الحمد لله عظيم النعماء نحمده سبحانه كثير العطاء واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لا معبود بحق في الارض ولا في السماء الا اياه واشهد ان محمدا عبده ورسوله امام الرسل والانبياء صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله واصحابه الاوفياء وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الفناء اما بعد فان من الفصول الواقعة في الكون فصل الشتاء وهو من ايام الله تبارك وتعالى وسننه ويغير الله جل وعلا من حال الارض حرارة ويبوصة وبرودة فرطوبة طيف وخريف شتاء وربيع او صيف وشتاء جعل الله تبارك وتعالى وخلق الشتاء وجعل له سبحانه احكاما في الشرعة الغراء ينبغي ان يسر عنك كما كان نبيك صلى الله عليه وسلم نتذكر ان الدعاء اذا كان وقت المطر فانه مستجاب قال صلى الله عليه وسلم تنتان ما تردان الدعاء عند النداء وتحت المطر ولهذا ايها الاخوة طلب مني الاخوة المشايخ الفضلاء القائمين على هذا المسجد محاضرات في الاحكام الشرعية المتعلقة بالشتاء واحببت في بدء هذه المحاضرة التي هي افتتاحية المحاضرات عن احكام الشتاء ان نجعل هذه المحاضرة مقدمة عن الشتاء الشتاء في اللغة العربية قيل انه جمع والمفرد منه شتوة ذكر ذلك ابن فارس وغيره من علماء اللغة وقال بعضهم بل كلمة الشتاء مفرد علم على الفصل ولهذا من قال بانه جمع لشتوى فينسب اليه يقول شتوي وشتوي ومن يقول بان الشتاء علم على هذا الفصل من السنة فانه ينسب اليه ويقول شتائي وشتاوي هذا من حيث اللغة وبلاد العرب من حيث الواقع فانها لا تعرف الا فصلين فصل الصيف وفصل الشتاء ولهذا لم يذكر الله تبارك وتعالى في كتابه امتنانا على قريش الا هذين الفصلين رحلة الشتاء والصيف ولم يذكر الله تبارك وتعالى في القرآن الخريف ولا الربيع وذلك لان العرب لا تعرف ذلك وان كان ذلك قد ورد بسنة النبي صلى الله عليه وسلم واما بلاد غير العرب فمعلوم ان هناك بلدان تعيش الفصول الاربعة كلها وقد ورد عن سلفنا الصالح مع ما ورد عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الباب في ما يتعلق بالشتاء احاديث واثار كثيرة ومنها ان نتأهب للشتاء تأهبا عظيما فمما كتب عمر رضي الله عنه الى امراء الاجناد والى حكام المسلمين قال لهم ان الشتاء قد حظر وهو عدو فتأهبوا له اهبته من الصوف والخفاف والجوارب واتخذوا الصوف شعارا ودثارا فان البرد عدو فان البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه وفي مقولة عمر هذه فوائد عظيمة منها اهمية كتابة الحكام والامراء ورعاية احوال من تحتهم ومن فوائد هذه الكتابة العمرية البيان بان الشتاء عدو وكيف يكون عدوا لان ما فيه من شدة البرد انما هو من جمهرير جهنم يقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح اشتكت النار الى ربها فقالت يا ربي اكل بعظي بعظا فاذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف اشد ما تجدون من الحر هذا نفسها في الصيف واشد ما تجدون من الزمارير هذا نفسها في الشتاء قال ابن رجب رحمه الله ان شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنم وهذا ما يوجب الخوف والاستعاذة منها في كتاب نقضي الامام الدارمي بسند حسن ان شاء الله انه اذا كان يوم شديد البرد فقال العبد لا اله الا الله ما شد هذا البرد ثم استعاذ بالله من جهنم او كان يوم شديد الحر فاستعاذ بالله من حر جهنم الا اعاذه الله تبارك وتعالى من نار جهنم قال ابن رجب رحمه الله فاهل الايمان والتقى كل ما هنا يعني في الدنيا من نعيم وجحيم يذكرهم بما هناك من النعيم والجحيم حتى وان شعر القوم بالبرد القارس فيدفعون هذا بتذكر زمهرير جهنم ويوجب لهم ذلك الاستعاذة من نار جهنم ثم قال رحمه الله ويذكرهم بالجنة التي وصفها الله عز وجل بقوله متكئين فيها على الارائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا فنفى عنهم شدة الحر والبرد قال قتادة رحمه الله علم الله ان شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي فوقاهم اذاهم جميعا فيدفعهم هذا الى النصب والى التهجد قال ابن رجب رحمه الله فكل ما في الدنيا يذكر المتقين بالاخرة وعن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رأى ناشئا في افق السماء وهذا يحصل كثيرا في الشتاء كان اذا رأى ناشئا في افق السماء يعني سحب تتجمع هذا معنى الناشئ ترك العمل وان كان في صلاة ثم يقول اللهم اني اعوذ بك من شرها يكرر هذا الدعاء العظيم وهو ينظر الى هذه السحب التي تنشأ فان مطر قال اللهم صيبا هنيئا. رواه ابو داوود بسند قوي وعند البخاري اللهم صيبا نافعا وفي المتفق عليه مطرنا بفضل الله ورحمته هكذا ينبغي على المسلم اذا رأى السحب وهي تنشأ الا يقول كما قال قوم هذا عارظ ممطرنا بل يخاف من الله عز وجل لما يرى من تقصير نفسه ولما يرى من حال المسلمين من الفساد وغير ذلك يتهم نفسه اولا ويخاف من الله عز وجل ثانيا ويستعيذ بالله ثالثا حتى تمطر. فاذا امطرت رواه الحاكم وحسنه الالباني وقوله صلى الله عليه وسلم ما تردان اي بمعنى لا يرد امران لا يرد او قل ما يرد لانه وقت نزول الرحمة فان المطر من رحمة الله كما قال عز وجل وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد المطر من رحمة الله بخلاف السحب فان فيها الرعد والبرق وفيها الرياح العاتية وقد اهلك الله بها اقواما فينبغي على المسلم ان يفعل ما فعله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من الخوف عند رؤية السحب والدعاء عند نزول المطر والاستبشار بالمطر والتبلل به قال انس رضي الله عنه اصابنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مطر فحسر النبي صلى الله عليه وسلم ثوبه يعني عن رأسه حتى اصابه المطر قلنا لم فعلت قال صلى الله عليه وسلم لانه حديث عهد بربه رواه البخاري في الادب المفرد وصححه الالباني ايها الاخوة ان للشمس مشرقا في الصيف ومنازل خاصة ومشرقا في الشتاء ومنازل خاصة قال البخاري رحمه الله وقال بعضهم عن مجاهد رب المشرقين قال للشمس في الشتاء مشرق ومشرق في الصيف قال ورب المغربين قال مغربها في الشتاء والصيف وينبغي للمسلم ان يلبس ما قوي من الثياب كالبشوت ونحوها ومما يدل عليه قول عمر السابق انه امرنا ان نجعل الصوف شعارا ودثارا. ومعنى الشعار الثوب الداخلي يكون من الصوف والثوب الخارجي وهو الدثار يكون ايضا من الصوف. ومما يدل عليه ايضا حديث عاصم بن كليب عن ابيه عن خاله رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في الشتاء فوجدتهم يعني الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه فوجدتهم يصلون في البرانس والاكسية وايديهم فيها يعني لابسين البرانس وهي الثياب التي رؤوسها منها وايديهم فيها داخلة في الاكمام لا ترى. رواه الطبراني في الكبير وينبغي ان يعاهد اهله وذويه ومن تحت يده بالكسوة ولذلك قال الفقهاء مما يجب على الرجل في حق زوجته كسوته كسوة للصيف وكسوة للشتاء. وقد كان ابو بكر رضي الله عنه يفعل ذلك فلما ولي الخلافة اراد السوق فقالوا له اين يا خليفة رسول الله؟ قال السوق ومن اين ينفق على عيالي فقالوا نفرظ لك فرظا قال عمر رضي الله عنه افرظ لك قوت رجل من المهاجرين لانه عمر كان قاضيا في زمن ابي بكر فرجع الخليفة الى القاضي فقال عمر افرض لك قوت رجل من المهاجرين ليس بافضلهم ولا وكسوة الشتاء والصيف. اذا اخلقت شيئا رددته واخذت غيره. اخرجه ابن سعد في الطبقات وعلى الامراء والاغنياء تعهد الفقراء في الشتاء قد كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه يشتري قطائف ويأتي بها من البادية قطايف يعني الصوف بعضها على بعض ويأتي بها من البادية ويفرقها في ارامل اهل المدينة في الشتاء اخرجه ابن سعد في الطبقات وحذر عمر رضي الله عنهما راو من الشتاء لانه يورث المرض كما ذكره هو رظي الله عنه. قال فان البرد عدو اذا دخل لم يخرج ولان الملائكة ايظا ولان البرد ايضا شديد على فقراء المسلمين. كما قال ابن عباس ان الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء رحمة لما يدخل على فقراء المؤمنين من الشدة. رواه الطبراني في الكبير وهذا مشاهد في بعض البلدان التي فيها الفقر ظاهر فتجد الفقير يهتم ويغتم ما لم يكن يغتم ولا يهتم في الصيف مثله كما هو الحال الان في كثير من المشردين والمهجرين في بلاد الشام وفي غيرها من البلدان ومن حكمة الله جل وعلا في ايجاد الشتاء والصيف تغير الاحوال حتى لا يظنن ظن ان الدنيا باقية وليتيقن انها مرتحلة وانها متغيرة الاحوال فاذا كان اليوم ربيعا فغدا صيف واذا كان صيف فغدا خريف واذا كان الخريف فغدا شتاء وهكذا احوالها متغيرة الا الجنة لا يبغون عنها حولا لا تتغير وايضا الله جل وعلا غير احوال الدنيا ان كان السير للمصالح وتغيير الاجواء فيها من حكم الصحية والنفسية ما لا يعلمها الا الله جل وعلا ولهذا امتن الله تعالى على قريش بجعل رحلتين لهم في الشتاء ورحلة رحلتين لهم في الشتاء رحلة وفي الصيف رحلة فكانوا في الشتاء يرحلون الى بلاد اليمن وما كان في اتجاه بلاد اليمن من مثل بلاد الحبشة وما ورائها اما في الصيف فيرحلون الى بلاد الشام وما ورائها. قال عز وجل لايلاف قريش ايلافهم. رحلة الشتاء والصيف طيف فليعبدوا رب هذا البيت قال البخاري قال مجاهد لايلاف اي الف ذلك فلا يشق عليهم السير في الشتاء ولا في الصيف قال عن جعفر بن سليمان قال كنا نكون عند مالك بن دينار عشية جمعة فكان يجيء خليفة العبدي بعد العصر فيأخذ بعضتي الباب. يعني يحط ايده على طرفي الباب. وهو واقف. ويقول يا ابا يحيى عليك كلام يا ابا يحيى لو ان الله تعالى لم يعبد الا عن رؤية ما الا عن رؤية ما عبده احد لانه عز وجل لا تدركه الابصار يعني في الدنيا ولكن المؤمنون تفكروا في مجيء هذا الليل اذا جاء فطبق كل شيء وملأ كل شيء ومجيء سلطان النهار يعني من جهة المشرق. ومجيء سلطان النهار وتفكروا في مجيء النهار اذا جاء. فملأ كل شيء وطبق كل شيء ومجيء سلطان الشتاء قال وتفكروا في السحاب المسخر بين السماء والارض وتفكروا في الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وتفكروا في مجيء الشتاء والصيف فوالله ما زال المؤمنون يتفكرون فيما خلق فيما خلقهم لهم ربهم جل وعلا حتى ايقنت قلوبهم وكانما عبدوا الله عن رؤية اورده ابن رجب رحمه الله وقال زبيد اليامي ان لله عبادا ذكروا الله فخرجت نفوسهم به اعظا واشتياقا وقوما ذكروه فوجدت قلوبهم فرقا وهيبة له. واخرون ذكروه في الشتاء فارفظوا عرقا من خوفه وقوما ذكروه فحالت الوانهم غبرا وقوما ذكروه فجف اعينهم سهرا واورده ابن رجب رحمه الله يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة. رواه احمد وحسنه الالباني. وقد اخرجه ابن خزيمة في صحيحه طرده تحت باب باب تمثيل الصوم في الشتاء بالغنيمة الباردة. والدليل على ان الشيء قد يشبه بما في بعض المعاني لا في كلها فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم الغنيمة الباردة يعني السهلة فلا يصاب الصائم بتعب ليغنم اجر الصوم. ولانه غنيمة بدون قتل وقتال ولا نصب ولا مشقة فصاحبها يدرك الاجر بلا كلفة. ولهذا كان يغتنمه كثير من السلف. وكان عطاؤه يقول اصوم في الشتاء ولا اصوم في الصيف وهي والشتاء غنيمة العابدين. قال عمر رضي الله عنه الشتاء غنيمة العابدين. اورده ابو نعيم في الحلية. قال ابن رجب قوله والشتاء ربيع المؤمن روي مرفوعا وموقوفا لانه يرتع في بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الاعمال ميسرة له. انتهى كلامه رحمه الله وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول مرحبا بالشتاء تنزل فيه البركة يقصد المطر ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام. ومن جميل يحيى بن معاذ رحمه الله قال الليل طويل فلا تقصره بمنامك والاسلام نقي فلا تدنسه بآثامك وقال الحسن البصري رحمه الله نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه ونهاره قصير يصومه. وكان عبيد ابن عمير رحمه الله يقول يا اهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرأوا وقصر النهار لصيامكم فصوموا ويمكن ايها الاخوة في هذه الايام الشاتية بيسر وسهولة قضاء ما فات من رمضان وان كان رمضان وقته في الصيف الحار قد وجب على المسلم فافطر لعارض فله ان يصومه في الشتاء في الايام الباردة. فان قضاء الدين في الشتاء البارد امر سائغ. ويدل له مطلق قوله تعالى فعدة من ايام اخر قال صالح بن محمد بن صالح عن ابيه قال قلت للقاسم ابن محمد وهو احد الفقهاء السبعة في المدينة. انا نسافر في الشتاء في رمضان. وان صمت فيه كان اهون علي من ان اقضيه في الحر قال فقال القاسم قال الله تبارك وتعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ما كان ايسر فافعل اورده الطبري في تهذيب الاثار. واخرج احمد في الزهد ان معاذا رضي الله عنه تأسف عند موته وبكى على مفارقة مجالس الذكر فقال انما ابكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر في الشتاء فوائد عظيمة غير ما ذكرت منها ان الكمأة انما تنبت في هذه الايام الشاتية وقد صح فيه حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الصحابة وهم يذكرون الكمأ. وبعضهم يقول مستصغبا شأنه جدري الارض. فقال النبي صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم. رواه احمد واصله في الصحيحين. وفي الشتاء تكون لقاح والحيوانات وتخرج في هذه المواسم انواع من النباتات لا تخرج في غيرها. وتلقح فيها كثير من ازهار لا سيما ازهار المثمرات. اذا انقلب الشتاء حرا اي عباد الله فذاك علامة الساعة اذا انقلب الشتاء حرا فهذه من علامات الساعة. فعن مسلم ابن فلان ابن عروة قال لما قتل ابن الزبير رضي الله عنهما دخل الحجاج ابن يوسف منزله فوجد فيما وجد فيه صندوقا صغيرا عليه سبعة اقفال فكتب فيه الى عبدالملك بن مروان اني وجدت في منزل ابن الزبير صندوقا عليه سبعة اقفال. وقد ظننت انه جوهرة او شيء استأثر به له قيمة. وقد كففت عن فتحه في كتب امير المؤمنين فيه برأيي. فكتب اليه الملك احضر اليه جماعة من قريش ثم افتحه بحضرتهم حتى تفضحه بما فيه قال فاحضر الحجاج جماعة من قريش ثم امر بالصندوق ففتح فاذا فيه ورق اصفر ملفوف في خرقة واذا مكتوب فيها اذا اذا كان الشتاء قيظا يعني حرا اذا كان الشتاء قيظا وفاظ اللئام فيظة وغاظ الكرام غيظا وصار البغيظ الفا والحديث فعشر شويهات عفر في جبل وعسر خير من ملك بني النظر. حدثني ذاكم كعب الحبر اورده الفاكهي في اخباره. وهذا يدل على ان من تبدل على ان من علامات الساعة تبدل احوال الدنيا وقد كره جماعة من الفقهاء رحمهم الله الختان في ايام الشتاء وذلك لان الجروح لا تلتئم في الشتاء بسرعة. قال الحسن البصري رحمه الله اما تعجبون من ما لك ابن المنذر عمد الى شيوخ من الكسر اسلموا ففتشهم فامر بهم ففتنوا وهذا الشتاء بلغني ان بعضهم مات يعني من البرد بعد الختان ولقد اسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الرومي والحبشي فما فتشوا عن شيء. رواه البخاري في الادب المفرد وقال الشيخ الالباني صحيح الاسناد والمراد ان من اسلم يؤمر بالختام ثم يترك وما وحاله الى نفسه ولا يتتبع هذا التتبع حتى نلزمهم بان يختتنوا في اوقات ربما تضرهم لذلك ذكر جمع من الاطباء ان العمليات الجراحية التي يمكن تأخيرها عن الشتاء تؤخر لان الجروح لا تنتهي في الشتاء بسرعة لان الطباع متغير ومما ينبغي الحذر فيه وهذا خاص للتجار ان نحذر من الاحتكار فنحتكر مواد الشتاء في الصيف حتى اذا جاء نغليها عليهم او العكس وقد جاء ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وهو يخاطب اهل السوق لا حكرة في سوقنا لا يعمد رجال باي ايديهم فظول من اذهاب الى رزق من رزق الله. نزل بساحتنا فيحتكرونه علينا. ولكن اي جالب جلب على عمود كبده في الشتاء والصيف فذلك ضيف عمر فليبع كيف شاء الله وليمسك كيف شاء رواه مالك في الموطأ وينبغي على المسلم ان يختار في الشتاء نوعا من الطيب ابرد للنفس ادفأ للنفس واعطى للروح خلافا للصيف فانه بحاجة الى اطياب تكون باردة للنفس باردة للروح جاء ما يدل على ذلك ادهنوا باللبان فانه احظى لكم عند نسائكم وادهنوا بالبنفسج فانه بارد في الصيف حار في الشتاء ويروى مرفوعا وهو لا يصح ومن رفعه فقد وظعه كما ذكر ذلك اهل العلم ان الذي رفعه وظاع ويروى موقوفا على علي وعلى كل حال فان العرف معروف ان الناس لهم اطياب في الشتاء تكون دافئة للنفس وفي الصيف اطياب تكون باردة للنفس خير من هذه الاطياب كلها ان نطيب قلوبنا بالاحكام الشرعية المتعلقة الشتاء وان شاء الله تبارك وتعالى نبتدئ في المحاضرة القادمة عن الاحكام الشتوية المتعلقة بالوضوء والطهارة والغسل وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والحمد لله رب العالمين