ويقول قد شرحت لك منهاجا موضحا يعني جليا لم الوا نفسي واياك فيه نصحا. لم ال اي ما بذلت الا ما كان في جهدي لم الو نفسي واياك فيه نصحا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنحمد الله عز وجل على تيسير هذا اللقاء في هذا المكان الذي يسأل الله ان يجعله مباركا لنتذاكر فيه في رسالة من رسائل ائمة السنة الذين سطروا عقائدهم في مؤلفات مستقلة وهذا يدلنا على فضل عقارب السلف وانها منقولة الى الخلف بالسطور والصدور هذه العقيدة التي بين ايدينا والرسالة هي رسالة الامام المزني رحمه الله تعالى وهو من كبار تلامذة الامام الشافعي رحمه الله تعالى ويعتبر الامام المزني قرينا للامام احمد رحمه الله وان كان اكبر منه سنا لما نقرأ مثل هذه الرسائل التي كتبت املاء او اقراء او بخط ايدي الائمة هذا يجعلنا نثبت على السنة ونعلم انها عقيدة منقولة وليس تعقيدة مرتجلة قالها فلان من نفسه يقول رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله واياكم بالتقوى ووفقنا واياكم بموافقة الهدى اما بعد افتتاح الرسائل بالبسملة سنة نبوية بل هي سنة الله تعالى في كتابه فان الله عز وجل افتتح كتابه بالبسملة فقال سبحانه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الايات والنبي صلى الله عليه واله وسلم لما كان يكتب الكتب الى امرائه او الى احد الناس سواء كان ملكا او مملوكة حر انا وعبدا كان يبدأ الرسائل بالبسملة بسم الله الرحمن الرحيم وهي مغنية عن الحمدلة ولكن لو جمعت بين البسملة والحمدلة لكان افضل واما حديث كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بالبسملة او الحمدلة فهو ابتر فهو حديث ضعيف قوله رحمه الله عصمنا الله واياكم بالتقوى بدلالة على ان احدا لا يمكن ان يكون معصوما بعد الانبياء عليهم الصلاة والسلام الا اذا اتقى الله تبارك وتعالى فيعصمه الله جل وعلا فالعصمة عصمة العباد انما تكون بتقوى الله تبارك وتعالى والله يعصم من يشاء لطفا منه سبحانه وتعالى وفضلا واحسانا ثم قال عصمنا الله واياكم باشارة الى اهمية الدعاء للنفس اولا وللاخرين ثانيا ومعنى العصمة هو الحفظ والصون والكلاعة مما يغضب الله تبارك وتعالى من المعاصي والاثام وترك الواجبات قال ووفقنا واياكم بموافقة الهدى من اعظم توفيق الله تبارك وتعالى للعبد ان يجعل الله سبحانه وتعالى العبد عمله وعلمه موافقا للهدى والهدى هي الدلالات التي توصل الى امر الله وشرعه وتوصل الى جنة الله تبارك وتعالى ورضوانه واذا اطلقت الهدى فانها تشمل المعنيين تشمل معنى الدلالة وتشمل معنى التوفيق للعمل وهنا الشيخ ذكر التوفيق مستقلا ثم ذكر الهدى ففيه جمع بين العلم والعمل فان التوفيق عمل والهدى علم ثم قال اما بعد فانك سألتني ان اوضح لك من السنة امرا تصبر نفسك على التمسك به وتدرأ به عنك شبه الاقاويل وزيغ محدثات الظالين وقد شرحت لك منهاجا موظحا لم الو نفسي واياك فيه نصحا بدأت فيه بحمد الله للرشد والتشديد هنا يخاطب شخصا لعل هذا الشخص جزاه الله خيرا كان هو السبب باخراج هذه الرسالة التي قال له المزني فيها فانك سألتني ان اوضح لك من السنة السنة المقصود بها هنا هي الاعتقاد السنة اذا اطلقت عند الائمة فيريدون بذلك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه اعتقادا ومنهجا وهو خلاف البدعة فان عقائد اهل البدع اما غير موافقة لاعتقاد النبي صلى الله عليه وسلم واما انها على غير منهاج النبوة واما انها تشمل تشمل الامرين معا قال يوضح لك من السنة سنة هنا الاعتقاد الطريقة التي سار عليها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه علما وعملا قال امرا تصبر نفسك على التمسك به من شأن كيف يصبر نفسه على التمسك به كيف يصبر الانسان نفسه على التمسك بالعقيدة الصحيحة هذا يحتاج الى امرين الاول ان يعلم ان هذه السنة هذه الطريقة هذا المنهاج هذا الاعتقاد هو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن سار على نهجهم من الائمة بعدهم والامر الثاني ان يصبر بالعمل ان يصبر بالعمل فهو بحاجة الى علم وعمل قال وتدرى به عنك شبه الاقاويل فيه دلالة على ان الاعتقاد الصحيح سبب من اسباب صد شبهات المشبهين وتدرأ هنا بمعنى تمنع به عنك شبه الاقارب. والشبه جمع شبهة وهي الامور التي تدخل الانسان في الشكوك هنا المقصود بها الشبه التي هي بمعنى الشكوك قال وتدرى به عنك شبه الاقاويل اي الامور التي تدخلك في شكوك الاقاويل هل هذا الاعتقاد وهذا القول صحيح او خطأ واهل البدع جل اعتقاداتهم مبنية على الشبه اذا اقوال اهل البدع شبه قال وزيغ وتدرأ به عنك شبه الاقاويل وزيغ محدثات الظالين الزي جاء ذكره في كتاب الله عز وجل لما ذكر اهل البدع قال تعالى واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله المقصود هنا الزيغ هو النية الفاسدة الزيغ هو النية الفاسدة التي تكون سببا في اظلال الناس او في اظلال النفس وزيغ محدثات الظالين المحدثات جمع محدثة وهي الامور التي تكون بعد ولم يكن عليها النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه في باب الاعتقاد والعلم والعبادة والمنهج وزيغ محدثات الضالين والظالين جمع مذكر سالم للظال وهو المنحرف الذي ترك سبيل الصراط المستقيم واتبع السبل فنتج عن ذلك الضلال كما قال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ثم قال وقد شرحت لك منهاجا موضحا او موضحا يعني بينت لك في هذه الرسالة المنهاج طريقة السلوك طريقة الاستدلال طريقة الاعتقاد اذا المنهاج كما قال عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا الشرعة تأتي بمعنى الاعتقاد والمنهاج المسلك الذي يسلكه الانسان في باب الاعتقاد يعني بمعنى لو سألنا سائل ما هو المنهج عندكم في الاستدلال نقول المنهج عندنا في الاستدلال قال الله قال الرسول من حيث المصدر على فهم السلف من الصحابة والتابعين من حيث الفهم فهذا يسمى منهجا يعني لما قصدت في هذا الا نصح نفسي واياك قال بدأت فيه بحمد الله للرشد والتشديد وكونه بدأ الرسالة بحمد الله معناه بعد هذه المقدمة وقوله ذي الرشد وصف لله تبارك وتعالى ذي بمعنى صاحب صاحب الرشد والله جل وعلا هو الذي يرشد سبحانه وتعالى عباده فهذه فهذه صفة فعل من افعال من افعاله سبحانه وتعالى والتشديد هو ان الانسان يسدد في قوله واعتقاده وعمله والله عز وجل هو صاحب التشديد اي هو الذي يسدد عباده فنسأل الله جل وعلا ان يلهمنا الرشد والتشتيت قال رحمه الله الحمد لله احق من ذكر واولى من شكر وعليه اثني الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد جل عن التمثيل فلا شبيه له ولا عديل السميع البصير العليم الخبير المنيع الرفيع قوله والحمد لله معناه الثناء على الله عز وجل بصفات الكمال والجمال والجلال والحمد لله استحقاقا والحمد لله على وجه الكمال والحمد لله على وجه التعبد نقول ذلك ونعتقده احق من ذكر الانسان اذا احب شيئا يكثر من ذكره وهذا نوع مقياس اذا كان الانسان يحب ربه كثيرا اكثر من كل شيء فانه يكثر من ذكره تجده قائما قاعدا يذكر الله عز وجل كما قال تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم قال الحمد لله حق من ذكر هناك من يذكر غير الله عز وجل ولهم حقوق في الذكر مثل النبي صلى الله عليه وسلم ومثل الصحابة والعلماء والوالدين لهم حق في الذكر بان ان نذكر هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصلي عليه نذكر هدي الصحابة ونترحم عليهم ونترضى عنهم نذكر طريقة العلماء في الاستدلال ونترحم عليهم نذكر تربية والدينا لنا ونترحم عليهم وندعوا لهم فهذا هذه حقوق في الذكر محقوق وواجب على كل ذي حق ولكن احق من ذكر هو الله سبحانه وتعالى واحق من حمد هو الله سبحانه وتعالى فان حقه جل وعلا فوق كل ذي حق ومن هنا نعلم انه لا يجوز طاعة الوالدين في معصية الله عز وجل ولا يجوز طاعة العلماء في مخالفة شرع الله عز وجل ولا يجوز مخالفة الامراء في مخالفة شرع الله عز وجل. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. وقال صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف ثم قال واولى من شكر يعني الله سبحانه وتعالى اول من ينبغي ان نشكره فليس احد اولى بالشكر منه سبحانه وتعالى اذا عندنا حمد وعندنا شكر وعندنا ثناء فلو قال لنا قائل ما الفرق بين الحمد والشكر والثناء نقول الحمد الثناء بصفات الكمال والجمال واما الشكر فالثناء في مقابل نعمة الشكر الثناء في مقابل نعمة حصلت للشاكر واما الثنا فهو المدح سواء كان يستحقه الممدوح او لا يستحقه اذا هنا اولى من شكر يعني اول من يستحق الشكر هو الله سبحانه وتعالى وذلك لان الاء الله ونعمه علينا ان اعددناها لا نحصيها هل يمكن عبد من عباد الله او امة من اماء الله ان تعد نعم الله عليها لا يمكن ولهذا نقول ان اولى من شكر في مقابل النعم هو الله سبحانه وتعالى فمهما عددنا النعم فانا لا نستطيع ان نحصيها واذا كنا لا نستطيع ان نحصيها فانه يجب علينا الشكر واول من يشكر هو الله لانه سبب للايجاب وسبب للانعام وسبب للاستدامة والسبب لابقاء الوالدين وسبب لابقاء النعم وسبب لابقاء الامن يعني كل هذه الاسباب من اوجدها الله سبحانه وتعالى اوجد الاسباب الوالدين سبب ارزاق سبب في البقاء والامن سبب في الرخاء الله سبحانه وتعالى هو الذي اسدى الينا هذه الاسباب فهو اولى من شكر قال وعليه اثني ومعنى ثناء كما ذكرت هو الذكر الجميل سواء نظرنا الى صفات المثنى عليه او لم ننظر سواء كان منه نعمة او لا فالله سبحانه وتعالى له الحمد المطلق الكامل استحقاقا وهو سبحانه وتعالى اول من ينبغي ان يشكر وله الثناء المطلق ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ما قال سمع الله لمن حمده قال رجل ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فهذا من الثناء على الله عز وجل ثم قال الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد. هذه من عقائد اهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى واحد في ذاته وجاء في القرآن الكريم الاحد ايضا الاحد دليل على الفردانية في الصفات وانه او ان احديته احدية بلا مثلية وليست احدية عددية يمكن لاحادية اخرى ان تشابهه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فاذا جمعنا بين الواحد والاحد فيكون الواحد دليلا على الفردانية الذاتية والاحد دليلا على الفردانية الوصفية واذا اطلق احدهما فان المعنى معنى الاخر يدخل فيه والله الاحد بذاته باسمائه وصفاته وافعاله ربوبيته والوهيته استحقاقا قال الصمد والصمد فسر بعدة تفسيرات منها ما ذكره المصنف ليس له صاحبة ولا ولد. هذا من تفاسير الصمد الصمد لم يلد ولم يولد. اذا من معاني الصمد ليس له صاحبة ولا ولد كما جاء في سورة الاخلاص وكما هنا ذكره الشيخ من معاني الصمد ايضا السيد الذي كمل سؤدده وهذا يدل عليه قولنا الحمدلله لماذا الحمد لله لكمال وجمال وجميل صفاتي لكمال وجمال وجليل صفاته فهو الصمد السيد الذي كمل سؤدده في كل كمال كل كمال فالله كامل فيه سبحانه وتعالى ومن معاني الصمد وهو المعنى الثالث الصمد كما قال ابن عباس من يصمد اليه الخلائق بحوائجهم الصمد من يصمد اي اه يجلس ويطلب الخلائق حوائجهم اليه من يصمد الخلق اليه بحوائجهم المعنى الخامس او الرابع من معاني الصمد الصمد الذي لا جوف له. الصمد الذي لا جوف له فهو سبحانه لا يطعم وهو يطعم سبحانه وتعالى وهو جل وعلا لا يأكل ولا يشرب لان هذه من صفات النقص ومن له جوف فانه يأكل ويشرب ولهذا جاء في وصف الملائكة انهم صمد لا يأكلون ولا يشربون والمعنى الخامس من معاني الصمدية لما نقول قل هو الله احد الله الصمد اي الله المستحق للكمال فان الصمد من معانيه الكمال قال ليس له صاحبة وهي الزوجة ولا ولد. وهذا جاء كثيرا في كتاب الله تعالى. قال جل وعلا عن اسمه الواحد قال وهو الواحد القهار وقال عن الصمد الله الصمد وقال عن الصاحبة ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله وقال جل وعلا وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه وقالوا ايضا ان من اقوال اليهود قالوا عياذا بالله تعالى ان الله ثالث ثلاثة. يعني الله وصاحبته وولده فالله عز وجل منزه عن الصاحبة لكماله والانسان يحتاج الى الصاحب لنقصه يحتاج الى الزوجة للنقص الله جل وعلا الكامل في ذاته سبحانه وتعالى ولا ولد الولد يحتاج اليه من يأنس اليه ويتقوى به ويتشرف به الله جل وعلا هو القوي العزيز العظيم الجليل الذي لا يزداد شرفا بمخلوق ولا يزداد عظمة بمخلوق ولا يسد نقصا ولا يجبر نقصا بمخلوق فهو سبحانه الصمد ليس له صاحبة ولا ولد قال جل عن التمثيل فلا شبيه له ولا عديل الانسان المسلم يجب عليه ان يعتقد كما ذكر الامام المزني رحمه الله تعالى جل بمعنى آآ انه تنزه ويأتي جل بمعنى عظم اي عظم ربنا عن المثيل وجل ممكن ان نقول بمعنى تنزه الله سبحانه وتعالى عن المثيل لماذا تنزه عن المثيل لانه جليل لا مثيل له وانما يقال فلان مثيل فلان اذا كان يمكن الاتصاف به والاقتراب من وصفه اما الله جل وعلا وهو الجليل الذي لا يمكن ان يماثله احد جل عن المثيل فلا شبيه له ولا عديل معنى المثيل هو كما قال في القرآن الكريم ليس كمثله شيء اي ليس كذاته شيء وهو السميع البصير فمعنى المثيل هو الذي يكون من الجنس مساويا له الذي يكون من الجنس مساويا له فيكون مماثلا له اما في ذاته واما في صفاته واما في افعاله وقوله ولا عديل ولا فلا شبيه له الشبيه هو الذي يشبه المشبه به من وجه دون وجه الله سبحانه وتعالى منزه عن المثيل والشبيه والعديد ومما يدل على انه لا عدل له قوله جل وعلا هل تعلم له سم يا وقوله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. ثم ذكر انه سبحانه السميع الذي يسمع وهذا اسم دال على صفة السمع البصير الذي يبصر وهذا اسم من اسماء الله دال على صفة البصر والعليم الذي يعلم وهذا اسم من اسماء الله عز وجل دال على صفة العلم الخبير الذي يخبر وهو اسم من اسماء الله عز وجل دال على صفة الخبرة المنيع الرفيع بعض العلماء يقول ان المانع او المنيع ليس من اسماء الله عز وجل وكذلك الرفيع والرافع ليس من اسماء الله عز وجل وانما يقولون المنيع الرفيع من اوصافه سبحانه وتعالى فلا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع وهو جل وعلا يرفع من يشاء كما قال يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجة فالصحيح ان المنيع والرفيع من من اوصاف الله تبارك وتعالى اه لعلنا نقف على هذا نكمل بعد صلاة المغرب ان شاء الله