المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القدوس السلام اي الذي له كل قدس وطهارة وتعظيم وتقدس عن صفات النقص فالقدوس يرجع الى صفات العظمة والى السلامة من العيوب والنقائص كما ان السلام يدل على المعنى الثاني فهو سالم من كل عيب وافة ونقص ومجموع ما ينزه عنه شيئان احدهما انه منزه عن كل ما ينافي صفات كماله فان له المنتهى في كل صفة كمال فهو موصوف بكمال العلم وكمال القدرة منزه عما ينافي ذلك من النسيان والغفلة وان يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات والارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر ومنزه عن العجز والتعب والاعياء واللغوب وموصوف بكمال الحياة والقيومية منزه عن ضدها من الموت والسنة والنوم وموصوف بالعدل والغنى التام منزه عن الظلم والحاجة الى احد بوجه من الوجوه وموصوف بكمال الحكمة والرحمة منزه عما يضاد ذلك من العبث والسفه وان يفعل او يشرع ما ينافي الحكمة والرحمة وهكذا جميع صفاته منزه عن كل ما ينافيها ويضادها الثاني انه منزه عن مماثلة احد من خلقه او ان يكون له ند بوجه من الوجوه فالمخلوقات كلها وان عظمت وشرفت وبلغت المنتهى الذي يليق بها من العظمة والكمال اللائق بها فليس شيء منها يقارب او يشابه الباري بل جميع اوصافها تضمحل اذا نسبت الى صفات باريها وخالقها بل جميع ما فيها من المعاني والنعوت والكمال هو الذي اعطاها اياه فهو الذي خلق فيها العقول والسمع والابصار والقوى الظاهرة والباطنة وهو الذي علمها والهمها وهو الذي نماها ظاهرا وباطنا وكملها قالت الرسل والملائكة لا علم لنا الا ما علمتنا وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته الى اخر الحديث فهو المنزه عن كل ما ينافي صفات المجد والعظمة والكمال وهو المنزه عن الضد والند والكفؤ والامثال وذلك داخل في اسمه القدوس السلام