الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه على ان بلغنا واياكم شهر رمضان هذا الشهر المبارك الذي نبدأ فيه كالعادة في كل يوم من ايام عصره مدارسة تفسير من كتب التفسير المختصرة وقد يسر الله تبارك وتعالى ان اخترنا في هذا العام كتاب زبدة التفسير من فتح القدير وفتح القدير هو للعلامة الشوكاني رحمه الله وزبدة التفسير هو للشيخ محمد سليمان الاشقر رحمه الله تعالى وهذا الكتاب الاصل فتح القدير يعتبر من الكتب الجامعة بين الرواية والدراية والزبدة خلاصة لهذا الكتاب فان استطاع طالب العلم واحد المسلمين من من فهم الزبدة فانه يستطيع ادراك اوليات في تفسير كتاب الله تبارك وتعالى ولا نريد الاطالة في المقدمة لكن قبل ان نبدأ بقراءة هذا التفسير نحب ان ننبه اننا ان شاء الله جل وعلا نقرأ كل يوم جزء ونصف من هذا التفسير وانبه الى ان النسخ معدودة. الاخوة الذين اخذوا النسخ وليس عندهم العزم على على التزام بالحضور فان المتبرعين والمتبرعات جزاهم الله خيرا وقد تبرعت بعض الفضليات اكثر من ما قيمته يعني آآ ست مئة دينار لهذه النسخ لاجل ان تحضر وليس لمجرد الاقتناء. فجزاه الله خيرا وجزاكم الله خيرا فنرجو من الاخوة الذين ليس عندهم نية الحضور ان يعطوا النسخ لمن عنده نية الحضور لان الوزارة مشكورة سعت في ايجاد اربع مئة نسخ لكنها لم تستطع وانما هذا جهد الاخوة اه فرادا جزاهم الله خيرا اخونا الشيخ غلام عمر شيخ يوسف الشيخ يوسف ابو يوسف حمود الغريافي وغيره حقيقة يعني جهود فردية لكن نسأل الله ان يجعل ذلك في موازين حسناتهم ونبدأ على بركة الله تعالى من اول سورة الفاتحة فتح الله علينا وعليكم بالعلم النافع والعمل الصالح وعلى بركة الله قراءة مع الشيخ يوسف جاسم العينات الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ العلامة محمد بن سليمان الاشقر رحمه الله تعالى في كتاب زبدة التفسير. سورة الفاتحة الفاتحة اول كل شيء سميت هذه السورة فاتحة الكتاب لكونه افتتح بها. اذ هي اول ما يكتبه الكاتب من المصحف واول ما يتلوه التالي من الكتاب العزيز وليست اول ما نزل من القرآن قيل هي مكية وقيل هي مدنية وتسمى فاتحة الكتاب تسمى ام الكتاب وصح تسميتها بالسبع المثاني وسورة الحمد وسورة الصلاة والواقية. سمى فاتحة الكتاب لمعاني كثيرة منها ايضا انها حوت فواتح الامور انها حوت فواتح الامور واسماؤها قاربت العشرين اسما. نعم قال وقد ورد في فضل هذه السورة احاديث منها ما اخرجه البخاري واحمد من حديث ابي سعيد ابن المعلى ان رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قال له لاعلمنك اعظم سورة في القرآن قال فاخذ بيدي فلما اراد ان يخرج من المسجد قلت يا رسول الله انك قلت لو اعلمنك اعظم سورة في القرآن؟ قال نعم الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته. واخرج مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده جبريل اذ سمع نقيدا فوقه فرفع جبريل بصره الى السماء فقال هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط قال فنزل منه ملك فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابشر بنورين قد اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ان تقرأ حرفا منهما الا اوتيته. بسم الله الرحمن الرحيم. اختلف اهل العلم في في البسملة فقيل هي اية مستقلة في اول كل سورة كتبت في اولها وقيل هي بعض اية من اول كل سورة او هي كذلك في الفاتحة فقط دون غيرها وقيل انها ليست باية في الجميع وانما كتبت للفصل. وقد اتفقوا على انها بعض اية في سورة النمل الله علم لم يطلق على غيره تعالى واصله الاله وكان الاله يطلق على كل معبود بحق او باطل ثم غلب على المعبود بحق. والرحمن والرحيم اثنان مشتقان من الرحمة والرحمن واشد مبالغة من الرحيم والرحمن اسم لما والرحمن اسم لم يطلق على غير الله عز وجل. هنا قول الشيخ الرحمن اشد مبالغة من حيث الصياغة الصرفية فان فعلان اعظم مبالغة في دلالته على المعنى المشتق من فعيل الذي جاء عليه اسم الرحيم واما في اسماء الله تبارك وتعالى فالصواب ان الرحمن صيغة مبالغة في الدلالة على ان الذات العلية موصوفة بالرحمة العظيمة. والرحيم صيغة مبالغة في الدلالة على ان افعال الرب تبارك وتعالى هي عظيمة الرحمة. نعم قال رحمه الله الحمد لله الحمد هو الثناء باللصق. قال الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري والحمد يكون باللسان فقط. اما الشكر فيكون باللسان والقلب والاعضاء ولا يكون الشكر الا مقابل نعمة اما الحمد فيكون لكمال المحمود ولو في غير مقابلة نعمة. والله تعالى له الحمد والشكر رب العالمين الرب اسم من اسماء الله تعالى ولا يقال في غيره الا مضافا كقولك هذا الرجل رب المنزل والرب المالك والرب السيد والرب المصلح والمدبر والرب المعبود والعالمون جمع العالم وهو كل موجود سوى الله تعالى وقيل العالم عبارة عن من يعقل وهو اربعة امم الانس والجن والملائكة الرحمن الرحيم قد تقدم تفسيرهما ولما كان في اتصافه تعابر ولما كان في اتصافه تعالى برب العالمين ترهيب قرنه الرحيم لما تضمن من الترغيب ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة اليه فيكون اعون على طاعته. فيكون اعون على طاعته مالك يوم الدين قرئ ملكي ومالك فقيل ان ملك ان ملكي اعم وابلغ من مالك لان امر الملك نافذ على المالك في ملكه فهو لا يتصرف الا عن تدبير وقيل مالك ابلغ لانه يكون مالكا للناس غيرهم والحق ان الفرق بين الوصفين بالنسبة الى الرب سبحانه ان الملك صفة لذاته. والمالك كوصفة لفعله ويوم الدين يوم الجزاء من من الرب سبحانه لعباده وعن قتادة قال يوم الدين يوم يدين وعن قتادة انه قال يوم الدين يوم يدين الله العباد باعمالهم ان يجازيهم بها. قول الشيخ الحق ان الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله يعني هذا له وجه ولكن الوجه الاتم ان الله سبحانه وتعالى ملك بمعنى الحاكم ومالك بمعنى الذي يملك فحينئذ يقال ان القراءتان ان القراءتان آآ ان القراءتين دلتا على ان الله سبحانه وتعالى هو الملك اي بمعنى الحاكم وهو المالك اي بمعنى الذي يملك الله عنه ان رجلا قال له ما التقوى؟ قال هل وجدت طريقا ذا شوك؟ قال نعم. قال فكيف صنعت؟ قال اذا رأيت الشوك عدلت عنه او جاوزته او قصرت عنه. قال ذاك فملكوت السماوات والارض بيده والحكم التشريعي والقظائي بيده. نعم اياك نعبد واياك نستعين نخصك بالعبادة ونخصك بالاستعانة لا نعبد غيرك ولا نستعينه. والعبادة اقصى والعبادة اقصى غايات والتذلل وبالشرع عبارة عن ما عبارة عن ما يجمع يجمع احسن الله اليكم وفي الشرع عبارة عن ما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف والتعبير بالنون في لنعبد لاخبار الداعي عن نفسه وعن غيره لا لتعظيم النفس وقدمت العبادة على الاستعانة لكون الاولى وسيلة الى الثانية. عن ابن عباس في قوله اياك نعبد يعني اياك نوحد ونخاف يا ربنا لا غيرك. واياك نستعين على طاعتك وعلى امورنا كلها وعن قتادة انه قال يأمركم الله ان تخلصوا له العبادة وان على امركم. اهدنا الصراط المستقيم. الهداية هي الارشاد وهي هنا التوفيق للطاعات وطلب الهداية من المهتدي معناه طلب الزيادة من الهداية والثبات عليها قوله تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى والصراط المستقيم لغة هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه والمراد به في الاية طريق الاسلام. اخرج احمد الترمذي وعن النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما ابواب مفتحة وعلى الابواب سطور الخاتم على باب الصراط داع يقول يا ايها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تعوجوا. وداع وداع يدعو من فوق الصراط فاذا اراد الانسان ان يفتح شيئا من تلك الابواب قال ويحك لا تفتح فانك ان فتحته فانك ان تفتحه تلجه. فالصراط الاسلام والسوران حدود الله والابواب مفتحة محارم الله وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي من فوق واعظ الله تعالى في قلب كل مسلم. صراط الذين انعمت عليهم هم المذكورين في سورة النساء حيث قال ومن الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما. غير المغضوب عليهم هم اليهود ولا الضالين الضالين هم النصارى. لان اليهود علموا الحق فتركوه وحادوا عنه على علم فاستحقوا غضب الله. والنصارى حادوا عن الحق جهلا فكانوا وعلى ضلال مبين في شأن عيسى عليه السلام. واخرجه احمد وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما حسد ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين ومعنى امين اللهم استجب لنا. واذا كان المغضوب عليهم هم اليهود والضالين النصارى فالعدول عن الاسم الى الوصف لاجل التحذير من هذا الوصف لاجل التحذير من هذا الوصف فليحذر المسلم من ان يعلم ولا يعمل وليحذر من العمل بلا علم. نعم قال رحمه الله تعالى سورة البقرة قيل هي اول سورة نزلت في المدينة لكنها لم تنزل دفعة واحدة. واخرج مسلم والترمذي واحمد عن رضي الله تعالى عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالقرآن واهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمهم سورة البقرة وال عمران قال وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة اميال ما نسيتهن بعد. قال كانهما غمامتان او غيايتان او كانهما ظلتان سوداوان او كأنهما فرقان من طير صواب. فتحا. تحاج عن صاحبهما واخرج مسلم والترمذي عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر ان الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة. الف ميم قال القرطبي في تفسير الحروف التي في اوائل السور هي سر الله في القرآن. قال وقال جمع من العلماء كثير بل نحب ان نتكلم فيها ونلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج والمعاني التي تتخرج عليها واختلفوا في ذلك على اقوال منها انها اشارة الى حروف الهجاء اعلم الله بها العرب حين تحداهم بالقرآن انه مؤتلف انه مؤتلف من حروف هي التي بناء كلامهم عليها ليكون عجزهم عنه ابلغ في الحجة عليه اذ لم يكن اذ لم يخرج عن كلامهم هذا هو الصواب وذلك لان الله حيثما ذكر الحروف ذكر بعدها ذكر الكتاب تصريحا او ضمنا نعم. ذلك الكتاب هو هذا القرآن العالية مرتبته لا ريب فيه اي لا شك في كونه من عند الله تعالى هدى للمتقين الهدى والدلالة الموصلة الى البغية. عن ابن عباس في قوله هدى للمتقين اي الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى ويرجون رحمته في التصديق بما جاء منه. وعن ابي هريرة رضي كالتقوى الذين يؤمنون بالغيب الايمان في اللغة التصديق والغيب كل ما كل ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما لا تهتدي اليه العقول من اشراط الساعة وعذاب القبر والحشر والصراط والميزان والجنة والنار. اخرج مسلم عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الايمان وان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. هنا قوله الايمان في اللغة التصديق هذا هو المشهور ولكن هذا فيه نظر لان هذا تفسير بالكلمة باحد مفرداتها والكلمة الجامعة المقاربة للايمان ان يقال الايمان في اللغة الاقرار والاذعان لان مجرد التصديق لا يكفي فانتم تعلمون ان ابا طالب كان مصدقا لكنه لم يكن مقرا. معترفا نعم ويقيمون الصلاة اقامة الصلاة اداؤها باركانها وسننها وهيئاتها في اوقاتها. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويقيمون الصلاة قال الصلوات الخمس. ومما رزقناهم هم ينفقون قال زكاة اموالهم واختار ابن جرير ان الاية عامة بالزكاة والنفقات وهو الحق من غير من غير فرق بين النفقة على الاقارب وغيرهم وصدقات الفرض والنفل والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك ليصدقونك بما جئت به من الله وما جاء به من قبلك من المرسلين لا يفرقون بينهم لا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاءوهم به من ربهم وبالاخرة هم يوقنون المراد وانهم يوقنون بالبعث والنشور وسائر امور الاخرة من دون شك ايمانا بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان وليس هؤلاء الذين يزعمون انهم امنوا بما كان قبلك ويكفرون بما جاءك. اولئك على هدى من ربهم اي ان حال هؤلاء الجامعين بين التقوى والايمان بالغيب الاتيان بالفرائض انهم على نور من ربهم وبرهان واستقامة وسداد. بتسديد الله اياه وتوفيقه لهم واولئك هم المفلحون اي المنجحون المدركون ما طلبوا عند الله باعمالهم وايمانهم بالله وكتبه ورسله ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. اي ان الذين اصروا على جحد رسالتك يا محمد وانكار ما جئت به من الايات البينات مع وضوح الحق له من انقطاع الشبهة واستيقانهم انه انك صادق فلن يفيدهم انذارك شيء لانهم انما يتبعون اهواءهم ختم الله على قلوبهم وعلى سبعهم اي هم لا يعقلون هدى ولا يسمعون ما ينفعهم لكراهتهم لكراهتهم للحق ولمن جاء وعلى ابصارهم غشاوة غطاء يمنعها من رؤية الحق قال ابن جرير ان الذنوب اذا تتابعت على القلوب اغلفتها فلا يكون اليها مسلك ولا للكفر من يا ما اخلص ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر ذكر سبحانه في هذه السورة المؤمنين الخلص ثم ذكر بعدهم الكثرة الخلص ثم ذكر المنافقين وهم الذين فلم يكونوا من احدى الطائفتين بل صاروا فرقة ثالثة لانهم وافقوا في الظاهر الطائفة الاولى وفي الباطن الطائفة الثانية ومع ذلك فهم اهل الدرك الاسفل من النار. وما يخدعون الا لما خادع لما خاضعوا من لم من لا يخدع لما خادعوا من لا يخدعو كانوا خادعين لانفسهم لان الخداع انما يكون مع من لا يعرف البواطن في قلوبهم مرض المرض اي الفساد الذي في عقائدهم اما شكا وانفاقا وجهلا وتكذيبا فزادهم الله ما رضى بما يتجدد لرسول الله صلى الله عليه وسلم من النعم ويتكرر لهم من الله تعالى الدنيوية والدينية فابتلوا بزيادة الشك وترادوا في الحسرة وفرط النفاق ولهم عذاب اليم نكال موجع بما كانوا يكذبون في الايمان وهم غير مؤمنين. واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض بالنفاق وموالاة الكفرة وتفريغ الناس عن الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن فانكم ان فعلتم ذلك فسد ما في الغوان بهلاك الابدان وخراب الديار. الا انهم هم مفسدون لما نهاهم الله عن الفساد جعلوا صفة الصلاح مختصة بهم خالصة لهم فرد الله عليهم ذلك ابلغ رد وردهم الى صفة الفساد التي هم متصفون بها في الحقيقة. ولكن لا يشعرون اي لا يدرون انهم هم اهل الفساد حقيقة لمعاداتهم الحق واهله وصدهم عن سبيل الله. دل على ان اعظم الفساد هو افساد دين الناس ومن هنا كان خطر المبتدعة اعظم على الناس وخطر المنافقين عظيما على الناس لان المبتدع والمنافق يفسد دين المسلمين. نعم الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون نسبه الى المؤمنين السفه استهزاء واستخفافا فتسببوا بذلك الى تسجيل الله السفه عليهم وحصر السفاهة وضعف العقول فيهم واذا خلوا الى شياطينهم رؤسائهم في الكفر الذين يدبرون الشر قالوا انا معكم ثابتون على الكفر انما نحن مستهزئون بالمسلمين في تلك الموافقة ولم تكن بواطننا موافقة لهم ولا مائلة اليهم. الله يستهزئ بهم فينزل بهم الهوان والحقارة وينتقم منهم ويستخف بهم انتصافا منه لعباده المؤمنين يمدهم ويزيدهم في طغيانهم يعمهون في كفرهم يتمادون ويترددون. اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى استبدلوا بالهدى والضلال والضلالة اي اي الحيرة والجور عن القصد وهو فقد الاهتداء. فما ربحت تجارتهم اي فما ربحوا في تجارتهم باتباعهم الكفر بدل الايمان وما كانوا ان في شرائهم الكفر بالايمان وخروجهم من الهدى الى الضلالة ومن الجماعة الى الفرقة ومن الامن الى الخوف ومن السنة الى البدعة. مثلهم كمثل الذي استوقد نار عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه اناس من الصحابة رضي الله عنهم في هذه الاية قالوا ان ناسا دخلوا في الاسلام عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ثم نافقوا فكان فكان مثلهم كمثل رجل كان في ظلمة فاوقدنا فاضاءت ما حوله من اذى فابصره حتى عرف ما يتخ فبينما هو كذلك اذ طفئت ناره فهو لا يدري ما يتقي من اذاه فكذلك المنافق كان في ظلمة الشر فاسلم فعرف الحلال من الحرام والخير من الشر. فبينما هو كذلك اذ كفر فصار لا يعرف الحلال من الاحرام ولا الخير من الشر بكم عميون فهم لا يرجعون اي بقي اصحاب تلك النار المضيئة بعد اضفائها صما. لا يسمعون مناديا بكما خرسا لا يستطيعون السؤال عن الطريق عميا لا ترونها فلا يتمكنون من الرجوع الى طريقهم فكذلك اهل النفاق الذين اسلموا ثم كفروا او كصيب من السماء المراد بالصيد المطر ضربه الله مثلا القرآن ايها الخصب للذين يؤمنون به. والخوف والرعب منه للمنافقين بما ينزل فيه من وعيد لهم. فيه ظلمات ورعد وبرق زواجر القرآن يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت ان يتقون الخطر بما لا يقيهم منه. فكذلك المنافقون لم يجدوا الا ان يصموا اذانهم عن سماع ايات القرآن والله محيط بالكافرين الاحاطة الاخذ من جميع الجهات حتى لا ينجو المحاط به بوجه من الوجوه. يكاد البرق يخطف تراهم يكاد محكم القرآن يدل على عورات المنافقين كلما اضاء لهم مسوا فيه اي فاذا كثرت اموالهم واولادهم واصابوا غنيمة وفتحا مشوا فيه وقالوا وان دين محمد صلى الله عليه وسلم صدق واستقاموا عليه. كانوا اذا هلكت اموالهم واصابهم البلاء يقولون هذا من اجل دين محمد صلى الله عليه وسلم وارتدوا كفارا. يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم خص نعمة الخلق وامتن بها عليهم لان جميع النعم مترتبة عليها وهي اصلها الذي لا يوجد شيء منها بدونها. وايضا فالكفار مقرون بان الله هو الخالق. ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فامتنع عليهم بما يعترفون به ولا ينكرونه فالزمهم بعبادته من اجل ذلك. فراشا اي اي وطاء يستقرون عليها وجعل السماء كالقبة المضروبة عليهم البيت الذي الذي يسكنونه ثم امتن عليهم انزال الماء من السماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم وان اخرج لكم من انزال الماء الوانا من الثمرات وانواعا من نبات ليكون ذلك الى حين فلا تجعلوا لله اندادا اي لا تتخذوا له شركاء تعبدونهم مثل ما تعبدونه وانتم تعلمون ان الانداد لم يخلقوكم ولم يجعلوا الارض فراجا ولا السماء بناء ولا اخرجوا لكم نباتا. في ريب ني شك مما نزلنا على عبدنا اي القرآن انزله الله اي القرآن انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم منجمة فاتوا بسورة من مثله تحداهم بان يأتوا بسورة مثل اي سورة في القرآن مهما كانت قصيرة وادعوا شهداءكم اي ناس يشهدون لكم ان ما ان ما اتيتم به هو مثل هو مثل للقرآن. فان لم تفعلوا اي ان لم تطيقوا ذلك وتبين لكم عجزكم عن الاتيان بمثل اي سورة من سور القرآن فاتقوا النار بالايمان بالله كتبه ورسله والقيام من فرائضه واجتناب مناهيه. وهذا من الغيوب التي اخبر بها القرآن قبل وقوعها لانها لم تقع لانها لم تقع المعارضة من احد من الكفرة في ايام النبوة تافهة لا قيمة لها ولا تلبس الحق بالباطل ينهاهم الله تعالى ان يخلطوا الحق من دينه الباطل من عندهم تلبيسا على الافهام وافسادا للاديان وتكتم الحق المراد النهي المراد النهي وفيما بعدها والى الان وكل من حاول ان يأتي بشيء يرى انه يعارض به القرآن لم يأتي الا بما يكون به اضحوكة للعقلاء كما فعل مسيلمة وغيره التي وقودها الوقود الحطب اي هذه النار تتخذ بالناس والحجارة. فوقدت في نفس ما ما يراد احراقه بها. اخرج الشيخ عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي من الانبياء الا اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. وبشر الذين امنوا التبشير والاخبار بما يظهر اثره على البشرة من البشر والسرور. الصالحات الاعمال المطلوبة منه المفترضة عليهم والتي والتي يندبهم الله تعالى اليها فالجنة تنال برحمة الله وبالايمان والعمل الصالح. جنات الجنات البساتين والجنة اسم لدار الثواب كلها وهي مشتملة على جنات كثيرة. الانهار وهي تجري من تحت اشجارها وتحت مساكنها كلما رزقوا منها من ثمرة من اي نوع من انواع الثمرات قالوا هذا الذي رزقنا من قبل اي انه شبيهه ونظيره من جنسه وذلك ان اللون يشبه اللون وان كان الحجم والطعام والرائحة متخالفة فاذا اكلوا وجدوا له طعما غير طعم الاول متشابها في الجودة ليس فيه ساقط ولهم فيها ازواج مطهرة والمراد بتطهير الازواج انه لا يصيبهن انما يصيب النساء في الدنيا من قدر الحيض والنفاس وسائر الادناس والخلود اي البقاء الدائم الذي لا ينقطع. ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما انزل الله هذه الاية ردا على الكفار لما قالوا الله جل واعلم ان يضرب الامثال قالوا ان قالوا انه جاء في القرآن ذكر النحل والعنكبوت والنمل. وهذه الاشياء لا يليق ذكرها بكلام والفصحاء بعوضة فما فوقها فوقها في الصغر كجناحها. وكم من وكم من المخلوقات الحية التي لم تكن ترى؟ وكم من المخلوقات الحية التي لم تكن تراب العين المجردة فلما جاءت المناظر المكبرة رؤيت فسبحان الخلاق العليم الذين امنوا فيعلمون اي المثل الحق الثابت وهو المقابل الباطل يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا. اي اراد الله بهذا المثل ان يضل اقواما ويهدي اخرين وما يضل به الى الفاسقين هذا من كلام الله سبحانه والمعنى فسقوا فاضلهم الله بفسقهم حيث استخفوا بكلام ربهم والفسق في عرف الاستعمال الشرعي الخروج عن طاعة الله عز وجل فقد يقع على من خرج بكفر وعلى من خرج بعصيان. الذين ينقضون النقض افساد ما ابرم من بناء او حبل او عهد وقوله ينقضون الله من بعد ميثاقه وما عهد اليه هو ما عهد اليه في القرآن فاقروا به والتزموا الطاعة والمتابعة ثم كفروا فنقضوه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل مثل الرحم والقرابة ويفسدون في الارض يعملون فيها بمعصية اولئك هم الخاسرون. هم اهل النار ذاك ما يظنون انهم بنقضهم العهد يصلون الى مصالح ان يبتغونها فالوفاء بعهد الله اعظم المصالح وهم يفوتونه. كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا قبل ان تخلقوا اي معدومين فاحياكم اي خلقت ثم نبقى فيكم ارواحكم ثم يميتكم عند انقضاء اجاركم ثم يحييكم يوم القيامة ثم اليه ترجعون اي تحسرون الى الموقف عند الله سبحانه فيجازيكم باعمالكم هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا كرامة من الله ونعمة لابن ادم وبلغة ومنفعة الى اجل. والاستواء الارتفاع والعلو على الشيء وهو هنا بمعنى القصد والعمد والتوجه يقال استوى اليه قصد اليه واستوى عليه علا عليه قال تعالى فاذا استويت انت ومن معك على الفلك عدل خلقهم عدل خلقهن فلا عجاج فيه. ما ذكره الشيخ من التفريق بين استوى الى واستوى على هذا هو الصواب المذكور من الشر وما اتاهم الله بعبده من الخير بلاء اختبار من ربكم لمدى قيامكم بحق شكره وطاعته والايمان برسوله. واذ فرقنا بكم والبحر فاقناه لكم حتى صار يابسا تمشون على ارضه والبحر هو بحر القلزم اي السويس. فانجينا بحر القلزم يطلق على البحر الاحمر حاليا وهو الذي نبه عليه الحافظ ابن كثير ان يشتوى الى يأتي بمعنى العلو وبمعنى القصد واما استوى على فلا يأتي الا بمعنى العلو نعم اني جاعل في الارض خليفة الخليفة الخالف لمن كان قبله والمراد بالخليفة ادم خاطب الله الملائكة بهذا الخطاب لا للمشهورة ولكن لاستخراج ما عندهم. اتجعل في انكتم حجج الله التي اوجب عليهم تبليغها واخذ عليهم بيانها ومن جملتها البشارات في كتب بعث النبي صلى الله ببعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم وانتم تعلمون ان محمدا فيها من يفسد فيها بالشرك وفعل المعاصي. قالوا هذه المقالة لعلم قد علموا من الله سبحانه بوجه من الوجوه لانهم لا يعلمون الغيب او او لفراستهم. ويسفك الدماء اي بالقتل والايذاء بحمدك اي حامدين لك ونقدس التقديس اي التطهير وننزهك عما لا يليق بك مما نسبه اليك الملحدون وافتراه الجاحدون قال اني اعلم ما لا تعلمون عن قتادة انه قال كان في علم الله تعالى انه سيكون من الخليفة انبياء ورسل. وقوم صالحون وساكنوا الجنة. الاسماء اسماء المسميات كلها وقيل اسماء الملائكة واسماء ذرية ادم فقال لهم ادم هذا اسمه كذا وهذا اسمه كذا ومعنى انبئوني اي اخبروني قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمت مما غاب عن ادراك المخلوقين ومن جملة ذلك تفضيله لادم وذريته بالعلم. واعلم ما تؤدون عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال هو قولهم اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وما كنتم تكتمون يعني ما اسر ابليس في نفسه من من الكبر. والله اعلم اسجدوا السجود معناه في كلام العرب التذلل والخضوع وغايته الوجه على الارض قال ابو عمر سجد اذا طأطأ رأسه. وفي هذه الاية فضيلة لادم عليه السلام حيث اسجد الله له ملائكته ثمان السجود لغير الله في شريعة الاسلام الا ابليس كان من الجن ولكنه لزمه السجود لانه كان كان بين الملائكة. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان ابليس اسمه عزازيل وكان من اسراف الملائكة ثم ابلس بعده فسمي ابليس. ان الله ابلسه من الخير كله اي ايسه منه ابا رفظ ابى اي رفض السجود. واستكبر تعاظما في نفسه وكان من الكافرين اي كان في علم الله تعالى قبل ذلك كافرا. السجود على وجه التعبد في جميع الشرائع محرمة لغير الله عز وجل اما السجود على وجه الاحترام بطأطأة الرأس وانزاله فكان مباحا في الشرائع السابقة لكن الاسلام حرمه نعم اسكن اي اتخذ الجنة مسكنا وزوجك حواء رغدا. اي الرغد العيش الهنيء الذي لا عنها فيه. ولا تقربا النهي عن القرب فيه سد يأتي هو قطع الوسيلة ولهذا نهى عنها عوضا عن النهي عن الاكل واختلف في تفسير هذه الشجرة فقيل هي الكرم وقيل التين وقيل الحمق وقيل الحنطة فتكونا من الظالمين لانفسهم بالمعصية فاذلهما من من الزلة وهي الخطيئة اوقعهما فيها عنها. اي اصدر الشيطان زلتهما بسبب الشجرة. وقيل الضمير الجنة يبعدهما عن الجنة فاخرجهما مما كانا فيه من النعيم والكرامة او من الجنة وانما نسب ذلك الى الشيطان لانه الذي تولى اغواء ادم حتى اكل من الشجرة بوسوسته وادعائه كلاهما ان بوسوسته وادعائه لهما انها شجرة الخلد وملك لا يبلى فامرهما الله بالخروج. وقلنا اهبطوا امر لادم وحواء وتتبعهما الذرية بالخروج من الجنة العالية الى الارض. بعضكم لبعض عدو اي اي تعادي ذريته ادم بعضهم بعضا. والعدو خلاف الصديق والعدوان الظلم الصراح ولكم في الارض مستقر المراد بالمستقر موضع الاستقرار ومتاع المتاع اي ما يستمتع به من المأكول والمشروب والملبوس ونحوها الى حين الى الموت وقيل الى قيام الساعة فتلقى ادم من ربه كلمات هي قول ادم وحواء ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين الهمهم الله ان يقولاها فتاب عليه رجع عليه من رحمته فقبل توبته. فاما يأتينكم مني هدى الهدى كتاب الله فمن تبع هداي قابل الكتاب وعمل به فلا خوف من الخوف هو الذعر ولا يكون الا مما في المستقبل. يحزنون الحزن ضد السرور. والذين كفروا بالله لم يقبلوا هدايته ولم يعملوا بكتبه المنزلة اولئك اصحاب النار صحبة اهل النار لها بمعنى الاقتران والملازمة اسرائيل هو يعقوب ابن اسحاق ابن اسرائيل هو يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم عليهم السلام ومعنى اسرائيل ومعنى اسرائيل عبد الله وبنوهم الذين تناسلوا من وهم اليهود اذكروا اشكروا نعمتي عليكم بارسال الرسل وانزال الكتب والنجاة من فرعون وغير ذلك مما انعم مما انعم به عليكم واوفوا بعهدي هو ما اخذ عليه في من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم وقيل هو اداء الفرائض اوفي بعهدكم اي ما ضمنت لكم من الجزاء واياي فارهبوني الرهبة شدة الخوف يقول اجعلوا في قلوبكم خوفي ولا تخافوا واحدا سواي وامن بما انزلته هو القرآن العظيم مصدقا لما معكم التوراة واخبر الانبياء يوافقها القرآن ويطابق ما فيها من الحق. اول كافر به المعنى لا تكون اول من كفر وحقكم من تكونوا اول المصدقين به. ولا تشتروا باياته لا تستبدلوا باوامره ونواهيه ثمنا قليلا اي عيشا نزرا ورئاسة رسول الله وتعلمون ما في كتبكم من الاخبار به واقيموا الصلاة واتوا الزكاة يأمر الله تعالى اليهود بالدخول في الاسلام واقامة الصلاة وعلى ما على ما بينه محمد صلى الله عليه وسلم وفصله وسنه واداء الزكاة وحضور الصلاة مع الجماعة. وقال واركعوا مع الراكعين لان اليهود لا ركوع في صلاتهم. وفي الاية ارشاد الى شهود جماعة المسلمين والخروج الى المساجد. وذهب الجمهور الى انه سنة مؤكدة مرغب فيها لما في حضورها من المصالح الدينية والدنيوية. والصواب ان الجماعة في حق الرجال القادرين واجبة لان الله سبحانه وتعالى قال واركعوا مع الراكعين وقرنها باقيموا الصلاة. فكيف يقال ان الجماعة سنة مؤكدة وهذا وان كان قول الجمهور لكنه قول مرجوح نعم اتأمن بني اسرائيل ذكر الشيخ ان معناه عبدالله وهذا يشكل على قول المفسرين جبرائيل معناه عبد الله الا ان يقال ان هذا في لغة وهذا في لغة ويقيل ان من معاني اسرائيل عبد الاعلى نعم اتأمرون الناس بالبر اتأمرون الناس بالبر؟ اتأمرون الناس بالبر بالايمان بالله ورسله والوفاء بعهد الله واقام الصلاة وايتاء وايتاء الزكاة وتنسون انفسكم اي وتتركون انفسكم فلا تأمرونها به. ففي ذلك شد القبح افلا تعقلون. اي انكم لو لم كونوا من اهل العلم وحملة الحجة واهل الدراسة لكتب الله لكان مجرد كونكم ممن يعقلوا حائلا بينكم وبين ذلك وزاجرا لكم منه فكيف اهملتم ما يقتضيه العقل بعد ما لكم ما يوجبه العلم واستعينوا بالصبر بحبس انفسكم عن الشهوات وقصرها على الطاعات والصلاة بالرغبة فيها الى الله في ان يعينكم على الزام انفسكم الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وان كانت انفسكم تأبى ذلك وانها لكبيرة اي الصلاة عسرة على من لا يؤمن بالله تعالى ومن يستكبر عن طاعته الا الا على الخاشعين الذين دل نفوسهم لعظمة الله وسكنت الى ذلك. الذين يظنون اي يستيقنون انهم ملاقوا ربهم فيجزيهم اجورهم ويزيدهم من فضلهم يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي يتقدم بيان تلك النعم اية اربعين اي اذا اي اذا تذكرتم تلك النعم فقوموا فقوموا بها وامر بمن بعثته رسولا واني فضلتكم على العالمين. قيل المراد بالعالمين على عالم زمانهم. وقيل على جميع العالمين بمن وقيل على جميع العالمين بمن جعل في بمن جعل فيه من الانبياء. وهذا عندما كانوا مؤمنين بمن بعثهم الله من الرسل. وليسوا افضل من امة محمد صلى الله عليه وسلم لقوله لكنتم خير امة اخرجت للناس. الصواب ان كلمة العالمين الالف واللام فيه للعهد واني فظلتكم على العالمين الالف واللام في كلمة العالمين للعهد. اي عالم زمانكم نعم واتقوا يوما هو يوم القيامة عذابه لا تجزي نفس عن نفسه شيئا اي لا تقضي عنها حقا. ولا يقول منها شفاعة ان جاءت لمن يشفع لها عند الله ولا يؤخذ منها عدل اي فدية من مال او ولد او ولد ولا هم ينصرون الا يقدر احد ان يعينهم فينجيهم من عذاب الله. واذ نجينا واذ نجيناكم ويذكروا وقت ان انجيناكم كن من ال فرعون وفرعون قيل هو اسم هو اسم ذلك الملك بعينه وقيل انه لا قابل لكل ملك من الذين ملكوا مصر القديمة يسومونكم سوء العذاب يذيقونكم ويلزمونكم اشد العذاب وفسره بقوله يذبحون ابناءكم ويستحيون نسائكم يتركونهن على الحياة ليستخدموهن ويمتهنوهن وانما امر بذبح الابناء واستحياء البنات لان الكهنة اخبروا فرعون انه يولد من بني اسرائيل غلام يكون هلاكه على يده وفي ذلك بما عذب به اباهم. به والمحجة ابراز الحجة الى تخبروهم بما حكم الله به عليكم من عذاب فيكون هذا حجة لهم عليكم افلا تعقلون. ما في من الضرر عليكم من هذا التحدث والمقصود به هو يعني شق منه طرف الاعلى الساير الى جهة سيناء. قبل وجود آآ ما يسمى اليوم بالقناة نعم فانجيناكم من الغرق واغرقنا ال فرعون اي هو واتباعه وانتم تنظرون النظر الى انفسهم ينجون والى ال فرعون يغرقون انه وعد ومن موسى قبول اربعين ليلة وعده الله تعالى ان يأتي الى الطور بعدها ليكلمه ويوحي اليه. ثم اتخذتم العجل اي جعلتم العجل الها واعبدتموه من بعد ذهاب موسى الى الطهر. من بعد ذلك من بعد عبادتكم العجلة فضلنا بالعفو عن ذنبكم العظيم الذي وقعتم فيه. الكتاب اي التوراة والفرقان عملوا عمل من لا يعلم واتبعوا ما تهدوا الشياطين من السحر ونحوه ومعنى تتلوا ما كانت تتقوله وتقرأه على ملك سليمان اي على عهد ملك سليمان. وقد كانوا يزعمون ان هذا هو علم سليمان وانه يستجيزه قيل هو الحجة والبيان والولايات التي اعطاها الله موسى من العصا واليد وغيرهما. يا قوم خطاب لرجال قومه ونسائهم من عبث العجل فتوبوا الى اي فتوبوا الى الذي خلقكم وقد عبدتم معه غيره. فاقتلوا انفسكم عن علي انه قال قالوا لموسى ما توبتنا؟ قال يقتل بعضكم بعضا. فاخذوا السكاكين جعل الرجل يقتل اخاه واباه وابنه ولا يبالي من قتل حتى قتل منهم سبعون الفا. فاوحى الله الى موسى مرهم فليرفعوا ايديهم وقد غفر لمن قتل وقد غفر لمن قتل وتيب على ينبغي فتاب عليكم اي فقتلتم انفسكم فتاب على الباقين منكم. واذ قلتم اي واذ قلتم القائلون هذه المقالات هم السبعون الذين اختارهم جهرة الجهرة اي المعاينة فاخذتكم الصاعقة نار من السماء اصابتهم فماتوا وانتم تنظرون ترون ذلك عيانا. ثم بعثناكم احياءهم بعد اماتتهم وانما عوقبوا باخذ الصاعقة لهم لانهم طلبوا ما لم يأذن الله به من رؤيته في الدنيا. اما في الاخرة فقد تواترت الاحاديث الصحيحة بان المؤمنين يرون ربهم في الجنة وهي قطعية الدلالة وضللنا عليكم غماس اي السحابة جعله الله لهم كالمظلة يقيهم الحر الشمس في التيه بين مصر والشام لما امتنعوا من دخول مدينة الجبارين المن طل ينزل من السماء على شجر او حجر ويحلو وينعقد وينعقد عسلا ويجف جفاف الصمو. وعن النبي صلى الله عليه وسلم ان الكم اتى من من المن الذي انزله الله على موسى والسلوى قيل هو السمانة طائر يذبحونه فيأكلونه وقيل السلوى وقيل السلوى العسل وما ظلمونا يقول الله نحن اعز من ان نظلم هذه القرية هي بيت المقدس رغدا كثيرا واسعا وادخلوا الباب سجدا والباب الذي امروا بدخوله وباب بيت المقدس. وسجوده هو السجود هنا ما هو الانحناء؟ وقيل التواضع والخضوع حطة اي حط وضع عن حط وضع عنا ذنوبنا. امرهم بان يقولوا ما يدل على التوبة والخضوع لله اعترافا بفضله عليهم في تيسير ذلك الفتح وسنزيد المحسنين اي منكم فضلا منا احسانا على احسانه متقدم فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قيل لبني اسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فبدلوا فدخلوا يزحفون على استههم وقالوا حبة في شعرة واذ استسقى موسى لقومه اسقاء انما يكون عند عدم الماء وحبس المطر طلب طلب لهم السقيا وهم في التيه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فضربه بها فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا اية من الله حيث اخرج الماء من الصخر ونعمة عليه عندما هادو كان حجر المرء كان حجرا مربعا مربعا يخرج من كل جهة ثلاث عيون اذا ضربه موسى سالت العيون واذا واذا استغنوا عن الماء جفت مشربهم المشرب موضع الشرب قيل كان لكل سبط عين من تلك العيون لا يتعداها الى غيرها والاسباط ذرية الاثني عشر من اولاد يعقوب كلوا اي قلنا لهم قولوا المن والسلوى واشربوا الماء المتفجر من الحجر ولا تعثروا في الارض مفسدين الى اي لا تكثروا فيها فسادا فيسلبكم الله تعالى نعمته لن نصبر على طعام واحد تضجر منهم بما صاروا فيه من نعمة ورزق الطيب والعيش المستلذ ونزوع الى ما الفوه قبل ذلك من خشونة العيش قالوا لنصبر على طعام واحد اي لتكررهما في كل يوم وعدم وجود غيرهما معهما ولا تبديلا بهما تنبت تخرج من بغلها وفمها وعدسها وبصلها البغل كل نبات ليس له ساق وشجر ما له ساق والمراد به البقول التي يأكلها الناس كالنعناع والكرفس والكرات واشباهها والغثاء معروف ونفوه قيل هو السدوم وقيل الحنطة والعدس والبصل معروفان. قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير. اي اتضعون هذه الاشياء موضع المن والسروال بينهما الذ منها واطيب ولمجيئهما من عند الله بغير واسطة احد من خلقه والحل الذي لا تطرقه الشبهة وعدم الخلفة بالسعي له والتعب في تحصيله اهبطوا مصر اذن لهم بدخول مصر. وقيل ان الامر للتعجيز فان لكم ما سألتم اي تجدون هناك البغل والثوم وما معهما لكن لكن مع الذبح والخوف والمذلة وضربت عليهم الذلة والمسكنة ومنه ضرب الجزية عليهم وتمزقهم بالارض وباؤوا بغضب من الله صاروا احقاء بغضبه ذلك ما تقدم من ادلة وما بعده انما كان بسبب كفر بالله وقتهم لانبيائه كان كما كان منهم مع زكريا واحدة فانهم قتلوهم وهم يعلمون انهم ظالمون بقتلهم وارادوا قتل عيسى عليه السلام فرفعه الله ونجاه من مكرهم. هنا قوله اهبط مصرا قال الشيخ ان الامر للتعجيز قد يقول قائل كيف للتعجيز؟ لانهم كانوا في صحراء سيناء فامرهم الله عز وجل انكم اذا كنتم لا تريدون المن والسلوى فاذهبوا الى اي مدينة تشاؤم فكانوا اذا اصبحوا يركبون ويتحركون ويمشون ويمشون في الصحراء. فاذا امسوا وجدوا انفسهم في نفس المكان هذا معنى الامر للتعجيز. اي لا تستطيعون الخروج من التيه نعم ان الذين امنوا المراد بالذين امنوا الذين صدقوا النبي محمدا صلى الله عليه وسلم وصاروا من جملة اتباعه هادوا معناه صاروا يهودا وقيل معنى هادوا تابوا لتوبة من عبادة العدل والنصارى نسبة الى الناصرة قرية بفلسطين من المسيح عليه السلام وهم الذين زعموا الدخول في دينه. وقيل سموا بذلك لانهم نصروا المسيح والصابئين هم قوم خرجوا من دين اليهود اليهود والنصارى وعبدوا الملائكة منهم بقايا بالعراق. من امن اي من امن منهم اي من الطوائف الاربع ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. عن ابن عباس رضي الله عنهما فانزل الله بعدها هذا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. واذ اخذنا ميثاقكم هذا من بقية خطاب اليهود اخذ سبحانه عليهم ميثاق وبان يعملوا بما شرعه لهم في التوراة ويؤمنوا بما يرسله الله الطور. اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام وقد ذكر كثير من المفسرين ان فلما جاء بني اسرائيل من عند الله بالألواح التي فيها التوراة قال لهم خذوها والتزموها فقالوا لا الا ان يكلمنا الله بها كما كلمك. فامر الله الملائكة فاقتلعت جبل من جبال فلسطين طوله فرسخ في مثله وكذلك كان عسكرهم جعله عليهم مثل الضلة وقال لهم خذوا ما اتيناكم بقوة اي بجد واهتمام وعليكم الميثاق الا تضيعوا التوراة الا سقط عليهم الجبل فسجدوا توبة لله. واخذوا التوراة بالميثاق والمراد بقوله واذكروا ما فيه ان يكونوا ان يكونوا ان يكون محفوظا عندهم ويعملوا به ثم توليتم المراد هنا اعراضهم عن الميثاق المأخوذ عليهم من بعد ذلك من بعد رفع الجبل فوق رؤوسهم وكأنه ظلة عليهم. فلولا فضل الله عليكم بان تدارككم بلطفه ورحمته حتى اظهرتم التوبة لكنتم من الخاسرين اي لخسرتم. ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت وهم يهودوا اي اي القرية الى حاضرة البحر اي كان اليهود مأمورين بالراحة والدعت يوم السبت والا يعملوا عملا فاحتالوا لصيد الحيتان فيه. وسوف تأتيه قصتهم في سورة الاعراف بتفصيل من الاية الثانية والستين بعد المئة الى الاية السادسة والستين بعد المئة. فقلنا فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين مسقوا قردة مع كونهم مطرودين صاغرين فجعلناها للقرية التي حصل منها هذا وهي ايلتنا كالم النكر الزجر والعقاب لم لما بين يديها امامها من القرى وما خلفها من القرى وموعظة للمتقين الذين من بعدهم الى يوم القيامة اذا تذكروا ما اصابهم من العذاب. واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة قال لهم هذا بعد ان قتل فيهم قتيل ولم يعرف قاتله. فاختصروا الى موسى كماته بعد اربع ايات قالوا اتتخذنا هزوا والهزو هو اللعب الهزو هنا اللعب والسخرية قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين اي كيف انسب الى الله تعالى امرا لم يأمر به وانما يفعل ذلك اهل الجهل انه نوع من العبث الذي لا يفعله العقلاء. قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي لم يبادروا الى الامتثال بذبح اي واحدة من البغل بل ذهبوا يأنتون ويطلبون التعيين والتحديد وهم كانوا في غنى عن ذلك. قال انه يقول انها بقرة لا فارض الفارغ المسنة ولا بكر البكر الصغيرة التي لا لم تحمل عوان العوان المتوسطة بين سني الفارض والبكر وهي التي قد ولدت بطنا او بطنين فافعلوا تجديدا تجديدا فافعلوا تجديدا للامر فافعلوا تجديد للامر وزجر لهم عن التعنت قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما لونها هذه عودة منهم الى تعنتهم المألوف. فلم يقل لهم لا داعي لهذا السؤال ولكن الزمهم شرطا اخر يتعسر على ذلك التعنت قال انه يقول انها بقرة صفاء. الصفرة اللون الصفرة اللون المعروف فاقع الصفرة اللون المعروف. والصفرة اللون المعروف او الصوفة اللون المعروف فاقع لونها الصفرا هي اللون الاصفر نعم. قال انه يقول انها بقرة صفراء. الصفرة اللون المعروف فاقع لونها الفقوع اشد ما يكون من الصفرة وانصعه. تسر الناظرين تدخل تعالى ولم يخالف ذلك احد الا من لا يعتد بخلافه وقد اشتهر عن اليهود انكارهم. ليتوصلوا بذلك لانكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قالوا لانه نسخ بعض ما في التراث فلا يكون نبيا عليهم السرور اذا اذا نظروا اليها اعجابا بها واستحسانا للونها. ثم لم ينزعوا عن غوايتهم بل عادوا الى تعنتهم فقالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقرة شابه علينا اي ان جنس البغل يتشابه علينا لكثرة ما فيها من عوان الصفراء الفاقعة اللون فلا ندري اي بقات منها يريد الله ان شاء الله لمهتدون اذا اخبرنا لا ذلول الذلول الذي التي دللها العمل تثير الارض بحرفها ولا تسقي الحرث اي ليست من النواب وهي الدواب التي تستخدم في رفع المياه لسقي الزروع مسلمة سليمة من العيوب لا شيت اي ان هذه البقاء خالصة الصفرة ليس في جسمها لمعة من لون اخر قالوا الان جئت بالحق قالوا الان اوضحت لنا الوصف وبينت لنا الحقيقة التي يجب الوقوف عندها اي فحصلوا تلك البقرات الموصوفة بتلك الصفات فذبحوها وامتثلوا الامر الذي كان واسعا فضيقوه وكان يسيرا فعسروه. وقولهم هذا ايضا وقولهم هذا ايضا من تعنتهم. فانه قد جاءهم بالحق اول مرة وما كادوا يفعلون اي لعدم وجدان البقرة المتصفة في هذه الاوصاف وقيل ارتفاع ثمنها وقيل بانكشاف امر المقتول اخرج ابن حاتم وابن مردويه عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ان بني اسرائيل قالوا وانا ان شاء الله لمهتدون ما اعطوا ابدا ولو انهم اعترضوا بقرة من البقر فذبحوها لازالت عنهم ولكنهم شددوا جدد الله عليهم لعل الصواب اخرج ابن ابي حاتم لان الذي له التفسير هو ابن ابي حاتم واما ابن حاتم البستي فله صحيح فرق بين ابن حاتم وابن ابي حاتم نعم واذ قتلتم نفسا فذرتم فيها اي اختلفتم وتنازعتم كل منهم يدفع عن نفسه الجريمة ويلصقها بغيره في من هو القاتل. مخرج اي سوف يظهر ما كتمتم ما كتمتم بينكم من امر القاتل فقلنا اضربوه ببعضها بعضو من اعضاء البقرة التي ذبحوها فضربوه فاحياه الله. كذلك يحلاهم الموتى اي احياء مثل هذا اي احياء مثل هذا الاحياء ويريك ما يأتي اي علامة ودلائله الدالة على كمال قدرته فاحياه الله وتكلم وقال قاتلني فلان ثم قست قلوبكم اي خلتني من الانابة والاذعان لايات الله مع وجود ما يقتضي خلاف هذه القسوة من احياء القتيل وتكلمه وتعيينه لقاتل من بعد ذلك من بعد ما اراهم الله. من احياء البقرة واحياء القتيل وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار عذر. عذر الله الحجارة ولم يعذر شقي بني ادم اي ان بعض الحجارة القاسية لا الين من قلوبكم عما تدعون اليه من الحق وان منها لما يتشقق فيخرج منه الماء وهو امر وهو امر شهد في كثير من البلاد وان منها لما يهبط من خشية الله وهو امر مشاهد ايضا ان الصخرة العظيمة من رأس الجبل فتتدهده الى اسفله بامر الله. افتطمعون ان يؤمنوا لكم اي اتطمعون ان يصدقوكم وان يستجيبوا لكم متى دعوتموه الى الايمان بالله والرسول كلام الله تراثي ثم يحرفون من التحريف زيادة الفاظ في التوراة او النقص منها او تبديل شيء منها بغيره ليوافق ما ما يريدون ومن انهم عمدوا الى ما سمعوه من التوراة فجعلوا فجعلوا حلاله حراما او نحو ذلك مما فيه موافقة الاهوائهم ومنه تحريفهم صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذف على صدقه ونبوته مما جاءهم في التوراة واسقاط الحدود عن اشرافهم من بعد ما عقلوا ومن بعد ما فهموه بعقولهم مع انهم يعلمون ان ذلك الذي فعلوه تحريف مخالف لما امرهم الله به من تبليغ شرائعه كما هي فكيف تطمعون في اسلامهم وهذه حالهم من قساوة القلوب والاستهانة بشعائر الله لم ولم يردعهم عنه ايمان بالله ولا فخوف منه واذا لقوا الذين امنوا يعني يعني ان المنافقين من اليهود اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم اي اذا خلا الذين لم ينافقوا المنافقين قالوا لهم عاتبين عليهم اتحدثونهم بما فتح الله عليكم اي حكم عليكم به من العذاب وذلك ان ناسا من اليهود اسلموا ثم نافقوا فكانوا يحدثون المؤمنين من العرب ما يعز ما يسرون وما يعلنون اي من امرهم وكلامهم اذا لقوا الذين امنوا وما يسرون اذا خلا بعضهم الى بعض من كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم تكذيبهم به ومنهم اميون اي من اليهود طائفة لم تتعلم الكتابة ولا تحسن القراءة للمكتوب لا يعلمون الكتاب الا اماني اي انهم لا علم عندهم بحقيقة ما جاء عن الله اذ لرؤوف الرؤوف كثير الرأفة وهي اشد الرحمة قد نرى تقلب وجهك في النظر الى السماء فلنولينك فلنجعلنك متوليا الى قبلة تحبها فولي وجهك شطر المسجد الحرام اي اتجه في صلاتك الى جهة ولكنهم يتمنون من كوني ولكنهم يتمنون من كونه مغفورا لهم بما يدعونه لانفسهم من الاعمال الصالحة او بما لهم من من السلف الصالح في اعتقادهم وقيل التلاوة اي لا علم لهم الا مجرد التلاوة من دون تفهم وان هم الا يظنون يعتمدون على الظن الذي لا يقفون من تقليده على منهم اميون له تفسيران الاول انهم لا يقرأون ولا يكتبون ولكن يتلقون ما يلقى اليه وهذا بعيد. فالصواب التفسير الثاني وهو ومنهم اميون يعني عوام. وان قرأوا وان كتبوا لا يعلمون الكتاب الا اماني يعني الا تلاوة. فقط لا مراده ولا مراميه. يعتمدون على الظن الذي يعني لا يفيدهم الا التقليد وغيره. نعم فويل اي هلاك ودمار للذين يكتبون الكتاب مما تمليه عليه اهواءهم بايديهم اي فهم يعلمون انه ليس من عند الله تعالى بل من عند انفسهم بهم ثم يقولون هذا من عند الله فهؤلاء الكتبة لم يكتفوا بالتعريف ولا بالكتابة لذلك المحرف ولا بالزيادة في كلام الله ولا بالكتابة لذلك المحرف ولا بالزيادة في كلام الله تعالى حتى نادوا في المحافل بانه من من عند الله ليستروا اي لينالوا بهذه المعاصي المتكررة هذا الغرض النزر والعوض الحقير. وقالوا اي اليهود لن تمسن النار عن ابن عباس رضي الله عنهما ان اليهود كانوا يقولون مدة الدنيا سبعة الاف سنة يعذب بكل الف سنة من ايام الدنيا يوما واحدا في النار وانما هي سبعة ايام معدودات ثم ينقطع العذاب الكبائر ولم يتب واحاطت به خطيئته اي من عمل من عمل مثل اعمالكم وكفر بمثل ما كفرتم اي حتى يحيط كفره بما له من الحسنات فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. والذين امنوا وعملوا الصالحات اي من امنوا بما كفروا به وعملوا بما تركتم من دينه وعملوا بما تركتم من دينه فلهم الجنة خالدين فيها. واذا اخذنا ميثاق بني اسرائيل الميثاق الذي اخذه الله عليهم هنا هو ما اخذه الله عليهم في حياتهم على السن انبيائهم لا تعبدون الا الله اخذ العهد عليهم بافراد الله بالعبادة وبالوالدين احسان الاحسان والوالدين معاشرتهما بالمعروف والتواضع لهما وامتثال امرهما وذي القربى هم القرابة والاحسان بهم صلتهم والقيام بما يحتاجون اليه بحسب الطاقة واليتامى اليتيم في بني ادم من فقد ابوه وفي سائر الحيوانات وفقدت امه والمساكين المسكين ومن اسكنته الحاجة واذلته وهو اشد فقرا من الفقير عند اكثر اهل اللغة. وكثير من اهل الفقه وكثير من اهل الفقه وروي عن الشافعي ان الفقير اسوأ حالا من المسكين. وقولوا للناس حسنا اي وقولوا لهم قولا حسنا وكل ما صدق عليه ان وكل ما صدق عليه انه قول حسن وكل ما صدق عليه انه قول حسن شرعا كان من جملة ما يصدق عليهم عليه هذا الامر واتوا الزكاة الزكاة التي كانوا يخرجونها وقال ابن عطية زكاتهم هي التي كانوا يضعوا يضعوها فتنزل النار على ما يقبل منها ولا تنزل على ما لا يقبل. ثم توليتم عن هذا العهد الميثاق فلم تعملوا به بل تركتم ذلك كله الا قليلا. ومنهم عبد الله بن سلام واصحابه الذين امنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم. لا تسفكون دماء اخذنا عليكم العهد الا يقتل الا يقتل بعضكم بعضا ولا ولا يخرج بعضكم بعضا بضادهم من منازلهم ثم اقررتم ان حصل منكم الاعتراف بهذا الميثاق المأخوذ وانتم الان تشهدون على انفسكم بذلك وكان الله سبحانه قد اخذ في التوراة على بني اسرائيل الا يقتل الا يقتل بعضهم بعضا ولا ينفيه ولا يسترقه. ثم انتم هؤلاء اين انتم هؤلاء المشاهدون الحاضرون منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تخالفون ما اخذه عليكم في التوراة فيقتل بعضكم بعضا ويخرج بعضكم بعضا من بلدانهم تظاهرون المظاهرة والمعاونة بالاثم والعدوان اي بلا سبب يحل به ذلك. وان يأتوكم وساراة فادوهم اي يؤسر اي ان يؤسر احد ثم جاءكم يطلب منكم ما لا يفتدي به نفسه من يفتدي به نفسه من اسره اعطيتموه ذلك ايمانا بما في التوراة. افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ كانوا اذا كان بين الاوس والخزرج من اهل يثرب حرب خرجت بنو قين طاعة مع الخزرج والنظير وقريضة مع الاوس واعان كل واحد من الافريقين خلفاءه المشركين على اخوانه اليهود حتى يسفكوا دماءهم فاذا وضعت الحرب اوزارها ابتدوا افتدوا اسراهم ابتدوا اسراهم تصديقا لما بتراجع هيئة اتفادونهم مؤمنين بذلك وتخرجونهم كفرا بذلك. فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا عذاب يخزيه الله به قبل ان يموت. ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب جزاء تلاعبهم بايات الله. اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة استحبوا قليل الدنيا على كثير الاخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون الا يجدون احدا ينصرهم وينجيهم من عذاب الله. ولقد اتينا موسى اذا وغفينا من بعده بالرسل الكتاب اي التوراة والمراد ان الله سبحانه ارسل على اثر موسى رسلا جعلهم تابعين له وهم انبياء وبني اسرائيل مبعوثون ومن بعده نحو واشعياء واتينا عيسى ابن مريم من بينات الادلة التي ذكرها الله في ال عمران والمائدة وهي الايات التي اجراها الله على على يديه من احياء الموتى وخلقه من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وابراء الاكمن والابرص واقبال الناس بكثير من الغيوب واتيانهم بمائدة من السماء وانزال الانجيل هو تأييد والتأييد اي التقوية بروح القدس اي الروح اي الروح المقدسة قيل هو جبريل وايد الله به عيسى وقيل المراد به الروح المنفوخ فيه فايده الله ما له فيها من قوة بما لا تهوى انفسهم بما لا يوافقها ولا يلائمها استكبرتم عن اجابته احتقارا للرسل واستبعادا للرسالة. ففريقا كذبتم وفريقا ان تقتلون. ومن الفريق المكذبين عيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام. ومن الفريق المقتول يا يحيى وزكريا وارادوا ايضا قتل عيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام غلف الغلف جمع الاغلف وهو الذي عليه وعليه غشاوة تمنع من وصول معنى الكلام اليه ادعوا انهم لا يفهمونه قالوا ذلك تأييسا للنبي صلى الله عليه وسلم من ايمانهم الا يعاودهم بالدعوة بل لعنهم الله بكفرهم اصل اللعن الطرد والابعاد والمعنى ابعدهم الله من رحمته بسبب مسارعتهم الى الايمان اي وهذا في حقيقة اي هذا في حقيقة الامر هو سبب كفرهم لا ما زعموا من عدم قدرتهم على الفهم. فقليلا ما يؤمنون وصف وصف ايمانهم بالغلة انهم هم الذين قص الله علينا من عنادهم وعجرفتهم وشدة لجاجهم وبعدهم عن اجابة الرسل ما قصر. ومن جملة ذلك انه ببعض كتاب ويكفرون ببعض كتاب يعني القرآن مصدق لما معهم وتصديقه انه يخبرهم بما فيهما ويصدقه ولا يخالفه. وكانوا من قبل يستفتحون اي كانوا من قبل من قبل يطلبون من الله النصر على اعدائهم بالنبي المبعوث في اخر الزمان الذي يجدون صفاته عندهم في التوراة ما عرفوا الرسول الذي يعرفون وصفه كفروا به اخرج ابن اسحاق وغيره عن اشياخ من الانصار. قالوا لم يكن احد من العرب اعلم بشأن صلى الله عليه وسلم منا لان معنا يهود وكانوا اهل كتاب وكنا اصحابه وكانوا اذا بلغهم منا ما يكرهون قالوا ان نبيا ليبعث الان قد اضل زمانه فنقتلكم معه قتل عاد وارم. فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعناه وكفروا به بئس ما اشتروا به انفسهم اي انهم او بقوا انفسهم في نار جهنم ولم يستعيضوا عنها الا الكفر بما انزل الله فبئست الصفقة باغيا اي حسدا ومنافسة اي ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده حسد العرب ان يكون منهم خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وكان عليهم ان يعلموا ان الاختصاص بنبوة فضل من الله يؤتيه من يشاء وليست لبني اسرائيل حكرا عليهم فباءوا اي رجعوا وصاروا وحي قاء بغضب على غضب قد قيل لكفرهم بعيسى ثم كفر بمحمد وقيل كفره بمحمد ثم البغي عليه. واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله ويصدقوا بالقرآن او صدقوا بما انزل الله من الكتب قالوا نؤمن نصدق بما انزل علينا اي التوراة ويكفرون بما وراءه ويقال انهم يكفرون بما سواه من كتبين ومنها الانجيل والقرآن وهو الحق مصدق لما معهم اي ما معنى في التصديق بين شيء متساويين في كونهما حقا. ويصدق كل منهما الاخر. قل فلما تقتلون اي ان كنتم صادقين في دعواكم انكم تؤمنون بما انزل عليكم فكيف تقتلون الانبياء وقد نهيتم عن قتلهم فيه ما انزل عليكم. وهذا الخطاب وان كان من اعلى الحاضرين من اليهود زمن النبي صلى الله عليه وسلم فالمراد به اسلافهم. ولكن لما كانوا راضين بما فعل واسلفهم كانوا مثلهم ونسب الفعل اليهم لكونهم ساروا على طريقة اسلاف على طريق اسلافهم في تكذيب الانبياء ومعاداتهم. ولقد جاءكم موسى البينات يجوز ان يرادوا به التوراة او لايات التسع المشار اليها بقوله تعالى ولقد اتينا موسى تسع ايات بينات ثم اتخذتم من اجل عبدتموه واتخذتموه اله ها ورفعنا فوقكم الطورا تقدمت قصة رفع طول الاية الاية الثالثة والستون خذوا ما اتيناكم بقوة اي بجد واهتمام واسمعوا السماع معناه الطاعة والقبول لما يسمعونه من الامر. وقولهم في الجواب سمعنا اي سمعنا قولك بحاسة السمع وعصينا امرك الى نقول ما تأمرنا به واسربه جعلت قلوبهم لتمكني حب بالعدل منها كانها تشربه. لان شرب الماء يتغلغل في الاعضاء حتى يصل الى باطنها بكفرهم ان كان ذلك بسبب كفرهم عقوبة لهم وخذلانا. عقوبة قلت لهم اخي ذلانا قل بئس ما يأمركم به ايمانك وايمانكم الذي زعمتم انكم تؤمنون بما انزل عليكم وتكتمون بما وراءه فان هذا الصنع وهو قولكم سمعنا وعصينا يدل على انكم في قولكم نؤمن بما انزل علينا قل ان كانت لكم الدار الاخرة لما ادعوا انهم يدخلون الجنة خالصة لا يشاركون فيها غيرهم فتمنوا الموتى امرهم بتمن الموت لان من كان موقنا انه من اهل الجنة كان الموت احب اليه من الحياة. واخرج البخاري وغيره من حديث ابن عباس مرفوعا لو ان اليهود تمنوا الموت ماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار ولن يتمنوه ابدا ان يسبب ما فعلوه من الذنوب التي يكون فاعلها غير امن من العذاب بالغير طامع في دخول الجنة فضلا عن كونها خالصة له مختصة به والله عليم قم بالظالمين تسجيل عليهم بانهم ظالمون مجانبون الى الحق. ولتجدنهم احرص الناس على الحياة اي احرص الناس على احقر حياة واقل لبس في فكيف بحياة كثيرة ولبت متطاول ومن الذين اشركوا اي احرصوا الناس واحرصوا اي احرصوا الناس واحرصوا من الذين اشركوا الذين لا يؤمنون بالبعث والدار الاخرة فهم من نحرص الناس على الدنيا وانما بلغ اليهود في الحرص الى هذا وانما بلغ اليهود في الحرص الى هذا الحد. انهم يعلمون ما يحل بهم من العذاب وفي الاخرة. يود احدهم ان يتمنى الواحد منهم لو يعمروا اي يعيشوا الف سنة وما هو بمزحه من عذاب ان يعمر اي وما التعمير ينحيه عن النار. قل من كان عدوا لجبريل نزلت في اليهود جوابا اذ زعموا ان جبريل عدو لهم ان ميكائيل ولي لهم وكان سبب قولهم ذلك من اجل مناظرة جرت بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من امر من امر نبوته قالوا له وكان وليك سوى جبريل من الملائكة لاتبعناك وصدقناك. قال فما يمنعكم ان تصدقوه؟ قالوا هذا عدونا فانه نزله على قلبك. اي فان جبريل نزل القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة ليثبت في فؤاده وفي هذا دليل على شرف جبريل وارتفاع منزلته وانه لا وجه لمعاداة اليهود له فانه لم يصدر منه الا ما يوجب المحبة له دون العداوة وليس ذلك بذنب له لان هذا الكتاب الذي نزل به هو كتاب الله تعالى وهو ايضا يصدق لكتابهم وهدى وبشرى للمؤمنين لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال خص جبريل وميكائيل بالذكر لقصد تشريف لهما وانهما وان كانا من الملائكة فقد صارا ولم لهما من مزية من زاد انس اخر اشرف اشرف من جنس الملائكة فان الله عدو للكافرين عدو لكم يا معشر اليهود اذ تنطقون بهذا الكفر ان من لان من عادى اولياء الله وجنوده فقد عاد الله تعالى وكفر به الله تعالى يعاديه ويؤاخذه. وهذه العداوة موجبة لكفر من وقعت منه. ولقد انزلنا اليك ايات ات من بيناتي ان هذه الايات المتقدمة التي انزلت التي انزلت اليك بشأن يهوده على هي علامات واضحة دالة على نبوتك وما يكفر بها الا الفاسقون اي انها رشدة وضوحها لا يكفر بها الا من خرج عن امر الله واتبع هواه امثال هؤلاء امثال هؤلاء اليهود الذين جادلوا محمدا صلى الله عليه وسلم لا من اطلب الحق ليتبعه. او اوكلما عاهدوا عهدا نبذه معنى نبذه اي طرحه والقاه والمراد نقضه نقض. والمراد نقضه فريق منهم اي مع ان التمسك بالعهود والوفاء بها شأن المؤمنين الصادقين. ولما جاءه رسول هو محمد صلى الله عليه وسلم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب هم اليهود اتاهم الله الكتاب واكرمهم به لكنهم نبذوا كتاب الله اي التوراة لانهم لما كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما انزل عليه بعد بعد اخذ الله عليهم في التوراة بعد اخذ الله عليه بالتوراة الايمان به وتصديقه واتباعه وبين لهم صفته كان ذلك منهم نبذا للتوراة ونقضا لها ورفضا لما فيها كانهم لا ويقول به فرد الله ذلك عليهم وقال وما كفر سليمان وهو في هذا تبرئة لسليمان عليه السلام مما اتهموا به اليهود انه سجد للعليم اي للاصنام ولكن الشياطين كفروا اي بتعليم هنا السحر وما انزل على ملكين يقابل هاروت وماروت اي ويعلمون الناس ما انزل على الملكين هاروت ومروت الموجودين في بابل بالعراق وكانا في الاصل على ما روي عن بعض السلف من الملائكة طلب ان يهبط الى الارض فاهبطا اليها وركبت فيهما الشهوة فعصي الله تعالى فجعلا في جبل فتنة للناس والايمانهم السحر. يعني هذا المرجوح الصواب ان وما انزل على الملكين بباب الهاروت وماروت ما نافية كما حققه الحافظ ابن كثير رحمه الله مثل وما كفر سليمان ما نافية وما انزل على الملكين ما نافية طيب وما يعلم ان من احد هذه جملة استئنافية اي ان الجن الذين يزعمون انهم من الملائكة لا يعلمون احد حتى يقول انما نحن فتنة فلا تكفر فهم يلبسون لباس الورعين ويظهرون للناس انهم من الصالحين بل وينتسبون الى الملائكة ثم يقولون هذا سحر نعلمكم فلا تكفروا يعني مثل ما يقال نصيحة لكنها بطريقة اللبس والتلبيس نعم وما يعلم ان من احد حتى يقولا تعليم انذار من السهل لا تعليم دعاء اليه فيقولان لهم لا تفعلوا كذا انما نحن فتنة فتنة ابتلاء واختبار من الله العباد فلا تكفر فيتعلمون منهم السحر ان يعلمان الناس فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه قيل للسحر تأثير في القلوب بالحب والبغض والجمع والفرقة والقرب والبعد السحرة لا يقدرون الا على التأخير والايهام والحيل والخداع كفعل سحرة فرعون وما هم بضارين به من احد الا باذن الله فالسحر تأثيره في نفسه ولكنه لا يؤثر ضررا الا في من اذن له الا في من اذن له بتأثيره فيه. وقد اجمع اهل العلم على ان له تأثيرا في النفس وحقيقة ثابتة لم في ذلك الى المعتزلة وابو حنيفة ويروى عن ابي حنيفة لا يصح بل بل الصواب ان ابا حنيفة رحمه الله ذكر نوعا من انواع سحر وهو سحر التخييل والا فهو وفق معتقد اهل السنة والجماعة يرى ان التأثير له حقيقة ثابتة وان ومؤثرة في النفوس نعم ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم في تصريح فيه تصريح بان السحر لا يعود على صاحبه فائدة ولا يجلب اليه منفعة بل هو ضرر محض وخسران بحت. لمن اشتراه اي من استبدل ما ثلث بكتاب الله من خلاق للخلاق وان نصيب ما شروا به انفسهم اي باعوها وانما قال لو كانوا يعلمون لانهم تركوا العمل بعلمهم. ولو انهم امنوا اي بالنبي صلى الله عليه وسلم جاء به من القرآن واتقوا اي تجنبوا ما وقعوا فيه من السحر والكفر لمثوبة اي لاثيبوا اجرا. لاثيبوا اجرا خيرا مما ينالونه من حطام الدنيا بالسحر راعين اي راقبنا وهذا اللفظ ان كان بلسان اليهود من الفاظ السب فلما سمعوا المسلمين يقولون النبي صلى الله عليه وسلم راعنا طلبا منه ان يراعيهم ان يتلطف به بهم في التعليم اي الفرصة فكانوا يقولون النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مظهرين انهم يريدون المعنى للعربي مبطنين انهم يقصدون السب الذي هو معنى هذا اللفظ في لغتهم فنهى الله المؤمن ان يقولوها يقطع الطريق على اليهود وابدلهم لفظا اخر هو وقولوا انظرنا اي اقبل علينا وانظر الينا واسمعوا اي اطيعوا الله واسمعوا ما يخاطبكم به الرسول من الشرع بدون مطالبين بالمراعاة ثم توعد اليهود بقوله وللكافرين عذاب اليم. ما يود الذين كفروا لشدة عداوتهم ان ينزل عليكم من خير من ربكم اي خير كان من وحي او غيره والله يختص برحمته الرحمة اي النبوة. وقيل جنس الرحمة والله ذو الفضل العظيم اي صاحب الفضل العظيم. فكيف لا يودون ان برحمته من يشاء من عباده ما ننسخ من اية النسخ والابطال والازالة النسخ والابطال والازالة هو كل شيء خلف شيء فقد فقد انتسخ وكل شيء ان خالف شيئا فقد انتسخه يقال نسخت الشمس الظل ونسخ الشيب الشباب وذلك ان وذلك ان يحول الله وذلك ان يحول الله الحلال حراما والحرام الان ومباح محظورا ومحظورا مباحة ولا يكون ذلك الا في الحظ والاطلاق والمنع والاباحة فاما فاما الاخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ. واصل نسخ من نسخ واصل النسخ من؟ من نسخ الكتاب وهو نقله من نسخة الى اخرى فكذلك معنى نسخ الحكم الى غيره انما هو تحويله الى غيره وسواء نسخ حكم الاية او خطها. وقد اتفق علماء الاسلام سلفا وخلفا على تبوه النسل بكتاب الله وهم محجوبون بما في تراث نفسها ان ادم كان يزوج الاخ من اخته وقد حرم الله ذلك على موسى عليه السلام وقومه او نونسها اي ننسيكم اياها حتى لا تقرأ ولا تذكر نأتي بخير منها ومثلها. نأتي ما هو انفع للناس منها في العاجل والاجل. او بما هو مماثل لها من غير زيادة فقد يكون الناسخ اخف فيكون فيكون انفع لهم في العاجل. وقد يكون اثقل وثوابه اكثر فيكون انفع لهم في الاجل. الم تعلم ان الله على كل شيء قدير تسكن من مقدوراته سبحانه وتعالى له ملك السماوات والارض التصرف فيهما بالاجهاد والاختراع ونفوذ الامر فهو اعلم بمصالح عباده وقد يختلف ذلك باختلاف الازمنة ام تريدون ام تريدون اي بل اتريدون ان تسألوا محمدا صلى الله عليه وسلم سؤالا مثل ما سئل موسى من قبل؟ ايسألوه ان يريهم الله جهرا وسألوا محمدا صلى الله عليه وسلم ان يأتي بالله والملائكة قبيلا فقد فقد ضل سواء السبيل اي ذهب عن قصد الطريق وسمته اي طريق طاعة من بعد ما تبين لهم الحق وعرفوا ان محمدا رسول الله فاعفوا واصفحوا اي العفو فاعفوا واصفحوا العفو ترك المؤاخذة بالذنب والصح والاعراض عن المذنب حتى يأتي الله بأمره اي الى ان يأتي اي الى ان يأتي اليكم الامر من الله سبحانه في شأنهم وهو قتل من قتل منهم واجلاء من اجري وضرب الجزية على من ضربت عليه واسلام عموما اسلم وما تقدموا لانفسكم من خير يعني من اعمال الخير في الدنيا تجدوه عند الله تجدوا ثوابه عنده حاضرا وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى قالت اليهود لا يدخل الجنة الا من كان يهود ان وقالت النصارى ليدخلوا الجنة الا من كان نصرانيا كل طائفة تضلل الاخرى تلك امانيهم انه لا يدخل الجنة غيرهم اي مجرد اماني يتمنونها دون ان يكون عليها دليل في كتب الله المنزلة. قل هاتوا برهانكم احضروه والبرهان اي الدليل الذي يحصل عنده اليقين ان كنتم صادقين اي في تلك الاماني المجردة والدعاوى والدعاوى والدعاوى الباطلة. بلى يعني بل يدخلها من اسلم وجهه اي اسلم فله ذاته واخلص له عمله من جميع البشر وهو محسن يعمل صالح الاعمال وهي المطابقة لما شرعه على السنة رسله. وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت ليس اليهود على شيء. كل طائفة تنفي الخير عن الاخرى وتثبته لنفسها وتنكر ما مع الطائفة الاخرى من الحق. وليس هذا فعل من يرزق وليس هذا من وليس هذا فعل من يرزق الانصاف فان المنصف يعرف ما مع خصفه من الحق وينكر ما معه من الباطل ولا يحمله البغض الى انكار الحق. عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال لما قدم وفد نجران من النصارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم اتتهم احبار اليهود فتنازعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رافع ابن حريملة ما انتم على شيء وجاهد نبوة موسى بتوراته فانزل الله هذه الاية وهم يتلون الكتاب اي كل يتلو في كتابه تصديق من كفر به. كذلك قال الذين لا يعلمون هم مم كانت قبل اليهود والنصارى لم لهم بكتب الله تعالى علم ومن اظلموا اي لا احد اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه منع منع من يأتي اليها انعم ان يأتي اليها للصلاة والتلاوة والذكر وتعليم القرآن وسعى في خرابها والسعي في هدمها وازالة بنيانها او في تعطيلها عن الصلاة والطاعة كتعلم العلم والقعود للاعتكاف. ما كان له من يدخلوها الا خائفين. اي كان عليهم ان يدخلوها خائفين من الله ربهم فانها بيوت عبادته وفي الاية ارشاد من الله عز وجل للعباد انه ينبغي لهم ان يمنعوا مساجد الله من اهل الكفر وفيها الاذن لنا بتمكينهم من دخولها باذن منا حال خوفهم لهم في الدنيا يا اخي اي هؤلاء الذين يخربون مساجد الله ويمنعون ذكر الله فيها لهم الايذال من الله تعالى بايدي المؤمنين المجاهدين في سبيله ولهم في الاخرة عذاب عظيم كن في نار جهنم ما كان لهم من يدخلوها الا خائفين. الواجب على المسلم ان يدخل المسجد خائفا من امرين من الا يؤدي حق الله. والامر الثاني خايف من القبول فهذا هو وجه ما كان له من يدخلوه الا خائفين نعم المشرق هو موضع شروق الشمس والمغرب موضع الغروب ايهما ملك لله وما بينهما فاينما تولوا اي جهة تستقبلونها فهناك وجه الله وذلك يكون عند التباس جهة القبلة وفي صلاة النافلة كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته مستقبلا بوجهه الجهة التي تسير اليها ان الله واسع عليم يسع علمه كل شيء. وقال اتخذ الله ولدا هم اليهود قالوا عزيمة هم اليهود قالوا عزيم ابن الله والنصارى قالوا المسيح ابن الله وكفار العرب قالوا الملائكة منهج الله سبحانه تبرأ الله عما نسبوه اليه من اتخاذ الولد بل له ما في السماوات والارض ومنه عزير وعيسى والملائكة كلهم عبد لله خاضع له لا يستنكف عن عبادته فكيف يكونون اولاد لله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قال الله تعالى كذبني ابن ادم وشتمني اما تكذيبه اياي فيزعم اني لا اقدر ان اعيده كما كان واما اشتمه اياي فقوله لي ولد فسبحاني ان اتخذ صاحبة او ولدا. قانتون اي قائمون بالعبودية خاضعون له فكيف يكونون ولدا له السماوات والارض. اي هو الذي ابتلى خلقهما على غير مثال سابق واذا قضى امرا اراد ان يخلق شيئا او يدبر تدبيرا يقول له كن فيكون. اي لكمال قدرته يفعل ما يريد بقولكن. وقال الذين لا يعلمون مشركوا العرب لولا ان الا يكلمنا الله ان يخبرنا بنبوة محمد فلا يعلم انه نبي او او تأتينا اية بذلك بذلك علامة على نبوته كذلك قال الذين من قبله اليهود والنصارى تشابهت قلوبهم وفي في اتفاقهم على الكفر. وطالب بما لا ينبغي لهم واقتراح الايات على الله يوقنون ان ان يعترفون بالحق ويذعنون لاوامر الله مصدقين له سبحانه انا ارسلناك بحق يؤكد الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم انه مرسل منه ردا لما طلبه الكفرة من تكليم الله لهم بنبوته. بشيرا ونذيرا اي التبشير والانذار ولا تسأل عن اصحاب الجحيم اي عليك الابلاغ ولست مسؤولا عن عن من لم يؤمن منهم ممن سيكون مصيره الى النار لا محالة ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى لو جئتهم بكل ما يقترحون لن يرضوا عنك. اذ ليس مطلوبهم في الحقيقة ما يقترحونه عليك من اية وما يريدون ما عليك من التعنتات بل ما يريدونه في الحقيقة وصرفك عن دينك الى دينهم واتباع واتباع اهوائهم وكذلك كل صاحب بدعة وهوى لا يرضيه من اهل الحق الا ان يتبعوه على هواه. ان هدى الله هو الهدى الحقيقي لا ما هم عليه من الشريعة المنسوخة والكتب المحرفة. وان اتبعت اهواءهم ما في كتب من التعريف وامتدعوه في دينه من الاحكام والاراء وعيد موجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعه محاولة رضاهم وهو تعريض الامة وتحذير ان يدخلوا في اهواء اهل الملل ويطلبوا رضا اهل البدع ومن كان كذلك فهو مخذول. الذين اتيناهم الكتاب قيل هم مسلمون وقيل من اسلم من الكتاب يتلونهم حق تلاوته يتبعونه ويعملون بما فيه ويحلون حلاله ويحرمون حرامه ويقرؤونه حق قراءته ولا ولا يحرفونه ولا يبدلونه يا بني اسرائيل الى قوله ولا هم ينصرون. تقدم تفسيره في الاتين السابعة والاربعين والثامنة والاربعين وقال بقاع اعاد ما صدر به قص. اعاد ما صدر وبه قصته من التذكير بالنعم والتحذير من حلول النقم ليعلم ان ذلك فذلك القصة. واذ ابتلى ابراهيم ربه الابتلاء والامتحان والاختبار بكلمات هي قوله اني جعلك للناس اماما فاتمهن طلب الزيادة على امورهن بقوله ومن ذريتي وقيل معناه قام بحق الامامة اتم قياما وقال قال ومن ذريته قال لا ينال عهدي الظالمين اي واجعل من في ائمة فاخبره انه فيهم عصاة وظلمة وانهم وانهم لا يصلحون الامامة ولا يقومون بحقها ولا ينالهم عهد الله سبحانه لان الامام لابد ان يكون من اهل العدل والعمل الشرع كما ورد ولاء ولانه اذا زاغ عن ذلك كان ظالما وهو في معنى الامن لعبادته الا يولوا امور الشرع الا يولوا امور الشرع ظالمة لان الامام انما كان اماما لكونه يقتدى به يقتدى بقوله وبفعله وفي امور الدين فان كان ظالما او فاسقا اضل الذي الذين اقتدوا به وحاد بهم عن الصراط المستقيم. واذ جعلنا البيت هو الكعبة مثابة يرجع الحجاج اليه بعد تفرقهما عنه وامن اي موضع امن لا يجوز ان يخاف ان يخاف فيه احد ولا يقام الحد ولا يقام الحد على من لجأ اليه ومن دخله كان امنا. واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا مقام ابراهيم فقلت يا رسول الله افلا تتخذوه مصلى؟ فنزلت هذه الاية والمقام الحجر الذي يعرفه الناس ويصلون عنده ركعتي الطواف كان إبراهيم يقوم عليه لولاء الكعبة لما ارتفع الجدار اتاه إسماعيل وبه ليقم فوقه وكان ملصقا بجدار الكعبة وأول من نقله عمر بن الخطاب رضي الله الله عنه ان مطهرا وبيت من الاوتار والكفار والنجاسات وطواف الجنب والحيض وكل خبيث للطائفين الطائف الذي يطوف به والعاكفين والعاكف الملازم المسجد للعبادة وقيل هو المجاور دون المقيم من اهل مكة والركع السجود هم المصلون. هذا بلدا امنا اي مكة وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله دون من كفر فقال الله تعالى له ومن كفر اي انا ارزق المؤمنين من اهل هذا البيت وعدا مني وارزق ايضا من كان كافرا اي فليس رزق مثل الامامة فالامامة لا تكون الا لا للمؤمنين اما الرزق فللمؤمنين والكفار اما الكافر فمتعه بالرزق قليلا في هذه الدنيا ثم اضطروه الى عذاب النار في الاخرة. فالزمه عذاب النار حتى يصير مضطرا لذلك لا عنهم اخلصا واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ان يرفعان وليانه على اساسة ثابتة. ربنا القائلين ربنا تقبل منا هذا العمل الطيب انك انت السميع العليم تسمع دعائنا وتعلم نيتنا. واجعلنا مسلمين لك ثابتين على الاسلام او زدنا من هو الاسلام والايمان والاعمال الصالحة ومن ذرياتنا اي واجعل من ذريتنا امة مسلمة لك هي امة هي امة محمد صلى الله عليه وسلم. قيل من العرب خاصة فهم ذرية فهم ذريتهم ابراهيم واسماعيل واين ماسكنا مناسك الحج ومواضع الذبح عن مجاهد انه قال قال ابراهيم ربي ارنا مناسكنا فاتاه جبريل فاتى به البيت فقال ارفع القواعد فرفع القواعد واتم ثم اخذ بيده فانطق به نحو منى فلما كان عند جبرة العقبة فاذا ابليس قائم عند الشجرة فقال كبر كبر وارمه. فكبر ورماه فذهب ابليس حتى اتى جمرة على ابيه ابراهيم كما فعل في الاولى ثم كذلك في الجمرة الثالثة ثم اخذ بيده جبريل ثم اخذ بيده جبريل حتى اتى به المشعر الحرام وقال هذا المشعر الحرام ثم ذهب به حتى اتى به عرفات قال وقد عرفت ما اريتك. قالها ثلاثة. قال نعم. قال فاذن بالحج. قال فكيف اذن؟ قال قل. قال قل يا ايها الناس اجيبوا ربكم قم فاجاب العباد لبيك اللهم لبيك فمن اجاب ابراهيم يومئذ فهو حاج. وابعث فيهم في العرب ذرية ابراهيم واسماعيل وقد اجاب الله لابراهيم عليه السلام الدعوة فبعث في ذريته رسولا منهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم اياتك. دعا ان ينزل على دعا ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا يتلى ويعلمهم الكتاب القرآن والحكمة والحكمة المعرفة المعرفة والحكمة المعرفة بالدين والفقه في احكامه والفهم للشريعة ويزكيهم ان من الشرك وسائر المعاصي العزيز اي الغائب الا من سفه نفسه اي وما يرغب عن ملة وما يرغب عن ملة ابراهيم احد الا من جهل امر نفسه فلم يفكر فيها فاهلك نفسه واصطفينا هو ايه اخترناه وقت امرنا له بالاسلام. اسلم اي تمسك بالاسلام دينا ووصى بها ابراهيم بنيه اي وصاهم بقول كلمة اسلمت لرب العالمين. ويعقوب ايه وصى يعقوب كما وصى ابراهيم بنيه قائلا يا بني ان الله اصطفى لكم الدين ان يختاره لكم وهي الملة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم فلا تموتن الا وانتم مسلمون اي يلزم الاسلام ولا تبالغوه حتى اذا جاءكم موتوا جاء وانتم على الاسلام ام كنتم شهداء الخطاب لليهود والنصارى الذين ينسبون الى ابراهيم والى بني انهم على اليهودية والنصرانية. فرد الله عليهم وقال لهم احورتم يعقوب وعلمتم بما اوصى به بنيه فتدعون ذلك من علم. ام لهم تشهدوا فانتم مفترون من بعدي اي من بعد موتي اباءك اسماعيل اذا كان عن من يعقوب الا ان العرب تسمي العم ابى ونحن لهم مسلمون اخذ على بني ميثاق عند موته ان يعبدوا الله ولا يعبدوا شيئا سواه فاقروا بذلك وشهد عليهم باقرارهم انهم مسلمون والاشارة بقوله تلك الى ابراهيم وبنيه ويعقوب وبنيه ويعقوب بنيه وقد قد خلت اي مضت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون تحذير اليهود اذ رفضوا اتباع النبي صلى الله عليه وسلم متكلين على انهم منتسبون الى سلف صالح. ومقترنين بذلك فلكل من الفريقين كسبه ولا ينفع الابناء كسب الاباء ولا ينالهم منه شيء. وفيه الرد على من يتكل على عمل عمل سلفه ويروح نفسه الى مال الباطلة ويروح نفسه بالاماني الباطلة. ومنه ما ورد في الحديث من بطأ به عمله ولم به نسبه والمراد انكم لا تنتفعون بحسناتهم ولا تؤاخذون نفسياتهم ولا تسألون عن ولا تسألون عن مالهم وكما لا يسألون عن اعمالكم. وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا. اي قال اليهود المسلمين كونوا يهودا وقال لهم نصرى كونوا نصارى تكونوا على الحق بل ملة ابراهيم بل نكون ملة ابراهيم حنيفا اي مائلا عن اللذان الباطلة الى دين الحق والحنيفية دين الاسلام. وما كان من المشركين فيه تعريض باليهود والنصارى اي ما كان على هذه الحالف من الشرك بالله فكيف تدعون عليه انه كان على اليهودية او النصرانية؟ وفي الاية تصريح بان اليهودية والنصرانية ليست ملة منزلة نعم. قولوا امنا بالله خطاب للمسلمين وامر لهم بان يقولوا هذه المقالة اخرجه البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا الاية والاسباط هم اولاد عقوبة وهم اثنى عشر ولدا ولكل واحد منهم منهم من الاولاد جماعة والسبط في بني اسرائيل بمنزلة القبيلة بالعرب لا نفرق بين احد منهم لا نؤمن ببعضهم ولا تكفروا ببعضهم كما فعلت اليهود صواب المسلمون يؤمنون بكل نبي ارسله الله وبكل كتاب انزله الله عليهم ان يعلنوا هذا فان امنوا بمثل ما امنتم به اي فانتم اهل الكتاب وغيرهم بمثل ما امنت به اي بجميع كتب الله ورسله ولم يفرق بين احد منهم فقد اهتدوا في شقاق الشقاق اي المخالفة والمعاندة فسيكفيكهم الله وعد من الله تعالى لنبيه انه سيكفيه من من عانده وخلفه من المتولين عن الحق. صبغة الله اصبغوا انفسكم واهليكم الاسلام فهو صبغة الله وتمسكوا به والصبغ يتخلل كل كل المصبوغ فكذلك الاسلام يغير حال من تمسك به. اصل ذلك ان النصارى كانوا يصبغون اولادهم في المال اي وهو الذي يسمونه المعمودية ويجعلون ذلك طيرا لهم فاذا فعلوا ذلك قالوا الان صار نصرانيا حقا فرد الله عليهم بهذا قل في الله اتجادلنا في دينه ونحن وانتم سواء في ربوبيته لنا في ربوبيته لنا وعبوديتنا له. فكيف تدعون انكم اولى به منا وتحاجون في ذلك ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم فلستم اولى بالله منا ونحن له مخلصون نحن اهل الاخلاص للعبادة دونكم. وهو المعيار الذي يكون به التبادل والخصلة التي يكون بها صاحب بالله سبحانه ومن غيره. فكيف تدعون لانفسكم ما نحن اولى به منكم واحق مع ما انتم عليه من الاشراك بالله سبحانه ودعوة الالوهية لغيره؟ ام تقولون اي بل التقوا بل اتقولون ان هؤلاء الانبياء على دينكم؟ قل اانتم اعلم ام الله؟ اين الله اخبرنا بانهم كانوا مسلمين ولم يكونوا يهودا ولا نصارى وانتم تدعون وانتم تدعون انه انهم كانوا يهودا او نصارى فهل انتم اعلم؟ ومن الله سبحانه ممن كتب شهادة عنده ان الله يريد بذلك الذم لاهل الكتاب فانهم يعلمون ان هؤلاء كانوا يهودا ولا نصارى بل كانوا على الاسلامية وظلموا انفسهم بكتمهم بهذه الشهادة بل بادعائهم له بما هو مخالف لها. عن قتادة انه قال اولئك اهل الكتاب كتموا الاسلام وهم يعلمون النودي الله واتخذوا اليهودية والنصرانية وكتموا محمدا صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون انه رسول الله وما الله بغافل عما تعملون لا يترك عقوبتهم على هذا الظلم القبيح يقول هذا يخبر من الله سبحانه ونبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بان السفهاء من اليهود والمنافقين سيقولون هذه المقالة عندما تتحول الكعبة الى من بيت المقدس الى الكعبة. السفهاؤهم خفاف كانوا ضعفاء العقول ما ولاهم ما صرفهم عن قبلتهم والتي كانوا عليها هي بيت المقدس قل لله المشرق والمغرب فله ان يأمر بالتوجه الى اي جهد شاء يهدي من يشاء اشعار بان تحويل القبلة الى الكعبة من الهداية للنبي صلى الله عليه وسلم ولاهل ملته الصراط المستقيم وسط الوسط وهي الخيار او العدل لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة تشهدون الانبياء على اممهم انهم قد بلغوهم ما امرهم الله بتبليغه اليهم ويكون الرسول عليكم اذا يشهد عليكم بالتبليغ لكم. اخرج البخاري عن ابي سعيد رضي الله تعالى عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت؟ فيقول نعم فيدعى قومه فيقال له لهم هل بلغكم فيقولون ما اتانا من نذير وما اتانا من فيقال نوح من يشهد لك؟ فيقول محمد وامته؟ وما جعل وما جعلنا القبلة التي كنت انها هي بيت المقدس الا لنعلم اي ما جعلناها قبلة لكم الا لنبتليكم. فنعلم عندما عندما فنعلم عندما نحولها الى الكعبة المؤمنة التابعة الكافرة واهل النفاق وان كانت لكبيرة اي هذه القضية وهي تحوي القبلة صعبة يشق الايمان بها الا على الذين هداهم الله للحق. فانشرحت صدورهم بتصديقك وما كان الله ليضيع ايمانكم نزلة فيمن مات وهو يصلي الى بيت المقدس. وغير المراد لا يضيع ثبات المؤمنين على الايمان عند تحويل القبلة وعدم ارتيابهم كما كما ارتاب كما ارتاب غيرهم الكعبة وحيد ما كنتم اي في اي مكان من الارض كنتم فتوجهوا الى الكعبة. وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم اي يعلمون ان ان توجهكم الى الكعبة حق بامر الله. وعلم اهل الكتاب بذلك اما لكونه قد بلغهم عن انبيائهم او وجدوا في كتب الله المنزلة عليهم ان هذا النبي يستقبل الكعبة في الصحيحين عن البراء رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اول ما نزل بالمدينة صلى الى بيت المقدس ستة عشر شهرا او سبعة عشر شهرا وكان يعجبه ان تكون قبلته قبل البيت. وان اول صلاة صلاها اي الى جهة الكعبة صلاة العصر معهم قوم فخرج رجل ممن كان ممن كان صلى معه فمر على اهل المسجد وهم راكعون فقال اشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة فداروا كما من قبل البيت وكانت اليهود قد اعجبهم اذ كان يصلي قبل بيت المقدس واهل الكتاب فلما فلما ولى وجهه قبل البيت انكر ذلك. وكان الذي مات على القبلة قبل ان قبل ان تحول رجال فلم ندري ما نقول فيهم فنزل وما كان الله ليضيع ايمانكم ولئن اتيت اي ان هؤلاء لا تؤثر فيهم كل ولا يرجعون الى الحق والى قبلة محمد صلى الله عليه وسلم وان جاءهم بكل برهان لانهم لم يتركوا اتباع الحق للدليل لدليل عندهم او لشبهة طرأت عليهم بل كان بل كان تركهم للحق تمردا وعنادا مع علمهم انهم ليسوا على شيء ومن كان ومن كان هكذا فهو لا ينتفع بالبرهان ابدا. وما انت بتابع قبلتهم دفع لاطماعها وقطع لما يرجونه من رجوعه صلى الله عليه وسلم للقبلة التي كان عليها وما بعضهم من تابع قلة بعض بعضهم لا يتابع الاخر في استقبال قبلته. وذلك ان اليهود تستقبل بيت المقدس والنصارى تستقبل مطلع الشمس والنصارى تستقبل مطلع الشمس ولئن اتبعت اهواءهم اي قبلتهم فانه بعد ان امره الله تعالى بالتوجه الى الكعبة لزمه ذلك فكان بقاؤهم على غيرها. فكان بقاؤهم على غيرها عن هوى. يعرفونه ويعرفون نبوة محمد صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءهم واكثر من يعرف الانسان ابوه وامه فانهما يرقبانه منذ الصغر منذ الصغر حتى يكبر. وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم هم الذين عرفوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم وليس منه هذا الفريق الذي الذين امنوا كعبد الله ابن سلام واصحابه. الحق من ربك اي الحق هو الذي من ربك لا لا ما يخبره به اهل الكتاب فلا تكونن من الموتين نهاه الله سبحانه عن اهل الشك فيما اتاه الله من القبلة وغيرها وغيره وغيره اولى بالحذر من الشك ولكل اي لكل اهل دين وجهة للمراد قبلة اما بحق واما بباطل او المراد لكل منه يا امة محمد قبلة يصلي اليها من شرق او غرب او جنوب او شمال هو وجهه فاستبغوا الخيرات. اي بادروا الى ما امركم الله من استقبال البيت الحرام وكل ما يصدق عليه انه وكل ما وكل ما يصدق وكل ما يصدق عليه انه والى الصلاة في اول وقتها اينما تكونوا يأتي بكم الله يجمعكم الجزاء يوم القيامة جميعا. كما جعل صلاتكم في الجهة المختلفة كانها الى جهة ومن حيث خرجت بالاسفار فاستقبل القبلة حيثما كنت في بر او بحر وتكرير الامر الاهتمام وقيل اراد بالاول ولوجهك شطر الكعبة اذا صليت تلقاها ثم قال وحيث ما كنتم عاشروا المسلمين في سائر الارض والمساجد بالمدينة وغيرها كلوا وجوهكم شطره الا يكون للناس عليكم حجة لان لا يكون لليهود عليكم حجة اذ كانوا يقولون وافقنا محمد في قبلتنا فيوشك وان يوافقنا في ديننا والحجة بمعنى المحاججة وهي المخاصمة والمجادلة سماها الله حجة وحكم بفسادها. حيث كانت من ظالم الا الذين ظلموا منهم اي لكل اي لكن هؤلاء اي لكن هؤلاء وهم مسكوا العرب فسيحتجون عليكم ان يقولون ان محمدا تحير في دينه وما توجه الى قبلتنا الا لاننا اهدى منه. وقالوا سيرجع الى ديننا كما نرجع الى قبلتنا وعن قتادة قال يعني اهل الكتاب حيث حين صرفه حين صرف الله نبيه الى الكعبة قالوا اشتاق الرجل الى بيت ابيه ودين قومه وغير وغير ذلك من الاقوال التي لم تنبعث الا من عابد وثن او من يهودي او منافق. فلا تخشوهما لا تخافوا مطاعمهم فانها داحضة باطلة لا تضركم. وليتم نعمتي عليكم ان ولكي اتم نعمته عليكم نعمتي وعرفتكم قبلتي واتمام النعمة الهداية الى القبلة فتكون فتكون لكم شريعة مستغلة تامة بل القبلة هي قبلة الانبياء جميعا حج هذا البيت نوح وادم وموسى وعيسى كما حجه محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام اذا نزل يحج هذا البيت نعم كما ارسلنا اشارة الى النعمة في القبلة كالنعمة في الرسالة وقيل معنى الكلام وقيل معنى الكلام معنى الكلام على التقديم والتأخير. اي فاذكروني كما ارسلنا فيكم رسولا فاذكروني اذكركم اذكروني بالطاعتي اذكركم بالثواب والمغفرة. قال بعض السلف المعنى فمن ذكرني وهو مطيع فحق علي ان اذكره بمغفرتي واشكروا لي الشكر معرفة الاحسان والتحدث به. ولا اذكروني لا تنكروا نعمتي. استعينوا بالصبر والصلاة على تأدية ما امر الله به ودفع ما يرد عليكم من المحن. ان الله مع الصابرين اذا ينيلهم مقاصدهم ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله هم اموات بل هم احياء ولكن لا تشعرون بهذه الحياة. عند مشاهدتكم لابدانهم بعد سلب ارواحهم تحكمون عليها بالموت في ظاهر الامر وليسوا كذلك في الواقع بل هم احياء في البرزخ. ولنبلونكم سوف نختبركم المراد بالخوف ما يخشى من ضرر ومن عدو او غيره والجوع المجاعة والقحط ونقص من الاموال ما يحدث فيها من الزكاة ونحوها والمراد بنقص الانفس الموت والقتل في الجهاد والمراد بنقص الثمرات ما يصيبها من الافات وقيل نقص نقص الثمرات الاولاد مصيبة مصيبة النكبة التي يتأذى بها الانسان وان صغرت انا لله وانا اليه راجعون هذه الكلمة هذه الكلمات ملجأ للمصابين وعصمة للممتحنين انها جامعة بالاقرار بعبودية الله والاعتراف بالبعث والنشر وان الدنيا ليست اخر كل شيء. صلوات الصلوات هنا المغفرة والثناء الحسن ورحمة بمعنى عليهم رأفة بعد رأفة رحمة بعد الرحمة ان الصفا هو جبر من جبال مكة معروف وكذلك المروة من شعائر الله اعلم اعلام مناسكه. والمراد بها مواضع العبادة التي المراد بها مواضع العبادة التي اشعرها الله على من الناس من الوقف والمسعى والمنحر. فمن حج البيت قصده للعبادة المعروفة او اعتمر العمرة العمرة بلغة الزيارة وفي شرع الاتيان وبالنسك المعروف يطوف اصله يتطوف والتطوف بالصفا والمروة. السعر بينهما في الحج والعمرة والسعي واجب من جملة المناسك. ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان عروة قال لها ما ارى على احد جناحا الا يطوف بهما؟ فقالت عشت بئس ما قلت يا ابن اختي انها لو كانت على ما اولتها كانت فلا جناح عليه ان يطوف بهما ولكنها انما انزلت على لان الانصار قبل ان يسلموا كانوا يهلون الامامات الطاغية التي كان كانوا دونها وكان من وكان من اهل لها يتحرج ان يطوف بالصفا والمروة بالجاهلية. فانزل الله الاية قالت عائشة ثم قد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما فليس ان يدع الطواف بهما وانها قالت لعمري ما اتم الله حج من لم يسعى بين الصلاة والمرة ولا بين الصفا والمروة ولا عمرته. ان الله قال وان اول مرة من شعائر الله. وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله كتب عليكم السعي فاسعوا ان الذين يكتمونهم احبار اليهود ورهبان النصارى الذين كتبوا امر محمد صلى الله عليه وسلم فقال ان الله كتب عليكم السعي فاسعوا ان الذين يكتمونهم احبار اليهود ورهبان النصارى الذين كتبوا امر محمد صلى الله عليه وسلم وكل من كتب الحق وترك بيان ما اوجب الله بيانه الكتاب اسم جنس شامل لجميع الكتب المنزلة يلعنهم الله لعناته الابعاد والطرد من رحمته ويلعنهم اللاعنون الملائكة والمؤمنون. وقيل كل من يتأتى من اللعن فيدخل في ذلك الجن الا الذين او استثناء استثناء للتائبين من الكتمان والمصلحين لما افسدوا والمبينين للناس ما بينهم الله في كتبه فليس هؤلاء مستحقين للعنة. ان الذين كفروا وماتوا هم كفار بذلك على انه لا يجوز لعن كافر معين لانه لان حاله عند الوفاة لا يعلم ولعن العاصي المعين لا يجوز باتفاق باتفاق لما في الصحيح لما في الصحيح ان النبي ما اوتي بشارب خمر مرارا فقال بعض من حضر لعنه الله ما اكثر ما يشربه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تكونوا عونا للشيطان على اخيكم ولكن لا يمنعوا من جواز لعن الكفار على العموم صم بكم عمهم فهم لا يعقلون اي هم صم بكم عيون لا يقدرون ان يسمعوا الحق ولا ان يبصروه ولا ان يتكلموا به. فكيف لا يعقلون ما يقال لهم وكيف يهتدون الى الطريق ولعنهم جزاء لهم على ولعنهم جزاء لهم على الكفر. وزجر لهم عنه واظهار لقبحه وليس من ادب الاسلام المواجهة لاحد بالعنف في وجهه فانه فحش والناس اجمعين هذا يوم يوم القيامة اما في الدنيا فلا يتأتى اللعن منهم جميعا والله اعلم خالدين فيها في النار وقيل في اللعنة ولا هم ينظرون اي لا يمهلون. التفصيل اللي ذكره الشيخ جميل. وهو الفرق بين اللعن المعين ولعن العموم. هذا الانسان يلعن بالاوصاف لعن الله شارب الخمر لعن الله المتبرجات لكن المعين لا يجوز لعنه والهكم الهه واحد في الاشارة الى ان اول ما يجب بيانه ويحرم كتمانه وامر التوحيد واقتلاف الليل والنهار تعاقبه وتعاقبيهما خلافهما بالاضاءة والاظلام والحرارة والبرودة في سبيل ذلك ونتائجه. مما فيهم الحكة البالغات ومصلحة المخلوقات وتصريف رياح ارسالها عقيما وملقحة وصرا هو نصر وهلاكا وحارة وبارتا ولينة وعاصفة وقيل وقيل تصريفها وارسالها جنوبا وشيما ودابورا وصبا ونكبا والسحاب المسخر المذلل قيل تسخره ثبوته بين السماء والارض من غير عمد ولا علائق. لايات لقوم يعقلون علم كل علم كل عاقل بانه لا يتهيأ لاحد من الالهة التي اثبتها الكفار ان ان يأتي بشيء منها او يقدر عليه او على بعضه وهي خلق السماوات وخلق وخلق الارض وتعاقب الليل والنهار وجري الفلك في البحر وانزال المطر من السماء واحياء الارض به وبث الدواب منها بسببه وتصريف الرياح. فان من امعى نظره واعمل فكره في واحد منها تحتم عليه بان صانعه هو الله سبحانه ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا اي مع هذا الدليل الظاهر المفيد لعظيم سلطان الله وجليل قدرته وجد في ولد في الناس ويتخذ معه سبحانه ندا يعبده من الاصنام يحبونهم كحب الله كحب المؤمنين لله او كما يحب المشركين الله يحبون اندادهم والذين امنوا اشد حبا لله اي اشد من حب الكفار للانداد ولو ولو يرى الذين اي ولو ان الذين ظلموا بمحبتهم ونادى ذلك حب الله لو يرون حالهم عند رؤيتهم العذاب يوم القيامة ومعاينتهم قوة الله وبطشه وعجز الهتهم عن ان تدفع من عذاب الله لما احبوها شيء لما احبوها شيء من الحب اذ تبرأ الذين اتبعوا معناه ان السادة والرؤساء وائمة الكفر يتبرأون يوم القيامة ممن اتبعهم على الكفر ورأوا العذاب يعني التابعين والمتبوعين. قيل عند المعاينة في الدنيا وقيل عند والمساجد في الاخرة وتقطعت منهم اسباب الصلات والعلاقات التي كانوا يتواصون بها في الدنيا ومن الرحم وغيره كرة بمعنى ان الاتباع قالوا يا ليت اننا رددنا الى الدنيا حتى نعمل ونتبرأ منهم كما تبرأوا منا حسرات بمعنى ان اعمالهم فاسدة يريهم الله اياها فتكون عليه فتكون عليهم حسرات. ويريهم الاعمال الصالحة التي اوجبها عليهم فتركوها فيكون ذلك حسرة عليهم. وما هم بخارجين من النار فيه دليل على اخذ الكفار في النار. كلوا مما في الارض نزلت في ثقيف وخزاعة وبني مدلج فيما حرموه على انفسهم من انعام حلالا اي من غير ما ما حرم الله عليكم والطيب هو المستلذ ولا تتبعوا خطوات الشيطان. لا تقفوا اثر الشيطان وعمله فيما حرم عليكم ما لم يأتي شرع الله بتحريمه. وما يدعوكم اليه من معاصي عدو مبين اي ظاهر العداوة انما يأمركم بالسوء والفحشاء السوء القبيح والفحشاء تجاوز الحد في القبح. وقيل الفحشاء الزنا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ما حرموه من البحيرة والسابعة ونحوهما ومما جعلوه شرعا فكل ما لم يرد فيه نص او ظاهر من الاعيان الموجود في الارض فاصله الحل حتى يجد دليل يقتضي تحريم واذا قيل لهم للكفار الفين معناه وجدنا او او لو كان اباؤهم يعني ايتبعون اباؤهم فيما كانوا فيه على ابراهيم مبين. كتحريمهم ما لم يحرمه الله ولو كانوا ولو كان ما فعلوه غير صادق نقل صحيح ولا عن هداية سماوية. ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق فيه تشبيه واعظ فيه تشويه تشبيه تشبيه واعظ الكافرين في تشويه يواعظ الكافرين ودواعيه وداعيهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم بالراعي الذي ينعق بالغنم او الابل فلا تسمع الا دعاء ولدا ولتفهم ما يقول. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كمثل البقر كمثل البغل ايها الشاة ان قلت لبعضهم كلاما لم يعلم ما تقول غير انه يسمع صوتك وكذلك الكافر وان امرته بخير او نهيته عن شر او وعظته لم يعقل ما تقول. غير انه يسمع صوت كلوا من الطيبات ما رزقناكم الطيب هو الحمام المستلذ من الاطعمة فكلوا منه ولا ولا تحرموا شيئا ما لم يحرمه الله ولا تمتنعوا من اكل ما حرمه الله ما حرمه الله ولا ولا من اكل ما حرمه اهل الجاهلية وغيروهم من تلقاء انفسهم ان كنتم اياه تعبدون اي تخصونه بالعبادة فكلوا من الطيبات ولا تبالوا بتحريم شيء ولا تبالوا بتحريم من حرم شيئا من دون الله انما حرم عليكم الميتة حصلت الاية التحريم في الامور المذكورة فيها والميتة ما فاقها الروح من غير ذبح شرعي والمراد بالميتة هنا ميتة البر لا ميتة البحر. ويجوز اكل جميع حيوانات البحر وحيها وميتها والدم الدم المحرم هو المسفوح وروت رضي الله عنها انها كانت تطبخ انها كانت تطبخ اللحم فتعلو الصفرة من الدم على البرمة فيأكل ذلك النبي فيأكل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكره ولحم الخنزير جملة الخنزير محرمة وما اهل به لغير الله هو ما ذكر عليه اسمه غير الله كاللات والعزى فمن اضطر الى شيء من هذه المحرمات بسبب المجاعة وفقدان ما يتغذى به او باكراه باكراه يخاف منه الضرر. غير المراد بالباغي من يأكل فوق حاجته والعادم يأكل هذه المحرمات وهو يجد عنها ممدوحة فلا اثم عليه ان اكل لأن الله تعالى يرخص له بحال الضرورة ولا يؤاخذه ان الله غفور لذنب من اكل الحرام مضطرا رحيم به اذ احل له الحرام ان الذين يكتبون يشمل علماء اليهود لانهم كتبوا ما انزل الله في التوراة من سنة محمد صلى الله عليه وسلم ويشمل كل من كتم ما شرعه الله واخذ عليه الرشا وكل من رضي بتغييره شيء من دين الله وكتمان الحق في مقابلة في مقابلة نفع عاجل او مصلحة زائلة ويسترون به ثمنا قليلا وكل ما يأخذه عن ذلك من متاع الدنيا فهو وان كان مما يستكثر ما يأكلون في بطونهم الا النار اي انه يوجب عليهم من عذاب النار ولا يكلمهم الله لحلو لغضب الله عليهم وعدم الرضا عنهم وقال الطبري لا يكلمهم بما يحب وان كان يكلمه بما يكرهونه ولا يزكيهم لا يصلح اعمالهم الخبيثة فيطهرهم. اشتروا الضلالة بالهداة قد تقدم تحقيق معناه في الاية السادسة عشرة فما اصبرهم على النار معناه التعجب والمراد تعجيب المخلوقين من حال هؤلاء الذين باشروا الاسباب الموجبة لعذاب الله لعذاب النار فكأنهم بهذه المباشرة صدروا على العقوبة في نار جهنم ذلك بان الله نزل الكتاب الحق فيجب على العلماء بيانهم والحذر من كتمانه متى سئلوا عن متى سئلوا عنه او او وقعت الحاجة الى وان الذين اختلفوا بالكتاب يقول بعضهم هو سحر وبعضهم يقول هو اساطير الاولين لفي شقاق اي اختلاف ومحادة لله بعيد عن الحق احسنت بارك الله فيك نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين. جزاك الله خير يا شيخ