نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد بادئة ذي بدء اشكر الاخوة في ورثة الانبياء على جهودهم وعلى ما يبذلونه من تأصيل ونشر للعلم الشرعي العلم الشرعي المؤصل هو الذي ينفع الانسان اولا وينفع الناس والامة ثانية ربما نجد انسانا صار له مدة من الزمان والدهر لكن لا نجده متأصلا يعرف كيفية الاستنباط او يعرف كيفية الاستدلال او يعرف كيفية التوجيه للادلة والمسائل ونحويها والسبب في ذلك انه لم يطلب العلم من بابه ولكل شيء باب وباب العلم ان يؤتى من جهة الاته والعلم لما كان اشرف شيء في الوجود فانه اصل الايمان وسببه وموجبه وهاديه وداعيه قال الله لنبيه وقل ربي زدني علما ذكر العلماء رحمهم الله ان كل شيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضدي الا العلم فانه مهما زاد زادت الخشية في قلب حاملي ولهذا قال سبحانه انما يخشى الله من عباده العلماء وانما حصل الخشية في العلماء لان خشيتهم اكمل من خشية العوام واكمل من خشية العباد فلما كان الامر كذلك رفع الله قدره يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ولو لم يكن في فضل العلم الا حديث ابي الدرداء عند الترمذي وغيره وفضل العالم على العابد كفضلي على ادناكم او كفضل سائر الكواكب او كفضل القمر على سائر الكواكب فاحث نفسي واياكم على شعار العلماء مأخوذة من ابراهيم بجامع الاشتقاق الان هذا الرجل الذي قال هذا الكلام عن الديانة الهندوسية من اين انطلق حينما تنظر الى طريقة استدلاله لا تجده منطلقا من اصول التفسير وقواعده وشعاري طلبة العلم مع المحبرة الى المقبرة ونحن اليوم على موعد ب مادة وفي الة من الات العلم الا وهو مقدمة اصول التفسير لابي العباس شيخ الاسلام ابن تيمية العلم الهمام رحمه الله تعالى والتفسير من اشرف العلوم بعد علم العقائد لانه او لان موظوعه هو البحث في فهم كلام الله عز وجل ولا يتأتى هذا التفسير الا لمعرفة الات علمه فاذا كان للفقه الة علمية وهي اصول الفقه وللحديث الة علمية وهي المصطلح فان للتفسير الة ووسيلة ليست غاية في نفسها ولا مقصود لذاتها لكنها الة معينة على فهم مراد الله ورسوله فهي الة من الات العلم وكما تعلمون العلوم الشرعية منقسمة الى قسمين علوم الات ليست مقصودة لذاتها ومنها النحو والصرف والبلاغة ومنها علوم القرآن ومن علوم القرآن اصول التفسير ومنها اصول الفقه واصول الحديث ونحو ذلك النوع الثاني علوم مقصودة لذاتها فانت مطلوب منك ان تصحح عقيدتك ومنهجك اتعرف ما هي العقيدة الصحيحة ما هو منهج السلف الصالح في العبادات والاعتقادات والمنهج والسلوك تحتاج الى الفقه لتصحح عبادتك يحتاج الى التفسير لتفهم عن الله مراده تحتاج الى الحديث لتفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مرامه فتحصن دراية بعد الرواية فعلم اصول التفسير نوع من انواع علوم القرآن وعلوم القرآن اشمل من اصول التفسير ولكن هذه الرسالة التي بين ايدينا وهي رسالة وابن عباس ابن تيمية شيخ الاسلام رحمه الله تعتبر من الرسائل في علوم الة التفسير الاولية التي لا يمكن ان يستغني عنها عالم في التفسير فظلا عن طالب علم فاذا كان العالم بحاجة اليه مع ما عنده من التبحر فان طالب العلم يحتاج اليه اكثر وآآ علوم التفسير الاولية قد الف فيها مؤلفات كثيرة من اولها كما هو معلوم كتاب فنون الافنان للعلامة ابن الجوزي رحمه الله فانه يعتبر من الكتب المبدئية ولا اقول الابتدائية من الكتب المبدئية بعلم علوم القرآن او اصول التفسير ومقدمة التفسير لشيخ الاسلام قريب منه من حيث المبدئية ومن حيث الحجم ويقارب هذا ايضا كتاب اصول التفسير او حاشية على اصول التفسير للعلامة ابن قاسم رحمه الله تعالى صاحب مجموع الفتاوى وايضا يقرب من هذا كتاب اه قواعد الحسان في تفسير القرآن للعلامة السعدي رحمه الله تعالى ومن المهم ان تعرف الكتب لتعرف كيف تتدرج في الفن لان من لم يتدرج لن يرتقي ومن رام مجد ومن رام المجد دفعة واحدة يوشك ان يسقط واما الكتب المتوسطة في هذا الباب فمن المتقدمين كتاب البرهان للعلامة الزركشي رحمه الله تعالى وهو كتاب متقدم قد استفاد كثيرا من ابن الجوزي وامثاله ممن سبقه يعتبر كتاب علوم القرآن من آآ للبرهان او للزركشي رحمه الله يعتبر من كتب علوم القرآن المتوسطة من حيث عدم الاستطراد ومن حيث الاكتفاء بالعلوم الاصيلة وازعم ان كتابي التبيان في انواع علوم القرآن يعتبر من الكتب المتوسطة في هذا الباب مع انه في الحقيقة قد يحتاج الى شرح موسع واما الكتب المطولة في علوم القرآن فمن اشهرها هو كتاب الاتقان للسيوطي رحمه الله الحافظ جلال الدين السيوطي وازعم ان كتابي الذي جمعته مع شيخنا بن عبدالعزيز عبيد بن عبدالله عبيد ابن عبد الله ابن سليمان الجابري رحمه الله امتاع ذوي العرفان بما اشتملت عليه كتب شيخ الاسلام من علوم القرآن يعتبر من الكتب المطولات في علوم القرآن الكريم وعلى كل حال هناك من المعاصرين من له عناية فائقة في علوم التفسير من حيث المبادئ وفي وصول التفسير من حيث التأصيل والتحبير والتحرير وينبغي على طالب العلم ان يتدرج فيه فنبدأ مع هذا السفر المبارك الذي مقصوده الاساس مقصوده الاساس لو قال لك قائل لماذا الف شيخ الاسلام رسالة اصول التفسير فماذا تجاوب تقول الفه ليبين امرين مهمين الاول يبين التفاسير السلفية والفرق بينها وبين الخلفية والثاني ليبين بعض الفروقات بين التفاسير السلفية والخلفية وان ما يزعم من الاختلاف بين علماء التفسير علماء تفسير السلف فهو زعم ظعيف ان لم نقل باطل لان اذا نظرنا الى تفاسير السلف نجد انهم لا يختلفون في التفسير الا نادرا والنادر كالمعدوم واذا نظرنا الى تفاسير الخلف نجد بينهم اختلافا كثيرا مع ان الحال انك ربما تجد في كتاب مثل تفسير ابن جرير الطبري يقول واختلف اهل التأويل في هذه الاية والراجح فيها كيت وكيت فتظن وانت في مقتبل العلمي واوله ان هذا نوع من انواع الاختلاف ولا تنتبهوا لانك لم تقرأ مقدمة في وصول التفسير لشيخ الاسلام ابن تيمية فلم تنتبه ان هذه ان هذه الاختلافات اكثرها من باب التنوع ومن باب ترادف ومن باب بيان الانواع وانما الراجح عند الامام ابن جرير قوات ترجيح النوع على النوع وترجيح الاقرب من المعاني دون الابد وهكذا اذا نظرت الى تفسير زاد المسير للعلامة ابن الجوزي رحمه الله فانك ربما تقرأ انه يقول وقد اختلف علماء التفسير في هذه الاية على اربعة اقوال فمنهم من قال اهدنا الصراط المستقيم قال الاسلام ومنهم من قال القرآن ومنهم من قال الصراط محمد صلى الله عليه وسلم وعندما تتأمل بين الاقوال لا تجدها من باب الاختلاف الذي هو موجود عند الخلف وانما هو اختلاف تنوع وتعابير اذا عرفنا لماذا الف شيخ الاسلام مقدمة في اصول التفسير ليدفع عن الاذهان ما قد يورد يورده بعض الخلف من انكم تأمروننا باتباع تفاسير السلف وبينهم اختلاف فنقول اكثر اختلافهم او جل اختلافهم انما هو تنوع هذه قضية مهمة القضية الثانية ان هذه الرسالة المختصرة ليست هي محتوية لجميع علوم القرآن وقد اختلف العلماء رحمهم الله بعدد انواع علوم القرآن من حيث ما ينبغي ان يدركه طالب العلم ليكون متأهلا بالنظر الى القرآن وهذا القسم الاول من اقسام انواع علوم القرآن او من حيث العلوم الموجودة في القرآن العلوم الموجودة في القرآن التي دلت القرآن على انواعها او دل القرآن على نوعها او دل القرآن على بعضها ومن هنا ندرك ان انواع علوم القرآن منقسمة الى قسمين علوم لابد منها قبل التفسير وعلوم لابد منها عند التفسير او في معية التفسير فانت حينما تقرأ في قوله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر. الاية فتدرك اذا كنت مطلعا على علوم القرآن ان هذا علم يتحدث فيه ربنا تبارك وتعالى عن يعني وحينئذ يأتي سؤال في ذهنك ما هي الاديان الواردة ذكرها في القرآن الكريم من حيث الاسم وما هي الاديان الواردة ذكرها في القرآن من حيث الوصف وما هي اصول كل فاذا علوم القرآن منقسمة الى هذين القسمين كذلك اصول التفسير على نفس المنوال اصول للتفسير واصول في التفسير اصول للتفسير لابد منها قبل ان تبدأ ب ما يسميه البعض اليوم التفكر والتأمل والتدبر مع الاسف ظن بعظ الناس اليوم ان القرآن كتاب مفتوح لكل احد فيهجم عليه اي احد ويفسره كما يريد وهذا ليس بصحيح انما هذه طريقة الخلف القرآن الكريم اعظم كتاب ومعلوم ان المعظمات لا يقول فيها ولا يتكلم فيها الا اهله وخاصته يعني مثلا عندنا في الكويت القانونيين ما يرظون ان اي واحد يتكلم على مواد الدستور وانما يقول الذي يشرح مواد الدستور مو بالهندسي ولا الطبيب ولا فيلسوف ولا فلان ولا امام المسجد طيب من الذي يفسر مواد الدستور في نظر القانونيين؟ يقولون هم خبراء القانون اذا كان هذا حال الناس في معظمات ما عندهم من كلامهم فكيف بكلام الله تبارك وتعالى ولذلك عندما يهجم بعض الناس على القرآن بذوقه او بوجده او بعقله دون النظر للقواعد الاصولية التفسيرية ومقدمات علوم القرآن سيأتي بالعجايب لماذا يأتي بالعجايب؟ لانه ينطلق انطلاقا فكريا عقليا صرفا او ينطلق انطلاقا ذوقيا وجديا مشاعريا صرفة ويأتي بالعجائب يأتي بالعجايب لكن لو انه كلما جاءه شيء في عقله او جاءه شيء في باله وخاطره او في ذوقه مشاعره عرظه على القوالب التفسيرية والاصول التفسيرية وعلوم القرآن هل تنضبط او لا تنضبط يعني نضرب مثال واحد عندما يأتي انسان ويقول صراط الذين انعمت عليهم اه عفوا عندما يأتي انسان ويقول ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين يقول بعد التمعن والتفكر تبين لي ان البرهمية وانما انطلق من مجرد ما يسمى بالشعور او ما يسمى بالذوق فقط ولهذا قال من ادرك هذه الفتنة من علماء السلف من الزهاد والعباد ده السري مثلا الاصم ونحوهم كانوا يقولون ان ذوقنا هذا ووجدنا هذا منضبط بالشرع فاذا وجدنا عليه شاهدا من كتاب الله او شاهدا من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلنا واذا لم نجد له شاهدا رددناه ضوابط عظيمة اذا اصول التفسير قوالب ضوابط اذا كان اللغوي يقول النحو يعصم اللسان من اللحن في الكلام فيحق لنا نحن ان نقول ان اصول التفسير وعلوم القرآن يعصم الذهن والوجد عن الخطأ في القرآن او عن الخطأ في فهم القرآن فهي الة عظيمة تعصمك عن القول بالضلال في القرآن تعصمك عن عقل كاسد او رأي فاسد او ذوق لا تجد له شاهدا لعلي اطلت في هذه المقدمة للمقدمة لكني اراها مهمة الله الله الاهتمام كتب علوم القرآن اولا ثم بالتفسير ثانيا قد كان بعض مشايخنا يقال لهم وقد جاوزوا الاربعين والخمسين من العمر لما لا تفسر القرآن يقول لما اجد نفسي متأهلا لذلك فسبحان الله كيف يخافون من الجراءة على التفسير لماذا لانك حينما يتكلم في التاريخ او تتكلم في السيرة او تتكلم بمسائل فقهية قال فانت غاية ما يحصل عندك انك تخطئ فيك مسألة تاريخية تخطي في مسألة متعلقة بالسيرة قد لا يترتب عليها شيء من الاعتقاد ولا شيء من العمل وهكذا لو اخطأت في الفقه فغاية ما عليه انك ربما تجعل المستحب واجبا والواجب مستحبا فلا عليه كثير الفساد لكن عندما تتكلم في التفسير برأيك وبذوقك فانت تقول الله ما لم يقل هذا امر خطير ولهذا هاب العلماء التفسير لو قال لك قائل لماذا هذا العلماء التفسير؟ تقول لان المفسر تنبئ ويبين مراد الله وهذا امر صعب والقول على الله اعظم من الشرك بدليل قوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. بدأ بالاخف وبعدين والباغية بغير الحق صار شوية اشد ليش؟ لانه في حق الناس وبعدين وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وصلنا الى حق الله وبعدين شوفوا كيف هذي امر خطير فنسأل الله عز وجل ان يحفظنا واياكم بحفظه ويكلأنا برعايته المنبغى والمقرر في ان نشرح هذه المقدمة في خمس محاضرات راح منها محاضرة ها نبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم تفضل يا شيخ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين اجمعين. قال شيخ الاسلام ابو العباس احمد بن عبدالحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في ما فيه مقدمة في اصول التفسير. بسم الله الرحمن الرحيم ربي يسر واعن برحمتك الحمدلله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد مادام عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما. اما بعد فقد سألني بعض الاخوان ان اكتب له تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه والتمييز في منقول ذلك بين الحق وانواع الاباطيل والتنبيه على الدليل الفاصل بين الاقاويل. فان الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغثم والباطل الواضح والحق المبين. والعلم اما نقل مصدق عن معصوم واما قول عليه دليل معلوم. وما سوى هذا فاما مزيف مردود واما موقوف لا يعلم انه مهرج ولا موقود وحاجة الامة ماسة الى فهم القرآن الذي هو حبل الله المتين. والذكر الحكيم والصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الالسن ولا يخلق عن كثرة الترديد ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء من قال به صدق ومن عمل به اجر. ومن حكم به عدل. ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم. ومن ترك من جبار قصمه الله. ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله. قال تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها. وكذلك اليوم انسى وقال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع وانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم وقال تعالى الف كتاب انزلناه اليك لتخرجن اس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد. الله الذي له ما في السماوات وما في في الارض. وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. وانك لتهدي الى صراط تقييم صراط الله الذي لهما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسير الله تعالى من املاء الفؤاد. والله الهادي الى سبيل الرشاد احسنت ما شاء الله ربي يبارك فيك يا رب وينفع بك جميعا ذكر شيخ الاسلام في هذه المقدمة سبب التأليف وهو انه لم يبتدئه من عند نفسه وانما سأله بعض الاخوة وهذا احد اسباب التأليف ان شخصا تعزه وترى مكانته وعلميته فيطلب منك شيء فتعلم حينئذ حاجته وحاجة الناس الى هذا الشيء فتؤلف قال فقد سألني بعض الاخوان ان اكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن وفي قوله تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن تقول هذا هو مظمون المقدمة ما هو مقدمة اصول التفسير لشيخ الاسلام متضمنة لقواعد كلية تعين على فهم القرآن اولا ما معنى المقدمة سواء قلنا مقدمة على وزن اسم الفاعل من قدم يقدم مقدمة او قلنا اسم مفعول مقدمة فمعناه على احد معنيين كلاهما صحيح الاول مقدمة بمعنى الاصول التي تتقدم الفروع والمعنى الثاني مقدمة بمعنى الكتيبة من الجيش واول الشيء و طليعته فمعنى هذا ان هذه نبذة في اصول التفسير وقوله تتظمن قواعد كلية القواعد الكلية سواء كانت فقهية او لغوية او القواعد الكلية في التفسير او القواعد الكلية في علم الرواية فهي المقصود بها والمعني بها جمع قاعدة القاعدة الكلية قواعد كلية وجمعها قاعدة كلية فالقواعد جمع ومفردها قاعدة القاعدة الكلية هي القضية التي لا تخلف في افرادها فانت تقول كل حديث صحيح فهو يحتج به اي قاعدة كلية متى ما اتصل الاسناد من العدل الضابط الى مثله وخلى من الشذوذ والافراد وهو حديث صحيح فالمتن يكون صحيحا اي قاعدة في التفسير يقول ان كل بلغة القرآن دال على العموم ومن الالفاظ المؤكدة للعموم وتقول في التفسير كل ما جاء في القرآن بمعنى المساس واللماس فهو كناية عن الجماع هذا معنى القواعد الكلية ومن القواعد الكلية التي اشار اليها شيخ الاسلام ابن تيمية وسيأتي ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر القرآن كله للصحابة مما يحتاجون اليه وان الصحابة رضوان الله عليهم فسروا القرآن كله لتلامذتهم مما يحتاجون اليه اي قاعدة كلية والقواعد الكلية المشار اليها هنا هي قواعد في التفسير او للتفسير اذا قلنا للتفسير فهي مقدمة واذا قلنا في التفسير فهي مقدمة ولا شك ان هذا الكتاب متضمن لقواعد في التفسير ولقواعد للتفسير هذه القواعد تعين على فهم القرآن لماذا؟ لانها كليات اينما رأيت مفرداتها فتعطيها حكما كلي فالكليات مفيدة لطالب العلم لانه يصعب على طالب العلم ان يحفظ كل مفردة على حدى ولذلك اذا حفظ الكليات استطاع ان يدرج المفردات تحت احد هذه الكليات فيفهم المراد او يعرف كيفية استنباط المراد فانك اذا قلت ان الاسم الموصول في جميع القرآن يدل على العموم الذي والتي والذين واللاتي يدل على العموم فاينما رأيت كلمة الذي فانت تعرف انه دال على العموم هذه قاعدة تقول مثلا ان كلمة لن تدل على النفي فاينما رأيت لن فانت تفهم ان ما بعده منفي بقواعد فاذا هي لا شك انها ضبط القواعد عون للفتاة على فهم القرآن عون لمريدي التفسير على فهمه ولذلك قال الشيخ رحمه الله تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه والتمييز في من قول ذلك ومعقوله بين الحق وانواع الاباطيل اذا جاء انسان وفسر اية من كتاب الله عز وجل بمعقوله وانت عندك قواعد التفسير فانت تستطيع ان تميز بالقواعد الموجودة عندك هل معقوله حق او معقوله باطلا فمثلا عندما يأتي انسان ويقول في قوله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا ايش فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون يقول بمعقوله اليهود والنصارى والمسلمون والصابية كلهم يدخلون الجنة هذا نجده اليوم نسمعه ولا لا ما قال بعض الناس هذا الكلام في وسائل التواصل وفي غيرها من ظريبة العولمة على المسلمين لكن الذي عنده شيء من قواعد التفسير يدرك ان هذا الفهم باطل من اين يدرك ان هذا الفهم باطل لانه يعلم عندما يتأمل ان الاية ليس فيها ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الاية هكذا قطعا لا. لا في البقرة ولا في سورة الحج. صح المائدة نعم انا قلت الحج طيب الغى كلمة من امن بالله واليوم الاخر واراد ان يقول لا خوف عليهم ان الظمير راجع الى الطوائف طيب لو كان الامر كذلك كانت الاية لا خوف عليها طوائف لكن لما قال لا خوف عليهم علمنا من امن ولذلك نحن بحاجة الى الى ماذا؟ الى اصول التفسير لنعرف كيف نرد على هؤلاء بالاضافة الى ما قد يكون عندك من المنقول عن السلف فان المنقول يلجم المعقول فاذا جاءك احد من الناس وقال في اية ما بمعقوله فانت تقول قال ابن عباس خلاص هو يقول المعقول عندي الرحمن على العرش استوى استولى انت تقول المنقول عن السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم علا وارتفع فحينئذ حججته قال رحمه الله مبينا اهمية قواعد القواعد الكلية في التفسير والتنبيه على الدليل الفاصل بين الاقاويل فمن ظبط اصول التفسير يستطيع ان يفصل ويبين الحق من الباطل من الاقاويل فلان يقول كذا الرازي يقول كذا والزماخشري يقول كذا وابن الجوزي يقول كذا وابن جرير يقول كذا. ما هو الحق اذا عندك هذه القواعد تستطيع ان تميز ثم قال فان الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغث والسبح مع الاسف الشديد كتب التفسير منقسمة الى قسمين كتب في التفسير بالمأثور وكتب في التفسير بالمعقول الكتب التي هي متخصصة في التفسير بالمأثور او بالمنقول على قسمين قسم كتب مأصلة تقبلها لان اهلها واصحابها لان اهلها واصحابها وواضعوها محررون وثقات كتفسير عبد الرزاق صنعاني صاحب المصنف وتفسير الامام احمد وتفسير الامام ابن ابي حاتم وتفسير الامام ابن جرير الطبري ومن سار على نهجهم وتفاسير سارت على طريقة المنقول لكنها اظافت وجمعت كما قيل حاطب ليل وجارف سيل جمعت كل شيء فجمعت الاسرائيليات مع الموضوعات مع المكذوبات التفسير الثعلبي والثعالبي ومن سار على منواله اما التفاسير المعقولة المحضة فعامتك تفاسير اهل البدع هي من نوع التفسير بالمعقول بزعمهم كتفسير القاضي عبدالجبار المعتزل وتفسير تأويلات اهل السنة لابي منصور ما تريد وتفسير الكشاف للزمخشري ونحوه اذا هذه تستفاسير التي صنفت لا سيما المتأخرة منها جمعت وشحنت الغث والسمين والباطل الواضح والحق المبين فكيف انت تعرف ذلك ما لم يكن عندك القواعد الكلية في التفسير ثم استطرد استطرادة لطيفة في قوله والعلم ما هو العلم العلم من حيث هو يعرف بانه ضد الجهل لكن العلم الشرعي ما هو؟ العلم الشرعي قال شيخ الاسلام اما نقل مصدق عن معصوم واما قول عليه دليل معلوم وقال عبارة قريبة من هذه العبارة في مصنفاته الاخرى قال اما نقل مصدق او معقول محقق اذا العلم الصحيح هو الذي يشهد له الكتاب والسنة وعلامة ذلك علامة هذا العلم الصحيح انه لا يأتي بما يخالف القرآن القرآن يقول جدارا يريد ان ينقظ. هو يجي يقول لك لا الجدار ما ينقظ. الجدار شلون ينقظ؟ الجدار جماد. فمباشرة انت عندك ان من علامات العلم ان يكون النقل منقولا. او ان يكون نقلا عن معصوم او معقولا محققا. ومن علامات المعقولات المحققة انها لا تخالف الكتاب والسنة فاذا قال لك الجدار لا ينقض فانت تفهم انه ليس معقولا محققا قال نقل مصدق عن معصوم وهو النبي عليه الصلاة والسلام وهل يدخل في هذا المنقول عن المعصوم من كتب بني اسرائيل كقولهم قال عيسى وقال موسى وقال داود وقال سليمان في الاسرائيليات كما ينقله كعب ووهب وامثالهم. الجواب حكم المنقولات عن آآ اسرائيليات كحكم المعقولات من هذه الامة فالمنبغة في فالمنبغى فيها التوقف عن قبولها او ردها حتى يشهد لها الكتاب والسنة المقصود من المعصوم هنا ومحمد صلى الله عليه وسلم بالسند المتصل الصحيح واما قول عليه دليل معلوم القول الذي عليه الدليل المعلوم يسميه بعض علماء السلف تبني قدامى المفهوم من النص المفهوم من النص. لذلك يقولون العلم قال الله قال الرسول او مفهوم من قول الله قول الرسول فانت الان لو جاءك انسان وقال لك هل الله يتكلم؟ فانت تقول قال الله تعالى فلما جاء موسى لميقاته وكلمه ربه فجاوبته باية فجاوبته باية فهذا معنى نقل مصدق فان قال لك الرجل ومن المعقول؟ فتقول من المعقول؟ قال الله تعالى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري هل يعقل ان شجرة او ان جبريل او ان مخلوقا يقول لموسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني يعقل لا يعقل طيب من اين اتيت بهذا؟ هذا هو مفهوم مفهوم المعلوم من القول المنقول المفهوم المعلوم المعقول من القول المنقول قال وما سوى هذا؟ يعني سوى المنقول او المفهوم من المنقول فاما مزيف مردود المزيف هو الذي لبس لباس الحق كقول ابليس كقول ابليس هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى استفهام مخرج باسلوب التزييف وباسلوب الزخرفة والمزيف هو الذي يكون مزوقا قال فاما مزيف مردود. المزيف مردود اذا جاء انسان ومعه شيء اصفر الى الجواهرجي قال له يا حجي هذا ذهب ابيعه مجرد ما ان ياخذه يقول لا يا حبيبي هذا مزيف كيف يعرف المزيف؟ انت ما عرفت؟ ربما كنت مع الرجل لانه صاحب صنعة انت ما عرفت ما عندك صنعة فانت اذا فهمت والاصول يصير عندك صنعة بمجرد السماع بمجرد النظر بمجرد ان يقول الرجل القول تفهم وهل هو حق او باطل؟ زيف او لا هذه قضية مهمة جدا قال فاما مزيف مردود واما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقوت يعني شيء موقوف على فلان وفلان وهو البهرج. والبهرج عند العرب او في لغة العرب باطن الرديء فلان اتى بالبهرجة اي بالباطل والرديء وقوله ولا منقود المنقود اسم مفعول من سلم النقد من الزيف اذا خلص فاذا الموقوف اما انه موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود اي خالص من الشوائب فانت ما هو دورك؟ دورك تطبيق الاصول في التفسير لتعرف هذا الموقوف هل هو بهرج او تنقده تبين نقاوته ثم قال وحاجة الامة ماسة الى فهم القرآن هذه قضية مهمة الامة بعجلها وبجرها مخاطبة بفهم القرآن ففهم القرآن ليس خاصا كما يظن بعظ الناس ويقولون بالمطاوعة هذا غير صحيح ها القرآن رسالة الله الى البشرية ومرة اذكر ان احد العوام قال انا بس حنا بس نقرأ القرآن. موب لازم نفهم قلت له بسألك سؤال يا ابو فلان الله يرحمه توفي قلت له لو جاتك رسالة باللغة الانجليزية من احد الملوك اللي يتكلمون باللغة الانجليزية بس مكتوب عليه رسالة الى ابي فلان انت تقول انا وش لي دخل ولا تقول لا لازم اعرف قال لها اكيد لازم اعرف واحنا عملنا رسالة لي. من ملك لازم اعرف قلت بس انت ما تعرف انجليزي؟ قلت شتسوي؟ قال اروح ادور لشخص يعلمني انجليزي قلت واذا قال لك الرجل ما اترجم لك الا بفلوس قال وش اسوي بعد؟ ادفع اخاف ان فيها فلوس طيب اذا كان هذا حال الناس مع رسائل ملوكهم فكيف برسالة ملك الملوك جل وعلا؟ هذه الصورة لوحدها كافية في الدلالة على وجوب وجوب تعلم التفسير وهذا لم يختلف فيه العلماء ان التفسير يجب العلم به. وانما اختلفوا هل هو فرض عين او فرض الكفاية والصحيح ان منه ما هو فرض عين ومنه ما هو فرض كفاية واما طلاب العلم فهم يقومون بفروض الكفايات عن هذه الامة ولله الحمد والمنة وهذا من مآثرهم في الامة ثم قال وحاجة الام ماسة الى فهم القرآن الذي هو حبل الله المتين فذكر بعض اوصاف القرآن واكتب هنا وقد ورد للقرآن اكثر من ستين اسما واكثر من مئة وعشرين وصفة او اكثر من عشرين ومئة وصف وكثرة الاسم للمسمى دليل على عظمته وعظمة اوصاف الموصوف دليل على عظمة الموصوف يصير نكمل بعد الاذان ولا ما يصير كم دقيقة اه نقول في اوصاف القرآن حبل الله المتين فمن تمسك به وصل ومن اعتصم به اهتدي والذكر الحكيم. حكيم فعيل ويكون بمعنى محكم مفعل ويجوز بمعنى حاكم فان القرآن حاكم على كل كتاب سواه ويجوز ان يكون حكيم على وزنه اي مشتملا على كثير من الحكمة والصراط المستقيم ثم ذكر بعض ما جاء في حديث الترمذي من حديث علي رضي الله عنه قد اختلف العلماء في رفعه ووقفه وحسنه بعض اهل العلم قال لا تزيغ به الاهواء ولا يشبع منه العلماء ان قال به صدق ومن عمل به اجر الى اخر الحديث وهذا كله دليل على عظمة القرآن ويكفي لطالب العلم بالاستدلال بعظمة القرآن ما روي عنف خباب رضي الله عنه قال فظل قرآن على سائر الكلام كفضل الله على سائر الانام وهذه مسألة عظيمة ان تفهم ان هذا القرآن هو كلام الله عز وجل ثم اورد رحمه الله اية سورة آآ طه فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا الايات ففيها دلالة ان هذا القرآن هداية ومن اتبع هدايات القرآن فانه يهتدي لانه منارات تنير لك الطريق في الظلمات وتبين اياته لك الصراط اذا زاغت الاهواء واتت الضلالات وفي قوله جل وعلا قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين القرآن نور نور البصائر نور لبصيرتك نور لروحك بل ونور لبدنك وهو نور على الاطلاق قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. وكتاب مبين نور وكتاب مبين ومبين بمعنى مجلي. موضح فهو مبين ومبين فان قال قائل فان فيه من المجملات نقول مجملاته موضحة بالسنة فلم يبق شيء منه مجملا فهو مبين اذا فهو مبين اذا لان ادعاء الاجمال يصح لو لم يكن المبين له منزلا معه اما وقد جاء بيانه معه وحفظ الله بيانه معه فحين اذ لم يبقى فيه اجمال وهذا وجه قول مجاهد قرأت القرآن على ابن عباس مرتين اوقفه عند كل اية فلم يقل ابن عباس لهذه الاية لا نفسرها او هذه الاية مجملة. فسر له كل القرآن وفي قوله تعالى الف لام راء كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور هذا لتخرج الناس من من الظلمات الى النور اي بهذا الكتاب فهو كتاب هداية وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. فالقرآن روح روح الارواح وفيه الايمان وفيه النور ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عباده وفيه الهداية وانك لتهدي اي به الى صراط مستقيم فاذا القرآن والسنة لا ريب انهما يهديان الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض ثم قال وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسير الله تعالى من املاء الفؤاد يقولون ان شيخ الاسلام رحمه الله كان اذا اراد ان يؤلف رسالة قصيرة يجلس من العصر الى المغرب فيؤلف رسالة او بين الظهر والعصر فيؤلف نساء وكان اكثر تأليفه من الفؤاد من حفظه وكان يرى كتب الناس بين عينيه كأنها بين يديه وانما كان يرجع في بعض الاحيان الى الكتب اذا كانت القضية معينة كما في كتابه منهاج السنة فانه كان يرجع بالرد على اباطيل الحلي الى كتابه وكما في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح فانه كان يرجع الى كتب النصارى للرد عليه وهكذا في كتبه الاخرى اما هذه الرسالة وكذلك الواسطية ذلك الحموية وكذلك التدمرية فهذه واشباهها من املاء فؤاده وحفظ صدره والقائه على تلامذته او كتابته بيده لعلنا نقف ونكتفي بهذا القدر نسأل الله عز وجل يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين