وبالباطل تارات فيلتبس الحق بالباطل على كثير من ناس ومن ثم احتيج الى البيان الكلام في التوحيد والصفات في الشرع والقدر. الكلام في التوحيد والصفات ما بالخبر الدائر بين النشوة والاثبات من قبل المتكلم. المقابل بالصدق بالتصديق او التكذيب من قبل المخاطب لانه خبر عما يجب لله تعالى من التوحيد وكمال الصفات وعن ما يستحيل عليه من الشرك والنقص ومماثلة المخلوقات مثال ذلك قوله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم في قوله لا اله الا هو اثبات التوحيد في قوله القيوم اثبات كمال الصفات وفي قوله لا تأخذه سنة ولا نوم نفي النقائص عن الله المتضمن لاثبات الكمالات. واما الكلام في الشر والقدر من باب الطلب الدائر بين الامر والنهي من قبل المتكلم المقابل بالطاعة والمعصية من قبل المخاطب لان المطلوب اما محبوب لله ورسوله فيكون امورا به واما مكروه لله ورسوله فيكون منهيا عنه. مثالا ذلك قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ففي قوله واعبدوا الله. الامر بعبادة الله قوله ولا تشركوا به شيئا النهي عن الاشراك به. والفرق بين الخبر والطلب في حقيقتهما وحكمهما مع حقيقتيهما. احسن الله اليكم والفرق بين الخبر والطلب في في حقيقتيهما وحكمهما معلوم لكل احد. فالواجب على العباد ازاء خبر الله ورسوله التصديق هو الايمان به على ما اراد الله رسوله تصديقا لا تكذب معه وايمانا لا كفر معه يقينا لا شك معه. لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا الله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا الواجب على العباد ازاء الطلب امتثاله على الوجه الذي اراد الله رسوله من غير غلو ولا تقصير فيقومون بالمأمور يجتنبون المحظور تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون. ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون. انشر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. ولو علم الله فيهم خير لاسمعهم ولو اسماعهم لتولوا وهم معرضون قال رحمه الله مبناها على هذين الامرين. تصديق الاخبار وامتثال الاوامر فمن ازداد يقينه بالاخبار وعمله بالطاعات ازداد ايمانه وبقدر اه التقليل من الطاعات والتقليل من التصديق والاقرار ينقص ايمانه او يذهب نعم. قال رحمه الله فصل اذا تبين ذلك فها هنا اصلا. الاصل الاول في الصفات هو ان يوصف الله بما وصف به نفسه بما وصفته به اثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل كما جمع الله تعالى بينهما في قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فقوله ليس كمثله شيء نفي ومن كمال صفاته مبطن لمنهج اهل التمثيل. وقوله السميع البصير اثبات لاسمائه وصفاته وابطال لمنهج اهل التحريف والتعطيل. فنثبت ما اثبت اسأل الله لنفسي وننفي ما نفى الله عن نفسه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. وهذا هو المنهج السليم الواجب المبني على العلم والحكمة والسداد في في القول والاعتقاد. وله دليلان اثري ونظري وان شئت فقل سمعني وعقله. اما الاثري السمعي فمنه قوله تعالى فقال جل وعلا وما مسنا من لغم وايضا الحي القيوم ربما يتوهم متوهم انه مع حياته ربما ينام ربما تأخذه الزنا مع قيوميته فقال لا تأخذوا سنة ولا نوم. اذا النفي في باب الاسماء والصفات انما يأتي لاحد ولله الاسماء الحسنى فادعوا بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون. وقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قوله فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. وقوله ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. واما النظري العقلي فلان القول في اسماء الله صفاته من باب الخبر المحض الذي لا يمكن العقل ادراك تفاصيله فوجب الوقوف فيه على ما جاء به السمع. يعني هذه المسألة من حيث واضح لان الله يقول سبحانه وتعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم. لكن من حيث العقل لان العقل لا يمكنه الخوض في الخبر المحض. لا يمكن ابدا. الاخبار المحضة. ما يمكن عقلا ان تعرف ان ادم متى كان هذه اخبار وان القيامة متى تكون؟ هذه اخبار. ما يتعلق بالخبر لا بد فيه من على ما يتعلق بالاعتقاد بالغيبيات وفي الغيبيات لابد فيه من الوقوف على الخبر ثم لا يمكن ادخال العقل فيما يتعلق بالله عز وجل انه يقول فلا تضربوا لله الامثال وهي لا قيسة وان الله يعلم وانتم لا تعلمون نعم فصل والجمع بين النفي والاثبات في باب الصفات وحقيقة التوحيد فيه. وذلك لان التوحيد مصدر واحد يوحد ولا كنصدقو حقيقتي الا بنفي واثبات. لان الاقتصار على النفي المحض تعطيل المحو والاقتصار على الاثبات المحو لا يمنع المشاركة. مثال ذلك لو قلت ما لا يستلزم التمثيل ولو كان يستلزم التمثيل لكان كلام الله متناقضا الرابع ان من لا يتصف بصفاته كما لا يصلح ان يكون ربا ولا الها. ولهذا عاب ابراهيم عليه الصلاة والسلام اباه باتخاذه ما لا يسمع بشجاع فقد نفيت عنه صفة الشجاعة وعطلته منها. ولو قلت زيد شجاع فقد اثبتت له صفة الشجاعة لكن ذلك لا يمنع ان يكون غيره شجاعا اي ولو قلت لا شجاع الا زيد فقد اثبت له صفة الشجاعة ونفيت ان يشاركه غيره فيها فكنت موحدا له في صفة الشجاعة. اذا ايمكن توحيد احد بشيء الا بالجمع بين النفي والاثبات واعلم ان الصفات الثبوتية التي وصف الله بها نفسه كلها صفات كمال والغالب فيها التفصيل لانه كلما كثر الاخبار عنها وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما لم يكن معلوما من قبل. ولهذا كانت الصفات ثبوتية التي الله بها عن نفسه اكثر من الصفات المنسية التي نفاها الله عن نفسه. قوله اذا لا يمكن توحيد احد بشيء الا بالجمع بين النفي والاثبات واذا تقرر هذا عند العقلاء علمنا ان توحيد الله لا يتم الا بالجمع بين النفي والاثبات. وهذا هو ومعنى لا اله الا الله. فلو قال لنا قائل لا حكيم الا الله قلنا صحيح المقصود هنا بالنفي والاثبات تمام وكمال الحكمة. قد يكون غيره حكيما لكن ليس كحكمة له ولا عزيز الا الله نعم لا عزيز الا الله على وجه الكمال والتمام. غيره قد يكون عزيزا لكنه نسبي. هذا هو المراد نعم قال رحمه الله واما الصفات المنفية التي نفاها الله عن نفسه فكلها صفات نقص ولا تليق به كالعجز والتعب والظلم والممارسة المخلوقين والغالب فيها الاجمال لان ذلك ابلغ بتعظيم الموصوف واكمل في التنزيه فان تفصيلها لغير سبب يقتضيه فيه سخرية وتنقص للمنصوب الا ترى انك لو مدحت ملكا فقلت له انت كريم شجاع محنك؟ قوي الحكم قاهر الاعداء الى غير ذلك من صفات المدح كان هذا من اعظم الثناء عليه وكان فيه من زيادة مدحه واظهار محاسنه ما يجعله محبوبا محترما لانك فصلت في الاثبات. ولو قلت انت ملك لا يساميك احد من ملوك الدنيا في عصرك فكان ذلك مدحا بالغا كأنك اجملت في النفي ولو قلت انت ملك غير بخيل ولا جبان ولا فقير ولا بقال ولا كناس ولا حجام وما اشبه ذلك من التفسير في نفي العيوب التي لا تليق به لعد ذلك استهزاء به وتناقصا لحقه. وقد يأتي الاجران في اسماء الله تعالى وصفاته الثبوتية كقوله تعالى في الاسماء ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. وقوله في الصفات ولله المثل الاعلى. اي الوصف الاعلى وقد يأتي التفصيل في الصفات المنفية لاسباب منها نفي ما ادعاهم في حقه الكاذبون المفترون كقوله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. دفنه وهم نقص في كماله كقوله تعالى ولقد خلقنا السماوات والارض ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب. اذا التفصيل في النفي لا يأتي في حق صفات الله عز وجل الا لاحد سببين. اما نفي ما ادعاه المدعون او دفع توهم قد يتوهمه المتوهمون. نفع ما ادعاه المدعون مثل قول نصارى ان الله له ولد. فقال الله ما اتخذ الله من ولد ولو كان معه من وما كان معه من اله ومثل قول النصارى ان الله استراح في اليوم السابع امرين النفي المفصل لماذا يأتي النفي المفصل؟ نفي ما ادعاه المدع المفترون ودفع وهم المتوهمين. نعم. قال رحمه الله ما التفسير في امثلة التفسير في الاثبات والاجمال في النفي الامثلة على التفصيل في اثبات كثيرة جدا فمنه قوله تعالى في سورة الحشر هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الى اخر السورة وقد تضمنت هذه الايات اكثر من خمسة عشر اسما وكل اسم منها قد تضمن صفة او صفتين او اكثر. وكقوله تعالى في سورة الحجر يدخلنهم مدخلا يرضونه وان الله لعليم حليم الى قوله ان الله بالناس لرؤوف رحيم. فهذه سبع ايات متوالية ختمت كل اية منها باسمين من اسماء الله عز وجل. وكل اسم منها متضمن بصفة او صفتين او اكثر. واما الامثلة واما امثلة الاجمال في النفي. فمنها قوله تعالى ليس كمثله شيء وقوله تعالى اتعلم له سميا وقوله ولم يكن له كفوا احد قال رحمه الله فصل واعلم ان الاشتراك في الاسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات كما دل على ذلك السمع والعقل والحس اما السمع فقد قال الله تعالى عن نفسه ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا. وقال عن الانسان انا خلقنا الانسان ممتنع عن الله سبحانه وتعالى. ممتنع على الله سبحانه وتعالى. نعم. واما العقل فدلالته على تمثيل من وجوه الاول التباين بين الخالق والمخلوق في الذات والوجود. وهذا يستلزم التباين في الصفات لان صفة كل موصف تليق به. فالمعاني والاوصاف كان من نسوة نمساج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. ونفى ان يكون السميع كالسميع والبصير كالبصير. فقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير واثبت لنفسه علمه للانسان علما فقال عن نفسه علم الله انكم ستذكرونهن. وقال عن الانسان فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن الى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وليس علم الانسان كعلم الله تعالى. فقد قال الله عن علمه وسعي كل شيء علما. وقال ان الله لا فعليه شيء في الارض ولا في السماء. وقال اهل العلم انسان ما اوتيتم من العلم الا قليلا. واما العاق فمن المعلوم بالعقل ان المعاني والاوصاف تتقيد وتتميز بحسب ما تضاف اليه. فكلما فكما ان الاشياء مختلفة في ذواتها فانها كذلك مختلفة في صفاتها. وفي المعاني المضافة اليها فان صفة كل موصوف تناسبه لا يفهم منها ما يقصر عن منصفها او يتجاوزه. ولهذا نصف الانسان باللين الحديد المنصهر باللين ان اللين متفاوت المعنى بحسب ما اضيف اليه. واما الحس فاننا نشاهد للفيل جسما وقدما وقوة بعوضة جسما وقدما وقوة. ونعلم الفرق بين جسميهما وقدميهما وقوتيهما. فاذا علم ان الاشتراك في الاسم والصفة في المخلوقات لا يستلزم التماثل في الحقيقة مع كون كل منها مخلوقا ممكنا فانتفاء التلازم في ذلك بين القالق والمخلوق اولى واجل بل التماثل في في ذلك بين الخالق والمخلوق ممتنع غاية الامتناع. خلاصة هذا الفصل ان الاشتراك في الاسماء والصفات اشتراكا لفظي الظاهر الاشتراك اللفظي الظاهري لا يستلزم منه التماثل في المسميات والموصوفات. لا يستهزأ. لا سمعا ولا عقلا ولا حسا فانت اذا قلت الوجه انت تفهم معنى الوجه لكن اذا قلنا وجه البيت لن تتصور انه لابد ان يكون وجه البيت مثل وجه الانسان واذا قلت وجه الارض لا تتخيل ان وجه الارض مثل وجه الانسان. فاذا لابد ان ندرك ان الاشتراك اللفظي في الاسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات. لا سمعا ولا عقلا ولا حسه. فاذا قلنا الله الرحيم والعبد قلنا رحيم لا يعني ان الرحيم كالرحيم لماذا؟ لان الاشتراك في الاسماء لا يستلزم في المسميات وفي الموصوفات واذا قلنا الله حي والعبد حي فلا يلزم من الاشتراك من اشتراك الخالق والمخلوق في اسم الحي انهما متماثلان في الحياة هذه مسألة عظيمة لابد ان تتقرر في قلبك وان تتيقن منها ثم لابد ان تنتبه ان الاشتراك في المسميات بين المخلوقات لا يلزم منها الاشتراك في المسميات والموصوفات. فكيف بين الخالق والمخلوق؟ هذا اجل واعظم ولذلك يقول العلماء رحمهم الله ان الاشتراك اللفظي لا يلزم التماثل الاسمي اما وتلازم الصفة بين المشتركين. نعم. قال رحمه الله فصل في الزائغين عن سبيل الرسل اتباعهم باسماء الله وصفاته الزائغون عن سبيل الرسل واتباعهم في اسماء في اسماء الله وصفاته قسمان ممثلة ومعطلة. وكل منهم غلا في جانب وقصر في جانب الممثلة اشتغلوا في جانب الاثبات وقصروا في جانب النفي. المعطلة غلوا في جانب النفي يقصروا في جانب الاثبات فيا خرج كل منهم عن الاعتدال في الجانبين. فالقسم الاول الممثلة وطريقتهم انهم اثبتوا لله الصفات على وجه يماثل صفات المخلوقين. فقالوا لله وجه ويدان وعينان فك وجوهنا وايدينا واعيننا نحو ذلك وشبهتهم في ذلك ان الله تعالى خاطبنا في القرآن بما نفهم ونعقل قالوا ونحن لا نفهم ولا نعقل الا ما كان مشاهدا فاذا خاطبنا عن الغائب شيء وجب حمله على معلوم للشاهد ومذهبهم باطل مردود بالسمع والعقل والحس. فاما السمع اما السمع فقد قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقال فلا تضربوا الامثال ففي الاية الاولى نفى ان يكون له مماثل مع اثبات السمع والبصر له. وفي الثانية لها ان تضرب له الامثال فجمع في هاتين الايتين بين النفي بين النفي والنهي وقلنا معنى الامثال اي الاقيسة فلا تضربوا لله الامثال اي الاقيسة لماذا لا يجوز ظرب الامثال في حق الله عز وجل؟ لان لقس لابد من ان يكون المقيس مثل المقيس عليه. والله عز وجل لا يمكن ان يكون له مثل اذا لا يجوز ظرب الامثال له. ظرب الاقيسة له لا سيما ان لقس ان لقس الموجود عند الفقهاء والاصوليين وعند المتكلمين هي نوعان من الاقشاء وسيأتي ان شاء الله بيانه بالتفصيل. قياس شمولي وقياس تمثيلي. وكلاهما تتقيد وتتميز بحسب ما تضاف اليه. الثاني ان نقول بالمماثلة بين الخالق والمخلوق يستلزم نقص الخالق سبحانه. ان التمثيل الكامل بالنقص يجعله ناقصات. الثالث المنقول بمماثلة الخالق للمخلوق يقتضي بطلان العبودية الحق. لانه لا يخضع عاقل لاحد ويذل له على وجه التعظيم المطلق الا ان يكون اعلى منه. واما الحس فانه فاننا نشاهد في المخلوقات ما تشترك اسماؤه وصفاته في اللفظ. وتتباين في الحقيقة فللفيل جسم وقوة وللبعوضة جسم وقوة والتباين بين جسميهما قوتيهما معلوم. فاذا جاز هذا التباين بين المخلوقات كان جوازه بين الخالق والمخلوق من باب اوله بل التباين بين الخالق والمخلوق واجب تماثل ممتنع غاية الامتناع. ومقول من الله تعالى خاطبنا بما نعقل ونفهم في صحيح من قوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. قوله كتاب انزلناه اليك مبارك يدبر اياته وليتذكر اولو الالباب وقوله وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم ولولا ان الله فاراد من عباده عقل وفهم ما جاءت به الرسل لكان لسان قومه ولسان غيرهم سواء ولما حصل البيان الذي تقوم به الحجة على الخلق واما قول اذا خاطبنا عن ذلك عن الغائب اذا خاطبنا عن الغائب بشيء وجب حمله على المعلوم في في الشاهد. فجوابه من وجهين احدهما انما الله به عن نفسه انما اخبر به مضافا الى نفسه المقدسة. فيكون لائقا به لا مماثلا لمخلوقاته. ولا يمكن لاحد ان يفهم منه المماثلة الا من لم الله تعالى ولم يقدره حق قدره ولم يعرف مدلول الخطاب الذي يقتضيه السياق. الثاني انه لا يمكن لان المماثلة مرادة لله تعالى لان المماثلة تستلزم نقص الخالق جل وعلا واعتقاد نقص الخالق كفر وضلال ولا يمكن ان يكون مراد الله تعالى بلا كلامه الكفر والضلال كيف قد قال يبين الله لكم ان تضلوا. وقال ولا يرظى لعباده الكفر. يعني هؤلاء يزعمون انه لا بد من التمثيل. لماذا قالوا لان لا نعقل الا ما نرى فعلى قولهم هذا يلزم ان يكون كل غيب مثل المشاهد فيلزم ان يكون جبريل مثل ما يشاهدونه في المشاهدات. وان ما في الجنة مثل ما هو موجود في الدنيا الفانية وهذا يعني مخالف للعقول والفطر يعني لو كان ما في الجنة مثل ما هو في الدنيا الفانية لما كان هناك فرق فلابد الانسان يدرك ان هذه الصفات وهذه الاسماء اضيفت الى الله. فانت تقول وجه الله يد الله علم الله. لاحظ كلام الله قدرة الله حياة الله سمع الله. بصر الله. فانت اضفت الى الله ما دام اضفته الى الله فلا يمكن ان يكتسب خصائص المخلوقين. لماذا؟ ساضرب لكم مثال الان. لما يأتي انسان ويقول لك ماء. لاحظ الان فهنا الان الماء لو قال لك القائل الشيء اما انه حي او ميت ما في بينهما وسط شيء من معالم واما جاهل ما يوجد بينهما وسط فإذا هم يريدون لما يقولون لا ولا لا حي ولا ميت ما هي خصائص هذا الماء الذي تتكلم عنه انت لن تتخيل في مخيلتك الا المعنى العام لكلمة المال لكن لا تعرف خصائص هذا الماء حتى يضيفه فإذا اضافه عرفت خصائصه فلو قال لك مثلا ماء المجاري قطعا تعرف ايش خصائصه اذا ماء البحر تعرف انه مانح اذا قال لك ماء النهر تعرف انه عذب. اذا قال لك ماء النبع تعرف انه قد يكون ها مالحا او عذبا او شائبا او خالصا اذا قال لك ماء زمزم اذا قال لك ماء الكوثر اذا قال لك ماء الحياة لابد الانسان ينتبه ان المعنى للشيء يتصوره الانسان ويعرف معناه وعند الاظافة فان هذا كي يكتسبوا خصائص المضافين. فانت اذا قلت الحياء تعرف معنى الحياة. لكن ما تعرف خصائص هذه الحياة حتى تضاف فاذا اضيفت هذه الحياة الى الانبياء غير لما تضيف هذه الحياة لاحد الناس غير لما تضيف هذه الحياة الى النبات غير لما تضيف هذه الحياة الى الحيوان غير لما تضيف هذه الحياة الى الملائكة غير لما تضيف هذه الحياة الى الله نعم قال رحمه الله فصل القسم الثاني المعطل هم الذين انكروا ما سمى الله تعالى وصف به نفسه انكارا كليا او جزئيا. وحرفوا من اجل ذلك نصوص الكتاب والسنة فهم محرفون للنصوص معطلون للصفات وقد انقسم هؤلاء الى اربع طوائف. الطائفة الاولى الاشاعر ومن ضاهاهم من الماتوريدي وغيرهم لا يستلزم انتفاءه في نفس الامر لان انتفاء الدليل المعين لا يستوجب انتفاء المدلول اذ قد يثبت بدليل اخر. فاذا قدرنا ان الدليل العقلي يثبته فان الدليل السمعي قد اثبته حينئذ يجب اثبات بطريقتهم انهم اثبتوا لله الاسماء وبعض الصفات ونفوا حقائق اكثرها. وردوا ما يمكنهم رده من النصوص وحرفوا ما لا يمكنهم رده وسموا ذلك التحريف تأويلا. فاثبتوا من الصفات سبع صفات الحياة والعلم والقدرة والارادة والكلام والسمع والبصر. على خلاف بينهم وبين السلف في كيفية في اثبات بعض هذه الصفات الاشاعرة والماء التوريدية اثبتوا الاسماء كلها ولم يثبتوا من الصفات الاشاعرة الا هذه السبع والماتريدية الا هذه السبع واضافوا اليها صفة التكوين. فصار لهم الصفات ثمانية طيب الاسماء الاخرى اسماء الله تعالى الاخرى كيف يفسرونها؟ انتبه يفسرونها بارجاعها الى احد هذه الصفات السبع. يفسرونها بارجاعها الى احد هذه صفات السبعة واكثر ما يرجعون صفات يرجعون الى صفة الارادة يرجعون الى صفة الارادة الرحمة يريد ان يرحمه. العزة يريد ان يعزهم كلها يريد يريد يريد يريد نعم وشبهتهم فيما ذهبوا اليه انهم اعتقدوا فيما نفوه ان اثباته يستلزم التشبيه للتمثيل وقالوا فيما اثبتوه ان العقل قد دل عليه فان ايجاد المخلوقات يدل على القدرة وتخصيص بعضها بما يختص به يدل على الارادة واحكامها دلوا على العلم وهذه الصفات القدرة والارادة والعلم تدل على الحياء لانها لا تقوم الا بحي والحي اما ان يتصف بالكلام والسمع والبصر وهذه صفات كمال او بضدها وهو الخرس والصمم والعمى وهذه صفات نقص ممتنعة عن عن الله على الله تعالى فوجبت ثبوت الكلام والسمع والبصر. والرد عليهم شبهة الاشاعرة والماتريدية فيما اثبتوه قالوا لدلالة العقل عليه وفيما نفوه؟ قالوا لان اثباتها مستلزم للتشبيه. لا تنسى هذه لماذا يثبتون؟ لماذا ينفون؟ يثبتون يقولون ويزعمون ان العقل يثبته لماذا ينفون؟ يقولون ويزعمون ان اثباته يستلزم التشبيه. فالجواب والرد عليهم من وجوه الاول ان الرجوع الى العقل في هذا الباب مخالف لما كان عليه سلف الامة من الصحابة والتابعين وائمة الامة من بعدهم. وما منهم احد رجع الى العقل في انما يرجعون الى الكتاب والسنة فيثبتون لله تعالى من الاسماء والصفات وما اثبته لنفسه. او اثبته له رسله اثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل قال امام اهل السنة احمد بن حنبل رحمه الله نصف الله بما وصف به نفسه ولا نتعدى القرآن والحديث الثاني ان الرجوع الى العقل في هذا الباب مخالف للعقل ان هذا الباب من الامور الغيبية التي ليس للعقل فيها مجال وانما تتلقى من السمع فان العقل لا يمكنه ان يدرك بالتفصيل ما يجب ويجوز ويمتنع في حق الله تعالى. فيكون تحكيم العقل في ذلك مخالفا للعقل. الثالث ان الرجوع في ذلك الى العقل مستلزم للاختلاف والتناقض فان لكل واحد منهم عقلا يرى وجوب الرجوع اليه كما هو كما هو الواقع في هؤلاء فتجد احدهم يثبت ما ينفيه الاخر من اجلتكم فيما اثبتتموه. نحن نقول لهؤلاء كل ما انتم اثبتموه عقلا ننظر نحن فيه هل له شاهد من النقل هل له شاهد من الكتاب والسنة فانه اذا كان له شاهد فهذا الدليل العقلي الذي قلتموه صحيح وربما يتناقض الواحد منهم فيثبت في مكان ما في مكان ما ينفيه او ينفي نظيره في مكان اخر فليس لهم قانون مستقيم يرجعون اليه. قال المؤلف رحمه الله في الفتوى الحموية لماذا ليس لهم قانون مستقيم يرجعون؟ لان العقول متفاوتة فلا يمكن ان يكون عندهم قانون. نعم. قال المؤلف رحمه الله في الفتوى الحموية فيا ليت شعري باي عقل يوزن الكتاب والسنة فرضي الله عن الامام مالك ابن انس حيث قال اوكلما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا ما جاءنا به جبريل الى محمد صلى الله عليه وسلم بجدل هؤلاء ومن المعلوم ان تناقض الاقوال دليل على فسادها الرابع انهم اذا صرفوا النصوص عن ظاهرها الى معنى زعموا ان العقل يوجبه فانه يلزمهم في هذا المعنى النظير ما يلزمهم في المعنى الذي نفوه. مع ارتكابهم تحريف الكتاب والسنة. مثال ذلك اذا قالوا المراد بيد الله عز وجل القوة دون حقيقة اليد لان اثبات الحق لان اثبات حقيقة اليد يستوجب من تشبيه بالمخلوق الذي له يد. فنقول لهم يلزمكم في اثبات القوة نظير ما يلزمكم في اثبات اليد الحقيقة لان للمخلوق قوة فاثبات قوة الله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم. ومثال اخر اذا قالوا المراد بمحبة الله تعالى ارادة ثواب المحبوب او الثواب نفسه دون حقيقة المحبة لان اثبات الحقيقة لان اثبات حقيقة المحبة يستلزم التشبيه. فنقول لهم اذا فسرتم المحبة بالارادة لازم يكون في اثبات الارادة نظير ما يلزمكم في اثبات المحبة. لان للمخلوق ارادة فارادة فاثبات الارادة لله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم شف مكاننا العكس كيف؟ لزمكم في اثبات الارادة اذا فسرتم المحبة بالارادة لزمكم في اثبات الارادة نظير ما يلزمكم في اثباته. ايه صح. لزمكم يعني في اثبات الارادة التي اثبتتموها من معنى المحبة. هم. نعم نظير ما يلزمكم في اثبات المحبة. التوهم. لان للمخلوق ارادة. فاثبات الارادة لله يستلزم التشبيه ما فيه شيء صحيح ليه بقى؟ لا صحيح. لا صحيح. هو يقصد اه يلزمكم في التشبيه في المحبة؟ ايوه بالظبط. نعم. لذلك هذا الصح. لزم يكون في اثبات هنا في تفسير المحبة نظير ما يلزمكم في اثبات المحبة التي نحن نثبتها ما فيها شيء. قال رحمه الله فسرتموها بالثواب فالثواب مخلوق مفعول لا يقوم الا بخالق فاعل. الفاعل لا بد له من ارادة الفعل واثبات الارادة مستلزم للتشبيه على قاعدتكم ثم نقول اثباتكم ارادة الثواب والثواب نفسه مستلزم لمحبة العمل المثاب عليه. ولولا محبة العمل ما اثيب فاعله فصار تأويلكم تلزما لما نفيتم فان اثبتموه على الوجه المماثل للمخلوق ففي التمثيل وقعتم. وان اثبتموه على الوجه المختص بالله المختص بالله واللائي به اصبتم ولزمكم اثبات جميع الصفات على هذا الوجه. يعني ان الاشعري او الماء تريدي حينما يثبت صفة يلزمه احد امرين اما يثبت الصفة كما يليق بالله واما ان يثبت الصفة على وجه التشبيه وهم يفرون من التشبيه. اذا يثبتون الصفات على وجه الكمال. فنقول لهم انتم تثبتون ان الله له قوة وان الله له ارادة وان الله حي. فهل حياته وقوته وارادته مثل حياته وقوة وارادة المخلوقات يقولون لا قلنا لهم فاثبتوا المحبة واثبتوا الرضا واثبتوا ما جاء من الصفات لايقا بالله سبحانه وتعالى لا على وجه مماثلة المخلوقات. نعم. الوجه الخامس ان قولهم فيما نفوه ان اثباته يستلزم التشبيه ممنوع. لان الاشتراك في الاسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات كما تقرر سابقا. ثم انه منقوض بما اثبتوه من صفات الله. فانهم يثبتون لله تعالى الحياة والعلم قدرته الارادة والكلام والسمع والبصر. مع ان المخلوق متصل بذلك فاثباتهم هذه الصفات لله تعالى مع اتصاف المخلوق بها مستلزم للتشبيه على قاعدة فان قالوا اننا نثبت هذه الصفات لله تعالى على وجه يختص به ولا يشبه ما ثبت المخلوق منها. قلنا هذا جواب حسن سديد هذا لا تقولون به فيما نفيتموه فتثبتوه لله على وجه يختص به ولا يشبه ما ثبت للمخلوق منه. فان قالوا ما اثبتناه فقد دل العقل على فلزم اثباته. يعني هم يقولون ما اثبتناه دل العقل على اثباته وما عدا ذلك فان العقل لا يدل على اثباته بزعمهم نعم قلنا عن هذا ثلاثة اجوبة احدها انه لا يصح الاعتماد على العقل في هذا الباب كما سبق الثاني انه يمكن اثبات ما نفيتموه بدليل عقلي يكون في بعض المواضع او السنة فنستطيع ان نثبت ما اثبته الله ورسوله في الكتاب والسنة مما نفيتموه نستطيع ان نثبته حتى بالعقل نعم مثال ذلك مثال ذلك الرحمة التي اثبتها الله لنفسه في قوله وربك الغفور ذو الرحمة وقوله وهو الغفور الرحيم فانه يمكن اثباتها بالعقل كما دل عليها السمع. فيقال الاحسان الى الخلق بما ينفعهم ويدفع عنهم الضرر يدل على الرحمة دلالة التخصيص على الارادة بل هو ابين واوضح لظهوره لكل احد. الثالث ان يعني الان هؤلاء الاشاعرة والماتورين قلنا لهم كيف اثبتم ان الله موصوف بالارادة عقلا فبحثوا فلم يجدوا دليلا عقليا الا ما يسمونه بدلالة التخصيص خص هذا بشيء دون هذا خص هذا بصفة دون هذا خص هذا باسم دون هذا. خص هذا بذات دون هذا فيقولون ان دلالة التخصيص على الارادة فهمنا الان عقلي عندهم قلنا لهم اصبتم فانا نقول ان دلالة التخصيص ادل على الرحمة لماذا خص هذا بالاكرام دون هذا لماذا خص هذا بالايمان دون هذا؟ لماذا خص هذا بالانعام دون هذا الا لانه ها رحيم به. اذا ممكن ان نستدل بان دلالة التخصيص يدل على على الرحمة نعم الثالث ان نقول على فرض ان العقل لا يدل لا يدل على ما نفيتموه فان عدم دلالته عليه لا يستلزم انتفاءه بالدليل القائم السالم عن المعارض المقاوم. نعم هذا جواب سديد انتفاء الدليل المعين لا يلزم منه انتفاء المدلول. فمثلا لو جانا شخص وقال لنا اثبت لنا هذا الشيء اثبت لنا ان المخدرات حرام. قلنا له المخدرات حرام بدليل القياس او بدليل العموم قال لا انا اريد الاجماع. قلنا عدم الاجماع لا يلزم منه ان المخدرات ليست من المحرمات لان الدليل الواحد من الادلة كاف في اثبات الشيء او نفيه فاذا وجدنا على الامر دليل من الكتاب يكفي ما هو لازم يجي حديث بعد. واذا وجدنا حديث كافي ما هو لازم يجي اية بعد. واذا وجدنا اية او حديث كافي مهو لازم بعد يجي اجماع. واذا جاء اية وحديث واجماع كافي ما هو لازم يجي قياس اذا لا بد ان ندرك ان انتفاء الدليل المعين لا يستلزم منه ايش؟ انتفاء المدلول. فكونكم تقولون لا يوجد دليل عقلي على هذه الصفات لا يعني انتفاء الصفات لان الصفات ثابتة بدلالة الكتاب والسنة والاجماع القديم من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم. نعم. فان قالوا بل العقل يدل على انتفاء ذلك لان يستلزم التشويه العقل يدل على انتفاءه التشبيه. قلنا ان كان اثباته يستلزم التشويه فان اثبات ما اثبتموه يستلزم التشويه ايضا. فان منعتم ذلك لزمكم منع منعه فيما نفيتموه اذ لا فرق وحينئذ اما ان تقولوا بالاثبات في الجميع فتوافق السلف واما ان تقولوا بالنفي في الجميع فتوافقوا معتزلة ومن ضاهاهم واما التفريق فتناقض ظاهر تقرأ تناقض ظاهر وتقول انتم تقولون اذا اثبتنا هذا يلزم التشبيه. واذا اثبتنا هذا ما يلزم التشبيه. لماذا لماذا اذا اثبتتم الحياة والقدرة على ما يليق بالله لا لا يلزم التشبيه. واذا اثبتم الرحمة والرضا على ما يليق بالله من التشبيه هذا تهكم وتناقض نعم فصل الطائفة الثانية المعتزلة ومن تبعهم من اهل الكلام وغيرهم وطريقتهم انهم يثبتون لله تعالى الاسماء دون الصفات ويجعلون الاسماء على محضة ثم منهم من يقول انها مترادفة فالعليم القدير والسميع والبصير شيء واحد. ومنهم من يقول انها متباينة ولكنه عليم بلا علم قدير بلا قدرة سميع بلا سمع بصير بلا بصر ونحو ذلك. معنى مترادفة اي انها لا تختلف معانيها بل كلها معانيها واحدة هذا معنى الترادف فهم يقولون العليم والقدير والسميع والبصير معناه واحد وهو الدلالة على الله. فقط في نفسها ليس لها معاني هذا قول طائفة من المعتزلة والقول الاخر من المعتزلة انهم يقولون لا هي متباينة ومعنى التباين ان لها معاني مختلفة طيب اذا قلنا انها متباينة لها معاني مختلفة. فما معناها؟ قالوا عليم بلا علم. شلون عليم وبلا علم هذا تناقظ سميع بلا سمع قادر بلا قدرة حي بلا حياء وشبهتهم نعم. قال رحمه الله وشبهتهم انهم اعتقدوا ان اثبات الصفات يستلزم التشبيه. وتقريرها انه لا يوجد شيء بالصفات الا جسم يدعو لها اجسام متماثلة فاثبات الصفات يستدلم التشبيه. اذا المعتزلة عندهم القاعدة والشبهة عندهم قاعدة ونحن نسميها شبهة ان اثبات الصفات ان اثبات الصفات يستلزم منه التشبيه انتبه لهذه القاعدة التي قررها والرد عليهم بالوجوب. نعم. الاول ان الله تعالى سمى نفسه باسماء وصف نفسه بصفات فان كان اثبات الصفات فان كان اثبات الصفات يستلزم التشبيه فاثبات الاسماء كذلك. وان كان اثبات الاسماء لا يستجيب للتشويه فاثبات الصفات كذلك والتفريق بين هذا وهذا تناقض فاما ان يثبت الجميع فيوافق السلف واما ان ينفوا الجميع فيوافقوا غلاة الجهمي والباطنية واما ان يفرقوا فيقعوا في التناقض. المعتزلة يثبتون الاسماء. خلافا للجهمية لكن يقولون اثباتنا للاسماء لا يلزم التشبيه قلنا لهم فاثبتوا الصفات وقولوا ان اثباتنا للصفات لا يلزم له التشبيه. اما التفرقة بين الاسماء والصفات تناقض فانتم اما ان تسيروا على طريقة السلف واما ان تسيروا على طريقة الجهمية نعم الثاني ان الله تعالى وصف اسماؤه بانها حسنا وامرنا بدعائه بها. فقالوا لله الاسماء الحسنى فادعوه بها. وهذا ان تكون دالة على معان عظيمة تكون وسيلة لنا في دعائنا. ولا يصح خلوها عنها. ولو كانت علاما محضة لكانت غير دالة على معنى سوى تعيين المسمى فظلا عن ان تكون حسن ووسيلة في الدعاء. ثالث ان الله تعالى اثبت لنفسه الصفات اجمالا وتفصيلا مع نفي المماثلة. وقال تعالى ولله المثل الاعلى وقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وهذا يدل على ان اثبات الصفات لا يبص الاها فقال يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. وهذا كثير في القرآن ان الله عز وجل يعيب على المشركين شركهم لانهم يعبدون اشياء غير متصفة بصفات الكمال يعني الانسان عاقل يأتي ويدعو حجرا يدعو شجرا يدعو قبرا ميتا حيوانا بهيما شمسا جامدا كيف هذا ان كان الشرك ان كان الشرك مسوغا وهو غير ممكن لكن هذا على فرض العقل. لو كان الشرك جائزا لكان حريا بالعاقل ان ينظر من يشرك لهذا نقول ان شرك النصارى اقرب من الناحية العقلية من شرك عباد القبور والاوثان. من وجهين الاول انهم عبد نبيا ما عبدوا اي شيء الثاني انهم عبدوا من هو حي ولم يمت وان كان في السماء. لكن الشرك كله باطل. ولهذا قال عيسى عليه السلام كما قال الله عنه انه من بالله فقد حرم الله عليه الجنة. ومأواه النار وما للظالمين من انصار. اذا نقول ان اثبات هذه الصفة صفات لابد منها لان اذا لم نثبت صفات الكمال يلزم منه النقص لماذا يلزم النقص؟ لان الشيء اما ان يتصف بصفة الكمال الوجودي او النقص العدني فهو اما حي واما ميت. اما موجود واما معدوم. وهكذا. نعم. الخامس ان كل موجود لابد له من صفة ولا يمكن وجود ذات مجردة يعني الصفات وحينئذ لابد ان يكون الخالق الواجب الوجود متصفا بالصفات اللائقة به سادسا نقول بان اسماء الله اعلام محضة مترادفة لا تدل الا على ذات الله فقط قول باطل. لان دلالات الكتاب والسنة متظافرة على ان كل اسم منها دال على معناه المختص به مع اتفاقها على مسمى واحد ومنصوف واحد. فالله تعالى هو الحي القيوم السميع بصير عليم قدير فالمسمى والموصوف واحد. والاسماء والصفات متعددة الا ترى ان الله تعالى يسمي نفسه باسمين او اكثر في موضع واحد في قوله تعالى هو الله الذي لا لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر. فلو كانت الاسماء مترادفة ترادفة محضا لكان ذكرها مجتمعة لغوا من القول عديم الفائدة السابع من القول بان الله تعالى عليم بلا علم وقدير بلا قدرة وسميم بلا سم ونحو ذلك قول باطل مخالف لمقتضى اللسان العربي وغير عربي. فان من المعلوم في لغات عالمي في لغات جميع العالم ان المشتق دال على معنى المشتق منه وانه لا يمكن ان يقال عليم لمن لا علم له ولا قدير لمن لا قدرة له ولا سميع لمن لا سمع له ونحو ذلك. واذا كان كذلك تعين ان تكون اسماء الله تعالى دالة على ما تقتضيه من الصفات اللائقة به. فيتعين اثبات الاسماء والصفات بخالق الارض والسماوات ان قولهم لا يوجد شيء متصل بالصفات الا جسم فممنوع فانا فانا نجد من الاشياء ما يصح ان يوصف وليس بجسم فانه يقال ليل طويل نهار او قصير برد شديد حر خفيف ونحو ذلك وليست هذه اجساما على ان اضافة لفظ الجسم الى الله تعالى اثباتا او نفيا من الطرق البدعية التي يتوصل بها اهل التعطيل لنفي الصفات التي التي اثبتها الله بنفسه. في هذه الامر الثامن لابد ان تنتبه له لانهم قعدوا هذه القاعدة فمن لم يعرف بطلان هذه القاعدة ربما يظن انهم على شيء من الحق هم يقولون لا يوجد شيء متصف بالصفات الا جسم فانت تجاوب عليه وتقول لو فرضنا صحة هذا لو فرضنا صحة هذا وان المقصود جسم يعني مخلوق فهذا في المشاهد. ولا يلزم ما هو في حق الله ان يكون ما هو في المشاهدة. هذا الجواب الاول. الجواب الثاني من اين اتيتم بهذه القاعدة؟ لا يوجد شيء متصف بالصفات الا قسم من اين اتيتم بهذه القاعدة؟ وهل هي مطردة؟ فان العرب والعجم يصفون اشياء ليست لها اجسام بصفات فلماذا قلتم لا يمكن وصف شيء الا ان يكون جسما العرب تقول ليل طويل وين جسم الليل؟ والعرب تقول نهار قصير. وين جسم النهار والعرب تقول برد شديد وين جسم البرد يقول لك جسم البرد الهوا لا الهواء اثره وما يجلبه وليس هو البرد نفسه وحر خفيف ونحو ذلك كيف اذا انتم تقولون بانه لا يوجد شيء متصف بالصفات الا جسم هذا من خيال ومن نسج عقولكم. نعم. لانه يوصف عند العرب وعند غير العرب يوصف اه ما هو جسم ويوصف ما ليس بجسم يوصف ما هو جسم ويوصف ما ليس بجسم حتى العدم قال بعض العقلاء العدم موصوف بانه معدو مع انه غير موجود موصوف بانه ايش معدوم نعم التاسع ان قولهم الاجسام متماثلة باطل ظاهر البطلان فان تفاوت الاجسام ظاهر لا يمكن انكاره. قال الشيخ المؤلف الله ولا ريب ان قول بتماثل الاجسام قول باطل. اما قولهم الاجسام متماثلة فيلزم من هذا ان لا يوجد في البشر من هو جميل ومن هو قبيح. ومن هو طويل ومن هو قصير من قال لكم ان الاجسام متماثلة الشرق غير متماثلة هذا كلام ظاهر البطلة. نعم. فصل الطائفة الثالثة غلاة الجهمي والقرامطة والباطنية وطريقتهم انهم ينكرون الاسماء والصفات ولا يصفون الله تعالى الا بالنفي المجرد يعني الاثبات ويقولون ان الله هو الموجود المطلق بشرط الاطلاق فلا يقال هو موجود ولا حي ولا عديم ولا قدير وانما هذه اسماء لمخلوقاته او مجاز. لان اثبات ذلك يستلزم تشبيه تشبيهه بالموجود الحي العليم القدير ويقولون ان الصفة عين موصوف وان كل صفة عين الصفة الاخرى فلا فرق بين العلم والقدرة والسمع والبصر ونحو ذلك. فهمنا قولهم الله هو الموجود المطلق بشرط الاطلاق مقصودهم بالوجود المطلق الموجود المطلق اي الوجود الذي لا يمكن تقييده بوصف او اسم ها ما المقصود بالوجود المطلق؟ هو الوجود الذي لا يمكن تقييده بوصف او باسم ومعنى بشرط الاطلاق اي بشرط الا يضاف اليه اسم ولا صفته. هذا آآ من اغرب ما يكون طبعا قول ولاة الجهمية والقرامطة والباطنية قولهم يلزم منه احد امرين لا ثالث لهما يلزم منه احد امرين لا ثالثا اما انه معدوم واما انه ممتنع والممتنع معدو اما ان الله معدوم غير موجود لان ما هو الشيء الموجود المطلق الذي لا يمكن ان تصفه باسم بوصف او تسمه باسم من لا يوجد الا المعدوم. او الممتنع. لان كل شيء موجود فلا يمكن ان تنفي عنه مطلق الصفات تنفي عنه بعض الصفات وتثبت له بعض الصفات فلو لم يكن من الصفات ما تصف به الموجود الا كونه موجود هذا كافي اذا الوجود صفة. فكيف انت تقول ان الله هو الموجود المطلق سيأتي الجواب عن هذه الشبهة وشبهتهم قال رحمه الله شبهتهم انهم اعتقدوا ان اثبات الاسماء والصفات يستلزم التشبيه والتعدد. وجه ذلك من الاسماء انه اذا سمي بها لزم ان يكون متصلا بمعنى الاسم. اذا اثبتنا الحي مثلا لازم ان يكون متصلا بالحياة لان صدق المشتق استلزموا صدق المشتق منه وذلك قيام الصفات به وهو تشبيهه. وما في الصفات قالوا ان اثبات صفات متغايرة مغايرة الصوفي يستلزم التعدد وترتيب ممتنع مناقض للتوحيد. يعني شبهتهم كلها فلسفة في فلسفة قرمطة في ما طاح ومعنى السفسطة يعني التمويه في العقليات ومعنى القرمطة التمويه في النقليات فهم جمعوا هؤلاء جمعوا بين السفسطة والقرمطة والا كيف يمكن ان نقول ان اثبات الاسماء وصفات يستلزم منه التشبيه والتعدد فعلى قولهم هذا انك انت اذا قلت الشيء موجود فلابد ان يكون هناك امران شيء وموجود. الله الشيء الموجود يعني لازم اثنين؟ اي لازم اثنين. ليش؟ عقولهم تشذي هذا ما هي عقول هذولي يبون العصا درة عمر ما يحتاجون شيء اخر نعم ومع هذا فالرد عليهم من الوجوب الاول. الاول ان الله تعالى جمع فيما سمى وصف به نفسه بين النفي والاثبات وقد سبقت من ذلك فمن اقر بالنفي وانكر الاثبات فقد امن ببعض الكتاب دون بعض والكفر ببعض الكتاب كفر بالله كفر بالكتاب كله. قال الله تعالى كان منكرا على بني اسرائيل افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزيا في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب الله بغافل عما تعملون. وقال تعالى ان الذين كفروا بالله ورسله يريدون ان يفرقوا قال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله يريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون اؤمنوا ببعض ونكفر ببعض يريدون ان يتخذوا ذلك سبيل اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا الكافرين عذابا مهينا. يعني من اقر بنفي وانكر الاثبات امن بعض الكتاب صار حاله مثل حال اليهود صح ولا لا طيب فما بالكم بالذي لا يؤمن لا بالاثبات ولا بالنفي هذا شي يطلع هذا هذا هو القرمطي السفسطي. نعم الثاني ان الموجود المطلق بشرط الاطلاق لا وجود له في الخارج المحسوس وانما هو امر يفرضه الذهن ولا وجود له في الحقيقة فتكون حقيقة القول به نفي الوجود لا في وجود الله تعالى الا في الذهن وهذا غاية التعطيل والكفر. لذلك ايها الاخوة الموجود المطلق بشرط الاطلاق لا وجود له الا في الذهن اضرب لكم مثال لو قال لنا قائل الناس لاحظ الان كلمة الناس مطلقا عن اي قيد ووصف لا وجود له الا في الذهن. لان في الخارج لا يوجد الا زيد ابو بكر وعمر وخالد وفلان وفلان وفلان وفلان. فالشيء الذي يقولون عنه انه موجود بشرط الاطلاق هذا شيء ذهني فقط ولذلك قال بعض اهل العلم على قول الجهمية الله في اذهانهم فقط او ان الله لا وجود له نعم الثالث قولهم ان الصفة عين موصوف وان كل صفة عين الصفة الاخرى مكابرة في المعقولات. سفسطة في في البديهيات فان من المعلوم بضرورة العقل والحس ان الصفة غير الموصوفة وان كل صفة غير الصفة الاخرى فالعلم غير العالم القدرة غير القادر الكلام غير المتكلم كما ان العلم والقدرة والكلام صفات متغايرة. معنى قوله سفسطة في البديهيات. البديهيات البديهيات جمع البدائل جمع بداء او بدء يعني ان هذا آآ يموه لك في الامور التي يسلم بها اوائل العقلاء فظلا عن كمل العقلاء. فمعنى السفسطة في البديهيات. البديهيات هي الامور المسلمة عقلا محد يجادل فيها الان لو جانا شخص وقال الان ها ليل نقول هذا سفسطة في البديهية كيف الشمس طالعة كيف هؤلاء الذين يقولون ان الصفة عين الموصوف وان كل صفة عين الصفة الاخرى يكابرون في المعقولات ويسفسطون في البديهيات. الامور الاولية التي لا يجادل فيها فاي عاقل اذا البديهيات هي الامور الاولية التي لا يجادل فيها العقلاء. نعم. الرابع ان وصف الله تعالى بصفات الاثبات دلوا على الكمال من وصفه بصفات النفي. لان الاثبات امر وجودي يقتضي تنوع الكمالات في حقه. واما النفي فامر عدمي لا لا يقتضي كمالا الا اذا تضمن اثباتا. وهؤلاء النفاة يقولون بنفي يقتضي الاثبات قامش قولهم ان اثبات صفات متغايرة مغايرة مغايرة للموصوف يستلزم التعدد. قول باطل مخالف وعقول المحسوس فانه لا يلزم من تعدد الصفات تعدد فانه لا يلزم من تعدد الصفات تعدد موصوف ها هو الانسان الواحد يوصف بانه حي سميع مصير عاقل متكلم الى غير ذلك من صفاته. ولا يزول من ذلك التعدد ذاته. ونحن نقول نبينا صلى الله عليه وسلم رؤوف رحيم سراج منير بشير نذير هل معناه صار رسول الله؟ اكثر من واحد سفسط اهي في البديهيات. نعم السادس قولهم في الاسماء ان اثباتها يستلزم ان يكون متصلا بمعنى الاسم. فيقتضي ان يكون اثباتها تشبيها. جوابه ان المعاني التي تلزم من اثبات الاسماء صفات ان المعاني التي تلجأ من اثبات الاسماء صفات لائقة بالله تعالى غير مستحيلة عليه. والمشاركة في الاسم او الصفة لا تستلزم تماثل والموصوفات. وهذا مر معنا في الكلام مع المعتزلة. نعم. السابع قولهم ان الاثبات يستلزم تشبيها فان الاثبات يستلزم تشبيهه بالموجودات. جوابه ان النفي الذي قالوا به يستلزم التشبيه بالمعلومات على قياس قولهم. وذلك اقبح من تشبيهه بالموجودات حينئذ فاما ان يقروا بالاثبات فيوافقوا الجماعة واما ان ينكروا النفي كما انكروا الاثبات فيوافقوا ولاة الغلاة من القرامطة والباطنية وغيرهم واما التفريق بين هذا وهذا فتناقض ظاهر فصل الطائفة الرابعة غلاة الغلاة من الفلاسفة الجامية القرامطة والباطنية وغيرهم وطريقتهم انهم انكروا في حق الله تعالى الاثبات والنفي فنفوا عنه الوجود والعدم والحياة والموت والعلم والجهل ونحوها وقالوا انه لا موجود ولا معجون ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل ونحو ذلك حقهم ان نسميهم بالللالائية لا لا لا ما عندهم الا لا لا لا ها سبحان الله يعني يقولون ان الله لا يوصف لا بالاثبات ولا بالنفي فيقول لا موجود لا معدوم لا حي لا ميت لا عالم لا جاهل لا قادر لا غير قادر لا متكلم ولا غير متكلم شلون وشبهتهم ايوا وشبهتهم انهم اعتقدوا انهم ان وصفوه بالاثبات شبهوه بالموجودات وان وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات. وردوا عليهم من وجوه اولا ان تسمية الله وصفه بما سمى وصف به نفسه ليس تشبيها ولا يستلم التشبيه فان الاشتراك في الاسم والصفة لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات وتسميتكم ذلك تشبيها ليس الا تمويها وتلبيسا للعامة والجهال. ولو قبلنا مثل هذه الدعوة الباطلة لامكن كل مبطل ان يسمي الشيء الحق باسمائه ينفر بها الناس عن قبوله الثاني انه قد علم بضرورة العقل والحسي ان الموجود الممكن لابد له من موجد وموجد واجب الوجود فاننا نعلم حدوث المحدثات ونشاهدها ولا يمكن ان تحدث بدون محدث ولا ان تحدث نفسها بنفسها لقوله تعالى مخلق من غير شيء وهم الخالقون فتعين ان لها خالق واجب الوجود وهو الله تعالى. ففي الوجود اذا موجودان. احدهما ازلي واجب الوجود بنفسه الثاني محدث ممكن الوجود موجود بغيره ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود ان يتفقا في خصائصه