بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فوصلنا عند سورة التوبة وهي سورة مدنية وهي من اخر ما نزل من سور القرآن العظيم فقد جاء في صحيح البخاري عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه انه قال ان اخر ما نزل من السور سورة براءة واخر ما نزل من الايات قوله عز وجل ويستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة الاية من اخر سورة النساء فهذه السورة هي من اخر سور القرآن العظيم التي نزلت على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكان نزولها بعد فتح مكة وبعد رجوعي او الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك وقبل مجيء موسم الحج في السنة التاسعة ولذا قد ارسل عليه الصلاة والسلام ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما ثم استلحقه بعلي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ينادون في الموسم ببراءة الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم من الكفار والمشركين وهذه السورة من باقي سور القرآن من باقي سور القرآن العظيم. ليس في بدايتها التسمية البسمة اما الله وقد اختلفا في السبب في ذلك. فقيل لانها نزلت بالوعيد والتهديد للكفار والمشركين تلو السبور لهم وهذا ولذا لم يذكر فيها التسمية. وهذا كما تقدم لنا فيه نظر فهناك ايضا سور وايات نعم فيها تهديد ووعيد للكفار والمشركين ومع ذلك هذه السور فيها التسمية فكما قال ابن كثير والله اعلم ان الصحابة لم يذكروا في المصاحف التي كتبوها لم يذكروا البسملة فلذا ليس في بدايتها بسملة براءة من الله ورسوله اي هذا براءة وتبوء من الله جل وعلا ورسوله عليه الصلاة والسلام وهذا ايضا هنا فيه بيان لمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم عند ربه جل وعلا ولذا قال ولذا قد قرن الله عز وجل رسول رسوله معه جل وعلا في البراءة من الكفار والمشركين. براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين هنا تبوأ منهم. ولذا كما تقدم ارسل عليه الصلاة والسلام الصحابة ينادون بذلك في الموسم في موسم الحج حتى يعلنوا للكفار ذلك فسيحوا في الارض اربعة اشهر هنا خطاب للكافرين. فسيحوا في الارض اربعة اشهر اجلهم الله جل وعلا اربعا اشهر واعلموا انكم غير معجز له اي لستم بسابق الله جل وعلا. وان الله قادر عليكم سبحانه وتعالى ولا يعجزه شيء. ولذا قال عز وجل وان الله مخزي الكافرين قال البغوي رحمه الله في تفسيره نعم ان المشركين الذين كانوا قد عاهدوا الرسول عليه الصلاة والسلام. والذين لم يعاهدوه قم على هذين النوعين الذين عاهدوهم على ثلاثة انواع اما ان هذا العهد اكثر من اربعة اشهر واما ان هذا العهد دون اربعة اشهر واما ان يكون هذا العهد مطلق فكلهم يودون الى اربعة اشهر الذين اكثروا يودون الى اربعة اشهر والذين اقل يرفعون الى اربعة اشهر والذين بينهم وبين المسلمين عهد مطلق يحدد باربعة اشهر. بقي القسم الثاني الذين بقي القسم الثاني من الكفار الذين ليس بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهؤلاء مدتهم الاشهر الحرم خمسين يوما. كيف خمسين يوم؟ اخذوا ينادون ارسل عليه الصلاة والسلام كما تقدم الصحابة ينادون بذلك في يوم الحج الاكبر نعم وان الله مخزي الكافرين واذان اي اعلام. فالاذان اعلام. واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر الحج الاكبر هو يوم النحو سمي بالاكبر لان اكبر اعمال الحج تكون فيه من الرمي ومن الذبح والحلق والطواف والسعي نعم. وقيل الحج الاكبر هو الحج. والاصغر هي العمرة. نعم ان الله بريء من المشركين اعاد الله جل وعلا ذكر البراءة ورسوله ايضا بريء من مشركين نعم فان تبتم فهو خير لكم اذا تبتم من الشرك والكفر فهو خير لكم في الدنيا وفي الاخرة وان توليتم فاعلموا انكم غير معجز الله وبشر الذين كفروا بعذاب اليم عذاب اليم في الدنيا وفي الاخرة الا الذين عاهدتم من المشركين كما تقدم في يوم النحر نادوا وقد قال الله عز وجل سوف يأتي فاذا انسلخ الاشهر الحرم من يوم النحر الى انسلاخ المحوم خمسين يوما لان يوم النحر واليوم العاشر من ذي الحجة الى المحرم نهايته خمسين يوم. عشرين يوم بقي من ذي الحجة وشهر من شهر الله المحرم نعم فالمجموع خمسين يوما هذا بالنسبة للذين ليس بينهم وبين رسول الله عهد عليه الصلاة والسلام. واما الذي بينه وبينهم عهد فيودون الى اربعة اشهر. هكذا قال البغوي وقال غيره غير ذلك. نعم ثم استثنى الله عز وجل من هؤلاء الكفار والمشركين طائفة. منهم نعم الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا. ما نقض العهد والميساق الذي بينكم وبينهم هذا اولا ثانيا ولم يضاهروا عليكم لم يعاونوا احدا عليكم. فهولا ماذا نفعل بهم ولم يضاهروا عليكم احدا فاتموا اليهم عهدهم الى مدتهم. وهم بطن من كنانة. نعم وكان بينهم بقي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة اشهر فامر الله عز وجل باتمام اليهم العهد الى مدتهم ان الله يحب المتقين. الذين يلتزمون باوامره جل وعلا وينتهون عن نواهيه. ومن جملة ذلك الاحكام التي جاءت في هذه السورة نعم ومن جملة ذلك ما استثنى الله عز وجل هذه الطائفة او هذه القبيلة من الاحكام المتقدمة ثم قال عز وجل فاذا انسلخ الاشهر الحرم هذا فيما يتعلق بالذين ليس بينه وبين المسلمين عهد بينهم وبين المسلمين عهد. فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم يعني سواء كان ذلك في الحل او الحرم وخدوهم واحصروهم ايحبسوهم واقعدوا لهم كل مرصد اي كل طريق لعل الشيخ حسن ينتبه كل مرسى الطريق فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم. فاشترط الله عز وجل ثلاثة التوبة من الشرك واقامة الصلاة وايتاء الزكاة ولد الصحابة في المرتدين قاتلوهم كلهم قتالا واحدا ولم يفرقوا بينهم منهم من كان يؤمن بمسيلمة ابن حبيب الحنفي المعروف بمسيلمة الكذاب. فهذا كافر مرتد ومنهم من يؤمن بطلحة بن نعم. طليحة بن خويلد الاسدي فهذا ايضا مرتد ومنهم من يؤمن بسجاح وايضا مرته طبعا ولايحة بن خويلد قيل انه نعم ثبت عفوا ثبت انه رجع واما سجاح فقيل انها رجعت وشهبة رجوعها ليست مثل شهرة طليحة طليحة لا شك انه رجع رضي الله تعالى عنه وقتل شهيدا نحسبه كذلك والله حسيبه نعم. وذكر ان سجاح قد رجعت ولدته قبلها ابن حجر في الاصابة نعم. واما مسيلمة الكذاب فحمد الله قد قتله الله والاسود العنسي في اليمن ايضا قد لقتله الله جل وعلا. فمنهم من كان يؤمن بهؤلاء دين الاسلام ومنهم من انكر الزكاة نعم واقر بغيرها وهذا كافر ومنهم من بخلوا بها ومنهم نعم من قالوا يعني خلاص نسخت انما نعطيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعندما توفاه الله خلاص نعم فالصحابة قاتلوهم كلهم وقال الامام ابن تيمية الصحابة ما كانوا يسألونهم هل انت مقرر ولا غير بكر؟ لانهم شهروا السلاح اصبحوا صفا واحدا مع الكفار والمشوكين فاذا اصبح حكمهم حكم ماذا؟ حكم الكفار فلذا سميت هذه الحروب بحروب او بدة سميت هذه الحروب بحروب الردة. ومن هؤلاء يسمى استحلال عملي هذا استحلال عملي نعم وهو كفر استحلال المحرمات للواجبات والاوكاد. فهذا كفر. نعم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا. تابوا من الشوك. واقاموا الصلاة. هذا الشرط الثاني فعلم اذا لم يقم الصلاة يقتلون. واتوا الزكاة اذا لم يؤتوا الزكاة بشرط ان يكون لهم شوكة يقاتلوا يقاتلون فهنا هؤلاء يقتلون. واذا قاتلوا هذا دليل على ردتهم نعم واما اذا كانوا افراد فهذا كما جاء في عقوبتهم جاء فيهم حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده وهو في السنن قال عليه الصلاة والسلام في حقهم من ترك الزكاة انا اخذوها وشطر ما له عزمة من عزمات ربنا شطر ماله هذه عقوبة له هدف الافراد الذين ليس لهم شوكة واما من سل السنان وقاتل تحت الرايات فهذا خلاص حكمه مرتد له الى هذا نعم يعتبر استحلال عملي نعم وقد ذكر معنى هذا الامام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليهما فخلوا سبيلهم اذا تابوا من الشرك واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم. ان الله غفور رحيم جل وعلا هذا وبالله تعالى التوفيق