بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد نبدأ هذا اليوم في الثالث والعشرين من صفر لعام ثمان وثلاثين واربع مئة والف بشرح كتاب شمائل النبي صلى الله عليه وسلم. الذي الفه الترمذي علينا وعليه رحمة الله تعالى ونبدأ بحمد الله تعالى بهذا الكتاب وان شاء الله تعالى يفتح الله لنا ولكم الخير في هذه الباب فاقول اولا بان هذا الكتاب من الكتب المهمة وان العناية بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم هذا من محبته وهذا من امور الايمان به. فان الايمان بالرسل والايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم من اركان الايمان ثم ان حاجة العباد الى الرسل حاجة لازمة قال ابن القيم علينا وعليه رحمة الله ومن ها هنا تعلم اضطرار العباد فوق كل ضرورة الى معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به وتصديقه فيما اخبر بهم وطاعته فيما امر فانه لا سبيل الى السعادة والفلاح لا في الدنيا ولا في الاخرة. الا على ايدي الرسل ولا سبيل الى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل الا من جهتهم ولا ينال رضا الله البتة الا على ايديهم فالطيب من الاعمال والاقوال والاخلاق ليس الا هديهم وما جاءوا بهم وهم الميزان الراجح الذي على اقوالهم واعمالهم واخلاقهم توزن الاقوال والاخلاق والاعمال وبمتابعتهم يتميز اهل الهدى من اهل الضلال فالظرورة اليهم اعظم من ظرورة البدن الى روحه والعين الى نورها والروح الى حياتها. فاي ضرورة وحاجة فرغت فضرورة العبد وحاجته الى الرسل فوقها بكثير وما ظنك بمن اذا غاب عنك هديهم. وما جاء به طرفة عين فسد قلبك وصار حوت اذا فارق الماء ووضع في المقلاة وحال العبد عند مفارقة قلبه لما جاء به الرسل كهذه الحال بل اعظم ولكن لا يحس بهذا الا قلب حي وما لجرح بميت ايلام نسأل الله العافية والسلامة وقال سفيان ابن عيينة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الاكبر فعليه تعرظ الاشياء على خلقه وسيرته وهديه فما وافقها فهو الحق وما خالفها فهو الباطل وهذا الكتاب ايها الاخوة كتاب من الكتب المهمة الفه عالم من علماء الرواية وعالم من علماء الدراية وقد مدحه اهل العلم في القديم والحديث قال ابن كثير يرحمه الله تعالى قد صنف الناس في هذا قديما وحديثا كتبا كثيرة مفردة وغير مفردة ومن احسن من جمع في ذلك فاجاد وافاد الامام ابو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي رحمه الله افرد في هذا المعنى كتابه المشهور بالشمائل ولنا به سماع متصل اليه ونحن نورد عيون ما اورده فيه ونزيد عليه اشياء مهمة لا يستغني عنها المحدث والفقيه ولنذكر اولا بيان حسنه الباهر الجميل ثم نشرع بعد ذلك في ايراد الجمل والتفاصيل فنقول والله حسبنا ونعم الوكيل ثم ساق شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ابن كثير اذ قد اعتمد على كثير ممن اعتمد على هذا الكتاب ومعنى الشمائل في اللغة جمع شمال وهي خليقة الانسان وخلقه والشمال شمال الانسان ويطلق على اليسار ايضا ويطلق على صفة الانسان الخلقي التي خلقه الله عليها بانها تشتمل عليه اذا هذا الكتاب اسمه شمائل النبي صلى الله عليه وسلم اذا العنوان في اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وخلقه وصفته. قال علي القارئ علينا وعليه رحمة الله واحسن ما صنف في شمائله واخلاقه كتاب الترمذي المختصر الجامع في سيره على الوجه الاتم. بحيث ان مطالع هذا الكتاب كأنه يطالع طلعة ذلك الجناب ويرى محاسنه الكثيرة اما المناوي فقال في شرحه فان كتاب الشمائل لعالم الرواية وعلم الدراية للامام الترمذي جعل الله قبره روضة عرفها اطيب من المسك الشذي. كتاب وحيد في بابه فريد في ترتيبه واستيعابه لم يأت احد بمماثل ولا بمشابه جعل ذلك فيه منهاجا بديعا ورسخه وارصعه بعيون الاخبار وفنون الافاق حتى عد ذلك الكتاب من المواهب في المشارق والمغارب اذا ايها الاخوة هذا الكتاب من الكتب العظيمة المهمة يدرس شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وكريم خصاله وفي دراسة هذا الكتاب فوائد متعددة يعلمها الانسان فهذا الكتاب يتكلم عن اشرف الخلق وهذا الكتاب يتحدث عن العلم به صلى الله عليه وسلم وربنا جل جلاله قد اصطفى كنانة من بني إسماعيل واصطفى قريشا واصطفى من قريش بني هاشم. فالنبي صلى الله عليه وسلم خيار من خيار وربنا جل جلاله قد جعل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم قدوة قدوة لنا في الخير لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وعلى الانسان ان يدرس شمائل النبي وصفات النبي حتى يمتثل فيها وعلى الانسان ان يعلم بان الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ركن من اركان الايمان ولابد من معرفة ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى يحقق هذا الركن تحقيقا كاملة اذا النبي كان على خصال عظيمة. والحارث بن عمرو السهمي حينما رأى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ان الناس حينما اطافوا به في منى قال ويجيء الاعراب فاذا رأوه قالوا هذا وجه مبارك اذا دراسة الشمائل لاجل تحقيق الايمان الكامل به صلى الله عليه وسلم وثانيا دراسة الشمائل النبي صلى الله عليه وسلم لاجل زيادة محبته والانسان حينما يدخل في الاسلام لا بد من ان يحب النبي صلى الله عليه وسلم اذا معرفتها تزيد في محبته صلى الله عليه وسلم ومحبته من لوازم الاسلام ثالثا بالانسان يتخلق باخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. ويسير عليها ويتصف بها فيتعرفها ليتخلق بهذه الاخلاق ويبتعد عما يخالفها رابعا من فوائد دراسة شمائله صلى الله عليه وسلم الدفاع عنه وانتم تعلمون ان بين الفينة والاخرى يعتدي معتدون على جناب شرف النبي صلى الله عليه وسلم اذا هذا الكتاب فيه بيان خلقه الظاهر وخلقه الطاهر خامسا نحن قد جئنا بعد النبي صلى الله عليه وسلم بقرون ونحن قد حرمنا من رؤيته صلى الله عليه وسلم. والقاعدة ان من فاته لقياه فعليه ان لا تفوته صفتهم واوصافه لاجل ان يقتدي بهم سادسا معرفة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم. تنبه الانسان على مكارم الاخلاق بفضلها وتعينه على اكتسابها اذا الرؤية العلمية لا بد منها وقد فاتتنا الرؤية الحقيقية وكثير من الناس يتمنى ان يرى النبي صلى الله عليه وسلم ولابد للانسان من معرفة صفات النبي صلى الله عليه وسلم حتى اذا رأى علم ما رأى ولذا كان ابن عباس اذا سأله احد عن رؤيته صلى الله عليه وسلم سأله عن صفته فيقول له رأيت او انك لم ترى والترمذي حينما ساق في اول شيء خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ختمه برؤيته صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تنبيه الى لابد من معرفة صفاته صلى الله عليه وسلم اذا هذه الصفات لابد من معرفتها ولابد من قراءتها وهذا الكتاب كتاب عظيم لانه يتكلم عن اشرف الخلق وهو النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الكتاب قد حوى على اربع مئة حديث وخمسة عشر حديثا. وفيه من الابواب ست وخمسون بابا وقد اجاد فيه الترمذي غاية الاجادة حينما فصل فيه التفصيل الاوفى وقد بدأه علينا وعليه رحمة الله تعالى بقوله باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم اي اذكر لك في هذا الباب الاثار الواردة في صفة خلق النبي صلى الله عليه وسلم وسوف نقرأ الاسناد ثم نردفه بقراءة المتن ان شاء الله تعالى. وحينها تعرف ان ما حبى الله به نبيه صلى الله الله عليه وسلم من الصفات كانت صفاتا وسطا وهكذا دين النبي دين الوسط وامته امة الوسط وشريعته شريعة الوسط فقال هنا باب ما جاء في خلقي اي بفتح الخاء وسكون اللام في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الترمذي حدثنا ابو رجاء قتيبة ابن سعيد. بدأ الترمذي كتابه هذا بالرواية عن شيخه قتيب هبة ابن سعيد ابن جميل ابن ظريف الثقفي البغلاني علينا وعليه رحمة الله وقد ولد عام تسع واربعين ومئة وتوفي عام اربعين ومائتين. اي عاش اكثر من تسعين سنة انفقها في طاعة الله تعالى وكان في اول امره يعمل بالرأي ثم رأى رؤيا فسأل احد المفسرين فاشار له الى علم الاثر فصار بحرا في علم الرواية والدراية على يديه خلق كثير عن ما لك بن انس اي الامام مالك بن انس والامام مالك هذا الخبر في موطئه عن ربيعة ابن ابي عبدالرحمن. هذا الحديث يرويه الامام مالك عن شيخه ربيعة ابن ابي عبدالرحمن المتوفى عام ست وثلاثين ومئة وربيعة من فقهاء المدينة ومحدثي المدينة وهو من اهل الخير والفضل وكان ممن يبذل الدنانير في نشر العلم وبث حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهذه مسألة مهمة ايها الاخوة انظروا الى قتيبة قتيبة مكث عنده النساء سنة وشهرين يأخذ عنه العلم اذا كان يراعي النسائية قتيبة في بث العلم. اذا هو يدفع من كيسه لاجل بث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والامام مالك كاذب كذلك ايضا كان ينفق المال في بث العلم وربيعة كان هكذا ووالدة الامام مالك كانت ترسل ولدها مالكا وتعمه تعصب رأسه بالعمامة وترسله الى مجلس الامام ربيعة وتقول له تعلم من علمه وادبه قبل ان تتعلم من علمه وهذا تنبيه مهم الى ان المشايخ عليهم ان يعثم بالطلاب وان يظهروا بمظهر القدوة والا يدخلوا مداخل الدنيا التي تنتقد عليهم من اجل ان ينتفع تلامذتهم وكذلك على الطلبة ان يرقبوا شيوخهم فيقتدوا بهم في خصال الخير ولذا بعض الناس يقرأ في الكتاب وهذا حسن ويستمع الكاسية هذا حسن ولكن حضور مجالس العلم هذا مهم جدا ففيها فوائد وزوائد ومن تلكم الفوائد الاقتداء بالعالم وهنا نذكر مسألة ان ابن عباس قال النظر الى العالم العامل بالسنة عبادة وفي هذا ملحظ مهم وتأكيد الى طلبة العلم انهم حينما من الله عليهم بالعلم فعليهم ان يحفظوا العلم وان لا يهينوا العلم فمن حمل راية العلم فقد حمل راية الاسلام فلا ينبغي ان يلهو اذا لها الناس. ولا ينبغي ان يقصر اذا قصر الاخرون فعلى طالب العلم ان يكون قدوة في العلم والعمل كما كانت ام الامام مالك تعصب مالكا بالعمامة وتقول له استفد من علم ربيعة من ادبه وحلمه قبل ان تنتفع من علمهم وعلى طلاب العلم ان يكونوا قدوة لان النظر الى العالم عبادة باعتبار انه حينما يفعل فعلا اي يفعله على السنة هكذا ينبغي ان هنا عمل طالب العلم وعمل العالم على السنة لانه قدوة يقتدى به في الخير عن انس ابن مالك هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل انس ابن مالك وانس ابن مالك صحابي جليل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد اكرمهم الله تعالى بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم ايما اكرام وهذا من فضل الله تعالى عليهم ومن شرف النبي صلى الله عليه وسلم ان من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا ومات على الاسلام فهو صحابي حتى وان كان اللقاء قليلا وهذا العلم الهيب حينما يروي عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو صاحب خبرة لانه قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وهو انس بن مالك بن النضر بن ضمضم الانصاري النجاري من بني النجار وهو احد اعلام الصحابة المشاهير لاتصاله الوثيق برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث طالت صحبته له فبلغت صحبته عشر سنين وقد وصفه الذهبي حينما قال الامام المفتي المقرئ المحدث راوية الاسلام ابو حمزة الانصاري الخزرجي النجاري المدني خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته خادم رسول الله وقرابته من النساء وتلميذه واخر اصحابه موتا فهو من اخر اصحاب النبي الله عليه وسلم موتى روى عن النبي صلى الله عليه وسلم علما جما وروى عن ابي بكر وعن عمر وعن عثمان وروى عن عدة من الصحابة وروى عنه خلق من التابعين وقد سرد المزي في تهذيب الكمال نحو مئتي نفس من الرواة رووا عنه وكان يقول قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وانا ابن عشر ومات وانا ابن عشرين اي انه كان في هذا العمر حمل عن النبي وخدم النبي الخدمة العظيمة اذا انس ابن مالك صحب النبي صلى الله عليه وسلم اتم الصحبة ولازمه اكمل الملازمة منذ هاجر والى ان مات وغزا معه غير مرة وهو ممن اكرمه الله تعالى بالبيعة تحت الشجرة جاءت به امه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت يا رسول الله هذا ابني انس اتيتك به يخدمك فادع الله له فقال اللهم اكثر ما له وولده قال انس فوالله ان ما لي لكثير حتى ان عنبا لي لتحمل في السنة مرتين وولد لصلب مائة وستة وقد مات منهم ثمانون وقيل سبعون في طاعون الجارف الذي وقع سنة تسع وستين وقد استعمله ابو بكر الصديق ساعيا على الصدقة بعد ان استشار فيه الفاروق فقال له عمر الفاروق ابعثه فانه لبيب كاتب وقد مات انس بعد هذه الحياة الحافل بالخير سنة ثلاث وتسعين وقيل احدى وتسعين وقد جاوز المئة وانس ابن مالك له اقوال عجيبة نحن بنا حاجة اليها لا سيما واننا في بلاد الغربة وقد تركنا بلاد العرب ودخلنا بلاد العجم يقول اذا لقيت امرأة فغمض عينيك حتى تمضي هذه وصية عظيمة وقد كنا هذا اليوم بحمد الله تعالى في مكان واشترينا بظاعة من بظائع الدنيا من اجل ان نستعين بها على الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وقد كلفنا هذا الامر بحمد الله تعالى مالا كثيرا قد رزقنا الله اياه فجاءت امرأة فالحمد لله من الله علي بكلامها فاسأل الله العظيم هدايتها وان ييسر الله لي بما اشتريته وان يفتح لنا وان يحفظنا في هذه البلاد وان يكفينا شر الاشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار وان يكفينا شر الظالمين في كل مكان. انه ولي ذلك والقادر عليه يقول الى لقيت امرأة فغمض عينيك حتى تمضي وهذه وصية عظيمة لان النظر يدخل الى القلب ويعمل في القلب ما يعمل. وربنا جل جلاله يقول يعلم خائنة الاعين. وما تخفي الصدور وقد كتبنا في ذلك قديما من فوائد غض البصر ان الانسان اذا خرج فانه سيلتقي او سيلقى نوعين من النساء النوع الاول امرأة تبرجت وقد ابتليت بمرض مثل مرض امرأة العزيز وهذا المرض الذي تبتلى به هذه النوع من النساء على الانسان ان يكون حاله حال يوسف حينما قال انه ربي احسن مثواي وقد يلقى صنفا اخر من النساء امرأة تحجبت والجأتها الضرورة للخروج فعلى الانسان ان يكون حاله كحال موسى عليه السلام والعاقبة للتقوى فانظروا الى عفة يوسف حينما صار عزيز مصر وانظروا الى شهامة موسى وعفته حينما اكرمه الله تعالى بالبيت الامن والزوجة الصالحة وترك السيئات ايها الاخوة باب عظيم من ابواب الحسنات بل هو من اكثر الابواب جلبا للحسنات. فعلى الانسان ان لا يدع فرصة من ابواب الخير الا ويتركها وكذلك اذا مرت به معصية فعليه ان يكون حصورا فان هذه الدنيا رحلة وان الانسان يوشك ان يصل قال هنا رحمه الله تعالى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن. هنا يصف النبي صلى الله عليه وسلم. ويصف خلقه الشريف وان الله سبحانه وتعالى قد حبى نبيه باكمل الصفات واحسنها فلم يكن نبينا قصيرا ولم يكن طويلا مفرطا بل كان ربعة من القوم قال انس ليس بالطويل البائن اليس بالطويل المفرط في الطول بحيث يبين لشدة طوله انما كان هو الى الطول اقرب وليس طويلا طولا نعيبا ولا بالقصير اي لم يكن قصيرا صلى الله عليه وسلم ثم لما تحدث عن طوله صلى الله عليه وسلم قال ولا بالابيض الامهق الامهق هو الشديد البياض الامهق هو الابيظ الذي بياضه قريب على من به بهاق. فلم يكن نبينا هاجرا قال ولا بالادم اي ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن اسمر انما كان بين ذلك قال ولا بالجعد القطط فنبينا القطط اللي هو الشديد الجعودة قال ولا بالسرط والسبط اللي هو الذي يكون ناعما ومن ينظر في الروم يرى اغلبهم شعرهم سبطا. وحين والذي ينظر الى العرب يرى كثيرا منهم لا جعودا فنبينا صلى الله عليه وسلم قد حباه الله تعالى بافضل صفات العرب والعجم فكان وسطا بين ذلك يقول بعثه الله على رأس اربعين سنة اي ان الله سبحانه وتعالى قد بعثه على رأس اربعين سنة فاقام بمكة كعشر سنين طبعا هذا بالغاء الكسر وبالمدينة عشر سنين النبي صلى الله عليه وسلم اقام بمكة ثلاثة عشرة سنة وبالمدينة عشرة سنين وتوفاه الله على رأس ستين سنة المحفوظ ان النبي صلى الله عليه وسلم توفاه الله تعالى وله من العمر ثلاث وستون سنة وستأتينا باذن الله تعالى الضوايات المفصلة في وفاته في المجالس اللاحقة باذن الله تعالى فالمحفوظ هو ان النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين فقوله على رأس ستين هذه الرواية رجح الامام البخاري رواية انه اقام بمكة ثلاثة عشر سنة ثم اقام في المدينة عشر سنين والامام البخاري قد ذكر الحديث في كتابه التاريخ الاوسط وذكر الحديث من طرق اخرى عن انس انه صلى الله عليه وسلم اقام بمكة ثلاثة عشر سنة وبالمدينة عشر سجن وهذا اصح من الطريق الذي قال فيه عشر سنين وذكر البخاري في كتابه الصحيح في كتاب المناقب باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم من طريق عبد الله ابن يوسف عن الامام مالك ولم يذكر هذه الجملة جملة ان الله قد توفاه على رأس ستين سنة اي حذف البخاري هذه الجملة عمدا وقصدا كما حذف جملة وابيه في حديث افلح وابيه ان صدق وكما حلف اول جملة من اول حديث في الصحيح لحكمة عنده فهذا من صنيع البخاري وقد فصلنا نحو هذا في كتابنا صنع ابراز صنعة الحديث في صحيح البخاري لكن هذه اللفظة قد ذكرها في كتاب اللباس من حديث اسماعيل ابن ابي اويس عن مالك والسبب في عدم ذكرها في كتاب المنام لان هذه الجملة متعلقة بالكتاب والباب فهكذا صنع الامام البخاري حذفها مرة وذكرها مرة اخرى والمحفوظ هي رواية الثلاث والستين يقول وتوفاه الله على رأس ستين الرواية قال وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء هنا انس ابن ما لك يبين لنا شعر النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستغرب الانسان فيقول من اين جاء هذا الصحابي بعد شعر النبي صلى الله عليه وسلم انس الموت هو اعلم الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم لخدمته الخدمة الجافية والوافية مع طول هذه الخدمة لمدة عشر سنين ثم ان هذه المحبة الكاملة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. للنبي صلى الله عليه وسلم تدفعهم الى النظر اليه صلى الله عليه عليه وسلم وجاء في رواية سبعة عشرة شعرة ولا منافاة بين السبعة عشرة وعشرين شعرة وهذا اعلى ما ورد وحينما يمر عندنا هذا الخبر الصحيح نستفيد منه عدم صحة حديث شيبتني هود واخواتها الذي اخطأ فيه ابو اسحاق السبيعي اذ رواه على ثلاثة عشر وجها اخطأ فيه في السند واضطرب فيه في المتن اي ان ابا اسحاق قد اضطرب فيه بتنا وسندا فهذا الخبر الصحيح ايضا يخالف ذات تلك الرواية التي فيها شيب النبي صلى الله عليه وسلم اذا هذا الحديث من الاحاديث المهمة وكثير من الناس يأمل ان يرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ومن حرم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم على الحقيقة فينبغي ان لا يحرم من رؤيته العلمية فهذه معرفة علمية لخلقه صلى الله عليه وسلم. ثم ان الذي يأمل بالرؤيا كيف يأمل بالرؤيا وهو لم يكلف نفسه ولم يعني نفسه بحفظ خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله صلى الله عليه وسلم اذا على الانسان ان يجد في اخبار النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ان يعمل على معرفتها وهذه الشمائل التي حبى الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم وكان خلقه القرآن على الانسان ان يتعلمها محبة ووفاء وايمانا واقتداء واكتساء برسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان واجبا علينا ان نجلس في مجالسنا مع اسرنا ومع احبابنا ومع اخواننا وان نتذاكر هديه الشريف وسنته وجميل شمائله صلى الله عليه وسلم ثمان كتابا كهذا الكتاب اعتنى به المتقدمون واعتنى به المتأخرون لابد ان تكون لنا عناية بهم وهذا الامام مالك في كتابه الجامع ذكر شيئا من شمائله وخصاله الشريفة وكذلك البخاري علينا وعليه رحمة الله تعالى قد ذكر في كتابه الصحيح في كتاب المناقب في باب مناقب النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من اوصافه ومناقبه. واعتنى اهل العلم قديما وحديثا في هذا الباب ومن فضل الله تعالى فان مجالس العلم في شرح هذا الكتاب قد كثرت وكان من اخرها شرح الشيخ العلامة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن السعد في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فهذه الاخبار تفرحنا وهذه المناقب الشريفة ينبغي على الانسان ان يبثها وكما ينبغي على الانسان ان يعتني بحفظ كتاب الله وتحفيظه لابنائه وذويه واهل بيته فكذلك شمائله الشريفة وخصائصه صلى الله عليه وسلم واخلاقه ينبغي ان نبث لها غاية البث وفي الزمن الذي كثر في هذه الامة الشقاق والنفاق والقتل فان بنا حاجة ماسة الى الرجوع الى هديه الشريف صلى الله عليه وسلم كي نقي انفسنا الفتن وقد كثرت الفتن عياذا بالله تعالى وكثر القتل وقبل امس قتل المحدث الشيخ نادر العمراني علينا وعليه رحمة الله تعالى والقتل اذا كان في هذه الامة فان القتل خطير والانسان لا يقتل بسيفه فقط فان الكلام قد يقتل به اخرون فليكن شعارنا ودثارنا. تحريم قتل النفس المؤمنة احياء لها ولنحذر من القتل ونبين للناس خطورة القتل وكما ان الاخرين حينما يوغلون بالدماء ويوغلون بالقتل ويتبجحون بهذا وبعضهم يتاجر بهذا فعلينا ان نحذر هذه السيئة الكبيرة والورطة العظيمة وعلينا ايضا ان نعمل لاحياء النفوس. فاحرص ان تكون ممن احياها فان احياء نفس هو احياء للناس اجمعين بمثابة احياء الناس اجمعين فاي حسنة كهذه الحسنة واي باب بخير كهذا الباب وعلينا ان نحذر الناس من القتل ومن دوافع القتل وان من اعظم ما يدفع القتل بث العلم وبث الهدي النبوي وبث الخصال الشريفة وهذه السنن المنيفة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليستذكر الانسان دائما كيف ان الملائكة قد شرأبت الى بارها في التحذير من القتل حينما قالت اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وتأملوا قول الباري جل جلاله حينما قال واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت باي ذنب قتلت وتأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم القاتل والمقتول في النار وتأملوا قول ذاك التابعي حينما قتل عثمان بن عفان قال لن اعين على قتل رجل مؤمن قيل له انك لم تقتله. قال ذكرك عيوب الرجل قتل لهم فيا عباد الله احفظوا السنتكم واحفظوا اقلامكم واحرصوا ان تكونوا ممن احياها وجدوا في فعل الخير وافعلوا الخير فان هذه الدنيا فرصة للعمل. وباب من ابواب الخير فعلينا ان لا نضيع هذه الفرصة وان النار التي اعدها الله للعصاة هي نار شديدة محرقة وان الجنة التي اعدها الله لعباده الصالحين جنة عظيمة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وان هذه الجنة مادتها العمل الصالح في هذه الدنيا فاذا احببنا هذه الدنيا فعلينا ان نحبها لانها باب للعمل وباب للخير هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين