ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وعلى من سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد فنحمد الله تبارك وتعالى على ما من به علينا وعليكم من هذا اللقاء ونسأله جل وعلا ان يجعله خالصا لوجهه الكريم. وان يجعله من القربى والزلفى لديه وان يتقبله. وهو الشكور الحليم سم اني بين يدي هذه المجالس المعقودة لسماع كتاب تذكرة السامع والمتكلم للعلامة من جماعة رحمه الله اشكر الاخوة القائمين على هذا اللقاء لا يسعني الا ان اقول جزاهم الله خيرا على احسانهم الظن بي وشكر الله لفضيلة الدكتور ابي علي هذه المقدمة التي قدمها واشكر لكم الحضور بين يدي هذه الرسالة انبه على امرين الاول اهمية التأدب والتخلق باخلاق طلبة العلم فان كثيرا من المتعلمين عندما لا يتعلمون اداب طلب العلم يفوتهم العلم بقدر ذلك وبقدر ما يتأدب طالب العلم بالعلم ينل العلم ومن المناسب جدا ونحن بين يدي الايام المقبلة للدراسة ان نتذاكر في مثل هذا الكتاب لنتعلم ونتأدب باداب السامعين والمتكلمين موضوع هذا الكتاب بائن من عنوانه تذكرة السامع والمتكلم فهو لم يتوسع كتوسع الامام الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله في الجامع في اخلاق الراوي واداب الشعر وانما هي تذكرة ثم انه يتكلم عن اداب السامع وعنا به طالب العلم وعن اداب المتكلمين وعنا به المعلمين فموضوع الكتاب اداب طالب العلم اداب المعلم اداب طالب العلم مع نفسه اداب طالب العلم مع شيخه اداب طالب العلم مع كتابه وضمن ذلك ذكر الاسباب المعينة على طلب العلم الامر الثاني الذي يريد ان ينبه عليه لو قال لنا قائل انكم اسمعتم كتاب المختصر الجامع الاخلاق الراوي واداب السامع للخطيب البغدادي والان تسمعون كتاب تذكرة السامع والمتكلم فما الفرق بينه الكتابة؟ الجواب ان كتاب الجامع في الاصل الامام الخطيب البغدادي هو من ائمة السنة ويعتبر من كبار المحدثين واما ابن الجماعة رحمه الله فهو محدث متكلم فقيه والخطيب البغدادي متقدم من علماء القرن الرابع الهجري بينما اه ابن جماعة يعتبر من علماء القرن الثامن الهجري والخطيب البغدادي انما عنا بكتابه الجامع في اخلاق الراوي واداب السامع عن اداب الرواية والدراية على وجه الخصوص واما ابن الجماعة فان تذكرته شاملة لطلاب العلم لاي فن كان. ولو كان فن اصول الفقه مثلا او اداب العربية ونحو ذلك ولذلك الخطيب البغدادي سمى كتابه الجامع في اخلاق الراوي واداب السامع وهنا ابن جماعة سمى كتابه تذكرة السامع والمتكلم فليس هو مخصوص ولا معني به خصوص الرواية بل هو عام لكل من يسمع لما يلقى اليه وعام لكل متكلم فهو يشمل الرواية والدراية وان كان كلامه سيكون موجها للكل والفرق الاخر وهو ايضا مهم ان الخطيب البغدادي رحمه الله كتابه الجامع في اخلاق الراوي واداب السامع من الكتب العرية عن البدع والدخيل بكتاب خلاف كتاب تذكرة السامع والمتكلم فان ابن جماعة رحمه الله متأثر بالبيئة التي عاش فيها ابان ذلك في القاهرة المعمورة بذكر الله جل وعلا على الدوام ان شاء الله وكان متأثرا بما حوله من الطرقية والمتصوفة ونحو ذلك. وان كان الرجل ميالا الى السنة من حيث الجملة. وسانبه على بعض ما وقع فيه من الاخطاء فيما يتعلق في باب العقائد والسنة حتى نكون بعيدين عن البدع ان شاء الله تعالى. هذه بعض الفروقات وعندما نقرأ كتاب يتبين لنا اكثر من هذا فنسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح على بركة الله تعالى من مقدمة المصنف صفحة احدى وثلاثين من تحقيق فضيلة الشيخ الدكتور محمد مهدي العجمي نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ايها المشايخ وللمسلمين باسانيدكم حفظكم الله تعالى الى سفيان ابن عيينة عن عمر ابن ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء وباساندكم الى قال حدثنا معاذ بن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ بيده وقال يا معاذ والله اني لاحبك فقال اوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. احسن الله اليكم وباسانينكم الى الامام الى الامام القاضي بدر الدين محمد ابن ابن ابراهيم ابن جماعة الكيلانية الشافعي انه قال في مصنفه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله البر الرحيم الواسع العليم. ذي الفضل العظيم وافضل الصلاة واتم التسليم على سيدنا محمد النبي الكريم. المنزل عليه في الذكر الحكيم. وانك لعلى خلق عظيم. وعلى واله واصحابه الكرام بجواره في دار النعيم. اما بعد فان من اهم ما يبادر به النبي شرخ شبابه ويذهب نفسه في تحصيله واكتسابه حسن الادب الذي شهد الشرع والعقل بفضله. واتفقت الاراء والالسنة على شكر اهله. وان احق الناس بها هذه الخصلة الجميلة واولاهم بحيازة هذه المرتبة الجليلة. اهل العلم الذين حلوا به ذروة المجد والسناء. واحرزوا به قصبات الصدق الى ورثة الانبياء لعلمهم بمكارم اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وادابه وحسن سيرة الائمة الاطهار من اهل بيته واصحابه وبما كان عليه ائمة السلف واهتدى بهديهم فيه مشايخ الخلف. قال المسيرين كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم وقال الحسن ان كان الرجل ليخرج في ادب يكسبه السنين ثم السنين. وقال سفيان ابن عيينة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الاكبر وعليه تعرض الاشياء على خلقه وسيرته وهديه. فما فما وافقها فهو الحق وما خالفها فهو وقال حبيب ابن الشهيد لابنه يا بني اصحب الفقهاء والعلماء وتعلم منهم وخذ من ادبهم فان ذلك احب الي من من الحديث. وقال بعضهم لابنه يا بني لان تعلم بابا من الادب احب الي من ان تتعلم سبعين بابا من الليل. وقال احمد بن الحسين ابن المبارك نحن الى كثير من الادب احوج منا الى كثير من الحديث. وقيل للشافعي رضي الله عنه كيف شهوتك قال اسمع بالحق منه مما لم اسمع. فتود اعضائي لو ان لها اسماعا تتنعم به. قيل وكيف طلبك له قال طلب المرأة المضلة ولدها وليس لها غيره. ولما بلغت رتبة الادب هذه المزية وكانت مدارك مفصلاته دعاني ما رأيت من احتياج الطلبة اليه وحسن تكرار توقيفهم عليه. اما لحياء فيمنعهم الحبوب او لجفاء تورثهم النفور الى جمع هذا المختصر مذكرا للعالم ما جعل فيه ما جعل اليه ومنبها للطالب ومنبها على ما يتعين عليه وما يشتركان فيه من الادب وما ينبغي سلوكه في مصاحبة الكتب ثم ادب من يسكن المدارس منتهيا او طالب لانها مساكن طلبة العلم في هذه الازمنة غالبة. وجمعت ذلك مما اتفق في المسموعات او سمعته من المشايخ السادات او به في المطالعات او استفدته في المذاكرات وذكرته محذوف الاسانيد والادلة كي لا يقول على طالعه او يمل قد جمعت فيه بحمد الله من تفارق اداب هذه الابواب ما لم اره مجموعا في كتاب وقدمت على ذلك بابا مختصرا في فضل العلم العلماء على وجه التبرك والاقتداء. وقد رتبته على خمسة ابواب تحيط بمقصود الكتاب. الباب الاول في فضل العلم واهله وشرف العالم ونبله. الباب الثاني في اداب العالم في نفسه ومع طلبته ودرسه. الباب الثالث في ادب المتعلم في نفسه ومع شيخه ورفقته ودرسه. الباب الرابع في مصاحبة الكتب وما يتعلق بها من الادب. الباب الخامس في ادب سفنى المدارس وما يتعلق به من النفائس وقد سميته تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم. والله تعالى يوفقنا للعلم والعمل ويبلغنا من رضوانه نهاية الامل. الاول الذي سمعتموه حديث الراحمون يرحمهم هو الحديث المسلسل بالاولية من حيث السماع والحديث في نفسه حديث حسن لكن سلسلة الاولية قد اه لا تكون ثابتة بين جميع الطرق لكنها مشهورة بعدة طرق والحديث الثاني الذي سمعتموه حديث معاذ بن جبل والله اني لاحبك من الاحاديث المسلسلة بالمحبة. وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام في سنة تسع من الهجرة لما بعث معاذا الى اليمن اخذ بيده وقال والله اني لاحبه ثم قال له لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك والمقصود بدبر كل صلاة اي قبل السلام لان الاصل في الاذكار انها بعد السلام والادعية انها قبل السلام لقوله عليه الصلاة والسلام ثم ليتخير ما شاء من الدعاء. في رواية اعجبه اليه ولا شك ان قول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. دعاء محض. فحري ان يكون ذلك من ادعية طالب العلم في الصلوات قبل التسليمات ثم ان المصنف رحمه الله تعالى ذكر اثارا باهمية الادب مع العلم والعلم بالادب فانه كالشجر بلا ورق ولا ثمر والسلف الذين نهوا عن كثرة الحديث وامروا بطلب الادب ذلك لان الحديث وهو حمله وحفظه من دون ادب وعلم لا ينفع فان النافع ان يجمع الانسان الحفظ مع الفهم الحفظ مع العمل الحفظ مع الادب وهذا من معاني قول مخلد وغيره نحن الى كثير من الادب احوج منا الى كثير من الحديث وقول المصنف في هذه المقدمة انه قال رحمه الله اه انه لم يطلع على كتاب فيه هذه الابواب الخمسة التي ذكرها فهذا فيه نظر فاني كما ذكرت فان كتاب الجامع باخلاق الراوي واداب السامع من الكتب الجامعة على اسمها من الرسائل الجامعة على اسمها لهذه الابواب وزيادة لكن لعل المصنف رحمه الله انما عنا بقوله انه لم يقف على مثل هذا الكتاب يعني في زمانه باسلوب اهل عصره فهذا حق اذا نزل ضيفا الى مكان فانهم يفرشون له الارض سجادة حمراء وخضراء او بنفسجية فان الله جل وعلا من كرمه وجوده امر الملائكة ان تفرش اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع وحري ونبدأ الان مع الباب الاول. نعم. احسن الله اليكم. الباب الاول في فضل العلم والعلماء وفضل تعليمه وتعلمه قال الله تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. قال ابن عباس رضي الله عنهما العلماء فوق المؤمنين بسبعمئة درجة ما بين الدرجين ما بين الدرجتين مئة عام. وقال تعالى شهد الله الا هو والملائكة واولو العلم. الاية بدأ سبحانه بنفسه وثنى بملائكته وثلث باهل العلم. وكفاهم ذلك وفضلا وجلالة ونبلا. وقال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وقال فاسألوا اهل ان كنتم لا تعلمون. وقال وما يعقلها الا العالمون. وقال تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا اوتوا العلم. وقال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. وقال تعالى اولئك هم خير البرية الى قوله ذلك لمن خشي ربه واقتضت الايتان ان العلماء هم الذين يخشون الله تعالى وان الذين يخشون الله تعالى هم خير البر فينتج ان العلماء هم خير البرية. هذه الايات التي وردها المصنف فيها دلالة جلية على فضل العلم والعلماء جعلني الله واياكم منهم وقوله في الاية اعني في اية المجادلة يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات فاختصاصهم بالذكر بعد العموم دليل على مكانتهم دليل على مكانته وذكر شهادة اهل العلم مع شهادته وشهادة الملائكة المسبحة بقدسه دليل على فضلهم ودليل على اعتبار شهادتهم وفي اية الانبياء قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون في اية الزمر؟ الجواب ان هذا الاستفهام استفهام انكاري والجواب لا يستوون وفي قوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فيه دلالة على ان الله جل وعلا احال بعض المسائل الى اهل العلم وما هي المسائل المحالة الى اهل الذكر هي المسائل التي لا نص فيها في كتاب الله عز وجل او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي المسائل المستنبطة واما المسائل المنصوصة فان ذلك لا يحال الى احد وفي قوله جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء فان قال قائل اليس غير العلماء يخشون الله الجواب بلى فما وجه الحصر انما يخشى الله لان هذا اسلوب حصري اذا قلنا غير العلماء يخشون الله اذا فما وجه الحصر وجه الحصر ان خشية العلماء لله على وجه الكمال وخشية غيرهم لله على وجه دون كمال هذا وجه والوجه الاخر ان خشية العلماء مبناه على الدليل وخشية غير العلماء مبناه على الايات والمشاهدات وهذه الاية قرأت بقراءة شاذة لا تصح القراءة بها انما يخشى الله من عباده العلماء وعلى هذه القراءة الشاذة فان معنى يخشى سيختلف ويكون المعنى يعظم الله من عباده العلماء وهذا معنى صحيح وان كانت القراءة شاذة. نعم احسن الله اليكم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وانه صلى الله عليه وسلم العلماء الانبياء وحسبك بهذه الدرجة مجدا وفخرا. وبهذه الرتبة شرفا وذكرا. فكما لا رتبة فوق رتبة النبوة فلا اشرف فوق شرف وارث تلك الرتبة. وعنه صلى الله عليه وسلم لما ذكر عنده رجلان احدهما عابد والاخر عالم فقال العالم على العابد على العابد كفضلي على ادناكم. وعنه صلى الله عليه وسلم منزلك طريقا يطلب فيه علما سلك به طريق من طرق الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم لرضى الله عنه. وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض. حتى الايتان في جوف وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما والرجل فمن اخذه اخذ بحظ وافر. واعلم انه لا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وغيرهم الاستغفار والدعاء له وتضع له اجنحتها وانه لينافس في دعاء الرجل الصالح او من يظن صلاحه. فكيف بدعاء وقد وقد اختلف في معناه وباجنحتها فقيل التواضع له وقيل النزول عند عنده والحضور معه. وقيل التوقير له وقيل معناه تحمله عليها فتعينه على بلوغ مقاصده. والصواب ان الحديث ان الملائكة لتضع اجنحتان طالب العلم رضا بما يصنع يشمل كل هذه الامور كل هذه الامور فاذا كان الرجل الشريف وما ذكره من المعاني كلها من اللوازم ومن المعاني الضمنية لعموم لتضع اجنحتها احسن الله اليكم. واما الهام الحيوانات بالاستغفار لهم. فقيل لانها خلقت لمصالح العباد ومنافعهم. والعلماء هم الذين يبينون ما يحل منها وما يحرم ويوصون بالاحسان اليها ونفي الظرر عنها. وعنها صلى الله عليه وسلم يوزن يوم القيامة مداد العلماء ماء ودم الشهداء. وقال بعضهم هذا على ان اعلى مال الشهيد دمه وادنى ما للعالم مداده. وعن هذا الحديث لم يصح من حيث الاسناد لكن لو ان قارنا من حيث المعنى فنجد ان في مداد العلماء حفظا لاصل الدين وفي دماء الشهداء حفظا لسمعة الدين واهله ولا شك ان الاول اعلى من الثاني من حيث المعنى لا من حيث النص واما من حيث النص فان دم الشهيد لا يقارن ابدا بدم او بمداد العلماء. نعم. احسن الله اليكم. وعنه صلى الله عليه وسلم ما عبد الله بشيء افضل من فقه في دين ولا فقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد. وعنه صلى الله عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغاليين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. هذا الحديث صححه الامام احمد مجموع طرقه يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله فكن عدلا حتى تكون من حملة هذا العلم ينفون عنه تحريف الغالي من اهل البدع وانتحال المبطلين من اهل التساهل وتأويل الجاهلين من اهل الفسق والفجور. نعم. احسن الله اليكم. وفي حديث يشفع يوم القيامة ثلاثة الانبياء ثم العلماء ثم الشهداء. وروي العلماء يوم القيامة على منابر من نور. ونقل حسين بن محمد رحمه الله في اول تعليقته انه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من احب العلم والعلماء لم تكتب عليه خطيئة ايام حياته. قال وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال من اكرم عالما فكأنما اكرم سبعين نبيا. ومن اكرم متعلما فكأنما اكرم سبعين شهيدا. وقال من صلى خلف عالم فكأنما صلى خلف نبي. ومن صلى خلف نبي قد غفر له آآ لا داعي لذكرها لا سيما مع حكاية الوضع في كثير من اسانيد مثل هذه الاحاديث مثل العلماء يوم القيامة على منابر من نور وحديث من احب العلم والعلماء وحديث من اكرم عالي وكان ينبغي على المصنف رحمه الله الاكتفاء بالحديث العظيم. ان العلماء ورثة الانبياء. هذا الحديث كاف في الدلالة على فظلهم نعم اسأل الله عليكم. ونقل الشرمسي حي المالكي في اول كتابه نظم الدرر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عظم فانما يعظم الله تعالى ومن تهاون بالعالم فانما ذلك استخفاف بالله تعالى وبرسوله. وقال علي المعنى يصح اما من حيث السند والاتصال ونسبة ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يصح فان الاستهانة بعرض العلماء ومكانتهم يوصل الى الاستهانة بالرسول صلى الله عليه وسلم والاستهانة بالله عز وجل وبدينه وان تعظيم العلماء التعظيم المطلوب شرعا فيه حفظ لعرض النبي صلى الله عليه وسلم وسنته وحفظ لدين الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم. وقال علي رضي الله عنه شرفا ان يدعيه من لا يحسنه. ويفرح اذا نسب اليه وكفى بالجهل ذما ان يتبرأ منه من هو فيه. وقال بعض السلف خير المواهب العقل وشر المصائب الجهل. وقال ابو مسلم الخولاني العلماء في الارض مثل النجوم في السماء. اذا بدت للناس اهتدوا بها واذا خفيت عليهم تحيروا. وقال ابوسود الدؤلي ليس شيء اعز من الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك. وقال يتشعب من العلم الشرف وان كان صاحبه دنيا والعز وان كان مهينا والقرب وان كان قصيا والغنى وان كان فقيرا. والمهابة وان كان وضيعا. وعن معاذ رضي الله عنه تعلموا العلم فان تعلمه حسنة وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وبذله وتعليمه من لا يعلمه صدقة. وقال الفضيل ابن عياض عالم معلم يدعى كبيرا في ملكوت السماء وقال سفيان بن عيينة ارفع الناس عند الله منزلة من كان بين الله وبين عباده وهم الانبياء والعلماء. وقال ايضا لم يعط احد في الدنيا شيئا افضل من النبوة. وما بعد النبوة شيء افضل من العلم والفقه. فقيل عن من هذا؟ قال عن الفقهاء كلهم وقال سهل من اراد النظر الى مجالس الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء فاعرفوا لهم ذلك. وقال الشافعي ان لم يكن الفقهاء العاملون اولياء لله فليس لله ولي. وقال وعن ابن عمر رضي الله عنه مجلس فقه خير من خير من عبادة ستين سنة وعن سفيان الثوري والشافعي رضي الله عنهما ليس بعد الفرائض افضل من طلب العلم وعن الزهري ما عبد الله بمثل الفقه وعن ابي ذر وابي هريرة رضي الله عنهما قال باب من العلم نتعلمه احب الينا من الف ركعة من الف ركعة تطوعا وباب من نعلمه عمل به او لم يعمل احب الينا من مئة ركعة تطوعا. وفي ذلك ما جاء في المنصوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايتين يتعلمهما المرء خير من ناقتين كوماوين ايتين يتعلمهما المرء خير من ناقتين كوماوين. احسن الله اليكم والزهري وقد ظهر وقد ظهر بما قلناه ان الاشتغال بالعلم لله افضل من نوافل العبادات البدنية من صلاة وصيام وتسبيح ودعاء ونحو ذلك وذلك لان نفع العلم يعم صاحبه والناس والنوافل البدنية مقصورة على صاحبها. ولان العلم مصحح لغيره من العبادات فهي تفتقر اليه وتتوقف عليه ولا يتوقف هو عليها. ولان العلماء ورثة الانبياء وليس ذلك للمتعبدين. ولان العالم واجبة على غيره فيه. ولان العلم يبقى اثره بعد موت صاحبه. وغيره من النوافل ينقطع بموت صاحبها ان في بقاء العلم احياء الشريعة وحفظ معالم الملة فصل. واعلم ان جميع ما ذكر من فضيلة العلم والعلماء انما هو وفي حق العلماء العاملين الابرار المتقين الذين قصدوا به وجه الله الكريم والزلفة لديه في جنات النعيم. لا من طلب بسوء نية او خبث طوية او لاغراض دنيوية من جاه او مال او مكاثرة في في الاتباع والطلاب. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طلب العلم ليماري به السفهاء او يكاثر به العلماء او يصرف به وجوه الناس اليه ادخله الله اللهم اخرجه الترمذي وعنه صلى الله عليه وسلم من تعلم علما لغير الله او اراد به غير وجه الله فليتبوأ مقعده من النار رواه الترمذي. وروي من تعلم علما مما يبتغى به وجهه وجه الله لا يتعلمه لا يتعلمه الا ليصيب به اعظم من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة اخرجه ابو داوود. عرف الجنة يعني ريحها. وريح او عرف الجنة تكون من مسيرة سبعين سنة. الذين يطلبون العلم في بكلية الشريعة وكليات الشريعة او في المساجد يجب عليهم وجوبا ان يخلصوا العبادة لله تعالى فانه بعلومهم شهادات ورواتب اثموا بخلاف الصنايع كالطب والهندسة مما يسمونه علما وهي صناعات. فانهم وان بصناعاتهم الدنيا فلا يأثمون وان طلبوا بصناعاتهم انى يكفوا ايديهم عن سؤال الناس وان ينفع به الاسلام والمسلمين اجروا فاهل الصنايع في نياتهم بين عدم الاجر وبين الاجر واما اهل الشريعة وطلاب الشريعة والعلم الشرعي فان نياتهم دائرة بين وجوب الاخلاص فيؤجرون او عياذا بالله الرياء والشرك فيأثمون. نعم. احسن الله اليكم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اول الناس يقضى عليه يوم القيامة وذكر الثلاثة وفيه ورج ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت فيك العلم وعلمته. وقرأت فيك قال كذبت لكن تعلمت لي وقال عالم وقرأت لي وقال قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى اخرجه مسلم والنسائي. وعن عماد ابن سلمة من طلب الحديث لغير الله تعالى مكر به. وعن بشر. اوحى الله تعالى الى داوود لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا فيصدك بسكره عن محبتي. اولئك قطاع الطريق على عبادي كيف يكون العالم المفتون قاطع طريق لان العالم المفتون ينفتن بالدنيا فينظر العوام اليه يقول لو كان هذا الدين حقا لما كان هذا العالم مقبلا على الدنيا منهمكا عليها مقاتلا لاجلها فيقطع على الناس طريق الوصول الى الله. نعم احسن الله اليكم. الباب الثاني في ادب العالم في نفسه ومراعاة طالبه ودرسه وفيه ثلاثة فصول. الفصل الاول في ادابه في وهو اثنا عشر نوعا النوع الاول دوام مراقبة الله تعالى في السر والعلانية والمحافظة على خوفه في جميع حركاته وسكناتك واقواله وافعاله فانه امين على ما اودع من العلوم وما منح من الحواس والفهوم. قال الله تعالى لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم وانتم تعلمون. وقال تعالى لما استخروا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء. فلا الناس قال الشافعي رحمه الله ليس العلم ما حفظ العلم ما نفع. ومن ذلك دوام السكينة والوقار والخشوع الجوع والورع والتواضع لله والخضوع. ومما كتب العلم علمان. العلم مبناه على امرين حفظ وفهم ونتاج الحفظ والفهم العمل فلا يقال عن رجل انه عالم ما لم يكن حافظا لقوله جل وعلا بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم ولهذا قال صاحب الرحابية رحمه الله احفظ فكل حافظ امام والثاني الاستنباط وهو الفهم ولا يكون الرجل الحافظ عالما حتى يكون قادرا على الاستنباط عنده الات الاستنباط من نحو وصرف وبلاغة اصول فقه واصول حديث واصول الا التفسير ونحو ذلك من الالات العلمية الست فحينئذ يستطيع ان يستنبط لقوله جل وعلا لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ونتاج هذا وذاك العمل. نعم احسن الله اليكم ومما كتب ما لك الى الرشيد رضي الله عنهما اذا علمت علما فليرى عليك اثره وسكينته وسمته وواقع وحلمه لقوله صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء. وقال عمر رضي الله عنه تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقاء وعن السلف حق على العالم ان يتواضع لله في سره وعلانيته ويحترس من نفسه ويقف عما اشكل عليه قال بعض مشايخنا حق على العالم ان يكون في سره اشد خوفا من الله في جهره لانه في حال الجهر فان ما يسمى بالمراقبة الجماعية كفيلة بكفه وكف نفسه عن الشر لكن الشأن كله في حال السر وفي حال الخلوة ولذلك يا طالب العلم احرص كل الحرص على الخشية من الله في الخلوات فانك متى خشيت الله في الخلوات نلت ارفع الدرجات في الدنيا وفي الاخرة نعم احسن الله اليكم. الثاني ان يصون العلم كما صانه علماء السلف. ويقوم له بما جعله الله تعالى له من العزة والشرف. فلا له بذهابه ومشيه الى غير اهله من ابناء الدنيا من غير من غير ضرورة او حاجة. او الى من يتعلمه منه منهم. وان وما شأنه وبرع قدره؟ قال الزهري هو ان بالعلم ان يحمله العالم الى بيت المتعلم واحاديث السلف في هذا النوع كثيرة وقد احسن القائل وهو القاضي ابو الحسن الجرداني ولم ابتذل في خدمة العلم مهجتي ليخدم من لاقيت لكن لاخدم فاشقى غرس واجنيه بلة اذا فاتباع الجهل قد كان احزما. ولو ان اهل العلم صانوا مصانهم ولو عظموا في النفوس عظم فان دعت حاجة الى ذلك او ضرورة او اقتضته مصلحة دينية راجحة على مفسدة بذله وحسنت فيه نيته وحسنت فيه نية صالحة فلا بأس به ان شاء الله تعالى. وعلى هذا يحمل ما جاء عن بعض ائمة السلف من المشي الى الملوك وولاة الامر كالزهري والشافعي وغيرهما لا على انهم قصدوا بذلك فضول الامراض الدنيوية. وكذلك اذا كان المأتي اليه من العلم من العلم والزهد في الاصل في الدخول على الامراء والحكام الاصل فيه ان ينظر العالم الى المصلحة فان وجد المصلحة في قربه فانه يقربهم حتى يصلح من احوالهم او يقلل الشر من افعاله وان وجد ان قربه او بعده سواء فالبعد اولى وان وجد ان قربه لا منفعة فيه فوجب تركهم. نعم. احسن الله اليكم. وكذلك اذا كان الماتي اليه من العلم والزهد في بمنزلة العلية والمحل الرفيع فلا بأس بالتردد اليه لافادته. فقد كان سفيان الثوري يمشي الى ابراهيم ابن ادهم ويفيده كان ابو عبيد يمشي الى علي ابن المدين يسمعه غريب الحديث الثالث ان يتخلق بالزهد في الدنيا والتقلل من منها بقدر الامكان الذي لا يضر بنفسه او بعياله فانما يحتاج اليه لذلك على الوجه المعتدل من القناعة ليس يعد من دنيا واقل درجات العالم ان يستكبر ليس المقصود من الزهد هو عدم التكسب كما يفهمه من لا فقه عنده فان التكسب من سيما الانبياء. لو نظرت نبيا ما وجدته خلية بل كل نبي له صنعة يغتني به في كسب عياله بل العشرة المبشرون بالجنة ثمانية منهم من كبار تجار المسلمين ما عدا ما عدا اثنان منهم فقد كانوا اهل صنعة منهم ابو عبيدة وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه فحقيقة الزهد هو ان يكون الدنيا في اليد لا في القلب واما كون الانسان يتكسب ليبني المساجد ويعين الاخوان ويفرج الكروب وينفق على الفقراء المسلمين وايتامهم فهذا هو المطلوب شرعا وهو حقيقته نعم السلام عليكم واقل درجات العالم ان يستخدم التعلق بالدنيا لانه اعلم الناس بخستها وفتنتها وسرعة زوالها وكثرة تعبها ونصبها فهو احق بعدم الالتفات اليها والاشتغال بهمومها. وعن الشافعي رضي الله عنه لو اوصي لاعطن الناس فالى الزهاد فليت شعري من احق من العلماء بزيادة العقد وكماله؟ وقال يحيى ابن معاذ لو كانت الدنيا تبرا والاخرة خزفا يبقى اكان ينبغي للعاقل ايثار الخزف الباقي على التبر الفاني. فكيف والدنيا خزف كيف والدنيا خزف فعل والاخرة كبر باق. التبر الذهب الخالص الذي لما يصنع بعد يسمى تبراء والخزف معروف ولو قيل لاحدنا اليوم تنتظر خمس سنوات والدولة تعطيك بيتا مساحته ستمائة متر مربع مثلا او تأتينا غدا ونعطيك شقة لكنها مئتي متر مربع لا تجد عاقلا يختار الشقة ويترك الفيلا والبيت فقس على ذلك الاخرة الاخرة الجنة عرضها السماوات والارض العرض فقط السماوات والارض قال بعض المفسرين ولم يذكر الطول لانه ليس شيء يمكنه ان يقاس به وقال بعضهم لم يذكر الطول لان الجنة فلكية ولا الشيء الفلكي انما يقاس بعرضه لا بطوله. والله اعلم. نعم. نسأل الله اليكم. الرابع ان ينزه علمه عن جاله كل من يتوصل به الى الاغراض الدنيوية من جاه او مال او سمعة او سمعة او شهوة او خدمة او تقدم على اقرانه قال الامام الشافعي رضي الله عنه وددت لو ان وددت ان الخلق تعلموا هذا العلم على الا ينسب الي حرف منه. وكذلك ينزه عن الطمع في رفق من في رفق من طلبته بمال او خدمة او غيرهما بسبب اشتغالهم عليه وترددهم اليه. كان لا يستعين بأحد يختلف اليه في حاجة. وقال سفيان بن عيينة كنت قد اوتيت فهم القرآن فلما قبلت السرة من ابي جعفرين سليب سلبته. نسأل الله المسامحة. كان ابن المبارك رحمه الله امام خراسان الزاهد العابد المعروف وكان من اصحاب الملايين اذا دخل السوق يتلثم فقال له بعض طلابه مرة لماذا تفعل هذا قال اخشى ان ينزل لي في الشعر لاجل العلم والعلم لا يقدر بدرهمين او ثلاث ينزل فيه فلان وفلان نعم احسن الله اليكم. الخامس ان يتنزه عن دنيه المكاسب ورذيلها طبعا. وعن مكروهها عادة وشرعا. كالحجامة والدباغة والصياغة وكذلك يتجنب مواضع التهم وان بعدت. ولا يفعل شيئا يتضمن نقص مروءة او ما يستنكر ظاهرا وان انا جائزا باطنة فانه يعرض نفسه للتهمة وعرضه للوقيعة ويوقع الناس في الظنون المكروهة وتعثيم الوقيعة. فان اتفقوا وقوع شيء من ذلك منه لحاجة او نحوها اخبر من شاهده بحكمه وبعذره ومقصوده كي لا يأثم بسببه او ينفر عنه فلا ينتفع علمه وليستفيد ذلك الجاهل به. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجلين لما رأياه يتحدث مع صفية فوليا على انها انها صفية ثم قال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فخفت ان يقذف في قلوبكما شيئا وروي فتهنأ السادس ان يحافظ على القيام بشعائر الاسلام وظواهر الاحكام. كاقامة الصلوات في مساجد الجماعات وافشاء السلام والعوام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الاذى بسبب ذلك صادعا بالحق عند السلاطين بادلا نفسه لله لا يخاف لومة لائم ذاكرا قوله تعالى واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور. وما كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره من الانبياء عليهم ومن الصبر على الاذى وما كانوا يتحملونه في الله تعالى حتى كانت لهم العقبى. هنا قوله وما كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قال نبينا وما كان نبينا صلى الله عليه وسلم لكان افضل. ولا شك سيدنا السيادة لفظة مشتركة يمكن اطلاقه على اي انسان سادة فتقول سيد القوم فلان وسيد القرية فلان وسيد بني فلان فلان لكن لا تستطيع ان تقول نبي القوم فلان ونبي هذه القرية فلان لانه لا نبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم فذكر الوصف الخاص والاتيان بوصف عام. وان كان يظن بعض الناس انها جيدة ونافعة لكنها لا تدل على الفضل والاختصاص كما لو ذكر بوصف مختص وعلى كل حال فيجوز باتفاق العلماء ان يقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الخلق وهذا مما لا اشكال فيه بل هو محل اجماع ولكن كلامنا في الافضل نعم احسن الله اليكم. وكذلك القيام باظهار السنن واخمال البدع والقيام لله في امور الدين وما فيه وصالح المسلمين على الطريق المشروع والمسلك المطبوع. ولا يرضى من افعاله الظاهرة والباطنة بالجائز منها بل يأخذ نفسه باحسنها واكملها. فان هم القدوة واليهم المرجع في الاحكام وهم حجة الله تعالى على العوام وقد يراقبهم للاخذ عنه من لا ينظرون يقتدي بهديه من لا يعلمون واذا لم ينتفع العالم بعلمه فغيره ابعد من الانتفاع به. كما قال الشافعي ليس العلم ما حفظ العلم ما ولهذا عظمت زلة العالم لما يترتب عليها من المفاسد لاقتداء الناس به. ولذلك سمعت مرارا وتكرارا رحمه الله كان يقول زلة العالم زلة للعالم وهذا هو الواقع ذلك لان العالم اذا زل فان بجلته تزل عوالم من الناس وجموع من الناس وكم من بدعة انتشرت بزلة عالم وكم من دماء سفكت واعراض انتهكت وامن قد ذهب وجوع قد ورد بسبب زلة عالم. نعم. احسن الله اليكم. السابع ان يحافظ على مندوبات الشرعية القولية والفعلية. فيلازم تلاوة القرآن وذكر الله تعالى بالقلب واللسان وكذلك ما ورد من الدعوات والاذكار في اناء الليل والنهار. ومن نوافل العبادات من الصلاة والصيام وحج البيت الحرام والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فان محبته واجلاله وتعظيمه واجب. والادب عند سماع اسمه وذكر سنته مطلوب وسنة. كان مالك رضي الله عنه اذا ذكر النبي اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذكر اذا ذكر عسى الله يكون مالك رضي الله عنه اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني وكان جعفر بن محمد اذا ذكر النبي صلى الله عليه عليه وسلم عنده اصفر لونه وكان ابن القاسم اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يجف لسانه في فيه هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وينبغي اذا كان القرآن ان يتفكر في معانيه واوامره ونواهيه ووعده ووعيده. والوقوف عند حدوده وليحذر من بعد حفظه فقد ورد في الاخبار النبوية ما يصدر عن ذلك. والاولى ان يكون له منه في كل يوم ورد راتب يخل به فان غلب عليه فيوم ويوم فان عجز ففي ليلتي الثلاثاء والجمعة لاعتياد بطالة الاشتغال فيها وقراءة القرآن في كل سبعة ايام ورد حسن ورد في الحديث وعمل به احمد ابن حنبل ويقال من قرأ القرآن في كل سبعة ايام لم ينسه قط وكان ختم القرآن كل سبعة ايام هو برد عامة الصحابة. رضوان الله تعالى عليهم كما نبه عليه الحافظ ابن كثير في مقدمة تفسيره. نعم احسن الله اليكم. الثامن معاملة الناس بمكارم الاخلاق من طلاقة الوجه وافشاء السلام واطعام الطعام وكظم الغيب. وكف الاذى عن الناس ايمانه منهم والايثار وترك الاستئثار والانصاف وترك الاستنصاف وشكر التفضل وايجاد الراحة والسعي في قضاء الحاجات وبذل الجاهل الشفاعات والتلطف بالفقراء والتحبب الى الجيران والاقرباء والرفق بالطلبة بالطلبة واعانتهم كما سيأتي ان شاء الله تعالى. واذا رأى من لا يقيم صلاته او طهارته او شيئا من الواجبات عليه ارشده بتلطف ورفق. كما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الاعرابي الذي بال في المسجد ومع ومع معاوية بن الحكم لما تكلم في الصلاة التاسع اي باطنه وظاهره من الاخلاق الردية ويعمره بالاخلاق الرضية. فمن الاخلاق الرضية اللي هو الحسد والبغي غضب لغير الله تعالى والغش والكبر والرياء والعجب والسمعة والبخل والخبث والبطر والطمع والفخر والخيلاء والتنافس في والمباهاة بها والمداهنة والتزين للناس وحب المدح بما لم يفعل والعمى عن عيوب النفس والاشتغال عنها بعيوب الخلق والحمية والعصبية لغير الله. والرغبة والرهبة لغيره. والغيبة والنميمة والبهتان والكذب والفحش في القول. واحتقار الناس ولو كانوا دونه فالحذر الحذر الحذر من هذه الصفات الخبيثة والاخلاق الرذيلة فانها باب باب كل شيء اسباب كل شر بل هي الشر كله. وقد بني بعض اصحاب النفوس الخبيثة من فقهاء الزمان بكثير من هذه الصفات الا من عصم الله تعالى ولا سيما الحسد والعجب والرياء واحتقار الناس وادوية وادوية هذه البلية البلية مستوفا في كتب في كتب وبالرقائق فمن اراد تطهير نفسه منها فعليه بتلك الكتب. ومن انفعها كتاب الرعاية للمحاسبين رحمه الله تعالى. ومن ادوية حسب الفكر بانه اعترض بانه اعتراض على الله في حكمته المقتضية تخصيص المحسود بالنعمة. كما قال الشاعر العربي فان يغضب من من قسمة الله بيننا فلله اذ لم يرضكم كان ابصرا. مع ما فيه من الغم وتعب القلب وتعذيبه بما لا ضرر على المحسود ومن ادوية العجب. تذكروا ان علمه وفهمه وجودة دينه وفصاحته وغير ذلك من النعم فضل من الله عليه امانة عنده ليرعاها حق رعايتها. وان معطيه هو وان معطيه اياها قادر على سلبها منه في طرفة عين. كما بل عام ما علمه في طرفة عين وما ذلك على الله بعزيز. افأمنوا مكر الله. قصة بلعام بن بعورة من علماء اهل الكتاب مشهورة وهو انه رجل كما قال الله عز وجل فرأيت الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين في سورة الاعراف قصته مشهورة في كتب التاريخ والانسان العاقل عليه ان يعلم ان العقل نعمة من الله والعلم الذي يتعلمه به نعمة من الله. فمعطي العقل قادر على اخذه ومعطي العلم قادر على سلبه كان كما ان معطي البصر قادر على سلب البصر ومعطي السمع قادر على سلب السمع ويصبح الانسان اعمى بعد ان كان بصيرا وصم بعد ان كان سميعا وابكم بعد ان كان متكلما والله يفعل ما يشاء. نعم. احسن الله اليكم. ومن ادوية الرياء الفكر بان الله بان الخلق كلهم لا يقدرون على نفعه بما لم يقضه الله ولا على ظره بما لم يقدره الله تعالى عليه. فلم يحبط عمله ويضر دينه ويشغل نفسه بمراعاة من لا له في الحقيقة نفعا ولا ضرا مع ان الله تعالى يطلعهم على نيته وقبح سيرته كما صح في الحديث من سمع سمع الله به ومن رآى رأى الله به ومن ادوية احتقار الناس تدبر قوله تعالى لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم الاية وقوله تعالى انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا اتمامكم عند الله اتقاكم. وقوله تعالى فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. وربما كان المحتقر تقهر عند الله قلبا وازكى عملا واخلص نية كما قيل ان اخفى ثلاثة ان ان الله اخفى ثلاثة في ثلاثة وليه في عباده ورضا وليه في عباده ورضاه في طاعته وغضبه في معاصيه. ومن الاخلاق المرضية دوام التوبة والاخلاص واليقين واليقين والتقوى والصبر والرضا والقناعة والزهد والتوكل والتفويض وسلامة الباطن وحسن الظن والتجاوز وحسن ورؤية الاحسان وشكر النعمة والشفقة على خلق الله والحياء من الله ومن الناس. ومحبة الله تعالى هي حصلت الجامعة لمحاسن الصفات كلها وانما تتحقق بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم. قل ان كنتم تحبون الله تابعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم العاشر. دوام الحرص على الازدياد بملازمة الجد والاجتهاد والمواظبة على وظائف الاوراد من العبادة والاشتغال والاشغال والاشغال قراءة واقراء ومطالعة وفكرا وتعليقا وحفظا وتصنيفا وبحثا ولا يضيع والا فمن اذا تصرف في تصرف فمن اذا تصرف في مداد احسن الله اليكم والا فمن اذا تصرف في وورقه بكتابة ما شاء من اشعار او حكايات مباحة او غير ذلك لا ينكر عليه. فلما اذا تصرف فيه بتسويد من اوقات عمره في غير ما هو بصدده من العلم والعمل الا بقدر الضرورة من اكل او شرب او نوم او استراحة لملل او حق زوجة او زائر او تحصيل قوت وغيره مما يحتاج اليه. او لالم او او غيره مما يتعذب معه الاشتغال فان عمر المؤمن لا قيمة له. ومن استوى يوم انفه ومغبون. وكان بعضهم لا يترك الاشتغال لعروض مرض خفيف او الم اللطيف بل كان يستشفي بالعلم ويشتغل بقدر الامكان كما قيل اذا مرضنا تداوينا بذكركم ونترك الذكر احيانا فننتكس وذلك لان درجة العلم درجة وراثة الانبياء ولا ولا تنال المعاني الا بشق الانفس. وفي صحيح مسلم عن يحيى ابن ابن ابي كثير قال لا يستطاع العلم براحة الجسم. وفي الحديث حفت الجدة بالمكاره. وكما قيل ولابد دون الشهد من ابر النحل وكما قيل لا تحسب المجد تمرا انت اكله لا تبلغ المجد لا تبلغ المجد حتى تلعق الصبر الصبر حتى فالعقى الصبرا الصبر نوع من النبت ينبت في الصحراء مر الطعم لا تأكله حتى الدواب والجبال نعم اسأل الله ان يكون المجد تمرا انت اعجل لا تبلغوا المجد حتى تلعق الصغيرة وكان من زملائه في المدينة من لا ينام في اليوم والليلة وقد عاشرته اكثر من عشرة اعوام الا اربعة اربع ساعات فقط في اليوم والليلة ويحضر في اليوم والليلة خمسة عشر درسا اه نحضر اليوم من العصر للعشا نقول طويل الله يرحمنا برحمته نعم. احسن الله اليكم. لا تبلغوا المجد حتى تلعق الصبر. وقال الشافعي رضي الله عنه حق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه والصبر على كل عارض دون طلبه. واخلاص النية لله تعالى في ادراك علمه نصا واستنباطا والرغبة والرغبة الى الله تعالى في العون عليه. وقال الربيع لم ارى الشافعي آآ رضي الله عنه آتيا بنهار ولا نائما بليل اشتغاله بالتصنيف. ومع ذلك فلا يحمل نفسه فوق طاقتها كي لا تسأم وتمل. فربما نفرت نفرة لا يمكنه تداركها. بل يكون امره في ذلك قصدى وكل انسان ابصر بنفسه. الحادي عشر الا يستنكف ان يستفيد ما لا يعلمه ممن هو دونه منصبا او نسبا او سنا بل يكون حريصا على الفائدة حيث كانت والحكمة ضالة المؤمن ينتفضها حيث وجدها. قال سعيد بن جبير لا يزال الرجل عالما ما تعلم فاذا ترك التعلم وظن انه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو اجهل ما يكون. وانشد بعض وليس العمى طول السؤال وانما تمام العمى طول السكوت على الجهل. وكان جماعة من السلف يستفيدون من طلبتهما ليس عندهم قال الحميدي وهو تلميذ الشافعي صحبت الشافعي من مكة الى مصر فكنت استفيد منه المسائل وكان يستفيد مني الحديث وقال احمد ابن حنبل قال لنا الشافعي انتم اعلم بالحديث مني فاذا صح عندكم الحديث فقولوا لنا حتى اخذ وصح رواية جماعة من الصحابة عن التابعين وابلغ من ذلك من ذلك كله قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي قال امرني الله ان اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا. قالوا من فوائده الا يمتنع الفاضل من الاخذ عن ولذلك انت ترى في صحيح البخاري ان امير المؤمنين في الحديث ابا عبدالله محمد بن اسماعيل البخاري روى عن شيوخه وهذا ليس بمستغرب لكن روى في صحيحه عن اقرانه وهذا عين التواضع بل وعن بعض تلامذته وهذا اظهر انواع التواضع نعم احسن الله اليكم الثاني عشر الاشتغال بالتصنيف والجمع والتأليف لكن مع تمام الفضيلة وكمال الاهلية فانه يطلع على فانه يطلع على حقائق الفنون ودقائق العلوم. لاحتياج للاحتياج الى كثرة التفتيش والمطالعة والتنقيب والمراجعة وهو كما قال الخطيب البغدادي يثبت الحفظ ويذكي القلب ويشهد الطبع ويجيد البيان ويكسب جميل الذكر وجزيل الاجر ويخلده الى اخر الدهر. والاولى ان يعتني ان يعتني بما يعم نفعه وتكثر الحاجة اليه وليكن اعتناؤهم بما لم يسبق الى تصنيفه. متحريا ايضاح العبارة في تأليفه. معرضا عن التطوير الممل والايجاز المخيف مع اعطاء كل مصنف ما يليق به ولا يخرج تصنيفه من يده قبل تهذيبه وتكرير النظر فيه ومن الناس من ينكر التصنيف والتأليف في هذا الزمان على من ظهرت اهليته وعرفت معرفته ولا وجه لهذا الانكار الا التنافر بين اهل الاعصاب والا فمن اذا فمن اذا تصرف في مداده بما ينتفع به من علوم الشريعة ينكر ويستهجن. واما من لم يتأهل لذلك فالانكار عليه متجه لما يتضمنه من الجهل وتغرير لمن يقف على ذلك التصنيف به ولكونه يضيع زمانه ما لا يتقنه ويدع الاتقان الذي هو احرى به منه. احسنت بارك الله فيك طبعا الشيخ يوسف. المقصود ان الانسان يشتغل في طلب العلم ومع اشتغاله في طلب العلم يشتغل فيصنف لنفسه لا للناس في كتب الاذكار يكتب الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. يكتب لنفسه تواريخ العلماء لان الكتابة والتصنيف والتأليف من الامور المعينة على العلم وعلى بلوغ العلم ثم كلما ازداد كلما ازداد مرتبة في العلم يراجع ويكرر. فاذا بلغ الاربعين بعد ذلك يعرضه وعلى من يراه من مشايخه فان اجاز ذلك اخرجه والا دفنه نعم احسن الله اليكم. الفصل الثاني في اداب العالم في درسه. وفي اثنا عشر لغة الاول اذا عزم على اذا عزم على مجلس ادريسي تطهر من الحدث والخبث وتنظف وتطيب ولبس من احسن ثيابه اللائقة به بين اهل زمانه. قاصد بذلك تعظيم وتبجيل الشريعة كان مالك رضي الله عنه اذا جاءه الناس بطلب الحديث اغتسل وتطيب ولبس ثيابا جددا ووضع رداءه على رشيد ثم يجلس على منصة على منصة ولا يزال يبخر بالعود حتى يفرغ وقال احب ان اعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي ركعتي الاستخارة ان لم يكن وقتك كراهة. وينوي لشرع وتعليمه وبث وبث وبث ما الفوائد الشرعية وتبليغ احكام الله تعالى التي اؤتمن عليها وامر ببيانها. والاجتهاد من العلم واظهار فقدمت شخصا وتأخرت فهذا مكروه وهكذا في الدعاء. الدعاء قربة الى الله جل وعلا فتبدأ في الدعاء بنفسك تقول اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمة كما قال نوح عليه السلام طوابير رجوع للحق والاجتماع على ذكر الله تعالى. والسلام على اخوانهم المسلمين. ودعاء السلف الصالحين اذا خرج من بيته دعا بالدعاء الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي. عز جارك وجلس ثناؤك. لا اله ولا اله غيرك ثم يقول بسم الله وبالله حسبي الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اللهم ثبت جناني وادر الحق على لساني. ويديم ذكر الله تعالى الى ان يصل الى مجلس التدريس. فاذا وصل اليه سلم يا من حضر وصلى ركعتين ان لم يكن وقتكراها فان كان مسجدا تأكدت مطلقا. ثم يدعو الله تعالى بتوفيقه ويجلس مستقبل القبلة انه كان بوقار وسكينة وتواضع وخشوع متربعا او غير ذلك مما لم من من الجلسات. ولا يجلس مقعد ولا يجلس مقعدا ولا مستنفزا ولا رافع احدى رجليه على الاخرى. ولا ماد او احداهما من غير عذر ولا متكئ على ولا متكئ على يده الى جنبه او وراء ظهره وليصوم بدنه عن الزحف والتنقل عن مكانه ويديه عن العمل عن العبث والتشبيك بها وعينيه عن تفريغ النظر من غير حاجة ويتقي المزاح وكثرة الظحى من من الجلسات التي جاء النهي فيها الاتكاء على الانية الية الباطن اليد فانها من جلسة اهل النار. وفي رواية جلسة المغضوب عليهم. اذا كان لابد الانسان يتكئ يقبض يده ثم يتكئ الجلسات التي ذكرها المصنف انما هي منهي عنها عند عدم الحاجة اما عند الحاجة فان مرفوعة ومن الجلسات المنهية عنها ان يجلس الانسان مادا قدميه للمصحف فهذا امر خطير ولا وليس من اداب طلب العلم في شيء ولا ان يمد رجله الى ناحية الكتاب. نعم احسن الله اليكم ويتقي المزاح وكثرة الضحك فانه يقرر الهيبة ويسقط الحشمة كما قيل. من مزح استخف به. ومن اكثر من شيء ولا يدرس في وقت جوعه وعطشه وهمه وغضبه ومعاصيه. ولا في حال ضربه المؤلم حره المزعج فربما جاب او افتى بغير صواب بغير الصواب ولانه لا يتمكن مع ذلك من استيفاء النظر الثالث ان يجلس بارزا لجميع الحاضرين ويوقر افاضلهم بالعلم والسن والصلاح والشرف. ويرفعهم على حسب تقديمهم في الامامة ويتلطف بالباقين ويكرمهم بحسن السلام وطاعة الوجه ومزيد الاحترام. ولا ولا يكره ولا يكره القيام اهل الاسلام على سبيل الاكرام. وقد ورد اكرام العلماء واكرام طلبة العلم في نصوص كثيرة. المنهي عنه من القيام هو القيام لمجرد دخول فلان وفلان اما القيام لاجل السلام والقيام لاجل الاحتضان والقيام لاجل التقبيل فهذا ليس منهيا عنه مطلقا وقد جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ان فاطمة رضي الله عنها كلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قام اليها وقبل ما بين عينيها وان دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وهي في بيتها قامت اليه وقبلت ما بين عينيه نعم احسن الله اليكم وان تكثروا الحاضرين التفاتا قصدا بحسب الحاجة ويخص ويخص من يكلمه او يسأله او يبحث معه على على على الوجه عند ذلك بمزيد التفات اليه. واقبال عليه وان كان صغيرا او وضيعا. فان ترك ذلك من افعال المتجبرين والمتكبرين الرابع ان يقدم على الشروع في البحث والتدريس قراءة شيء من كتاب الله تعالى تبركا وتيمنا وكما هو كما وكما هو العادة فانك فان كان ذلك من فان كان ذلك من مدرستي شرط فيها ذلك التبع ويدعو عقب القراءة وسائر المسلمين. ثم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويسمي الله الا ويحمده ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله واصحابه. ويترضى عن ائمة المسلمين ومشايخه. ويدعو لنفسه وللحاضرين والديهم اجمعين وعن مكانهم كان في مدرسة او نحوها جزاء لحسن فعله وتحصيلا لقصده. وكان بعضهم يؤخر ذكر نفسه في الدعاء عن الحاضرين تأدبا وتواضعا. لكن دعاء نفسه قربة اليه حاجة. والايثار من قرب ما يحتاج اليه شرعا خلاف المشروع. ويؤيده قوله تعالى قوا انفسكم وبكم نارا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ابدأ بنفسك ثم بمن تعود. وهذا الحديث فالمحققون يستعملونه في امور في امور الاخرة ومن الايثار في القرب الايثار في القرى اقل احواله الكراهة وهو ان تقدم شخصا ما على نفسك في طاعة لله عز وجل اقل احواله الكراهة ومثل ذلك لو كنت في الصف الاول رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات وابراهيم عليه السلام وغيره نعم احسن الله اليكم. وبالجملة فالكل حسن وقد عمل بالاول قوم وبالثاني اخرون. الخامس اذا تعددت الدروس قدم الاشراف والاهم فالاهم فيقدم تفسير القرآن ثم الحديث ثم اصول الدين ثم اصول الفقه ثم المذهب ثم الخلافة او النحو او او الجدل وكان الصواب ان الدروس اذا تعددت فاول ما يقدم علم العقائد لانه متى ما صحت العقيدة فان ما عداه كان يسيرا واصول الدين والاعتقاد مقدم في التعلم لا يقولن قائل لا ادرس الاعتقاد الا بعد ان انهي حفظ القرآن فهذا غلط الانسان اول ما يطلب العلم يصحح عقيدته فيدرس كتاب التوحيد ويدرس الاصول الثلاثة ويدرس الواسطية ونحو ذلك من كتب العقائد. ثم التوسع في هذا الباب يكون بعد ذلك لا شك. نعم احسن الله اليكم وكان بعض العلماء يختم الدرس يفيد به الحاضرين تطهير الباطل ونحو ذلك من عظة ورق وجهد وصبر. فان كان في مدرسة ولواقفها في الدروس شرط اتبعه. ولا ولا يخل بما هو اهم ما ما ما بنيت له تلك البنية وما اوقفت يده ويصل في درسه ما ينبغي وصله ويقف في مواضع الوقف ومنقطع ومنقطع قطع الكلام قطع الكلام. ولا يذكر شبهة في الدين في درس ويؤخر الجواب عنها الى درس اخر. بل يذكرهما جميعا او يدعهما جميعا ولا يتقيد في ذلك بمصنف يلزم منه تأخير جواب الشبهة عنها لما فيه من المفسدة لا سيما فاذا كان الدرس يجمع يجمع الخواص والعوام. وينبغي الا يطيل الدرس تطويلا يميل. ولا ولا يقصره تقصيرا يخيف ويراعي في ذلك مصلحة الحاضرين في الفوائد والتطويل. ولا يبحث في مقام او يتكلم على فائدة الا في موضع ذلك فلا يقدمه عليه ولا يؤصره عنه الا لمصلحة تقتضي ذلك وترجحه. السادس الا يرفع صوته زائدا على حاجة ولا يخسره خوفا لا يحسن معه كما كما من فائدة. روى الخطيب في الجامع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب صوتا خفيظا ويبغظ الصوت الرفيع. قاله عثمان محمد بن شافعي ما سمعت نبي اعظم احدا تطوف رفع صوته قال البيهقي اراده الله اعلم فوق عادته. والاولى الا يجاوز صوته مجلسه. ولا يقصر عن سماع فان حضر فيهم سقيم مستمع فلا بأس بعلم صوته بقدر ما يسمعه. فقد روي في فضيلة ذلك حديث سوداء بل يرتبه ويرتبه ويتمهل فيه. يتفكر فيه هو وسامعه. وقد روين كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فصلا يفهمه من سمعه وانه كان اذا تكلم بكلمة اعادها ثلاثة لتفهم عنه. واذا فرغ من مسألة او فصل الساكنة قليلا حتى يتكلم من في نفسه كلام عليه. لان سنذكر ان شاء الله تعالى انه لا يقطع على العالم كلامه. فانه فانه اذا لم يسب فانه اذا لم يسكت هذه السكتة ربما فاتت الفائدة. السابع ان يصون مجلسه عن اللغط فان خلق تحت اللغط وعن رفع وعن رفع الاصوات وخلاف وجهات واختلاف وجهات البحث. وقال الربيع كان الشافعي اذا انسان في مسألة فعاد الى غيرها يقول نفرغ من هذه المسألة ثم نصير الى ما تريد ويتلطف في دفع في دفع ذلك في مبادئه قبل انتشاره وثوران النفوس. ويذكر الحاضرين بما جاء في كراهية الممارس لا سيما بعد ظهور الحق وان مقصود الاجتماع ظهور الحق وصفاء القلوب وطلب الفائدة وانه لا يليق باهل العلم تعاطي المنافسة مش احنا لانها سبب العداوة والبغض. بل يجب ان يكون الاجتماع مقصوده خالصا لله تعالى ليثمر الفائدة في الدنيا والسعادة في الاخرة وللحق او تحقيق الباطل صفة اجرام فليحذر منه. الثامن ان يزجر من تعدى في بحثه او ظهر منه في بحثه او سوء ادب او ترك صاف بعد ظهور الحق او اكثر الصياح بغير فائدة. او اساء ادبه وعلى غيره من حاضرين والظالمين او يرفع نفسه في المجلس على من هو اولى منه او نام وتحدث مع غيره او ضحك او استهزأ او فعل ما يخل بادب الطالب في الحلقة في الحلقة وسيأتي تفصيل ان شاء الله تعالى هذا كله بشرط بشرط بشرط الا يترتب على ذلك مفسدة عليه. وينبغي ان يكون له نقيب فطن كيس دريب. يرتب الحاضرين ويرطب الحاضرين ومن يدخل عليهم على قدر منازلهم. وينقذ النعيم ويشير الى من ترك ما ينبغي. ويشير الى ان ترك ما ينبغي فعله او فعل ما ينبغي تركه او ويأمر بسماع الدروس والانصات لها. التاسع ان يلازم الانصاف وفي بحثه وخطابه ويسمع السؤال من من مورده على وجهه. وان كان صغيرا ولا ترفع عن سماعه فيحرم ايه ده؟ واذا عجز السائل عن تقرير ما ورد او تحرير العبارة فيه لحيائنا من قصور او قصور ووقع على المعنى عبر عن مراده وبين وجه ايراده ورد على من رد عليه. ثم يجيب بما عنده او يقلب ذلك من غيره ويتروى فيما يأتي ما يجيب به. تشوف شخص نايم صب له قهوة مثلي انا الحين ها؟ نعم. واذا سئل عما لم يعلم قال لا اعلمه او لا ادري. فمن العلم ان يقول لا اعلم وعن لا ادري نصف العلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما اذا قال عالم لا ادري اصيبت نقرات. وقيل ينبغي للعالمين الصحابة لا ادري لكثرة ما يقولها. وقال محمد ابن عبد الحكيم سألت الشافعي قد كنت استثقل كلمة ادري حتى جالست شيخنا عبد المحسن العباد فوجدت انه يقول لا ادري كثيرا يعني قل ما يمر يوم في الدرس وهو يقول لا ادري فاصبحت هذه الكلمة يسيرة على الالسنة من سماع شيخنا وقال محمد ابن عبد الحكم نعم احسن الله اليكم. وقال محمد ابن الحاكم سألت الشافعي عن متعة كان فيها قال له ميراث او نفقة تجب او شهادة. فقال والله ما ندري واعلم ان قول المسؤول لا ادري لا يضع من قدره كما يظنه بعض الجهلة بل يرفعه لانه دليل على على اعظم محله وقوة دينه وتقوى وتقوى ربه وطهارة قلبه. وكمال معرفته وحسن تثبته وقد روينا معنى ذلك عن جماعة من السلف وانما يألف من قول لا ادري من ضعفت من ضعفت ديانته وقلت معرفته لانه يخاف من سقوطه عن من اعين الحاضرين. وهذه جهالة ورقة دين. وربما يشتهر وربما يشتهر خطأه بين الناس فيقع فيما فر منه. ويتصف عندهم بما احترز عنه. وقد ادب الله العلماء بقصة جمال الخضير عليه السلام حين لم يرد حين لم يرد موسى حين لم يرد موسى العلم الى الله عز وجل لما سئل هل احد هل احد في الارض اعلم منك؟ العاشر ان موسى عليه السلام كان آآ الفيجيب والنبي عليه الصلاة والسلام ايا كان موسى او ابراهيم او غيره اذا سئل فانه انما يجيب بالوحي الذي ينزله الله تبارك وتعالى عليه فسئل موسى عليه السلام يوما هل هناك احد اعلم منك فموسى عليه السلام اجتهد في هذه المسألة فقال لا اراد الله عز وجل ان يصحح له اجتهاده فقال بلى عبد من عبادنا عند مجمع البحرين نعم احسن الله اليكم العاشر ان يتودد لغريب حضر عنده وينبسط له لينشرح صدره فان للقادم دهشة ولا يكثر الالتفات والنظر اليه استغرابا له فان ذلك مخجله. واذا اقبل بعض الفضلاء وقد شرع في مسألة انسك عنها حتى يجلس حتى يجلس اذا جاء وربي واذا جاء وهو يبحث في مسألة اعادها له او مقصودها او او مقصودها. واذا اقبل فقيه وقد هي لفراغ وقيام الجماعة بقدر ما يصل الفقيه الى المجلس فليؤخر تلك البقية فليؤخر تلك البقية ويشتغل محسن او غيره الى ان يجلس الفقيه ثم يعيدها وتم تلك البقية كي لا يخجل المقبل بقيامهم عند جلوسه وينبغي مراعاة مصلحة الجماعة بتقديم وقت الحضور وتأخيره اذا لم تكن عليه فيه ضرورة ولا مزيد كلفة بعض مكابر العلماء ان المدرس اذا ذكر الدرس في مدرسة قبل طلوع الشمس او اخره الى بعده الى بعد الظهر لم يستحق معلومة التدريس الا ان يقتضي الا ان يقتضيه شرط واقف لمخالفته العرف المعتاد في ذلك. الحادي عشر المسألة قد يقول احدهم ما لنا علاقة فيها؟ الجواب لا لنا علاقة فيها مثلا انت مدرس في المعهد الديني او حتى في المدارس العامة وشرط ما تأخذ به الراتب ان تدرس من بعد السابعة والنصف الى الواحدة فان درست الطلاب قبل السابعة والنصف هل تستحق المعلومة على التدريس؟ الجواب لا تستحق لان العرف قد جرى على ذلك والنظام قد ظبط بذلك. نعم احسن الله اليكم. الحادي عشر جرت العادة ان يقول المدرس عند ختم كل درس والله اعلم. وكذلك يكتب المفتي بعد كتابة الجواب لكن الاولى ان يقال قبل ذلك كلام يشعر بختم درس كقوله وهذا اخره او وما بعده يأتي ان شاء يا الله ونحو ذلك ليكون قوله والله اعلم خالصا لذكر الله تعالى ولقصد معنى ولهذا ينبغي ان يستفتح كل درس بسم الله الرحمن الرحيم ليكون ذاكرا لله تعالى في بداية وخاتمته. الحقيقة ان ختم اه الدروس والله اعلم هذا لم يأتي عن النبي عليه الصلاة والسلام بل ولا عن الصحابة وكذلك استفتاح الدروس بالبسملة لم يأتي عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن الصحابة وانما المعروف عن النبي عليه الصلاة والسلام ما جاء في حديث عبدالله بن مسعود عند النسائي وغيره وما جاء في حديث جابر عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الحمد لله نحمده ونستعين هذا ما ينبغي استفتاح الدروس به اما البسملة فهي لقراءة القرآن او عند كتابة الرسائل واما التسمية فاستفتاح الدروس بالتسمية لا بأس بها كأن يقول الانسان بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله لعموم فضل التسبية لعموم فضل التسمية. واما الختم فالختم يكون بما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها وقد اه اورد هذا الحديث الامام ابن السني في عمل اليوم والليلة باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم ما جلس مجلسا اي مجلس علم ولا قرأ قرآنا اي تعليم الا ختم ذلك بقوله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك وان كان المقصود المصنف ختم المسألة المعينة اي والله اعلم لا الدرس فهذا له وجه وقد ورد هذا عن بعض السلف كذلك جاء عن بعض العلماء ختم المجالس بالصلاة والحمدلة نعم احسن الله اليكم والاولى للمدرسين يمكن قليلا بعد قيام الجماعة فان فيه فوائد وادابا له ولهم منها عدم مزاحمتهم منها ان كان في نفسي احد بقايا سؤال سأله. ومنها عدم ركوبه بينكم ان كان يركب وغير ذلك. ويستحب اذا قام ان يدعو بما ورد به في الحديث سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. الثاني عشر لا ينتسب للتدريس اذا لم يكن اهلا له ولا يذكر الدرس من ولا يذكر الدرس من علم لا يعرفه. سواء اشترط او ام لم يشترطه فان ذلك لعب في الدين وازدراء بين الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لا وعن وعن الشبل من تصدر قبل واله فقد تصدى لهواله وعن ابي حنيفة رضي الله عنه من طلب الرئاسة في غير حينه لم يزل في ذل ما بقي. واللبيب من صان نفسه وكيف يعلم طالب العلم انه قد حان او ان جلوسه للتدريس يكون ذلك في المساجد بشهادة مشايخه فاذا افتى اثنان من من درسه انه اهل لان يدرس كذا وكذا من حيث الخصوص او وان يدرس على الاطلاق فان له ان يجلس ولا يشترط اكثر من اثنين على الصحيح من اقوال اهل العلم واما الاعمال التي يستحق بها الراتب كالتدريس والامامة في المساجد نحو ذلك فان الشهادات النظامية دليل على جواز على جواز ذلك والله تعالى اعلم نعم. احسن الله اليكم. واللبيب من صان نفسه عن تعرضها لما يعد فيه نقصا او بتعاطيه ظالما. او باصراره عليها عليها فاسقة فانه ماتا لم يكن اهلا لمن شرطه الواقف في وقفه. او لمالا او لما يقتضيه عرف مسله باصراره على تناول ما لا يستحقه فاسقا. فان كان الواقف شرط في الوقف بان يكون المدرس عاميا او جاهلا لم يصح شربه وان شرط جعل نقصه جعل ناقص مخصوص مدرس سقط اسم اسم الفسق وخطر الاثم ويبقى التنقص به والاستهزاء بحاله. ولا يرضى ذلك لنفسه قريب. ولكن عطاه مع الغنى عنه لبيب. ولا يظهر من واقف شط شرط ذلك شرط ذلك قصد البنت. السلام عليكم. ولا يظهر من واقف شرط ذلك قصد الانتفاع. ولا يؤول امر وقفه له الا الى انا الى ضياع واقل مفاسد ذلك ان الحاضرين يفقدون الانصاف لعدم من يرجعون اليه عند الاختلاف. لان لان رب الصدر لا يعرف الا يعرف لا يعرف المصيبة فينصره او المخطئ فيزجره. وقيل لابي حنيفة رحمه الله في المسجد حلق في المسجد حلقة ينظرون في الفقه فقال لهم رأس قالوا لا. قال لا يفقه هؤلاء ابدا ولبعض في تدريس من لا يصلح تصدق للتدريس كل مهوس جهول تسمى بالفقيه المدرس حبا لاهل العلم ان يتمثلوا ببيت قديم شاع في كل مجلس. لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلسين. لا حول ولا قوة الا بالله. هذا البيت اكثر ما يتجلى في زماننا هذا تجد من يتصدر للتدريس لا يعرف اداب الدرس لكن لانه تخرج من الكلية صار يدرس الاولاد الرياضيات ويدرسهم اللغة يدرسهم القرآن وهو في نفسه فاقد لمعاني ذلك ولا حول ولا قوة الا بالله. نعم او مبادئ ذلك امره بالراحة وتخفيف الاشتراك. ولا يشير على على الطالب بتهريب تعلمه. ما لا يحتمل فهمه او سنه ولا بكتاب يقصد ذهنه عن الفهم. باب باب الحفظ شيء وباب السلام عليكم الفصل الثالث في يد العالم مع طلبته مطلقا وفي حلقته وهو اربعة عشر نوعا الأول ان يقصد تعليمهم وتهذيبهم وجه الله تعالى ونشر العلم واحياء الشرع ودوام ظهور الحق وخمول الباطل ودوام خير الامة بكثرة العلماء واغتنام ثوابهم وتحصيل ثواب من ينتهي اليه علمه من بعدهم. وبركة دعائهم له وترحمهم عليه ودخوله في سلسلة العلم بين بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينه وعداده وفي جملة مبلغ وحي الله تعالى واحكامه. فان تعليم العلم من اهم امور الدين وعلى درجات المؤمنين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته واهل السماوات والارض حتى النملة في جحرها يصلون على معلم الناس الخير لعمري ما هذا الا منصب جسيم. واني وان ليله لفوز عظيم. نعوذ بالله من قواطعه ومكدره وموجبات حرمانه وفواته. امين. الثاني الا يمتنع من تعليم الطالب لعدم خلوص نيته فان وحسن النية موجه له ببركة العلم. قال بعض السلف طلبنا العلم طلبنا العلم لغير الله فابى ان يكون الا لله. قيل معنى فكان عاقبة من صار لله. ولان اخلاص النية لو شرط في تعليم المبتدئين فيه مع عسره على كثير منهم لا ادى ذلك الى تفويت العلم كثيرا. لا ادى ذلك الى تفويت العلم كثيرا من الناس. لكن الشيخ يحرص يحرص المبتدئة على حسن النية بتدريج بتدريج قولا وفعلا. ويعلمه بعد انسه به انه ببركة حسن النية يناله رتبة علي جميع العلم والعمل. وفيض اللطائف وانواع الحكم وتنوير القلب وانشراح الصدر وتوفيق العزم واصابة الحق وحسن الحال والتسديد في المقال وعلو الدرجات يوم القيامة. الثالث ان يراقبه في العلم وطلبه في اكثر الاوقات بذكر ما اعد الله تعالى للعلماء من منازل الكرامات وانهم ورثة الانبياء وعلى منابر من نور يغبطه والشهداء ونحو ذلك مما ورد في فضل العلم والعلماء بالاية الاخبار والاثار والاشعار. ويرغبه ويرغبه مع ذلك بتدريجنا على ما يعين على تحصيله من اغتصاب من الاقتصار على الميسور وقدر الكفاية من الدنيا والقناعة بذلك عن شغل القلب وغلبة الفكر وتفريق الهم بسببها فان انصراف القلب عن تعلق الاطماع بالدنيا والاكثار منها تأسفي على فائتها اجمع لقلبي واروح لسره واشرف لنفسه واعلى لمكانته وقل لحسادك اجدر لحفظ العلم وازدياده. ولذلك قل من نال من العلم نصيبا وافرا الا من كان في مبادئ تحصينه على ما ذكرت من الفقر والقناعة والاعراض عن طلب الدنيا وعرضها الفاني. وسيأتي في هذا النوع اكثر من هذا في ادب المتعلم ان شاء الله تعالى الرابع ان يحب لطالبه ما يحب لنفسه كما جاء في الحديث ويكره له ما يكره لنفسه. قال ابن عباس المنبغى من المعلمين ان يتعاملوا مع المتعلمين كتعاملهم مع اولادهم فان الابوة ابوتان ابوة نسب طينية وقوة دين وهي ابوة معنوية نعم احسن الله اليكم. قال ابن عباس رضي الله عنهما اكرم الناس علي جليس الذي يتخطى رقاب الناس اليه. لو استطعت ان لا يقع الذباب عليه نفعات. وفي رواية ان الذباب ليقع عليه فيؤذيني. وينبغي ان يعتني بمصالح الطالب ويعامله بما نعامل به عز اولاده من الحنو والشفقة عليه. والاحسان اليه والصبر على جفاء ربما وقع منه. ونقص لا يكاد الانسان من وسوء ادب في بعض الاحيان. جزاك الله خير. ويبصق عذره بحسب الامكان. ويوقف ويوقف دموعه ويوقفه مع ذلك على ما صدر منه بنصح وتلطف. لا بتعنيف وتعسف قاصدا بذلك حسن تربيته تحسين خلقك واصلاح شأنه. فان عرف ذلك لذكائه بالاشارة فلا حاجة الى صريح العبارة. وان لم يفهم ذلك الا بصريحها اتى به وراعى التدرج في التلطف ويؤدبه بالاداب السنية ويحرضه على الاخلاق المرضية. ويصيب الامور العرفية على الاوضاع الشرعية الخامسة ان يسمح له بسهولة الالقاء في تعليمه وحسن التلطف في تفعيله لا سيما اذا كان اهلا لذلك لحسن ادبه وجودة طلبه ويحرض على ظهق الفوائد وحفظ الفرائض ولا ولا يدخر ولا يدخر عنه من انواع العلم ما يسأله عنه وهو اهل له لان ذلك ربما يوحش الصدر وينفر القلب. ويورث الوحشة ويورث الوحشة وكذلك لا يلقي بما لم يتأهل له لان ذلك يبدد ذهنه ويفرق فهمه. فان سأله الطالب شيء ذلك لم لم يجبه. ويعرفه ان ذلك يضره ولا ينفعه. وان من وان منعه اياه منه شفقة عليه ولطف به ولطف به. لابد غفلا عليه ثم يراقبه عند ذلك في الاجتهاد والتحسين يتأهل لذلك وغيره. وقد روي في تفسير في تفسير رباني ان الذي يربي الناس بصغار علم قبل كباره. قوله تعالى ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون روي عن ابن عباس وغيره قال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ومن علامات الرباني انه يربي الناس بما يحتاجون اليه اه وبما ينفعهم لا بما لا يحتاجون اليه ولا بما يضرهم نعم احسن الله اليكم. السادس ان يحرص على تعليمه وتفهيمه ببذل جهده وتقريب المعنى له. من غير اكثار لا لا يحتمله ذهنه او بسط الا يضبطه حفظه ويوضح ويوضح لمتوقف ذهن العبارة. ويحتسب اعادة الشرح له وتكراره نبدأ بتصوير المسائل ثم يوضحها بالامثلة وذكر الدلائل ويقتصر على تصوير مسنة وتمثيلها لمن لم يتأهل لفهم مأخذها ودليلها فيها ويذكرون الادلة والمآخذ لمحتملها. ويبين له معاني اسرار حكمها وعللها. وما يتعلق بتلك المسنة من فرع واصف ومن وهم وفيه هاو ومن وهم فيها في حكم او تخريج او نقل. بعبارة بعبارة حسنة الاداء بعيدة عن النقص عن تنقيص عن تنقيص حجم العلماء ويقصد ببيان ذلك الوهم ببيان ذلك الوهم بطريق النصيحة وتعريف النقول الصحيحة ويذكر ما يشاع به تلك المسألة ويناسبها وما يفارقها ويقاربها ويبين ما ويبين مأخذ الحكمين والفرق بين المسألتين. ولا يمتنع من ذكر لفظة يستحيي يستحي من عادة اذا احتج اليها ولم يتم ولم يتم التوضيح الا بذكرها. فان كانت الكناية تفيد معناها وتحصل مقتضاه وتحصل مقتضاها تحصيلا بينا تحصيلا بينا لم يصرح بذكرها بل يكتفي الكناية عنها وكذلك اذا كان في المجلس من لا يليق ذكرها بحضوره لحيائه او لجفائه فيكني عن تلك اللفظة من غيرها ولهذه معاني واختلاف الحال والله اعلم. ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم التصريح تارة. والكناية اخرى. السابع اذا فرغ من شرح درس فلا بأس بطرح مسائل تتعلق به تتعلق به على الطلبة. امتحن بها فهمهما انشرح لهم فمن ظهر استحكام فهمه لو لو بتكرار الاصابة في جوابه وشيء في جوابه شكره ولم ومن لم يفهم تلطف في اعادته له. والمعنى بطرح المسائل ان الطالب ربما ربما استحي استحيا ربما استحيى من قوله لم افهم اما لرفع كلفة اعادة ال الشيخ او لضيق الوقت او حياء من عظيم او او كي لا تتأخر قراءتهم بسببه. ولذلك قيل لا ينبغي لشيخ ان يقول للطالب هل فهمت الا اذا امن من قوله نعم قبل ان يفهم فان من فان لم فان لم يأمن من كذبه ان حياء او غيره فلا يسأله عن فهمه لانه ربما وقع في الكلم قوله نعم لما قدمناه من اسباب بل يطرح عليه مسائل كما ذكر فان سأله الشيخ عن فهمي فقال نعم. فلا يطرح عليه المسائل بعد ذلك الا ان يستدعي الطالب ذلك لاحتمال اجله بظهور خلاف ما جابه ما جاب به. وينبغي لشيخه ان يأمر الطلبة بالمرافقة في الدرس كما سيأتي ان شاء الله تعالى وباعادة شرحه بعد فراغه فيما فيما بينهم ليثبت في اذانهم ويرسخ في افهامهم ولانه يحثهم عن استعمال الفكر ومؤاخذة النفس بطلب التحقيق. الثابت ان يطالب ان يطالب الطلبة في بعض باعادة المحفوظات ويمتحن ضبطهم لما قدم له من القواعد المهمة والمسائل الغريبة ويختبره ويختبر ويختبرهم بمسائل تنبني على اصل قرره او دليل ذكره. فمن رآه مصيبا في الجواب ولم يخف عليه شدة شكره واثنى عليه بين اصحابه ليبعثه ليبعثه واياكم على الاجتهاد في طلب الاجتهاد. ومن يراه مقصرا ولم يخف مشوره على قصوره وحرضه على علو الهمة وللمنزلة في طلب العلم. لا سيما ان كان ممن يزيده تاريخ ويعيد ما يقتضي الحال اعادته ليفهمه الطالب فهما راسخا. التاسع اذا سلك الطالب في التحصين فوق ما يقتضيه الحال او تحمل او تحمل او تحمله طاقته او خاف الشيخ ضجره او اوصاه بالرفق بنفسه وذكره بقول النبي صلى الله عليه وسلم ان المنبت لا ارضا انقطع ولا ظهرا ابقى ونحو ذلك مما يحمله في الاناة والاقتصاد في الاجتهاد. وكذلك اذا ظهر له منه لون سآمة او ضجر والفهم شيء فلا ينبغي للمدرس ان يدرس طالبا شيئا لا يحتمله عقله ان كان متوقفا على الفهم اما باب المحفوظات فنحن آآ لا زلنا ادركنا مشايخنا ومشايخنا ادركوا مشايخهم الى زمن النبي عليه الصلاة والسلام وهم يعلمون الصبيان حفظ القرآن وهم لا يفقهونه الحفظ باب والفهم باب اخر. نعم احسن الله اليكم. فان استشار الشيء فان استشار الشيخ فمن لا يعرف حاله في الفهم والحفظ في قراءة فن وكتاب لم يشر عليه بشيء حتى هو يعلم حاله فان لم يحتمل فان لم يحتمل الحال تأخير اشار عليه بكتاب سهل في الفن المطلوب. فان رأى ذهنه مقابل وفهمه جيدا نقله الى كتاب يليق بذهنه والا تركه. وذلك لان نقل الطالب الى ما يدل على الى ما نقله اليه على جودة ذهنه ويزيد انبساطه. والى ما يدل على قصوره يقلل نشاطه. ولا يمكن نطالب بالاشتغال في فنين او اكثر اذا لم يظبطهما بل يقدم الاهم فلا هم كما سنذكره ان شاء الله تعالى. الاصل ان طالب العلم في باب الفهم وفي باب الحفظ لا يشتغل باكثر من فنين في ان واحد يعني يحفظ بابين يحفظ الايات يحفظ الاحاديث. حفظ القرآن يراجع القرآن ثم يحفظ الاحاديث ويحفظ المتون ختم الاحاديث يحفظ المتون يا يشتغل ببابين في باب واحد في وقت واحد في الحفظ. وفي الفهم كذلك. يدرس اصول الحديث ويدرس درايته فلا يجمع اليهما بابا اخر. يجمع يدرس اصول الفقه والفقه. لا يجمع اليهما بابا اخر يدرس اصول التفسير والتفسير لا يجمع اليهما بابا اخر وهكذا. نعم احسن الله اليكم ولا يمكن الطالب الاشتغال في فنين او اكثر اذا لم يبلغهما بل يقدم لهم بل يقدم لهم فالاهم كما سنذكر ان شاء الله تعالى واذا علم وغلب او غلب على ظنه انه لا يفلح في فن اشار عليه بتركه والانتقال الى غيره مما يرجى فيه فلاحه. العاشر ان ان يذكرني الطلبة قواعد الفن التي لا تنخرف اما مطلقا كتقديم المباشرة على السبب في الظمان او غالبا كاليمين عن المدعى عليه اذا لم تكن بينة الا في القسامة. والمسائل والمسائل المستثنى والمسائل المستثنى القواعد كقوله العمل من جديد من كل قولين قديم وجديد الا في اربع عشرة مسألة ويذكرها خاص عند الشافعي فان الشافعية رحمهم الله القاعدة المطردة عندهم العمل بالجديد من اه المذهب ثم يستثنون يقولون الا في اربعة عشر مسألة نعم احسن الله اليكم وكن يمين على نفي على نفي فعل غيري فهي على نفع العلم الا من ادعي عليه ان عبده جنى فيحلف على البت وكل عبادة يخرج يخرج منها بفعل منافيها ومبطلها الا الحج والعمرة. وكل وضوء يجب فيه الترتيب والا وضوءا تخلله غسل الجنابة. واشباه ذلك ويبين مآخذ ذلك كله. وكذلك كل اصل كل اصل ما وما يبنى عليه من كل فن يحتاج اليه من علم من علمه التفسير والحديث وابواب اصول اصول الدين والفنقصولين اصولي الدين والفقه وابواب اصولي الدين والفقه والنحو والتصريف واللغة ونحو ذلك. اما بقراءة كتاب في الفن او بتدريج على الطول. وهذا كله كان الشيخ عارفا بتلك الفنون والا فلا يتعرض لها بل يقتصر على ما يتقنه منها. ومن ذلك لوادر ما يقع مسائل غريبة والفتاوى العجيبة والمعاني العجيبة. ونوادر الفروق ونوادر الفروق والمعايا. طبعا هذه بالفقه الاصل ان طالب العلم عليه ان يتعلم مسائل الفقه اما النوادر والغرايب وهذه من ملح العلم. نعم احسن الله اليكم ومن ذلك ما لا يسع الفاضل جهله كاسماء مشهورين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من ائمة المسلمين وكبار الزهاد والصالحين كالخلفاء الاربعة وبقية العشرة والنقباء الاثني عشر والبدريين والمكثرين والعبادنة والفقهاء السابعة والائمة نوعها فيضبط اسماءهم وكناهم واعمارهم ووفياتهم وما يستفاد من محاسن ونوادر اخوانهم فيحصل لهم فوائد كثيرة النفع ونفائس غزيرة الجمع. وليحذركن الحذر من منافسة بعضهم لكثرة تحصيله او زيادة فضائله. لان ثواب فضائلهم عائد اليه وحسن تربيتهم محسوب عليه وله من جهتهم في الدنيا وفي الدنيا الدعاء والذكر الجميل. وفي الاخرة ثواب جزيل. الحادي عشر الا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودة واعتناء مع تساويهم في الصفات من سن او فضيلة او تحسين او ديانة فاني اذا فان ذلك ربما يوحش الصدر وينفر القلب. فان كان بعضهم اكثر تحصيل واشد اجتهادا واحسن ادبا. فاظهر وتفضيله وبين ان زيادة اكرامه لتلك الاسباب فلا بأس بذلك. لانه ينشط ويبعث على الاتصال يمكن صفات ولذلك لا يقدم احد في نوبة غيره او يؤخره في نوبته الا اذا رأى في ذلك مصلحة تزيد على مصلحة مراعاة النوبة فان سمح بعضهم لغيره في نوبة فلبس. وسنذكر ذلك مفصلا ان شاء الله تعالى. وينبغي ان يتودد لحاضرهم ويذكر ويذكر غائبه بخير وحسن وحسن وحسن ثناء. وينبغي ان يستغل ان يستعملهم ان يستعمل وانسابهم ومواطنهم واحوالهم. ويكثر الدعاء لهم. الثاني عشر ان يراقبوا احوال الطلبة في آدابهم وهديهم واخلاقهم باطن وظاهر فمن صدر منه من ذلك ما لا يليق من الكتاب محرم او مكروه او ما يؤدي الى الى فساد حاج او ترك اشتغال او اساءة ادب في حق شيخ او او حرص على كثرة الكلام او معاشرة من لا تليق من لا تليق عشرة او غير ذلك مما سيأتي بكم ان شاء الله تعالى في في اداب المتعلم. عظم الشيخ بالنهي عن ذلك بحضور من صدر منه غير به ولا معين له. فان لم ينتهي نهاه عن ذلك سرا. ويكتفي بالاشارة مع من يكتفي بها فان لم ينتهي نهار ذلك جهرا ويغلظ القول عليه ان اقتضاه الحال لينزجر هو وغيره ويتأدب به كل سامع. فان لم ينتهي فلا بأس حينئذ من طرده والاعراض عنه الى ان يرجع. ولا سيما اذا خافنا بعض من اصحابه من الطلبة موافقة. وكذلك عهد ما يعامل به بعضهم بعضا من افشاء السلام وحسن التخاطب في الكلام. والتحابب والتعاون على البر والتقوى وعلى فما هم بصدده وبالجملة فكما يعلمهم مصالح دينهم لمعاملة الله تعالى يعلمهم مصالح دنياهم لمعاملة الناس لتكمن لهم فضيلة الحالتين. الثالث الثالث عشر الثالث عشر الاعداد اذا ركبت فانها تبنى على فتح الجزئين ولو كانت معرفة نعم الثالث عشر ان يسعى في مصالح الطلبة وجمع قلوبهم ومساعدتهم بما تيسر عليه من جاه ومال عند قدرته على ذلك وسلامة وعدم ضرورته فان الله تعالى في عون العبد ما دام والعبد في عون اخيه ومن كان في عهد ومن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن يسر على المحسنين يسر الله عليه حسابهم يوم القيامة. لا سيما اذا كان ذلك اعانة على طلب العلم الذي هو افضل القربات. واذا غاب بعض الطلبة وملازمي الحلقة زائدا عن العادة سأل عنه وعن احواله. وعن من يتعلق به فان لم يخبر عنه بشيء ارسل او قصد منزله بنفسه وهو افضل. فان كان مريضا عادة وان كان في غم خفض عليه. وان كان مسافرا تفقد اهله ومن يتعلق به وسأل عنهم وتعرض لحوائجهم ووصلهم بما امكن وان كان فيما يحتاج اليه فيه اعانة وان لم يكن شيء من ذلك تودد اليه ودعا له. واعلم ان الطالب الصالح اعود على العالم بخير الدنيا والاخرة من اعز الناس عليه واقرب اهله اليه. وكذلك كان علماء السلف الناصحون لله ودينه يلقون شبكة الاجتهاد لصيد طالب ينتفع به لصيد طالب ينتفع الناس به في حياته ومن بعده في حياتهم ومن بعدهم ولو لم يكن للعالمين طالب واحد ينتفع الناس بعلمه وعمله وهديه وارشاده نكفاه ذلك الطالب لكفاه ذلك الطالب عند الله تعالى فانه لا يتصل شيء من علمه الى احد فينتفع به الا كان له نصيب من الاجر. كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاثة صدقة جارية وعلم ينتفع بولد صالح يدعو له. وانا اقول اذا نظرت بسلاسة موجودة في معلم العلم. اما الصدقة فاقراءه اياه العلم وافادته اياه. الا ترى لقول النبي صلى الله عليه وسلم في المصلي وحده من يتصدق على هذا اي بالصلاة معه لتحصل له فضيلة الجماعة ومعلم العلم يحصل يحصن للطالب فضيلة علميتي هي افضل من صلاة في جماعة. وينال بها شرف الدنيا والآخرة. واما العلم ينتفع به فظاهر لانه كان سببا لايصال ذلك العلم الى كل من انتفع به. واما الدعاء الصالح له المستنقع فالمعتاد المستقرأ على السنة اهل العلم والحديث قاطبة من الدعاء لمشايخهم وائمتهم وبعض اهل العلم يدعون كل من لكل من يذكر عنه شيء من العلم وربما يقرأ بعضهم الحديث بسنده فيدعو لجميع رجال السند فسبحان من اختص من جاء من عباده بما شاء من جزيل عطائه. الرابع عشر ان يتواضع مع طالب وكل مرص وكل مسترشد سائل اذا قام بما يجب عليه من حقوق الله وحقوقه. ويخفض اخفض له جناحه ويلين ويلين له جانبه. قال الله تعالى لنبيه واخفض جناحك للمؤمنين وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله تعالى اوحى الي ان تواضعوا وما تواضع احد لله الا رافعة وهذا لمطلق الناس فكيف بمن له حق صحبة وحرمة التردد وصدق التودد وشرف الطلب. وفي الحديث لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه. وعن الفضيل من تواضع لله غرسه الحكمة. وينبغي ان يخاطب كلا منهم لا سيما الفاضل المتميز بكنيته ونحوها من احب الاسماء وما فيه من تعظيم له وتوقيت. فعن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكني اصحابه اكراما لهم وكذلك ينبغي ان يترحم بالطلبة اذا لقيهم وعند اقبالهم عليه ويكرموهم اذا جلسوا اليه ويؤنسهم بسؤالهم عن احوالهم واحوال من يتعلق بهم بعد رد سلامهم. ويعاملوا بطلاقة وظهور البشر وحسن المودة واعلان محبة واطمئن الشفقة. لان ذلك اشرح من صدره. واطلق لوجهه وابسط لسؤاله من ينجى فلاحهم ويظهر ويظهر صلاحه. وبالجنة فهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيما رواه ابو سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال ان فيما رواه ابو سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الناس لكم تبع وان رجالا يأتونكم من اختار الارض يتفقهون في الدين. فاذا اتوكم فاستوصوا بهم خيرا وكان المويطي يدني القراء ويقربهم اذا طلبوا العلم ويعرفهم فضل الشافعي. وفضل كتبه ويقول كان الشافعي يأمر وبذلك ويقول اصبر للغرباء وغيرهم من التلاميذ وقيل كان ابو كان ابو حنيفة اكرم الناس اكرم الناس اكرم الناس مجرما. خبرك هذا كان ابو حنيفة اكرمه. احسن الله اليكم. كان ابو حنيفة اكرم الناس اكرم الناس مجالسة واشدهم اكراما لاصحابه حتى انه كان رحمه الله ينفق على بعض طلبته وتلامذته ليخلصهم من شغل بالدينار والدرهم ومنهم القاضي آآ ابو يوسف يعقوب ابن ابراهيم الانصاري فكان والده يريد ان يشتغل وهو يمنعه من الاشتغال ويعطي والده الدنانير والدراهم. اه باقي خمس دقائق نقف ولا نمشي طيب نقف على الباب الثالث ونكمل بعد الصلاة ان شاء الله تعالى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك من له الاذن يستأذن. ومن يريد ان يسأل ليسأل