وشكرها هو القيام بحقوق الايمان وتارة يدعوهم الى ذلك في الترغيب والترهيب ويذكر ما اعد الله للمؤمنين الطائعين من الثواب وما للعصاة من العقاب وتارة يدعوهم الى ذلك بذكر ما له من الاسماء الحسنى وما له من الحق العظيم. على عباده المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة التاسعة بطريقة القرآن في امر المؤمنين وخطابهم للاحكام الشرعية. قد امر الله تعالى بالدعاء على سبيله الى سبيله بالتي هي احسن. اي باقرب طريق موصل للمقصود. محصل للمطلوب. ولا شك ان الطرق التي سلكها الله في خطاب عباده للمؤمنين بالاحكام الشرعية هي احسنها واقربها. فاكثر ما يدعوهم الى الخير وينهاهم عن الشر بالوصف الذي من عليهم به وهو الايمان فيقول يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا واتركوا كذا. لان في ذلك دعوة لهم من وجهين احدهما من جهة الحث على القيام بلوازم الايمان وشروطه ومكملاته فكأنه يقول يا ايها الذين امنوا قوموا بما يقتضيه ايمانكم من امتثال الاوامر بالنواهي والتخلق بكل خلق حميد والتجنب لكل خلق رضيع. فان الايمان الحقيقي هكذا يقتضي. ولهذا اجمع السلف ان الايمان يزيد وينقص وان جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة من الايمان ولوازمه كما دلت على هذا الاصل كما دلت على هذا الاصل اصلا ادلة كثيرة من الكتب من الكتاب والسنة. وهذا احدها حيث يصدر الله امرا يصدر الله امر المؤمنين بقوله يا ايها الذين امنوا او يعلق فعل ذلك على الايمان. وانه لا يتم الايمان الا بذلك المذكور. والوجه الثاني ان يدعوهم بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا او يتركوا كذا او يعلق ذلك بالايمان. يدعوهم بمنته عليهم بهذه المنة التي هي اجل المنن. اياما من الله عليهم بالايمان نقوم بشكر الله آآ بشكر هذه النعمة بفعل كذا وترك كذا فالوجه الاول دعوة لهم ان يتمموا ايمانهم ويكملوه شرائع الظاهرة والباطنة. والوجه الثاني دعوة لهم الى شكر نعمة الايمان. لبيان تفصيل هذا الشكر وهو الانقياد التام لامره ونهيه. وتارة يدعو المؤمن الى الخير وينهاهم عن الشر بذكر اثار الخير وعواقبه الحميدة العاجلة والآجلة. وبذكر اثار الشر وعواقبهم الوخيمة في الدنيا والاخرة وتارة يدعوهم الى ذلك. بذكر نعمه المتنوعة والائه الجزيلة. وان النعم تقتضي فهم القيام تقتضي منهم القيام بشكرها آآ وان حقه وان حقه عليهم ان يقوموا بعبوديته ظاهرا وباطنا. ويتعبد له وحده ويدعوه باسمائه الحسنى وصفاته المقدسة فالعبادات كلها شكر لله وتعظيم وتكبير واجلال واكرام وتودد اليه وتقرب منه. وتعرف من يدعوهم الى ذلك لاجل ان يتخذوه وليا وملجأ وملاذا ومعاذا. ومفزعا اليه في الامور كلها وينيب وينيب اليه في كل حال. ويخبرهم ان هذا هو اصل سعادة العبد وصلاة وانه لم يدخل في ولاية الله. وتوليه الخاص تولاه عدوه الذي يريد له الشر والشقاء. وانه ان لم يدخل في ولاية الله وتوليه الخاص تولاه عدوه عدوه. الذي يريد له الشر والشقاء ويمنيه ويغره وحتى يفوته المنافع والمصالح ويوقعه في المهالك. وهذا كله مبسوط في القرآن بعبارات متنوعة. وتارة يحثهم على كذلك ويحذرهم من التشبه باهل الغفلة والاعراض والاديان المبدلة لان لا يلحقهم يلحقهم من اللوم ما لحق اولئك الاقوام كقوله ولا تكونن من الخاسرين. وقوله فتكونن من الظالمين. وقوله ولا تكن من الغافلين وقوله الم يأن للذين امنوا او تخشع قلوبهم لذكر الله. وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل. فطال عليهم الامد فقست قلوبهم قلوبهم وكثير منهم فاسقون الى غير ذلك من الايات