اذا تقرر هذا فان من اعظم ما يعين الانسان في طلب العلم ان يكون مكثرا من ذكر لله عز وجل فان الاكثار من ذكر الله يعين العبد في طلب العلم وذلك بواسطة عدد من الحمد لله رب العالمين احمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان الامة العربية قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانت على طريقة شنيعة في حياتها لا في امورها الدنيوية ولا في امورها الدينية الاخروية وقد كان بينهم من الشحناء والاقتتال وسفك الدماء وانتهاك الحرمات والاعراض الشيء الكثير كان بينهم من الفقر شدة الحاجة حتى وصل بهم الحال ان قتلوا اولادهم خشية عملاق كان بينهم من التقاطع والتدابر والاثرة الشيء الكثير فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى العلم النافع فغير الله احوالهم بدل ان كانوا متفرقين اصبحوا اخوة مجتمعين متآلفين وبدلا ان كانوا في ضعف وشدة حاجة اصبحت امة قوية مرهوبة الشأن وبدل ان كانوا على حال سيئة فيما يتعلق بامورهم النفسية والاسرية والاجتماعية والمالية. فاذا بالله عز وجل يغير احوالهم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم وقد ذكر الله نماذج ذلك بايات من كتابه كما قال واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من من الطيبات لعلكم تشكرون كما في قوله جل وعلا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها ومن هذا المنطلق نتذكر ما غير الله به احوالا اهلي هذه الجزيرة من فقر وشدة وشدة في امورهم كلها الى سعة هيئة تنحسن وقوة ومكانة ومنزلة على مستواها للارض قاطبة وما ذاك الا لهذا العلم الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ومن هنا جاءت النصوص بالترغيب بطلب العلم الحث عليه اذ بالعلم تحيا النفوس وتتغير احوالها ومن هنا قال الله جل وعلا في بيان فضل العلم ومكانته قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال جل وعلا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ورغب اهل الايمان في ان يطلبوا العلم وبذل الاسباب ومن تلك الاسباب ان يدعو العبد ربه جل وعلا ان ينيله العلم النافع كما قال تعالى وقل رب زدني علما وكما جاءت الايات ترغيبي في التعلم وحثت عليه تتابعت الاحاديث النبوية في سنة النبي صلى الله عليه وسلم بطلب العلم وتبين منزلة اهله فمن ذلك ما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا في الدين. وقال صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر وما ذاك الا ان نشر العلم يترتب عليه التزام الناس بالطاعة وما تلتزم الناس بالطاعة كان هذا من اسباب صلاح احوالهم الدنيوية التي وان لم يكونوا قاصدين لها الا ان الله عز وجل لما علم منها آآ من اهل العلم انهم رغبوا في الاخرة جعل الدنيا تأتيهم وهي راغمة. كما ورد في الخبر وكما قال تعالى وان لو استقاموا على الطريق لاسقيناهم ماء غدقا وبالتالي نعلم فظيلة العلم ونعلم الاثر العظيم الذي يترتب على وجود العلم في فالعلم من اسباب نزول الرحمات والبركات من عند رب العزة والجلال. فان اه رب العزة والجلال قد رتب لاهل الايمان والتقوى خيرات الدنيا والاخرة والايمان والتقوى لا تكون الا بعد العلم والتعلم. قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقال جل وعلا قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ومن هذا المنطلق جاءت النصوص بالترغيب في التعلم ورفع شأن اهل العلم المكانة العالية التي تكون للعلماء. ومن ذلك قوله تعالى انما يخشى الله من عباده به العلماء لانهم علموا بالله وعلموا بصفاته فكانت خشيتهم من الله اعظم من خشية اليهم ومن خشى ومن كان عنده خشية من الله فان الله عز وجل يتولى شأنه وينزله ويجعله من اهل المراتب العليا فيها. وقد امر الله تعالى بالرجوع الى اهل العلم ينادي الى ما يصدر عنهم بما في ذلك من اصلاح احوال الناس. كما قال تعالى وما كان المؤمن لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليه لعلهم يحذرون. وكما قال سبحانه فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. وخصوصا عند حلول الفتن ووجود الازمات كما في قوله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف ذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم رحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ومن هذا المنطلق نعلم فضيلة العلم ونعلم ان هذا العلم من اكبر الاسباب التي تدرأ بها الحوادث العظيمة السيئة وتدرأ بها الامور المخالفة من امثلة الاضطراب والفوضى وسفك الدماء وعدم استقرار احوال الناس واكل الناس بعضهم لاموال بعضهم الاخر. وفي تعلم الناس باحكام الشريعة ومعرفتهم بها نجاة العبد او العباد في يوم القيامة. فان الناس متى علموا شرع الله وتفقهوا في دينه وعملوا بذلك كان هذا من اسباب دخولهم للجنان ورفعة درجاتهم فيها. ولذا قال اه جل وعلا في ذكر اه صفاته او في ذكر اه راتبي آآ الناس ومنازلهم حيث قسمهم الى اقسام اولهم الانبياء وهم الذين ايدوا بالوحي من الله فكان علمهم بالشرائع بوحي من رب العزة والجلال. وثانيهم الصديقون وهم الذين علموا بشرع الله وايقنوا به وساروا عليه جعل الطائفة الثالثة هم الشهداء الذين قاتلوا في سبيل الله فسفكت دمائهم في الله جل وعلا فقدم الصديقين بما لهم من علم وتصديق على الشهداء الذين بذلوا ارواحهم في سبيل الله وجعل الرتبة الرابعة للصالحين وحسن اولئك رفيقا واذا تقرر هذا فان المؤمن يتقرب الى الله جل وعلا بان يكون له اخوة واصحاب يتعاون معهم هم في طلب العلم ويقوي بعظهم بعظا ويكون ذلك من اسباب ابتعاد عدوهم الشيطان عنهم الذي يوسوس لهم في صدورهم يحاولوا ان يزيغهم عن الطريق المستقيم ويحاولوا ان يوجد عندهم الحزن والملال في طريق العلم فان الناس متى تعاونوا على البر والتقوى كان ذلك من اسباب قوتهم ومناعتهم وعدم قدرة عدوهم الشيطان عليهم في جعلهم يتركون سبيل الطاعة ومن هذا المنطلق يفرح المرء بان يكون له اخوة يتعاون معهم في طاعة الله عز وجل طلب العلم يتدارسون العلم ويتفقهون في دين الله عز وجل. ويكون ذلك من اسباب وجود محبة الايمانية التي هي من اسباب دخول الجنان. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا. وقال صلى الله عليه وسلم المتحابون في الله على منابر من نوري يوم القيامة يغبطهم النبيون والشهداء. وقال صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في والا يوم لا ظل الا ظله وذكر منهم رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرق عليه ومن الامور التي تؤكد ويؤكد عليها في بداية درسنا هذا الاسباب التي اجعل الانسان يستمر في هذا الطريق ويتمكن من تحصيل العلم. فاول ذلك اخلاص النية ارادوا به اخلاص النية ان يكون مقصود الانسان بطلبه للعلم ان يعبد الله عز وجل ليحصل على رضاه وعلى اجر الاخرة. فلا يكون مقصود العبد شيئا من الامور الدنيوية وانما اقصد بذلك ان يرضي الله جل وعلا وان يحصل على اجر الاخرة. وقد جاءت النصوص بالتأكيد على ان يقصد الانسان بعبادته وجه الله والدار الاخرة. كما قال تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. وكما قال تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون وثاني هذه الامور ان يستعين العبد بالله عز وجل ان يستعين العبد ربه جل وعلا ويتقرب اليه بدعائه والطلب منه ان يعينه في هذا الباب. فان الله تعالى قد فتح باب الدعاء ووعد الداعين باجابة دعواتهم كما في قوله سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. وقال سبحانه واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعاء الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقال تعالى قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم. ومن هنا يتقرب الانسان الى الله بان يطلب منه جل وعلا ان انه في طلب العلم وان يسهل له اسبابه وان يرزقه الفهم الصحيح والحفظ الجيد فان ازمة الامور بيد رب العزة والجلال وهو المتصرف في الكون وهو الذي يدبر جل وعلا وبمناسبة هذا اه اذكر لطيفة حيث ان بعظ المشركين عاب على بعظ الموحدين حينما اخذ من قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين ان الاستعانة فيما لا يقدر عليه الا الله لا يجوز ان تكون الا آآ الا استعانة استعانة له جل وعلا. فقال آآ نائبا على ذلك قال هذا المشرك ان الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة وقال هنا استعانة بغير الله وهذا فهم خاطئ. فان الاية اياك نعبد واياك نستعين ومن المعلوم ان تقديم المعمول يفيد الحصر. ومن المعلوم انه يفرق بين استعانة العبد بالله واستعانته بالصبر والصلاة ففرق بين ان تستعينه وبين ان استعين به هناك استعانة لله عز وجل بواسطة او بوسيلة الصبر والصلاة وفرق بين ان يستعان الله عز وجل وان يستعان بالصبر والصلاة ومن الامور التي تعين الانسان على طلب العلم ان يتقرب الى الله عز وجل بالتوحيد وافراده بالعبادة و اسناد جميع ما في الكون الى الله جل وعلا. بحيث يكون خوف العبد من الله وحده. ورجاءه له وحده. فمتى زاد ما عند العبد من اليقين والتوكل كان هذا من اسباب تحصيل العلم بان العبد قد جعل قلبه وتوجهه لله عز وجل فينيله الله من العلوم والمعارف الشيء الكثير. وقد قال الله جل وعلا الذين يبلغون رسالات الله ويخشون كونه ولا يخشون احدا الا الله. فهذا شأن علماء الشريعة انهم يكون عندهم من معرفة الله ما ليس عند غيرهم. وبالتالي يجزمون بان المتصرف في الكون هو رب العزة والجلال. ومن ثم يكون خوفهم ورجائهم لله جل وعلا. ولا تغرهم ما يكون عند الناس من امور دنيوية انما نالوها بعطاء من الله جل وعلا وبتيسير منه سبحانه على ولذا فان للتوحيد من الاثر في النفوس الشيء الكثير ومن الامور التي يؤكد عليها في هذا الجانب ان يبين ان التوحيد هو الاساس الذي تبنى اعليه الامور سواء العلم او ما او العمل. ولذا اذا كان عند الانسان توحيد انطلقوا منه صلحت عباداته وصلحت اخلاقه وصلح علمه. واما من نظر الى الجزئيات الفقهية وتدارسها ونسي القواعد الاصلية التي ينطلق من انها فان علمه لا يكون له من البركة ولا يكون له من الاثر عليه في حياته كما لو كان فمن اهل التوحيد واشير الى جزئية في هذا الباب الا وهي اثر التوحيد والعقيدة الصافية على طلبة العلم في اه وجود المحبة والتصافي فيما بينهم. فان الناس متى فقدوا العقيدة صافية تنافسوا على الدنيا كغيرهم. وبالتالي يكون هذا من اسباب حصول النزاع والاختلاف فيما بينهم ولكن متى كان عند الناس عقيدة صافية كان هذا من اسباب تصافيهم ومحبة بعضهم لبعضهم الاخر فانهم يؤمنون بالقضاء والقدر وانه لا يحدث شيء في الكون الا بامر من الله جل اعلى ويعلمون ان ما اصابهم لم يكن ليخطئهم وانما صرف عنهم لم يكن لهم ان اصلوه او يصيبوه. وحينئذ لا يوجد بينهم حسد ولا تنافس. لانهم يعلمون ان جميع ما قدر في الكون فانه واقع لا محالة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف ومن هذا المنطلق فان المؤمن يتقرب الى الله جل وعلا بان يتمنى لاخوانه ان يحصل اعلى درجات العلم فكما يتمنى ذلك لنفسه فهو يتمنى هذا لاخوانه ومن هنا لا يكون من مقصوده ان يرتفع على زملائه ولا ان يكون اعلم منهم ولا ان يرجع اليه دونهم وانما مقصوده ان يرضي الله جل وعلا بحضوره في مجالس العلم قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ومن الامور التي يؤكد عليها في جانب طلب العلم ان يلتفت الى المعاني التي لاحظت الشريعة وربطت بها الاحكام بحيث لا يرتبط الانسان بمجرد الاسماء وانما يلتفت الى المعاني والاوصاف التي هي علل للاحكام بحيث يعلم ان الاحكام اما الشرعية تناط بعللها وجودا وعدم كما هو مقرر عند علماء الشريعة اه ومن الامور التي يؤكد عليها في هذا الجانب ان مقصود طالب العلم ان يحصل على حكم لله عز وجل في الوقائع بحيث يكون عنده الدربة على اخذ الاحكام من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وما المذاهب الفقهية الكتب والمؤلفات سواء كانت اصولية او في التفسير او في شروح الحديث او في الفقه او في غير ذلك من العلوم الا وسائل تعين الانسان على تحصيل الملكة الفقهية التي تمكنه من استخراج الاحكام من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والامة في اشد الحاجة الى ان يوجد فيها الفقهاء الذين يكون عندهم الدربة وعلى دعت الكتاب والسنة. وقد قال الله جل وعلا وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. وقال جل وعلا فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسنوا تأويلا ولذا فالامة في اشد الحاجة الى ان يكون فيما بينها فقهاء يعودون بها الى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. يتمكنون من آآ الحكم على الوقائع الجديدة والنوازل الحادثة التي تحدث في حياة الناس بواسطة قاعد اه من خلال اخذ احكامها من الكتاب والسنة ومن هنا فانه يؤكد على اهمية مدارسة الكتاب والسنة والسعي الى طيل اكبر قدر منهما بالحفظ والدراسة والتمكن من المراجعة والقدرة على لالفهم واستنباط الاحكام من هذه الاصول. كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هما اللذان يعول عليهما في اخذ الاحكام واخذ الاحكام من الكتاب والسنة ليس بطريقة آآ فوظوية وانما يبنى على قواعد ووصول معينة بحيث يكون الفهم صحيحا ويكون عند الانسان القدرة على انباط الصحيح. ولذا لم يجعل الله عز وجل اي استنباط الاحكام الى اي احد من الناس انما جعله لطائفة خاصة هم العلماء. ولذا قال لعلمه الذين يستنبطونه منهم ثم قال ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا. فمعناه ان لدينا طريقين احدهما الاخذ من العلماء الذين يتمكنون من استنباط الاحكام من الادلة لا كتابا وسنة واما الطريق الاخر فهو اتباع الشياطين واتباع عدونا الذي لا بنا خيرا وانما يريد بنا ان نكون من حصب جهنم اولها ان الذاكر لله عز وجل يطمئن قلبه وتستقر نفسه وبالتالي يتمكن ومن الفهم واستيعاب العلم. وقد قال تعالى لا بذكر الله تطمئن القلوب. وثانيا ان المكثر من ذكر الله عز وجل تبتعدوا عنه الشياطين التي تلقي في النفوس ما يقطعها عن الاستمرار في طلب العلم وتلقي في النفوس الشبهات التي تبعد عنها طلب العلم والصحيح وتلقي في النفوس الشهوات التي تجعل الانسان اه يبتعد وعن طريق الحق وكذلك لذكر الله اثر عظيم في البركة في الوقت بحيث يتمكن الانسان من انجاز الاعمال الكثيرة في الاوقات اليسيرة ومن الامور التي يؤكد عليها في هذا الجانب ان يتقرب الانسان وخصوصا طالب العلم الى الله عز وجل بالابتعاد عن المعاصي والذنوب. فان لها اثرا سيئا في جعل قلوب لا تعي الخير والعلم. ولذا قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. اي قدرة تفرقون بها بين الحق والباطل وهكذا ايضا قال اه وهكذا ايضا قال الله عز وجل ذلك الكتاب لا ريب يبقى فيه هدى للمتقين. فاهل التقوى هم الذين يهتدون بكتاب الله عز وجل وجاءت النصوص ببيان ان للمعاصي والذنوب اثرا في طمس القلوب بحيث لا تميز وبين الحق والباطل كما قال تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ومن هذا المنطلق على الانسان ان يكثر من الاستغفار والتوبة على ما كان منه. فان للاستغفار اثرا في ازالة اثار الذنوب عن النفوس. كما ان لها اثرا في صفاء في النفوس وفي القدرة على التعلم. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان الاستغفار كان يقول انه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم حين مرة وكان يحفظ له في المجلس الواحد سبعين ومئة مرة استغفر الله واتوب اليه ومن هنا على الانسان ان يكثر من الاستغفار وان يكثر من آآ ذكر الله جل وعلا وهكذا الوصية لطلبة العلم ان يكثروا من قراءة القرآن. فان له اثرا عظيما في في آآ صفاء النفوس وفي القدرة على الحفظ وبقاء المعلومة هكذا من الامور التي يوصى بها طالب العلم ان يعمل بما تعلمه. فان ذلك من اسباب بقاء العلم ومن اسباب بركة هذا العلم. وكذلك من اسباب بقاء العلم ان يسعى الانسان الى نشره وتعميمه في الامة وهو طريق من طرائق الدعوة الى الله على التي ينال الانسان بها اعلى آآ الدرجات. كما قال تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا. وقال انني من المسلمين. ولذلك فنحن في اشد الحاجة لان نكون دعاة ندعو الى الله عز وجل والى شرعه نحبب العباد في الله ونجعل العباد محبوبين عند الله فنكون بذلك ممن زاد اجره وثوابه. وفرق بين من يأتي بعمل صالح اداه وبين من يأتي باجور عظيمة قد عملها اناس كثر بسبب دعوة وارشاده ولذا فيتقرب الانسان الى الله جل وعلا بنشر هذا الدين وتبليغه يتذكر بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية وقوله صلى الله عليه وسلم نظر الله عبدا سمع منا مقالة فوعاها فاداها كما سمعها فرب مبلغ اوعى من سامع حامل فقه ليس بفقيه. ونحن في عصرنا الحاضر مع وجود هذه الوسائل حديثة التي تنقل الكلمة الى مشارق الارض ومغاربها في لحظات يسر الله عز وجل لنا وسائل نتمكن بها من الحصول على الاجور العظيمة. ولا يصيرن امرؤ نفسه في تبليغ شرع الله ودينه فانه ينال الاجر والثواب. ويزاحم بذلك اهل المناهج الظالة والعقائد الفاسدة الذين يستعملون هذه الوسائل مما يساوي مما يساهم به في ذلك ان يستشير لانسان في طريقة دعوته وفي باسلوبه يستعين يستعين ربه على نشر هذا العلم بواسطة هذه الوسائل اه اذا تقرر هذا فان من الامور التي اه يوصى بها في هذا الجانب امتثال قوله تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. وقوله جل وعلا ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم الاية ومن الامور التي نكررها في هذا الباب ان طالب العلم ينبغي به ان يكون القدوة في للاخلاق وفي انتقاء الالفاظ وفي الصبر على اذى الاخرين وفي تحمل ما يرد اليه من انواع المشاق. فسنة الله في الكون ان هذه الدنيا يكون محلا للابتلاءات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل فسنة الله ماضية في هذه الدنيا بان يكون لاهل العلم شيء من الاذى فينالون بذلك الاجور العظيمة على صبرهم. وقد قال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. وقال تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فالتواصي بالحق بنشر العلم وتبليغه والتواصي بالصبر ان يوصي بعضهم بعضا تحمل ما قد يأتيهم من الاذى من الخلق. ولذا فان سنة الله ماضية بان من صبر على الناس وعفا عن تجاوزاتهم ان الله يرفع مكانه ويعلي منزلته. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا ومن تواضع لله رفعه فالعفو عن الخلق من اسباب رفعة درجة الانسان. قال تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظا القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر. فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله ايحب المتوكلين وانظر كيف قرنت هذه الاية بقوله تعالى ان ينصركم الله فلا لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون. اسأل الله جل وعلى ان ينيلكم العلم النافع وان يجعلكم من ائمة الهدى وان يرفع درجاتكم في الدنيا والاخرة وان جعلكم من المبلغين لشرعه السائرين على هدي نبيه صلى الله عليه وسلم كما اسأله جل وعلا على ان يكثر العلماء في الامة وان ينشر العلم في اقطار الارض في مشارقها ومغاربها واسأله سبحانه ان ينفي وان يرفع الجهل عن الناس. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا من الكتب نشرحه هذا العام تفضل مختصر روضة اهل الطوفي تحرير تفضل الشيخ ملتقى الاخبار طرح الطوفي في واحد اقترح علينا نعم وهو مقدمة الموزع الاصولية بكتابه تفسير ايات الاحكام او كتاب في تفسير ايات الاحكام في مقدمتها مقدمة اصولية جيدة رايكم قهرتي بعض بالاصول نأخذ منها فوائد فقهية مرتبطة بالتفسير موافقين ان شاء الله سجلوا سجلوا تفسير ايات الاحكام اليف الموزعي دراستنا للمقدمة الاصولية للكتاب بنصف الكتاب تيسير البيان لاحكام القرآن ونصوره تفضل ها اه شوي ايه كم صفحة ها اربعة اظنه موجود في الشاملة يصير البيان لاحكام القرآن لمحمد بن علي ابن الخطيب اليمني الشافعي المشهور بابن نور الدين توفي سنة ثمان مئة وخمسة وعشرين طبع في دار النوادر بسوريا عام الف واربع مئة وثلاثة وثلاثين عدد الاجزاء اربعة وموجود في الشاملة المقدمة جامعة في اصول الفقه والتفسير القول في الاسماء المفردة القول في المبين والمشكل والقول في العام والخاص القول في الحقيقة والمجاز قول في الامر والنهي القول في الخبر القول في القرائن الناس اخوة المنسوخ ها بمئة وخمسين صفحة مقدمة تقريب مئة وخمسين اتفقنا بارك الله فيكم ورحمنا الله واياكم في نلتقي