الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون تبرأ منهم اما ان نقول انهم اخواننا وانه يجب علينا محبتهم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. اما بعد قال الشيخ رحمه الله تعالى كتاب الزكاة عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه الى اليمن انك ستأتي قوما اهل كتاب فاذا جئتهم فاذا جئتهم فادعهم الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فانهم اطاعوا لك بذلك فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فانهم اطاعوا لك بذلك فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم. فانهم اطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وعلى اله واصحابه اجمعين قال رحمه الله كتاب الزكاة لما انتهى من كتاب الصلاة اتبعه بكتاب الزكاة لان الزكاة هي الركن الثالث من اركان الاسلام وهي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل. فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين بعد الهجرة الصلاة فرضت قبل الهجرة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بمكة. واما الزكاة وبقية اركان الاسلام انما فرضت بعد الهجرة الزكاة لها اهمية عظيمة. وهي قرينة الصلاة بكثير من الايات القرآنية الصلاة عبادة بدنية والزكاة عبادة مالية. الزكاة في اللغة الطهارة والنماء. قال قال تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فهي طهارة للمزكي وطهارة للمال وهي سبب لنزول البركة في المال الذي تخرج منه وهي حق للفقراء والمساكين والذين في اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم وفي اموالهم حق للسائل والمحروم فهي حق ليس التبرعا مثل صدقة التطوع وانما هي حق واجب وركن من اركان الاسلام من منعها جحدا لوجوبها كفر وارتد عن الاسلام لانه مكذب لله ولرسوله ولاجماع المسلمين ولما علم من الدين بالضرورة. اما من منعها بخلا فانه لا يرتد ولكن يجب اخذها منه قهرا لانها حق واجب في ماله فيجب اخذها منه يأخذها الامام منه قهرا. ويعزره على منعها تعزيرا بليغا. وان كان من يمنع الزكاة له شوكة ومنعه فانه يقاتل كما قاتل ابو بكر الصديق رضي الله عنه مانع الزكاة وقال لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة في رواية والله لو منعوني عقالا او عناقا كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. وقال ان الصلاة قال ان الزكاة قرينة الصلاة فقاتلهم رضي الله عنه في الحرب المشهورة او القتال المشهور بحروب الردة فالحاصل انه ان كان الممتنع من اخراج الزكاة بخلا يمكن اخذها منه بدون قتال فانه تؤخذ منه قهرا. وان كان له شوكة ومعه فان ولي امر المسلمين يقاتله. حتى يجبره على دفع الزكاة ولا يتركه يمنع الزكاة وهذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن معاذ بن جبل رضي الله عنه الصحابي الجليل والعالم الفقيه بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن. بعثه معلما وداعيا الى الله. وقاضيا مرشدا واليمن الاقليم الذي يقع في جنوب الجزيرة. سمي يمنا لوقوعه ايمن الكعبة كما ان الشام سمي بالشام لوقوعه شامي الكعبة ارسله النبي صلى الله عليه وسلم هذا فيه ان ولي الامر يرسل الدعاة الى الله عز وجل ويختار العلماء. لان النبي صلى الله عليه وسلم اختار معاذ ابن جبل هذه المهمة فيختار العلماء ويبعثهم بالدعوة الى الله عز وجل وفي قوله انك تأتي قوما من اهل الكتاب هذا فيه ان الداعية والقاضي ينبغي ان يعرف احوال البلد واهل البلد الذين سيعمل عندهم يعرف احوالهم ولا يأتيهم وهو يجهل احوالهم. واهل الكتاب هم اليهود والنصارى. لان اليهود عندهم التوراة والنصارى عندهم الانجيل وهذا فرق بينهم وبين الوثنيين والاميين الذين ليس لهم كتاب وكان اليهود والنصارى يوجدون في اليمن كانوا يوجدون في اليمن النبي صلى الله عليه وسلم ارشده الى وجودهم هناك من اجل ان يستعد لمناظرتهم والرد على شبهاتهم. لان مجادلة عالم ليست كمجادلة غير العالم فيحتاجون الى استعداد ولهذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم معاذا لعلمه رظي الله عنه وفقه ساره بهذه المهمة وفي هذا دليل على ان اهل الكتاب بحاجة الى الدعوة انهم يدعون الى الاسلام. يدعون الى الاسلام. لان الله اوجب على الثقلين الجن والانس. ان يتبعوا محمدا صلى الله الله عليه وسلم فلا يسع احدا بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم الا ان يؤمن به ويتبعه كما قال سبحانه وتعالى الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة انجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم. فالذين امنوا به وعزروه يعني وقروه واحترموه الذين امنوا به وعزروه واتبعوا النور الذي انزل معه الوحي الذي انزل معه من الكتاب والسنة دل على انهم لابد ان يتبعوه ولا يبقوا على دينهم لان دينه نسخ الاديان والواجب العمل بالناسخ دون المنسوخ فيجب عليهم ان ينتقلوا من دينهم الى دين الاسلام. ودين الاسلام لا يخالف اديان الرسل السابقين في العقيدة توحيد واصول الايمان انما يخالفها في الاحكام العملية الاحكام العملية كامل المعاملات والاشياء العملية اما في العقيدة فالاديان الانبياء واحدة. واحدة. كلها تدعو الى الله تأمر توحيد وتنهى عن الشرك لكن الاحكام العملية تختلف احصل فيها نسخ حتى في حتى في شريعة الرسول الواحد فيها ناسخ ومنسوخ. كذلك الشرائع ينسخ بعضها بعضا وهذا يكون لمصلحة البشر ان الله يشرع لكل امة ما يصلحها ويناسبها فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم شاء انزل الله عليه القرآن والسنة وشرع له الشريعة الصالحة في كل زمان ومكان من بعثته صلى الله عليه وسلم الى ان تقوم الساعة فهي الشريعة الشاملة الباقية الخالدة الى ان تقوم الساعة لا تبدل ولا تغير ولا تنسى فيجب على العالم كله اتباعها اهل الكتاب وغير اهل الكتاب الذين يقولون ان الكتاب ان اليهود والنصارى على دين صحيح وانها كلها اديان صحيحة الاسلام واليهودية والنصرانية هذا الحاد والعياذ بالله كفر بالله وقول باطل نعم كانت اليهودية والنصرانية في وقتها دين صالح قبل ان تحرف وتغير وفي اجلها ووقتها لكن بعد ما بعث محمد صلى الله عليه وسلم انه لا يسع احد احدا الا ان يؤمن به ويتبعه الذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون. حصر الفلاح فيهم. دل على ان الذي لا يؤمن بهذا الرسول ولا يتبعه انه لا يفلح كائنا من كان لا ميزة لليهود والنصارى على غيرهم بل ان اليهود والنصارى اولى الناس بان يتبعوا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم لانهم يعرفونه كما يعرفون ابناءهم عندهم العلم يعرفون هذا الرسول ويعرفون شريعة فالواجب عليهم اكثر ولذلك امر النبي صلى الله عليه وسلم معاذا ان يدعوهم الى الاسلام. فان ابوا فانه يفرظ عليهم الجزية يفرض عليهم الجزية يكونون خاضعين لحكم الاسلام قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية يدوا وهم صاغرون لابد ان يبقوا تحت حكم الاسلام ويؤدوا الجزية مع الذلة والصغار عقوبة لهم اما ان يقال الاديان الثلاثة سواء كلها اديان لا ما فيه الا دين واحد دين الرسول صلى الله عليه وسلم ما عداه فقد نسخ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا دخل النار ولهذا قال جل وعلا قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينهم هذا من اكبر الكذب على الله والافتراء على الله سبحانه وتعالى لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض. ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين فيجب معرفة هذا الامر لانه لبس على الناس الان لبس على الناس الان في ان انه يسع اليهود والنصارى البقاء على عقيدتهم نعم يسعهم البقاء على عقيدتهم اذا خضعوا للاسلام وادوا للجزية اما اذا بقوا على عقيدتهم على انها عقيدة صحيحة وانها دين صحيح يعادل الاسلام فهذا كفر بالله عز وجل والحاد ولا يقول هذه المقالة مسلم يؤمن بالله واليوم الاخر انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه ادعوهم وهم اهل الكتاب ليكن اول ولهذا قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على هذا الحديث قال فيه دليل على ان العلماء يحتاجون الى الدعوة العلماء يحتاجون الى ان يدعوا اذا ضلوا الطريق وخالفوا العلم ايدعون الى الله وهم علماء فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. هذا هو الركن الاول من اركان الاسلام الذي لا يدخل احد في الاسلام حتى يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فلو شهد ان لا اله الا الله ولم يشهد ان محمدا رسول الله لم يكن مسلما ولو شهد ان محمدا رسول الله ولم يشهد ان لا اله الا الله لم يكن مسلما بل لا بد من الاتيان بالشهادتين والنطق بهما ومعرفة معناهما والعمل بمقتضاهما واجب ما هو بمجرد لفظ يقال حتى لو شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ولم يعمل بهما فانه لا يعتبر مسلما لابد من النطق بهما واعتقاد معناهما والعمل بمقتضاهما وهو الاخلاص لله عز وجل للعبادة وترك الشرك الشرك واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وترك البدع والمحدثات هذا معنى الشهادتين مجرد لفظ يقال ويبقى الانسان على ما هو عليه من العقائد والعوايد الباطلة لابد ان يتحول الى معنى الشهادتين ومدلول الشهادتين ويلتزم بذلك فانهم اطاعوك لذلك شوف هذا دليل على انه يبدأ بالعقيدة والتوحيد على ان الداعية والدعاة يبدأون بالتوحيد واصلاح العقيدة عكس الذين يهملون التوحيد يشتغلون بالامور الاخرى من الاخلاق ومن العبادات والاذكار وما اشبه ذلك ولا يهتمون بالتوحيد ولا يعلمون الناس العقيدة الصحيحة ولا ينهونهم عن الشرك وعن البدع بل يتركون كلا علامة وعليه ويطلبون منه فقط ان يترك الربا ويترك الزنا ويترك الخمر ويترك ويترك لكن انه يدعو غير الله يستغيث بالاموات يذبح للاموات هذا ما يتعرضون له هذا خلاف دعوة الانبياء عليهم الصلاة والسلام الانبياء اول ما يبدأون باصلاح العقيدة. لانه لا تفيد. لا تفيد الاعمال بدون العقيدة الصحيحة. لا لا تصح الصلاة ولا الصيام لا تصح الصلاة ولا الزكاة ولا الصيام ولا الحج ولا جميع الاعمال الا بعد تصحيح العقيدة اذا صحت العقيدة صحت بقية الاعمال المبنية عليها وحتى لو صحت العقيدة وسلم الانسان من الشرك وكان عنده خلل في المعاصي والمخالفات التي دون الشرك فهذا يكون مؤمنا ناقص الايمان كن مؤمنا ما دام انه مستقيم على العقيدة ولا ويعبد الله ولا يشرك به شيئا ويشهد ان محمدا رسول الله. لكن عنده بعض المخالفات يفدون الشرك ودون الكفر هذا يحكم باسلامه ويعتبر ناقص الايمان ويعامل معاملة ناقص الايمان تقام عليه الحدود في الجرائم التي آآ رتب عليها حدود يعزر في الذي ليس فيه حدود لكنه مسلم اما الذي لا الذي لا يعتني بالعقيدة ولا يقيم العقيدة فهذا لا لا فائدة من اعماله لو انه اتى بجميع الاعمال ما ترك شيئا من الاعمال الا جاء به لكن عنده شرك هذا ما ما فيه فايدة ما تقبل اعماله ولا تصح اعماله وليس لها قيمة هباء منثور كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف عمله حابط بخلاف الموحد الذي عنده نقص في في الالتزام هذا اعماله صحيحة وعمله مقبول ولكن الذنوب التي دون الشرك هذه تحت المشيئة ان شاء الله غفرها له وان شاء عذبه بها ومرده الى الجنة ينبغي معرفة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم امر معاذا ان يبدأ بالتوحيد وهذا بداية الرسل كله. كل رسول اول ما يبدأ يقول لقومه يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله هذا اول ما يبدأ الرسول من الرسل ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اول ما بدأ بالدعوة الى التوحيد. ترك عبادة الاصنام وبقي في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو الى التوحيد ولم تفرظ عليه الصلاة الا في اخر السنوات التي اقامها في مكة وبقية الاعمال لم تفرظ الا بعد الهجرة لما استقرت العقيدة فالبداية تكون بالعقيدة وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يوجه معاذا الى هذا يكون اول ما تدعوهم اليه. اول شوف اول ما تدعوهم اليه ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فلو بدأ بالصلاة ما ما صح هذا لو بدأ بالزكاة بالحج بالصوم بالحج العبادات ما يصح هذا ولا هذا ولا هو بهذا منهج الرسل في الدعوة الى الله عز وجل. يكون هذا معاكسا لدعوة الرسل فليكن اول ما تدعوه تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. شهادة ان لا اله الا الله معناها افراد الله العبادة وترك عبادة ما سواه ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعته واتباعه والعمل بشريعته وترك البدع والخرافات والمحدثات التي ما انزل الله بها من سلطان كيف تشهد انه رسول الله ولا تطيعه كيف تشهد انه رسول الله وتعبد الله بغير ما جاء به بما احدثته انت او احدثه غيرك هذا اما انه يبطل شهادة ان محمدا رسول الله او ينقصه فان هم اجابوك الى ذلك شهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله حينئذ استقامت العقيدة يتوجه الى العمل اخبرهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات هذا دليل على اهمية الصلاة وانها تأتي في الترتيب والاهمية بعد التوحيد وبعد الشهادتين هذه الصلاة التي هان امرها على كثير من الناس اليوم ممن يدعون الاسلام ويشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لكن الصلاة ليس لها قيمة عند كثير من الناس اليوم وهي بهذه المنزلة العظيمة عند الله سبحانه وتعالى خمس صلوات في اليوم والليلة صلاة الفجر صلاة الظهر صلاة العصر صلاة المغرب صلاة العشاء خمس صلوات في اليوم والليلة وما زاد من الصلوات فهو نوافل وتطوع لكن هذه فريضة لا بد منها. اما النوافل فانها مستحبة ومطلوبة لكنها مكملة. اما الذي يأتي بالنوافل ويترك الفرائض لا تقبل منه لا تقبل منه النوافل حتى يؤدي الفرائض. اولا فانهم اجابوك الى ذلك فاعلمهم ان افترظ عليهم صدقة هذا محل الشاهد من الحديث في كتاب الزكاة ان الله افترض عليهم صدقة. الزكاة تسمى صدقة. خذ من من اموالهم صدقة تطهرهم بها لكنها صدقة واجبة. ومفروضة تؤخذ من اغنيائهم هذا فيه دليل على ان الزكاة لا تجب الا على الغني وهو الذي يملك النصاب الذي يملك النصاب الفاضل عن كفايته وكفاية من يمونه هذا هو الغني الذي يملك نصابا فاضلا عن كفايته وكفاية ما من يمون هذا غني ما هو من شرط الغني يكون عنده ملايين او مليارات لا اذا ملك شيئا زائدا عن كفايته فهذا غني وبلغ النصاب وبلغ هذا الفاضل النصاب. وهذا يأتي ان شاء الله هذا غني تؤخذ من اغنيائهم. دل على ان الفقراء ليس عليهم صدقة واجبة. وان تصدقوا حسب مقدرتهم فهذا صدقة مستحبة وترد على فقرائهم هذا مصرف الزكاة الزكاة لها ثمانية مصارف ذكرها الله جل وعلا في القرآن. قال جل وعلا انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم. والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر في هذا الحديث مصرفا واحدا هو الفقراء فدل على انه يجوز صرف الزكاة في مصرف واحد من الثمانية وهذا مذهب الجمهور هذا هو مذهب الجمهور وقوله في فقرائهم دليل على ان فقراء البلد اولى بزكاة المال من غيرهم من البلاد الاخرى لانهم ينظرون الى هذا المال ويتطلعون الى زكاته فهم اولى به من غيرهم. فتصرف زكاة كل مال في فقراء بلده. لقوله صلى الله عليه وسلم تؤخذ من اغنيائهم وترد في فقرائهم تؤخذ من الذي يأخذها؟ ولي الامر. ياخذها ولي الامر ويصرفها في مصرفها الشرعي تؤخذ من اغنيائهم وترد في فقرائهم وان دفعها هو ان دفعها هو واعطاها لمستحقيها اجزأ ذلك وان طلبها ولي الامر وجب دفعها اليه وتكون تحت مسؤوليتك. تؤخذ من اغنيائهم وترد في فقرائهم ثم قال فانهم اجابوك الى ذلك فاقبل منهم ثم قال عليه الصلاة والسلام واياك وكرائم اموالهم تحذير على تحذير من الظلم تحذير من الظلم وهو ان يؤخذ اكثر من الواجب والزكاة ولو ترك بقية الامور يكون مسلما. قل لا الرسول آآ لم يذكر الا هذه الثلاثة. لكنه ذكرها في احاديث اخرى ويجد العمل بجميع الاحاديث ما يجوز العمل بطرف ويترك الطرف الاخر الا بطيبة نفس من صاحبه. فالواجب في الزكاة الاعتدال لا تؤخذ من الجيد ولا تؤخذ من الردي وانما تؤخذ من المتوسط من المتوسط لا تؤخذ من اجود المال ولا تؤخذ من رديء المال وانما تؤخذ من المتوسط لانها مواساة فان اخذت من اجود المال هذا في اضرار بالمزكي. وان اخذت من رديء المال هذا فيه اظرار بالفقير. ولهذا قال جل وعلا ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون والخبيث هنا هو الردي من الاموال. ولستم باخذيه الا ان تغمضوا فيه واعلموا ان الله غني حميد. انت ما تخرج الصدقات والاموال الا لنفسك اما الله فانه غني عنها سبحانه وتعالى فان اخرجت جيدا فهو لك وان اخرجت رديئا فهو لك اانت هذا لك انت هذا لك انت اياك وكرائم اي نفايس الكريمة هي النفيسة يعني لا تأخذ النفايس من اموالهم كالحامل من الدواب او او اه الفحل فحل الابل او فحل الغنم هذا من النفايس وانما تأخذ من المتوسط الذي بين الردي وبين الجيد. الا اذا سمحت صاحب المال بالجيد فهذا خير له واذا لم يسمح فلا يلزمه ذلك ففي اخذ الجيد من غير اه طيب نفس المزكي اجحاظ به. وفي اخذ الردي اظرار بالمحتاجين والدين ولله الحمد دين الوسط والاعتدال. فيدفع في الزكاة من المتوسط من جميع من جميع الاموال يؤخذ المتوسط اياك وكرائم امواله فيقول انا ولي امر وانا لا ما تأخذ اموال الناس بدون رضاهم وان كنت ولي امر. ما تأخذ الا اما اذن الله باخذه وامرك به اياك وكرائم اموالهم. ثم اكد ذلك فقال واتق دعوة المظلوم لان اخذ الكرايم هذا ظلم. اخذ الكرايم بدون رضا صاحبها هذا ظلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم اتق دعوة المظلوم اي تجنبها والسبب في ذلك ان دعوة المظلوم مستجابة حتى ولو كان كافرا المظلوم تستجاب دعوته ولو كان كافرا لان الظلم لا يجوز ما يجوز الله جل وعلا يقول يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا الظلم لا يجوز كما ان دعاء المضطر يقبل ولو كان كافرا. ولو كان الداعي كافرا دعاء المضطر يستجاب ودعاء المظلوم يستجاب عند الله سبحانه وتعالى واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب تصل الى الله جل وعلا ويستجيب الله للمظلوم وهذا عام في الزكاة وفي غيرها. الا يجوز الظلم بحال من الاحوال في جميع الامور. وان الظالم وظن للعقوبة ومعرض لدعوات المظلومين والله يستجيب دعوات المظلومين لانه سبحانه حكم عدل لانه حكم عدل لا يرضى بالظلم ولا يقر الظلم سبحانه وتعالى فهذا فيه ان ولاة الامور يجب عليهم العدل ويحرم عليهم الظلم والعدل واجب على الجميع في كل من ولي ولاية ان يعدل وان يتجنب الظلم يبقى سؤال حول هذا الحديث وهو سؤال مشهور لماذا اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة اركان فقط وهي الشهادتان والصلاة والزكاة ولم يذكر بقية الاركان وهي الصيام والحج اجيب عن هذا بعدة اجوبة ذكرها الشراح رحمهم الله فمنهم من يقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم اقتصر على الاركان التي يقاتل التي يقاتل من امتنع منها من امتنع من التوحيد يقاتل اقتلوا المشركين حيث وجدتموه قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله يقاتل من آآ يقاتل من جحد الصلاة يقاتل من جحد الصلاة ولم يقر بها يقاتل من منع الزكاة كما قاتل ابو بكر الصديق رضي الله عنه مانع الزكاة فالرسول اقتصر على الاركان التي يقاتل من امتنع منها بعض العلماء يقول الرسول صلى الله عليه وسلم اقتصر على هذه الثلاثة لان من اداها ادى غيرها من باب اولى من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وحافظ على الصلاة وادى الزكاة فانه يحافظ على بقية الاركان من باب اولى ان الله جل وعلا يقول واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وقال بعضهم ان اصل الحديث انه ذكر الاركان الخمسة ان الرسول ذكر الاركان الخمسة لكن الراوي او الرواة اختصروه اختصروه وذكروا اوله الله اعلم لكن حتى حتى الذي لم يذكر بهذا الحديث هو مذكور في غيره مذكور في غيره فلا بد من العمل بجميع الاحاديث ما يقتصر على حديث واحد وقال حديث معاذ ليس فيه الا التوحيد والصلاة نعم