بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين امين قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه تفسير ايات من القرآن سورة الكهف قال رحمه الله ومن اول سورة الكهف ذكر ابن عباس رضي الله عنهما ان سبب نزولها ان قريشا بعثت نظرا من حارث وعقبة ابن ابي معيط الى احبار المدينة فقالوا سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته فانهم اهل الكتاب الاول ففعلوا فقالوا سلوه عن ثلاث فان اخبركم بهن فهو نبي مرسل. والا فهو متقول. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الاول ما فان لهم حديثا عجيبا. وسلوه عن عن طواف بلغ مشارق الارض ومغاربها ومغاربها واسألوه عن الروح اقبل فقال جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد. فسألوه عن الثلاث فقال اخبركم ولم يستثنوا مكة خمس عشرة ليلة لا يأتيه جبرائيل. فشق ذلك عليه حتى جاءه بالسورة. فيها المعاتبة على حزنه عليهم وخبر مسائلهم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فان الله عز وجل انزل كتابه العزيز للتدبر والتفكر والاتعاظ به كما قال تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب والتذكر التأمل الالفاظ للوصول الى معانيها والامة في حاجة في ضرورة الى فهم كتاب الله عز وجل لان هذا الكتاب هو الكتاب الذي امروا باتباعه ولان القرآن عصمتهم ونجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم واجل العلوم والفنون واشرفها هو علم التفسير الذي هو تبيين لمعاني كلام الله عز وجل ولابد في كل فن من من فنون العلم ان يتعلم المرء من اصولها ما يكون عونا له على فهمه وتخريجه على تلك الاصول لاجل ان يكون علمه مبنيا على اسس قوية ودعائم راسخة ولهذا قيل من حرم الاصول حرم الوصول وقبل ان نعلق على ما ذكره الامام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فيما يتعلق الفوائد المستنبطة من سورة الكهف يذكر مقدمة تتعلق التفسير فنقول اولا التفسير في اللغة من الفسق وهو الكشف عن المغطى واما اصطلاحا التفسير هو بيان معاني كلام الله عز وجل ثانيا حكم تعلم التفسير تعلم التفسير واجب لقول الله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب فبين الله عز وجل ان الحكمة من انزال القرآن التدبر والاتعاظ والتدبر هو التأمل في الالفاظ للوصول الى معانيها واذا لم يحصل ذلك يعني التدبر باتت الحكمة من من انزال القرآن وصار القرآن مجرد الفاظ لا تأثير لها ولانه لا يمكن الاتعاظ والاعتبار بما في القرآن بدون فهم معانيه ولهذا قال الله عز وجل افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها فوبخ الله عز وجل اولئك الذين لا يتدبرون القرآن وبين ان ذلك من الاقفال التي على قلوبهم والتي حالت دون وصول الخير اليها فتعلم التفسير واجب على الامة من حيث العموم فلا يجوز ان تخلو الامة من عالم بالتفسير يعلم الامة معاني كلام الله عز وجل واما بالنسبة لافراد الناس فيجب على كل واحد منهم ان يتعلم من التفسير ما يعرف به ربه ويقيم به فرضه ثالثا اهمية هذا العلم اعني علم التفسير علم التفسير من اجل بل هو اجل العلوم الشرعية قدرا واشرفها موضوعا وغرظا لانه متعلق بكلام الله تعالى وموضوع التفسير هو كلام الله الذي هو افضل الكلام واشرف الكلام ولان الغرض التفسير الوصول الى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة وهي التصديق باخباره عن القرآن والانتفاع بها. التصديق باخباره والانتفاع بها وتطبيق احكامه على الوجه الذي اراد الله عز وجل ليعبد الانسان ربه على بصيرة رابعا اقسام التفسير ينقسم التفسير الى عدة اقسام وكل قسم منها اعني من هذه الاقسام مبني على اعتبار ونظر ونذكر قسما من هذا وهو اقسام التفسير باعتبار اصله وطريق الوصول اليه ينقسم التفسير بهذا الاعتبار اعني باعتبار اصله ينقسم الى قسمين القسم الاول التفسير بالمأثور التفسير بالمأثور وهو الذي يعتمد فيه المفسر على تفسير القرآن بالقرآن فان لم يجد فيفسر القرآن بما صح مما نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم فان لم يجد فمن اقوال الصحابة رضي الله عنهم ومن اقوال كبار التابعين الذين تلقوا عن الصحابة رضي الله عنهم هذا هو القسم الاول من اقسام التفسير وهو التفسير بالمأثور القسم الثاني من اقسام التفسير التفسير بالرأي والاجتهاد والتفسير بالرأي والاجتهاد على نوعين النوع الاول ما كان مبنيا على الجهل والهوى وهو ما يعتمد فيه المفسر على فهمه الخاص واستنباطه الرأي المجرد من غير ان يعتمد على نص او لغة هذا محرم وهو الذي ورد عن السلف يمه ولهذا قال الله تعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وقال تعالى ولا تقفوا ما ليس لك به علم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار وقول الانسان يفسر القرآن بمجرد رأيه الخاص من غير ان يعتمد على مستند شرعي او مستند لغوي هذا محرم النوع الثاني من التفسير بالرأي ما كان مستندا على مقتضى اللغة وما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية او المعاني اللغوية بحسب السياق فهذا لا بأس به ولا بأس ان يفسر الانسان القرآن بمقتضى اللغة لان هذا القرآن نزل بلسان عربي مبين كما قال عز وجل وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وقد حصل هذا اعني التفسير بمقتضى اللغة حصل من كبار الصحابة رضي الله عنهم خامسا او بل رابعا مما يعين الانسان على فهم كلام الله عز وجل على الوجه الصحيح ان يتعلم اصول التفسير واصول التفسير هي القواعد والمقدمات التي تعين على فهم علم التفسير بحيث يتمكن بواسطة من فهم كلام الله عز وجل وتفسيره على وجه سليم واصول التفسير هي القواعد التي يتمكن بها الانسان من فهم كلام الله عز وجل وتفسيره على وجه وهذا العلم اعني علم اصول التفسير فوائد عظيمة منها اولا التمكن من فهم القرآن على وجه صحيح ويتمكن بهذه القواعد وهذه المقدمات وهذه الضوابط ان يفهم كلام الله عز وجل على وجه صحيح سليم وثانيا التمكن من معرفة الاحكام الشرعية الواردة القرآن وثالثا التمكن من معرفة احكام النوازل الجديدة والمسائل الحادثة لانه ما من مسألة يحدث الا وحكمها موجود في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اما نصا واما اماء واما اشارة ولهذا قال الامام الشافعي رحمه الله في كتابه الام قال فليست تنزل لاحد من المسلمين نازلة الا وفي كتاب الله عز وجل سبيلا الهدى فيها الا وفي كتاب الله عز وجل الدليل على سبيل الهدى فيها كما قال عز وجل ونزلنا عليك الكتاب لكل شيء فكل امر يحتاجه الناس فهو موجود في هذا القرآن ان نصا واما اشارة واما في ماء رابعا من فوائد علم التفسير التمكن من الترجيح بين اقوال المفسرين فان المفسرين قد تختلف اقوالهم في الاية فيتمكن في هذا العلم من الترجيح بين اقوالهم ثم اعلم ايضا انه متى امكن ان تحمل الاية على اكثر من معنى فهو الاولى لان هذا دلالة على اتساع الفاظ القرآن فاذا قدر ان العلما او ان المفسرين فسروا الاية في تفاسير مختلفة لكنها لا تتعارض ولا تتناقض فان الاية تحمل على هذه التفسير على هذه التفاسير نسير جميعا ما دام انه لا تعارض بينها المبحث او الامر الخامس السادس شروط المفسر المفسر اعني من ارتسم بتفسير كلام الله عز وجل يشترط فيه شروط منها اولا العلم بالشريعة عموما ان يكون عنده علم بالشريعة على سبيل العموم ثانيا العلم باللغة باللغة العربية لان القرآن نزل بلسان عربي مبين وقد لا يجد في تفسير الاية ما يسعفه من كتاب الله او من سنة رسوله او من اقوال الصحابة وحينئذ يفسر الاية بمقتضى اللغة ثالثا من الشروط العلم في اصول العلوم المتصلة بالقرآن من اصول التفسير وعلم الناسخ والمنسوخ واسباب النزول ونحو ذلك لانه قد يفسر اية ويستنبط منها احكاما ثم يتبين ان هذه الاية منسوخة او ان هذه الاية مقيدة او ان هذه الاية مطلقة فلابد ان يكون عنده علم فيما يتعلق باصول التفسير وما يتعلق بالناسخ والمنسوخ وما يتعلق ايضا بعلم اصول الفقه رابعا من شروط المفسر دقة الفهم دقة الفهم التي تمكن مفسر من ترجيح معنى على معنى اخر او استنباط حكم او نحو ذلك خامسا وهو من اهمها صحة الاعتقاد يحرف كلام الله عز وجل ومعانيه الى ما يوافق مذهبه ومعتقده فاذا كان المفسر على مذهب او منهج منحرف فتجد انه يفسر كلام الله تعالى بحسب ما يوافق اعتقاده وبحسب ما يوافق مذهبه سادسا من شروط المفسر ان يبدأ في تفسير القرآن بالقرآن سيبدأ اولا بتفسير القرآن بالقرآن فان لم يجد انه يفسر القرآن بالسنة لانها مبينة للقرآن فان لم يجد رجع الى اقوال الصحابة بان الصحابة رضي الله عنهم شاهدوا التنزيل وبما لهم رضي الله عنهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح ففيهم من المرجحات ما ليس في غيرهم ثم بعد ذلك الى تفسير كبار التابعين الذين تلقوا العلم عن كبار الصحابة وعلى هذا تكون مراتب التفسير كالتالي اولا ان يفسر القرآن بالقرآن فان لم يجد فانه يفسر القرآن بالسنة فان لم يجد فانه يفسر القرآن في اقوال الصحابة فان لم يجد فباقوال التابعين فان لم يجد فانه يفسر القرآن بما يقتضيه بما تقتضيه دلالة دلالات الالفاظ بحسب اللغة العربية لان القرآن نزل بلسان عربي مبين يقول المؤلف رحمه الله اه سورة الكهف قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله ومن اول سورة الكهف ذكر ابن عباس ان سبب نزولها ان قريشا بعثت النظرة من حارث وعقبة ابن ابي معيط الى احكار المدينة فقالوا سلوهم قوله رحمه الله ذكر ابن عباس ان سبب نزولها اعلم ان نزول القرآن الكريم ينقسم الى قسمين القسم الاول نزول ابتدائي وهو الذي لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه وهو غالب ايات القرآن والقسم الثاني نزول سببي وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه وهذا السبب الذي يتقدم سبب النزول اما سؤال يجيب الله عز وجل عنه كما في قوله عز وجل يسألونك عن اهلة قل هي مواقيت للناس والحج يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير واما حادثة وقعت تحتاج الى بيان وتحذير كما في قوله عز وجل ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتبروا قد كفرتم بعد ايمانكم هذه الاية او هذه الايات نزلت في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء. يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فانزل الله تعالى ولئن سألتهم ليقولون واما فعل واقع يحتاج الى معرفة حكمه. ان يقع فعل يحتاج فيه الى معرفة حكمه. كما في قوله عز وجل قد سمع الله قول التي من زوجها وتشتكي الى الله ثم اعلم ايضا ان معرفة اسباب النزول لها فوائد عظيمة فمن فوائد معرفة اسباب النزول اولا بيان ان القرآن نزل من عند الله عز وجل وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء سيتوقف عن الجواب عليه احيانا حتى ينزل عليه الوحي او يخفى عليه الامر الواقع فينزل الوحي مبينا له كما في سبب النزول الذي ذكره المؤلف رحمه الله وهو التوقف فان رجلا من اليهود سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ابا القاسم ما الروح فسكت وامسك عليه الصلاة والسلام فلم يرد شيئا حتى نزل الوحي في قوله عز وجل ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي ثانيا من فوائد معرفة اسباب النزول بيان عناية الله عز وجل لرسوله في الدفاع عنه كما في قوله عز وجل وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك وكذلك ايضا ايات الافك فانها دفاع وتطهير بفراش النبي صلى الله عليه وسلم ومن فوائد ايضا معرفة اسباب النزول بيان عناية الله عز وجل في هذا القرآن وان الله تعالى تكفل بحفظه وصيانته وضبط اياته ومن فوائد ايضا معرفة اسباب النزول التمكن من فهم الاية على وجه صحيح سليم التمكن من فهم الاية على وجه صحيح سليم ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان سبب النزول قال في مقدمة التفسير ان سبب النزول يعين على فهم الاية من فوائد معرفة اسباب النزول ايضا تمييز الناسخ من المنسوخ فقد تلد ايتان او ايات في موضوع واحد ويختلف الحكم يختلف الحكم في احداهما عن الاخرى فاذا عرفنا ما نزل اولا وما نزل اخرا علمنا ان المتأخر ناسخ للمتقدم ومنها ايضا من معرفة اسباب النزول ما ذكره الاصوليون ان سورة السبب التي نزلت الاية من اجلها قطعية الدخول سورة السبب قطعية الدخول. وعلى هذا فلا يجوز تخصيصها واستهناؤها ومنها ايضا من ذلك معرفة وجه الحكمة الباعث او الباعثة على التشريع هذا ما يتعلق اسباب سبب النزول يقول المؤلف رحمه الله ومن اول سورة الكهف ذكر ابن عباس ان سبب نزولها ان قريشا بعثت النظرة ابن الحارث وعقبة ابن ابي معيط الى احباب المدينة فقالوا سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته فانهم اهل كتاب. اهل الكتاب الاول تفاعلوا يعني الثورات تفاعلوا فقالوا سلوه عن ثلاث فان اخبركم بهن فهو نبي مرسل والا فهو متقول يعني على الله عز وجل سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الاول ما امرهم فان لهم حديثا عجيبا. يعني ما شأن هؤلاء وسلوه طواف بلغ مشارق الارض ومغاربها وسلوه عن الروح فاقبل فقال جئناكم في فصل ما بينكم وبين محمد فاسألوه عن الثلاث فقال اخبركم ولم يستثني لم يقل ان شاء الله فمكث خمس عشرة ليلة ليلة لا يأتيه جبريل فشق ذلك عليه حتى جاءه بالسورة فيها المعاتبة على حزنه عليهم وخبر مسائلهم نعم ففي الاية الاولى مسائل. نعم رحمه الله الاولى حمده نفسه على انزال الكتاب الذي هو اكره شيء اتاهم في انفسهم مع كونه اجل ما اعطاهم من النعم الثانية طيب في قوله عز وجل الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا وحمد سبحانه وتعالى نفسه والحمد ووصف وصف المحمود بالكمال وتعظيما الحمد وصف المحمود بالكمال حبا وتعظيما والله تعالى يوصف بالحمد في امرين اولا بكمال صفاته فله الصفات الكاملة سبحانه وتعالى وثانيا لجزيل هباته فله الفضل والمنة على عباده بالعطايا وما بكم من نعمة فمن الله. هذا هو الحمد وصف المحمود بالكمال حبا وتعظيما واما تفسير من فسر الحمد بالثناء فهذا التفسير فيه نظر في وجوه اولا في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي تغاير بين الحمد والثناء وهذا يدل على ان الثناء على ان الحمد ليس هو الثناء وان الثناء هو تكرار اوصاف الحمد وتكرار اوصاف الحمد والمحامد لله عز وجل هذا هو الثناء وثانيا ان الصحابة رضي الله عنهم يذكرون ان النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الاحاديث حصل كذا فقام خطيبا فحمد الله واثنى عليه والاصل في العطف المغايرة وثالثا ان الثناء من الثني وهو الرجوع واذا فسرنا الحمد بانه هو الثناء ولم يسبق ذلك شيء فالى اي شيء يكون الرجوع بخلاف ما اذا قلنا ان الثناء هو تكرار اوصاف الحمد اي رجوعا على ما فالله عز وجل حمد نفسه على انزال الكتاب وقال الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب وتأمل هنا قال الحمد لله الذي انزل على عبده ولم يقل انزل على رسوله لان اشرف وصف للانسان ان يكون عبدا لله عز وجل اشرف وصف للانسان ان يكون عبدا لله عز وجل ولهذا تجد ان الله عز وجل يصف رسوله صلى الله عليه وسلم بالعبودية دون الرسالة في اعلى المقامات ففي مقام الاسراء والمعراج سبحان الذي اسرى بعبده تبارك الذي نزل الفرقان على عبده الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب وفي مقام الدفاع عنه وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا وذلك لانه كما سبق العبودية هي اشرف وصف الإنسان اشرف وصف للانسان ان يحقق عبودية الله عز وجل. وان يكون عبدا لله تعالى حقا وصدقا ومن ثم ايضا تجد ان وصف العبودية يقدم حتى على الرسالة وفي التشهد اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ولم يقل رسوله وعبده وذلك لامرين الامر الاول ان وصف العبودية سابق على وصف الرسالة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ان يكون رسولا كان عبدا وثانيا انه بتحقيق العبودية اصطفاه الله عز وجل واختاره ان يكون رسولا نعم يقول حمده نفسه اه على انزال الكتاب الذي هو اكرم شيء اتاهم في انفسهم مع كونه اجل ما اعطاه اجل ما كونه اجل ما اعطاه من النعم. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله الثانية ان الانسان ان الانزال على عبده ففيه بطلان ففيه بطلان مذهب النصارى والمشركين. وفيه نعمته عليهم حيث انزل على رجل منهم اي ان الانسان على عبده فيه بطلان بمذهب النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله وفيه ابطال بمذهب المشركين الذين جعلوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وغيره من الرسل هم عباد مربوبون لله هم عباد لله عز وجل مربوبون له ليسوا ابناء له كما قال النصارى وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه وليس لهم شيء من من الربوبية بل هم عباد مربوبون فضلهم الله عز وجل على غيرهم بما اتاهم من الرسالة. قال وفيه نعمته عليهم حيث انزل على رجل من منهم رجل منهم هو الذي بعث الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياتهم بطلان مذهب النصارى والمشركين فبطلان مذهب النصارى حيث انهم ادعوا ان عيسى عليه الصلاة والسلام رسول من عند الله انه ابن الله وهذا يقول عبده والثاني بطلان مذهب المشركين مذهب المشركين بانكارهم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم من جهة ومن جهة انهم يعتقدون ايضا في الاحبار والرهبان ومن كان له شأن انه معبود من دون الله. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله الثالثة انه انزله معتدلا لا عوج فيه. ففيه معنى قوله ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض. نعم. انه انزله معتدلا لا عوج فيه. فليس فيه ميل بل هو مستقيم معتدل ففيه معنى قوله ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن هذا القرآن من حيث الفاضل ومن حيث نزوله انزل معتدلا معتدلا من حيث الالفاظ. حيث ان الفاظه تشمل تشتمل على افصح الكلام. وابين الكلام واصدق الكلام ومعتدلا من حيث النزول المعنوي حيث ان الله عز وجل انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم على دفعات لم ينزله جملة واحدة وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا وهكذا تجد ان الشريعة الاسلامية مبنية ان الشريعة الاسلامية مبنية على هذا الاصل وهو التدرج في الامور التدرج في الامور اتجد ان ما يأمر ما يأمر الله عز وجل به عباده يكون على سبيل التدرج وما ينهاهم عنه مما تعلقت به نفوسهم يكون ايضا على سبيل التدرج انظر حينما بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم الى لكن لما اراد ان ينذر قومه بدأ باهم الامور وهو تحقيق التوحيد والعقيدة لانها الاصل ولان جميع دعوات الرسل الذين سبقوا هي تحقيق العقيدة. قال الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون لما استقر الايمان في قلوب من اسلم وامن واستقرت العقيدة. بدأت التشاريع وبدأ باهمها وهو الصلاة لانها اهم اركان الاسلام البدنية ثم بعد ذلك الزكاة ثم بعد ذلك الصيام ثم بعد ذلك الحج كذلك ايضا فيما يتعلق بالمنهيات تجد ان الشريعة ايضا جاءت بالتدرج فيما فيما نهت عنه مما مما تعلقت به النفوس في ذلك الزمن الخمر مما تعلقت به النفوس في الزمن الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم الم ينهى الله عز وجل عنه جملة واحدة. وانما قرأ وانما مر تحريمه على مراحل المرحلة الاولى ذكره على سبيل الامتنان قال الله تعالى ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا المرحلة الثانية بيان ما فيه من المنافع والمضار يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما وكل انسان لديه عقل اذا تأمل في امر مضاره اكثر من منافعه فانه سيتركه الثالث تحريمه في وقت الصلاة يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون رابعا تحريمه تحريما مؤبدا. يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام ريتسون من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. نعم احسن الله الي قال رحمه الله الرابعة ان الاعداء والمشبهين لا يجدون فيه مغمزا بل ليس فيه الا ما يكسرهم. نعم ان الاعداء والمشبهين لا يجدون فيه مغمزا ولا مطعنا لانه من عند الله عز وجل ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرة ولكن كلام الله عز وجل يصدق بعضه بعضا ويؤيد بعضه بعضا لانه من لدن حكيم خبير عليم عز وجل بخلاف كلام غيره من البشر بخلاف كلام بخلاف بخلاف ما يكون في غير القرآن فتجد انه مهما بلغ الانسان من العلم والحكمة والفصاحة والبيان لابد ان يكون في كلامه خلل وان يعتريه نقص وان يكون فيه مغمز قد لا يشعر به. لكن القرآن الكريم نزل من يد حكيم خبير عز وجل. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله وقوله لينذر بأسا شديدا من لدنه ذكر الفائدة في انزاله. فذكر ثلاثا الاولى لينذر عذاب الله فيصير سببا للسلامة منه الثانية بشارة من انقاد له بالحظ المذكور الثالثة الانذار على الكلمة العظمى التي تفوه بها من تفوه تقربا الى الله بتعظيم الصالحين يقول وقوله لينذر بأسا شديدا من لدنه القرآن جعله الله عز وجل بشارة ونذارة وفيه بشارة وفيه نذارة بشارة لمن امن به وصدقه واتبعه بحيث انه صدق اخباره وطبق احكامه وانذار وتهديد ووعيد شديد لمن مخالفة ففيه بشارة ونذارة. ولذلك تجد ان الله عز وجل في القرآن العظيم اذا ذكر الجنة ذكر النار وهذا من معاني قول الله عز وجل الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه الذين يخشون ربهم فاذا ذكر الخير ذكر الشر واذا ذكرت ذكر الجنة ذكر النار. يقول لينذر بأسا شديدا من لدنه ذكر الفائدة في انزاله. فذكر ثلاثا. اولا الاولى لينذر عذاب الله فيصير سببا للسلامة منه يعني ان التمسك بهذا القرآن العظيم سبب للنجاة من عذاب الله تبارك وتعالى اما من لم يتمسك به واعرض عنه فان له العذاب كما قال عز وجل في اخر سورة طه ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى فنسيتها. النسيان هنا بمعنى الترك. يعني تركتها وعرفت عنها. وكذلك اليوم تنسى يعني تترك الثانية بشارة من انقاد له بالحظ المذكور البشارة بالخير والسعادة في الدنيا والاخرة فان من اقام شريعة الله واستقام عليها فله السعادة في الدنيا والاخرة وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ان قاد له واعظم امر يتعلق بالانقياد للقرآن هو ان يحقق عبودية الله عز وجل يقول الامذار الثالثة الانذار على الكلمة العظمى التي تفوه بها من تفوه تقربا الى الله بتعظيم الصالحين. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله الرابعة الدليل على ان كلامهم لم يصدر عن عن علم لا منهم ولا ممن قبلهم وانما هو مبني على ظن وتخمين وهوا قول الدليل على ان ان كلامهم لم يصدر عن علم لا منهم يعني لم يصدر منهم عن علم ولا ممن قبلهم فمن تكلم بهذا الكلام سواء كان منهم او ممن كان قبلهم قهوة مبني على ولم يبنى على علم وعلى اسس. نعم الله اللي قال رحمه الله الخامسة تعظيم الكلمة كما قال تعالى تكاد السماوات يتفطرن منه طيب يقول تعظيم الكلمة والمقصود من الكلمة هنا الكلام لان الكلمة قد يعبر بها الكلام كما قال عز وجل كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون وابن مالك يقول وكلمة بها كلام قد يؤم يعني قد يقصد وقال النبي صلى الله عليه وسلم اصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد على كل ما على كل شيء ما خلى الله باطل لكن وكل نعيم لا محالة زائل هذا ليس صحيحا احسن الله لقاء رحمه الله. السادسة ان الكذب يسمى كذبا ويسمى صاحبه كاذبا ولو ظن انه صادق. ويصير من اكبر من اكبر الكذابين المفتنين ان الكذب يسمى كذبا. الكذب هو الاخبار بخلاف الواقع والاخبار بخلاف الواقع واعظم الكذب الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب وقال ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا وقال النبي صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار اه الكذب هو الاخبار بخلاف الواقع المخبر بخلاف الواقع تارة يكون متعمدا وتارة يكون غير متعمد فان اخبر بخلاف الواقع متعمدا فهو كاذب وعليه الاثم واما اذا كان اخباره بخلاف الواقع عن جهل منه او غلبة ظن وتبين ان الامر بخلاف ما اخبر به فهذا لا اثم عليه اذا المخبر بخلاف الواقع اما ان يكون متعمدا واما ان لا يكون متعمدا فان كان متعمدا فهذا هو الكذب الذي جاء دمه في الكتاب والسنة وان لم يكن متعمدا وانما غلب على ظنه او سمع او ما اشبه ذلك فهذا لا يلحقه الاثم ولهذا المؤلف يقول ويسمى صاحبه كاذب ولو ظن انه صادق لكن باعتبار الاثم لا يأثم الا اذا علم او غلب على ظنه انه كاذب قال ويسير من اكبر الكذابين المفتريين نقتصر على هذا ونستكمل ما تبقى من ما يتعلق الفوائد المستنبطة ومن من ايات سورة الكهف الامام المجدد اسأل الله عز وجل ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وان يعلمنا منه ما نخون به نفعا لنا. وان يذكرنا منه ما نسينا انه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين