فانت اذا اردت ان تعرف هدي المرسلين وان تثبت على طريقتهم فلابد من معرفة ما كانوا عليه يقول جل وعلا كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق وقد اتيناك من لدنا ذكره فاخبر الملائكة بانه يريد ان يجعل في الارض خليفة وخليفة ليس كما يظن بعض الناس انه عن الله فالله ليس بغاب حتى يخلف فهو الشهيد جل في علاه وانما خليفة فاخبرهم الله تبارك وتعالى انه يعلم ما لا يعلمونه هم وهذا معناه ان اني اذا اخبرتكم بامر فاعلموا انه ملازم للحكمة وان لم تعلموه انتم وذلك لان العليم الحكيم لا يكون منه حكم ولا يكون منه فعل ولا يكون منه قول الا لحكمة بالغة اني اعلم ما لا تعلمون فهو سبحانه يعلم من هذا الجنس الذي سيوجده ما لا يعلمونه هم حيث يكون منهم الانبياء والمرسلون والصديقون والشهداء ويكون منهم من يذنب سواء كان بالشرك او بالكفر ثم يسلم ومنهم من يذنب ثم يتوب ومنهم من يظلم ثم يؤوب ومنهم من يفسق ثم يرجع ويصلح فهو سبحانه كانه يقول لهم نعم الامر كما قلتم انهم سيفسدون ويقتلون لكن هذا الامر واقع منهم لكي يعبدوني باسمائي وصفاتي التي انتم لا تقدرون ان تعبدوني بها كيف في اول قصة في القرآن الكريم وهي قصة ابينا ادم عليه السلام وذلك لاولية وقوع هذه الواقعة اولا ولاولية قصة ابينا ادم عليه السلام في الواقع فاول قصة في الواقع هو قصة ابينا ادم مجاعة انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما صور الله ادم في الجنة تركهما شاء الله ان يتركه. اين صوره؟ في الجنة مو في الارض. لا تنسوا هذه الرواية واول قصة في القرآن هو قصة ابينا ادم عليه السلام قال الله تبارك وتعالى واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا هذا خبر واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة لما صور الله ادم في الجنة تركه ما شاء الله ان يتركه فجعل ابليس يطيف به ينظر ما هو؟ فلما رآه اجوف عرف انه خلق خلقا لا يتمالك رواه مسلم في صحيحه وهذا خبر لما تم قالت الملائكة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون هذه المحاورة تمت بعالم الغيب قبل وجود الجنس البشري كما سبق بعد اخبار الله تعالى الملائكة بما يريد وبما يصنع في خلق ادم عليه السلام والله تعالى هو القادر على كل شيء فالاصل انه اذا اراد شيئا ها يقول له كن الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه ولي الصالحين المتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنحمد الله تبارك وتعالى على ما من به علينا وعليكم من هذا اللقاء ونشكر لاخينا ابي محمد سحمه الهاجري جزاه الله خيرا حيث دعانا هذه الدعوة المباركة ونشكر لكم الحضور اه نلتقي ان شاء الله تبارك وتعالى في مشاهد من قصص الانبياء ونبدأ هذه المشاهد بمشاهد من قصص من قصة ابينا ادم عليه السلام قبل ان نبدأ بهذه المشاهد احب ان اقدم بمقدمة وهي ان هذه القصص فيها عظة وعبرة ولذلك جل وعلا يقول في محكم التنزيل لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب في هذه القصص لا سيما قصص الانبياء والمرسلين ثبات لدين الله تبارك وتعالى. ثبات على دين الله تبارك وتعالى وآآ هذه القصص مثبتات. قال جل وعلا في بعد ان قص قصص الانبياء لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا الامر الثاني من اين نأخذ قصص الانبياء والمرسلين المصدر العذب الزلال لقصص الانبياء والمرسلين هو الوحي المنزل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذا مما لا خلاف فيه بين علماء المسلمين المصدر الثاني من مصادر قصص الانبياء اقوال الصحابة والتابعين اقوال الصحابة والتابعين لكن اقوال الصحابة والتابعين مشروطة بشرط وهذا الشرط هو ان هذه الاقوال لا تكونوا من الاسرائيليات المخالفة لما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان كانت هذه الاقوال سواء كانت من اقوال كعب الاحبار او وهب ابن منبه او عبدالرحمن بن زيد بن اسلم او غيره ممن قد اشتهروا من الاخذ عن علماء اهل الكتاب كمحمد ابن اسحاق ابن يسار المدني صاحب المغازي وغيره فحينئذ لابد ان نتيقن ان هذا القول المنقول لا يخالف المنقولة في كتاب الله جل وعلا. والمنقولة في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يخالف المعقول وهذا الباب داخل تحت عموم قوله صلى الله عليه وسلم حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج يحدث عن بني اسرائيل ولا حرج. اي فيما لا يخالف كتاب الله ولا يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالقصص والعظات والعبر اما ما يتعلق بالعقائد والاحكام والعبادات فهذه لا تؤخذ من قصص بني اسرائيل التي بين ايديهم في كتبهم المغيرة مبدلة ونبدأ في قصة ابينا ادم عليه السلام في مشهد من المشاهد التي عنونت لها بمحاورة قبل الوجود قبل وجود البشرية ذكر الله جل وعلا محاورة وقول وقيل بين الله تبارك وتعالى وبين الملائكة في هذه المحادثة وقبل ان يخلق الله تعالى ادم جرى في عالم الغيب قبل وجود البشر. وقبل وجود ابينا ادم عليه السلام جرى كلام عظيم بين المالك المقتدر سبحانه وتعالى وبين جنوده والمقربين من ملكه وهم الملائكة وقد جاء ذكر هذه المحاورة ولذلك الله جل وعلا جعل هذه المحاورة دليلا من ادلة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم كيف علم بهذه المحاورة لولا الوحي ولهذا قال تعالى قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون ما كان لي من علم بالملأ الاعلى اذ يختصمه وقعت وقع الخصام بين الملائكة يحدث بعضهم بعضا لماذا يخلق الله خلقا مثل ادم وهم ينظرون اليه ويرونه من تراب وطين وانه قد يفعل وقد يفعل وقد يقع من ذريته كيت وكيت وكيت ولهذا قال تعالى ما كان لي من علم بالملأ الاعلى اذ يختصمون ان يوحى الي الا انما انا نذير مبين اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين وكان هذا الحوار وهذا الحديث بين الله جل وعلا وبين ادم وبين الملائكة لما اراد الله تعالى خلق ادم اذا هناك يوم الاحد خلق ويوم الاثنين خلق ويوم الثلاثاء خلق ويوم الاربعاء خلق ويوم الخميس خلق ويوم الجمعة خلق وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون فتأمل هذه الايام ان كانت على ايام الله فهي مقاربة لستة الاف سنة بين خلق السماوات والجنة والنار والارض وما بينهما من الاشجار والاحجار وو وكان في اخر ستة الاف اراد الله عز وجل بعد خلق الملائكة مئات او الاف سنين وبعد خلق الجن الجن بالاف السنين اراد الله خلق ابينا ادم فقال الله جل وعلا للملائكة اني جاعل في الارض خليفة وكان هذا الاخبار منه دلالة على انه يريد ان يوجده بالفعل بعد علمه السابق بما سيكون كما قال الحافظ ابن كثير وغيره ان يخلف بعضهم بعضا. ليسوا كالملائكة. الملائكة خلقهم الله لا يموتون لا يخلف بعضهم بعضا وانما الانس يخلف بعضهم بعضا كما قال جل وعلا وهو الذي خلقكم وهو الذي جعلكم خلائف الارض هذا معنى الخليفة اي يخلف بعضكم بعضا. وقال جل وعلا ويجعلكم خلفاء الارض قال ابن عباس وغيره يخلف بعضكم بعضا هذا الخبر الالهي للملائكة قبل وجود ادم عليه السلام هو بمثابة التنويه بخلق ادم وذريته كما يخبر عن الامر العظيم قبل وجوده وصنعه تعلمون الان ان الملوك والامراء اذا ارادوا شيئا عظيما يصنعونه في البلد قبل ان يوجدوا ماذا يفعلون؟ يعلنون يقولون سننشئ خطا دائريا ثامنا. مثلا يقولون سننشئ جسرا بحريا ثم يكون منهم الفعل فالمليك جل وعلا اراد ان يخلق ادم فاخبر الملائكة بارادته وفعله العظيم لكي يكون على استعداد لتلقي ما يكون من اوامر من جهة متعلقة بهذا المخلوق الجديد ومتعلقة بوجود هذا المخلوق الجديد وهو ادم عليه السلام وهنا سمعنا قول الملائكة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وقول الملائكة هذا على وجه الاستغراب والتعجب كيف تجعل في الارض وهم كيف تجعل في الارض هذا المخلوق الجديد وذريته وهم فيهم من سيفسدون وفيهم من سيقتلون ولذلك قالوا من يفسد فيها ويسفك الدماء ولم يقولوا ان ادم يفسد او يسفك. لعلمهم ان ادم في نفسه لن يصدر منه ذاك وانما قال اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وكان هذا السؤال منهم على الصحيح من اقوال المفسرين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن الحكمة الالهية لا على وجه الاعتراف كأن المعنى ما الحكمة من ايجادك لبشر يفسدون ويقتله نريد ان نعرف الحكمة فهم يعلمون انهم ليسوا في موقع يحق لهم الاعتراض لكمال عبوديتهم وعظيم انقيادهم اذا وجه الاعتراظ او وجه للسؤال اتجعل وجه السؤال ليس اعتراضا بل هو استكشاف واستعلام عن معرفة الحكمة فان قيل ومن اين علموا انهم سيفسدون ويقتلون هذا سؤال اورده كثير من المفسرين من اين علمت الملائكة ان ادم ان ذرية ادم منهم من يفسدون ومنهم من يقتلون من اين علموا قيل علموا ذلك ان علموا ان ذلك سيكون قياسا على ما رأوا ممن كان قبل ادم وهم الجن هي مقايسة لما رأوا ان الجن يحيون ويموتون وليسوا معصومين كالملائكة فوجد منهم الصالح ووجد منهم الصالح ووجد منهم سفك للدماء وقتل ووجد منهم افساد في الارض فقاسوا هذا المخلوق الجديد الذي شابه المخلوق الجني من جهة كونه يحيى ويموت. ومن جهة كونه ليس معصوما قاسوه على الجن. وهذا القول قال به جمع من المفسرين انهم بالقياس قالوا هذا الكلام بمقايسة الانس على الجن قال عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما كانت الجن قبل ادم بالفي عام اذا قلنا بالفي عام معناها ان خلق الجن كان في يوم الاربعاء من ايام الله عز وجل يقول عبدالله بن عمرو كان الجن قبل ادم بالفي عام فسفكوا الدماء فبعث الله اليهم جندا من الملائكة وطردوهم الى جزائر البحور يعني جزر غير المأهولة التي ليس فيها دواب ولا هواء هذا القول الاول القول الثاني انهم بادراكهم العقلي علموا انه سيفسد انه سيكون من ذريتي من سيفسد ومن سيقتل وهذا يسمى الاستنتاج العقلي بدون مقايسة من اين فهموا هذا؟ نظروا الى اصل الطين ومادته فان الطين اذا خلط بالماء فانه قابل للتشقق وقابل لعدم التماسك وقيل الهم ذلك الهاما من الله اي ان الله القى في روعهم انه سيكون في ذرية ادم من سيفسد ومن سيقتله وقيل وهذا اه القول ايضا رجحه جمع من اهل العلم قيل انهم اطلعوا على السجل الذي فيه ما سيكون من ادم وذريته وعلى كل حال لا يهمنا لماذا قالوا المهم انهم قالوا ذلك لمعرفة الحكمة وتكملة لسؤالهم الاستغرابي والاستعلامي عن طلب الحكمة واحتمالا لان يكون خلق ادم لاجل ما قد يكون فيهم من العباد والصالحين قالوا ونحن نعبدك دائما وليس فينا من يعصيك ونسبحك وننزهك ونقدس لك ونقدس لك تأمل الاية قال ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك اللام هنا للتخصيص اي نعتقد التعظيم الكامل على وجه الخصوص لك انت ولا نعتقده في غيرك وننزهك الليل والنهار ولا نفتر ليلا ولا نهارا من العبادة والطاعة الملائكة مثلا لا يذنبون حتى يقولوا استغفر الله فلا يعبدون الله باسمه الغفور الملائكة لا تحصل منهم المعاصي حتى يقول اتوب الى الله. فلا يتعبدون الله باسمه التواب الملائكة لا يجوعون حتى يقولوا يا رب ارزقنا الطعام الملائكة لا يمرضون حتى يقولوا يا رب يا عفو اعف عنا وعافنا فاذا الله جل وعلا يقول اني اعلم ما لا تعلمون من ان هذا الجنس سيتعبدونني ويعبدونني بما لا تعبدونني به انتم فهذه الحكمة البالغة وهو سبحانه اعلم بالمصلحة في الراجحة في خلق ادم وذريته وشرف ادم عليه السلام عليهم وسبب تشريفه لهم ولذلك الله جل وعلا يقول ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم يعني لاجل الطائفة المرحومة خلق الله البشرية لاجل الطائفة المرحومة خلق الله ايش مثال هذا انتم تعرفون ان الدولة مثلا تبني مدارس انا بسألكم سؤال تدخل الابتدائية بكرة مثلا او اليوم دخلتم الابتدائية تلقون المدرسة ها يعني من اوله الى اخرها طلبة الدولة كلفت وسوت وحطت مباني ومدرسين وو الى اخره في النهاية الدولة تعلم ان هؤلاء المئات في هذه المدرسة يمكن يخرج منهم واحد واثنين ينفعون البلد من الاطباء والمهندسين والباقيين نعمة الناس طيب اذا لاجل هؤلاء الخلص النافعين للبلد بنت الحكومة عالمدرسة اذا هذا امر معلوم معقول متصور واقعا فكيف بخلق الله تبارك وتعالى فلما اذعنوا وقال لهم اني اعلم ما لا تعلمون هنا اخذ الله تعالى عليهم الامر واقرهم على ان علمه عظيم حتى انه سبحانه يعلم ما يظهرونه وما يسرونه ويكتمونه في نفوسهم فلا تخفى عليه الخبايا وان انفرد اصحابها ولا النوايا وان كتمها اهلها ولا الظواهر وان اجتمع فاعلوها مع غيرهم وكثروا. وبهذه المحاورة والمحادثة الالهية التي تمت بين الله جل وعلا وبين الملائكة قبل الوجود اخذ الله تعالى على الملائكة ومن في الملأ الاعلى الاقرار بمكانة ادم عليه السلام وان من وان من سيكن له الشر كابليس مثلا وان من سيكن له الشر كابليس الذي علم الله ما في باطنه لا يخفى امره على الله تعالى. كما لا يخفى على الله تعالى قول من قال من ملائكة لن يخلق ربنا خلقا الا كنا اعلم منه واكرم منه فخلق الله ادم وجعل فيهم من هو اعلم من الملائكة ومن هو ومن هو اكرم من الملائكة كالانبياء والمرسلين صلوات ربي وسلامه عليهم ولما ولما اخبر الله عز وجل عن علمه بقوله اني اعلم ما لا تعلمون وانه سبحانه ما دام يعلم ما لا يعلمون فهو يشرف من شاء ويشيء هو يرزق الشرف لمن يشاء وذلك لان من تعلق به تبارك وتعالى فان الله يرفع مقامه ومن هنا جاء ما يتعلق شرف ادم عليه السلام وخلقه ننتقل الى مشهد خلق ادم عليه السلام كان خلق ادم عليه السلام فيكون وهكذا كان خلقه للسماوات والارض والملائكة والجن. باي شيء وجدوا؟ بقوله كره ولهذا جاء في الاثر الالهي اه انه سبحانه قال انما خلقي بقولكن لكن لما اراد الله تبارك وتعالى خلق ادم اراد ان يشرفه وان يميزه فلم يخلقه بقوله كن وانما خلقه بيديه تبارك وتعالى كما جاء في منصوص القرآن فليس على الله شيء عسير وكل امر عليه يسير سبحانه وتعالى كيف ما اراد تبارك وتعالى ومتى ما اراد ولهذا لما اشكل على الناس خلق عيسى قال الله عز وجل ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون خلقه من تراب يعني ادم لا اب ولا ام. ثم قال وكن فيكون الكلام راجع الى عيسى عليه السلام فكان خلق ادم اولا من ترابه ثم تصويره كما قال جل وعلا ولقد خلقناكم وهنا المقصود بالخلقة بالخلقة المقصود بالخلقة الخلطة او الخلطة بين الماء والطين ثم صورناكم اي جعلنا الخلق او الخلطة المشكلة من طين وماء على صورة معينة ولقد خلقناكم ثم صورناكم وكان خلق كل ادمي من ادم عليه السلام وذريته من بعده قال تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة باجماع المفسرين النفس الواحدة هو ادم عليه السلام ومهما نقب المنقبون من علماء الاثار فلن يجدوا خلقا غير ادم عليه السلام في الارض لان الله جل وعلا لم يخلق بشري قبل ادم وما نسمعه ونقرأه اليوم من بعض المحدثين انهم يزعمون ان انه كان بشر قبل ادم فهذه افتراءات لا اصل لها والمفسرون من السلف مجمعون ان هذه الاية يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ان المقصود بالنفس الواحدة ادم عليه السلام وجعل منها وخلق منها زوجها. وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ولا شك ان خلق ادم من حيث المادة كان من التراب والماء مخلوطا وهو الطين كما قال تعالى ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم من ثم اذا انتم بشر تنتشرون وابتداء خلق ادم انما كان بجلب التراب من الارض اذا خلق ادم كان من تراب الارض. اين كان خلق ادم التصويرا وشكلا في السماء وهذه مسألة مهمة في الفرق بين اصل مادة ادم من تراب الارض والتخليق والتصوير والتشكيل ونفخ الروح تم في السماء فرق بين الامرين ولما جلب التراب من الارض بدليل حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث رواه الامام احمد وابو داوود والترمذي وقال حسن صحيح. اذا لا مجال للشك في هذه القضية قال ان الله تعالى خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الارض فجاء بنو ادم على قدر الارظ فجاء منهم الاحمر والابيض والاسود وبين ذلك والسهل ده في الصورة والسهل والحزن والخبيث والطيب وهذا في الصفات فان التربة لها صورة ولها مادة ولها خصائص فجاء بنو ادم على من والي هذه القبضة التي قبضت من الارض وجاء لابن مسعود وعن ابن عباس وعن عدد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال ابن كثير انهم قالوا فبعث الله عز وجل جبريل عليه السلام في الارض ليأتيه بطين منها فقالت الارض اعوذ بالله منك ان تنقص مني او تشينني فرجع ولم يأخذ وقال ربي انها عاذت بك فاعذتها فبعث الله عز وجل ميكائيل عليه السلام فعادت منه فاعاذها. فرجع فقال كما قال جبريل عليه السلام فبعث الله ملك الموت عليه السلام. فعادت منه. فقال ملك الموت عليه السلام وانا اعوذ بالله ان ارجع ولم انفذ امر الله او ولم انفذ امره فاخذ من وجه الارض وخلط ولم يأخذ من مكان واحد واخذ من تربة بيضاء وحمراء وسوداء فلذلك خرج بنو ادم مختلفين فصعد به ثم جعل التراب مع الماء صلصالا كما قال جل وعلا ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون فبل التراب حتى عاد طينا لازبا. يلزق بعضه على بعض وهذا مثل التنور اللي يسويه الناس يجيبون نوع من التراب ثم يخلطونه بشيء من الماء فيصبح لازما. فانما يضعونه يتماسك يقول ثم قال للملائكة اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدا ولا ريب ان الله تعالى لما خلق ادم عليه السلام بيديه لابد ان نعتقد هذا الاعتقاد لما خلق الله ادم ها بيديه ما هو تقلب في الارحام ما كان بقوله كن فيكون بيدي لابد ان نعتقد انه كان اجمل ما يتصوره انسان في اصل الخلقة طولا وعرضا وفي اصل الصورة عينا وسمعا وبصرا وفؤادا وقلبا وعقلا ولهذا قال بعض العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم فمررت بيوسف يعني في ليلة الاسراء والمعراج واذا هو قد اعطي شطر الحسن طيب وين الشطر الثاني قالوا شطر الحسن قال المفسرون وغيره قالوا معناه انه كان على النصف من حسن ادم عليه السلام. ولهذا جاء في بعض الروايات حديث الاسراء والمعراج انه مر على سماء الدنيا فرأى ادم رجلا وضيئا هكذا جاء اللفظ في بعض الرواية لهذا قال المفسرون اوتي شطر الحسن معناه انه كان على النصف من حسن ادم عليه السلام. وهذا كما قال الحافظ ابن كثير مناسب فان الله خلق ادم وصوره بيده الكريمة ونفخ فيه من روحه فما كان ليخلق الا احسن الاشياء ويؤكد هذا المعنى ما جاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال قالت الملائكة يا ربنا منا الملائكة ومنا حملة العرش ومنا الكرام الكاتبين ونحن نسبح الليل والنهار لا نسأم ولا نفتر. خلقت بني ادم فجعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الاخرة قال ثم عادوا فاجهدوا المسألة ثم عادوا فاجهدوا المسألة. فقالوا مثل ذلك يعني يلحون في الدعاء ويطلبون المكرمات فعادوا فقالوا مثل ذلك. فقال جل جلاله لن اجعل صالح ذرية من خلقته بيدي كمن قلت له فيكان سبحان الله العظيم وهذا من معاني ولقد كرمنا بني ادم اي تكريم اعظم من ان الله خلق ابانا بيديه الكريمتين سبحانه وتعالى ومما يؤكد جمال صورة ادم عليه السلام ان الله تعالى خلقه على صورته واذا كان صورة العظيما. واذا كان صورة الخالق اعظم من ان يتصور او يتخيل او يتخيل لانه تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فصورة ادم عليه السلام عظيمة. وان لم يكن المقصود التشابه قطعا وانما المقصود بيان العظمة في الصورة الا ترى انه من حيث العموم اجمل خلق في المرئيات لو نظرنا في المشاهدات نجد ان اجمل خلق هو الانسان فلا تجد خلقا جميلا احسن من الانسان في المشاهدات. لا في الحيوانات ولا في الطيور ولا في الاسماك ولا في الكائنات المشاهدة المرئية وعلى ما ذهب اليه عامة العلماء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قاتل احدكما خاف بالوجه فان الله خلق ادم على صورته جميعا بصيرا يسمع ويبصر ويتكلم فهذا من اعظم ما يكون وليس المقصود ان سورة ادم كصورة الله كما يظنه بعض الناس فخلقه الله تعالى بيده لئلا يتكبر ابليس عليه فخلقه بشرا فكان جسدا من طين كم سنة جلس ادم عليه السلام جسدا من طين جاء في بعض الروايات عن بعض الصحابة والتابعين انه جلس اربعين سنة وهو على صورة الطين ليس فيه روح من مقدار يوم الجمعة طبعا قلنا ان يوما عند ربك الف سنة مما تعد فمرت به الملائكة وهو على صورته الترابية الطينية ولم ينفخ فيه الروح ففزعوا منه لما لما رأوه وكان اشدهم منه فزعا ابليس لما نظروا ان الله شكل صورته بيديه خافت الملائكة ان يكون اكرم منهم وخاف ابليس ان يكون اكرم منه فكان يمر به ابليس فيظرب على جسده ولما ينفخ فيه الروح فيسمع صوت الطين صادرا من جسد ادم كما يصوت الفخار اذا ضرب فلذلك فذلك حين يقول من صلصال كالفخار ويقول ابليس لامر ما خلقت لامر ما خلقت وكان يقول للملائكة لا ترهبوا من هذا فان ربكم صمد وهذا اجوف طبعا الملائكة صمت لا ياكلون ولا يشربون وليس لهم جوف والرب تبارك وتعالى صمد لا يأكل ولا يشرب ولا جوف له ابليس يقول ان ادم له جوف فاذا يكون قدره انزل من قدركم ايها الملائكة هذا مقصوده. يقول فان ربكم صمد وهذا اجوف لئن سلطت عليه لاهله اكلنا فلما بلغ الحين الذي يريد الله عز وجل ان ينفخ فيه الروح وكان في اخر ساعة من يوم الجمعة وكان في اخر ساعة من يوم الجمعة والساعات عند الله على عد اليوم الف سنة فالساعة قرابة ثمانين ساعة عند الله جل وعلا ثمانين سنة الساعة ثمانين سنة الساعة عند الله عز وجل ثمانين سنة من ايامنا نحن فلما كان الحين الذي يريد الله عز وجل ان ينفخ فيه الروح قال للملائكة ما نفخ فيه الروح لكن امرا صارما قاطعا ليس فيه مراجعة اذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له فاذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح في رأسه دلت الروايات ان النفخ كان من فم ادم عليه السلام نفخ الروح فلما اكتمل الروح الى ووصل الى كل رأسه عطس فقالت الملائكة قل الحمد لله. فقال الحمد لله فقال له الله رحمك ربك فلما دخلت الروح في عينيه نظر الى ثمار الجنة فلما دخلت الروح في جوفه وصل للبطن اشتهى الطعام سبحان الله فوثب قبل ان تبلغ الروح الى رجليه. عجلان الى ثمار الجنة. وذلك حين يقول الله عز وجل خلق الانسان من عجب ها خلق الانسان منهجه. لذلك انت تشوف الطفل هو للحين ما يقدر يتحرك بس يشوف الاكل هو يتحرك يبي يروح بس مو قادر ليش؟ خلق الانسان من هو لو ما راح وقال ابي الطعام الطفل راح يجيبون له الاكل. بس هكذا الانسان خلق من عجب قال فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس ابى ان يكون مع الساجدين ولبعض هذا السياق كما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله شاهد من الاحاديث وان كان كثير منه متلقى عن بني اسرائيل. ومن هذه الشواهد وعنه رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما نفخ في ادم فبلغ الروح رأسه عطش فقال الحمدلله رب العالمين. فقال له تبارك وتعالى يرحمك الله. رواه ابن حبان في صحيحه وهذا يعني انه صحيح عنده وصححه الحافظ ابن كثير وجاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله ادم ونفخ فيه الروح عطش فحمد ربه باذن الله له فقال الحمد لله فقال له ربه رحمك ربك يا ادم اذهب الى اولئك الملأ وملأ منهم جلوس فقل السلام عليكم فقالوا سلام عليك ورحمة الله ثم رجع الى ربه فقال هذه تحيتك وتحية ذريتك بينهم. رواه النسائي في الكبرى والبزار وجود اسناده الحافظ ابن كثير رحمه الله وجاء ما يدل على طول ادم حين خلقه الله تبارك وتعالى من طين كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله ادم على صورته طوله ستون ذراعا وهنا الان لا تقيس الذراع الا ذراع نفسك ها لانك اذا قست على ذراع نفسك يعني معناته ثلاثين متر لا طوله ستون ذراعا قال العلماء من ذراع نفسه ها طوله ستون ذراعا من ذراع نفسه يعني يجيك طوله يمكن اكثر من مئة وعشرين متر او مئة وخمسين متر ما نعرف لكن طوله ستون ذراعا يقول فلما خلقه قال اذهب فسلم على اولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فانها تحيتك وتحية ذريتك. فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة ادم بتمام الخلقة وحسن الصورة هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ البخاري. فكل من يدخل الجنة على صورة ادم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الان وهنا هذا ما ورد في بدء خلق ادم عليه السلام ثم ان شاء الله في المشهد الاتي من مشاهد قصة ابينا ادم عليه السلام نبين كيف كان تصوير ذرية ادم لادم عليه السلام وبعد ذلك سجود الملائكة ونكتفي بهذا القدر وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين