ان الحمد لله نحمده نستعينه نغفره ونعوذ لله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وعليه وعلى اله وصحبه من سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد لما كان من عادتنا ونسأل الله ان يعيننا على ما اعتدنا عليه من الخير ان اننا نقرأ كتابا في التفسير في كل شهر رمضان نسأل الله ان يبلغنا واياكم شهر رمظان ونحن في صحة وعافية وتوبة وايمان كان من عادتنا قراءة شيء مما يتعلق بعلوم القرآن في الاسبوع الاخير من شهر شعبان وقد وقع الاختيار بهذه السنة عام ثلاثة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم على المقدمة الموجودة اه في كتاب التسهيل لعلوم التنزيل للعلامة المفسر ابي القاسم محمد بن احمد ابن جزي الكلبي الاندلسي الغرناطي وهو من علماء القرن الثامن الهجري توفي سنة واحد واربعين سنة احدى واربعين وسبعمية من الهجرة هذه المقدمة وان كانت هي مقدمة موضوعة في كتاب التسهيل بعلوم التنزيل لكن بعد النظر فيها يتبين لنا انها مقدمة شاملة لما يحتاج اليه من يروم علم القرآن الكريم فان علم القرآن الكريم مبناه على قواعد وكليات واصول مبلاه على قواعد وكليات واصول ومن حفظ هذه القواعد وادرك هذه الكليات وبنى على هذه الاصول يرجى له الوصول الى العلم المأمول من التنزيل هذه المقدمة مبنية على مقدمتا مقدمات لكن ان شاء الله جل وعلا نقرأ هذه المقدمة في علوم التنزيل ونسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح فنقرأ ان شاء الله ونعلق بما ييسر الله تبارك وتعالى نعم مع الشيخ غلام الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاء اما بعد اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالده ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى الحمد لله العزيز الوهاب مالك الملوك ورب الارباب هو الذي انزل على عبده الكتاب هدى وذكرى لاولي الالباب واودعهم من العلوم النافعة والبراهين القاطعة والانوار الساطعة. غاية الحكمة وفصل الخطاب فخصه من الخصائص العلية واللطائف الخفية والدلائل الجلية والاسرار الربانية العجاب بكل عجب عجاب قد يقول قائل في الجملة الاولى بقوله واودعه من العلوم النافعة براهين القاطع والانوار الساطعة غاية الحكمة وفصل الخطاب هذا فيه دلالة على كون القرآن مبينا وكون القرآن فصلا كون القرآن فرقانا ثم في جملة الثانية وخصه من الخصائص العلية واللطايف الخفية والدلائل الجلية والاسرار الربانية العجاب بكل عجب عجاب هذا لا يناقض الاول لان الاول انما المقصود الاساس من نزول القرآن الكريم والثاني انما هي معاني تتجلى كما يقال بعرفنا اليوم بين السطور وفي عرف المتقدمين تجلى هذه المعاني بعلم البديع والمعاني والبيان او بما يعرف علم التلالات المطابقة او التضمن او اللجوء فالقرآن من عجائبه انه يقرأه العامي فيفهم منه فهما اوليا صحيحا ما دام يعرف العربية وربما يغلط في شيء يسير منه بحسب مكانته من اللغة ويدرك منه المتوسط من طلاب العلم ما لا يدركه عوام المسلمين او ما لا يدركه المبتدئون بطلب العلم ويدرك العلماء الربانيون من معاني كتاب الله جل وعلا ما لا يدركه الاخرون وكل هذا بحسب ما عند كل من علم العربية وعلمي التنزيل لان علم تفسير القرآن مبلاه على امرين الامر الاول العلم بما يحوط التنزيل العلم باحوال التنزيل سواء من حيث سبب نزوله او مكان نزوله او من حيث ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرا او من حيث ما وضحه الصحابة تبيينا هذا الامر الاول الامر الثاني من حيث مكنة المستمع او التالي او المتدبر للقرآن الكريم مع ما عنده من اللغة العربية سواء من حيث علمه من حيث علمه من حيث علمه ما نسميه نحن اليوم بالاعراب او بالصرف او المفردات او آآ البلاغ فاذا اراد الانسان يكون متمكنا فعليه بالامرين معا كونوا كثيرا عظيم الاطلاع بما نسميه باحوال التنزيل يكون عظيم الباعي بما نسميه بعلوم العربية نعم قال رحمه الله وجعله في الطبقة العليا من البيان حتى اعجز الانس والجان زعماء ارباب اللسان بما تضمنه من الفصاحة والبراءة والبلاغة والاعراب والاظراب بالنسبة لكون القرآن في الطبقة العليا من البيان فهذا ظاهر لا يحتاج الى بيان لو قارنت بين القرآن وبين اي معلقة من معلقات العرب التي افتخروا بها قبل نزول القرآن لا تجد اي مقارنة فهذا في السمو والعلو وهذا في شيء من علو فوق كلام الناس لكنه لا يرتقي الى اي سلم من سلالم كلام رب الارباب جل وعلا القرآن الكريم اعجز الانس والجان ليس فقط من جهة البيان ننتبه لهذه القضية اي نعم هو الامر الاساس الذي يخاطب به الانس والجان ويقال لهم نظموا رتبوا وانثروا كلماتكم وخطبكم على هذا المنوال فاتوا بمثله ان كنتم صادقين لكنهم ايظا في اعجاز وتحد في معانيه في اعجاز وتحد باخباره اعجاز وتحد في تشريعات فاذا القرآن الكريم معجز ومعجز من ناحية البيان ومن ناحية ها المعاني التي تضمنته هذه الكلمات في البنية هذه قضية مهمة لابد ان نتأمله فان كان المخاطب طبيبا فهو يقرأ هذه الاية وهو قوله جل وعلا خلقكم من طين ثم من نطفته ثم من على قتل ثم من مضغته ثم يذهب هذه الاشياء انا ما عرفتها الا بعد ما صار المجهر بعد ما صار كذا وكذا وكذا كيف عرفه النبي الامي الذي كان قبل الف واربع مئة واربعين سنة يده وهكذا العالم البحار عالم الجيولوجيا عالم الهندسة علم كذا كل واحد سيجد في القرآن ما يعجزه ما يدخله في الاعجاز كما قال جل وعلا تنريهما اياتنا بالافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد ومن هنا تدرك لماذا كان التحدي عاما للانس والجن قد يقول قائل ان التحدي العرب بعروبة القرآن وفصاحته امر جلي لكن كيف يتحدى العجم من الانس والجن يتحداهم ان يأتوا بمثل هذا القرآن قلناه من جهة المعاني اذا هو القرآن تحدا به من جهة البيان ومن جهة المعاني التي في ايات القرآن نعم قال رحمه الله ويسر حفظه في الصدور وضمن حفظه من التبجير والتغيير فلم يتغير ولا يتغير على طول الدهر وتوالي الاحقاب. اما تيسير حفظ القرآن في الصدور فهو اعظم كتاب واكثر كتاب محفوظ على وجه الارض لا يوجد كتاب يحفظ مثله في القرآن في الصدور لا يوجد كتاب مثله في الارض يحفظ في الصدور لا يوجد القرآن هو الكتاب الوحيد بهذا الكم الذي يحفظه من ما يصل عددهم الى الملايين من البشر واذا جمعنا حفاظ القرآن من زمن نزول الوحي الى يومنا هذا نجد انه لا يمكن ان يقارن باي كتاب على وجه الارض فيقال هؤلاء حفظوا مثل هؤلاء لا يمكن لان الله قالوا لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ولا يمكن ابدا ان ان تجد كتابا ميسورا حفظه على من لا يفهمه مثل القرآن. وهذا اعجب واعجب فتجد الرجل الذي يتكلم بالفارسية ولا يعرف العربية يحفظ القرآن ولو سألته عن بعض معاني ما يحفظ لا يفهم من يستطيع منكم ان يحفظ كتابا بالانجليزية وهو لا يفهم هذا لا يكاد يوجد اصلا ولو وجد فانها في افراد شواذ من الناس اما القرآن فيحفظه ملايين الاعاجم ولو سألته عن معنى من معاني ما في القرآن لا يفهم هذا اعجاز وظمن وظمن حفظه. ظمن بمعنى تكفل فهو ظامن ظمن فهو ظامن والله جل وعلا كان يوكل حفظ الكتب السابقة يوكل حفظ الكتب السابقة الى من الى الاحبار والرهبة كما قال جل وعلا بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء لكنهم لما تنازعوا واختلفوا نسوا حظا مما ذكروا به فلما نسوا حظا مما ذكروا به وقع بينهم التنازع في لفظ المنزل فضاع منهم شيء ووقع شيء اخر منه عندهم فيه التحريف والتغيير والتبديل شكلا او ضبطا او معنى ولذلك لما كان القرآن جعله الله خاتمة الكتب المنزلة هو الذي تكفل بحفظه ولم يوكل حفظه الى احاد الامة فقال جل في علاه في سورة الحجر انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ومن حفظ الله له ان جعل صبيان المسلمين يحفظون القرآن فلو اخطأ الامام يرد عليه صبيان المسجد هذا من حفظ الله جل وعلا لذلك تجد ان يا كابر الاساقفة يخطئ في الانجيل ما في احد يوجد يرد عليه هم ما يعرفوه خلاف القرآن. الله حفظه فجعله في صدور الذين اوتوا العلم وجعله في صدور الصبيان فصار محفوظا حتى لو ان انسانا غير منه حرفا واحدا لتنبه عليه ما اقول الحفاظ فتنبه اليه من اكثر تلاوة القرآن من العوام من العوام قبل العلماء ولهذا قال جل وعلا عنه مبينا انه ضمن حفظه ايضا ان علينا جمعه وقرآن مو عليك انت ولا على امتك ولا على العلماء ان علينا جمعه اي في كتاب واحد في مكان واحد وقرآنه اي وقراءته بعد ذلك كما انزل وقال جل وعلا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فلا يتغير على طول الدهور مهما تعاقبت العصور ومهما تغيرت الامور تجد القرآن في الصدور وفي السطور محفوظ كأنه بالامس انزل في الزبور ما يتعب هذا من تيسير حفظ الله جل وعلا انا لو ان انسانا يسمع القرآن من بعض القراء يقول كانه الان انزل بل ان احدنا هو يقرأ الفاتحة احيانا هو قرأها الاف المرات يحس انها الان انزلت ان الله يسر حفظه وهذا من رحمة الله بهذه الامة ام لم ان لم يوكل حفظ القرآن الينا هو الذي تولى حفظه فهيأ الحفاظ وهيأ الكتاب وهيأ المجامع اهيأ ما هيأ لحفظ القرآن الكريم ليس هذا فحسب بل شمل هذا الحفظ شرحه وهو السنة فان الله حفظ السنة فلا يكذب كاذب بالامس او اليوم او غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وتجد من اهل العلم من ينكر هذا الوضع وهذه الزيادة او هذا النقص بي شرح القرآن ما هو في القرآن فتأمل يا رعاك الله اذا كان الله حفظ السنة لو ان احدا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في اي زمان يكشفه علماء عصره وجهابذة مصر ويردون عليه كما قال ابن عباس ان الرجل ليكذب الكذبة بالليل فيصلني في النهار فافندها ولما قال ذاك الرجل لهارون الرشيد لما اراد ان يصلب الوظاع الذي كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان زنديقا قال والله وضعت عشرة الاف احاديث على نبيكم وطبعا كان زنديق مظهر للاسلام ولحية ودين وتدين فقال له هارون الرشيد هيهات هيهات يكون يجعل الله له مثل عبد الله ابن المبارك فيخرجها مثل خروج الشعرة من العجين يميز بها وهذا اكبر دليل على حفظ لله جل وعلا للقرآن ولشرح القرآن. نعم قال رحمه الله وجعله قولا فصلا وحكما عدلا. وحكما وحكم العدل واية بادية ومعجزة باقية يشاهدها من شهد الوحي ومن غاب تقوم بها الحجة للمؤمن الاواب حجة على الكافر المرتاب. الله سبحانه وتعالى جعل القرآن قولا فصلا وفصلا من مصدر فصل الشيء يفصله فصلا والمقصود به المعنى المقصود بالمصدرية معنى اسم الفاعل اي جعله قولا فاصلا يفصل به بين الحق والباطل كما قال جل وعلا آآ حميم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت اياته ومن معاني التفصيل ايضا ومن معاني التفصيل انه توظيح تجلية ومن معاني التفصيل انه يسر سهل ميسر ومن معاني التفصيل ايضا ان سامعه المذعن الحق يقبله ولا يتردد فيه وجعله الله جل وعلا حكما عادلة حكم العدل من حكم به عدل كما يروى عن علي رضي الله عنه وهو عند الترمذي بسند ضعيف لا يصح رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم لكن يمكن ان يقال انه قول علي رضي الله تعالى عنه قال واية بادية ومعجزة باقية الاية في اللغة هي العلامة واما المقصود بالاية في الشرع فهي العلامة الدالة على صدق الرسالة العلامة الدالة على صدق الرسالة او العلامة الدالة على استحقاق الله جل وعلا للعبادة او العلامة الدالة على صدق القرآن هذه ثلاثة متعلقات للعلامة بقول الاية في القرآن الاية تطلق ويراد بها الدليل الدال على استحقاق الله للعباد يطلق ويراد بها الدليل الدال على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق دعواه والاية تطلق ويراد بها الدليل الدال على صدق القرآن فهي اية بادية بادية بمعنى ظاهرة جلية واضحة ومعجزة باقية اي جعله معجزة باقية معجزة اسم فاعل من اعجز يعجزه فهو معجز اي بمعنى انه معجز غيره فلا يستطيع احد ان يجاريه او يتحداه فظلا عنان يتعداه واضح لا تجد احدا يمكنه ان يتحدى القرآن او يجاري القرآن فضلا عن ان يتعداه فهي معجزة ويصح ان تقول ومعجزة اي ان القرآن جعله الله معجزة ويصح ان تقول جعله الله معجزة معجزة اسم فعل اسم مفعول معجزة باقية وهل يصح اطلاق كلمة المعجزة على الاية لم يكن هذا اللفظ معروفا عند السلف المعروف عند السلف انهم يقولون اية وعلامة وبينة ودليل واما كلمة المعجزة فانما عرف عند المتأخر ولا بأس باستخدامه ما دام المعنى منه جلي قال يشاهدها من شهد الوحي ومن غاب وهذه لكون القرآن معجزة ليس لمن كان في زمن النبوة بل لكون القرآن معجزة خالدة الى قيام الساعة حتى قال عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيح ما من نبي من الانبياء الا وقد اوتي من الايات ما على مثله امن عليه البشر يعني معجزات الانبياء ايات الانبياء عظيمة وعلى قدر عظمة الاية كان الاتباع موسى عليه السلام معجزته قلب العصا حية ادخال يده في جيبه اخراجه بيضاء عيسى عليه السلام يبرئ الاكبر هو الابرص ويحيي الموتى باذن الله طيب رفع عيسى عليه السلام رفعت معجزته صارت حكاية تحكى قدرا بعد عيب صارت خبرا بعد عين تلكم الايات كذلك موسى عليه السلام مات وصارت اياته ومعجزاته حديث تتلى واخبارا صارت اياته احاديث تتلى اخبارا تروى اما وحي الذي اوحاه الله الى النبي صلى الله عليه وسلم اية خالدة يشاهدها من شهد الوحي ومن غاب الى تحيا مصر كل منصف يقرأ القرآن انصاف يدرك انه لا يمكن ان يكون كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقط تطلب منه قل له قارن بين الفاتحة وبين اي حديث من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم تجد البول شاسعا مع انه اوتي جوامع الكلم ولا لا لكن لابد ان يكون ثم تفاوت بينما كان نظمه بينما كان نظمه وبلاغته فصاحته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان كان المعنى من الله وبينما كان لفظه ومعناه من الله. في وهذه ايضا من الادلة على عموم بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا قال المصنف وتقوم بها الحجة للمؤمن الاول تقوم بها الحجة للمؤمن القرآن كما قال عليه الصلاة والسلام والقرآن حجة لك او عليك لك ان كنت مؤمنا ولذلك قال المصنف وتقوم بها الحجة للمؤمن فالقرآن لك وهو امامك ان جعلته ويدخلك الجنة فهو لك لك ايش ؟ قائد لك امام لك هاد لك فارق لك هاد الى اخره والحجة على الكافر المرتعب. اذا القرآن حجة لك او عليك يقرأه الكافر فيعاند يدرك انه كلام الله ويعاني فيصبح القرآن حجة عليه والله عز وجل بين انه ما ارسل الرسل ولا انزل الكتب الا لاقامة الحجة فقال جل في علاه في سورة الاسراء لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل قال رحمه الله وهدى الخلق بما شرع فيه من الاحكام وبين من الحلال والحرام وعلم من شرائع الاسلام تصرف من النواهي والاوامر والمواعظ والزواجر والبشارة بالثواب والنذارة بالعقاب. هذا ايضا من خصائص القرآن ان الله جل وعلا هدى الخلق بما شرع فيه من الاحكام هداية الخلق بداية الخلق بالقرآن من جهتين من جهة تعليمهم الاعتقاد ومن جهة تعليمهم الاحكام وجهة تعليمهم الاعتقاد يشمل الاخبار ويشمل الاوامر والنواهي عند اهل السنة والجماعة وجهة تعليمهم الاحكام يشمل الامر والنهي الحلال والحرام ولهذا نقول ان الاحكام التي في القرآن هي هداية للخلق بداية للخلق باي شيء لمصالح دنياهم ودينهم فما من حكم شرعه الله الا وفي الحكم مصلحة راجعة الى المكلفين من حيث الفرض او الاسرة او المجتمع او المجتمعات وهذه قضية مطردة ما من حكم شرعه الله الا وفيه المصلحة للفرد او الاسرة او المجتمع او المجتمعات لا بد ان نعتقد ان الله لا يشرع الا لحكمة وبين من الحلال والحرام الحلال الحلال والحرام مبين في كتاب الله جل وعلا ومن تبيين الحلال والحرام في كتاب الله ما ارشد اليه القرآن من وجوب التمسك بالسنة فان تم اشياء ليست مذكورة في القرآن من الحلال والحرام لكن المشار اليه في قوله واطيعوا الله واطيعوا الرسول فيه دلالة على طاعة الرسول فيما احل وحر وعلم من شرائع الاسلام الشرائع جمع شريعة والمقصود بالشريعة ليس كما ظنه غلاة المتصوفة انه الظاهر فقط لا الشريعة في لغة الشرع في لغة السلف المقصود به كل ما شرعه الله مما هو متعلق بالظاهر او بالباطن كل ما شرعه الله مما هو متعلق بالظاهر او بالباطن فاذا فاذا تقسيم الدين لشريعة وحقيقة تقسيم بدعي ما في شيء اسمه شريعة وحقيقة الشريعة هي الحقيقة والحقيقة هي الشريعة فكل شريعة متظمنة الحقيقة وكل حقيقة لابد ان تكون موافقة للشريعة فمتى ما ادعى قوم انهم على الشريعة وتركوا الحقيقة الباطنية التي تكون في القلب فنفهم انهم فيهم نقص وكل قوم ادعوا انهم على الحقيقة وخالفوا الشريعة فندرك انهم على نقص وشرائع الاسلام من حيث اصوله من حيث اصوله ثلاثة انواع شرايع متعلقة بالعبد بينه وبين ربه هذا النوع الاول النوع الثاني شرائع متعلقة بينه وبين العباد هذا النوع الثاني الثالث شرائع متعلقة بالعبد نفسه فهذه ثلاثة شرائع في الاسلام وقسم بعض العلماء الشريعة ايضا الى قسمين القسم الاول سموه الاعتقاد والقسم الثاني سموه الفقه الاصغر اذا الفقه الاكبر الاعتقاد والفقه الاصغر ما هو مرتبط به من الاعمال والاحكام وصرف من النواهي والاوامر النواهي جمع نهي والاوامر جمع امر القرآن حجة بالغة كما قال الامام الشافعي رحمه الله من حفظ اهل القرآن او السنة او قال من حفظ القرآن والسنة لم يبلج ما يستطيع احد يخاصمه ليش لانه هو وش راح يقول؟ والمواعظ جمع موعظة والزواج الجمع زاجرة والبشارة بالثواب والنذارة بالعقاب وهذا التصريف في النواهي والاوامر والمواعظ والزواج والبشارة والنذارة جاءت على هذه النواحي التي ذكرها المصنف وهي ستة تصريفاته نهي وامر موعظة وزاجرة بشارة ونذار جاءت على هذه الطرق قد يأتي الامر مجردا قد يأتي النهي مجرد قد يأتي الامر والنهي مصحوبا بوعظ او ملحوقا بزاجره قد يأتي الامر مصحوبا ببشارته المترتبة على العمل به قد يأتي النهي مصحوبا النذارة لمن ارتكبه نعم قال رحمه الله وجعل اهل القرآن اهل الله وخاصته واصطفاهم من عباده اورثهم الجنة وحسن المآب جاء في هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن مسعود فيما ظن وغيره انه قال ان لله اهلينا من اهل الارض اهل القرآن هم اهل الله وخاصته وان كان الحديث في سنده مقال لكن استشهد به جمع من اهل العلم كلاجر رحمه الله باخلاق القرآن قبل كثير وغيرهم واذا جعلك الله من حفاظ القرآن فاعلم ان الله اصطفاك فاعلم ان الله اصطفاك واذا وفقت للعمل به فاعلم ان الله اجتباك وصرت في اعلى المنازل لان من علامات اهل الله وخاصته انهم لا يحيدون عن القرآن ذكرا ولا يحيدون عن القرآن عملا هم الذين قال الله عنهم واذا تليت عليهم ايات زادتهم ايمانا هؤلاء هم اهل القرآن هم اهل الله هم الذين قال الله عنهم تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله اهل الله وخاصته هم الذين اعناهم الله في اخر سورة الاسراء يخرون للاذقان سجدا ويبكون فيزيدهم خشوعا اهل الله وخاصته هم اهل القرآن الذين حفظوه ووعوه وراعوه جعلوه اماما له وجعلوه امامهم ولم يجعلوه خلف وراء وراءهم ظهرية نعم قال رحمه الله فسبحان المولى الكريم الذي خصنا بكتابه شرفنا بخطابه فيا لها نعمة سابغة وحجة بالغة اوزعنا الله القيام بواجب شكرها وتوفية حقها ومعرفة قدرها وما توفيق الا بالله هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب سبحانه وتعالى من كرم المولى جل وعلا ومن كونه مولى للمؤمنين تولانا ويتولى المؤمنين نسأل الله ان نكون من اوليائه وان يغفر لنا زلاتنا ويتجاوز عنا سيئاتنا وتقصيرنا ان يأخذ بايدينا فانه نعم المولى ونعم النصير خصنا بكتاب بدليل اية ايش اية سورة فاطر والله انها لاية عظيمة مفخرة لك يا عبد الله يا ايها المسلم والذي اوحينا من الكتاب والذي اوحينا اليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما ان الله بعباده لخبير بصير ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا فكل انسان عنده شيء من القرآن فهو مصطفى شاء ام ابى الله اصطفاه واجتباه فمنهم ظالم لنفسه اهل الاسلام ومنهم مقتصد اعلى ومنهم سابق بالخيرات وهذا كله باذن الله ذلك هو الفضل الله يجعلنا واياكم من اهل فضل تأمل هذا هذا امر عظيم ان الله خصنا بهذا الكتاب فلنتصور الان عكس هذا الكلام ان القرآن الذي انزل على محمد صلى الله عليه وسلم والاحاديث ما كانت محفوظة بالله عليكم كيف كنا سنتخبط كما يتخبط اهل البدع ما عرفوا ان القرآن محفوظ ولا عرفوا صحة الاسناد واحاديث الصحيح ما الذي يصير فيهم وبينهم وعليهم صايرين في تخبط لا يعرفون ما الذي قاله الله تبارك وتعالى ولا يعرفون كيف يتقربون الى الله جل وعلا ما يقوله امامهم او سيدهم او شيخهم افعلوا فنحمد الله على هذه النعم ان الله خصنا بكتاب وشرفنا بخطابه بل من تشريف الله للمؤمنين بالخطاب انه يناديهم يا ايها الذين امنوا كم مرة ينادي الله المؤمنين وعمم في الخطاب يا ايها الناس يا بني ادم ثم جاء التخصيص في الخطاب يا ايها الذين امنوا ويذكر الحكم ثم يقول ان كنتم مؤمنين هذه نعمة عظيمة ما دام ما دمت تحس بهذه النعمة فالواجب عليك ان تتولى الله فالواجب عليك ان تكرم الكريم جل في علاه ويا لها نعمة سابقة اي وربي نعمة الاسلام نعمة عظيمة ونعمة السنة نعمة عظمى في الاسلام ونعمة حفظ القرآن اعظم النعم وحجة بالغة يقول القاعدة العقلية وانت تقول قال الله تعالى يقول لك انا اظن انت تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي حجة بالغ اوزعنا الله القيام بواجب شكره امين وهذه النعمة حفظ القرآن كوننا من المخاطبين في القرآن كوننا ممن وجه اليهم الخطاب اصبحنا عقلاء لسنا مجانين هذه نعمة من الله عز وجل لابد ان نشكر الله عليها او جعل الله القيام بواجب شكره وتوفية حقها توفية معطوف على القيام. اي اوزعنا الله توفية حقه ومعرفة قدرها وحق القرآن ما هو حق القرآن امران الاول وهو الاعظم العمل به الثاني تلاوته اناء الليل واطراف النار ومعرفة قدرها ومعرفة قدر القرآن مبني على امرين ايضا الاول الاعتقاد الجازم بانه كلام الله المنزه ليس كلام احد من المخلوقين والثاني اذا اردت ان تعرف القرآن حق قدره فعليك ان تتفكر وان تتدبر باياته وما توفيقي الا بالله توفيق من الله جل وعلا نسأل الله ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى يأخذ بايدينا العلم النافع والعمل الصالح قال هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب هذا كان من دعاء نبي الله عز وجل شعيب وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وهو من دعاء الصالحين نعم قال رحمه الله وصلوات الله سلامه تحياته وبركاته واكرامه على من دلنا على الله بلغنا رسالة الله وجاءنا بالقرآن العظيم وبالايات والذكر الحكيم. وجاهد في الله حق الجهاد بذل جهده في الحرص على نجاة العباد وعلم ونصح وبين واوضح. حتى قامت الحجة ولاحت المحجة. وتبين الرشد من الغيب وظهر طريق الحق والصواب وانقشع الظلمات الشك والارتياب ذلك سيدنا ومولانا محمد النبي الامي القرشي الهاشمي المختار من من لباب اللباب والمصطفى من اطهر الانساب واشرف الاحساب الذي ايده الله بالمعجزات الظاهرة والايات الباهرة والجنود القاهرة السيوف الباترة العضاب جمع له بين شرف الدنيا والاخرة وجعله قائد الغر المحجلين والوجوه الناضرة فهو اول من يشفع يوم الحساب اول من يدخل الجنة ويقرع الباب قول هنا وصلوات الله وسلامه تحياته وبركاته واكرامه على من دلنا على الله آآ بالنسبة صلوات السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا امرنا الله جل وعلا به وبالنسبة للبركات اطلاق ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبه من الله داخل في عموم قولنا في التشهد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زيادة وبركاته فهذا يدخل فيه كل مؤمن ومؤمنة كما قال عليه الصلاة والسلام فمن فعل ذلك يعني سلم على يميني وعلى شماله فقد سلم على كل مؤمن واما كلمة وبركات وتحياته هذه لم تأتي مخاطبا بها رسول الله صلى الله عليه وانما التحيات لله وينبغي هذا ان يبقى هذا التخصيص على هذا المنوال فاذا اردت اطلاقه على الغير فيصح بدون ال كما فعل المصنف تقول تحياتي لك ما تقول التحيات لك لا يجوز تحياتي لك وتحياتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى تحياتي هي بمعنى ما يقدمه الانسان من حسن الخطاب عند المقابلة ما معنى التحيات ما يقدمه الانسان من الخطاب عند المقابلة هذا معنى التحية ويتضمن من المعاني كلمة التحيات تتضمن من المعاني تعظيمات والثناءات والمحامد فهي كلمة جامعة بخصال الخير تنزيه والتمجيد والنبي صلى الله عليه وسلم دلنا على الله كما ان القرآن دلنا على الله ودلالة النبي صلى الله عليه وسلم على الله هي دلالة ارشادية دلالة تعليمية هداية تعليمية كما قال عز وجل عنه وانك لتهدي الى صراط مستقيم قوله جل وعلا في سورة ياسين والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم طيب هذا الصراط المستقيم ما دام هو عليه ويريدنا ان نكون عليه اين يوصلنا ها لا قبل الجمع ها من في اخر الصراط الله بالدليل ها صراط الله الذي طيب هذا معناه طريق الله لكن اين انك اذا سلكت تصل الى الله في كلمة صراط مذكور مع الله عز وجل هذه لابد ان ننتبه لها هذا الصراط يدلنا على الله اي بمعنى يدلنا على الطريق الذي يوصلنا الى الله يدلنا الى نهاية وان ربك لعلى صراط يعني هو في نهاية الصراط هذا المعنى الصحيح في الاية وقوله وبلغنا رسالة الله اي وربي نشهد انه بلغ البلاء لم يترك شاردة ولا واردة الا وتكلم مما نحتاجه في ديننا اشياء لا تتخيلها انت بينها لك رسولك صلى الله كنت مرة من المرات اعمل مقارنة بسيطة بينما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما نستيقظ من نومنا وبينما هو موجود في التوراة والانجيل. والله يا اخوة ان العاقل ليستحي ان يقارن بينهما يستحي ما في مقارنة علمك رسول الله اذا استيقظت ماذا تقول من الادعية والاذكار والاوراد شيء عجيب وهذه التوراة والانجيل المحرفة ليس فيه شيء من ذلك فلا بد ان ننتبه بلغنا رسالة الله امتثل امر الله يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك وان لم تفعل قال بعض المفسرين وان لم تفعل في شيء من منها من الرسالة وان لم تفعل في شيء منها وان لم تفعل فما بلغت الرسالة قد فعل شهد له ما تبي تشهد يراجعني شهد له العدول الاخيار من الصحابة الابرار من المهاجرين والانصار الذين كانوا معه في حجة الوداع وكانوا واقفين فقال لهم وانتم سائلون عني فما انتم قائلون؟ قالوا نشهد انك بلغت فقال اللهم وجاءنا بالقرآن العظيم جاءنا بالقرآن العظيم هذه المجي بمعنى تلاوة تلا القرآن العظيم وبمعنى كون القرآن اية له عليه الصلاة والسلام والا فهو لم يجيء القرآن من عند نفسه ولهذا قال ما يكون لي ان اغيره ان ابدله من تلقاء نفسي ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى اليه وقال في ايات كثيرة امره الله ان يقول قل انما انا بشر مثلكم ما اقدر اعطيكم اللي تبونه انتم كل ما بغيتوا اية اعطيكم لا وجاءنا بالقرآن العظيم تلاوة وبيانا وكون القرآن منزلا عليه وكون القرآن موضحا في كلماته عليه الصلاة والسلام وبالايات والذكر الحكيم والاعياد ايضا اسم من اسماء ايات القرآن والذكر الحكيم اسم من اسماء القرآن وجاهد في الله حق الجهاد جاهد عليه الصلاة والسلام بنفسه بدون سيف بسنان بلسانه بدون سنانه ثلاثة عشر عاما وجاهد بسيفه ثماني سنين من السنة الثانية حينما اذن الله بالقتال الى ان توفاه الله هذا هو الجهاد الحق وجهاد باللسان اعظم من الجهاد بالسنة واثره اشمل واكثر وبذل جهده في الحرص في الحرص على نجاة العباد والدليل انه عليه الصلاة والسلام كان يجد من نفسه مشقة لكون فلان لم يؤمن وفلان لم يؤمن فانزل الله علي طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى كان عليه الصلاة والسلام يتعب نفسه تعبا شديدا ليبلغ الرسالة ليهتدي فلان وفلان فقال الله له لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين ولهذا قال له في اية اخرى ان عليك الا البلاغ انما انت منذر وبذل جهده في الحرص على نجاة العباد كما قال عليه الصلاة والسلام انما مثلي ومثلكم كمثل رجل اوقد نار فتهافت الفراش يريد ان يوقع نفسها في النار وانا اريد ان اخذ بحجزكم او بحقبكم وامنعكم من النار هذا من الحرص العظيم وتبين قال وعلم ونصح علم هذي من اول وظائف الانبياء عليهم الصلاة والسلام كما قال تعالى ويعلمهم اه الكتاب يعلمه هذا من اول وظائف النبي صلى الله عليه وسلم. كما ان من وظائفه تزكية ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيه فهو يهدي هداية ارشاد ويعلم تطبيقيا ويزكي نفسيا صلوات ربي وسلامه لهذا لما قام بالوظيفة الموكولة اليه على اكمل وجه كان اصحابه خير اصحاب على وجه الارض بعد الانبياء والصديق ونصح وبين واوضح حتى قامت الحجة ببيانه عليه الصلاة والسلام وبتلاوته للقرآن ولابد ان ندرك ان من كان فصيح اللسان فانه اذا قرأ عليه القرآن قامت عليه الحجة بهذا البيان واما اذا كان عليل اللسان او اعجمي اللسان فلا تقوموا عليه الحجة الا بالبيان قال ولاحت المحجة لاحت بمعنى تجلت وظهرت والمحجة بمعنى الطريقة وتقول هذه هي المحجة اي بمعنى هي الطريقة المسلوكة تبين الرشد من الغي والرشد السداد في العمل والغي الضلال في العمل وايضا الغي بالكسر الغيب مصدر والغي اسمه جنس بمعنى الضلالة وظهر طريق الحق والصواب ببيانه عليه الصلاة والسلام تفسيره للقرآن وانقشعت ظلمات الشك والارتياب وانقشعت بمعنى تلاشت وظلمات الشك كان العرب عامتهم عندهم تدين عندهم شك في القيامة عن النبأ عما يتساءلون عن النبأ العظيم الذي ينفيه انه شك في البعث زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثون عندهم شك في دينهم فهم في ريبهم يترددون فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وانقشعت ظلمات الشك والارتياب ببيانه عليه الصلاة والسلام ونصحه وارشاده قال ذلك ذلك اسمه اشارة للبعيد والمقصود هنا التعظيم اي المشار اليه بتلكم الاوصاف هو سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم سيدنا عليه الصلاة والسلام لانه سيد ولد ادم كما قال انا سيد ولد ادم ولا فخر في حديث الشفاعة الطويل وهو في البخاري ومسلم ومولانا مولانا هنا بمعنى انه مولى المؤمنين لا شك ان النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم مولى المؤمنين اي محبهم وتولى امرهم بالبيان والارشاد ويصح ان يكون مولانا لان المولى اسم يصح ان يكون اسم فاعل ويصح ان يكون اسم مفعول مثل المختار المختار يصح ان يكون اسم فاعل بمعنى الذي له الاختيار ويصح ان يكون اسم مفعول بمعنى الذي وقع عليه الاختيار فاذا قلنا انه مولانا بمعنى اسم فاعل اي هو تولى امرنا فبين لنا طريق الهداية وطريق الضلالة طريق الهداية لنسلك طريق الظلالة لنحذر واذا قلنا مولى بمعنى اسم المفعول اي بمعنى هو محبوبنا عليه الصلاة والسلام ونحن نتولاه ونتبعه ونسير على طريقته عليه الصلاة والسلام ذلك سيدنا ومولانا محمد وهو اسم النبي صلى الله عليه وسلم وله خمسة اسماء امد واحمد احمد بالظن والحاشر والعاقب والماحي وما سوى ذلك فهي اوصاف له عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى في ذكر اسمه محمد رسول الله في سورة الفتح وقال في سورة الاحزاب ما كان محمد ابا احد من رجالكم عليه الصلاة والسلام النبي الامي هو عليه الصلاة والسلام نبي ورسول فقد يقال عنه النبي ويقال عنه الرسول وكل رسول نبي وليس كل نبي يكون رسولا هنا لو قال النبي الرسول لكان احسن لان النبي خاص والرسول اعم الرسول النبي خاص من جهة المرسل اليهم والرسول عام من جهة المرسل اليهم والنبي اعم من جهة معناه فان معناه الذي اوحي اليه الرسول اوحي اليه وامر ان يبلغ الكافرين. والنبي يوحي اليه وامر ان يبلغ المؤمنين والمسلمين القرشي من قريش وقريش بطنا من بطون العرب ومرجعهم مرجع قريش من كنانة وكنانة مرجعها الى ادناه وعدنان من ذريتي اسماعيل ابن ابراهيم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام والهاشمي هو فخذ من فخوذ قريش وهو نسبة الى جده الاعلى فهو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم ولهذا يقاله الهاشمي وبنو هاشم وبنو المطلب وبنو عبد شمس هؤلاء كلهم لهم اب واحد قال المختار المختار هنا بمعنى اسم المفعول اي الذي اختاره الله كما قال جل وعلا الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ولما اعترظ المشركون على اختياره قال الله عز وجل اهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا وقوله المختار من لباب اللباب لب اللب خلاصته لب اللب خلاصته ومعنى من لباب اللباب اي انه من خلاصة العرب نسبا من خلاصة العرب نسبا واللب يطلق ويراد به العقل ويطلق ويراد به خالص الشيء و صفيه والمصطفى من اطهر الانساب واشهر الاشرف الاحساء المصطفى هي اصلها بدل التاء الى الطاء فصار المصطفى والاصطفاء افتعال الاصطفاء افتعال من الاختيار والاجتباه فهو عليه الصلاة والسلام من اوصافه انه المصطفى الله اصطفاه اصطفاه من جهة كونه جل في علاه جعله نبيا جعله رسولا جعله خاتم النبيين جعله امام المرسلين فهذه اربعة معاني من الاستثمار مصطفى من العرب بنسبه مصطفى من الناس في حسبه وشرفه مصطفى في النبوة مصطفى في الرسالة مصطفى فهو امام الانبياء وخاتمهم والانساب جمع نسا والنسب ما يكون من جهة الوالد وقد يطلق ويراد به جهة الوالدة. والنبي صلى الله عليه وسلم كريم النسب من الجهتين كريم النسب من الجهتين امه امنة بنت وهب ايضا قرشية كما ان عبد الله ابن عبد المطلب هاشمي امنة بنت وهب قرشية واشرف الاحساء الاحساب جمع حسن والمقصود بالحسب المكانة المرموقة في اصطلاحنا ما المقصود بالحسب المكان المرموقة المكان المرموق مثل قول فلان فهو جاه عند قومه هذا حسب مثل كون فلان يعتبر حكيم قومه هذا حسن فالوجاهة والحكمة من الاحساء قوله الذي ايده الله بالمعجزات الظاهرة معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وايات والايات الباهرة كثيرة جدا حتى ان بعض العلماء عد ايات الانبياء كما فعل البيهقي في كتاب دلائل النبوة فجمع كل ايات النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعطيه لكن اعظم معجزاته الظاهرة واياته الباهرة دالتي على صدق نبوتي القرآن الكريم تشريع الحكيم وكلامه عليه الصلاة والسلام الذي خرج من مشكاة النبوة في احاديثه صلوات ربي وسلامه عليه علاوة على ذلك ما من معجزة في الانبياء السابقين الا وجنسه قد تجلى وظهر على يد النبي عليه الصلاة والسلام قال والجنود والجنود القاهرة معطوف على المعجزات والجلود القاهرة ايده الله بالجنود القاهرة وذلك في غزوة بدر كما قال عز وجل في سورة ال عمران اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا وايضا من جنود القاهرة الذين ايد الله بهم نبيه الصحابة من المهاجرين والانصار فاحدهم كان الف رجل ويكفيك ان تقرأ اية سورة الانفال كيف كانت رجولة هؤلاء وعظمة هؤلاء حيث قال الله له ان يكن منكم عشرون صابرون يغلب مائتي الله اكبر ما هذه الرجولة العظيمة التي وصفهم الله به ثم علم الله ما سيكون في هذه الامة في اخرها فقال الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعف فليكن منكم مئة صابرة يغلب مائتين صار واحد ضد اثنين الاول واحد ضد عشرة عجيب هذا الدليل على رجولتي والسيوف الباترة السيف البتار هو القطاع الذي يقطع بتر الشيخ قطعه والباتر اسم فاعل سيف باتر يعني قاطع سيوف باترة العظام العظام في الاصل بمعنى الذي يظهر السوءة يقطع حتى يظهر عورته المقطوع فيموت فتنكشف عورته. والعظاب الشتام العظاب الشتام الذي يشتم الناس والعظام سيف اه عض او سيف عظام اي بمعنى انه يقطع حتى يظهر عورة المعظوبي قال وجمع له بين شرف الدنيا والاخرة شرف الدنيا ظاهر رفع الله ذكره وجعل ذكره مع ذكره فقال عز وجل ورفعنا لك ذكرك فلا يذكر الله الا يذكروا معه الاذان بالاقامة الصلوات الخمس اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله في شهادة التوحيد في الذكر في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك وجمع له بين شرف الدنيا والاخرة. اما في الاخرة فيكفي انه عليه الصلاة والسلام قال الله عنه سيبعثك ربك مقاما محمودا مقاما معه واتاه الله الوسيلة والدرجة الرفيعة والشفاعة العظمى وحوضه من اعظم الحيض وامته اكثر الامم ورودا هذا كله من باب شرف الدنيا والاخرة وجعله قائد الغر المحجلين عليه الصلاة والسلام. هو قائد المسلمين عموما. لكن لماذا خص المصنف؟ قال قائد الغر المحجلين لان هكذا جاء الوصف يوم القيامة والغرة بياض في الجبين من اثر السجود يجعله الله على جبين المؤمنين نورا يوم القيامة والمحجلين اسم مفعول من حجل الشيء يحجله فذاك محجل بمعنى محجلين اي يضيء اطرافهم نورا في اليدين والقدمين بسبب الوضوء. وبسبب ما كانوا يصنعون من الركوع والسجود على هذه الاطراف والوجوه الناظرة بالضاد اخت الصاد الناظرة المكتسبة النظارة طرية وجوه الناظرة المضيئة وجوه الناظرة الناعمة تفسر وجوه يومئذ ناظرة بالناعمة كما في سورة الغاشية وب والمسفرة الضاحكة كما في سورة عبسة قال فهو اول من يشفع يوم الحساب وهذا فهو اول من يشفع يوم الحساب وهذا من من شرف النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة كونه اول من يشفع يوم الحساب هذا روي متواترا باحاديث الشفاعة حديث ابي سعيد ابي هريرة وغيرهما واول من يدخل الجنة هذا ايضا من الشرف ويقرع الباب اي باب الجنة ابواب الجنة مغلقة لا تفتح الا بعد المحاصة وهم المؤمن واهل الجنة وهم اهل الجنة في القنطرة بين الجنة وبين الصراط حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيستفتح باب الجنة فيفتح ومن خصائصه عليه الصلاة والسلام في الاخرة مما يدل على شرفه ان له شفاعة عظيمة غير المقام المحموم غير الشفاعة العظمى وان له شفاعة خاصة كفاعته لعمه ابي طالب بان يخفف الله عنه العذاب نعم قوله واول من يدخل الجنة ويقرع الباب هذا جاء فيه الحديث المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم نعم عليكم قال رحمه الله فصلى الله عليه وعلى اله الطيبين واصحابه الاكرمين خير اهل واكرم اصحاب صلاة زاكية نامية لا يحصر مقدارها العد والحساب ولا يبلغ الى ادنى وصفها السنة البلغاء ولا اقلام الكتاب تكرار الصلاة هنا مرة اخرى لما اقتضاه السياق والا فقد سبق وان صلى وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنا لا ادري هل السلام سقط من النساخ او ان المصنف لم يذكر والاولى في حقنا والاولى في حقنا والمندوب في حقنا الجمع بين الصلاة والسلام كما فعل المصنف في اول الكلام اما ذكر الصلاة بلا سلام فهي سائغة بشرط ان يسبق السلام من قبل او يلحق السلام بعده كما نحن بالتحيات نقول السلام على النبي ورحمة الله وبركاته ثم نصلي على رسول الله بدون السلام اللهم صلي على محمد لماذا؟ لان السلام قد سبق والاصل والاصل انه ينبغي تقديم السلام على الصلاة في التشهد طيب في غير التشهد الاصل تقديم الصلاة على السلام ليش ان الله امر هكذا قال صلوا عليه وسلموا اذا هناك امر توقيفي وفي خارج الصلاة تقديم الصلاة ثم السلام وفي الجمع بين الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فوائد كثيرة ذكرها الحافظ ابن القيم في كتابه جلاء الافحم صلى الله عليه وعلى اله الان اذا اطلق فله اطلاقان اطلاق خاص واطلاق عام الاطلاق العام المقصود به اتباعه فانت لما تقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد يعني على اتباع محمد ولا تقصد بالال هنا ذووه والا دخل فيه ابو لهب ودخل فيه ابو طالب واضح هذا وعلى اله له اطلاقان الاول اطلاق العام بمعنى اتباعه وال الرجل اتباعه كما قال الله في القرآن كلام على الياسين او ال ياسين يعني اتباعه وقال عن فرعون ويوم القيامة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب قال مهو اهل والا دخلت زوجته المؤمنة اذا ما معنى ال فرعون اتباع فرعون اتباع فرعون المعنى الثاني ان الال كلمة تطلق ويراد بها الخصوص بمعنى الاهل بمعنى الاهل وهذا نادر وقليل والاصل اذا اريد اه الصلاة على الاهل فيقال وصلوات الله وسلامه على اهل بيته مو على ال بيته على اهل بيته واله اجمعين فيكون تخصيص ثم التعميم وهنا المقصود به بالان المعنى الاول الاتباع لان كلمة واصحى بتخصيص بعد التعميم تخصيص بعد التعميم والطيبين وصف من الطيب وهي طيب العمل طيب الاعتقاد طيب التزكية النفسية واصحابه الاكرمين. اصحاب جمع صاحب والمقصود به كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك سواء كان قريبه كفاطمة او علي او العباس او ابن عباس او لم يكن من اهل بيته كبكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة من المهاجرين والانصار وقوله الاكرمين الاكرمين جمع للكرام تقول كرام واكرمين ويصح في كلمة الاكرمين على وزن الاكرم فلان هو الاكرم في قومه وهم الاكرمون في قومهم والصحابة هم الاكرمون في ملتنا هم ايش الاكرمون في يعني اكرم الناس دينا في ملة محمد صلى الله عليه وسلم هم الصحابة ومعنى اه الاكرم اي البعيد عن كل بخل وظنة وعن كل شح وتهمة هذا معنى الاكرمين وجاءت وصف الاكرم لربنا جل وعلا اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم وجاء في الخبر عنه انه اكرم الاكرمين جل في علاه قال خير اهل واكرم اصحاب. وهذا تخصيص الان. لاحظوا قال اعم اصحاب اه خاص واهل اخص اذا عندنا اعم قال وعام اصحاب واهل اخص او خاص خير اهل واكرم يا اصحاب غير اهل المقصود بها لبيت كعلي والحسن والحسين وعثمان وعثمان من اهل بيت النبي لانه يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني هاشم كما ان عليا يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد المطلب فاجتماع عثمان مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد اب واحد مع علي قال صلاة زاكية نامية زاكية بمعنى ذات رائحة طيبة ذات رائحة طيبة. والمقصود هنا صلاة زاكية اي بمعنى طيبة نقية لا شائبة فيها نامية بمعنى انها تتوالى ولا نريد هذه الصلاة صلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم ان تتوقف هي تنمو وتزداد وفي بعض النسخ صلاة زاكية تامة وكلمتي التامة جاء في بعض الروايات صلاة تامة كما نقول في دعاء آآ الاذان اللهم رب هذه دعوة التامة اي الكاملة قال لا يحصر مقدارها العبد والحساب نفهم من كلمة لا يحصل مقدارها العد والحساب ان كلمة بعد الزاكية هي نامية لان الشيء اذا كان ينمى شيئا بعد شيء لا يمكن حصره ولا عدوا لا يحصر مقدارها مقدارها يعني من حيث العد واحد واثنين وثلاث ومن حيث الحساب ضربا كان يقال عشرة في الف الف مئة وهكذا فالعد يعني واحد واثنين وثلاث والحساب يعني التظاعف او المضاعفات ولا يبلغ الى ادنى وصفها السنة البلغاء يعني يريد ان يكون ان تكون هذه الصلاة صلاة عظيمة لا يوجد ابلغ منها بالسنة البلغاء والبلغاء جمع بليغ وصف وصف من البلاغة فلان بليغ وهم بلغاء اي بمعنى فصحاء الكلام فصحاء الكلام ومعنى فلان فصيح الكلام يتضمن ثلاثة امور الاول انه لا يلحن والثاني انه لا يأتي بما يخالف القياس الصرفي والمنقول اللفظي والثالث انه عظيم سبك الجمل عظيم سبك الجمل ولا اقلام الكتاب السنة البلغاء ولا اقلام الكتاب اي لا يبلغ الى ادنى وصفها اقلام الكتاب كلمة ولا اقلام معطوفة على السنة البلغاء ولا يبلغ الى ادنى وصفها اقلام الكتاب والكتاب جمع كاتب وهو كل من يكتب وهذا ايضا فيه دلالة على انه يريد ان تكون هذه الصلاة صلاة زاكية نامية مستمرة صلى الله عليه واله وسلم نعم قال رحمه الله اما بعد فان علم القرآن العظيم هو ارفع العلوم قدرا واجلها خطرا واعظمها اجرا واشرف هو ذكرى وان الله انعم علي بان شغلني بخدمة القرآن وتعلمه وتعليمه. وشغفني بتفهم معانيه وتحصيل فاطلعت على ما صنفه العلماء رضي الله عنهم في تفسير القرآن من التصانيف المختلفة الاوصاف المتباينة الاصناف فمنهم من اثر الاختصار ومنهم من طول حتى كثر الاسفار. ومنهم من تكلم في بعض فنون العلم دون بعض. ومنهم من اعتمد على نقل اقوال الناس ومنهم من عول على النظر والتحقيق والتدقيق كل واحد سلك طريقا نحاه وذهب مذهب ارتضاه وكل لو وعد الله الحسنى. فرغبت في سلوك طريقهم والانخراط في سلك في سلك فريقهم صنفت هذا الكتاب في تفسير القرآن العظيم وسائر ما يتعلق به من العلوم وسلكت به مسلكا نافعا اذ جعلته وجيزا الجامعة قصدت به اربع مقاصد تتضمن اربع فوائد قوله واما بعد هي كلمة يؤتى بها للفصل بين المقدمة وبين مدخل العلم او مدخل الكلام الذي يريد ان فيه المتكلم والمعنى اما بعد اي مهما يكن من امر فاني اريد كذا وكذا فان علم القرآن العظيم هو ارفع العلوم قدرا ما هو علم القرآن علم القرآن يطلق ويراد به احد معنييه الاول التفسير والثاني ما يوصل الى هذا التفسير وما يستنبط من هذا التفسير اذا علوم علم القرآن يطلق ويراد به معنيين الاول علم تفسير القرآن وهو الاساس والثاني ما يوصل به الى علم تفسير القرآن والعلوم المستنبطة من تفسير القرآن هذا المقصود بعلوم القرآن هو ارفع العلوم قدرا. ليش لان موضوع هذا العلم كلام الله فما دمت تشتغل بكلام الله فانت في ارفع المقامات واجلها خطرا اجلها يعني اعظمها خطرا لماذا اعظمها خطرا؟ لانك اذا اخطأت تكون قولت الله ما لم يقل وتكلمت في دين الله بما لم يرده الله ورسوله واعظمها اجرا كما يقال الاجر على قدر المشقة لما كان ارفع العلوم قدر واجلها خطرا كان اعظمها اجرا ذلك لو قيل لو قال لنا قائل ما هي مجالس الذكر؟ اول ما يتبادر الى ذهن مجالس العلم في هذا المجلس نسأل الله ان يتقبل منا ومنكم ومن اجل مجالس العلم مجالس تفسير القرآن نسأل الله ان ييسر لنا تفسير القرآن قوله اجرا يأتي بمعنى الثواب وبمعنى العطاء والهبة واشرفها ذكرا لان لانك تتفهم كلام القرآن كلام الله جل وعلا تتفهم الذكر المنزل فاشرفوا مذكور هو الله واشرف مذكور به هو القرآن تريد ان تذكر الله اعظم باب لذكر الله قراءة القرآن وتدبره وتعلمه قال وان الله انما علي بان شغلني بخدمة القرآن وتعلمه وتعليمه هذا حديث عن فضل نعمة الله عليه والانسان الذي يريد الله به خيرا يشغله بالخير ومن الخير ومن اعظم الخير الانشغال بالتفسير والانشغال بالحديث طبعا بعد صحة الاعتقاد والا فما الفائدة من الانشغال بالتفسير والحديث والاعتقاد فيه ما فيه وتعلمه وتعليمه دل ان المصنف رحمه الله جلس مدة من الزمن وبرهة من الدهر وهو تعلم القرآن ويعلم وشغفني بتفهم معانيك وتحصيل علوم شغف بالشيء بمعنى صار له فيه نهمة بمعنى صار له فيه نهمة حب وتحصيل علومه علوم القرآن ايها الاخوة كثيرة جدا كثيرة جدا حتى اني ذكرت في كتاب التبيان بانواع علوم القرآن ما ما هو اكثر من مئتي نوع وهذا ليس معناه ان هذا هو فقط علوم القرآن لماذا ما بلغ الي علمي وقراءتي؟ ربما تكون علوم القرآن اكثر من هذا قال فاطلعت على ما صنفه العلماء رضي الله عنه وهذا اول سلم العلم اذا اراد الانسان ان يتبرز في فن ويكتب فيه فاول سلمه ان يقرأ فيه كثيرا ثم ينظر اي شيء يحتاج هذا العلم الى الزيادة والاظافة فيه او ترتيبه او تنظيمه او اختصاره او تيسيره فيسلكه وقوله رضي الله عنهم يجوز الترضي عن العلماء وعن بعض اهل العلم لكن رضي الله عنهم عن الصحابة هذا صار رمزا خاصا بهم وكل صحابي يذكر ينبغي ان يترضى عنه وغيره اذا ذكر من التابعين ومن بعدهم يترحم عليه ويجوز الترضي عليه لانه دعاء فانت تقول رضي الله عنه يعني اسأل الله ان يرضى عنه قال صنفه العلماء رضي الله عنهم في تفسير القرآن من التصانيف المختلفة الاوصاف مختلفة الاوصاف من حيث المنهجية فهناك تفاسير مبنية على المأثور وهناك تفاسير مبنية على المعقول وهناك تفاسير لغوية تفاسير فقهية تفاسير عقدية تفاسير فيها تزكية نفسية الى اخره المتباينة الاصناف جمع صنف فمنهم من اثر الاختصار وهذا معلوم ان هناك مختصرات في التفسير سواء من المتقدمين او من المتأخرين فمن اشهر المختصرات في التفسير في زماننا نحن مثلا مختصر تفسير ابن كثير مختصر تفسير ابن جرير واختصر التفسير البغوي مختصر آآ تفسير القرآن الذي سنقرأه ان شاء الله من اول يوم رمضان ومنهم من طول حتى كثر الاسفار. والاسفار جمع ستر جمع السفر مو جمع السفر جمع سفر والمقصود بالسفر او الاسفار الكتب ومن اعظمهم كتابة في هذا الباب على سبيل التطويل في الخطاب امام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله وتفسير ابن ابي حاتم رحمه الله وتفسير ابن المنذر ومنهم من توسط مثل من مثل تفسير السمعاني مثل تفسير ابن كثير مثل تفسير البغوي هذي من المتوسطات والفائدة في كون طالب العلم يعرف المختصرات والمتوسطات والمطولات ليبدأ في مختصر فيرتقي الى متوسط ثم يقرأ المطولة قال ومنهم من تكلم في بعض فنون العلم دون بعض بتفسير القرطبي في ايات الاحكام الغالب عليه تفسير ابي حيان الغالب عليه اللغة تفسيره بحيث تفسير السعدي الغالب عليه الرقائق والخطابات العقدية و اه المنهجية ومنهم من اعتمد على نقل اقوال الناس كتفسير ابن الجوزي وتفسير الثعالب تفسير الثعلب ومنهم من عول على النظر والتحقيق والتدقيق مثل تفسير ابن القيم وهو قيم وتفسير ابن كثير على هذا المنوال ايضا وممن يقال انه من هذا المنوال ايضا فتح القدير للشوكاني رحمه الله ثم قال وكل واحد سلك طريقا نحاه نحاه بمعنى يعني سلكه وسار عليه منهجية عندهم ومن الجيد في التأليف وضع منهجية ثم السير عليه كما فعل المصنف رحمه الله وذهب مذهبا ارتضاه اختاره وكلا وعد الله الحسنى فكل من تكلم بالقرآن وفق القواعد فانه يؤجر حتى لو اخطأ فرغبت في سلوك طريقهم هنا يبين سبب التأليف ما هو سبب التأليف؟ هذا هو سبب التأليف انه رغب بعد شغفه بحب تفسير القرآن رغب ان يكون من العلماء الذين له قد انخرطوا في هذا المسلك وفسروا القرآن حتى يكتب الله له الاجر والانخراط في سلك فريقهم نسأل الله ان يأخذ بايدينا لنكون منه قال وصنفت هذا الكتاب في تفسير القرآن العظيم اللي هو اصل الكتاب احنا نروح نقرأ المقدمة فقط اللي هو التسهيل لعلوم التنزيل المقصود وصنفت هذا الكتاب يعني التسيير وسائر ما يتعلق به من العلوم. اذا لن لن يكون ابن جزير رحمه الله لن يكون مختصرا على تفسير القرآن بل يفسر القرآن الى علومه ويشير الى علومه وسلكت به مسلكا نافعا اذ جعلته وجيزا جامعا قصدت به اربع مقاصد تتضمن اربع فوائد لعل نكتفي بهذا ان شاء الله نكمل في الغد الفوائد ونسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح صلي اللهم على نبينا محمد اذا احد عنده سؤال يتفضل فيما مضى فقط ما هو فيما يأتي تفضل يا عمر نعم ما معنى ان النبي صلى الله عليه وسلم مصطفى؟ بمعنى مجتبى مختار في نسبه وحسبه في نسبه وحسبه وايضا في كونه نبيا وايضا في كونه رسولا هذا الثالث والرابع في كونه امام الانبياء وخاتم المرسلين نعم تفضل الاسم الكريم اياك يا محمد اتفضل تميز تمي يقول نعم يعاقب العاقب. اسماء النبي صلى الله عليه وسلم قال عنه عليه الصلاة والسلام ان لي خمسة اسماء انا محمد وانا احمد وانا الماحي وانا العاقب وانا الحاشر من اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم كل ما عدا الخمس اوصاف نعم نعم نعم تحيات الله على نبيه ايه لما نقول تحيات وتحيات الله على نبيه المقصود يعني ان يخاطبه الله باحسن ما يخاطب به اي نبي واي رسول وهذا نجده في القرآن فان الله ما خاطب نبينا باسمه خاطبه بوصف بخلاف غيره من الانبياء والمرسلين خاطبهم باسمائي سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا الله