والله تبارك وتعالى فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر قالوا القرآن اساء الى نبي اخر. من هو؟ ابراهيم عليه السلام. اين اساء اليه القرآن قالوا نزب اليه الشك لقد شك في قدرة الله على احياء الموتى. اين هذا يا رعاكم الله قالوا يقول ربكم واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى؟ قال او لم تؤمن؟ قال بلى ليطمئن قلبي. قالوا ايضا ابراهيم قال عن الشمس والقمر بانها ربه. صحيح انه تبرأ منها بعد ذلك لكنه في لحظة من اللحظات كان يعبد غيره اقول يا هداكم الله انكم لن تجدوا كتابا افاض بالحديث والثناء على ابراهيم عليه السلام كما فعل القرآن العظيم اما سمعتم الى الله وهو يقول ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على على مين؟ هذا رجل اصطفاه الله تبارك وتعالى. لقد امرنا الله عز وجل ان نلتزم بدينه. قل صدق الله اتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين وما كان من المشركين. دينه احسن الاديان وهو خليل الله ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا. خليل الله امرنا الله ان نتأسى به. قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله هكذا يقدم القرآن شخصية ابراهيم عليه السلام شخصية امرنا بالتأسي بها والاقتداء بها فهل شك ابراهيم عليه السلام؟ اقول لا النبي صلى الله عليه وسلم نفى عنه الشك في الحديث في الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام نحن احق بالشك من ابراهيم يا هؤلاء الذين تتهمون ابراهيم بالشك فان ابراهيم منزه عن الشك كما ان محمدا عليه الصلاة والسلام منزه عن الشك. نحن احق بالشك من ابراهيم اي لو كان يشك لكنه ما شك عليه الصلاة والسلام الاية القرآنية نفسها تقول قال او لم تؤمن طيب ما هو جوابه قال بلى ولكن ليطمئن قلبي اراد ابراهيم عليه السلام ان ينتقل في مراتب اليقين ليس من الشك الى اليقين بل في مراتب اليقين مراتب اليقين علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين مثلا نحن نؤمن بالجنة ولم نرها فهذا علم اليقين فاذا كان القيامة ورأيناها فهذا ترقي من علم الى عين اليقين. فاذا دخلناها باذن الله تبارك وتعالى الا وفضله فهذا حق اليقين فابراهيم عليه السلام يعلم علم اليقين ان الله يقدر على احياء الموتى واراد ان يترقى في مراتب الايمان والعلم وان لينتقل من علم اليقين الى عين اليقين. قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قالوا القرآن ذكر بان ابراهيم قال لقومه عن الشمس والقمر بانها ربه اقول هذا كان انما في باب اقامة الحجة عليهم. لو تأملنا الايات القرآنية التي تتحدث عن هذا لرأينا ان الله يبرأه من هذا القول لانه في اخرها يقول ربي تبارك وتعالى وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه هذا الذي صنعه ابراهيم حين قال لهم انظروا الى القمر هذا ربي فلما افلا قال لا احب الافلين. طيب هو الم يكن يعرف بان القمر هذا الذي يرونه الان سيقفل بعد قليل لما رأى الشمس بازغا قال هذا ربي هذا اكبر. الم يكن يعلم بان هذه الشمس البازغة ستغيب بعد قليل؟ وانه سيقول لهم ما قال انه يعلم ذلك انه يقول لهم لينبه اذهانهم ليستفز عقولهم للتفكير كيف يعبدون الها يزول ويبيد ابن القيم رحمة الله عليه يقول عن فعل ابراهيم قاله على سبيل التقرير لتقريع قومه او على سبيل الاستدلال والترقي اذا ايات القرآن كانت تبرئ ابراهيم عليه السلام وتتحدث عنه بالخير العظيم قالوا القرآن يذكر بان يونس عليه السلام شك في قدرة الله تبارك وتعالى وهو نبي والشك في قدرة الله كفر. كيف يقع نبي في الكفر؟ اين قال القرآن يا هؤلاء؟ بان يونس عليه السلام قالوا في قوله وذا النون اذ ذهب مغاضبا. فظن ان لن نقدر عليه. فظن ان لن نقدر عليه. اي فهموا منها ان يونس عليه السلام ظن بان الله لن يقدر عليه. فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين اقول يا هؤلاء يونس عليه السلام من انبياء الله العظام. اسمعوا الى الله عز وجل وهو يثني عليه في القرآن واسماعيل وليسع ويونس ولوط وكلا فضلنا على العالمين وكلا منهم يونس عليه السلام فضلنا على العالمين. فكيف تقولون بان القرآن اساء الى يونس؟ انما اوتيتم من فهمكم الخاطئ لماذا ما هو معنى الاية هل معناها انه شك في قدرة الله؟ لا وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه اي ظن ان لن يضيق الله عليه ان لن يعاقبه الله عز وجل لانه خالف امر الله. هذا كل معنى الاية. ان لن نقدر عليه معناها ان لن نضيق عليه. وليس التشكيكا في قدرة الله ان لن نعاقبه من اين اتينا بهذا المعنى؟ اقرأوا القرآن لتروا استخدام كلمة قدر. يقول الله عز وجل ومن قدر عليه رزقه اي من ضيق عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله. فهذا معنى قدر وذاك ايضا معنى نقدر فهي من اشتقاق واحد ومثله قول الله عز وجل الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان يضيق فهذه كتلك فيونس عليه السلام لم شك في قدرة الله انما ظن ان الله لن يعاقبه ان الله لن يضيق عليه. والنبي عليه الصلاة والسلام ينبه على لهذا النبي العظيم فيقول لا ينبغي لعبد ان يقول انه خير من يونس ابن متاع. وفي رواية من قال قال انا خير من يونس ابن متى فقد كذب. ولما لقي النبي صلى الله عليه وسلم عباس فسأله من اين انت يا عداس؟ قال من نينوى قال من بلد الرجل الصالح يونس هكذا يثني القرآن ويثني النبي صلى الله عليه وسلم على هذا النبي العظيم كما يثني على غيره من الانبياء والقرآن بريء كل البراءة من الاساءة الى هؤلاء الانبياء لقاؤنا يتجدد باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته