الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنحمد الله تبارك وتعالى على ما من به علينا وعليكم من نعمة الاسلام والايمان ونعمة السنة ونعمة القرآن نسأله جل وعلا الثبات حتى نلقى الرحمن جل في علاه يوم القيامة ثم بادية ذي بدء اشكر الاخوة القائمين على مركز سرج بدراسة المذاهب الفكرية المعاصرة واسأل الله تبارك وتعالى ان يبارك في جهودهم وان ينفع بنا وبهم الاسلام والمسلمين هذه الدورة المباركة وخلال ثلاثة ايام كلها في مساعينا ربما يلقيها بعض الملبسين او يلقيها بعض شياطين الانس والجن او يتوهمه بعض الناس في كتاب الله جل وعلا هذا القرآن الذي هو كلام الله تبارك وتعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد واذا علمنا ان القرآن نزل على النبي الامي الذي لم يقرأ ولم يكتب لما قال الله عز وجل عنه ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون وكما قال جل وعلا النبي الامي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان امة امية لا نقرأ ولا نكتب فمن علم حال النبي صلى الله عليه واله وسلم وانه لم يجلس عند شخص ليتعلم ولم يعرف وهو لبث في قومه اربعين سنة لم يعرف لا بشعر ولا بنثر فقد كانت المسابقات الشعرية في المعلقات وغيرها تقام ويختار الفصحاء من قريش وغيرهم معلقات يجعلون لاهلها واصحابها الجوائز ويعلقونها في الكعبة لما فيها من الفصاحة والبلاغة والمعاني والبديع وهكذا كانت لهم مسابقات شعرية يعطون فيها الجوائز ويوزعون فيها المعطيات كما في اسواقهم عكاظ ويا ذلمجنة وغيرها واه كان النبي صلى الله عليه واله وسلم معروفا بين قومه بانه لم يقرأ ولم يكتب كما قال جل وعلا عنه لقد لبثت فيكم عمرا من قبله افلا تعقلون وهذا بالنسبة لزمان النزول واما نحن اليوم اذا اردنا ان ننظر نظرة تجرد الى ان القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم اية من ايات الله لننظر الى حديثه عن السماوات حيث لم يصل الى دقة اوصاف ذلكم الحديث الا علماء الفلك اليوم ولننظر الى دقة حديثه عن البحار بينهما برزخ لا يبغيان ظلمات بعضها فوق بعض موج من فوقه موج من فوقه سحاب ولننظر الى دقة وصفه للارض والشمس القمر مما كان ينكره اهل ذلك الازمنة واصبح اليوم معلوما مشاهدا ولننظر الى دقة وصف القرآن لخلق الانسان في بطن امه هذا من حيث المعاني واما من حيث السبك فان القرآن لانه كلام الله يأخذ بلب ذوي الالبان فتجد الرجل الصيني والغربي والشرقي والروسية والتركي يقرأ القرآن وهو لا يفهم منه او من معانيه الا النزر اليسير ومع ذلك يتلذذ بقراءة القرآن وهو اعجمي لا يفهم ما السر في ذلك لماذا لا نتلذذ نحن بقراءة اي كتاب باي لغة حتى نفهم المعنى بل ربما ان احدنا لو قرأ صفحة او صفحتين مما يستطيع تهجيه من اي لغة اخرى ولا يفهم معناه يظهر المنال ويتبين عليه الكلال فيقول خذوا عني هذا الكتاب لافوا منه شيئا فالمنصف الناظر الى القرآن يستيقن اذا نظر الى معانيه انه كلام الله فلم يخالف منذ الف واربعمائة سنة من يوم نزوله الى الان شيئا من الحقائق العلمية ولو نظرنا الى تشريعه اليوم بالبلدان المتحضرة يجتمع المشرعون وهم احيانا يصلون الى العشرات بل والمئات ويضعون قوانين ثم يغيرونها بين الفينة والاخرى والقوانين الموجودة في القرآن قوانين عامة صالحة لكل زمان ومكان لا يمكن لي البشر الاتيان بمثل هذا لا قديما ولا حديث وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين فاتوا بسورة من مثله من حيث المعنى من حيث العلم حيث التشريع من حيث السبك من حيث الاخذ بالقلوب ومن حيث الامر بالتعقل والتفكر والتدبر كتاب يجمع بين مخاطبة القلوب فيأخذ بالالباب كتاب يجمع بين مخاطبة بين مخاطبة العقول فينورها ويجعلها تتفكر تتعقل يأمر بكل خير عاجل واجل وينهى عن كل شر عاجل او اجل يأمر بالعدل يأمر بالقسط يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كتاب هذا وصفه حق للمنصف ولو كان مشركا كالوليد بن المغيرة فيلسوف قريش الذي كان يسمع القرآن وقد كان عليما وانتبه لكلمة قد كان عليما بالشعر وبالنسر وبكلام العرب وكاد ان يسلم لولا تكبره وتجبره وهو الذي اشتهر عنه انه قال عن القرآن ان له لحلاوة وان عليه للطلاق وان اعلاه مثمر واسفله مغدق قرآن تجد فيه عيانا بيانا انه من علم يخاطب الانبياء مخاطبة العلي لمن هو دونه يخاطب الناس مخاطبة السيد لعبيده يا ادم يا بني ادم يا ايها الناس يا نوح يهود يا صالح مهما نتكلم عن القرآن من حيث كونه اية فالامر كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان القرآن اية من جهات متعددة وانما تكلم من تكلم من الجهة التي وصل اليه علمه او كما قال رحمه الله ولهذا وصفه الله لانه مبارك وهذا كتاب انزلناه مبارك وصفه بانه هدى وصفه بانه نور كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ووصفه بانه روح ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا كتاب ليس له مثيل في الحفظ يحفظه من لا يفهمه اكثر كتاب محفوظ في العالم في الصدور هو القرآن وعلى اوجه وقراءات متنوعة مختلفة بالاداء وهو اكثر كتاب مطبوع في العالم لا تجد بينما كتب منه في القرن الاول الهجري وما كتب منه الان وما سيكتب منه بعد الان ان اي تناقض واي اختلاس انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون هو يطبع في الصين تجد خطه ربما يكون مغايرا وهو نفسه المكتوب بالخط الكوفي ويطبع في باكستان تجد خطه مغايرا وهو نفس ما كتب بخط الرقعة تجده مكتوبا في المغرب بخط المغرب والاندلس لكنه نفس الخط مكتوب المطبوع في بلاد فارس لان الله جل وعلا قال ان علينا جمعه وقرآن علينا وليس على غيره وفي هذه المحاضرة نتحدث عن ثلاثة مسائل بصورة مختصرة المسألة الاولى وجود ما قد يزعم انه تعارض في القرآن وهذا المعنى دفعه الله جل وعلا فقال ذلك الكتاب لا ريب فيه ومن معاني لا ريب فيه اي لا شك فيه فلا يرد عليه الشك والاحتمال فان ظن ظان وجود التعارض فانه في عقله وفكره ولهذا قال جل وعلا ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وانا امثل الذي يزعم بان في القرآن تعارضا او اختلاصا برجل عاميين تعلم القراءة والكتابة باللغة الانجليزية فنظر في كتب الطب المكتوب بالانجليزية وظن التعارض وليس ذاك من تخصصه فهنا التعارض لو كان في القرآن تعارض لهب قريش واظهروا ذلك لعامة الورى من حيث العموم ولاهل القرى اهل مكة من حيث الخصوص لكنا نجد انهم فزعوا الى سيوفهم لانهم لم يستطيعوا ان يجدوا تناقضا في شرع الله عز وجل فضلا عن ان يجدوا تناقضا في القرآن الكريم ومن هنا لابد ان ندرك ان اي اختلاف بين اية واخرى او اية ضاد بين مدلول اية واخرى لابد ان يجزم المؤمن ان ذلك بسبب قصور بصيرته بسبب قصور بصيرته فهو كالمصاب في عينه يرى الشيء شيئين او يرى العمود المستقيم من معوجة او يرى الشيء الواضح مغبرا فليس العيب فيما وضح ولا في العمود المستقيم وانما العيب في عينه واذا كانت الاعين تخدعو اصحابها بالعلل فان البصائر تنخدع بالعلل الواردة عليها لا سيما على من لم يعتبر بالسنة اهتداء ولم يعتصم بالهدي النبوي بالهدي النبوي اهتداء ولهذا نجد ان الصحابة رظوان الله تعالى عليهم لما يقرأون القرآن نجد ان اشكالاتهم في القرآن قليلة ونادرة والسبب في ذلك قوتهم العلمية وفصاحتهم البلاغية ولغتهم السليقية دفعت عنهم هذه التوهمات التي توهمها من جاء بعدهم من الخليقة سواء كانوا من اهل البدعة والظلالة او من اهل الكفر والانحلال او من اهل الالحاد ولنضرب مثلا بما قد يتوهم فيه الخلاف والاختلاف والتضاد من قبل بعض الناس زعم بعض النصارى من رهبان وغيرهم ان القرآن فيه دلالة على الثالوث عياذا بالله فقيل له واين ذلك قال اليس في القرآن انا ونحن فهذا يدل على الجمع والجمع ثلاث هذا اقله فهذا الرجل ومن على شاكلته نظر بعين عوراء الى اية او كلمة موافقة لما في قلبه فقدمها على صريح القرآن انما الهكم اله واحد قل هو الله احد ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وهو الواحد القهار و وجد من الخوارج في زمن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما من قد توهم الاختلاف وجد في زمن ابن عباس من قد توهم الاختلاف؟ فقال بعض الخوارج لابن عباس ان في القرآن في يوم كان مقداره خمسين الف سنة وفي موضع اخر في يوم كان مقداره الف سنة وهنا لابد لطالب العلم ان ينتبه ان الحديث في جهتين لا يتصور فيهما التعارض وان الحديث في موضوعين لا يتصور فيهما التعارف وانما التعارض يكون اذا كان الكلام في جهة واحدة فلو قال فلو قرأنا في القرآن واقيموا الصلاة واقيموا الصلاة وقرأنا في القرآن كتب عليكم الصيام ثم قرأنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فهذا ليس تعارض لان صلي قائما واقيموا الصلاة في حال وصلي قاعدا في حال كتب عليكم الصيام في حالة الصحة والاقامة ويجوز الفطر لمن مرض او سافر اذا هذا ليس بتناقص وهكذا لما يخبر الله جل وعلا عن الكفار انهم لا يتكلمون يوم القيامة ويخبر في موضع اخر انهم يقولون ويتكلمون هذا ليس تناقضا لان ظرف القيامة ليس لحظة واحدة لا يتصور فيه الا كلام واحد فهم لا يتكلمون في وقت ويتكلمون في وقت اخر يسكتون في وقت ويؤمرون بالنطق في مكان اخر لا يسألون في وقت ويسألون في موضع اخر وهنا لابد ان ندرك ان ما قد يوهم الاختلاف هو نوع من انواع المتشابه والواجب على العامي والمثقف ما هو مشكل مطلقا وانما المشكل الموجود هو من وجه دون وجه او بحق بعظ الناس دون بعظ فليس في القرآن الكريم بل ولا في الشرع ما يعارض العقل الصحيح وليس في القرآن الكريم بل ولا في الشرع ما يعارض الذوق السليم وليس في القرآن الكريم بل ولا في الشرع ما يعارض الحس الصادق ولذلك نجد ان علماء الاسلام قديما واحدا الفوا مصنفات في مشكل القرآن او ما قد يتوهم منه ومن اوائل هؤلاء الامام احمد رحمه الله في الرد على الجهمية فانه ذكر ايات اشكلت عليهم وبين المراد منها ثم سار على منواله تلميذه واحد كتاب اهل السنة وخطبائهم العلامة ابن قتيبة الدينوري رحمه الله والف كتاب تأويل مشكل القرآن وهذا الكتاب اذكر اني قرأته قديما بعد كتاب الصابوني ووجدته من انفع الكتب تأويل كتاب تأويله مشكل القرآن لابن قتيبة الدينوري رحمه الله والف ابو الحسن الطبري صاحب الاشعري كتابا بعنوان مشكل الايات وهكذا ابن فورك وابن دروسته وين ومن انفع واجمع ما كتب في هذا الباب كتاب شيخ الاسلام الذي طبع بعنوان تفسير ايات اشكلت للشيخ الاسلامي ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن المتأخرين شيخ مشايخنا العلامة المفسر اللغوي البارع المفوه محمد الامين الشنقيطي رحمه الله صاحب الاضواء قد الف كتابا جميلا وهو موجود مطبوع ضمن ومع تفسيره المعروف وهو بعنوان اعني كتابه في مشكل القرآن او فيما قد يتوهم فيه التعارض دفع ايهام الاضطراب عن اي الكتاب دفع ايل اعتراض عن اية الكتاب دفع ايهام الاضطراب عن اية الكتاب وقد وقفت لك على كلمة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه قال لخصومه مرة امهلكم سنة على ان تأتوا بشيء يخالف ما كتبته في العقيدة يعني به الواسطية وهذه الكلمة اعجبتني وكنت اسمع شيخنا ابي شيخنا اه ابي زكريا رحمه الله تعالى اسمع من شيخنا بزكريا عبد السلام الرستمي صاحب التفسير المعروف انه كان يقول انا اتحدى اي انسان ان يأتي باية لا استطيع الجمع بينها وبين الاية الاخرى وهذا حق لا مرية فيه فليس بين كتاب الله بين ايات كتاب الله المنزل اي تعار بل هذا الكلام انا اقوله لا يوجد تعارض بين القرآن والسنة ونحن نثق تماما ان الحديث الصحيح لا يمكن ان يعارض مدلول الايات ابدا فضلا عن منطوقها وذلك لان القرآن تنزيل من حكيم حميد انه اوحينا اليك وحي من الله والسنة وحي من الله لنبي وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى انتقل الى مسألة اخرى وهي مسألة وجود المتشابه في القرآن فان بعض المغرضين والمعرضين ينكتون على القرآن ويتكلمون لماذا يوجد التشابه بالقرآن الكريم وهذه المسألة اعني وجود التشابه في القرآن الكريم لابد من تجليه ومن فهمه على وجهه ومعرفة الاعتقاد الصحيح فيه وذلك على النحو الاتي اولا لابد ان نعتقد ان القرآن كله محكم فالله جل وعلا وصف كتابه كله بالمحكم فقال سبحانه كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم عليم اذا هو كتاب مفصل محكم ولاحكام ها هنا بمعنى الاتقان والبلاغة وبمعنى كونه اية ومعجزة وبمعنى كونه لا يوجد فيه ما يخالف الحق والواقع والاحكام ايضا فيه انه متقن فاوامره على منوال واحد لا يمر بامر ثم يناقضه ولا ينهى عن شيء ثم يناقضه وايضا لابد ان نعتقد ان الله وصف القرآن كله بانه متشابه وهذا الوصف من حيث ان حروف القرآن متشابهة ومن حيث ان كلمات القرآن متشابهة ومن حيث ان ايات القرآن متشابهة لكن مدلولاتها متنبهة وهذا وجه من اوجه الاعجاز ان الحروف والكلمات والسبك والعبارات واحدة ومع ذلك لا نجد اختلافا في المدلول وساضرب لكم مثلا على ذلك لو قلنا لشخص ما قص لنا قصة قصة فلان فقصها علينا وسجلناها ثم قلنا له قص علينا هذه القصة من وجه اخر فبمجرد ما ان يقصه بطريقة اخرى الا وتجد فيه التناقض لان هذا هو حال البشر اما القرآن المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم تجد ان القس الواحد مثل قصة موسى عليه السلام وهي اكثر قصة في القرآن كررت لا تجد بينها تناقضا ابدا مع ان المخبر والمحور واحد فهذا من اوجه التشابه وايضا القرآن متشابه يشبه بعضه بعضا في الاحكام يشبه بعضه بعضا في الاتقان وهناك تقسيم اخر لابد ان ننتبه وقد ذكر الله ذلك في القرآن ذكر انه كله متشابه كما قال مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم بكر مكررات متشابهات ووصف بعضه بالمحكم والبعض الاخر بالمتشابه وهنا يأتي الاعتراظ من بعظ الناس لماذا لم يكن القرآن كله محكما بمعنى يفهمه العلماء وعلى وجه واحد لا يختلفون في كما قال جل وعلا هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب الاصل والاكثر واوخر متشابهات اما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منهم ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله اذا القرآن الاصل فيه الاحكام وهو الذي لا يحتمل الا معنى واحد والبعض فيه متشابه والتشابه فيه لحكم التشابه في القرآن الكريم لحكم عظيمة لابد ان ندرك انها لحكم و هذا التشابه قد يكون في الاسماء المشتركة مثل كلمة العين جاءت في القرآن الكريم اطلاق العين على الباصرة وجاز القرآن الكريم اطلاق العين على مياه نابعة هذا تشابه لكن اشهابه نسبي بالاسماء المشتركة لابد منها ولا يوجد في القرآن متشابه مطلق ابدا كذلك في القرآن الكريم من التشابه ما قد يوجد في الاسماء متواطئة فجاي اطلاق كلمة النور على القرآن وجاي اطلاق كلمة النور على الشمس وجاي اطلاق كلمة النور على النار وجاي اطلاق كلمة النور على النبي صلى الله عليه وسلم وجاء اطلاق كلمة النور على الايمان وجاهد اطلاق كلمة النور على الملائكة خلقوا من نور كما في الحديث وجاي اطلاق كلمة النور على الرب جل وعلا. الله نور السماوات فهذا يفهمه الراسخون في العلم. كما قال جل وعلا فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم على قراءة الوقف على كلمة العلم وفي القرآن الكريم من المتشابه ايضا الناسخ والمنسوخ ويعلمه الراسخون في العلم والوعد والوعيد فمثلا قد يقرأ من قل فقهه او اساء فهمه قول الله جل وعلا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه الاية فيقول ان قاتل النفس كافر مخلد في النار مع ان هذا الكلام قاتل النفس كافر لم يقله احد من السلف حتى ابن عباس المشهور عنه انه لا يرى لقاتل النفس توبة لم يقل عنه كافة وانما قال ليس له توبة يعني يؤاخذ على جريرة هذا الذنب هذه الاية ومن يقتل مؤمنا متعمدا يفهمه علماء الراسخون في العلم من اهل التفسير والحديث والفقه لان المقصود من يقتل مؤمنا متعمدا اي من الكفار فمن من الفاظ العموم مراد به الكفار وتفسير اخر مروي وهو معروف عن بعض علماء التفسير ومن يقتل مؤمنا متعمدا انه ان كلمة مؤمنا مقصودة اي مستحلا دمه لانه مؤمن وهو لم يقتله لانه عدو انما قتله لانه مؤمن فلا شك ان الانسان اذا قتل انسان لكونه مؤمنا هذا مستحل قتله فيخلد في النار اما لو قتله لانه يرى عداوته وليس لكونه يستحل دمه ولا تأويل عنده فهذه مسألة اخرى. اذا يتصور ووجود الاشكال في الوعد والوعي وكذلك في المجمل والمبين و هناك نوع لا يفهمه حتى الراسخون في العلم من التشابه وهو كيفيات ومآلات الاخبار كيفية وقوع الاخبار الغيبية الاخروية فمثلا الراسخون في العلم فضلا عمن دونهم يقرأون قول الله جل وعلا يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش فيقولون كيفية وقوع هذا الامر غيب مطلق لا يعلمه الا الله كيف يصبح الانسان الذي وزنه من الاربعين فما فوق كالفراش المبزوز كيف تصبح هذه الجبال الصم الثقال كالعهن المنفوش يقولون هذا من المتشابه المطلق كيفيات وقوع مآلات الاخبار الغيبية ولهذا قال جل وعلا هل ينظرون الا تأويلا يوم ياتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل وقد جاءت رسل ربنا بالحق فلما يقع التأويل الغيبيات يتذكرون حينئذ معاني الايات وايضا من المتشابه المطلق كيفيات صفات الباري جل وعلا فالمسلم يقرأ في القرآن ان الله جل وعلا خلق السماوات والارض كيف خلقهما لا يعلم الا بالقدر الذي اخبره الله لماذا؟ لانه خلق فعله الفعل صفته والصفة الرب جل وعلا لا يمكن الاحاطة بكيفياته لا يمكن الاحاطة بكيفيات صفات الله جل وعلا يقرأ قول الله جل وعلا وجاء ربك والملك صفا صفا يسهم معنى المجيء ويفسره بانه بمعنى كم او بمعنى او مد او بمعنى قال ولكن لا يفهم كيف جاء لانه صفة للرب جل وعلا غيب فلا يخوضون في كيفيات الصفة ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اذا التشابه المطلق لا يعلمه احد الا الله جل وعلا اما التشابه النسبي فيعلمه العلماء الراسخون في الهجرة فالواجب على المسلم ان يعتقد ان القرآن مشتمل على المحكم وهو الاصل فيه ومشتمل على شيء من المتشابه فيقبله نصا ويتوقف في حكمه حتى يتبين مراده ان كان امرا او نهيا او يترك الخوض فيه ان كان خبرا والمذهوم بتتبع المتشابه هو من يتتبعه لا للعمل به بل لايجاد الفرقة او للتلط للتطلع لما يجب التوقف فيه من الغيبيات وهذا من علامات اهل البدع فتارة يحرفون وتارة يعرض كما قال جل وعلا فاما الذين في قلوبهم زيل فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء التوحيد ونحن نجيب على من يقول لماذا وجد المتشابه في القرآن فنقول انما جيء بالمتشابه في القرآن لاجل الامتحان لاجل الابتلاء فلو كان القرآن كله محكم لم يتصور وجود الخلاف والله سبحانه وتعالى قادر كما جعل اصل القرآن واكثره محكما ان يجعله كله محكما لكن لم يفعل سبحانه وتعالى لحكمة الابتلاء ولتمايز الناس في العلم فالراسخون في العلم يعلمون المتشابه النسبي وغيرهم لا يعلمون ولهذا نقول ان الله جل وعلا قادر على ان يلزم الناس بالايمان كما قال جل وعلا انا سننزل عليهم من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاضعين فلما لم يلزمهم بالايمان وانما رغبهم ورهبهم علمنا ان ذلك الاختبار كذلك جل في علاه وقادر يجعل القرآن كله محكما وجعل فيه بعض المتشابه للامتحان ويتمايز المؤمن الموقن من المنافق المرتاب يتميز من يستسلم لربه جل في علاه ومن يترك المحكمات لاجل المتشابهة وهنا اجد ميم مضطرا ان اختم فاقول ان عامة الناس الذين يقرأون القرآن لا يشعرون بوجود المتشائم وذلك اما لقوة ايمانهم واما لانهم ليسوا من اهل العلم وانما من اهل التلاوة والاماني وانما الذين يعرفون او يرد ترد عليهم المتشابهات هم الذين صاروا مدعين للعلم او من انصاف العلماء فترد عليهم المتشابهات والمشكلات ولا يعرفون الاجوبة عن الايات هذا الذي ووسع الوقت في بيانه نكتفي اليوم بهذا القدر ان شاء الله ونكمل في الغد ما يتعلق اه تساؤلات اخرى حول القرآن الكريم. نسأل الله جل وعلا ان يزيد في ايماننا وان يثبتنا على ديننا وعلى سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته