ندخل في رسالة جديدة وهي رسالة عظيمة في نقد القومية العربية على ضوء الاسلام والواقع وهي في الحقيقة من الرسائل القديمة التي الفها الامام مفتي الانام الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى ابان ما يسمى بالقومية العربية او الناصرية او البعثية فهذه رسالة نافعة وهكذا اهل السنة وائمتهم في كل زمان ومكان هم الذين ينشرون السنة ويحذرون الناس من البدعة ويأمرون الناس بالاجتماع على الكتاب والسنة يحذرون الناس من النعرات الجاهلية كما في هذه الرسالة المباركة التي بين ايدينا نسأل الله عز وجل ان يبارك لنا في الوقت وان يتمم لنا العلم النافع والعمل الصالح. نعم قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فلا يشك فلا يشك مسلم له ادنى بصيرة. للتاريخ الاسلامي في فضل المسلمين وما قاموا به من حمل الرسالة من حمل رسالة الاسلام في القرون المفضلة وتبليغ كافة الشعوب والصدق في الدعوة اليه واجتهاد لنشره دفاعا وتحمل مشاق العظيمة في ذلك حتى اظهرها الله على ايديهم وخفقت رايته في غالب المعمورة وشاهد العالم على ايدي الدعاة الاسلام في صدر الاسلام اكمل نظامه اعدل حاكم. ورأوا في الاسلام كل ما يريدون ينشدون من خير الدنيا والاخرة ووجدوا في الاسلام تنظيم حياة سعيدة كفل لهم العزة والكرامة والحرية من عبادة العبيد وظلم المستبدين والولاة الغاشمين وجدوا في ذلك تنظيم علاقتهم بالله سبحانه آآ بعبادة عظيمة تصلهم الى الله وتطهر قلوبهم من الشرك والحقد والكبر وتغرس فيها غاية الحب لله وكمال الذل له والتلاذب بمناجاته وتعرفهم بربه وبانفسهم وتذكرهم بالله وعظيم حقه وكلما كلما غفلوا او كادوا يغفلوا او كادوا ان يغفلوا وجدوا في اسلامي تنظيم علاقتهم برسوله صلى الله عليه وسلم وماذا يجب عليهم من حقه والسير في سبيله وجدوا في الاسلام ايضا تنظيما للعلاقات التي بين الراعي والرعية وبين من الرجل واهله وبين الرجل واقاربه من الرجل واخوانه المسلمين وبين المسلمين والكفار بعبارات واضحة واساليب جلية ووجدوا من الرسول صلى الله وسلم من الصحابة واتباعه باحسان تفسير ذلك باخلاقهم الحميدة واعمالهم المجيدة فاحب الناس الاسلام وعظموه ودخلوا فيه افواجا وادركوا فيه كل خير والطمأنينة وصلاح واصلاح والكلام في مزايا الاسلام وما اشتمل عليه من احكام سامة واخلاق كريمة تصلح القلوب وتؤلف بينها وتربطها برباط برباط وثيق من المودة في في الله سبحانه والتفاني في نصر دينه والتمسك بتعاليم التواصي بالحق والصبر عليه لا ريب ان الكلام في هذا الباب يطول والقصد في هذه الكلمة الذي قد سبر احوال العالم وعرف نتائجها. نعم الشيخ سماه العالم العربي لانه يتكلم بلغة العرب والا فان ابو الحسن النبوي الحسني هو من الهند ولادة والا فهو عربي اصلا وعربي لغة الاشارة الى ما حصل على ايدي المسلمين من العرب في صدر الاسلام من الجهاد والصبر وما اكرمهم الله به من حمل المشعل للاسلام مشعل مشعل الاسلام احسن الله اليك وما اكرمهم الله به من حمل مشعل الاسلام الى غالب المعمورة وما حصل للعالم من الرغبة في الاسلام والمشارة الى الدخول فيه لما اشتمل عليه من الاحكام الرشيدة السمحة والتعريف بالله سبحانه وباسمائه وصفاته وعظيم حقه على عباده ولما اتصل به حملته والدعاة اليه من تمثيل احكام الاسلام في اقوالهم واعمالهم واخلاقهم حتى صاروا بذلك خير امة اخرجت للناس وحققوا بذلك معنى قوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. ومعنى الاية كما قال ابو هريرة رضي الله كنتم خير امة للناس كنتم خير الناس للناس لا يشك مسلم في قد عرف ما كان عليه المسلمون في صدر الاسلام فيما ذكرناه فهو من الحقائق المعلومة بين المسلمين يجب على المسلم ايا كان شرقا وغربا ان يعتقد اولا فضل العرب من جهة كون خاتم النبيين من العرب ومن جهة كون الصحابة رضوان الله عليهم من العرب ومن جهة كوني هذا الدين حمله واول حملته هم من العرب ولولا جهادهم وصبرهم واصطفاء الله لهم لما وصلين الى الاسلام هذا امر لا بد من تقرره وهذا المعنى ينكره الشعوبيون من المجوس والنصارى واليهود وان اسلموا او ادعوا الاسلام والناس في هذا الباب صاروا ثلاثة طوائف طائفة اظهرت العنصرية للعربية بعيدة عن الاسلام. وهذه الرسالة في الرد على هؤلاء. وطائفة شعوبية اظهرت عصبية الجنس غير العرب من الفارسية او الرومية او في عصرنا اليوم الغربية او الشرقية وهؤلاء ضد هؤلاء واما اهل الاسلام واهل الانصاف من العرب والعجم فهم يعرفون فضل الصحابة وفضل العرب فضل اللغة التي نزل بها القرآن الكريم فضل المكان الذي نزل فيه القرآن الكريم فضل المكان الذي فيه الحرمان الشريفان فضل المكان الذي فيه بيت المقدس فهم يعلمون هذه الحقائق لكن لا يتعصبون لجنس وانما لغة القرآن لغة الدين لغة العربية لغة الدين واما جنس العرب يعني انسابهم فهذه مسألة اخرى. نعم قال رحمه الله ولا يشك ولا يشك مسلم في مال المسلمين غير العرب من الفضل والجهاد المشكور في مساعدة اخوانهم من العرب المسلمين في نشر هذا الدين والجهاد في اعلاء كلمته وتبريره سكان المعمورة شكر الله للجميع وسعيهم جليلا وجعل من اتباعهم باحسان انه على كل شيء قدير. يعني لا يجوز ان ينكر فضل العجم الذين دخلوا في الاسلام ونشروا الدين من امثال الامام ابي حنيفة رحمه الله فانه من ابناء كابل الاحرار من بني فارس كذلك من امسال العلامة سيبويه امام اللغة. كذلك من امثال الامام البخاري امام المحدثين فانه من بخارى كذلك الامام ابو داوود من سجستان من البلوش كذلك الامام الترمذي من ترمذ من بلاد اوزباكستان لذلك الامام ابن ماجة القزويني من غزوي كذلك الامام النسائي من نساء وغيرهم. نعم قال رحمه الله واما الذي وانما الذي ينكر اليوم يستغرب صدور عن كثير من ابناء الاسلام العرب انصرافهم عن الدعوة الى هذا الدين العظيم الذي رفعهم رفعهم الله به واعزهم بحمل رسالته وجعلهم ملوك الدنيا وسادة العالم لما حملوا لوائه في سبيله بصدق واخلاص حتى فتحوا الدنيا وكسروا كسرى. وقصروا قيصر واستولوا على خزائن مملكتيهما وانفقوها في سبيل الله سبحانه. وكانوا حين ذاك في غاية من الصدق والاخلاص والوفاء والامانات والتحابي في الله سبحانه والمؤاخاة فيه لا فرق عندهم بين عربي واعجمي لا بين احمر واسود ولا بين غني وفقير ولا بين شرقي وغربي بل هم في ذلك اخوان متحابون في الله متعاونون على البر والتقوى مجاهدون في سبيل الله مصابرون على الاسلامي لا تأخذون في الله لومة لائم يوالون في الاسلام يوعدون فيه ويحبون فيه ويبغضون فيه ولذلك كفاهم الله مكائد اعدائهم وكتب لهم النصر في جميع ميادين الجهاد كما وعدهم الله بذلك في كتابه المبين حيث يقول سبحانه وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله وينصركم ويثبت اقدامكم. ثم بعد هذا الشرف العظيم والنصر انزل من المولى سبحانه ولعباده المؤمنين من العرب وغيرهم نرى نفرا من ابنائنا يخدعون يخدعون بالمبادئ المنحرفة ويدعون ويدعون الى غير الاسلام كأنهم لم يعرفوا الاسلامي وما حصل لاسباب من الاسلام من العزة والكرامة والمجد والشامخ والمجتمع القوي الذي كتبه الله لاهل الاسلام الصادقين. حتى ان عدوهم يخافهم وهو عنهم في سيرة شهر هؤلاء يتناسوا هذا المجد المؤثر والعز العظيم والملك الكبير الذي ناله المسلمون بالاسلام فصار هؤلاء الابناء يدعون الى التكتل والتجمع حول القومية العربية يعرفونها بانها اجتماع يعرفنا احسن الله اليك. ويعرفونها بان اجتماعا وتكاتف لتطهير البلاد من العدو المستعمر لتحسين المصالح المشتركة سعادة المجد السليم. وقد اختلف الدعاة اليها في عناصرها فمن قال فمن قائل انها الوطن آآ والنسب واللغة العربية ومن قائل انها اللغة فقط من قائل انها اللغة مع المشاركة في الالام والامال من قائل غير ذلك. اما الدين فليس من عناصره عند اساطينهم والصلحاء منهم. وقد صلح كثير بان الدين لا دخل في ومن صلح بعضهم انها تحترم الاديان كلها من الاسلام وغيره وهدفها كما يعلم من كلامهم والتكتل والتجمع والتكاتف ضد الاداء لتحصيل المصالح المشاركة كما سلف ولا ريب بان هذا غرض النبي هو قصد جميل فاذا كان هذا هو الهدف ففي الاسلام من الحث على ذلك والدعوة اليه وايجاد التكاتف والتعامل النصر الاسلامي وحمايته من كيد الاعداء وتحصينه ولتحصيل القوم الى المصالح المشتركة. ما هو اكمل واعظم مما يرتجى من وراء القومية ومعلوم عند كل ذي لب سليم ان التكاتف والتعاون على الذي مسطره القلوب الايمان بصحة الهدف وسلامة العقل في الحياة ويبادر الممات كما في الاسلام الصحيح اعظم من التعاون والتكاتف على امر اخترعه البشر ولم ينزل به وحي السماء ولا تؤمنوا ولا تؤمن عاقبته لا في الدنيا ولا في الاخرة وايضا التكاتف والتعاون الصادر عن ايمان بالله وصدق في معاملته ومعاملة عباده مضمون له النصر وحسن العاقبة كما في الايات الكريمات التي يسلكنا ذكرها بخلاف ما بخلاف التكاتف والتعاون المبني على فكرة جاهلية تقليدية لم يأت بها شرع ولم يضمن لها النصر وهذا كله على سبيل الدعاة القومية والرغبة في ايضاح الحقائق لطالب الحق والا فمن اخبر فمن فمن خبر احوال القوميين وتدبر مقالتهم واخلاقهم واعمالهم فعرف ان غرض الكثيرين منهم من الدعوة الى امم اخرى يعرفها من له ادنى بصيرة بالواقع واحوال المجتمع من تلك الامور فصل الدين عن الدولة واقصاء احكام الاسلام عن المجتمع ولا والاعتياض عنها بقوانين وضعية ملفقة ملفقة من قوانين شتى واطلاق الحرية للنزاعات الجنسية والمذاهب الهدامة لا بلغهم اللهم لا مولاهم ولا ريب ان دعوة تفضي الى هذه الغايات يرقص لها الاستعمار طلبا ويساعد على وجودها ورفع مستواها وان تظاهر بخلاف ذلك تغريدة للعرب عن دينهم وتشجيعا لهم على الاشتغال بقوميتهم والدعوة اليها والاعراض عن دينهم. ومن زعم من دعاة القوميين الذين ان الدين من عناصرها فقد يعني اول من دعا الى العربية وعرف برفع لوائه هو رجل من رجال المستعمرين وتربى تحت انظار المستعمر الفرنسي رجل من اهل سوريا يقال له ميشيل عفلق فدعا الى القومية العربية ثم تلقفها واسس حزبا بعثيا بين الشام والعراق ومصر رفظت السعودية ودول الخليج الانضواء تحت هذا الحزب لانهم علموا انه تسلخ عن الدين تحت مسمى القومية العربية حتى قال شاعرهم آآ اهلا وسهلا بعروبة يجمع بيننا وبعدها اهلا وسهلا بجهنم نسأل الله السلامة والعافية. نعم ومن زمن من الدعاة القومية ان الدين من عناصرها فقد فرض اخطاء على القوميين وقال عليهم ما لم يقولوا ان الدين يخالف اسسهم التي بنوا القومية عليها ويخالف صريح كلامهم يباين ما يقصدون من تكثير العرب على اختلاف اديانهم تحت راية القومية. ولهذا تجد من من يجعل الدين من العناصر القومية يتناقض في كلامه فيثبتوا تارة في تارة. وما ذلك الا انه لم يقله عن عقيدته والايمان وانما قاله مجاملة عن الاسلام او عن جهل بحقيقة قومه ووالدته وهكذا قول من قال انها تختم الاسلام وتسانده وكل ذلك بعيد عن الحقيقة الواقع وانما الحقيقة انها تنافس الاسلام وتحاربه في عقر داره وتطلب بعض خصائصه ترويجا لها وتلبيسا او جهلا وتقليدا. ولو كانت الدعوة الرقمية يراد منها الاسلام وحماية شعائره كرس القوميون جهدا في الدعوة اليه ومناصرتهم وتحكيم دستوري النازف من فوق سبع سماوات ولبادروا الى التخلق باخلاقه والعمل بما يدعو اليه وابتعدوا عن كل ما طالبوا لانه الاصل الاصيل والهدف العظيم. والهدف الاعظم لانه سبيل من سار عليه واستقام عليه وصل الى شاطئ السلامة وفاز بالجنة والكرم ومنحاز عن سبيله باع بالخير الندم وخسروا الدنيا والاخرة فلو كان دعاة القوم يقصدون بدعوتهم اليها تعظيم الاسلام وخدمتها ورفع شأنه لما اقتصروا على الدعوة للخادم دون المخدوم ويكرسوا لهذا الخادم وجودهم وغضبوا من صوت دعاة الاسلام اذا دعوا اليه نحذر مما يخالفه ويقف حجرا في طريقه ولو كان لو كان دعاة القومية يريدون بدعوتهم اعلاء كلمة الاسلام واجتماع فعلينا ننصح العرب ودعوهم الى التمسك بتعاليم الاسلام وتنفيذ احكامهم ولشجعوهم على نصر ودعوة الناس اليه فان العرب اولى الناس بان ينصروا الاسلام ويحموهم من مكائد الاعداء ويحكموه فيما شجر بينهم. ويحكموه فيما شجر بينهم. كما فعل اسلامهم لانه كما فعل اسلافهم لانه عزهم وذكرهم ومجدهم. كما قال الله تعالى لقد انزلنا اليكم كتابا لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم افلا تعقلون. وقال فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم وانه لذكر لك لقوم خسبل فتسألون العرب اولى الناس بحمل رسالة الاسلام لانهم يفهمون القرآن ليسوا بحاجة الى من يترجم لهم ولذلك الكفار من العرب الجرم عليهم اشد ولا النصارى من العرب الاثم عليهم اعظم القرآن بين ايديهم يفهمونه واليهود من العرب اشد لانهم يقرأون القرآن يفهمونه فالعرب اولى الناس بحمل رسالة الاسلام. كما قال معاوية رضي الله عنه يا معشر العرب لان انتم لم تقوموا بهذا الدين فغيركم اجدر الا يقوم به نعم واذا عرفت ايها القارئ ما تقدم فاعلم ان هذه الدعوة تعني الدعوة الى القومية العربية احدثها الغربيون من النصارى لمحاربة الاسلام والقضاء عليه في داره بزخرف من القول وانواع من الخيال واساليب من الخداع. فانت الان قال كثير من العرب من اعداء الاسلام واغتر بها كثير من الاغمار من قلدهم من الجهال. وفرح بذلك ارباب الالحاد وخصوم الاسلام في كل مكان ومن المعلوم من دين الاسلام بالضرورة ان الدعوة الى القومية العربية وغيرها من القوميات دعوة باطلة وخطأ عظيم. ومنكر ظاهر وجاهلية وكيد يسافر للاسلام اهله وذلك لوجوه الاول ان الدعوة الى القومية العربية تفرق بين المسلمين وتفصل المسلم العجمي عن اخيه العربي وتفرق بين العرب وانفسهم لانهم كلهم ليسوا ليسوا يرتضونها وانما يرضاها منهم قوم دون قوم فكل وكل فكرة تقسم المسلمون وتجعلهم احزاما فكرة باطلة تخالف مقاصد الاسلام وما يرمي وذلك لانه يدعو الى الاجتماع والوئام والتواصي بالحق والتعاون مع البر والتقوى كما يدل على ذلك قوله سبحانه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمتي اخوان كنتم على شفاه حفرة من الان فانقذكم منها كذلك ليبين الله لكم ايات لانكم تهتدون. وقال تعالى هو الذي ايدك بنصب بالمؤمنين والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم. وقال تعالى منيبين اليه واتقوا واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين. من الذين كان شيئا كل حزب بما لديهم فرح. فانظر ايها المؤمن الراغب في الحق كيف يحارب الاسلام والتفرق والاختلاف ويدعو الى الاستماع والئام والتمسك بحبل الحق والوفاء والوفاة عليه تعلم بذلك ان اهداف القومية غير هذا في الاسلام وان مقاصدها تخالف مقاصد الاسلام ويدل على ذلك ايضا ان هذه الفكرة تعني الدعوة الى القومية العربية وردت الينا من اعدائنا الغربية وكادوا بها المسلمين ويقصدون من ورائها فصل بعضهم عن بعض وتحطيم كيانهم وتفريق شملهم على قاعدتهم المشؤومة فرق تسد. وكما نعلم من الاسلام واهله في هذه القاعدة النحيسة مما يحزن القلوب ويدمي العيون الغرب اه قعدوا طبقوا هذه القاعدة الانجليزية الخبيثة فرغ تسد فصاروا يؤسسون ويخترعون ويحيون نعرات جاهلية وتحزبات قومية عربية قومية فارسية قومية هندية قومية تركية ثم بعد ذلك يؤسسون الاحزاب حزب كذا وحزب كذا وحزب كذا ويؤسسون بعد ذلك الطرق طريقة نقشبندية سارة وردية شيشتية رفاعية كل هذا بسبب ماذا بسبب هؤلاء الغربيون الذين يريدون من وراء ذلك تفرقة المسلمين. نعم قال رحمه الله وذكر كثير من مؤرخي الدعوة الى القومية العربية ومنهم مؤلفوا الموسوعة العربية ان اول من دعا الى القومية العربية في اواخر القرن التاسع عشر من ميلاده هم الغربيون على ايدي بعثات تبشير في سوريا ليفصلوا الترك عن العرب ويفرقوا بين المسلمين ولم تزل الدعوة اليها بالشام والعراق ولبنان تزداد وتنمو. حتى عقد لها اول مؤتمر في باريس من نحو ستين سنة يعني اول مؤتمر القومية العربية في باريس ما معنى هذا معناها ان الاحتلال الفرنسي لسوريا ولبنان هي الراعية للقومية العربية. نعم وذلك عام عشر وتسعمئة والف للميلاد وكثرت بسبب ذلك الجمعيات العربية وتعددت الاتجاهات فحاولوا الاتراك اخمادها باحكام الاعدام التي نفذها جمال باشا في سوريا ذلك الوقت الى اخر ما ذكروا فهل تظن ايها القارئ ان خصوم الاعداء يسعون في مصالحهم بابتداعهم الدعوة الى القومية العربية وعقدوا المؤتمرات لها وابتعاث المبشرين بها؟ لا والله انهم لا يريدون خيرا ولا يعملون من صالح انما يعملون ويسعون لتحطيمنا وتمزيق شملنا والقضاء على ما بقي من ديننا وكفى بذلك دليلا لكل ذي لب على ما يراد من وراء الدعوة القومية العربية وانها معول معول غربي استعمالي استعماري يراد به تفريقنا ويبعدنا عن ديننا كل كما سلف ومن العجب الذي لا ينقضي ان من شبابنا وكتابنا الهمهم الله رشدهم خفيت عليهم هذه الحقيقة حتى ظنوا ان التكتل والتجمع حول القومية العربية والمناصرة لها انفع للعرب وضرر العدو من التجمع والتكتل حول الاسلام قصدت هذا بلا شك ظن خاطئ واعتقاد غير مطابق للحقيقة نعم لا شك انه يحزن المستعمر ويقلق راحته كلها تجمع وتكتل ضد مصلحته ولكن خوفه من التجمع والتكتل بحول الاسلام اعظم واكبر. لذلك رضي بالدعوة الى القومية العربية وحفز العرب اليها ان يشغلهم بها عن الاسلام وليقطع بها صلتهم بالله سبحانه. لانهم اذا فقدوا الاسلام حرموا ما ضمنه الله لهم من النصر. الذي وعدهم به في ايتين سابقتين وفي قوله تعالى ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. الذين من مكناهم في الارض واقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف. ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. ومعلوم عند عند جميع الوقائع انه اذا كان لابد من احد ضررين فارتكاب الادنى منهما او لا حذرا من الضرر الاكبر وقد دل الشرع والقدر على هذه القاعدة وقد عرفها المستعمر وسلكها وقد عرفة المستعمر وسلكها في هذا الباب وغيره فتنبأ اخي واحذر من واحذر مكائد الشيطان والاستعمار واوليائهما تنجو من ضرر من ضرر عظيم وخطير كبير وعواقب سيئة عافاني الله واياك والمسلمين من ذلك. يا الله ومما تقدم يعلم يعلم قارئ اليقظ ان الدعوة الى القومية العربية كما انها اساءة للاسلام ومحاربة له في بلاده فهي ايضا اساءة للعرب بانفسهم والجناء عليهم لكونها تفصيلا عن الاسلام الذي هو مجدهم الاكبر وشرفهم الاعظم مصدر عزهم وسيادتهم على العالم فكيف يرضى يرضى عربي عقلا بدعوة هذا شأنه وهذه غايتها وقد احسن ولقد احسن الكاتب الاسلامي الشهير ابو الحسن النبوي في رسالته المشهورة اسمعوها مني صريح ايها العرب حيث يقول في صفحة حيث يقول فمن المؤسف المحزن المخجل ان في هذا الوقت في العالم العربي رجال يدعون الى القومية العربية المجردة من العقيدة والرسالة الى قطع صلة ان اعظم نبي عرفه تاريخ الايمان وعن اقوى شخصية العالم عن عن امتن رابطة روحية تجمع بين الامم والافراد والاشتات. انها جنية قمية تبز جميع الجرائم القومية التي سجلها تاريخ هذه الامة وانها حركة تهدم وتخرب. وانها حركة هدم وتخريب تفوق جميع الحركات الهدامة المعروفة بالتاريخ وانها خطوة حاسمة مشؤومة في سبيل الدمار القومي والانتحار الجماعي انتهى. فتأمل ايها القارئ كلمة هذا العالم العربي الحسني الكبير نعم فتأمل ايها القارئ كلمة هذا العالم العربي الحزين الذي قد سبر احوال العالم وعرف نتائج الدعوة الى القومية الى القوميات وسوء مصير مصيرها. تدرك السليم ما وقعت فيه العرب والمسلمون اليوم من فتنة كبرى ومصيبة عظمى. في هذه الدعوة المشؤومة وقا الله المسلمين شرها ووفق العرب وجميع المسلمين للرجوع الى ما كان عليه المهديون انه سميع مجيب ثم لا يخفاك ايها القارئ غربة الاسلام اليوم وقلة انصارهم متحمسين لدعوته وكثرة المحاربين له والمتنكرين لاحكامه وتعاليمه فالواجب على ابناء الاسلام بدلا من التحمس للقومية والمناصرة لدعتها ان ان يكرسوا جهودهم للدعوة الى الاسلام وتعظيمه في قلوب الناس وان في نشر محاسنه واعلان احكامه العادلة وتعليمه السمحة الصافية. نقيا من شوائب الشرك والخرافات والبدع والاهواء حتى يعيدوا بذلك ما درس من مجد اسلافهم وحماستهم لاسلام والتكريس اقواهم لنصرته وحماية ورده على خصومه بشتى الاساليب الناجعة انواع الحجج والبراهين الساطعة ولا شك ان هذا واجب متحتم وفرض لازم على جميع ابناء الاسلام. كل منهم بحسب ما اعطاه الله من المقدرة والامكانات التي يستطيع بها القيام بما اوجب الله عليه من نصر دينه والدعوة اليه فنسأل الله ان يمن على الجميع بذلك وان يصلح واعمالنا وان ان يقر اعين المسلمين جميعا بنصرة الاسلام الصافي من شوائب من الشوائب وظهوره على جميع خصومه في القريب العاجل انه سبحانه وتعالى خير مسؤول واقرب مجيب اه نقف على هذا ان شاء الله نكمل في الغد في المجلس السادس بعد صلاة العصر ان شاء الله هذه الرسالة وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا على حسن الاستماع وجزى الله الشيخ ابا عمر على هذه القراءة وجزى الله الاخوة القائمين بركة اللهم على نبينا محمد