اني اشتهي ان اسمعه من غيري قال فقرأت النساء حتى اذا بلغت فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء ايه ده قال لي كف او امسك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين هذه قراءة في كتاب الاربعين التدبرية وهي اربعون حديثا في مراتب اخذ القرآن وهذا الكتاب مهم جدا لانه كتاب الف في الانتصار للقرآن الكريم ونحن بنا حاجة ما سألنا انتصر لكتاب الله تعالى وان نبصر الناس بهذا الكتاب العظيم. وان نجتهد لندفع تقصيرنا مع كتاب الله تعالى فالحياة الحقيقية هي العيش مع هذا الكتاب الذي جعله الله تعالى روحا للقلوب يحييها حياة ابدية ترمدية قال مؤلف الشيخ ايمن عبد الحميد خطاب الاربعون في مراتب اخذ القرآن باب الاخلاص قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة اجاد وافاد حينما جعل اول الامر ما يتعلق بالاخلاص وهذا الاخلاص هو الذي فيه الخلاص ويرحم الله من قال يا نفس اخلصي تتخلصي فاذا اخلص الانسان لربه ومولاه استخلفه الله انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار اذا على الانسان ان يراقب نفسه ويراقب قوله ويراقب باطنه في مسألة الاخلاص التي فيها خلاص ويسعى ليحقق ذلك بكل ما اوتي وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة اللهم ارزقنا الاخلاص لك يا كريم الحديث الاول عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنية وانما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأتي ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه هذا الحديث حديث متفق عليه واذا اطلق اهل الحديث عبارة متفق عليه فانهم يريدون انه قد اتفق البخاري ومسلم على تخريجه من هذا الصحابي وهذا قد حصل فان البخاري ومسلما علينا وعليهما رحمة الله قد اتفقا على تخريج هذا الحديث من رواية يحيى ابن سعيد الانصاري عن محمد ابن ابراهيم التيمي عن علقمة ابن وقاص الليثي عن عمر ابن الخطاب وهذا الحديث هو حديث عظيم وهو حديث يدل على اهمية النية ومكانتها. وان اجر المؤمن يتضاعف على عظم نيته وارجعوا الى كتاب جامع العلوم والحكم ابن رجب الحنبلي واقرأوا النصوص التي نقلها في مسألة تعظيم النية ويرحم الله ابن المبارك حينما قال رب عمل صغير يكبره النية وهكذا النية كما قال الامام احمد النية تجارات العلماء وهذا ما يسمى بفقه النية ويسمى بفقه الاحتساب هو ان الانسان يحتسب الاجر ويعظم مسألة الاحتساب حتى في طعامه وحتى في شرابه بل حتى في تروكاته يترك الانسان المحرم والمؤذي ويحتسب الاجر في تركهم يتعلم الانسان العلم وينوي النيات الكبيرة في بثه لامتي الدعوة والاجابة فكلما عظمت النية كلما عظم اجر الانسان باب الاستماع. قال تعالى واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون اية عظيمة تدلك على سبيلا عظيم من سبل الرحمة هو ان الانسان يستمع يستمع الانسان الى قراءة كتاب الله تعالى في الصلاة وفي خارج الصلاة حتى حينما يقرأ بنفسه يجعل لسانه وبصره وقلبه وسمعه مع الايات ويحفظ الله الشيخ اي من رشدي سواد وهذه من الموافقة ان صاحب الكتاب هذا اسمه ايمن شيخ ايمن رشدي السويد حينما سئل كيف يحفظ الانسان؟ قال يأتي الى الصفحة فيكررها مرارا ويجعل اذنه وسم اذنه وبصره ولسانه وقلبه ويبقى يكرر حتى يحفظ هذه الصفحة والفقهاء فرقوا بين السامع والمستمع واقول لك ايها الاخ الكريم اذا سمعت القرآن فكن مستمعا. لا تكن سامعا فقط ركز على الايات واحرص ان تكون حافظا للقرآن باستماعك تحفظ القرآن واياك ان تترك هذا الباب حفظ القرآن وتعمل للحفظ كل ما تسمع وكل ما تقرأ احرص ان تجمع نفسك وقواك على فهم النص وعلى ادراك واستيعابه الحديث الثاني عن سعيد بن جبير رحمه الله عن ابن عباس في قوله لا تحرك به لسانك لتعجل به قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة كان يحرك شفتيه فقيل فقال لي ابن عباس انا احركهما كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما فقال سعيد انا احركهما كما كان ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه فانزل الله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه ثم فسرها ابن عباس قال وقرآنه قال جمعه في صدرك ثم تقرأه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه قال فاستمع وانصت ثمان علينا ان تقرأه قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتاه جبريل استمع انظر ما قال سمع استمع وفيه اشارة الى الانصات وعدم ذهاب القلب هنا وهناك فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتاه جبريل استمع. فاذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما اقرأه الشرح وقال الليث ابن سعد من رحمة باسرع منها الى شيء الى مستمع القرآن اعلم ان الرحمة اسرع ما تكون الى مستمع القرآن. فاذا علم الانسان هذا هل يفرط؟ لا يفرط فيا عباد الله اقرأوا القرآن واستمعوه وقوموا بحقه حق قيام الحديث الثالث عن عبد الله ابن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي قل قال قلت اقرأ عليك وعليك انزل قال فرأيت عينيه تذرفان نبينا صلى الله عليه وسلم كان اخشع الناس لله وكان اتقى الناس لله وكان اعلم الناس بالله والقاعدة عند السلف من كان بالله اعرف كان منه اخوف القرآن نزل على نبينا والنبي صلى الله عليه وسلم علم البشرية القرآن وحفظ الناس القرآن وبين للناس مراد الله في القرآن ولكنه يحب ان يسمعه من غيره. ولذا هذه سنة وبودي انك حينما تستمع الى القرآن عليك ان تعلم بان هذا سنة وانك تستمع استجابة لامر الله تعالى كما قال تعالى واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون وايضا تستمع باعتبار انك تطبق سنة نبوية وهذا يدل على شرف هذا الكتاب العزيز. وان الانسان مهما بلغ من العلم والمعرفة فان به حاجة الى كتاب الله سأل ومعنى اشتهي احب كما جاء مبينا في رواية اخرى. واحسن ما يفسر فيه حديث النبي يفسر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وابن رجب الحنبلي حينما فسر الاحاديث الاربعين النووية فسرها بالقرآن ثم فسرها بالاحاديث ثم فسرها باقوال الصحابة وباقوال التابعين والباب حينما نريد ان نفهمه لا لا نأخذ برواية ونترك بقية الروايات في الحديث يفسر بعضه بعضا الحديث الرابع عن ابي موسى الاشعري وانظر الى قوة هذا الامر في الحديث السابق عبد الله ابن عباس وهو رأى عبد الله ابن مسعود الذي قبله عبد الله بن عباس وهو رأس في القرآن وفي علم القرآن وفي البذل عبد الله بن مسعود هو رأس في القرآن واخذ من في النبي سبعين سورة وهو من اعلم الناس بالقرآن. ثم يأتينا ابو موسى وهو ممن اوتي مزمارا من من مزامير قال استمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءتي من الليل وهنيئا لابي موسى حينما يستمع له النبي صلى الله عليه وسلم وتأمل كم كان لقراءته في قلب النبي من اثر وهكذا ينبغي للانسان ان يؤثر في قلوب العباد بجودة قراءته وحسن تعلمه وتعليمه وعمله فافضل شيء انك تخرج من هذه الدنيا مؤثرا في الخلائق وتعمل لان تؤثر في اكبر عدد ممكن منهم يقول استمع ما قال سمع استمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءتي من الليل فلما اصبحت قال يا ابا موسى استمعت قراءتك الليلة لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داوود هنيئا لمن رزقه الله صوتا جميلا وقراءة مثقنة يقرأ كتاب الله تعالى بجودة وحسن واتقان كلام الله اجمل الكلام واعظم الكلام. وحينما يزين الانسان كلام الله بحسن الصوت وحسن خروج الحرف من مخرجهم مع صفاته وما يتعلق به ومع ما يتعلق بالحرف من امور تكون قريبة منه هنيئا لمن زين كلام الله بحسن قراءته قال يا ابا موسى استمعت لقرائتك الليلة لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داوود قلت يا رسول الله لو علمت مكانك لحضرت لك تحبيرا وهنا ابو موسى لم يأتي بجميع ما عنده كان لديه المزيد لكنه لم يعلم ان الجهة النبوية والقلب المصطفوي كان يستمع اليه باب التلاوة. قال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون هذه الاية ايها الاخوة اية عظيمة تبين لك عظم القرآن ومكانة القرآن الذين مبتدأ اتيناهم الكتاب صلة للموصول يتلونه حق تلاوته جملة حالية وليست خبرا للمبتدأ ولذا نحن لا نقف عند يتلونه حق تلاوته بل نصلها لاولئك يؤمنون به لان اولئك هي الخبر للذين فبناها الذين اتيناهم الكتاب وهم الذين يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به فالمبتلى المبتلى الذين اولئك الخبر ويتلونه حق تلاوته جملة حالية ومعنى يتلونه حق تلاوته يقرأونه القراءة الصحيحة ويطبقونه بانهم يسيرون على نهجه وطريق هؤلاء هم المؤمنون الخلص اولئك يؤمنون به بخلاف هؤلاء قالوا ومن يشكر به فاولئك هم الخاسرون. خسروا ماذا خسروا كل شيء ولذا فان الانسان ان اعرض عن كتاب الله فانه قد خسر كل شيء قال عن عبد الله ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف نعم ايها الاخ الكريم ان قراءة القرآن باب من اعظم ابواب الحسنات وطريق من اعظم الطرق للزيادة في الدرجات وكتاب الله تعالى هذا الكتاب الخالد نحن ندعو في الصلاة ونقول اهدنا الصراط المستقيم وتجد هذه الاية الكريمة في الصفحة الاولى من كتاب الله تعالى ولكنك حينما تأتي بالصفحة التي بعدها تجد الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. اي ان القرآن الكريم هو الكتاب الذي ما بعده كتاب وهو الكتاب الذي من اعتمد عليه وصل الى مراد الله تعالى ووصل الى الصراط المستقيم وكان على الصراط المستقيم في الدنيا فنحن بامس الحاجة الى قراءة هذا الكتاب الجليل وعدم التقصير في هذا الكتاب وعدم ترك هذا التزام وربنا قال عن هذا الكتاب وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم اذا ايها الاخوة علينا بالقرآن ودل القرآن على مدح الباكين من خشيته في سجودهم. فقال تعالى ويخرون للاذقان يبكون وقال تعالى خروا سجدا وبكيا فعلى الانسان ان يقرأ كتاب الله تعالى وعليه ان يخشع في تلاوته وفي استماعه وفي تدبر معانيه واذا التبست عليك الطرق واشتبهت عليك الامور وصرت في حيرة من امرك وضاق بها صدرك فارجع الى القرآن الذي لا حيرة فيه ولا هم ما فيه ولا غم ولا شرك فانك سوف تجد النجاة قال محمد بن كعب القرظي من قرأ القرآن من قرأ القرآن متع متع بعقله وان بلغ من العمر مئتي سنة وقد وجدنا هذا وشاهدنا ان اصحاب القرآن تبقى عقولهم ومقولة ليس ابن سعد التي مرت عندنا لا ننساها من رحمة الى احد باسرع منها الى مستمع القرآن فعلى مستمع القرآن ان يتدبر وعليه ان يعلم بان الرحمة تغمره حينما يكون مقبلا الى القرآن بقلب صادق مخلصا لله ومن اوضح اسرار الاعجاز في القرآن الكريم ان الفاظه تكشف لكل عصر من المعاني بمقدار ما يتقدم للانسان في اسرار الاشياء والان نحن في كل يوم نجد اعجوبة من اعاجيب هذا القرآن الكريم فتأملوا يا عباد الله ما في هذا الكتاب الخالد وجدوا فيه ولا تقصروا فيه اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء احزاننا