فان وجود الواجب يخصه وجود المحدث يخصه ووجود الخالق واجب ازلي من حدوث ابدي ممتنع الزوال ووجود المخلوق ممكن حادث بعد العدم قابل للزوال. ومن لم يثبتها فلم فمن لم يثبت ما بينهما من الاتفاق فراقي لازمه ان تكون الموجودات كلها اما ازلية واجبة الوجود بنفسها واما محدثة ممكنة الوجود بغيرها وكلاهما معلوم الفساد بالاضطرار الثالث ان انكارهم الاثبات والنفي يستلزم نفي النقيضين معا وهذا ممتنع لان النقيضين لا يمكن اجتماعهما ولا ارتفاعهما بل لابد من وجود احدهما وحده فيلزم على قياس قولهم تشبيه الله بالممتنعات لانه يمتنع ان يكون الشيء لا موجودا ولا معدوما ولا حياء ولا حيا ولا ميتا. والا امرا يقدره الله الا امرا يقدره الذهن لا ولا حقيقة له. ووصف الله سبحانه بهذا مع كونه مخالفا لبذاهة العقول كفر صريح بما قد جاء به الرسول. صلى الله عليه وسلم. هؤلاء ايها الاخوة جمعوا بين النقيضين. ومعنى النقيضان ومعنى النقيضين هما اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان في وقت واحد ولا النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان ابدا واما الممتنع واما الممتنع فهما اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان في ان واحد فعندنا النقيض وعندنا الممتنع. ما كان نقيدا لا يجتمع ولا يرتفع ابدا. لا بد من وجود احدهم وما كان ممتنعا فهما لا يجتمعان ولكن قد يرتفعان فمثلا السواد والبياظ هؤلاء هذان متناقضان لا يمكن اجتماعهما في ان واحد فالشيء اما ابيظ واما اسود اما ليل واما نهار. فهذا الان متناقضان لكن يمكن ان يرتفع السواد والبياظ فيأتي لون اخر وهو الاصفر والاحمر اما الممتنع لا يمكن ان يجتمع ولا يمكن ان يرتفع فمثلا انت الان تقول شيء موجود ومعدوم لا يمكن ارتفاعهما معا فلا بد من وجود احدهما. ولا يوجد واسطة بينهما لا معدوم ولا موجود معناه انهم جمعوا في حق الله عز وجل بين النقيضين بين النقايض والامتناع فكأنهم يقولون في حق الله انه تجتمع الصفات المتناقضة فيه وانه ممتنع وجوده. عياذا بالله تعالى. نعم. قال رحمه الله فان قالوا نفي النقيضين ممتنع عما كان قابلا لهما. اما ما كان غير قابل لهما كالجماد الذي لا يقبل الاتصال بالسمنة الصمم فانه يمكن نفيهما عنه فيقال ليس بسميع ولا اصم. شبهة اخرى من شبهاتهم انهم يقولون نفي النقيض ممتنع عما كان قابلا لهما اما ما كان غير قابل لهما فان نفي النقيضين غير ممتنع في حقه. مثال ذلك الان الجماد الجدار مثلا يمكن ان نقول ان الجماد لا يسمع ولا يبصر وليس باعمى ولا بصير. فوصفنا الجماد بالنقيضين نقول الجدار لا يبصر ولا يستطيع ان يبصر. لاحظ الان وهو نقول عنه انه ليس بسميع ولا نقول ان له عين. ليس ببصير ولا له عين اذا وصفناه بالامرين معا بالنفي فهم يقولون نفي النقيضين ممتنع عما كان قابلا. المحل اللي يقبل. طيب اذا كان المحل غير قابل؟ يمكن ان ننفي النقيضين نتصف بالسمع ننفي عنه السمع وننفي عنه البصر. وننفي عنه الصمم وننفي عنه العمى فالجواب من اربعة اوجه انتبه لهذه الشبهة. نعم. الوجه الاول ان هذا لا يصح فيما قالوا من نفي الوجود والعدم. فان فان تقابلهما تقابل سلب وايجاب لاتفاق وعقلاء. فاذا انتفى احدهما لزم ثبوت الاخر فاذا قيل كم بوجود لازم ان يكون معدوما واذا قيل ليس بمعدوم لازم ان يكون موجودا فلا يمكن نفيهما معا. ولا اثباتهما معا. قولهم في بعض الصفات انها غير ممكنة القابلية في بعض الاشياء هذا يمكن ان يسلم. لكن الصفات الثالث ان الشيء لا تعلم الا لا تعلم كيفية الا بمشاهدته او مشاهدة نظيره او الخبر الصادق عنه كل ذلك ملتف في استواء الله عز وجل على عرشه. وهذا يدل المتقابلة تقابل السلب والعدم لا يمكن فيهما نفي النقيضين. هل نستطيع ان الجدار ان نقول انه موجود ومعدوم ما يمكن لماذا؟ لان هاتان الصفتان متقابلتان تقابل السلب والعدم فاذا اثبتن احدهما لابد من نفي الاخر واذا نفينا احدهما لزم ها وجود الاخر فالشيء اذا قلنا موجود او معدوم فلا بد من احدهما. هذا اقل شيء فاذا الان انتم تقولون الله ليس ولا معدوم معناه انه ممتنع او انه متناقض الشيء الذي لا يمكن ان يكون موجودا ولا معدوما هو الممتنع. نعم. الوجه الثاني ان قولهم في الجمال انه لا يقبل الاتصاف بالحياة والموت والعمى والبصر والسمع والصمم ونحوها مما يكون تقابله تقابل عدم وملكة قول اصطلاحي لا يغير الحقائق مردود بما ثبت من من جعل الجماد حيا كما جعل الله عصى موسى حية تلقف ما صنعه السحرة وقد وصف الله تعالى الجماد بانه ميت من قوله والذين يدون من دون الله لا يخلقون لا يخلقون شيء وهم يخلقون. اموات غير احياء وما يشعرون ايام يبعثون فأخبرن الأربعاء يوم القيامة تحدث اخبارها فهي ما عمل عليها من خير وشر. وهذا يستلزم سمعها بما قيل رؤيتها ما فعل نحن الان نصف الجمادات بانها لا تسمع ولا تبصر ولا تتكلم لكن هذا لا يعني انها غير قابلة للسمع وغير قابلة للبصر وغير قابلة للكلام فان الله الذي وهب لنا السمع والبصر والكلام قادر على ان يجعل هذه الجمادات تسمع وتبصر وتتكلم. فهذا اصطلاح نعم الوجه الثالث ان الذي يقبل الاتصال بالكمال اكبر من الذي لا يقبله. فما يقبل ان يوصف بالعلم والقدرة والسمع والبصر ولو كان منه اكمل مما لا يقبل ذلك فقولكم ان الرب لا يقبل ان يتصف بذلك يستوجب ان يكون انقص من انسان يقابل لذلك حيث شبهتموه بالجماد الذي لا يقبله. لا شك ان الذي يقبل صفات الكمال اولى واكمل من الذي لا يقبل الاتصاف بصفات الكمال. فمثلا الان لو جيء لنا بولدين واحدهما قابل للكمال والاخر غير قابل ايهما اكمل عند العقلاء القابل للكمال الذي يقبل التعلم والعلم بالتعلم فالان الجدار لو جيت هذا جدار المسجد الان نحن نتكلم فيه من الدروس من سنين كونه لم يصبح عالما ذلك لانه ناقص جماد لكن انتم تحضرون الدروس وتسمعون المحاضرات تسمعون الحلق العلم بعد مضي سنين تصبحون طلاب علم وعلماء اذا لابد ان الذي يقبل الاتصاف بالكمال اولى من الذي لا يقبل؟ فكيف انتم رضيتم وانتم تقولون لا ننفي الصفات ننفي الصفات وننفي ضدها فرارا من ايش بيك كيف رضيتم ان شبهتم الله بالجمادات التي لا تقبل الاتصاف بصفات الكمال والجلال. نعم الوجه الرابع انه اذا كان يمتنع انتفاء الوجود والعدم فانتفاء عدم قبول ذلك اشد وعلى هذا يكون قولهم ان الرب لا يقبل الاتصاف فبالوجود والعدم مستلزما للتشبيه باشد الممتنعات. لان اشد الممتنعات هو ما لا يمكن ايجاده ولا اعدامه هذا اشد الممتنعات. لان الممتنع هو الشيء الذي لا يوجد هذا ممتنع اما ما لا يمكن ايجاده ولا يمكن اعدامه هذا اشد المبتلعات نعم فصل علم مما سبق ان كل طائفة من هؤلاء الطوائف الاربع واقعون في محاذير الاول مخالفة طريق السلف. الثاني تعطيل النصوص المراد بها السائل تحريفها الى معان غير مرادة بها. الرابع تعطيل الله عن صفات الكمال التي تضمنتها هذه النصوص. الخامس تناقض طريقتهم فيما وفيما نفوه. فنقول لكل واحد منهم في جانب الاثبات اثبت ما نفيت ما نفي التشبيه. كما اثبت ما اسبت مع نفي التشبيه. فنقول في جانب النفي ان فيما اثبتت خوفا من التشبيه كما نفيت ما نفيت خوفا من التشبيه. والا كنت متناقضا والقول الفصل المضطرد السالم من التناقض ما كان عليه سلف الامة وائمتها من اثبات ما اثبته الله تعالى نفسه من الاسماء والصفات اثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل اجراء النصوص على ظاهرها على الوجه الاية بالله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيم ولا تكييف ولا تمثيل. يعني اهل السنة والجماعة قولهم فصل المطرد سالم من التناقض قولهم قول فصل مضطرد سالم عن التناقض كيف؟ يثبتون ما اثبته الله ورسوله ينفون ما نفعه الله ورسوله. يثبتون بلا تعطيل ولا يدخلون لا في التشبيه ولا في التعقيد. صار قولهم فصلا مطردا سالما من التناقض. ولله الحمد. ويتبين باصلين ومثلين وخاتمة يتبين هذا اي تقرير هذه المسألة وهو اننا نثبت بلا تمثيل وننزه بلا تعطيل. كيف نقرر هذه القاعدة اثبات بلا تمثيل ها ونفي بلا تعطيل. كيف نقرر هذه القاعدة باصلين ومثلين وخاتمة الخاتمة فيها ضوابط واصول. نعم فاما الاصلان فاحدهما ان يقال لمن يثبت بعض الصفات دون بعض القول في بعض الصفات كالقول في بعض اي من اثبت شيئا مما اثبته الله لنفسه من صفاتي ازهم باثبات الباقي. ومن نفى شيئا منه الزم بنفي ما اثبته الا كان متناقضا. مثال ذلك اذا كان المخاطب يثبت لله تعالى حقيقة الارادة في حقيقة الغضب ويفسره اما بارادة الانتقام واما بالانتقام لنفسه. فيقال لا فرق بينما اثبته في من حقيقة الارادة وما نفيته من حقيقة الغضب. فان كان اثبات حقيقة الغضب يستلزم التمثيل في اثبات حقيقة الارادة يستلزمه ايضا وان كان اثبات حقيقة ارادة لا يستلزمه في اثبات الغضب لا يستلزمه ايضا لان القول في احدهما كالقول في الاخر. وعلى هذا يلزمك اثبات جميع اثبات الجميع اولى في الجميع. فان قال الارادة التي الارادة التي اسبتها لا تستلزم التمثيل لانني اعني بها ارادة تليق بالله عز وجل لا تماثل ارادة المخلوق. قيل فاثبت لله غضبا يليق به ولا يماثل غضب المخلوق فان قال الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام. فهذا لا يليق بالله تعالى قيل له والارادة ميل النفس الى جلب منفعة او دفع مضاره وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى فان قال هذه ارادة المخلوق ام واما ارادة الله فتليق به. فقيل قيل له والغضب بالمعنى الذي قلت غضب المخلوق واما غضب الله فيليق به. وهكذا القول في جميع الصفات التي نفاها يقاله فيها ما يقوله وفيما اثبته فان قال اثبت ما اثبت يعني انت الان هم يقولون الغظب غليان الدم طيب انت الان يعني رفض الغضب عند المخلوق عرفت الغضب عند المخلوق فهل الان حينما تقول ان الله مريد؟ هل انت تقصد المريد هو ارادة المخلوق؟ قال لا. اذا اثبت الغظب ليس المراد غضب المخلوق. نعم. فان قال اثبت ما اثبت من الصفات بدلالة العقل عليه. اجبنا عنه بثلاثة اجود سبق ذكرها اخر رد على الطائفة الاولى الاصل الثاني يقال لمن يقر بذات الله تعالى ويمثل في صفاته او ينفيها القول في الصفات كالقول في الذات يعني ان من اثبت لله تعالى ذاتا لا تماثل ذوات ولا كالمخلوقات الرفيعة فالله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلزم ان صفاته ليست كصفات ذات المخلوقات ولهذا قال ولم يكن له كفوا احد. كما انه ليس لاسمائه سمي فقال هل تعلم له لا تماثل ذوات المخلوقين لزمه ان يثبت له صفات لا تماثل صفات المخلوقين. لان القول في الصفات كالقول في الذات وهذا الاصل يخاطب به اهل التمثيل واهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم. فيقال له التمثيل الستم تثبتون ذاتا لله بلا تمثيل؟ فاثبتوا له صفات بلا تمثيل. ويقال لاهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم الستم تقولون بوجود ذات لا تشبه دواء الذوات فكذلك قولوا بصفات لا تشبه الصفات. مثال ذلك اذا قال ان الله استوى على العرش كيف استواءه؟ فيقال فيقال له القول في الصفات كالقول في الذات فاخبرنا كيف ذاته. فان قال لا اعلم كيفية ذاته. قيل قيل له ونحن لا نعلم كيفية استوائه. فحينئذ يلزمه ان يقر باستواء حقيقي غير مماثل للسواء المخلوقين. ولا معلوم ولا معلوم الكيفية كما اقر بذاته الحقيقية غير المخلوقين ولا معلومة كيفية كما قال مالك وشيخه ربيعة وغيرهما في الاستواء الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب السؤال عنه بدعة فقوله والاستواء معلوم اي معلوم المعنى في اللغة العربية التي نزل بها القرآن. وله معان بحسب اطلاقه وتقييده بالحرف فاذا قيد بعلى كان معناه العلو الاستقراء كما قال تعالى فاذا استويت انت ومن معك على الفل. وقال للتسووا على ظهورهم ثم تذكر نعمة وعلى ظهوره ثم تذكر نعمة ربكم اذا استويتم عليه فالسواء الله تعالى على عرشه وعلوه وعليه علوا خاص يليق به على كيفية لا نعلمها وليس هو العلو المطلق على سائر المخلوقات وقوله والكيف مجهول اي ان كيفية استواء الله على عرشه مجهول مجهولة لنا وذلك لوجوه ثلاثة الاول ان الله اخبرنا انه مستوى على العرش ولم يخبرنا كيف استوى. الثاني ان العلم بكيفية الصفة فرع من العلم بكيفية الموصوف هو الذات. اذا كنا لا نعلم كيفية ذات الله تعالى فكيف فكذلك لا نعلم كيفية صفاته على ان السلف يثبتون الاستواء كيفية لكنها مجهولة لنا. وقوله والايمان بواجبه ان الايمان بالاستواء على هذا الوجه واجب. لان الله تعالى اخبره اخبر به عن نفسه هو اعلم بنفسه واصدق قولا واحسن حديثا فاجتمع في خبره كمال العلم وكمال الصدق وكمال الارادة كمال الفصاحة والبيان وجب فقبوله والايمان به قوله والسؤال عنه اي عن كيفية بدعة ان السؤال عنها لم يعرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفائه الراشدين وهو من وهو من الامور الدينية فكان ايراده بدعة ولان السؤال عن مثل ذلك من سمات اهل البدع ثم ان السؤال عنه مما لا تمكن الاجابة عليه. هو من التنطع في الدين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم هلك المتنطعون وهذا القول الذي قاله مالك وشيخه يقال في صفة نزوله في صفة نزول الله تعالى الى السماء الدنيا وغيره من صفات انها معلومة المعنى مجهولة الكيفية ان الايمان بها على الوجه المراد بها واجب والسؤال عن كيفيتها بدعة. اذا تنبه ان كان الذي امامك هو قربطي باطني او جهمي فحاججه بالاصل الثاني. وهو القول صفات كالقول في الذات قل له هل تثبت لله ذاتك؟ ان قال لا صار ملحد ان قال نعم قل له هل ذاته كذوات الموجودات؟ فلابد ان يقول لا قل له اذا اثبت ما جاء في الكتاب والسنة من الصفات على ما يليق بذات الله عز وجل فالقول في الصفات كالقول في الذات. واما بالنسبة للمعتزلة فسهل انهم يثبتون الاسماء دون الصفات ويثبتون لله الذات يمكن ان تحاججهم بالاصل الثاني كما سبق ويمكن ان تحاججهم بالاصل الاول كما سيأتي فان كان الذي امامك اشعري او ما تريدي ويثبت بعض الصفات دون بعض فانت تقول له هل ما تثبته يلزم منه التشبيه فيقول لك لا. فقل له القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر هذه قاعدة عظيمة اصل ان عظيم ان لابد من حفظهما والتطبيق عليهما الاصل الاول الاصل القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر هذا الاصل لا يستطيع الاشعرية ان يردوه الا بسفسطة او تمويه والاصل الثاني القول في الصفات كالقول في الذات. والذات العلية ليست كذوات المخلوقات الدنية وسمية والله لا نعلم له سميا. نعم. قال رحمه الله فصل واما المثلة احدهما نعيم الجنة فقد اخبر الله تعالى ان في الجنة طعاما وشرابا ولباسا وزوجات ومساكن ونخلا ورمانا وفاكهة ولحما وخمرا ولبنا وعسلا وماء وحلية من ذهب ولؤلؤ وفضة وغير ذلك وكله حق على حقيقته. وهو في الاسم موافق لما في الدنيا من حيث المعنى لكنه مخالف له في الحقيقة. اما موافقته لما في في المعنى فلان الله تعالى قال عن القرآن انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. ولولا موافقته له في المعنى ما فهمناه ولا عقلناه واما مخالفة له في الحقيقة ولقوله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. وقوله في الحديث القدسي اعددت العباد الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الدنيا شيء مما في الجنة الا الاسماء فاذا كانت هذه الاسماء دالة على مسمياتها حقيقة وكان اتفاقها مع ما في الدنيا من الاسماء لا يستدل اتفاق مسمياته في الحقيقة بل بينهما من التباين ما لا يعلمه الا الله فان مباينة الخالق للمخلوق اعظم واظهر في مباينة المخلوق للمخلوق لان التباين بين المخلوقات تباين بين مخلوق ومخلوق مثل اذا ظهر التباين بينها كان بينها وبين الخالق اظهر واولى. يعني الجنة مخلوقة والدنيا مخلوقة واذا قلنا ان ما في الجنة ليس كما هو مثل ما في الدنيا الا الاسم فلا يلزم التشبيه والتماثل فمن باب اولى ان انه لا يلزم التشبيه والتماثل بين صفات الخالق وصفات المخلوق لمجرد الاشتراك اللفظي لمجرد الاشتراك اللفظي. فاذا كنا نعقل ان في الجنة اشياء واشياء لا يمكن لنا ان نتخيل حقيقتها ولا ان ندرك كيفياتها فمن باب اولى ان ندرك ان الله عز وجل له صفات لا يمكننا ان ندرك كيفياتها ولا ان نقول انها مثل كيفيات صفات المخلوقات نعم قال رحمه الله وقد انقسم الناس في هذا المقام مقام الايمان بالله واليوم الاخر الى ثلاثة فرق الفرقة الاولى السلف والائمة واتباعهم امنوا بما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر وانه حق على حقيقته مع اعتقادهم التباين بينما في الدنيا وما في الاخرة. وان التباين بين الخالق والمخلوق قوله واعظم وابين لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. الفرقة الثانية طواف من اهل الكلام يؤمنون بما اخبر الله به عن اليوم الاخر من الثواب والعقاب وينفون كثيرا مما اخبر الله به عن نفسه من الصفات الفرقة الثالثة القرامطة والباطنية والفلاسفة لا يؤمنون بما يخبر الله به عن نفسه ولا عن اليوم الاخر. بل ينكرون حقائق هذا وهذا فمذهبهم فيما اخبره الله به النفس الاخر انه ثقيل لا حقيقة له. واما واما في الامر والنهي فكثير منهم يجعلونه يجعلون للمأمورات والمنهيات تأويلات باطنة تخالف ما يعرفه المسلمون فيقولون المراد بالصلوات معرفة اسرارهم وبالصيام كتمان اسرارهم وبالسفر وبالحج السفر الى شيوخهم ونحو ذلك مما يعلم بالضرورة من دين الاسلام انه كذب وافتراء وكفر والحاد وقد يقولون ان الشرائع تلزم العامة دون خاصة. وقد وصل الرجل الى الدرجة العارفين والمحققين عندهم ارتفعت فاذا وصل الرجل الى درجة العارفين والمحققين عندما ارتفعت عنه التكاليف فسقطت عنه الواجبات. وحلت له المحظورات. وقد يوجد في المنتسبين التصوف والسلوك ان يدخل في هذه في بعض هذه المذاهب. وهؤلاء الباطنية هم الملاحدة الذين اجمع المسلمون على انهم اكثروا من اليهود والنصارى لعظم ومخالفتهم لجميع شرائع الشرائع الاهية المثل الثاني الروح التي بها الحياء هي وهي اقرب شيء للانسان بل هي قوام الانسان. وقد وصفت النصوص بانها تقبض من البدن ويصعد بها الى السماء عاد الى البدن ولا ينكره احد ولا ينكر احد وجودها حقيقة. وقد عجز الناس عن ادراك كنهيها وحقيقتها الا ما علموه عن طريق الوحي. وطلبوه في واضطربوا فيها اضطرابا كثيرا لكونهم لا يشاهدون لها نظيرا. ومنهم طوائف من اهل الكلام جعلوها البدن جعلوها البدنة او جزءا منه او صفة من صفاتهم منهم طوائف من اهل الفلسفة وصفوها بامور لا يتصل بها الا ممتنع الوجود فقالوا لا هي داخل البدن ولا خارجة ولا مداخلة له ولا مباينة ولا متحركة ولا ساكنا ولا تصعد ولا تهبط ولا هي جسم ولا هي جسم ولا عرظ وقد يقولون انا لداخل العالم والعالم ولا خارجه ولا مباينة له ولا مداخلة كما يصفون بذلك الخالق الواجب الوجود فاذا قيل فاذا قيل لهم اثبات هذا القول ممتنع في العقل ضرورة قالوا هذا ممكن بدليل ان الكليات ممكنة موجودة وهي غير مشار اليها. وقد غفلوا عن الكليات لا توجد كلية الا في الاذهان لا في الاعيان فان فان الذهن يفرض اشياء في الخيال لا يمكن وجودها في الخارج. كما يتخيل نقيضين واجتماعهما مع ان هذا ممتنع. واعلم ان اضطراب المتكلمين والفاسق في الروح كثير وله يعني قولهم اثبات هذا القول ممتنع في ظرورة يعني قولهم بان الروح لا داخل العالم ولا خارجه كذا وكذا. اذا قلنا لهم اثبات هذا ممتنع عقلا ضرورة قالوا هذا ممكن كيف ممكن قالوا بدليل ان الكليات ممكنة موجودة وهي غير مشار اليها طيب سؤال تعرفون معنى الكليات؟ الكليات هي اه الاسماء العامة التي لا توجد في الخارج الا افرادها الاسماء العامة التي لا توجد او الاشياء العامة التي لا توجد في الخارج حقيقة الا افرادها. مثال ذلك مات الناس الناس كلمة ذهنية كلية وكلمة عامة في الخارج لا يوجد الا افرادها فلان وانت وانا وهكذا مثلا الكليات العامة مثل لما نقول مثلا الامر تقتضي الوجوب هذه كلية مطردة لكنها في الذهن في الخارج لا يوجد الا احاد الاوامر النهي يقتضي الفساد كلية عقلية في الخارج لا يوجد احاد النواهي هم يقولون ارأيتم الكليات ممكنة موجودة وهي غير مشار اليها؟ ما تقدر تشير تقول هذا الانسان ما يمكن ان تشير تقول هذا هو الامر الكلي الامر يقتضي الوجوب وقال الشيخ وقد غفلوا عن كون الكليات لا توجد كلية الا في الاذهان لا في الاعيان. فان الذهن يفرض اشياء في الخيال لا يمكن وجودها في الخارج ويلزم على قولهم هذا ان يكون الله ذهنيا فقط نعم قال رحمه الله واعلم ان اضطراب المتكلمين والفلاسفة في الروح كثير وله سببان احدهما قلة بضاعتهم مما جاء به الواحد في صفاتها ثاني انهم لا يشاهدون لها نظيرا فان الروح ليست من جنس هذا البدن ولا من جنس العناصر والمولدات منها وانما هي من جنس اخر مخالف في هذه الاجناس فعرفها الفلاسفة بالسلوب التي توجب مخالفتها للاجسام المشهودة. وجعلها المتكلمون من جنس الاجسام المشهودة فطريق الفلاسفة فيها تقيل طريق المتكلمين فيها تمثيل وكلا الطريقين خطأ. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الروح اذا قبضت اتبع البصر وان الملائكة تجعلها في كفن وتصعد بها الى السماء ومع هذا فالعقول قاصرة عن ادراك كونها وحقيقتها كما قال تعالى يسألونك عن الروح قل الروح من من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا. فاذا كانت الروح حقيقة واتصافها بما وصفت به في الكتاب والسنة حقيقة. مع انها لا تماثل الاجسام مشهودة كما كما كان اتصاف الخالق بما يستحقه من صفات الكمال مع مباينته للمخلوقات من باب اولى. وكان عجز اهل العقول عن ان يحدوا الله او يكيفوه ابين من عجزهم عن حد الروح وتكييفها. واذا كان من نفى صفات الروح جاحدا معطلا. ومن مس لها بما يشاهد من مخلوقات جاهلا بها ممثلا فالخالق سبحانه اولى ان يكون من من نفى صفاته جاحدا معطلا ومن قاسه بخلقه جاهلا ممثلة. سبحان الله ما يعني اعظم مكابرة هؤلاء لا يعرفون حقيقة وكنها وكيفية ارواحهم ثم يخوضون بعقولهم فيما فوق المخلوقات في كونه وصفات الرب تبارك وتعالى. هذا يدل كيف ان الشيطان تلاعب بعقولهم. آآ هنا يا اخي يقول لو تذكر لنا تعريف النقيض والممتنع مرتان النقيضان لا يجتمعان معا وقد يرتفعان ويأتي شيء اخر. النقيضان لا يجتمعان معا وقد يرتفعان ويأتي شيء اخر واما الممتنع فما لا يجتمعان في ان واحد ولا يرتفعان في ان واحد. نعم. اذا هذا المثل عظيم نقول نحن نثبت هذه الروح ولا نعرف كيفيتها. ونعرف بعض صفاتها لو سألنا سائل كيف الروح تخرج من البدن ثم تعود والانسان نائم. كيف؟ والله لا نعلم لا والله لا نعلم. طيب كيف تخرج من البدن ولها علاقة بالبدن ولا يموت الانسان؟ والله ما نعلم هي تخرج ولها علاقة بالبدن في حال النوم. ثم تعود في حال اليقظة. كيف؟ لا نعلم. فان كنا ندرك ان الروح موجودة وان لها كيفيات لا نعقلها فمن باب اولى ان ندرك ان الخالق سبحانه وتعالى موصوف وانا لا ندرك كيفيات صفاته. نعم قال رحمه الله طبعا قد يقول قائل ما الفائدة من المثلين هنا يأتي السؤال نقول الفائدة من المثلين الرد على المفوضة والممثلة فالمفوضة يقولون لا يمكن ان نثبت شيء المعطلة يقولون المعطلة المفوضة والممثلة. يقول لا يمكن ان نثبت شيء ولا نعرف كيفياتها. ها انتم اثبتم ما في الجنة دون الكيفيات. اثبتم الروح دون الكيفية ونقول للممثلة انتم تقولون لا نستطيع ان نثبت شيء الا مع اعتقاد كيفيته. طيب ما كيفية الروح؟ يلا جاوبوا تخرص اذا اثبتتم الروح بلا كيفية فاثبتوا صفات الله بلا كيفية المثل الاول ما في الجنة. المثل الثاني الروح التي بين جنبينا. ندرك حقيقتها وندرك معناها ولا نعرف كيف وصفاتها. نعم. الخاتمة هذه الخاتمة تشتمل على قواعد عظيمة مفيدة القاعدة الاولى ان الله تعالى موصوف بالنفي والاثبات يعني ان الله تعالى جمع فيما وصف به نفسه بين النفي والاثبات. وقال تعالى كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وانما جمع الله تعالى لنفسه بين النت والاثبات لانه لا يتم كمال الوصوف الا بنفي صفات النقص واثبات صفات الكمال وكل الصفات التي نفاها الله عن نفسه صفات نقص كالاعياء واللغوب والعجز والظلم ومماثلة المخلوقين فهو في صفات الكمال التي اثبتها لنفسه لا يماثل المخلوق فيما ثبت له من هذه الصفات لان الله تعالى لان الله تعالى له المثل الاعلى فصفاته كاملة لا يعتريها نقص بخلاف المخلوق وكل ما اثبته الله تعالى لنفسه فهو صفات كماله كما قال الله تعالى ولله المثل الاعلى سواء كانت في الصفات من الصفات الذاتية التي يتسم بها ازلا وابدا ام من الصفات الفعلية التي يتصف بها حيث حكمته وانك وان كان اصل هذه الصفات الفعلية ثابتا له ازلا وابدا فان الله تعالى لم يزل ولا يزال فعالا قال رحمه الله فصل فمن صفات الله تعالى التي اثبتها لنفسه الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والارادة والكلام والعزة والحكمة والمغفرة والرحمة. فحياته تعالى حياة كاملة مستلزمة لكل صفات الكمال لم يسبقها عدم ولا يلحقها فهناك ما قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وقالوا هو الاول والاخر وقال الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. وعلمه تعالى كامل شامل لكل صغير وكبير وقريب وبعيد كل شيء عليم وقدرته تعالى كاملة لم تسبق بعجز ولا يلحقها عجز تعب قال الله تعالى وما كان الله ليعجزه شيء من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا. وقال لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. وقالوا لقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما سال من لغوب. وحكمته تعالى حكمة بالغة منزهة عن العبث شاملة لخلقه وشرعه. قال الله تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين. ما خلقناهما الا بالحق. وقال تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وقال ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم. وحكمته كسائر صفاته لا يحيط بها الخلق فقد فقد نعجز عن الحكمة فيما خلقه شرعا وقد ندرك منها ما يفتح الله به علينا. وعلى هذا تجري وعلى هذا تجري سائر الصفات التي اثبتها الله تعالى لنفسه وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه قال رحمه الله فصل من الصفات التي نفاها الله تعالى لنفسه الموت والجهل والنسيان والعجز والسنة والنوم واللغوب والاعياء والظلم. قال الله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وقال عن موسى في كتاب وقال عن موسى في كتاب لا يضله ربي ولا ينسى. وقال وما كان الله يعجزه من شيء في السماوات والا في الارض وقال لا تأخذه سنة ولا نوم. قال وما مسنا من لغوب قالوا لم يع بخلقهن وقال ولا يظلم ربك احدا كل صفة نفاها الله تعالى لنفسه فانها متضمنة لشيئين. احدهما انتفاء تلك الصفة. الثاني ثبوت كمال ضدها. الا ترى الى قوله تعالى وما كان الله ليعجزه من شيء في الارض ولا في السماء وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا فان الله تعالى لما نفى عن نفسه العجز بين ان ذلك لكمال علمه وقدرته وعلى هذا فنفي الظلم عن نفسه متضمن كمال عدله ونفي اللغوب عن العي والعي متضمن لكمال قوته ونفي السنة والنوم متضمن كمال حياته قيوميته ونفي الموت متضمن من كمال حياته وعلى هذا تجري سائر الصفات المنفية. ولا يمكن ان يكون النفي في صفات الله عز وجل نفيا محضا بل لابد ان يكون نفي كمال وذلك للوجوه التالية الاول ان الله تعالى قد ان الله تعالى قال ولله المثل الاعلى اي الوصف الاكمل وهذا معدوء في النفي المحض نفي المحض عدم محض والعدم والعدم المحض ليس بشيء وما ليس بشيء فكيف يكون مدحا وكمالا؟ الثالث ان المثل اذا لم يتضمن كمالا فقد يكون لعدم قابلية الموصوف لذلك المنفية ضده لا لكمال الموصوف كما قيل الجدار لا يظلم فنفي الظلم عن الجدار ليس لكمال الجدار ولكن لعدم قابلية اتصافه بالظلم او العدل وحينئذ ما يكون في الظلم عنه مدحا له او لا كمالا فيه. الرابع ان ان لم يتضمن كمالا فقد يكون لنقص موصوف فقد يكون لنقص او لعجه عنه كما لو قيل عن شخص عجز عن انتصار نفسه ممن ظلمه انه لا يجزي السيئة بالسيئة فان نفي مجازاته السيئة بمثلها ليس بك مانع ولكن يعجز يعني انتصار نفسه وحينئذ يكون نفي ذلك عنه نقصا وذمة لا كمال وملحا. الم تر الى قول الحماسي يهجو قومه ولو كنت من مازن لم تستبح ابلي بنو اللقيط من ذهن بني شيبانا الى ان قال لكن قومي وان كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وانهانا يجزون يجزون من ظلم اهل الظلم مغفرة ومن اساءة اهل السوء احسانا. يريد بذلك ذمه ثم اصعب بالعجل الى مدحهم بكمال العفو بدليل قوله بعد فليت لي بهم قوما اذا ركبوا شنوا الاغارة ركبانا وفرسانا. وبهذا علم ان الذين لا يصفون تعالى الا بالنفي المحض لم يثبتوا في الحقيقة الها محمودا بل ولا موجودة كقولهم في الله عز وجل انه ليس بداخل العالم ولا خارجه ولا مبين ولا محايد ولا فوق ولا تحت ولا متصل ولا منفصل ونحو ذلك. ولهذا قال محمود بن سبقتكين لمن ادعى ذلك في الخالق جل وعلا ميز لنا بين هذا الرب الذي تثبته وبين المعدوم. ولقد صدق رحمه الله فانه لن يوصف المعدوم بوصف ابلغ من هذا الذي وصفوا به الخالق جل وعلا فمن قالها لا هو مبين للعالم ولا مداخل للعالم فهو من زيت من قال له قائم بنفسه ولا بغيره ولا ولا محدث ولا متقدم على العالم ولا مقارن له ومن قال ليس بحي ولا سميع ولا بصير ولا متكلم لزموا ان يكون ميتا اصما اعمى ابكم قال رحمه الله فصل القاعدة الثانية ما اخبر الله تعالى به عن نفسه في كتابه واخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم وجب الايمان وجب علينا الايمان به سواء عرفنا معناه ام لم نعرفه لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على الرسول الكتاب الذي انزل من قبل وقوله يا ايها الناس قد جاءكم الرسول الحق من ربكم فامنوا خيرا لكم ان تكفروا فان لله ما في السماوات والارض وكان الله عليما حكيما. ولان خبر الله تعالى صادر عن علم تام فهو اعلم بنفسه وبغيره كما قال الله تعالى قل اانتم اعلم ام الله ولان خبر على اصدق الاخبار كما قال تعالى ومن اصدق من الله حديثا. ولان كلام الله تعالى افصح الكلام وابلغه وابينه كما قال الله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك حقه واحسن تفسيرا وقال الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني متشابها يشبه بعضه بعضا في الكمال والبيان وقال وقال تعالى ونزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. ولان الله تعالى يريده بما انزل الى عباده من وحي يهتدوا ولا يضلوا كما قال تعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم يسن الذين من قبلكم وقال يبين الله لكم ان تضلوا والله بكل شيء عليم. وهذا وهكذا خبر النبي صلى الله عليه وسلم صادر عن علم فانه صلى الله عليه وسلم اعلم بربه واسمائه وصفاته واحكامه وخبره اصدق اخبار البشر. وكلامه افصح كلام البشر وقصده افضل مقصود البشر. فهو انصح الخلق للخلق. فقد اجتمع في قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم كمال العلم وكمال الصدق وكمال البيان وكمال القصد والارادة. وهذه هي مقومات قبول الخبر ولهذا لو صدر الخبر عن جاه او كاذب او عين او سيئ قصد او سيء قصد لم يكن مقبولا لفقد مقومات القبول واحدها. فاذا كانت مقومات قبول الخبر تامة على اكمل وجه في خبر الله ورسوله وجب الايمان به وقبوله وسواء كان نفيا اثباته ولم يبقى عذر لمعتدل في رده او تحريفه او الشك في مدلوله لا سيما في اسماء الله تعالى وصفاته. وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الامة وائمتها وجب قبوله وعامة هذا الباب باب اسماء وصفات. منصوص عليه في الكتاب والسنة متفق عليه بين السلف بين سلف الامة. واما ما تنازع المتأخرون مما ليس من الكتاب والسنة ولا عند السلف الامة فليس على احد بل وليس لاحد ان يثبت لفظه او ينفيه لعدم ورود السمع به وليس له ان يقبل معناه او يرده حتى يعلم المراد منه. فان كان حقا وجب قبوله وان كان باطلا وجب رده. ولذلك امثلة منها المثال الاول الجهام اي لو قال قائل ان الله في جهة او او هل لله جهة فيقال له لفظ لفظ الجهة ليس بالكتاب والسنة واثباته اليس فيهما انه في جهة او له جهة او انه ليس في جهة وفي النصوص ما يغني عنه كالعلو والفوقية والاستراء الى العرش وصعود الاشياء اليه ونزولها منه. وقد اضطرب المتأخرون في اثباته ونفيه فاذا جريناه على قاعدة قلنا. اما اللفظ فلا نثبته لعدم ورود ذلك واما المعنى فينظر ماذا يراد بالجهة. ايراد بالجهة شيء مخلوق محيط بالله عز وجل؟ فهذا معنى باطل لا يليق بالله سبحانه فان الله لا محيط لا يحيط به شيء من مخلوقاته فقد وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما ولا يمكن ان يكون داخل شيء من مخلوقاته ام يراد بالجهة ما فوق العالم فهذا حق ثابت لله عز وجل فان الله تعالى فوق خلقه عال عليهم كما دل على ذلك الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة. وفي صحيح مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت له اين الله؟ قالت في السماء. قال من انا؟ قال انت رسول الله. قال اعتقها فانها مؤمنة. المثال الثاني او المتحيز فاذا قال قائل هل نصفه الله تعالى بانه متحيز او في حيز؟ قلنا لفظ التحيز او الحيز ليس في الكتاب والسنة اثباته ولا نفي عن الله تعالى فليس فيهما انه في حيز او متحيز ولا انه ليس كذلك وفي نصوص ما يغني عنه مثل الكبير المتعال. وقد اضطرب المتأخرون في اثبات ذلك لله تعالى او نفيه عنهم فاذا اجريناه على القاعدة قلنا اما اللفظ فلا نثبته لا ننفيه لعدم ورود السمع فيه واما المعنى فينظر ماذا بالحيز او المتحيز ايراد به ان الله تعالى تحوزه المخلوقات وتحيط به فهذا معنى باطل منفي عن الله تعالى لا يليق به. فان الله اكبر واعظم واجل من ان به المخلوقات وتحوزه كيف وقد وسع كرسيه السماوات والارض والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه وفي الصحيحين وغيرهما من حديث ابي هريرة رضي الله الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقبض الله تبارك وتعالى الارض يوم القيامة يطري السماء بيمينه ثم ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول انا الملك اين ملوك الارض. قال ابن عباس رضي الله عنهما السماوات السبع والاراضون السبع وما فيهن في يد الرحمن الا كخرزلة في يد احدكم. اي ام يراد بالحي واول ما تحيز ان الله منحاز عن المخلوقات اي مباين لها منفصل عنها ليس حالا فيها ولا هي حالة فيه. فهذا حق ثابت لله عز وجل كما قال ائمة اهل السنة فهو فوق السماوات على عرشه بائن من خلقه. تنبيه جاء في القاعدة انه يجب علينا الايمان بما اخبر الله به ورسوله سواء عرفنا معناه ام لا ليعلم انه ليس بكلام الله ورسوله شيء لا يعرف معناه جميع الامة بل لابد ان يكون معروفا لجميع الامة وبعضها لقوله تعالى وانزلنا اليك الذكر تبين للناس ما نزل اليهم يتفكرون وقوله نزلنا عليك الكتاب تباعا من كل شيء هدى ورحمة وبشرى للمسلمين. ولانه لو كان فيه ما لا يعلم ما لا يعلم اعناه احد لكان بعض بعض الشريعة مجهولا للامة ولكن المعرفة والخفاء امران نسبيان فقد يكون معروفا لشخص ما كان خفيا على غيره اما لنقص في علمه او قصور في فهمه او تقصيره في طلبه او سوء في قصده قال رحمه الله فصل القاعدة الثالثة في اجراء النصوص على ظاهرها. ظاهر النصوص ما يتبادر منها من المعاني بحسب ما تضاف اليه وما تفوا بها من القرائن والواجب في النصوص اجراؤها على ظاهرها بدون تحريف لقوله تعالى وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وقوله انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون قوله اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. فاذا كان الله تعالى انزله من لسان عربي من اجل عقله وفهمه امرنا باتباعه وجب علينا اجراه على ظاهر مقتضى ذلك اللسان العربي الى ان تمنع منه حقيقة شرعية ولا فرق في هذا بين نصوص الصفات غيرها بل قد يكون وجوب التزام الظاهر في نصوص الصفات اولى واظهر لان مدلولها توقيفي محض لا مجال للعقول في في تفاصيله. فان قال قائل في نصوص الصفات لا يجوز على ظاهرها لان ظاهرها غير مراد فجوابه ان يقال ماذا تريد بالظاهر؟ اتريد ما يظهر من نصوص من المعاني اللائقة بالله من غير تمثيل فهذا الظاهر مراد الله ورسوله قطعا وواجب على العباد قبوله والايمان به شرعا لانه حق ولا يمكن ان يخاطب ان يخاطب الله بعباده بما يريد بما يريد منهم خلاف ظاهره بدون بيان كيف وقد قال الله تعالى يريد الله ليبين لكم ان يهديكم سنن الذين من قبلكم وقالوا يبين الله يبين الله لكم ان تضلوا ويقول عن النبي صلى الله عليه وسلم وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ويقول وانك لتهدي الى صراط مستقيم. ومن خاطب غيره بما يريد منه خلاف ظاهره بدون بيان فانه لم يبين له ولم يهده ام تريد بالظاهر ما فهمته ما فهمته من من التمثيل فهذا غير مراد لكنه ليس لكنه ليس ظاهرا نصوص الكتاب والسنة لانها هذا الظاهر الذي فهمته كفر وباطل بالنص والاجماع ولا يمكن ان يكون ظاهر كلام الله ورسوله كفرا وباطلا ولا يقصد ذلك احد من المسلمين. بالنسبة للظاهر لا يمكن ان يكون كلام الله ورسوله كلام الله ورسوله يدل على ظاهر التمثيل. ما يمكن البتة. اذا لماذا المعطل لو الممثلة فهموا التمثيل. لان عقولهم تلوثت بجرثومة التمثيل. هذه هي المصيبة. فاذا قرأوا شيء لم يخطر ببالهم الا ما في اذهانهم. اما اهل السنة الذين فهموا معنى هل تعلموا له ومعنى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ومعنى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فانهم يقرأون ايات الصفات ولا يخطر ببالهم اي تمثيل لانهم يثبتونها على الظاهر اللائق بالله جل وعلا. نعم. قال رحمه الله قد اتفق سلف الامة وائمته على ان نصوص صفات تجرى على ظاهرها الايق بالله عز وجل من غير تحريف وان ظاهرها لا يقتضي تمثيل الخالق بالمخلوق اتفقوا على ان لله تعالى حياة وعلما وقدرة وسمعا وبصرا حقيقة وانه مستوون على عرشه حقيقة وانه يحب ويرضى ويكره ويرضى وحقيقة ان له وجها يدين حقيقة ويديني حقيقتين حقيقة لقوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وقوله وهو بكل شيء عليم وهو على كل شيء قدير وهو السميع البصير وقوله الرحمن على العرش استوى قوله فهي سوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. رضي الله عنهم ورضوا عنه. ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وغضب الله عليه ولعنه وقولي ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام واليداه مبسوطتان فاجروا هذه النصوص وغيرها من نصوص صفات على ظاهرها وقالوا انه على وجه اللائق بالله تعالى فلا تكليف ولا تمثيل. وبيان ذلك ان من صفاتنا ما هو معان ان من صفاتنا ما هو معان واعراض قائمة بنا كالحياة والعلم والقدرة ومنها ما واعيانه واجسامه ابعاض لنا كالوجه واليدين من ومن المعلوم ان الله وصف نفسه بانه حي عليم قدير ولم يقل المسلمون ان المفهوم من حياته وعلمه وقدرتك المفهوم من حياتنا وعلمه وقدرتنا فكذلك لما وصف نفسه بانه له وجها ويدين لم يكن لم يكن للمفهوم من وجهه ويديه كالمفهوم من وجوه انما قال المسلمون ان المفهوم من صفات الله في هذا وهذا ان المفهوم من صفات الله في هذا وهذا لا يماثل المفهوم منها في صفات بل كل صفة تناسب الموصوفة تليق به. فلما كانت ذات الخالق لا تمثل ذوات المخلوقين فكذلك صفاته لا تمثل صفات المخلوق. وقد سبق ان قول في الصفات كالقول في الذات. فتبين بذلك ان من من قال ان ظاهر نصوص الصفات غير مراد فقد اخطأ على كل تقدير. لانه ان فهم من ظاهرها معنى فاسدا وهو التمثيل فقد اخطأ في فهمه واصاب في قوله غير مراد وان فهم معنى من ظاهرها معنى صحيحا وهو المعنى اللائق به بالله وقد اصاب في فهم وقال افهموا كل ما فيه الا ما فيه خطاب عني. لعد هذا من اعيب ما يكون. فهل يعقل ان الله ينزل القرآن وما يتعلق به وهو الاكثر الخطاب فيه. لا يمكن ان نفهمه؟ ما يمكن واخطأ في قوله غير مراد فهو ان اصاب في معنى ظاهرها في معنى ظاهرها اخطأ في نفي كونها مرادا وان اخطأ في معنى ظهير اصاب في نفي مرادا فيكون قوله خطأ على كل تقدير والصواب الذي لا خطأ فيه ان ظاهرها مراد وانه ليس الا معنى يليق بالله قال رحمه الله فصم الذين يجعلون ظاهر النصوص بعنا فاسدا فينكرونه يكون خطأهم على وجهين. الاول ان يفسروا النص بمعنى فاسد ما يدل عليه الاخوة وينكرون لذلك. ويقول ان ويقول ان ظاهره غير مراد. مثال ذلك قوله تعالى في الحديث القدسي ابن ادم مرضت فلم تعدني يا ابن ادم استطعمتك فلم تطعمني يا ابن ادم استشفيتك استسقيتك لم تسقني فلم تسقني الحديث رواه مسلم. قالوا فظاهر الحديث ان الله يمرض ويجوع ويعطش وهذا معنى فاسد فيكون غير مراد. فنقول لو اعطيتم النص حقه تبين لكم ان هذا المعنى الفاسد ليس ظاهر اللفظ وان سياق الحديث يمنع ذلك فقد جاء مفسرا بقول الله تعالى في الحديث نفسه اما علمت ان عبدي فلانا مرض ولم تعده اما علمت انه استطعمك عبدي فلانا فلم تطعمه واستسقاك عبدي فلان فلم تسقه وهذا صريح في ان الله سبحانه لم يمرض ولم يجع ولم وانما حصل المرض والجوع والعطش من عبده من عبد من عباده ومثال قوله يا ابن ادم مرضت فلم تعدني كلام مجمل ولذلك السائل قال كيف ازورك وانت رب العالمين؟ استفهم قال يا ابن ادم استطعمتك فلم تطعمني. قال كيف اطعمك وانت رب العالمين؟ لماذا يستفهم؟ لان الكلام مجمل فما يجوز انت ان تقول ان ظاهره ان الله يطلب الطعام. ظاهره ان الله مرض هذا كلام مجمل حتى السائل الذي قال الله هذا الكلام له اجاب بالاجمال فجاء الجواب اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده اما انك لو عدته لوجدتني عنده اذا هذا كلام واضح ما يحتاج الى ان نؤول مثل ما لو قلنا وهو معكم اينما كنتم. من يقول ان كلمة وهو معك بينما كنتم يعني انه لازم يكون مختلط بالمخلوقات. الا فهم سقيم لو اعطيتم النصوص حقها ما فهمتم هذا التشبيه. نعم. قال رحمه الله مثال اخر قوله تعالى عن سفينة نوح تجري باعيننا قالوا فظاهر الاية ان السفينة تجري في عين الله وهذا معنى فاسد فيكون غير مراد فنقول دعواكم ان ظاهر الاية المسيحين تجري في اعين الله سبحانه مردودة من جهة الترتيب ومن جهة المعنى ايضا اما التركيب للضيف فانه اذا قال قائل فلان يسير بعينيه لم يفهم احد من هذا التركيب انه يسير داخل عينيه ولو ان هذا ظاهر لفظه واذا ضحك منه السفهاء فضلا عن العقلاء. وانما يفهم انما يفهم منه ان عينيه تصحبه بالنظر والرعاية. لان في علم الذين يعلمون تأويله ومنه قول ابن جرير وغيره من المفسرين تأويل قوله تعالى اي تفسيره والتأويل بهذا المعنى معلوم لاهل العلم. المعنى الثاني مآل الكلام الى حقيقته في هنا للمصاحبة وليست بالظرفية واما المعنى فان من المعلوم ان نوح عليه السلام كان في اول الارض كان في الارض وانه صنع السفينة في الارض وجرت على الماء في الارض كما قال الله تعالى ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه وقال فدعا ربه اني مغلوب فانتصر ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر ففجرنا الارض عيونا. فجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر النوع ذات الوحي ودسور تجد بعيننا جزاء لمن كان كفر. ولا يمكن لاحد ان يدعي ان ظاهر اللفظ كان ان السفينة تجري في عين الله عز وجل. لان ذلك يمتلئ غاية الامتنان في الله تعالى ولا يمكن لمن عرف الله وقدره حق قدره وقدره حق قدره وعلم انه مسلم على عرشه بائن من خلقه ليس حالا في شيء من مخلوقاته ولا شيء من مخلوقاته حالا فيه ان يفهم من هذا اللفظ من هذا المعنى الفاسد. وعلى هذا فمعنى الاية الذي هو ظاهر اللفظ ان السفينة تجري والله تعالى بعيني بعينك. ومثال ثالث في الاثر الحجر الاسود يمين الله في الارض. فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه قالوا فظاهر الاثر ان الحجر نفسه يمين الله في الارض. وهذا معنى وهذا معنى فاسد فيكون غير مراد. فنقول اولا هذا الاثر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد لا يثبت والمشهور انه عن ابن عباس قلت قال ابن الجوزي هذا حديث لا يصح وقال ابن العرب حديث باطل فلا يلتفت اليه. ثانيا انه وعلى تغيير صحته صريح في ان الحجر الاسود ليس نفس يمين الله. لانه قال يمين الله في الارض فقيده في الارض ولم يطلق حكم اللفظ المقيد يخالف المطلق قال ومعلوم ان الله تعالى في السماء ولأنه قال فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه. ومعلوم ان المشبه غير المشبه به فالاثر ظاهر في ان الحجري ليس مصافحا لله وليس الحجر نفس يمين الله فكيف يجعل ظاهره كفرا يحتاج الى تأويل؟ الوجه الثاني ان يفسروا اللفظ بمعنى صحيح موافق لظاهره لكنه لكن يردونه لاعتقادهم انه باطل وليس بباطل مثال ذلك قوله تعالى الرحمن على العرش استوى قالوا فظاهر الاية ان الله علا على العرش والعرش محدود فيلزم ان يكون الله سبحانه محدودا وهذا معنى فاسد فيكون غير مراد. فنقول ان علو الله تعالى على عرشه وان كان العرش محدودا لا يستلزم ومعنى فاسدة فان الله تعالى قد علا على عرشه علوا يليق بجلاله وعظمته ولا يماثل علو المخلوق ما معنى المخلوق ولا يلزم منه ان يكون الا الله محدودا ولا هو علو يختص بالعرش والعرش اعلى المخلوقات فيكون الله تعالى عاليا على كل شيء وهذا من كماله وكمال صفاته. فكيف يكون معنى فاسدا غير مراد اخر قوله تعالى بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. قالوا فظاهر الاية ان لله تعالى يدين حقيقيتين وهما جارحة وهذا معنى فاسد يكون غير فنقول ان ثبوت اليدين الحقيقيتين لله عز وجل لا يستجيب معنى فاسدا فان الله فان لله تعالى يدين حقيقيتين تليقان بجلاله وعظمته بهما يأخذ ويقبض ولا تماثلان ايدي المخلوقين وهذا من كماله وكمال صفاته. قال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تصدق احد بصدقة من طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا اخذها الرحمن بيمينه وان كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون اعظم من الجبل. فاي معنى فاسد يلزم من ظاهر النص حتى يقال انه غير مراد. وقد يجتمع الخطأ من الوجهين في مثال واحد مثل قوله صلى الله عليه وسلم ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء. فقالوا على الوجه الاول ظاهر الحديث ان قلوب بني ادم وبين اصابع الرحمن فيلزم منه المباشرة والمماسة ان تكون اصابع الله سبحانه وتعالى داخل اجوافنا وهذا معنى الفاسد فيكون غير مراد. وقالوا على الوجه الثاني ظاهر الحديث ان ان لله اصابع حقيقية. والاصابع جوارح وهذا معنى فاسد فيكون وغيره مراد فنقول على الوجه الاول ان كون قلوب بني ادم بين اصبعين من اصابع الرحمن حقيقة لا يلزم منه المباشرة الممارسة ولا تكون اصابع الله عز وجل داخل ترى الى قوله تعالى والسحابي المسخر بين السماء والارض فان السحاب لا يباشر السماء ولا الارض ولا يماسهما ويقال سترة المصلين بين يديه وليست مباشرة له ولا مماسة له. فاذا كانت البينية لا تستلزم مباشرة والمواسفة فمما بين فيما بين المخلوقات فكيف بالبينية فيما بين المخلوق والخالق الذي وسع كرسيه السماوات والارض وهو بكل شيء محيط وقد دل السمع والعقل على ان الله تعالى بائن من خلقه ولا يحل في شيء من خلقه ولا يحل فيه شيء من خلقه واجمع السلف على ذلك ونقول على وجه اقول على الوجه الثاني ان ثبوت الاصابع الحقيقية لله تعالى لا يستلزم معنى فاسدا وحينئذ يكون مرادا قطعا فان لله تعالى اصابع حقيقية تليق بالله عز وجل لا تماثل اصابع المخلوقين. وفي صحيح البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر من الاحبار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اننا نجد انا نجد ان الله يجعل السماوات على اصبعه والاراضين على اصبعه والشجرة على اصبعه والماء والثرى على اصبع سائر الخلائق على اصبعه. فيقول انا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجده تصفيقا لقول الخبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون هذا لفظ البخاري في تفسير سورة الزمر فاي معنى فاسد يلزم من ظاهر النص حتى يقال انه غير مراد ويشبه هذا الخطأ ان يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما قيل في قوله تعالى لما خلقت بيدي انه مثل قوله تعالى مما عملت ايدينا فيكون المراد باليد نفس الفاعل في الايتين وهذا غلط فان الفرق بينهما ثابت من وجوه ثلاثة. الاول من حيث الصيغة فان الله تعالى قال في الاية الاولى يأتي ويقول ان الله عز وجل لما قال ثم استوى على العرش ليس المقصود هو معنى الاستواء طيب ما المقصود بالاستواء؟ فهو لابد ان يأتي من عنده فيأتي بالتخرص ويأتي بالقول على الله بلا علم. وهذه مصيبة بما خلقت بيديه وهي تخالف الصيغة بالاية الثانية فان الله تعالى قال فيها مما علم مما عملت ايدينا ولو كانت الاولى نظيرة للثانية كانت ظالما لما خلقت يداي اضاف الخلق اليهما كما اظيفت كما اظيف العمل اليها في الثانية. الثانية ان الله تعالى اضاف في الاية الاولى الفعلة الى نفسه فمعدا بالباء الى اليدين فكان سبحانه فكان سبحانه هو الخالق وكان خلقه بيديه. الا ترى اذا قول القائل كتبت بالقلم فان الكاتب هو فاعل الكتابة قولوا الباء هو هو القلم حصلت به الكتابة واما الاية الثانية مما عملت ايدينا فاضافوا الفعل فيها الى الايدي المضافة اليه واضافة الفعل الى الايدي كاظافته الى النفس فكانه قال مما عملنا الا ترى الى قوله تعالى وما اصابكم من مصيبة فيما كسبت ايديكم والمراد بما كسبتم بدليل قوله في الاية في اية اخرى فاصابهم سيئات ما كسبوا لما خلقت بيديه ليست مثل مما عملت ايدينا انعاما. يعني ان الله لم يخلق ادم كما خلق الانعام. خلق ادم بيديك وخلقنا انعم بقوله كن ففرق بين الامرين فاذا جعلوا اية لما خلقت بيديه نظير اية مما عملت ايدينا هذا نوع من انواع ادعاء الظاهر الباطل لان قوله بيدي الباء هذا دليل ان الله فعل وخلق بيديه. واما عملت ايدينا فاظافة العمل الى الايدي من باب اضافة العمل الى العامل. فرق بين الامرين. نعم. قال رحمه الله الوجه الثالث ان الله تعالى اضاف الفعل في الاية الاولى لما خلقت بيدي معدا بالباء الى يدين اثنتين ولا يمكن يراد بهما نفسه لدراء التثنية على عدد محصور باثنين فربوا جل وعلا واحد فلا يمكن ان يذكر نفسه بصيغة التثنية. لدلالة ذلك على صريح العدد وحضره. نعم. ولكنه تعالى يذكر نفسه تارة بصيغة الافراد للتوحيد وتارة يذكر نفسه بصيغة الجمع للتعظيم وربما يدل الجمع على معاني اسمائه اما في الاية الثانية فاضاف الفعل الى الايدي المضافة اليه مجموعة للتعظيم فصار المراد بها نفسه المقدس جل وعلا. وبهذا تبين الفرق بين قوله لما خلقت بيدي وقولي مما عملت ايدينا وانها ليست نظيرا لها وتبين ايضا ان ظاهر النصوص في الصفات حق ثابت مراد لله تعالى لوجه اللائق به وانه لا يستوجب في حقي ولا تمثيلا له بخلقه ولكن لكن لو كنا نخاطب شخصا لا يفهم من ظاهرها الا ما يقتضي التمثيل فاننا نقول له ان هذا الظاهر ان فهمته غير مراد ثم نبين له ان هذا ليس ظاهرا نصوص لانه باطل لا يقتضيه السياق كما سبق بيانه. وقد زعم ابو حامد الغزالي رحمه الله وغفر له ان شيخ الامام احمد رحمه الله اول في ايات آآ اول ثلاثة مسائل فهو يرى بالتأويل. وهذا كذب على الامام احمد. فان الامام احمد من ائمة السنة ولا يرى التأويل ولا يرى التأويل بل هو كغيره من ائمة السنة يرى وجوب اعتقاد ظاهر القرآن والسنة في باب الاسماء والصفات وغيرها من الابواب ولا يسار الى التأويل الا كما ذكرنا قبل بخمسة شروط آآ اولها امتناع القول بالظاهر نعم. قال رحمه الله القاعدة الرابعة توهم بعض الناس في نصوص الصفات والمحاذير المترتبة على ذلك. اعلم ان كثيرا من الناس يتوهم في بعض الصفات التي دلت عليها النصوص او كثير منها واكثرها او كلها. انها تماثل صفات المخلوقين ثم يريد ان ينفي ذلك الوهم ثم يريد ان ينفي ذلك الوهم الذي توهمه فيقع في اربعة محاذير. الاول انه فهم من نصوص صفات تماثل صفات المخلوق وظن ان ذلك هو مدلول النص وهذا فهم خاطئ فان الصفة التي دلت عليها النصوص تناسب موصوفها وتليق به وتمثيل الخالق بمخلوق كفر وضلال لانه تكذيب لقوله تعالى ليس كمثله شيء ولا يمكن ان يكون ظاهرا لنصوص الكفر والضلال. وقوله تعالى يريد الله ليبينكم ويهديكم سنن ايدينا من قبلكم وقوله يبين الله لكم ان تضلوا. الثاني انه جنى على النصوص حيث نفى ما تدل عليه من المعاني الالهية ثم اثبت لها معاني من عندي لا يدل عليها ظاهر اللفظ فكان جانيا على النصوص من وجهين. الثالث انه نفى دلت عليه النصوص من الصفات بغير علم. فيكون بذلك قائلا على الله ما لا يعلم. وهذا محرم بالنص والاجماع. قال الله تعالى قل انما اعظم مربي الفواحش وما ظهر منها وما بطن. والاثم والباقي بين الحق وان تشرك بالله ما يعلم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. الرابع انه اذا نفى عن الانسان الذي وليتهم لما قالوا قولا اسندوه الى الصحابة والتابعين وانما قالوه من تلقاء انفسهم. فوقعوا في يعني كل كل معطل وكل مؤول يقع في هذا المحظور الثالث. وهو انه يقول على الله بلا علم. نعم قال رحمه الله الرابع انه اذا نفعني الله عز وجل ما تقتضيه النصوص من صفات الكمال لزم ان يكون الله سبحانه متصلا بنقيضها من صفات النقص وذلك قيل انه ما من موجود الا وهو متصل بصفة ولا يمكن وجودات مجردة يعني الصفات فاذا انتفت صفة الكمال فاذا انتفت صفة الكمال عنها لزم اتصافها بصفات وحينئذ يكون من نفعني الله تعالى ما تقرضين نصوص من صفات الكمال معتديا في حق الله تعالى حيث جمع بين نفي صفات الكمال عنه وتمثيله المعلومات بل قد يرتقي به الغلو في النفي الى تمثيله بالممتنعات المستحيلات ويكون ايضا جانبا جانيا على النصوص حيث عطلها عما دلت عليه من صفات كمن الله تعالى واثبت لها معاني من عنده لا يدل عليها ظاهرها فيجمع بين النفي والتمثيل في صفات الله وبين التحريف والتعطيل في نصوص الكتاب والسنة ويقول ملحدا في اسماء الله واياته وقد قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون بما سيجزون ما كانوا يعملون. وقال ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا فمن يلقى في النار خيرا ام من يأتي امر يوم القيامة. اعملوا ما شئتم منه بما تعملون البصير. هذه المحاذير التي ذكرها شيخ هذه المحاذير هي التي من اجلها فشنع اهل السنة على علماء البدعة لانهم يقعون في نفي وفي التمثيل في التحريف في التعطيل يتقولون على الله بلا علم لا يعرفون ماذا يعتقدون يضللون المسلمين في اعتقادهم في رب العالمين. فالمحاذير كثيرة نعم مثال ذلك ان الله تعالى اخبر عن نفسه انه استوى على العرش يتوهم واهم فيتوهم واهم انه كاستواء الانسان على ظهور الفلك والانعام وانه محتاج الى العرش كحاجة انسان للانعام والفلك. فلو عثرت الدابة لخر المستوي عليها ولو خرقت السفينة لغرق المستوي عليها في قياس هذا لانه لو علم العرش لسقط الرب على قياسه الفاسد. وينفي بذلك حقيقة الاستواء هذا الوهم الذي توهمه في استواء الله على العرش انه ظنوا انه مثل استواء الانسان على ظهور الانعام والفجر وهذا ظن فاس لان الله تعالى اظاف الاستواء الى نفسه الكريم ولم يذكر لم يذكر استواء مطلقا يصلح للمخلوق ولا عاما يتناول المخلوق فتعين ان يكون استواء خاصا يليق به كسائر صفاته وافعاله لا يماثل استواء المخلوقين كما ان الله نفسه لا يماثل المخلوقين. الا ترى الى قوله تعالى والسماء بنيناها بايد؟ هل السماء بنيناها بايد؟ هل يتوهم احد ان بناءه اياها كبناء المخلوق سقف البيت؟ بحيث يحتاج الى زنبيل ومجارف وظرب لبن وجبل طين ونحو ذلك فاذا كان يحتاج الى ذلك في هذا الفعل من افعاله يجب ان لا يكون محتاجا للعرش في استوائه عليه بل هو سبحانه الغني عن شو غيره؟ فتجد هذا النفي فتجد هذا الذي نفى حقيقة السواء الذي هو ظاهر النصوص وقع في تلك المحاذير الاربعة. الاول فقد مثل ما فهمه من استواء الله على عرشه باستواء المخلوقين. وعطل النصوص عن ما دلت عليه من من صفة الاستواء الاقي بالله. فما حرفها الى معاني لا تدل عليه وكان نفي لذلك وتعطيله بلا علم بل عن جهل وظن فاسد ولزم من نفيه بصفة الكمال التي ضمنها الاستواء ثبوت صفة نقص بفوات هذا الكمال مثال اخر قوله تعالى امنتم من في السماء يقصد بكم الارض فاذا هي تمور فيتوهم واهم ان الله تعالى داخل السماء وان السماء تحيط به كما لو قلنا فلانا في الحجرة حجرة محيطة به فينفي بناء على هذا الوهم كون الله تعالى في السماء ويقول ان الذي في السماء ملكه وسلطانه ونحو ذلك ومنشأوا هذا الوهم ظنوا ان فيه التي للظرفية تكون بمعنى واحد في جميع مواردها وهذا ظن فاسد فان فيها يختلف معناها بحسب متعلقها فانه بين كون الشيء في المكان وكون الشيء في الجسم. وكون العرض في الجسم وكون الوجه في المرآة وكون الكلام في الورق المكتوب فيه. في قيل هل العرش في السماء او في الارض؟ قيل في السماء مع ان العرش اكبر من السماء كثيرا وعلى هذا فيخرج قوله تعالى امنت من في السماء على احد الوجهين اما ان تكون السماء بمعنى علو فان السماء يراد به العلو يراد بها العلو كما في قوله تعالى وانزلكم من السماء ماء والمطر ينزل من السماء من السحاب المسخر بين السماء والارض لا من السماء نفسها فيكون معنى كونه تعالى في السماء انه في العلو المطلق فوق جميع المخلوقات وليس هناك ظرف وجودي يحيط به اذ ليس فوق العالم شيء سوى الله تعالى. واما ان تكون فيه بمعنى الظرف الظروف ايها الاخوة او المكان لابد ان ندرك ان المكان مخلوق لله سبحانه وتعالى. السماوات والارض الشرق والغرب شمال والجنوب. الافلاك هذه الظروف وجودية خلقها الله تبارك وتعالى واما فوق العرش فليس ثم ظرف ما في شيء مخلوق فوق العرش الخالق سبحانه وتعالى نعم واما ان تكون فيه بمعنى على كما جاءت بمعناها في مثل قوله تعالى فسيروا في الارض اي على الارض وقوله اي فرعون ولا اصلي ولاصلبنكم كن في جذوع النخل اي على جذوع النخل وعلى هذا فيكون معنى قوله تعالى منكم من في السماء على السماء اي فوقها والله تعالى فوق السماوات وفوق كل شيء. فتجد هذا الذي نفى ان يكون الله في السماء حقيقة وقع في المحاذير الاربعة فقد مثل ما فهموا من قول الله تعالى في السماء بكون المخلوق بالحجرة ونحو ذلك وعطل النصوص عما دلت عليه من علو الله تعالى في السماء ثم حرفها الى معاني لا تدل عليها وكان نفيه تعطيله بلا علم عن بل عن جهل وظن فاسد. ولزم من نفيه لصفة الكمال التي تضمنها كونه في السماء ثبوت صفة النقص لان صفة العلو يستجب احد احد امرين ولابد. فاما ان يكون الله تعالى في كل مكان بذاته والقول بهذا في غاية الضلال والكفر لانسجموا اما تعدد الخالق واما تبعضه. ويستلزم كذلك ان يكون في محلات القدر القذر والاذى التي يتنزه عنها كل مروءة فضلا عن الخالق واما ان يكون الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا متصل ولا منفصل ولا مبينا محايسا ونحو ذلك من العبارات المتضمنة للتعطيل المحض وحقيقة هذا نفي وجود الخالق جل وعلا القاعدة الخامسة في علمنا بما اخبر الله تعالى به عن نفسه. ما اخبرنا الله به عن نفسه فهو معلوم لنا من جهة ومجون لنا من جهة معلوم ولنا من جهة المعنى. مجهول انا من جهة كيفية اما كونه معلوما لنا من جهة المعنى فذهبت من دلالة السمع والعقل فمن ادلة السمع قوله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك يتدبروا اياته ليتذكروا اولوا الالباب قولوا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله وجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقوله افلا يتدبرون القرآن ما على قلوب اقفالها. وقوله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. هذا ايش علم اللفظ والمعنى. فحث الله تعالى على تدبر القرآن كله ولم يستثني منه شيئا منه. ووبخ من لم يتدبره بين ان الحكمة من انزاله ان يتدبره الذي انزل اليهم ويتعظ به اصحاب العقول ولولا ان ولولا ان لهم معنى يعلم بالتدبر لكان الحث على تدبره من لغو القول ولكان الاشتغال بتدبر من اضاعة الوقت لفاتت الحكمة من انزاله ولما حسن التوبيخ ولا تركه. والحث على تدبر القرآن شامل وتدبر جميع اياته الخبرية العلمية والحكمية العملية فكما اننا مأمورون بتدبر ايات الاحكام لفهم معناها والعمل بما اقتضاها اذ لا يمكن العمل بها بدون فهم معناها فكذلك نحن مأمورون بالتدبر ايات الاخبار لفهم معناها واعتقاد مقتضاها والثناء على الله تعالى بها. اذ لا يمكن اعتقاد ما لم نفهمه او الثناء على الله تعالى به. واما دلالة العقل معنى فهم معاني ما اخبر الله تعالى به عن نفسه فمن وجهين احدهما انما اخبر الله به عن نفسه اعلى مراتب الاخبار واغلى مطالب الاخيار فمن المحال ان يكون ما اخبر الله به عن نفسه مجهول المعنى وما اخبر به عن فرعون وهامان وقارون عن قوم نوح وعادل سمود والذين من بعدهم معلوم المعنى. معنى ضرورة الخلق لفهم ان ضرورة الخلق لفهم معنى ما اخبر الله بها لنفسه اعظم واشد. والوجه الثاني انه من المحال ان ينزل الله تعالى على عباده كتابا يعرفهم به باسمائه وصفاته وافعاله واحكامه ويصفه بانه علي حكيم كريم عظيم مجيد مبين بلسان عربي ليعقل ويفهم ثم تكون كلماته في اعظم المطالب غير معلوم الى معلومة المعنى بمنزلة الحروف الهجائية التي لا يعلمها الناس الا اماني ولا يخرجون بعلمها عن صفة الامية كما قال الله تعالى ومنهم امي يعلم الكتاب الا اماني. لو ان ملكا ارسل رسالة نعم. قال رحمه الله فان قلت ما الجواب عن قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة في ابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يتذكر الا اولو الالباب. فان هذا يقتضي ان في القرآن ايات متشابهة لا يعلم تأويلهن الا الله قلنا الجواب ان للسلف في الوقت على هذه الاية قولين احدهما الوقف عند قوله الا الله وهو قول جمهور السلف والخلف وبناء عليه يكون المراد بالتأويل في قوله وما يعلم تأويله الا الله الحقيقة التي يؤول الكلام اليها لا التفسير الذي هو المعنى وتأويل ايات الصفات على هذا هو حقيقة تلك الصفات كنهيها وهذا من الامور الغيبية التي لا يدركها العقل ولم يرد بها السمع فلا يعلمها الا الله. الثاني الوصف لا يقفون على قوله الا الله وهو قول جماعة من السلف والخلف وبناء عليه يكون المراد بالتأويل في قوله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. التفسير الذي هو بيان المعنى وهذا معلوم للراسخين في العلم كما ابن عباس رضي الله عنهما انا من الراسخين الذين يعلمون تأويله قال مجاهد ارت المصحف على ابن عباس من فاتحته الى خاتمته اقف عند كل اية واسأله عن تفسيره. وبهذا تبين ان الاية لا تدل على ان في القرآن شيئا لا يعلم ومعناه الا الله تعالى. وانما تدل على ان في القرآن شيئا لا يعلم حقيقته كله الا الله على قراءة الوقف وتدل على ان الراسخين في العلم يعلمون معنى المتشابه الذي يخفى على كثير من الناس على قراءة الوصف. وعلى هذا فلا تعارضها مع مع فلا تعارض مع ماذا ذكرناهم من انه ليس بالقرآن شيء لا يعلم معناه. قال رحمه الله فصل واما كونه ما اخبرنا الله به عن نفسه مجهولا لنا من جهد كيفيته وثابت بدلاية السمع والعقل. فماذا لا تسمي من فم الوجهين الاول قوله تعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما. فان الاتي الاحاطة بالله علما شامل الاحاطة بذاته وصفاته فلا يعلم حقيقة الا هو سبحانه وكذلك صفاته. الثاني ان الله اخبر عن عن ذاته وصفاته ولم يخبرنا عن كيفيتها وعقولنا لا تدرك ذلك فتكون الكيفية مجهولة لنا لا يحل لنا ان نتكلم فيها او نقدرها بانها قوله تعالى ولا تقوم ليس بعلم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا العقول يقول انما حرم ربي الفواحش وما ظهر منها وما بطن. والاثم والباغي بغير حق وتشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا تقول على الله ما لا تعلمون. واما دلالة العقل على ذلك فلان الشيء لا تدرك الكيفية الا بمشاهدته او بمشاهدة نظيره المساوي له او الخبر الصادق عنه. وكل هذه الطرق منتفية في كيفية ذات الله تعالى وصفاته. فتكون كيفية ذات الله وصفاته طولة لنا. وايضا فاننا نقول ما هي الكيفية التي تقدرها لذات الله تعالى وصفاته؟ ان اي كيفية تقدرها في دينك او تنطق بلسانك فالله اعظم واجل من ذلك. وان اي كيفية تقدرها في ذهنك او تطق بها بلسانك فتكون فستكون كاذبا فيها. لانه ليس لك دليل ليس لك دليل عليها هو التخرص الذي يتخيل صفات الله في ذهنه او يتخيل ذات الله في ذهنه انما هو متخرص متقول على الله ظان متوهم. فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير جل في علاه. نعم قال رحمه الله تتمة بهذا التقرير الذي تبين به انه لا يمكن ان يكون في القرآن شيء لا يعلم معناه لا يعلم معناه الا الله يتبين بطلان مذهب فوضى الذين يفوضون علم معاني الصفات علم معاني ايات الصفات يدعون ان هذا هو مذهب السلف. وقد ضلوا فيما ذهبوا اليه وكذبوا فيما نسبوه الى فان السلف انما يفوضون علم الكيفية دون علم المعنى وقد تواترت النقول عنهم باثبات معاني هذه النصوص اجمالا احيانا وتفصيلا احيانا فمن الاجمال قولهم امروها كما جاءت بلا كيف من التفسير ما سبق عن ما لك في الاستواء. قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الله لتعارض العقل والنقل المعروف باسم العقل والنقل قال رحمه الله وما التفويض فمن المعلوم ان الله امرنا بتدبر القرآن وخصنا وحضنا على عقله وفهمه فكيف يجوز مع ذلك ان يراد منا الاعراض وعن فهمه ومعرفته وعقله الى ان قال فعلى قول هؤلاء يكون الانبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما انزل الله عليه من هذه النصوص ولا الملائكة ولا السابقون الاولون وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن او كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الانبياء معناه بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه وقال قال ومعلوم ان هذا قدح في القرآن والانبياء اذ كان الله انزل القرآن واخبر انه جعل هدى وبيانا للناس امر الرسول ان يبلغ البلاغ المبين وان يبين للناس ما نزل اليهم. وامر بتدبر القرآن وعقله مع فاسرفوا ما فيه وهو ما اخبر به الرب عن صفاته او عن كونه خالقا لكل شيء وهو بكل شيء عليم او عن كونه امر ونهى ووعد وتوعد او عن ما اخبر به عن اليوم الاخر لا يعلم احد معناه فلا يعقل ولا يتدبر ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل اليهم ولا بل البلاغ المبين على هذا التقدير. فيقول كل ملحد ومبتدع الحق في نفس الامر ما علمته برأيي وعقلي. وليس في النصوص ما يناقض ذلك لان تلك النصوص مشكلة متشابهة ولا يعلم احد معناها ولا ما لا يعلم احد معناه لا يجوز ان يستدل به. فيبقى هذا الكلام سدا الهدى والبيان من الجهة الانبياء وفتحا لباب من يعارضهم ويقول ان الهدى والبيان في طريقنا لا في طريق الانبياء لانا نحن نعلم ما نقول ونبينه ادلة العقلية والانبياء لم يعلموا ما يقولون فضلا عن ان يبينوا مرادهم. فتبين ان قول اهل التفويض الذين يزعمون انهم متبعون للسنة والسلف من شر اقوالهم الالحاد انتهى كلامه رحمه الله. وهذا منصوص في بعض كتب الاصول يقولون ان الحق ليس عليه دليل في نفسه وانما الحق ما يتوصل اليه المجتهد. زورا وبهتانا وهذا غير صحيح. الحق ما دل عليه الكتاب هو السنة. نعم قال رحمه الله فصل في التأويل التأويل لغة ترجيع الشيء الى الغاية المرادة منه من الاول وهو الرجوع. وفي الاصطلاح رد الكلام الى الغاية منه بشرح معناه حصول مقتضاه ويطلق على ثلاثة معان الاول التفسير هو توظيح الكلام بذكر معناه المراد به. ومنه قوله تعالى عن صاحبي السجن يوسف هبئنا بتأويله وقول النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما اللهم فقهه بالدين وعلمه التأويل. وسبق قول ابن عباس رضي الله عنهما ان انا من الراسخين كان خبرا فتأويله نفس حقيقة المقبل عنه وذلك في حق الله تعالى وذلك في حق الله كونه ذاتي وصفاته التي لا يعلمها غيره. وان كان طلبا فتأويله امتثال مثال الخمر قوله تعالى هل ينظرون الى تأويله؟ اي ما ينتظر هؤلاء المكذبون الا وقوع حقيقة ما الا وقوع حقيقة ما اخبروا به الا وقوع حقيقة ما اخبروا به من البعث والجزاء ومنهم قوله تعالى يوسف هذا تأويل رؤياي من قبل وقد جعلها ربي حقا. ومثال الطلب قول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوع سجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن اي امتثلوا ما امره الله به في قوله اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. وتقول فلان لا يتعامل بالربا تأولوا قول الله تعالى واحل الله البيع وحرم الربا والتأويل بهذا المعنى مجهول حتى يقع فيدرك واقعا فاما قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله والراسخون فهم يقولون امنا به كل من عند ربنا فيحتمل ان يكون المراد بالتأويل فيها التفسير ويحتمل ان يكون المراد به مآل الكلام الى حقيقته بناء على وقف فيها والوصف على قراءة لقوله ان الله يتعين ان يكون المراد بهما ال الكلام الى حقيقته لان حقائق ما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر يعلمها الا الله عز وجل. وعلى قراءة الوصل يتعين ان يكون المراد به التفسير لان تفسيره ومعلوم للراسخين في العلم فلا يختص علمه بأمر الله تعالى. فنحن نعلم معنى الاستواء انه العلو والاستقرار وهذا هو التأويل المعلوم لنا. لكننا نجهل كيفية وحقيقته التي هو عليها وهذا هو التأويل المجهول لنا وكذلك نعلم معاني ما اخبرنا الله به من اسمائه وصفاته ونميز الفرق بين هذه المعاني فنعلم معنى الحياة والعلم والسن والبصر ونحو ذلك ونعلم ان الحياة ليست هي العلم. وان العلم ليس هو القدرة وان القدرة ليست هي السمع. وان السمع ليس هو البصر هكذا وهكذا بقية والاسماء لكننا نجهل حقائق هذه المعاني وكنهها التي الذي هي عليه بالنسبة الى الله عز وجل. وهذان المعنيان التأويل هما المعنيان المعروفان في الكتاب والسنة كلام للسلف المعنى الثالث للتأويل صرف اللفظ يعني المعنى الراجحي والمعنى المرجوح لدليل يقتضيه وان شئت فقل صرف اللفظ عن ظاهره الى معنى يخالف الظاهر لدليل يقتضيه وهذا الصلاح كثير من المتأخرين الذين تكلموا في الفقه واصوله هو الذي عناه اكثر من تكلم من المتأخرين في تاويل نصوص الصفات. وهل هو محمود او مذموم؟ هل هو حق او باطل؟ والتحقيق انه ان دل عليه ان دل عليه دليل صحيح فهو حق محمود يعمل به. ويكون من المعنى الاول من المعنى الاول للتأويل وهو التفسير. لان تفسير الكلام تأويله الى ما اراده المتكلم به. سواء كان كان في على ظاهره ام على خلاف ظاهره ما دمنا نعلم انه مراد المتكلم. ومثالا مثال ذلك قوله تعالى اتى امر الله ولا تستعجلوه فان الله تعالى عباده باتيان امره للمستقبل وليس يخبرهم بامر اتى وانقضى بدليل قوله تعالى فلا تستعجلوه ومنه قوله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان فان ظاهر اللفظ اذا فرغت من القراءة والمراد اذا اردت ان تقرأ لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ اذا اراد ان يقرأ لا اذا فرغ من القراءة وان لم يدل عليه دليل صحيح كان باطل مذموم وجديرا بان يسمى تحريفا لا تأويلا. مثال ذلك قوله تعالى الرحمن على العرش استوى فان ظاهره ان الله تعالى علا على العرش علوا خاص يليق بالله عز وجل وهذا هو المراد فتأويله الى ان معناه استوى الا ان معناه استولى وملك تأويل باطل مذموم وتحريف للكلمة عن مواضعه لانه ليس عليه دليل صحيح قال رحمه الله فصل اعلم ان الله تعالى وصف القرآن بانه محكم بانه متشابه بان بعضه محكم وبعضه متشابه. فالاول كقوله تعالى تلك ايات الكتاب الحكيم والثاني قوله الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. والثالث كقوله هو الذي انزل عليك كتاب وايات محكمات هن ام الكتاب اخرى متشابهات. فالاحكام الذي وصف جميع القرآن هو الاتقان والجودة في اللفظ والمعنى. فالفاظ القرآن كلها في اكمع البيان والفصاحة والبلاغة ومعانيه واكمل المعاني واجلها انفعها للخلق. حيث تتضمن كما تتضمن كمال الصدق في في الاقباط وكمال الرشد والعدل في الاحكام. كما قال الله تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. والتشابه الذي يوصي به جميع القرآن هو تشابه طبعا في الكمال والاتقان والابتلاء فلا يناقض بعضه بعضا في الاحكام ولا يكذب بعضه بعض في الاخبار كما قال الله تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله يوجد فيه اختلافا كثيرا والاحكام يوصي به بعض القرآن هو الوضوح والظهور بحيث يكون معناه واضحا بينا لا يشتبه على احد وهذا كثير في الاخبار والاحكام. مثاله في الاخبار قوله تعالى شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن فكل احد يعرف شهر رمظان وكل احد يعرف القرآن ومثاله في الاحكام قوله تعالى وبالوالدين احسانا فكل احد يعرف والديه وكل احد يعرف الاحسان واما التشابه الذي وصف به بعض القرآن فهو الاشتباه اي خفاء المعنى. بحيث يشتبه على بعض الناس دون غيرهم فيعلمه الراسخون في العلم دون غيره نقف ان شاء الله ونقفل بعده طيب نكمل بعد الصلاة ان شاء الله. سبحانك اللهم وبحمدك