بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فان طلب العلم الشرعي افضل مطلوب واعز مرغوب لان العبد يتوصل به الى المنازل العليا عند الله تعالى وبانه افضل عمل ويقود الى افضل الاعمال والفقه في الدين صفة الانبياء الله اجمعين وقد تنوعت خدمة اهل العلم للفقه بالدين وكان من ذلك جمع احاديث الاحكام وهو علم يخدم علمي الحديث والفقه وقد اشتهرت المصنفات في هذا النوع من التصنيف وكان من اجلها المحرر في الحديث للحافظ محمد ابن احمد الجماعي للصالحي المعروف بابن عبدالهادي المولود عام خمس وسبعمئة والمتوفى عام اربع واربعين وسبعمائة وهذا الكتاب ان ماز بما يلي انه مختصر حسن ليس بالصغير ولا بالكبير. حوى الفا وثلاث مئة واربعا وعشرين حديثا وهو في هذا جمع احاديث عيون الفقه وليس جميع مفردات الفقه لم يجمع جميع احاديث الفقه انما جمع عيون مسائل الفقه ثانيا رتب الكتاب وبوب احاديثه على الابواب الفقهية في ذكر الكتاب ثم الباب ثم يسوق الاحاديث سياقة حسنة ثالثا اعتنى ابن عبدالهادي بتحرير الالفاظ من المصادر المنقول منها وجاءت تامة من غير اختصار رابعا اذا كان في التخريج اختلاف في اللفظ بين اللفظ الذي نقله من المصدر وفي ذلك الماح الى اختلاف التخريج في بعض الالفاظ اختصارا وتطويلا خامسا نص ابن عبد الهادي في مقدمته ان كتابه مختصر فاداه ذلك الى اختصار الاحاديث الطويلة. وقد اختصرها من غير اخلال مقتصرا على موضع الشاهد سادسا حذف الاسانيد في الاعم الاغلب. وساق بعض الاسانيد من موطن المدار وهذا يدل على جودة صنعة الحديث عنده بان مدار الرواية هو موطن الاعلال والحكم على الرواية بما يليق تابعا جاء الكتاب مرتبا على طريقة فقهاء الحنابلة في مصنفاتهم وطالب العلم اللبيب يعلم انه لابد من جمع الفقه مع احاديث الاحكام اذ ان الفقه ثمرة العلوم الشرعية تاسعا استوفى ابن عبد الهادي الموضوعات الفقهية وهذا مما يرفع شأن الكتاب عن كتب الفت نحوه تاسعا ان الكتاب مختصر في احاديث الاحكام وهذا الاختصار هو اختصار من كتاب الالمام قال ابن ناصر الدين انه مختصر مفيد جدا وقال ابن حجر اختصره من الالمام فجوده جدا وكلام الحافظ ابن حجر في الدرر الكامل الجزء الثالث صحيفة ثلاث مئة واثنتين وعشرين وكلام ابن ناصر دين في الرد الواسع صفحة مئة وثلاثة وستين ومع كون الكتاب مختصر الا انه قد ظهرت فيه شخصية ابن عبدالهادي اذ ابدع فيه واجاد وتفنن بالنقد والتخريج ولم يكن اختصاره من الالمان الا لجمع المادة وقد اظاف احاديث كثيرة ليست في الالمام وقد استبدل بعظ الروايات بروايات اخرى وكثير من احاديث المحرر اتم سياقا مما في الالمام اذا هو انتفع منه في العاجل لاجل جمع المرويات ولكنه لم يقتصر على الالمام وسيأتي في قراءة مقدمته كيف انه اجاد وافاد حينما رجع الى المصادر المهمة جمع ابن عبدالهادي في كتابه هذا عاشرا جمع ابن عبد الهادي في كتابه هذا بين النقد والنقل عن ائمة هذا الشأن فطالب العلم ينتفع منه في صنعة الحديث والاعلال ويستظيء بالكتاب في الانتفاع من نقل اقوال الائمة النقاد فكان حكم ابن عبدالهادي بمثابة تلخيص احكام المتقدمين بتحرير واتقان هذي عشر ممن ماز به الكتاب انه يشمل على الحكم على الحديث فالكتاب شامل الاحكام على الاحاديث ولا يترك الحكم على الحديث الا نادرا فصار الكتاب مرجعا في معرفة الحكم على الاحاديث ولا سيما انها احاديث الاحكام واهاليث الاحكام لها الاهمية البالغة ونحن نعلم ان من يأخذ الحديث لا بد ان يتعرف على حكمه صحة وظعفا اذ ان المستدل بالقرآن ينظر في استدلال هذه الاية على هذه الواقعة اما المستدل بالحديث فيحتاج امرين يحتاج صحة الحديث يحتاج الى معرفة صحة الحديث ويحتاج الى انطباق في الحديث على هذه الواقعة الفقهية التي يبحث عنها هذي عشر او ثاني عشر توفر لابن عبدالهادي من المصادر ما لم يصل الينا وذلك اذ انه قد نقل لنا نقولا عديدا من مؤلفات لم تصل الينا فكان هذا ذخيرة لنا من بعظ تراث الامة المفقود او من بعظ تراث الامة الذي تأخر طبعهم نسأل الله ان يجعلنا واياكم ممن يحيي شيئا من تراث هذه الامة ويبقى نفعا لامة محمد اجمعين ثالث عشر ائتسى ابن عبد الهادي بالموطأ حينما جعل اخر المحرر جعل في اخر المحرر كتاب الجامع وقد جمع فيه احاديث في ابواب متفرقة من العقائد والاخلاق والبر والصلة وذكر بعده كتاب الطب عسى الله ان يطبب قلوبنا واجسادنا من كل مرض وشر رابع عشر فسر بعض الالفاظ من عندها فسر ابن عبد الهادي بعض الالفاظ التي ترد في الاحاديث من عنده وهو اهل لذلك ونقل عن بعض اهل اللغة ونقل عن بعض اهل الغريب ونقل احيانا من تفسير بعض الرواة فاتى بالفوائد والعوائد ابتدأ المصنف علينا وعليه رحمة الله كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز واقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ كتبه الذي يرسلها ببسم الله الرحمن الرحيم. كما في صحيح البخاري الحديث السابع في رسالته الى هرقل ثم قال الحمد لله رب العالمين ايضا اقتداء بالكتاب العزيز واقتداء بخطب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر حمد الله عموما فنحن مأمورون بحمد الله تعالى ويجب ان يظهر هذا الحمد في جميع امورنا قلبا ولسانا وجوارحا وحالة بحيث ينبغي ان يظهر على حالة الانسان انه حامد لله ليس كئيبا ولا عبوسا ولا حزينا فقال الحمد لله رب العالمين اي على جميع النعم ومن جملتها نعمة تأليف هذا الكتاب قال والصلاة والسلام على سيدنا محمد ذكر بعد الحمد الصلاة على النبي والدعاء للنبي بالسلامة والصلاة على النبي امتثال لامر الله تعالى وكذلك جاء ذكره بعد حمد الله لان الذي اوصل لنا الخير عن ربنا هو النبي صلى الله عليه وسلم قال والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين فالانبياء كانوا يبعثون ولكن الله قد ختم النبوة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى كل واحد منا ان يقوم بدوره في تبليغ هذا الدين فما ختمت النبوة الا لان الناس يجب عليهم ان يقوموا بواجب تبليغ رسالات الله فبلغوا رسالات الله وافهموا حكمة الله في شرعه وعلى اله وصحبه اجمعين قالوا هم اتباعهم وصاحبهم اصحابهم وجاء هنا ذكرهم بالدعاء والتسليم عليهم اجمعين لانهم هم الذين نقلوا لنا هذا الخير قال اما بعد فهذا مختصر. اذا الكتاب مختصر كما ذكر المصنف يشتمل على جملة من الاحاديث النبوية في الاحكام الشرعية ذكر شرطه في الكتاب انه خاص باحاديث الاحكام انتخبته من كتب الائمة المشهورين. اي قد انتخبه من كتب الائمة المشهورين والحفاظ المعتمدين كاف مسند الامام احمد ابن حنبل. مسند الامام احمد اعظم مساند الدنيا وصحيحي البخاري ومسلم. فالصحيح ان اصح كتب الملة وسنن ابي داوود ومعلوم ان سنن ابي داوود هو افضل كتاب في احاديث الاحكام وابن ماجة كتاب ابن ماجة لانه احد الكتب الستة. والنسائي اي المجتبى وهذا محلوم قدره كتاب النسائي وجامع ابي عيسى الترمذي وهذا الكتاب له ميزته وخصائصه وصحيح ابي بكر ابن خزيمة لان هذا الكتاب مختص بالاحاديث الصحيحة. يستثنى من ذلك ما ضعفه او توقف فيه او قدم المسمع للاسناد وكتاب الانواع والتقاسيم لابي حاتم ابن حبان ابن حبان تلميذ ابن خزيمة وخريجه وكتابه مهم للغاية وكتاب المستدرك للحاكم ابي عبدالله لانه اشترى بالصحة في كثير من احاديثه لكنه وقع في بعض الغلط والسنن الكبير لان السنن الكبيرة هو اكبر كتاب في احاديث الاحكام قال والسنن الكبير للبيهقي وغيرها من الكتب المشهورة اي من كتب ائمة الحديث المشهورة وذكرت بعض من صحح الحديث او ضعفه وهذا باب عظيم من ابواب هذا الكتاب انه يذكر التصحيح والاعلان والكلام على بعض رواته من جرح او تعديل له اجتهادات في غاية الجودة حينما وثق او ضعف بعض الرواة واجتهدت في اختصاره وتحرير الفاظه نعم اجاد وافاد في اختصاره وفي تحرير الفاظه وفي حزنه ورتبته ترتيب بعض فقهاء زماننا ليسهل الكشف عليه. حينما صنع هذا الشيء لامرين الامر الاول لاجل ان يدخل والامر الثاني والامر الثاني لاجل ان ينتفع به بسهولة الكشف اولا ولاجل ان ينتفع به الاخرون قالوا وما كان فيه متفق عليه فهو ما اجتمع البخاري ومسلم على روايته. وربما اذكر فيه شيئا من اثار الصحابة رضي الله عنهم والله المسئول ان ينفعنا بذلك هكذا قال في اخر مقدمته قال والله المسئول ان ينفعنا بذلك ومن قرأه او حفظه او نظر فيه وان يجعله خالصا لوجهه موجبا لرضاه انه على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل فالمؤلف يرحمه الله تعالى دعا من الله ان ينتفع بكتابه وعلمه فنسأل الله ان يتقبل عمله وان يبقي عمله باقيا ينتفع المسلمون كل ما قرأوا في هذا الكتاب ونحن نتذاكر باذن الله تعالى هذا الكتاب حديثا حديثا بطريقة سهلة مبسطة ميسرة نحاول ان نجمع بين علمي الدراية والرواية مع شيء من فوائد الحديث الفقهية لان الفقه كما ذكرنا هو ثمرة العلوم الشرعية ونسأل الله ان يكتب لنا الاجر ومن ساعدنا في طلب العلم. وان لنا اخوانا وابناء وابناء اخوة وايضا ثمة مسلمون يقتلون تحت القصف الظالم في كل يوم في العراق وفي الشام وفي غيرها وهؤلاء ربما لا يذكرون وينشغل اخرون من الناس بتعظيم الظلمة وبتعظيم من لا يرجون لله وقارا. فنسأل الله ان يجعل مجالسنا هذه في ميزان حسناتهم وان يرحمهم اجمعين وان يغفر الله لنا تقصيرنا اذ اننا لا نستطيع دفع القتل عن امة محمد صلى الله عليه يا فندم فدعاؤنا لهم في هذه المجالس عسى الله ان يغفر لنا تقصيرنا في حقهم. فنحن نعلم ان هذه النفوس ستسأل يوم القيامة قال تعالى واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت الجميع سيسأل عن هذه النفوس التي تزهق في اليوم والليلة فما حجتنا بين يدي الله؟ نسأل الله ان يرحمنا وان يرحم تقصيرنا وان يغفر لنا ولامة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم