المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل اذا اردت ان تعرف ضلال الملحدين الماديين الذين يقولون وجدت الموجودات والحوادث مصادفة بلا خالق ان خلقها ولا مبتدع احدثها. وانه مع ضلالهم المبين في حمق وجنون لا يخفى الا على من ليس له عقل ولا سمع ولا بصر اذا اردت ان تعرف ذلك منهم وتعرف ان الامور كلها بخلق الله وتقديره وتدبيره فانظر الى هذا العالم العظيم كمسه وقمره وكواكبه وارضه وما فيها من الحوادث وتأملها ببصرك وبصيرتك تجدها كلها في غاية الحسن والاحكام والنظام البديع الدال لدلالة قاطعة على ان خالقها واحد احد. فرد صمد حكيم عليم وانه على كل شيء قدير وان العقول والالباب لتحار اذا توجهت الى حكمته وبديع نظامه في بعض مخلوقاته فضلا عن جميعها فتبارك الذي احسن كل شيء خلقه وقدره تقديرا انظر الى الشمس والقمر ومقدار بعدهما من الارض وانهما لو قربتا من الارض زيادة عن هذا الواقع او بعدتا كذلك لحدث الضرر الكثير في الابدان والنباتات وجميع ما على وجه الارض وانظر الى ما يترتب على سيرهما من تعاقب الفصول الاربعة المضطر اليها الانسان والحيوان والنبات وما فيها من منافع الضوء والانضاج والمنافع الاخر وانظر الى نفسك وما فيها من العبر العظيمة وكيف وضع كل عضو في موضعه اللائق به بحيث لو وضع في غيره لتشوشت الخلقة وفاتت المنفعة وكذلك جميع الحيوانات بهذا الوصف فهل يتصور ان يكون ذلك مصادفة بلا خالق خلقها؟ ولا مبتدع ابتدعها ان تناسب عناصر الحياة وانها كلها بوزن ومقدار لو زاد او نقص لاختلت الحياة لاكبر دليل على توحيد الباري وعلى ابطال مذهب الماديين وان الذي اوجد الحياة في الاشياء الحية جعل من اثارها ما جعل لهو على كل شيء قدير ومن نظر الى الحيوانات الكبار والصغار والهام الله لها كل ما تحتاجه وتحيلها على مصالحها وما اعطاها من الفطنة والذكاء والاعمال العجيبة التي يعجز عنها الانسان. عرف بذلك ان هذا لا يصدر الا من الهام من اعطى كل شيء طلقه ثم هدى