ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد هذا مجلس من مجازي الخير والعلم تتدارس فيه شرح معاني اسماء الله سبحانه وتعالى ولا شك ان هذا من اعظم العلم ومن خير ما يصرف الانسان وقته فيه فان معرفة الله جل وعلا باسمائه وصفاته هو خير ما حصلته النفوس واكتسبته القلوب وادركته العقول بل ان هذا اعظم الغايات واولى الاولويات واوجب الواجبات هذا المجلس سوف نتدارس فيه بعون الله عز وجل ما اورده الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله في تفسيره من ذكر اسماء الله عز وجل وصفاته التي تضمنتها هذه الاسماء مع شرحها شرحا موجزا وقبل ان نبدأ في شرح ما اورد الشيخ رحمه الله نقدم بمقدمات ثلاث اولا هذا المتن الذي ندرسه باذن الله سبحانه في هذه المجالس هو شرح الاسماء الحسنى التي اوردها الشيخ ابن سعدي رحمه الله في تفسيره وكان قد اورد في اخر سورة النحل من تفسيره في اخر الجزء الخامس من الطبعة القديمة جمعا من الاسماء مع شرحها وذكر انها كثيرة الورود في كتاب الله سبحانه افردت بعد ذلك الطبع كما انها في الطبعات الاخيرة جعلت في خاتمة الكتاب و المؤلف علم معروف من كبار علماء المسلمين في القرن الرابع عشر وهو الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي المولود سنة سبع وثلاث مئة والف والمتوفى سنة ست وسبعين وثلاث مئة والف كان عالما مبرزا في شتى العلوم في العقيدة والتفسير والفقه و في الاصول وفي غيرها من العلوم اما المقدمة الثانية فانها تتعلق باهمية العلم باسماء الله سبحانه وصفاته ولا شك ان هذا كما اسلفت من احسن واعظم ما يكون من العلم بل كل العلوم تتضاءل امام هذا العلم بل ان كل العلوم انما هي مرادة للوصول الى هذا العلم هذا علم مقصود لذاته وكل العلوم مقصودة لغيرها اعني مقصودة للوصول الى هذا العلم وتظهر اهمية العلم باسماء الله وصفاته من خلال ما يأتي اولا ان الله سبحانه وتعالى امر بالعلم باسمائه وصفاته بايات شتى فكم في كتاب الله واعلموا ويكون الامر بالعلم باسمائه وصفاته سبحانه وتعالى اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم واعلموا ان الله مع المتقين واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه الى غير ذلك من هذه الايات التي فيها الامر بالعلم باسماء الله عز وجل وصفاته ولا شك اننا نستفيد من هذه النصوص فائدتين الفائدة الاولى ان هذا العلم واجب لان الامر اذا جاء في النصوص في الكتاب والسنة ولم يوجد له صارف فانه يدل على الوجوب كما بين هذا علماء الاصول ونستفيد فائدة ثانية وهي ان الله عز وجل يحب منا ان نعلم اسماءه وصفاته وهذه قاعدة كل ما امر الله عز وجل به امرا شرعيا فانه يحبه اذا ربك جل وعلا يحب ان تعلم اسماءه وصفاته اذا عليك ان تجد وتجتهد بالوصول الى ما يحب تبارك وتعالى ثانيا العلم باسماء الله وصفاته هو الغاية من خلق الخلق يقول سبحانه الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما تأمل يا رعاك الله الله سبحانه خلق هذا الخلق السماوات والارض وما بينهما لاجل ان يعلم العباد اسمائه وصفاته لكي يعلموا ان له العلم وان له القدرة الى غير ذلك مما ثبت له تبارك وتعالى من نعوت الجلال والجمال والحمد والاحسان امر ثالث يحثنا على الجد في معرفة اسماء الله وصفاته ان العلم باسماء الله وصفاته يفتح الباب امام عبوديات عظيمة للقلب والجوارح بل ان العلم باسماء الله وصفاته هو السبيل لعبادة الله سبحانه ارأيت لو انه قد قيل لنا اعبدوا ربا لا تعرفوا عنه شيئا اكان هذا ممكنا والله ان هذا لمن تكليف ما لا يطاق لكن من رحمة الله سبحانه ان عرفنا شيئا من اسمائه وصفاته حتى تتوجه له القلوب والجوارح بالعبادة فاذا علم العبد ان الله رحمن رحيم وانه غفور ودود اكتسب عبودية المحبة وعبودية الرجاء واذا علم انه عزيز قوي شديد العقاب اورثه هذا الخوف والوجل من الله عز وجل وهكذا في بقية اسماء الله وصفاته وما احسن ما قال ابو القاسم التيمي رحمه الله في كتابه الحجة انه لو اراد رجل ان يخطب مولية رجل او يزوجه سأل عن كل صغير وكبير سأل عن اسمه وكنيته واسم ابيه وجده وكل شيء عنه فكيف بالله العظيم الذي نحبه ونرجوه ونخافه ونعبده اليس اولى ان نعلم اسماءه وصفاته ونعلم تفسيرها وصدق رحمه الله فهذا اولى ما ينبغي على الانسان ان يسعى في معرفته فائدة رابعة تحثنا على معرفة اسماء الله وصفاته ان هذا ان هذه المعرفة هي التوحيد العلمي الذي يقود الى التوحيد العملي فان التوحيد نوعان توحيد علمي وتوحيد عملي واول ما يستقر في القلب التوحيد العلمي ثم يترقى منه الى التوحيد العملي قال جل وعلا رب السماوات والارض وما بينهما هذا هو التوحيد العلمي فاعبده واصطبر لعبادته هذا هو التوحيد العملي هل تعلم له سم يا اذا ينبغي على الانسان ان يحرص على تحقيق هذا التوحيد ثم يرقى الى تحقيق ثمرته وهو عبودية الله عز وجل توحيده بالعبادة ليحقق بذلك التوحيد بنوعيه فائدة خامسة الا وهي ان هذا العلم طريق موصلة الى رضا الله عز وجل وجنته فان كنت من طلاب الجنة فاحرص على هذا الباب العظيم من ابواب الخير الم تسمع الى قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيح ان لله تسعة وتسعين اسماء مئة الا واحدة من احصاها دخل الجنة اذا كنت حريصا على الجنة فدونك يا رعاك الله واحصاء اسماء الله عز وجل يتضمن الاتي يتضمن معرفة هذه الاسماء وحفظها والعلم بمعناها ودعاء الله عز وجل بها. دعاء العبادة ودعاء المسألة اذا قمت بهذا فانك تكون ممن وفقه الله عز وجل لاحصاء اسماء الله سبحانه وتعالى اما المقدمة الثالثة فانها في شيء يسير من ضوابط باب الاسماء الحسنى عند اهل السنة والجماعة اولا يجب ان نعلم ان اسماء الله تعالى حسنا وقد بين هذا ربنا في كتابه في اربعة مواضع بين ان اسمائه حسنى بسورة الاعراف ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وفي سورة الاسراء قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى وفي سورة طه الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى وفي سورة الحشر هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى وحسن مؤنث احسن تقول حسن وحسنة واحسن وحسن ومعنى كونها حسنى اي انها بالغة الغاية في الحسن فلا حسن فوق حسنها ومن تأمل في اسماء الله عز وجل ادرك حقا ويقينا انها اسماء حسنى وذلك يظهر من عدة وجوه اولا كل اسم من اسماء الله عز وجل لو تأملته يرعاك الله وجدته قد بلغ الغاية في الحسن فان جميع اسماء الله تبارك وتعالى دالة على معان هي احسن ما يكون وهي اعظم ما يكون وهي افضل ما يكون الامر الثاني ان هذه الاسماء دالة على اعظم واقدس مسمى وهو الله تبارك وتعالى فكيف لا تكون حسنا بعد ذلك اما الامر الثالث فهو انها منزهة عن كل عيب وعن كل نقص فاستحقت ان تكون اسماء حسنى اوجه حسن اسماء الله عز وجل كثير كثيرة وتظهر للمتأمل المتدبر فكل اسم من اسماء الله عز وجل ان نظرت الى معناه وجدته قد بلغ في الحسن الغاية ثم لو نظرت في بعض الاسماء لوجدت ان الاسم الواحد قد دل على عدة معان كلها حق وكلها احسن ما يكون من المعاني وهذا من عجائب اسماء الله الحسنى تأمل في اسم الله العزيز تأمل بسم الله في اسم الله الحكيم. تأمل في اسم الله الودود. تأمل في اسم الله الجبار تأمل في غير ذلك من الاسماء تجد ان الاسم الواحد دل على معنيين او على ثلاث او او على ثلاثة معان او على اربعة مع ان وكلها احسن ما يكون. وسيمر معنى هذا باذن الله عز وجل في الدروس القادمة ايضا من حسن اسماء الله عز وجل ان تنظر الى الحسن الذي يظهر من خلال اقتران الاسماء الحسنى بعضها ببعض فكل اسم من حيث هو بالغ في الحسن غايته واذا ضم الى غيره من الاسماء فانه يكتسب حسنا فوق حسن تأمل الى اقتران اسم الله العزيز بالحكيم كيف ان الله عز وجل له العزة ولكن لما كان هذا الاسم مقترنا بالحكيم في مواضع كثيرة دل هذا على ان عزة الله عز وجل ليست عزة فيها طيش او فيها عبث او فيها ظلم بل انها عزة بحكمة كما ان الله عز وجل هو الحكيم لكن حكمته لا يخالطها ولا يقارنها ضعف وانما هي حكمة من عزيز تبارك وتعالى وهكذا اذا تأملت في اقتران الغفور بالرحيم واقتران الواحد بالقهار الى غير ذلك من هذه المقترنات. بل ان هذا الامر يظهر جليا لو تأملت في الاسماء الاربعة التي اخبر الله عز وجل بها والتي تدل على الاحاطة الزمانية والاحاطة المكانية لله تبارك وتعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن والكلام عن هذه الاسماء الاربعة وما دلت عليه من حيث اقتران بعضها ببعض يطول به المقام وسيأتي ان شاء الله شيء من ذلك في قادم الدروس ايضا لو تأملت في اسماء الله عز وجل لظهر لك انه لا يوجد ترادف في اسماء الله لا تجد ان اسما يدل على المعنى الذي دل عليه اسم اخر بتمامه. هذا لا يوجد لكن تجد ان بعض الاسماء اخص من بعض او ان بعض الاسماء كالتفصيل لبعض تأمل مثلا في اسم الله العليم واسمه الخبير فالعليم دال على اتصاف الله عز وجل بصفة العلم والخبير دال على اتصاف الله عز وجل بعلم خاص وهو العلم بخبايا الامور تأمل في اسم الله الخالق واسم الله البارئ الخالق دال على اتصاف الله عز وجل بصفة الخلق والبارئ دال على اتصاف الله عز وجل بخلق ما له روح اذا اسماء الله عز وجل تجد ان بينها عموما وخصوصا في المعاني. وهذا ايضا من حسن اسماء الله سبحانه وتعالى و هذا الباب باب عظيم والمجال فيه رحب لمن تأمله واوصيك يا رعاك الله وانت في هذا الشهر الكريم ان تلاحظ هذا الاقتران في كتاب الله وانت تتلوه لا تمر على مثل هذه المواضع وما اكثرها في كتاب الله لا تمر عليها مرور الكرام وانما قف وتدبر واعط نفسك حظها من التأمل واكتساب هذا العلم العظيم المورث للايمان وآآ من ضوابط هذا الباب ايضا عند اهل السنة والجماعة ثانية ان نعلم ان اسماء الله عز وجل قد قسمها العلماء بعدة اعتبارات ومن تلك التقسيمات ان اسماء الله عز وجل تنقسم الى ثلاثة اقسام اولا اسماء الجلال والجمال كاسمه تعالى الله وكاسمه تعالى العظيم وكاسمه تعالى السيد ثانيا اسماء القدرة والفعل كاسمه تعالى الرب و آآ كذلك آآ ما دل عليه آآ كثير من اسماء الله سبحانه وتعالى كالخالق والرازق والرزاق وما الى ذلك النوع الثالث صفة النوع الثالث اسماء اسماء الرحمة والاحسان كاسمه تعالى الرحمن وكاسمه تعالى الرحيم وكاسمه تعالى الودود وما الى ذلك اذا هذه لو تأملتها فانها تقرب لك فهم معاني اسماء الله الحسنى ايضا من الضوابط عند اهل السنة ان نعلم كيف يكون ايماننا باسماء الله سبحانه ايماننا باسماء الله سبحانه يتضمن الاتي اولا ان نعتقد ان الله تعالى هو الذي سمى نفسه بهذه الاسماء فليس العباد هم الذين سموا الله تعالى باسمائه وفي الحديث الذي خرجه احمد وغيره قال صلى الله عليه وسلم اسألك بكل اسم هو لك ماذا سميت به نفسك اذا تسمية الله باسمائه من قبله هو لا من قبل عباده فنعتقد ان الله تعالى من اسمائه كذا وكذا وكذا مما جاء في الكتاب والسنة الامر الثاني ان نؤمن بما دل عليه الاسم من المعنى اسماء الله عز وجل كل اسم منها دال على معنى ولا يمكن ان تكون اسماء الله عز وجل اسماء اسماء جامدة لا تدل على معنى كما يقولهما من يقوله من المخالفين للحق في هذا الباب بل اسماء الله دالة على معان عظيمة ونعوت شريفة يجب ان تؤمن بما دلت عليه الامر الثالث ان تؤمن بما يدل عليه الاسم من الاثر فاسماء الله عز وجل منها ما له اثار في الخلق اذا لا بد ان تعتقد بوجود هذه الاثار في الخلق فاسم الله الغفور يدل على انه متصف بالمغفرة وانه يغفر لعباده اذا شاء سبحانه وتعالى وقس على هذا الامر الرابع دعاء الله عز وجل باسمائه وصفاته. لقوله سبحانه ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ادعوه بها. قال اهل التفسير ادعوه بمعنى سموه وهذا صحيح من جهة اللغة دعوتك فلانا او ادعوني بفلان يعني سموني بذلك. فالله يسمى بهذه الاسماء الواردة في الكتاب والسنة ثانيا ادعوه بها دعاء مسألة ادعوا الله عز وجل بما جاء في الكتاب والسنة من اسمائه ومن الادب ان تراعي الاسم المناسب لمقتضى الحال تنبه الى هذا وانت في شهر الدعاء اذا اردت المغرب اذا اردت المغفرة فادعوا الله باسمه الغفور والغفار واذا اردت الرحمة فادعه باسمه الرحمن والرحيم فهذا احسن ما يكون من الوسيلة اليه تبارك وتعالى وهكذا و الامر الثالث ادعوه بها دعاء عبادة وكل اسم من اسماء الله عز وجل له عبودية تخصه لا يشركه فيها غيره اذا على هذه الانحاء الثلاثة جاء هذا الاسم الجليل في الكتاب والسنة الرب اختلف علماء اللغة هل هو وصف او مصدر منهم من قال هو وصف ووزنه فعل رب على وزني فعل فعبودية الله تبارك وتعالى. فالعبودية بسم الله تعالى الغفور ليست هي العبودية باسمه تعالى العزيز ليست هي العبودية باسمه تعالى الحكيم ليست هي العبودية باسمه تعالى الودود فلكل اسم عبودية تناسبه وتليق به. وهذا باب عظيم يعرفه العباد الضابط الرابع ولعلي اقف في الضوابط عليه لضيق الوقت آآ ان نعلم ان الذي علمناه من اسماء الله تعالى انما هو بعضها لا كلها الله عز وجل اعلم عباده ببعض اسمائه لا بجميعها وثمة اسماء اختص الله عز وجل بعلمها يدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث سالف الذكر اسألك بكل اسم هو لك. سميت به نفسك او انزلته في كتابك. او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك اذا دل هذا على ان ما نعرفه من اسماء الله عز وجل هو بعظ هذه الاسماء وربما هو اقلها وثمة اسماء اخرى تدل على نعوت ومحامد عظيمة لا يعلمها العباد و يبينها تبارك وتعالى لعباده يوم القيامة بدليل ما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما يسجد تحت العرش لاجل الشفاعة قال صلى الله عليه وسلم فيفتح علي بمحامد لا احسنها الان والله عز وجل انما يحمد باسمائه وصفاته تبارك وتعالى هذه مقدمات ممهدات فهمي ودركي ما سيأتي في معرفة اسماء الله سبحانه وتعالى. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى فقد تكرر كثير من اسماء الله الحسنى في القرآن بحسب المناسبات. والحاجة داعية الى التنبيه الى معانيها الى معانيها الجامعة فنقول قد تكرر اسم الرب في ايات كثيرة. نعم تكرر كثيرا في كتاب الله عز وجل ذكر اسمائه الجليلة العظيمة تبارك وتعالى وذلك لعظيم حاجة العباد الى ذلك وانت اذا تأملت قل ان تجدوا قل ان تجد اية لم يذكر في اثنائها او خاتمتها اسم من اسماء الله عز وجل وربما اكثر وهذا يدلك على ان الحاجة الى ذلك عظيمة فان من سنة الله سبحانه انه كلما اشتدت حاجة العباد الى الشيء فان الله تعالى يتفضل بهذا الشيء اكثر لما كانت حاجة العباد الى الطعام والشراب عظيمة فان الله سبحانه انعم بالطعام والشراب ولما كانت حاجة العباد الى الماء اكثر انعم الله بالماء اكثر ولما كانت حاجة العباد الى الهواء اكثر واكثر انعم الله بالهواء اكثر واكثر ولا شك ان حاجة العباد الى معرفة اسمائه وصفاته تبارك وتعالى اعظم من ذلك كله فان ما مضى به حياة الابدان واما معرفة اسماء الله وصفاته فبها حياة القلوب اذا من نعمة الله عز وجل علينا ان بين لنا شيئا من اسمائه وصفاته حتى نقبل عليه بالعبادة عبادة القلب وعبادة الجوارح ولذا كثر بالكتب المنزلة وعلى السنة الرسل عليهم الصلاة والسلام ذكر اسماء الله وصفاته ولا شك ان حظ كتاب الله عز وجل الذي انزله على نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك اعظم مما كان في الكتب السابقة كما بين هذا اهل العلم فنحمد الله كثيرا على ذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالرب هو المربي جميع عباده بالتدبير واصناف النعم. اعد فالرب هو المربي جميع عباده بالتدبير واصناف النعم. بداية الكلام عن الرطب احسن الله اليكم قال قال رحمه الله قد تكرر اسم الرب في ايات كثيرة فالرب هو المربي جميع عباده بالتدبير واصناف النعم واخص من هذا تربيته لاصفيائه باصلاح قلوبهم وارواحهم واخلاقهم. ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل. لانهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة هذا اول اسم ذكره الشيخ رحمه الله اسم الله الرب والرب جاء في النصوص على ثلاثة انحاء جاء مضافا وجاء منكرا وجاء محلا بال جاء مضافا الحمد لله رب العالمين رب المشرقين ورب المغربين رب العرش العظيم الى غير ذلك وجاء منكرا سلام قولا من رب رحيم. بلدة طيبة ورب غفور وجاء محلا بالف السنة كما في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم اما الركوع فعظموا فيه الرب ومنهم من قال انه على وزن فاعل راب هذا هو اصله ثم حذفت الالف لكثرة اه استعمال هذا الاسم وقالت طائفة من علماء اللغة انه مصدر وليس وصفا مصدر من آآ رباه يربيه فهو رباه يربيه اه ربا رباه يربيه ربا وبالتالي فاسمه الرب اسم آآ فاسمه تعالى الرب مصدر بمعنى الفاعل مصدر بمعنى الفاعل وعلى كل حال معاني الرب في اللغة اشهرها ما يأتي اولا ان الرب بمعنى المالك مالك الشيء ربه يدل على ذلك ما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم في ظالة الابل حتى يلقاها ربها ثانيا ان الرب هو السيد كما في سورة يوسف قال اذكرني عند ربك يعني عند سيدك المعنى الثالث ان الرب هو المربي من التربية والتربية هي بمعنى التدبير والاصلاح والقيام على الشيء من حال الى حال حتى يبلغ تمامه كما قال جل وعلا وربائبكم اللاتي في حجوركم ربائبكم يعني التي تربيه تربونهن فهن ربائب لكم والمعنى الرابع ان الرب هو المتصرف في الشيء الذي يسوسه ومن هذا قول صفوان رضي الله عنه لابي سفيان يوم حنين لان يربني رجل من قريش احب الي من ان يربني رجل من هوازنه يربني يعني يسوسني ويتصرف في شأنه وهذه المعاني كلها حق في حق الله تبارك وتعالى الله تبارك وتعالى هو المالك كل من بيده ملكوت كل شيء فالله عز وجل هو المالك لكل شيء حتى الملوك وحتى الممالك فكل شيء الله تبارك وتعالى مالكه وهو سبحانه السيد الذي بلغ الغاية في السؤدد وبلغ الغاية في العظمة تبارك وتعالى و ثبت في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله هو السيد والله جل وعلا هو الذي ربى عباده وهذا هو المعنى الذي اشار اليه الشيخ رحمه الله وتربية الله للعباد تربية معنوية وتربية حسية تربية حسية بما اغدق سبحانه وتعالى وانعم على العباد من صنوف النعم التي يكتسبونها وتصلح بها اجسادهم وتصلح بها حياته فهذا من تربية الله عز وجل وتدبيره واصلاحه لعباده وثمة تربية وثمة تربية اعظم وهي التربية المعنوية وهي ما يربي الله عز وجل به قلوب العباد ويصلح ارواحهم وهو الدين والايمان والعلم الشرعي و هو سبحانه المتصرف في كل شيء ومن يدبر الامر فسيقولون الله فلا حركة ولا سكنة ولا صغير ولا كبير الا بتدبير من العلي الكبير سبحانه وتعالى اذا هذا هو ما يتعلق بمعنى اسم الرب له جل وعلا يبقى بعد ذلك ما الفائدة الايمانية والمسلكية التي نستفيدها من ايماننا بسم الله الرب نستفيد اولا ان الله تبارك وتعالى له الكمال المطلق وله الحمد كله وله الثناء كله لانه لم يكن ربا الا ولأنه قد جمع كل صفات الجمال وكل صفات الكمال. الحمد لله رب العالمين نؤمن بسم الله الرب فنعلم ثانيا ان الله تبارك وتعالى هو الذي بيده كل شيء وهو الذي يتصرف في كل شيء هو الذي يعطي وهو الذي يمنع هو الذي يرفع وهو الذي يخفق. هو الذي يعز وهو الذي يذل. هو الذي يحيي. وهو الذي يميت فمن امن بهذا كيف ينصرف عنه تبارك وتعالى الى غيره بل يجب على كل انسان ان يفوض امره الى الله الرب تبارك وتعالى و يترك آآ تفويضا له تبارك وتعالى وتوكلا عليه كل شيء سواه يا لله العجب من اناس يلجأون الى غير الله لانهم يعتقدون فيما يلجأون اليه النفع والضر مع ان الله عز وجل هو الرب اي ايمان هذا منك باسمه الرب اتعتقد يا عبد الله ان الله هو الرب ثم تلجأ الى غيره في تفريج الهموم وتنفيس الكروب وازالة المصاعب سبحان الله العظيم اين ايمان العبد باسمه الرب وهو يعتقد ان غير الله جل وعلا هو الذي يتصرف في الكون اما اربعون واما سبعة واما اربعة واما واحد قطب او غوث او وتد او غير ذلك سبحان الله العظيم اي ايمان هذا بربوبية الله عز وجل مع اعتقادي ان غير الله عز وجل هو الذي يدبر ويصرف ويؤثر استقلالا دون الله تبارك وتعالى نستفيد امرا ثالثا مهما الا وهو ان من رضي بالله ربا فقد حاز الخير كله امن بالله ربا ارض بالله ربا وابشر بالخير كله اولا ستذوق طعم الايمان. قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ابشر بالخير ان رضيت بالله ربا ان رضيت بالله ربا دخلت الجنة ان رضيت بالله ربا غفر الله لك ذنبك. قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم يا ابا سعيد يعني ابا سعيد الخدري من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا غفر له ذنبه اذا رضيت بالله ربا رضيت بحكمه رضيت بحكمته رضيت بحدوده رضيت بقدره هذا هو الذي يكون راضيا بالله تبارك وتعالى ربا وهي درجة رفيعة ينبغي على كل مسلم ان يسعى في الوصول اليه اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يملأ قلوبنا بحبه والسنتنا بذكره وان يوفقنا لطاعته وان يستعملنا في مراضيه وان يعيننا على كل خير وان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان هذا سائل يقول هل من كتاب جامع في ضوابط اسماء الله تعالى الكتب في هذا الموضوع كثيرة و من اخصرها واحسنها على وجازته كتاب القواعد المثلى بصفات الله واسمائه الحسنى اوصيك بقراءته وتأمله وتدبره فانه على صغره واختصاره يغنيك عن كثير من المطولات والكتاب من تأليف الشيخ العلامة محمد ابن صالح ابن عثيمين رحمه الله. يقول هل فضل العمرة متعلق برمضان ام بالصيام بمعنى ان آآ من سافر للعمرة في رمضان وافطر هل يكتب له هل يكتب له الاجر الجواب هذا الفضل متعلق برمضان وليس متعلقا بالصيام وبالتالي فمن اعتمر في رمضان ولو كان مفطرا فانه يكون قد حقق الامر الذي جاء في الحديث وهو ان عمرة في رمضان كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما حكم من تهاون في صلاة التراويح اقول اه حرم نفسه الخير نحن قصرنا كثيرا يا اخواني قبل رمضان اما ان لنا ان نسد شيئا من هذا الخلل وهذا التقصير في رمظان اتعلم فضل قيام رمضان اتؤمن بقوله صلى الله عليه وسلم من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه هل انت في غنى عن مغفرة الله تبارك وتعالى ناهيك عن الافضال والخيرات والبركات العظيمة التي تنالها مع قيامك وركوعك وسجودك اتعلم انك اذا سجدت لله سجدة رفعك الله بها درجة وحط الله بها عنك خطيئة اتعلم انك انظر الى هذا الفضل فقط والله انه ليكفي حثا على الاجتهاد في صلاة التراويح من قال امين بعد الفاتحة فوافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه الان في صلاة التراويح كم مرة تتكرر هذه القضية كم مرة كثير فيرجى ان شاء الله ان تصيب منها شيئا يا عبد الله كيف تضيع لنفسك او على نفسك هذا الفضل العظيم اذا المحروم هو الذي حرم خير هذا الشهر فالله الله بالجد والاجتهاد ووالله انها لايام قليلة وينقضي هذا الشهر وكأن شيئا لم يكن ان كان هناك تعب سيذهب وان كان هناك سهر والله سيذهب لكن ان قبل الله سيبقى لك اجر عظيم عنده سبحانه وتعالى الله عز وجل من نفسك خيرا هذا اخ يقول اه آآ هل يجوز ان يذهب الانسان في سفرة الى مكة فيعتمر ثم يرجع الى المدينة فيجلس يومين ثم يرجع مرة اخرى الى مكة ويعتمر عمرة ثانية هل هذه الصورة صحيحة؟ نعم. هذه صورة صحيحة وينبغي لمن اه تردد بين مكة والمدينة او غير المدينة ينبغي عليه اذا رجع مرة اخرى ان لا يفوت على نفسه الفضل بل يأتي بعمرة ثانية اه يحوز خيرا الى خير فان هذه العمرة آآ اه الاولى صحيحة والثانية صحيحة ولو تكرر ذهاب الانسان وايابه بين مكة وغيرها اه فيرجع مرة ثانية الى مكة فان هذه العمرة في حقه عمرة صحيحة يقول ما قولكم في من ادركه الاذان وهو في جماع اهله ماذا عليه؟ وهل يقاس عليه الشرب حتى يقضي نهمته منه هذا قياس فاسد من افسد القياس بل يجب عليه بالاجماع ان ينزع ينزع مباشر بل بعض العلماء يرى انه ان نزع فانه يكون مفطرا بل وتلزمه الكفارة لان النزع يحصل به لذة والصحيح ان هذا القول غير صحيح بل النزع ها هنا من باب ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب فالمقصود انك متى ما تحققت من دخول الفجر انه يجب عليك وجوبا ان تنزع وتترك هذا الامر والا فلو استدام الانسان هذا الامر فانه يكون قد وقع في اثم عظيم ويكون مفطرا وعليه تلك الكفارة الغليظة في حقه وهي انه يلزمه ان يعتق رقبة فان لم يجد فانه يصوم شهرين متتابعين فان لم يستطيع فانه يطعم ستين مسكينا الفرحة التي هي للصائم هل تكون في الدنيا والاخرة؟ الصواب نعم والصواب نعم فرحة حين فطره كل يوم وفي اخر الشهر فان كل هذا يصدق عليه انه فطر واذا لقي الله تبارك وتعالى فانه سيفرح بصومه هل يجوز اطلاق اسم الرب على المخلوق المقام فيه تفصيل اولا اسم الرب هكذا محلا بال لا يجوز ان يطلق على غير الله تبارك وتعالى ان يقال فلان الرب هذا هذا لا اشتباه فيه ولا اشكال ثانيا اضافة الرب لما لا يعقل كأن يقال رب الدابة رب البيت وما الى ذلك وهذا لا بأس فيه لا بأس به ويدل عليه الحديث الذي ذكرته انفا حتى يلقاها ربها الامر الثالث ان يضاف آآ الرب الى ما يعقل او الى من يعقل هذا محل خلاف طويل بين اهل العلم من اجاز استدل بقول الله جل وعلا عن يوسف عليه السلام اذكرني عند ربك ومن منع استدل بما خرجه الامام البخاري في صحيحه لا يقولن احدكم وضئ ربك اطعم ربك اسق ربك وانما يقول سيدي ومولاي و هذا في حق الرقيق يعني المملوك آآ وجه النبي صلى الله عليه وسلم ان لا يقول هذا الامر و الصحيح والله تعالى اعلم ان الرب اذا كان اطلق على من يستحق ان يكون سيدا لمالك يا سيدا لمملوك ولم يكن محلا بال ولم يعتقد انه السيد المتصرف الذي له التأثير في هذا الكون ولم يكن مخاطبا به لهذا السيد يعني لم لم يخاطب به السيد ولم يكن حاضرا فانه يجوز الاستعمال بهذه الضوابط الاربعة التي ذكرتها لك وذلك لان الاية صريحة في جواز ذلك اذكرني عند ربك وايراد من اورد ان هذا من شرع من قبلنا فانه يقال هذه الكلمة قالها نبي كريم ورسول عظيم هو يوسف عليه السلام وانبياء الله ورسله آآ يراعون وما يتعلق بمقام الادب مع الله تبارك وتعالى فمثل هذا مما لا تختلف فيه الشرائع بالنسبة كلام الانبياء عليهم الصلاة والسلام هذا الذي يظهر في هذه المسألة والله تبارك وتعالى اعلم تهذيب اللحية يعني الاخذ منها الذي تدل عليه النصوص لمن تأملها ان الاخذ من اللحية لا يجوز وذلك ان النصوص قد دلت الا تكفير واعفاء النبي صلى الله عليه وسلم قال اعفو اللحى والاعفاء لا يتناسب مع القص منها كذلك قال صلى الله عليه وسلم ارخوا اللحى. قال ارجو اللحى وكلها الفاظ تدل على التكفير ناهيك عن ان السنة العملية له صلى الله عليه وسلم مفسرة للسنة القولية وكان صلى الله عليه وسلم كث اللحية الذي يليق بك يا ايها المسلم ان تدع لحيتك كما خلقها الله تبارك وتعالى ولا تغير ولا تغير هذه الخلقة التي خلق الله تبارك وتعالى آآ خلقك الله تبارك وتعالى عليها الله عز وجل اعلم يقول له هل يجوز ان نؤدي العمرة ان امي وهي مريضة العمرة عن الغير جائزة في حالتين الحالة الاولى الموت فيجوز ان يؤدي الانسان الحج والعمرة عن الميت سواء كان قريبا له او لم يكن قريبا له الحال او الحالة الثانية في حالة العجز البدني فمتى ما كان الشخص لا يستطيع ان يأتي لمرضه لعجزه لشلله ونحو ذلك فانه يجوز الحج والعمرة عنه. ودلت على هذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا كانت الوالدة مريظة مرظا يمنعها من الوصول الى بيت الله الحرام انه يجوز لك ان تحج او تعتمر عنها اذا كنت قد حججت واعتمرت عن نفسك والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان