تكفؤ السفينة كلما هبت ريح هبل هب معها في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون. قال السدي وعن ابي مالك وعن ابيه الصالح عن ابن عباس الهمداني عن ابن مسعود وعن الملازم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاية في قلوبهم مرض قال شك فزادهم الله مرضا قال اي شكا وقال ابن اسحاق عن محمد ابن ابي محمد عن عكرمة او سعيد ابن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى في قلوبهم مرض قال شك. هذا مثل انسان في عينه اه فصار يرى الاشياء غبشة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس العاشر من مجالس قراءتنا تفسير القرآن العظيم للامام الحافظ ابي الفدى اسماعيل ابن كثير الدمشقي رحمه الله. ونحن في الاحد الحادي والعشرون من شهر ربيع الثاني عام خمسة واربعين واربع مئة والف نزلت المصطفى صلى الله عليه وسلم. كنا قد وقفنا في تفسيره على تفسير الاية الثانية من سورة البقرة فنبدأ على بركة الله الا الكرامة مع الشيخ يوسف ابن شيخنا جاسم العينات فليتفضل مشكورا مأجورا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير سورة البقرة ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. قال ابن جريج قال ابن عباس ذلك الكتاب اي هذا الكتاب وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير والسدي ومقاتل ابن حيان وزيد ابن اسلم وابن جهين ان ذلك بمعنى ما هذا والعرب تقارض بين هذين الاسمين الاشارة فيستعملون كلا منهما مكان الاخر وهذا معروف في كلامهم وقد حكاه البخاري عن معمر ابن المثنى ابي عبيدة. هذا مما لا شك في ان العرب بين ذلك وتلك هذا لكن السؤال لماذا ترك هذا وهو اوضح معنى الى ذلك لبيان التعظيم لان كلمة هذا يشار الى شيء محتقر او شيء قريب اما ذلك فلا يستخدم الا لشيء بعيد ومعظم. نعم وقال الزمخشري ذلك اشارة الى الف لام ميم كما قال تعالى لا لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك. وقال تعالى ذلكم حكم الله يحكم بينكم. وقال ذلكم الله وامثال ذلك مما اشير به الى ما تقدم ذكره. والله اعلم وقد ذهب بعض المفسرين فيما حكاه القرطبي وغيره ان ذلك اشارة الى القرآن الذي وعد الرسول صلى الله عليه وسلم بانزاله عليه. او التوراة او الانجيل او نحو ذلك في اقوال عشرة وقد ضعف هذا المذهب كثيرون والله اعلم والكتاب اي القرآن. ومن قال ان المراد بذلك الكتاب الاشارة الى التوراة والانجيل كما حكاه ابن جرير وغيره فقد ابعد النجعة واغرق في النزع. وتكلف ما لا علم له به. والريب ان شك. قال السدي عن ابي ما لك وعن ابي في صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن اناس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ريب فيه اي لا شك فيه وقاله ابو الدرداء وابن عباس ومجاهد وسعيد وجبير وابو مالك ونافع مولى ابن عمر واعطى وابو العالية والربيع ومقاتل ابن حيان والسدي وقتادة واسمه اسماعيل وابي خالد وقال ابن ابي حاتم لا اعلم في هذا خلافا. وقد يستعمل الريب في التهمة قال جميل اسينة قالت يا جميل فقلت كلانا يا بثين مريب. واستعمل ايضا واستعمل ايضا في الحاجة كما قال بعضهم. قضينا من تهامة كل ريب وخيبر ثم اجمعنا السيوف ومعنى الكلام هنا انه هذا الكتاب هو القرآن لا شك فيه انه منزل من عند الله كما قال تعالى في السجدة الف لام ميم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. وقال بعضهم هذا خبر ومعناه النهي اي لا تابوا فيه وبالقراء من يقف على قوله تعالى لا ريب ويبتدأ بقوله فيه هدى للمتقين. والوقف على قوله تعالى لا ريب فيه اولى للاية التي ذكرناها ولانه يصير قوله تعالى هدى صفة للقرآن وذلك ابلغ من كوني فيه هدى. والله هذا فيه نظر لان الخبر فيه هدى الخبر على ان القرآن مشتمل على الهدى متظمن لمعنى الصفة على كل حال القراءة الثانية ثابتتان نعم آآ هنا قوله آآ الري بمعنى الشك والريب بمعنى الحاجة افادتنا فائدة جميلة لماذا عدل عن كلمة شك الى كلمة الريب لتفيدنا المعنيين لا ريب فيه لا شك فيه لا ريب فيه هدى. اذا لا شك فيه حاجاتكم ومنها الهدايات نعم قال رحمه الله وهدى يحتمل من حيث من حيث العربية ان يكون مرفوعا على النعت ومنصوبا على الحال وخصت الهداية للمتقين كما قال قل هو قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقروا وهو عليهم عمن اولى اولئك ينادون من مكان بعيد. وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين مؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا. الى غير ذلك من الايات الدالة على اختصاص المؤمنين بالنفع بالقرآن. لانه هو في نفسه هدى ولكن لا يناله الا الابرار كما قال تعالى. يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. وقد قال السدي عن ابي مالك وعن ابي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهنداني عن ابن من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هدى للمتقين يعني نورا للمتقين. وقال الشعبي هدى من الضلالة قال سعيد ابن جبير تبيان للمتقين وكل ذلك صحيح. وقال السدي عن ابي مالك وعن ابي صالح عن ابن عباس وعمورة الهندانية عن ابن مسعود وعناس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هدى للمتقين قال هم المؤمنون. وقال ابو روقع الضحاك عن ابن عباس هدى للمتقين قال للمؤمنين الذين يتقون الشرك بيعملون بطاعتي. وقال محمد ابن اسحاق عن محمد بن ابي محمد مولى زيد ابن ثابت عن الكلمات او عن سعيد بن جبير عن ابن عباس للمتقين قال الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى يرجون رحمته في التصديق بما جاء به. وقال سفيان الثوري عن رجل عن الحسن البصري قوله تعالى للمتقين قالت تقوم اتقوا ما حرم الله عليهم وادوا ما افترض عليهم. هذا حقيقة التقوى بالنسبة للتقوى اذا تعلق بالامر والنهي فعل المأمور وترك المحظور واذا تعلق التقوى بالخبر اليقين اليقين فيه. نعم وقال ابو بكر ابن عياش سألني الاعمش عن المتقين قال فاجبته فقال لي سل عنها الكلب فسألته فقال الذين يجتنبون كبائر الاثم. قال فرجعت الى وفي معنى هذا الحديث الذي رواه الامام احمد قال حدثنا ابو نويرة قال حدثنا الاوزاعي قال حدثني اسيد بن عبد الرحمن عن خالي بن دريك عن ابن محيريز انه قال قلت لابي جمعة فقال نرى انه كذلك ولم ينكره. وقال قتادة للمتقين اي هم الذين نعتهم الله بقوله الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة الاية والتي بعدها واختيار من جرير ان الاية تعم ذلك كله وهو كما قال. وقد روى الترمذي وابن ماجة ابي عقيل عبد الله بن عقيل عن عبدالله بن يزيد عن ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس عن عطية السعدي انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ ان يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما لما به بأس. ثم قال الترمذي حسن غريب. وقال ابن ابي حاتم حدثنا قال حدثنا عبد الله ابن عمران قال حدثنا اسحاق بن سليمان يعني الغازية عن المغيرة بن مسلم عن ميمون ابي حمزة انه قال كنت جالسا بوال فدخل علينا رجل يقال وهو ابو عفيف من اصحاب معاذ فقال له شقيق وسلمة يا ابا عفيف الان تحدثنا عن معاذ بن جبل؟ قال بلى سمعت يقول يحبس الناس يوم القيامة في بقيع واحد. في نادي مناد اين المتقون؟ فيقومون في كناف من الرحمن لا الله منهم ولا يستتر. قلت من المتقون؟ قال قومي اتقوا. قال قوم اتقوا الشرك وعبادة الاوثان واخلصوا لله فيمرون الى الجنة ويطلق الهدى ويراد به ما يقر في في القلب من الايمان ما يقر في القلب من الايمان وهذا لا وهذا لا يقدر على خلقه في قلوب العباد الا الله الله عز وجل قال الله تعالى انك لا تهدي من احببت. وقال ليس عليك هداهم وقال من يضلل الله فلا اهادي له؟ وقال من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. الى غير ذلك من الايات ويطلق ويراد به بيان الحق وتوضيحه والدلالة عليه والارشاد اليه قال الله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم وقال انما انت منذر. ولكل قوم هاد. وقال تعالى ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. وقال وهديناهن نجدين. على تفسير من قال المراد بهما الخير والشر وهو الارجح والله اعلم. واصل التقوى التوقي مما يكره لان اصلها وقى من الوقاية. قال النابغة سقط النصيف ولم ترد اسم اسقاط سقط. نعم سقط النصيف ولم ترد اسقاطه فتناول فتناولته تناولته واتقتنا باليد. فتناولته واتقتنا باليد. يعني لما سقط خمارها عن وجهها ايش تسوي الان ما وجدت الا تضع يدها. نعم وهذا قول النابغة يؤكد ان الخمار في الاصل ليس هو مجرد ما يوضع على الرأس بل ما يوضع على الرأس ويغطى به الوجه نعم احسن الله اليكم. قال وقال اخر فالقت قناعا دونه الشمس واتقت باحسن موصولين كف ومعصم بدون همزة قطع نعم وقد قيل ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل ابي بن كعب عن التقوى فقال له اما سلكت طريقا ذا شوك؟ قال بلى. قال فما عملت قال شمرت واجتهدت قال فذلك التقوى وقد اخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال خلي الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماش فوق وارض الشوك يحذر ما يرى. لا تحقرن صغيرة. ان الجبال من الحصى. وانشد ابو الدرداء يوم يريد المرء ان يؤتى مناه ويأبى الله الا ما ارادا. يقول المرء فائدتي وما وتقوى الله افضل ما استفادا. وفي سنن ابن ماجة عن ابي امامة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة ان نظر اليها سرته وان امرها اطاعته وان اقسم عليها ابرته وان غاب عنها نصحته في نفسها وماله قال تعالى الذين يؤمنون بالغيب. قال ابو جعفر الرازي عن العلاء بن المسيب بن رافع عن ابي اسحاق عن ابي الاحوس بن عبدالله انه قال انه قال الايمان بالتصديق وقال علي ابن ابي طلحة وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما يؤمنون ان يصدقون. وقال معمر عن الزهري الايمان والعمل. وقال ابو جعفر الرازي عن ربيع يؤمنون يخشون. قال ابن جرير وغيره والاولى ان يكونوا موصوفين بالايمان بالغيب قولا واعتقادا وعملا. قال وقد تدخل الخشية لله في معنى الايمان الذي هو تصديق القول بالعمل. والايمان كلمة جامعة للاقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق الاقرار بالفعل. هذا هو الصواب ان الايمان كلمة جامعة للاقرار واما التصديق فهذا يكون مرتبة بعد الاقرار نعم او قبل او شيء من الاقرار. نعم قال رحمه الله قلت اما الايمان في اللغة فيطلق على التصديق المحض وقد يستعمل في القرآن والمراد به ذلك. كما قال تعالى يؤمن بالله ويؤمن المؤمنين. وكما قال اخوة يوسف لابيهم وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين وكذلك اذا استعمل مقرونا مع الاعمال كقوله تعالى الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فاما اذا استعمل مطلقا قوله ان الايمان في اللغة فيطلق على التصديق المحض هذا فيه نظر وقد رده شيخ الاسلام باكثر من عشرين وجها فصله شيخنا واخونا الدكتور عبد الرزاق ابن شيخنا عبد المحسن العباد في رسالته زيادة الايمان ونقصانه ليش ليش فيه نظر؟ يلا فسروا هذه الاية على معنى التصديق لو كان يصح فامن له لوط حط كلمة صدقة فصدق له لوط شلون تصير ما تصير اذا الايمان في اللغة معناه الاقرار فاقر له لطف ها امنا به اقررنا به اقررنا به امنوا به اقروا به هذا هو الصواب اذا امنه اي اقر له هذا هو الصواب. اما تفسيره بالتصديق فهو من معاني الاقرار ثم قال اذا اذنب يصبح هكذا تما هاكا تما هاكا حتى يصبح هكذا عليه الطبع بعد ذلك. نعم وقال مجاهد كانوا كانوا يرون ان ذلك الرين ورواه ابن زيد عن ابي كريب عن وكيل عن المجاهدين بنحوه وليس هو لو كان رجل مصدق فقط بدون اقرار ما ينفع حتى لغة لا يسمى هذا. نعم قال فاما اذا استعمل مطلقا فالايمان الشرعي المطلوب لا يكون الا اعتقادا وقولا وعملا. هكذا ذهب اليه اكثر الائمة بل قد حكاه الشافعي واحمد بن حنبل وابو عبيد وغير واحد يجمع على ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص. لا شك ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص هذه مسألة اجماعية قد حكى هذا الاجماع جمع من الائمة منهم الامام البخاري منهم الامام الخلال ابن تيمية من بعد وغيره. نعم قال وقد ورد فيه اثار كثيرة واحاديث واوردنا الكلام فيها في اول شرح البخاري ولله الحمد والمنة. ومنهم من فسره بالخشية بقوله تعالى ان الذين يخشون ربهم بالغيب وقوله من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب. والخشية خلاصة الايمان كما قال تعالى وقال بعضهم يؤمنون بالغيب كما يؤمنون بالشهادة وليسوا كما قال تعالى عن المنافقين. واذا لقوا الذين امنوا قالوا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون. وقال اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول قول الله والله يعلم انك رسوله. والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. فعلى هذا يكون قوله الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون حالا اي في حال كونهم غيبا عن الناس. واما الغيب المراد ها هنا فقد اختلفت عبارات السلف في وكلها صحيحة ترجع الى ان الجميع مراد ترجع الى ان الجميع مراد قال ابو جعفر الرازي عن الربيع بلال عن ابي العالية في قوله تعالى يؤمنون بالغيب. قال يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وجنته وناره ولقائه ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث فهذا غيب كله. وكذا قال قتادة ابن دعامة وقال السدي عن ابي ما لك وعن ابي صالح عن ابن عباس وعمورة الهنداني عن ابن مسعود وعناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اما الغيب فما غاب عن العباد من امر الجنة وامر وما ذكر في القرآن. وقال محمد ابن اسحاق عن محمد ابن ابي محمد عكرمة او عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس بالغيب قال بما جاء منه. يعني من الله تعالى وقال سفيان الثوري وعن عاصم بن عزل انه قال الغيب اي القرآن وقال عطاء ابن ابي رباح من امن بالله فقد امن بالغيب. وقال اسماعيل بن ابي خالد يؤمنون بالغيب قال بغيب الاسلام وقال زيد ابن اسلم الذين يؤمنون بالغيب قال بالقدر فكل هذه متقاربة في معنى واحد فان جميع هذه المذكورات بالذي يجب الايمان به. وقال سعيد ابن منصور حدثنا ابو معاوية عن عمارة ابن عمير عبد الرحمن ابن عن عبد الرحمن ابن يزيد انه قال كنا عند عبد الله مسعود جلوسا فذكرنا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما سبقوا به فقال عبد الله ان ان امر محمد صلى الله عليه وسلم كان بينا لمن رآه والذي لا اله غيره ما امن احد قط ايمانا افضل من ايمان بغيب. ثم قرأ الف لام ميم ذلك الكتاب باب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب الى قوله المفلحون. وهكذا رواه ابي حاتم وابن المرضوية والحاكم في مصدركه من طرق ورفضه وذكره به وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وفي معنى هذا وفي معنى هذا الحديث الذي رواه الامام احمد حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم. احدثك حديثا جيدا. تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعنا ابو عبيدة ابن فقال يا رسول الله هل احد خير منا اسلمنا معك وجاهدنا معك؟ قال نعم. قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني. قال طريق اخرى قال قال ابو بكر بن مرضوية في تفسيره حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا اسماعيل ابن عبد الله ابن مسعود قال حدثنا عبد الله ابن صالح قال حدثنا معاوية ابن صالح عن صالح ابن جبير انه قال قدم علينا ابو جمعة الانصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت المقدس ليصلي فيه ومعنا يومئذ رجاء بن حيوة رضي الله عنه ولما انصرف خرجنا نشيعه فلما اراد الانصراف قال ان لكم جائزة وحقا احدثكم بحديث سمعتوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا هات رحمك الله. قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا معاذ بن جبل العاشر عشرة. فقلنا يا رسول الله هل من او من اعظم منا اجرا امنا بك واتبعناك. قال ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين اظهركم يأتيكم الوحي يأتيكم بالوحي من السماء بل قوم من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين يؤمنون به. ويعملون بما فيه. اولئك اعظم من منكم اجرى مرتين الله اكبر. الله يجعلنا منهم. الله يجعلنا منهم. طبعا كونهم اعظم اجرا مرتين من الصحابة ليس معناه انهم افضل الا ترى انه اذا عمل عندك ابنك ثم عمل عندك اجير فاعطيت الاجير ضعف اي ما اعطيت لابنك فهذا لا يعني ان الاجير الذي اعطيته ضعفه ما اعطيت ابنك انه صار افضل عندك من ابنك فالصحابة هم بينهم وبين النبي عليه الصلاة والسلام بلوة العلم بنوة التربية والتزكية. نعم قال ثم رواه من حديث ضمة ابي ربيعة عن مرزوق بن نافع عن الصالح بن جبير عن ابي جمعة بنحوه. وهذا الحديث فيه دالة على العمل بالوجاة بالوجادة التي اختلف فيها اهل الحديث كما كما قررتوه في اول شرح البخاري لانه مدحهم على ذلك وذكر انهم اعظم اجرا من هذه الحيثية لا مطلقا. وكذا الحديث الاخر والذي رواه الحسن بن عرفة العبدي قال حدثنا اسماعيل بن عياش الحمصي عن المغيرة بن قيس التميمي عن عمرو بن شعيب بن عن ابيه عن جده انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الخلق اعجب اليكم ايمانا؟ قالوا الملائكة. قال وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم؟ قالوا فالنبيون. قال وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم قالوا فنحن قال وما لكم لا تؤمنون وانا بين اظهركم. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان اعجب الخلق الي ايمانا لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيها قال ابو حاتم الرازي المغيرة ابن قيس البصري منكر الحديث. قلت ولكن قد روى ابو يعلى في مسنده وابن مردويه في تفسيره والحاكم في مستدركه. من حديث ابن ابي حميد وفيه ضعف عن زيد عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله او نحوه. وقال الحاكم صحيح الاسناد ولم يخرجه. وقد روى نحوه وقد روي نحوه وقد روى وقد روى نحوه عن انس ابن مالك مرفوعا والله اعلم. وقال ابن حاتم حدثنا ابيه قال حدثنا عبد الله ابن محمد المسندي قال حدثنا اسحاق قال اخبرني ابراهيم جعفر بن محمود بن سامات الانصاري قال اخبرني جعفر بن محمود عن جدته نويلة بنت اسلم انه انها قالت صليت الظهر او العصر في مسجد بني حارثة فاستقبل فاستقبلنا مسجد ايليا وصلينا السجدتين ثم جاءنا من يخبرنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام فتحول النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء. فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبل البيت الحرام. قال ابراهيم فحدثني رجال من بني حارثة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه ذلك قال اولئك قوم امنوا بالغيب. هذا حديث غريب من هذا الوجه قوله تعالى ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. قال ابن عباس ويقيمون الصلاة ان يقيمون الصلاة بفروضها وقال عن ابن عباس اقامة الصلاة اتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع والاقبال عليها فيها. وقال قتادة اقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها وقال مقاتل ابن حيان اقامتها المحافظة على مواقيتها واسباغ الطهور فيها وتمام ركوعها وسجودها. وتلاوة القرآن فيها والتشهد على النبي صلى الله عليه وسلم فهذا اقامتها وقال علي ابن ابي طلحة وغيره عن عن ابن عباس ومما رزقناهم ينفقون. قال زكاة اموالهم. وقال السدي عن ابي مالك وعن ابي صالح عن ابن عباس عن ابن مسعود وعن اناس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومما رزقناهم ينفقون. قال هي نفقة الرجل على اهله وهذا قبل ان تنزل الزكاة. وقال جويبر عن الضحاك كانت النفقات قرباتي يتقربون بها الى الله على قدر ميسرتهم وجهدهم حتى نزلت فرائض الصدقات سبع ايات في سورة براءة مما يذكر فيهن مما مما يذكر فيهن الصدقات هن الناسخات المثبتات وقال قتادة قول آآ الضحاك فيه نظر لان النفقة على الزوجة والاولاد واجبة لا زالت حتى مع فروض الزكاة. نعم قال ابن جرير وقال بعضهم انما انما معنى قوله تعالى ختم الله على قلوبهم اخبار من الله عن تكبرهم واعراضهم عن الاستماع لما دعوا لما دعوا اليه من الحق كما وقال قتادة مما رزقناهم ينفقون فانفقوا فانفقوا مما اعطاكم الله هذه الاموال عواري وودائع عندك يا ابن ادم يوشك ان فارقها واختاروا دين ان لا يتعامدوا بالزكاة والنفقات فانه قال واولى واولى التأويلات واحقها بصفة القوم ان يكونوا لجميع اللازم لهم في اموالهم والدين كان ذلك او نفقة او نفقة من لزم من لزمته نفقته من اهل وعيال وغيرهم ممن يجب عليهم نفقته بالقرابة والملك. نعم. وغير ذلك لان الله تعالى عم وصفهم ومدحهم بذلك وكل من الانفاق والزكاة ممدوح به محمود عليه. قلت كثيرا ما الله تعالى بين الصلاة والانفاق بين الاموال فان الصلاة حق الله وعبادته. وهي مستملة على توحيده والثناء عليه وتمديده والابتهال اليه ودعائه والتوكل عليه والانفاق والانفاق هو من الاحسان الى المخلوقين بالنفع المتعدي اليهم واولى الناس بذلك القرابات والاهلون والمماليك ثم الاجانب فكل من النفقات الواجبة مفروضة داخل في قوله تعالى ومما رزقناهم ينفقون. ولهذا ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله يسلم قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. والاحاديث في هذا كثيرة واصل الصلاة في كلام العرب الدعاء قال الاعشى لها حارس لا يبرح الدهر بيتها وان ذبح وان ذبحت صلى عليها وزمزما وقال ايضا وقابلها الريح في دمها وصلى على دنها وارتسم. انشدهما ابن جرير مستشهدا على ذلك. وقال الاخر والاعشاء ايضا تقول تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يا ربي جنب ابي الاوصاب والوجع عليك مثل الذي صليت فاغتمظا نوما فان دوما فان لجنب المرء مضطجعا. يقول عليك من الدعاء مثل الذي دعيته لي وهذا ظاهر ثم استعملت الصلاة في الشرع في ذات الركوع والسجود والافعال المخصوصة في الاوقات المخصوصة بشروطها المعروفة وصفاتها وانواعها المشروعة المشهورة مما يدل على ان صلاة في اللغة الدعاء الاية الصريحة في سورة التوبة وصلي عليهم ان صلاتك سكن له. اي ادع له لان هذه الاية ما يمكن تفسيرها الا بهذا نعم قال ابن جرير وارى ان الصلاة المفروضة سميت صلاة لان المصلي يتعرض لاستنجاح طلبته من ثواب الله بعمله مع ما يسأل ربه فيها من حاجته وقيل هي مشتقة من من الصلاوين اذا تحركا في الصلاة عند الركوع والسجود وهما عرقان يمتدان من الظهر حتى يكتنفا عجب الذنب ومنه سمي المصلي وهو التالي السابق في حلبة الخيل وفيه نظر. وقيل هي مشتقة من من الصل. وهي وهو الملازمة للشيء من قوله تعالى لا يصلاها اي لا يلازم ويدوم فيها الا الاشقى. وقيل مشتقة من تصفية الخشبة في النار لتقوم. كما ان المصلي يقوم عوجهه بالصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله اكبر. واشتقاقها من الدعاء اصح واشهر والله اعلم. لا فيه فرق بين من الاشتقاق وبين المعنى اما ما يمكن ان اشتقاق الصلاة من الدعاء. ما في مادة تجمعهم يعني الحين لما يجيني واحد ويقول لي كلمة الاشتقاق مشتقة من ايش؟ اقول له مشتقة من شق يشق شقا ما يصير اقول اشتقاق معناها من الانفراجة هذا معنى فهذا فيه تجوز الصواب ان كلمة الصلاة في اللغة من حيث الاشتقاق الصرفي من صالة يصل بمعنى انه اسقط عن نفسه الاثام والذنوب او من صلي يصلي بمعنى وصل او فيه اشتقاق اكبر كما نبه عليه بعضهم. اما معنى فمعناه في اللغة الدعاء ما في اشكال نعم قال واما الزكاة فسيأتي الكلام عليها في موضعه ان شاء الله تعالى في موضع يعني في سورة التوبة نعم قوله تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما من قبلك وبالاخرة هم يوقنون قال ابن عباس والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك ان يصدقونك بما جئت به من الله وما جاء به من قبلك من المرسلين لا يفرقون بينهم ولا يجحدون العلماء جاءوهم به من ربهم وبالاخرة هم يوقنون اي بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان وانما سميت الاخرة لانها بعد الدنيا وقد اختلف المسلمون في انه لا يوم بعدها ولانه لا يوم بعدها هؤلاء ثم قال ان الذين كفروا سواء عليهم الى قوله عظيم. هؤلاء اهل النار قالوا لسناهم يا رسول الله قال اجل ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. يقول تعالى ان الذين كفروا اي غط لا يوجد الا بالنسبة للجنة لا يرون فيها شمسا ولا زمانيا. خلاص ولا نوم فيها بالنسبة للنار ظلمات بعضها فوق بعض عياذا بالله نعم قال رحمه الله وقد اختلف المفسرون في الموصوفين هنا هل هم الموصوفون بما تقدم من قوله تعالى الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم منفقون ومن هم على ثلاثة اقوال حكاها ابن جرير احدها ان الموصوفين اولا هم الموصوفون ثانيا وهم كل مؤمن مؤمن العرب ومؤمن اهل الكتاب وغيرهم. قال هو مجاهد وابو العالية والربيع ابن انس وقتادة. والثاني هما واحد وهم مؤمنوا اهل الكتاب وعلى هذين تكون الواو عاطفة عاطفة وعلى وعلى هاد ادا يكون الواو عاطفة عاطفة صفات على صفات كما قال تعالى سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى الذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى. عطف الصفات على الصفات وارد. تقول جاء زيد العالم والكاتب والشاعر هو الاديب ما في اشكال نعم قال وكما قال الشاعر الى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم. فعطف فعطف الصفات بعضها على بعض والموصوف واحد والثالث ان الموصوفين اولا مؤمن العرب والموصوفون ثانيا بقوله والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون مؤمنوا اهل كتاب ناقله السدي في تفسيره عن ابن عباس وابن مسعود واناس من الصحابة. واختاره ابن جرير رحمه الله ويستشهد له واختاره ابن جرير رحمه الله ويستشهد لما قال بقوله تعالى وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله. الاية. الصح ويستشهد. احسن الله اليكم يعني ابن كثير يستشهد لابن الجريح واختاره الجليل رحمه الله ويستشهد لما قالت قال ويستشهد لما قال بقوله تعالى وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله الاية. وبقوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا مسلمين انا كنا من قبلهم مسلمين اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون. وبما في الصحيحين من حديث الشعبي عن ابي برودة عن ابي موسى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث يؤتون اجرهم مرتين رجل من اهل الكتاب امن بنبيه وامنبيه ورجل مملوك ادى حق الله وحق مواليه ورجل ادى بجاريته فاحسن تأديبها ثم اعتقها وتزوجها. واما ابن فما استشهد فما استشهد على صحة ما قال فما استشهد على صحة ما قال الا بالمناسبة وهي ان الله تعالى وصف في اول هذه السورة المؤمنين والكافرين. فكما انه صنف فكما انه صنف الكافرين الى صنفين منافق وكافر فكذلك المؤمن صنفهم الى صنفين عربي وكتابي. قلت والظاهر قول مجاهد فيما رواه الثوري الرجل نعم المجاهد ورواه غير واحد عن ابن اليمين عن مجاهد انه قال اربع ايات من اول سورة البقرة في نعت المؤمنين وايتان في نعش الكافرين وثلاث عشرة في المنافقين فهذه واربع وعامات في كل مؤمن اتصف بها من عربي واعجمي وكتابي من انس وجن وليس تصح واحدة من هذه الصفات بدون الاخرى بل كل واحدة الهزيمة للاخرى وشرط معها فلا يصلح الايمان بالغيب واقام الصلاة والزكاة الا مع الايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وما جاء به من قبله من صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين والايقان بالاخرة كما ان هذا لا يصح الا بذاك وقد امر الله المؤمنين بذلك كما قال يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل الاية وقال تعالى ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد الاية. وقال تعالى يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم. وقال تعالى قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة وما انزل اليكم من ربكم. واخبر تعالى عن المؤمنين كلهم بذلك فقال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون فكل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله. وقال تعالى والذين امنوا الله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم الى غير ذلك من الايات الدالة على امر جميع المؤمنين بالايمان بالله ورسله وكتبه لكن مؤمني اهل الكتاب خصوصية وذلك انهم يؤمنون بما بايديهم مفصلة فاذا دخلوا في الاسلام وامنوا به مفصلا كان لهم على ذلك الاجر مرتين واما غيرهم فانما يحصل له الايمان بما تقدم مجبرا كما جاء في الصحيح في الصحيح. اذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم. ولكن قولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم ولكن قد يكون ايمان كثير من العرب بالاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم اتم واكمل واعم اشمل من ايمان من دخل منهم في الاسلام فهم وان فهم وان حصل لهم اجران من تلك الحيثية فغيرهم قد يحصل لهم من تصديق ما ينيف ثوابه على الذي الاجرين الذين حصلا لهم والله اعلم حتى من اهل العلم من قال يؤتون اجره مرتين قال يصدق حتى في المؤمن هذه الامة ليش لانهم كمؤمني اهل الكتاب امنوا بالكتابين امنوا بالقرآن وامنوا بالانجيل امنوا بالقرآن وامنوا بالتوراة نعم قال رحمه الله في قوله تعالى اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. يقول الله تعالى اولئك اذ المتصفون بما تقدم من الايمان بغيب واقام الصلاة والانفاق من الذين من الذي من الذي رزقهم الله؟ ولا والايمان بما انزل الله الى الرسول ومن قبلي ومن قبل ومن قبله لم يرزق ومن قبله من الرسل والايقان بالدار الاخرة وهو يستلزم الاستعداد لها من العمل من العمل بالصالحات وترك المحرمات على هدى اي على نور وبيان وبصيرة من الله تعالى واولئك هم المفلحون اي في الدنيا والاخرة. وقال محمد بن اسحاق محمد بن عن محمد بن ابي محمد عن عكرمة سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى اولئك على هدى من ربهم اي على نور من ربهم واستقامة على ما جاءهم به. واولئك هم المفلحون اي الذين ادركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا. وقال ابن جرير واما معنى قوله تعالى اولئك على هدى من ربهم فان معنى ذلك انهم على نور من ربهم برهان واستقامة وسداد بتسديد الله اياه وتوفيقه لهم وتأويل قوله تعالى واولئك هم المفلحون اي المنجحون المدركون ما طلبوا عند الله باعمالهم وايمانهم بالله وكتبه ورسله من الفوز بالثواب والخلود في الجنات والنجاة مما اعد الله لاعدائه من العقاب وقد حكى ابن جرير قولا عن بعضهم انه اعاد اسم الاشارة في قوله تعالى اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون الى مؤمني اهل الكتاب الموصوفين بقوله تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك الاية على ما تقدم من الخلاف قال قال وعلى هذا فيجوز ان يكون قوله تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك منقطع مما قبله وان يكون مرفوعا على الابتداء وخبره اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. واختار انه عائد الى لمن تقدم ذكره للمؤمنين العرب واهل الكتاب بما رواه الصديق عن ابي مالك وعن ابي صالح عن ابي عباس وعمورة الهمداني عن ابن مسعود وعن اناس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما الذي يؤمنون بالغيب فهم المؤمنون من العرب والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك هم المؤمنون من اهل الكتاب ثم جمع الفريقين فقال اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. وقد تقدم من الترجيح بان ذلك صفة المؤمنين عامة والاشارة عائدة عليهم والله اعلم. على كل حال قول ابن جرير له وجاهة اذا كان المقصود مؤمن اهل الكتاب ممن لم يدركوا نبوة النبي صلى الله عليه وسلم واقاموا هذه الامور فهم مفلحون وهؤلاء من هذه الامة مفلحون فالفلاح ليس مقصورا بمؤمني هذه الامة الفلاح للمؤمنين بما ذكر من كل امة نعم قال وقد نقل هذا عن مجاهد وابي العريث والربيع ابن آسف وقتادة رحمهم الله. وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا يحيى ابن عثمان ابي صالح المصري. قال حدثنا ابي قال قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثني عبيد الله بن المغيرة عن ابي الهيثم واسمه سليمان ابن عمرو عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل له يا رسول الله انا نقوى من القرآن فنرجو ونقرأ من القرآن فنكاد ان نيأس. او كما قال قال افلا اخبركم عن اهل الجنة واهل النار؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال الف لام امين. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الى قوله تعالى المفلحون. هؤلاء اهل الجنة قالوا انا نرجو ان نكون اي غطوا الحق وستروه وقد كتب الله تعالى عليهم ذلك سواء عليهم انذارك وعدمه فانهم لا يؤمنون بما جئتهم به كما قال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. وقال تعالى في حق من اهل الكتاب ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوا قبلتك. الاية اي ان منك اي ان من كتب الله عليه الشقاوات فلا مسعدا له ومن اضله فلا هادي له فلا تذهب نفسك عليهم حسرات وبلغهم الرسالة فبيستجاب لك فله الحظ الاوفر. ومن تولى فلا تحزن عليهم ولا ولا يهمدنك ذلك فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب انما انت نذير. والله على كل شيء وكيل. وقال علي بن ابي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قيس ان يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى فاخبره الله تعالى انه لا يؤمن الا من سبق له من الله السعادة بالذكر الاول ولا يضل الا من سبق له من الله قامت في الذكر الاول وقال محمد بن اسحاق حدثني محمد ابن ابي محمد عن عكرمة او سعيد ابن جبير عن ابن عباس بقوله تعالى ان الذين كفروا اي بما انزل اليك قالوا انا قد امنا بما جاءنا قبلك سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون اي انهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك وجحدوا ما اذا عليه من الميثاق قد كفروا وقد كفروا بما جاءك وبما عندهم مما جاءهم به غيرك فكيف يسمعون منك انذارا وتحذيرا وقد كفروا بما عندهم من علمك. وقال ابو جعفر الرازي عن الربيع ابن انس عن ابي العالية انه قال نزلت هاتان الايتان في قادة الاحزاب وهم الذين قال الله فيه المتر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها. والمعنى الذي ذكرناه اولاؤه عن ابن عباس في رواية علي بن ابي طلحة اظهر ويفسره بقية الايات التي في معناها والله اعلم وقد ذكر ابن ابي حاتم ها هنا حديثا فقال حدثنا ابي قال حدثنا يحيى ابن عثمان ابن صالح المصري قال حدثنا ابي قال حدثنا ابراهيم قال حدثني عبيد الله بن عن ابي الهيثم عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قيل يا رسول الله انا نقرأ من القرآن فنرجو ونقرأ فنكاد ان نيس فقال الا اخبركم ثم قال ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. هؤلاء اهل النار قالوا لسنا هم يا رسول الله قال اجل فقوله تعالى لا يؤمنون محلهم من الاعراب انه جملة مؤكدة للتي قبلها جملة مؤكدة للتي قبلها سواء عليه ما انذرت ام لم تنذرهم اي هم كفار في كلا الحالين. فلهذا اكد ذلك بقوله تعالى لا يؤمنون ويحتمل ان يكون لا يؤمنون خبرا لان تقديره ان الذين كفروا ايؤمنون ويكون قوله تعالى سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم جملة معترضة والله اعلم كلا لعرابين له معنى معتبر من الناحية الشرعية نعم قوله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم. قال السدي ختم الله اي طبع الله وقال سادة في هذه الاية استحوذ عليهم الشيطان اذا اطاعوه فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة فهم لا يبصرون هدى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون وقال ابن جريج قال مجاهد ختم الله على قلوبهم. قال الطبع ثبتت الذنوب على ثبتت الذنوب على القلب فحفت به من كل نواحيه فحفت. احسنت. فحفت به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه. فالتقاؤها عليه والطبع اي الختم نعم قال ابن قال ابن جريد الختم على القلب والسمع. قال ابن جرير وحدثني عبد الله ابن كثير انه سبع مجاهدين. يقول الران ايسر من الطبع والطبع ايسر من الاقفال والاقفال اشد من ذلك كله وقد جاء ذكر الثلاثة ها؟ ذكر الران. كلا بالران عليه وهذا المبدأ والطبع هذا الوسط قالوا قلوبنا غلف هذا هو معنى الاقفال نعم وقال الاعمش ارانا مجاهد بيده فقال كانوا يرون ان القلب في مثل هذه يعني الكف فاذا اذنب العبد ذنبا ضم منه وقال باصبعه الخنصر هكذا فاذا اذنب الضمة وقال باصبع باصبع الاخرى فاذا اذنب ضمة وقال باصبع اخرى هكذا حتى ضم اصابعه كلها قال ثم يطبع عليه بطابع. يعني هكذا شبه القلب بالكف قالوا ان فلانا لاصم لا صم لا صموا عن هذا الكلام اذا امتنع عن سماعه ورفع نفسه عن تفهمه تكبرا قال وهذا لا يصح لان الله تعالى قد اخبر قد اخبر انه هو الذي ختم على قلوبهم واسماعهم قلت وقد اطنب الزوج في تقرير ما رده ابن جرير ابن جرير ها هنا وتأول الاية من خمسة اوجه وكلها ضعيفة جدا وما حداه على ذلك الا اعتزاله لان الختم على قلوبهم منعها عن الوصول الى الحق اي عن وصول الحق اليها قبيح عنده. يتعالى الله عنه في اعتقاده ولو فهم قوله تعالى ولو فهم قوله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وقوله ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون. وما اشبه ذلك من ايات الدالة على انه تعالى انما ختم على قلوبهم وحال بينهم وبين الهدى جزاء وانفاقا على تماديهم في الباطل ملحق وهذا عدو منه تعالى حسن حسن وحسن هو ليس بقبيح. فلو احاط علما بهذا لما قال ما قال والله اعلم. يعني طبع الله على قلوبهم ليس هكذا اعتباطا طبع الله على قلوبهم باسباب ختم الله على قلوبهم باسباب ما هي الاسباب؟ بينتها الايات الاخرى. فلما زاغوا زار الله قلوبهم هذا هذا هو السبب نعم قال القرطبي واجمعت الامة على ان الله تعالى قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين مجازاة لكفرهم. كما قال بل طبع الله عليها بكفر وذكر وذكر حديث تقليب القلوب ويا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وذكر حديث حذيفة الذي في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال تعرض الفتن تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فاي قلب نشربها نكت فيه نكتة سوداء واي قلب انكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على ابيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض والاخر اسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الحديث. قال ابن جرير والحق عندي بذلك ما صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما حدثنا به محمد ابن قال حدثنا صفوان وعيسى قال حدثنا ابن عجلان عن القعقاعي ان عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن اذا اذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه فان تاب ونزع واستاء واستعيب صقل قلبه وان زاد زاد حتى تعلو قلبه. فذلك الران الذي قال الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما اكانوا يكسبون. وهذا الحديث من هذا الوجه قد رواه الترمذي والنسائي وعن قتيبة عن ليث ابن سعد. وابن ماجة عن هشام ابن عمار عن حاتم اسماعيل والوليد ابن مسلم. ثلاثة عن محمد بن عجلان وذكره به وقال الترمذي وحديث حسن صحيح ثم قال ابن جرير فاخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذنوب اذا تتابعت على القلوب اغلقتها واذا اغلقتها اتاها حينئذ الختم من قبل الله تعالى والطبع فلا الايمان اليها مسلك ولا للكفر منها مخلص قال جل وعلا في القرآن الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا نتيجة لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهدين طريق واضح ابليس هو ابليس. الله جل وعلا لما اه امره بالسجود لم يسجد ما اخرجه من الجنة مباشرة وانما بين له انه استحق اللعن وكان في المهلة ليتوب لكن ما الذي فعل؟ تمادى لماذا فصار يخاطب انا خير منه. خلقتني من نار خلقت من طين. وتمادى ما هو بس اكتفى بكونه الظال فاضل اضل ادم حتى اخرجه من الجنة فاستحق ما استحق. نعم فذلك هو الختم والطبع الذي ذكره الله في قوله ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم نظير الختمة والطبع على ما تدركه الابصار من الاوعية والظروف التي لا يوصل الى ما فيها الا ما يصيروا مقالب احسن الله اليكم وقال سعيد عن قتادة ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله الذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون. نعت نعت المناق لا بفضل ذلك عنها ثم حلها. فكذلك لا يصل الايمان الى قلوب من وصف الله انه ختم على قلوبهم وعلى سمعهم الا بعد فضله. الا بعد فضله خاتمه وحله رباطه عنها واعلم ان الوقفة التامة على قوله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وقوله وعلى ابصارهم غشاوة جملة تامة فان الطبع يكون على القلب وعلى السمع والغشاوة وهي الغطاء تكون على البصر كما قال السدي في تفسيره عن ابي مالك وعن ابي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهنداني عن ابن مسعود وعن اناس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم يقول فلا يعقلون ولا يسمعون ويقول وجعل على ابصارهم غشاوة يقول على اعينهم فلا يبصرون وقال ابن جرير حدثني محمد ابن سعد قال حدثنا ابي قال حدثني عمي الحسين ابن الحسن عن ابيه عند الديه عن ابن عباس رضي الله عنهما ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم الغشاوة على ابصارهم. قال وحدثنا القاسم قال حدثنا الحسين يعني يعني ابن داوود وهو سنيد قال حدثني حجاج وهو ابن محمد الاعور. قال حدثني ابن جريج قال الختم على القلب والسمع والغشاوة على البصر. قال الله تعالى فان يشاء الله يختم على قلبك. وقال وختم الله على سمعه وختم وختم وقال وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة. قال ابن جرير ومن نصب غشاوة من قوله تعالى وعلى ابصارهم يحتمل انه نصبها باضمار فعل تقديره وجعل على ابصارهم غشاوة. ويحتمل ان يكون نصبها على الاتباع على محل وعلى سمعهم لقوله تعالى وحور عين نعم وقول وقول الشاعر الفتها تبنا وماء باردا حتى شتت عمالة عيناها او همالة عيناها وقول الشاعر الفتها تبنا وماما باردا حتى شتت حتى شتت همالة عيناها وقال الاخر ورأيت زوجك ورأيت زوجك في الوغاء متقلدا سيفا ورمحا. تقديره وسقيتها ماء بارد ومتعلق ومعتقل الرمح لما لما تقدم وصف المؤمنين في صدر السورة باربع ايات ثم عرف ثم عرف حال الكافرين بهاتين الايتين شرع تعالى في بيان حال المنافقين الذين الايمان ويبطنون الكفر. ولما كان امرهم يشتبه على كثير من الناس اطنب في ذكرهم بصفات متعددة. كل منها نفاق كما انزل سورة كما وانزل سورة براءة كما انزل سورة براءة فيهم وسورة المنافقين فيهم وذكرهم في سورة ولغيرها من السور تعريفا لاحوالهم لتجتنب لتجتاب ويجتنب من تلبس بها ايضا. فقال تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون. النفاق هو اظهار الخير واصرار الشر وهو انواع وهو واعتقادي هو الذي يخلد وهو الذي يخلد صاحبه في النار وعملي وهو من اكبر الذنوب كما سيأتي تفصيله في موضعه ان شاء الله تعالى. وهذا كما قال النجاري وهذا كما قال ابن جريج المنافق يخالف قوله فعله وسره وعلانيته ومدخله مخرجه ومشهده مغيبة وانما انزلت صفات المنافقين في السور المدنية لان مكة لم يكن فيها نفاق بل كان خلافه. من الناس من كان يظهر الكفر مستك مستكرها وهو في الباطن مؤمن فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة وكان بها الانصار من اوس والخزرج وكانوا في جاهليتهم يعبدون الاصنام على طريقة مشركي العرب وبها اليهود من اهل الكتاب على طريقة اسلافهم وكانوا ثلاثة قبائل بنو قين قاع حلفاء الخزرج وابن نظير وبنو قريظة حلفاء الاوس فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واسلم من اسلم من الانصار من قبيلتي الاوس والخزرج وقل من اسلم من اليهود الا عبدالله بن سلام رضي الله عنه ولم يكن اذ ذاك نفاق ايضا لانه لم للمسلمين بعد بعد شوكة تخاف بل قد كان عليه الصلاة والسلام وادع اليهود وقبائل كثيرة من احياء العرب حوالي المدينة فلما كانت وقعة بدر العظمى واظهر الله كلمته على الاسلام واهله. قال عبدالله بن ابي بن سلول وكان رأسا وكان رأسا في المدينة. وهو من الخزرج وكان سيد الطائفتين في الجاهلية وكانوا قد عزموا ان يملكوه عليهم. فجاءهم الخير واسلموا واشتغلوا عنه فبقي في نفسهم الاسلام واهله. فلما كانت وقعة بدر قال هذا امر قد اتوجه فاظهر الدخول في الاسلام ودخل معه طوائف ممن هو على طريقته ونحلته. واخرون من اهل الكتاب فمن ثم وجد النفاق من هنا فمن ثم وجد النفاق في اهل المدينة ومن حولها من الاعراب. فاما المهاجرون فلم يكن فيهم احد نافق لانه لم يكن احد يهاجر مكرا. بل يهاجروا فيترك فيترك ماله وولده وارضه رغبة فيما عند الله في الدار الاخرة قال محمد بن اسحاق حدثني محمد بن ابي محمد عن عكرمة ابو سعيد بن جبير. عن ابن عباس في قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم يا اخي وما هم بمؤمنين. يعني المنافقين من الاوس والخزرج ومن كان على امرهم. وكذا فسرها بالمنافقين من الاوس والخزرج ابو العالية والحسن والقتادة والسدي ولهذا نبه الله سبحانه على صفات المنافقين بان لا يغتر الا يغتر بظاهر امره لان لا يغتر بظاهر امرهم المؤمنون. فيقع بذلك فساد عريض من الاحتراز منهم ومن اعتقاد ومن اعتقاد ايمانهم وهم كفار في نفس الامر وهذا من المحذورات الكبار ان ان يظن باهل الفجور خير. فقال تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. اي يقولون ذلك قولا ليس وراءه شيء اخر كما قال تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله. اي انما يقولون ذلك اذا جاءوك فقط لا لا في نفس الامر ولهذا يؤكدون في الشهادة بان ولام التأكيد في خبرها كما اكدوا قولهم قالوا امنا بالله وباليوم الاخر. وليس الامر كذلك كما اكذبهم الله في شهادة في خبرهم وفي خبرهم هذا بالنسبة الى اعتقادهم بقوله تعالى والله يشهد ان المنافقين لكاذبون وبقوله وما بمؤمنين وقوله تعالى يخادعون الله والذين امنوا اي بظاهرهم ما اي بظهارهم ما اظهروه من الايمان مع اسرارهم يعتقدون بجهلهم انهم يخدعون الله بذلك وان ذلك نافعهم عنده وانه يروج وانه يروج عليه كما قد يروج على بعض المؤمنين كما قال تعالى يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شيء. الا انهم هم الكاذبون ولهذا قابلهم عن اعتقادهم ذلك بقوله وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون يقول وما يغرون وما يغرون بصنيعهم هذا ولا يخدعون الا انفسهم وما يشعرون بذلك من انفسهم كما قال تعالى ان المنافقين يخادعون الله هو خادعهم. ومن القراء من قرأ وما يخدعون الا انفسهم. وكلا القراءتين ترجع الى معنى واحد اه الظاهر يخادعون ويخدعون. نعم. ومن القراء الثانية ومن القراء من قرأ. وما يخادعون الا انفسهم يعني ما يصير اثنين نفس الشيء نعم ولا يخادعون يعني الاول ولهذا قابلهم على اعتقادهم ذلك بقوله وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون المفروض هناك ما يكون شي يكون على نفس الاول وما يخادعون. نعم ثم ينقل هذا الى هنا وما يخدعه. نعم احسن الله اليكم قال ابن جرير فان قال قائل كيف يكون المنافق لله وللمؤمنين مخادعا؟ وهو لا يظهر بلسانه خلاف ما هو له خلاف ما هو له معتقد الا الا تقية قيل لا تمنع العرب ان تسمي من اعطى بلسانه غير الذي في ضميره تقية لينجو مما هو له خائف مخادعا فكذلك المنافق سمي مخادع لله وللمؤمنين باظهار ما ظهره ما ظهره بلسانه تقية بما يخلص به من الظاهر باظهار ما اظهره بلسانه ما في نسخة عندكم هكذا عبد الرحمن شنو في نسختكم باظهار ايش ما ظهر اظهر نعم. فكذلك المنافق سمي مخادعا لله وللمؤمنين باظهار ما اظهره بلسانه ثقية بما يخلص به من القتل والسباع والعذاب العاجل. وهو لغير ما اظهر مستبط وذلك من فعله وان كان خداعا للمؤمنين في عاجل الدنيا فهو لنفسه بذلك من فعله خادع لانه يظهر لانه يظهر لها وبفعله ذلك بها انه يعطيها امنيتها ويسقيها كأس سرورها وهو موردها حياض عطبها. مجرعها به كأس عذاب ومزيرها من غضب الله واليم عقابه ما لا قبل لها به. فلذلك فذلك خديعته نفسه ظنا منه مع اساءته اليها في امر معادها انه اليها محسن. كما قال تعالى وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون. اعلاما منه عبادة له المؤمنين ان المنافقين باساءتهم الى انفسهم في اسقاطهم عليها ربهم بكفرهم وشكهم وتكذيبهم غير غير شاعرين ولا دارين ولكنهم على عمياء من امرهم مقيمون ومقال ابن ابي حاتم انبأنا علي بن مبارك فيما كتب الي ولا حدثنا زيد بن المبارك قال حدثنا محمد ثوري في قوله تعالى يخادعون الله قال يظهرون لا اله الا الله يريدون ان بذلك دماءهم واموالهم وفي انفسهم غير ذلك. الصواب وقال ابن ابي حاتم نعت المنافق عند كثير نعت نعت المنافق عند كثيره نعت المنافق عند كثير نعم. خنع الاخلاق يصدق بلسانه وينكر بقلبه ويخالف بعمله يصبح على حاله ويمسي على غيره. ويمسي على حال ويصبح على غيره بدل يروح يعالج يبقى على ما هو عليه. فكل ما له يزيد ايش؟ الغبش عنده فيرى الاشياء معيبة هذا الذي يحصل في قلب المنافق انه كلما اصر وبقي على النفاق يزداد ايش؟ يزداد مرضا يزداد شكا وارتيابا في القرآن والسنة نعم قال رحمه الله وكذلك قال مجاهد وعكيمة والحسن البصري وابو العالية والربيع ابن انس وقتادة وعن عكرمة وطاووس في قلوبهم مرض يعني الرياء وقال الضحاك ابن عباس في قلوبهم مرض قال نفاق فزادهم الله مرضا. قال نفاقا وهذا كالاول. وقال عبدالرحمن ابن زيد ابن اسلمة في قلوبهم مرض قال هذا مرض في الدين وليس في الاجساد وهم المنافقون والمرض اي الشك الذي دخلهم في الاسلام فزادهم الله مرضا قال زادهم مجلسا وقرأ. فاما الذين امنوا فزادتهم فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم. قال اي شرا الى شرهم ضلالة الى ضلالتهم وهذا الذي قاله عبد الرحمن رحمه الله حسن وهو الجزاء من جنس العمل وكذلك قاله الاولون وهو نظير قوله تعالى ايضا وهذا الذي قاله من الاولون اه وهذا الذي قاله عبدالرحمن رحمه الله. ها؟ عبدالرحمن رحمه الله. نعم ماشي وهذا الذي قاله عبدالرحمن رحمه الله حسن وهو الجزاء من جنس العمل. وكذلك قاله الاولون وهو نظير قوله تعالى ايضا. والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. وقوله بما كانوا يكذبون وقرأ وقرأ يكذبون وقد كانوا منتصفين بهذا وهذا فانهم كانوا كذبة ويكذبون بالحق يجمعون بين هذا وهذا يعني يكذبون على النبي عليه الصلاة والسلام وعلى الاسلام ويكذبون بماء جاء به النبي عليه الصلاة والسلام وبما جاء به الاسلام. نعم قال وقد سئل القرطبي وغيره من المفسرين عن حكمة كفه عليه الصلاة والسلام وعن قتل المنافقين مع علمه باعيان بعضهم وذكروا اجوبة من عن ذلك منها ما ثبت في الصحيحين صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه اكره ان يتحدث العرب ان محمدا يقتل اصحابه. ومعنى هذا خشية ان يقع بسبب ذلك تنفير لكثير من الاعراب للدخول في الاسلام ولا يعلمون حكمة قتله لهم. وان قتله اياهم انما هو على الكفر فانهم انما يأخذونه بمجرد ما يظهر لهم فيقولون ان محمدا يقتل اصحابه قال القرطبي وهذا قول علمائنا وغيرهم كما كان يعطي المؤلفة قلوبهم مع علمهم بسوء اعتقادهم قال ابن عطية وهي طريقة اصحاب مالك نص عليه محمد ابن الجهم والقاضي اسماعيل والابهري وابن الماجيشون ومنها ما قال مالك رحمه الله انما كف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموافقين ليسن لامته ان الحاكم لا يحكم بعلمه. قال القرضي وقد اتفق العلماء عن بكرة ابيهم على ان القاضي لا يقتل لا يقتل بعلم صحيح. لا يقتل بعلمه. لا يقتل بعلمه. لا يقتل بعلمه وان اختلفوا في سائر الاحكام. يعني القاضي لو رأى فلان قتل فلان ولا ولا يوجد الشاهد ولا يوجد شاهد معه. ما يجوز ان يحكم بعلمه ليقينه نعم قال ومنها ما قال الشافعي انما منع رسول الله انما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الاسلام مع العلم بنفاق لانه لان ما يظهرونه يجب يجب ما قبله. ويؤيد هذا قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المجمع على صحته في الصحيحين وغيرهما. امرت ان الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوا ها عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله عز وجل يعني هم ينافقون يروحون عند اليهود شوي يجون عند المسلمين يقولون لا اله الا الله ففي الظاهر جب ما قبله ظاهرا نعم قال ومعنى هذا ان من قال هاجرت عليه احكام الاسلام ظاهرة فان كان يعتقدها وجد ثواب ذلك في الدار الاخرة. وان لم يعتقدها لم ينفعه في الاخرة جريان الحكم عليه في الدنيا وكونه كان خريط وكونه كان خليط اهل الايمان. ينادونهم الم نكن معكم قالوا بلى ولكنك فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى حتى جاء امر الله الاية فهم وقال الحسن البصري وتركهم في ظلمات لا يبصرون فذلك حين يموت المنافق في ظلم في ظلم عليه عمله وعمل السوء فلا يجد له عملا من خير فلا يجد له عملا من خير عمل به يصدق خالطونهم في بعض المحشر فاذا حقت المحقوقية تميزوا منهم وتخلفوا بعدهم وحيل بينهم وبينهم ولم يمكنهم ان يسجدوا معهم كما نطقت بذلك الاحاديث ومنها ما قاله بعضهم انه انما لم يقتلهم لانه كان لا يخاف من شرهم مع وجوده صلى الله عليه وسلم بين اظهرهم يتلو عليهم ايات الله مبينات فاما بعده فيقتلون اذا اظهروا النفاق وعلمه المسلمون قال ما لك المنافق في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الزنديق اليوم قلت وقد اختلف العلماء في قتل الزنيق اذا اظهر الكفر هل يستتاب ام لا او يفرق بين ان يكون داعية ام لا او يتكرر منه ارتداده ام لا او يكون او او يكون اسلامه ورجوعه من تلقاء نفسه او بعد ان ظهر عليه على اقوال متعددة موضع بسطها وتقريرها وعزوها كتاب الاحكام. قول ما لك رحمه الله ان الزنديق هو المنافق فيه نظر صواب التفرقة بين الزنديق والبنافر. المنافق يبطن الكفر ويظهر الاسلام لاجل الدنيا يريد المنصب يريد المال يريد الجاه يريد الزواج الى اخره الزنديق يبطن الكفر ويظهر الاسلام ليس مقصوده الدنيا مقصود هدم الاسلام فهو يتزيى بزي الاسلام وبزي اهل العلم مثل ابن سبأ وابن وهب الراسبي ها والجهم لصفوان الترمذي والحلاج وامثاله مقصودهم هدم الاسلام. لذلك ربما تراه من ازهد الناس تقول له هاك الدنانير ما ياخذها هاك المنصب ما يبيه خلاف المنافق. نعم قال رحمه الله تنبيه قول من قال كان عليه الصلاة والسلام يعلم اعيان بعض المنافقين انما مستند وهو حديث حذيفة بن اليماني في تسمية بتسمية اولئك الاربعة عشر منافقا في غزوة تبوك الذين هموا ان يفتكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلماء الليل عند عند عقبة هنالك عند عقبة عقبة عند عقبة هنالك عزموا على ان ينفروا به الناقة ليسقط عنها فاوحى الله اليه امرهم واطلع على على ذلك حذيفة ولعل الكف عن قتلهم كان لمدرك لمدرك من هذه المدارك او لغيرها والله اعلم. ومن المدارك انه عليه الصلاة والسلام ربما يكون اوحي اليه ان بعضهم سيسرف ولهذا قيل ان هؤلاء الاربعة عشر الذين استهزؤوا كما سيأتي في سورة التوبة اسلم منهم سبعة حسن اسلامهم قال فاما غير هؤلاء فقد قال الله تعالى وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم وقال تعالى فان لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا. ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا. وفيها دليل على انه لم لم يغري بهم لم يغر بهم ولم يدل على اعيالهم وانما كان يذكر له صفاتهم فيتوسمها في بعضهم كما قال تعالى ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم. ولتعرفنهم في لحن القول بسيماهم يعني بصفاتهم او بسيماهم اي باسمائه فعلى هذا لا حجة في هذا الدليل فيكون كالاول انه علم اسماء بعض المنافقين نعم قال رحمه الله وقد كان من اشهرهم بالنفاق عبدالله بن ابي بن سلول وقد شهد عليه زيد ابن ارقب بذلك الكلام الذي سبق في صفات المنافقين ومع هذا لما مات صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد دفنه كما يفعل ببقية المسلمين وقد عاتبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه فقال اني اكره ان تتحدث ان محمدا يقتل اصحابه. وفي رواية في الصحيح اني خيرت فاخترت. وفي رواية لو اعلم اني لو زدت على السبعين يغفر له لزدت كلام ابن كثير اني اكره ان تتحدث العرب ان محمدا يقتل اصحابه ليس هذا موضع هذا اكيد سبق قلم يعني لان هنا لما صلى عليه قال في رواية قال اني خيرت فاخترت وفي رواية قال دعني يا عمر فان الله خيرني نعم قد يتوهم شيء اخر ها؟ شيء اخر. مثل شنو انه ما صلى عليها كانها عدو او شي. ممكن ممكن ان اذا ما صلى عليه ان الناس يشيعون اه انه يشوف كيف يعامل اصحابه. نعم احسن الله اليكم. قوله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. الا انهم هم المفسدون ولكن لا قال السدي في تفسيره عن ابي مالك وعن النبي الصالح عن ابن عباس وعمرة الطيب الهمداني عن ابن مسعود وعن اناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون قال هم المنافقون. اما لا تفسدوا في الارض قال الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية. وقال ابو جعفر عن الربيع ابن انس عن ابي العالية في قوله تعالى واذا لكن لا يعلمون يعني ومن تمام جهلهم انهم لا يعلمون بحالهم في الضلالة والجهل. وذلك اردى لهم وابلغ في العمى والبعد عن الهدى. هذا مثل القول العلمانيين وهم اشبه الناس بالمنافقين والليبراليين قيل لهم لا تفسدوا في الارض قال يعني لا تعصوا في الارض. وكان فسادهم ذلك معصية لله. انه من لانه من عصى الله في الارض او امر بمعصية فقد افسد في الارض لان صلاح الارض والسماء بالطاعة وهكذا قال الربيع الونس وقتادة. وقال ابن جرير عن مجاهد واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قال اذا ركبوا معصية الله فقيل لهما تفعلوا كذا وكذا قالوا انما نحن على الهدى مصلحون. وقد قال وكيعوا وعيسى بن يونس وعثامن وعلي عن الاعمش عن المنهار لعمر العباد ابن عبد الله الاسدي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه في قوله واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. قال سلمان لم يجيء اهل هذه لم يجد اهل هذه الاية بعد وقال ابن جرير حدثني احمد ابن عثمان ابن حكيم قال حدثنا عبد الرحمن ابن شريك قال حدثني ابي عن الاعمش عن زيد وهب وغيره عن سلمان الفارسي في هذه الاية انه قال ما ما جاء هؤلاء بعد؟ قال ابن جرير يحتمل ان سلمان رضي الله عنه اراد بهذا ان الذين يأتون بهذه الصفة اعظم فسادا من الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم انه على انه لم يمضي من لا انه على انه لم يمض ممن تلك صفته احد. قال ابن جرير فاهل النفاق مفسدون في الارض بمعصية فيها ربهم وركوبهم فيها ما نهاهم عن ركوبه وتضييع فرائضه وشكهم في دينه الذي لا يقبل من الذي لا يقبل من احد عملا الا بالتصديق به والايقان بحقيقته وكذبهم المؤمنين بدعواهم وكذبهم المؤمنين بدعواهم غير ما هم عليه مقيمون من الشك والريب ومظاهرتهم اهل التكذيب بالله وكتبه ورسله على اولياء الله اذا وجدوا الى ذلك فذلك افساد المنافقين في الارض وهم يحسبون انهم وهم يحسبون انهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها. وهذا الذي قاله حسن فان من الفساد في ارض اتخاذ المؤمنين الكافرين اولياء كما قال تعالى والذين كفروا بعضهم اولياء بعض الا تفعلوه تكون فتنة في الارض وفساد كبير فقطع الله الموالاة بين المؤمنين والكافرين كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الكافرين اولياء من دون اتريدون ان تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا. ثم قال ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا. فالمنافق لما كان ظاهره الايمان اشتبه امره على المؤمنين فكان الفساد من جهة منافقه حاصل. لانه هو الذي غر المؤمنين بقوله الذي لا حقيقة له ووالى الكافرين على المؤمنين. ولو انه استمر على حاله الاول لكان شره اخف ولو اخلص العمل لله وتطابق قوله وعمله ولا وانجح ولهذا قال تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. اي نريد ان نداري الفريقين من المؤمنين والكافرين ونصطلح مع هؤلاء وهؤلاء كما قال محمد ابن اسحاق عن محمد ابن ابي محمد العكرمة او سعيد ابن جبير عن عن ابن عباس في قوله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون اي انما نريد الاصلاح بين الفريقين من المؤمنين واهل الكتاب يقول الله الا انهم هم المفسدون ولكن لا يقول الا ان هذا الذي يعتمدونه ويزعمون انه اصلاح هو عين الفساد ولكن من ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فسادا آآ قوله تعالى واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. يقول تعالى واذا قيل للمنافقين امنوا كما امن الناس اي كايمان الناس بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث الموت والجنة والنار وغير ذلك مما اخبر مما اخبر المؤمنون به وعنه. واطيعوا الله ورسوله الاوامر وترك الزواجر. قالوا انؤمن كما امن السفهاء يعنون لعنهم الله اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم قاله ابو العالية والسدي في تفسيره بسند يعني ابن عباس وابن مسعود وغيره واحد من الصحابة وبه يقول الربيع ابن انس وعبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم وغيرهم يقولون انصير نحن وهؤلاء بمنزلة واحدة وعلى واحدة وهم سفهاء والسفهاء جمع سفيه. كما ان الحكماء جمع حكيم. والعلماء جمع حليم. والسفيه هو الجاهل الضعيف الرأي. القليل المعرف بمواضع بمواضع المصالح والمضار. ولهذا سمى الله النساء والصبيان سفهاء في قوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما قال عامة علماء السلف هم النساء والصبيان وقد تولى وقد تولى الله سبحانه وتعالى جوابهم في هذه المواطن كلها فقال الا انهم هم السفهاء فاكد وحصر السفاهة فيهم وحنا ناس اهل حضارة نفهم انتم دراويش مساكين ويزعمون الاسلام نفس كلام هؤلاء المنافقين. نعم واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون. يقول تعالى واذا لقي هؤلاء المنافقون المؤمنين قالوا امنا ان يظهروا لهم الايمان والموالاة والمصاف بات غرورا منهم المؤمنين ونفاقهم مصانعة وتقية وليشركوهم فيما اصابوا وليشركوهم فيما اصابوا من خير ومغنم. واذا خلوا الى شياطينهم يعني واذا انصرفوا وذهبوا وخلصوا الى شياطينهم فظم فظمنا خلوا فضمن خلوا او فظمن خلوا اه نعم واذا خلوا فظمن خلوا معنى ان صلوا. صح. صح فضمن خلوا معنى صرفوا لتعديته بإذا ليدل على الفعل المضمر والفعل الملفوظ به. ومنهم من قال الى هنا بمعنى مع والاول احسن وعليه يدور كلام ابن جرير. وقال سدي عن ابي ما لك خلوا يعني مضوا وشياطينهم سادتهم وكبر. وشياطينهم سادتهم وكبراؤهم ورؤساؤهم من احباب اليهود ورؤوس المشركين والمنافقين. قال السوديو في تفسيره عن ابي مالك عن ابي صالح ابن عباس وعمورة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله قال واذا خلوا الى شياطينهم يعني هم رؤوسهم في الكفر. وقال الضحاك عن ابن عباس واذا خلوا الى اصحابهم وهم شياطينهم وقال محمد ابن اسحاق عن محمد ابن ابي محمد العكرمة او سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى واذا اخذوا الى شياطينهم من يهود من يهودا الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء وخلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال مجاهد واذا خلوا الى شياطينهم الى اصحابهم من المنافقين والمشركين ثم قال قتادة واذا خلوا الى شياطينهم قال الى رؤوسهم وقادتهم في الشرك والشر وبنحو ذلك فسره ابو مالك وابو العالية والسدي والربيع بن انس قال ابن جرير وشياطين كل شيء مردته. ويكون الشيطان من الانس والجن. كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. وفي المسند عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذ بالله من شياطين الانس والجن فقلت يا رسول الله او او او للانس شياطين؟ قال نعم. وقوله وقوله وقوله تعالى قالوا انا معكم. قال قال محمد ابن اسحاق عن محمد ابن ابي محمد عن عكرمة او سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما اي انا على مثل ما انتم عليه وقوله تعالى انا انما نحن مستهزئون اي انما نحن نستهزئ قومي ونلعب بهم. وقال الضحاك عن ابن عباس قالوا انما نحن مستهزئون ساخرون باصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وكذلك قال الربيع ابن انس وقتادة وقوله تعالى جوابا لهم ومقابلة على صنيعهم. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون. وقال ابن جرير اخبر تعالى انه فاعل بهم ذلك يوم القيامة في قوله تعالى يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظروا لا نقتبس من نوركم. قيل ارجعوا ورائكم نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب. الاية وقوله تعالى ولا الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما. الاية قال هذا وما اشبهه من استهزاء الله تعالى ذكره وسخريته ومكره وخديعته للمنافقين واهل الشرك به عند قائل هذا القول متأولي هذا التأويل. قال وقال اخر بل استهزائه به من توبيخه اياهم ولو لهم على ما ركبوا من معاصيه والكفر به قال وقال اخرون هذا وامثاله على سبيل الجواب كقول الرجل من يخدعه اذا وفر به انا الذي خدعتك ولم يكن منه خديعة ولكن قال ذلك اذا صار الامر قالوا وكذلك قوله تعالى ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. والله يستهزئ بهم على الجواب والله لا يكون منه المكر ولا الهزء والمعنى ان المكر والهزأ حاق بهم وقال اخرون قوله تعالى انما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم وقوله يخادعون الله وهو خادعهم وقوله فيسخرون منهم سخر الله منهم ونسوا الله فنسيهم وما اشبه ذلك اخبار من الله تعالى انه مجازيهم جزاء الاستهزاء ومعاقبهم عقوبة الخداع فاخرج خبره عن جزائه اياهم وعقابه لهم مخرج خبره عن فعلهم الذي عليه استحق العقاب في اللفظ وان اختلف المعنيان. كما قال تعالى سيئة سيئة مثلها. وقوله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه. فالاول ظلم والثاني عدل هما وان اتفقا لفظهما فقد اختلف معناهما. قال والى هذا المعنى وجهوا كل ما في القرآن من نظائر من نظائر ذلك قال وقال اخرون ان معنى ذلك ان الله اخبر عن المنافقين انهم اذا خلوا الى مردتهم قالوا انا معكم على دينكم في تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به وانما نحن بما نظهر بما نظهر لهم من قولنا لهم صدقنا بمحمد عليه السلام وما جاء به مستهزئون فاخبر تعالى انه يستهزئ بهم في ظهر لهم من احكامه في الدنيا يعني من عصمة دمائهم واموالهم خلاف الذي لهم عنده في الاخرة. يعني من العذاب والنكال. الصواب ان نقول ان هذه افعال ثابتة وهذه صفات لله عز وجل مقيدة افعال ثابتة وصفات مقيدة ولا شك ان استهزاءه ليس كاستهزائهم ولا مكره كمكرهم ولا خداعه كخداع كما نقول رحمة الله ليست كرحمة العباد وقدرته ليست كقدرة العبادة قال ثم شرع المجرين يوجه هذا القول وينصره لان المكر والخداع والسخرية على وجه اللعب والعبث ممتثل عن الله عز وجل بالاجماع. واما على واما على وجه الانتقامات العدل والمجازات فلا يمتنع ذلك. قال وينحو ما قلنا فيه روي الخبر وبنحو ما قلنا. قال قال وبنحو ما قلنا فيه روي الخبر عن عن ابن عباس قال حدثنا ابو كريب قال حدثنا عثمان وقال النبي عن ابي هريرة عن الضحاك عن عن ابن عباس في قوله تعالى الله يستهزئ بهم قال يسخر بهم للنقمة منهم. وقوله تعالى ويمدهم في طغيانهم يعمهون. قال الصديق وعن ابي مالك وعن ابي صالح عن ابي عباس وعن مروة الهندية عن ابن مسعود وعن اناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه قالوا يمدهم يملي لهم وقال مجاهد يزيدهم قالوا يمدهم اي يملي لهم وقال مجاهدون. يزيدهم وقال تعالى ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. وقال سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. قال بعضهم كلما حدثوا ذنبا احدث لهم نعمة وهي في الحقيقة نقمة وقال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم فاذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا. والحمد لله رب العالمين قال ابن جرير والصابوا يزيدهم على وجه الاملاء والترك لهم في عتوهم وتمردهم كما قال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا وبه اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون. والطغيان هو المجاوزة بالشيء كما قال تعالى والماء حملناكم في الجارية وقال الضحاك عن ابن عباس في طغيانهم يعمهون اي في كفرهم يترددون وكذا فسره الصديق بسند عن الصحابة وبه يقول ابو العالية وقتادة والربيع المؤنس ومجاهد وابو مالك وعبدالرحمن بن زيد في كفرهم وضلالة قال ابن جرير والعمى هو اي الضلال يقول عميها فلان يعمى عمها وعموها. اذا ضل وعمومها نعم. وعموها اذا ضل قال وقوله في طغيانهم يعمهون. في اي في ضلالتهم وكفرهم الذي قد غمرهم دنسه وعلاهم رجسه لا يجدون الى المخرج منه سبيلا. لان الله تعالى قد طبع على قلوبهم وختم عليها واعمى ابصارهم عن الهدى واغشاها فلا يبصرون رشدا ولا يهتدون سبيلا وقال بعضهم العمى في العين والعمى في القلب وقد يستعمل العبء في القلب ايضا. قال الله تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور يقال عمي الرجل يعمى هو عموما فهو عم فهو عم فهو عمي هو عامه وجمعه عمة وذهب ابله وذهبت ابله العمهاء اذا لم يدري اين ذهبت اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين. قال السديو في تفسيره عن ابي مالك عن ابي صالح ابن عباس وعن مروة عن ابن مسعود من الصحابة في قوله تعالى اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى قال اخذوا الضلالة وتركوا الهدى. وقال محمد بن اسحاق عن محمد بن ابي محمد العكرمة او سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى اي الكفر بالايمان. وقال مجاهد امنوا ثم كفروا وقال قتادة استحبوا الضلالة على الهدى وهذا الذي قاله قتادة يشبهه في المعنى قوله تعالى في كمود. واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. وحاصل قول المفسرين فيما ان المنافقين عدلوا عن الهدى الى الضلال واعتادوا عن الهدى بالضلال وهو معنى قوله تعالى اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى اي الهدى ثمنا للضالة وسواء في ذلك من كان منهم قد حصل له الايمان ثم رجع عنه الى الكفر. كما قال تعالى فيهم ذلك بانهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم. وانه مستحبوا الضلال على الهدى كما قد يكون حال فريق اخر منهم. فانهم انواع اقسام ولهذا قال تعالى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين. اي ما ربحت صفقتهم في هذه البيعة وما كانوا مهتدين اي راشدين في صنيعهم ذلك. وقال ابن جرير حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن عن قتادة في قوله تعالى فما ربح التجارة وما كانوا مهتدين. قد والله رأيتموه قد والله رأيتموهم خرجوا من الهدى الى الضلالة. ومن الجماعة الى الفرقة ومن الامن الى الخوف من السنة الى البدعة وهكذا رواه ابن ابي حاتم من حديث يزيد ابي زريعة عن سعيد عن قتادة بمثله سواء. وقول قتادة فيه دلالة ان من خرج من الجماعة الى الفرقة ففيه شعبة نفاق ومن تسبب في ذهاب الامن الى الخوف في شعبة نفاق ومن خرج من السنة الى البدعة ففيهم شعبة نفاق ولذلك كان جمع من السلف يقول جميع المبتدعة فيهم نفاق نعم قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات ايبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون. يقال مثلي ومثل يقال مثلي ومثل ومثيل ايضا والجمع امثال قال الله تعالى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. وتقرير هذا المثل ان الله سبحانه شبههم في اشترائهم الضلالة بالهدى صيرورتهم بعد البصيرة الى العمى بما استوقد نارا فماضأت ما حوله وانتفع بها وابصر بها ما عن يمينه وشماله وتأنس بها فبين فبين ها هو كذلك اذ طفأت ناره وصار في ظلام شديد لا يبصر ولا يهتدي وهو مع ذلك اصم لا يسمع. ابكم لا ينطق اعماله كان ضياء لما ابصره فلهذا لا يرجع الى ما كان عليه قبل ذلك. فكذلك هؤلاء المنافقون في استبدالهم الضلالة عوضا عن الهدى واستحبابهم الغي على على وفي هذا المثل دلالة على انهم امنوا ثم كفروا كما اخبر تعالى عنهم في غير هذا الموضع والله اعلم. وقد حكى هذا الذي قلناه فخر الدين الرازي في تفسيره عن السدي ثم قال تشبه ها هنا في غاية الصحة لانهم لانهم بايمانهم اكتسبوا اولا نورا ثم بنفاقهم ثانيا ابطلوا ذلك النور فوقعوا في حيرة عظيمة فانه لا حيرة ومن حيرة الدين وزعم ابن جرير ان المضروب لهم المثل ها هنا لم يؤمنوا في وقت من الاوقات واحتج بقوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر بمؤمنين والصواب ان هذا اخبار عنهم في حال نفاقهم وكفرهم وهذا لا ينفي انه كان انه كان حصل لهم ايمان قبل ذلك ثم سلبوه. وطبع على قلوبهم. ولم يستحضر ابن جرير رحمه الله هذه الاية ها هنا وهي يقوله تعالى ذلك بانهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون. فلهذا وجه فلهذا وجهها وجه هذا المثل بانه فلهذا وجه هذا المثل بانه مستضاء بما اظهروه من كلمة الايمان اي في الدنيا ثم عاقبهم ظلمات يوم القيامة. قال وصح الضرب مثلي وصح ضرب مثل الجماعة بالواحد كما قال تعالى رأيتهم ينظرون اليك تدور اعينهم كالذي يغشى عليه من الموت اي كدوران عين الذي يغشى عليه من الموت وقال تعالى خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة. وقال تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا. وقال بعض تقدير الكلام مثل قصتهم مثل قصتهم كقصة الذي استوقد نارا. وقال بعضهم المستوقد واحد للجماعة معه. وقال اخرنا الذي ها هنا بمعنى الذين كما قال الشاعر الذي حانت في ثلج دماء وان الذي حانت في ثلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا ام خالد. قلت وقد التفت في اثناء المثل من الواحد الى الجمع في قوله تعالى فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. صم ام بكم عميون فهم لا يرجعون. وهذا افصح بالكلام وابلغ في النظام. وقوله تعالى ذهب الله بنورهم ان يذهب عنهم ما ينفعهم وهو النور وابقاهم يصدق يصدق به قول لا اله الا الله. لان قول لا اله الا الله لابد من عمل يصدقه. ويقرره نعم قال فلا يجد له عملا من خير عمل به يصدق به قول لا اله الا الله. صم بكم عمي. قال السدي بسنده صم بكم. فهم خرص عمي ولهم ما يضرهم وهو الاحراق والدخان وتركهم في ظلمات وهم ما هم فيه من الشك والكفر والنفاق لا يبصرون لا يهتدون الى سبيل خير ولا يعرفونها وهم مع ذلك لا يسمعون خيرا وبكم لا يتكلمون بما ينفعهم عمي في ضلالة وعماية وعماية البصيرة كما قال تعالى فانها لا تعمل الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. فلهذا لا يرجعون الى ما كانوا عليه من الهداية التي باعوها ضلالة ذكر اقوال المفسرين من السلف بنحو ما ذكرناه. قال استديو في تفسيره عن ابي مالك وعن ابي صالح عن ابن عباس عن وعمورة الهمداني عن ابن مسعود وعن الناس من الصحابة في قوله تعالى فلما اضاء ما حوله زعم ان ناسا دخلوا في الاسلام مقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة ثم انهم نافقوا فكان مثلهم كمثل رجل كان في ظلمة فاوقد نارا فلما واسمحوا له من قدم من قدم او اذى فابصره حتى عرف ما ما يتقي منها فبينما هو كذلك اذ طفأت ناره. فاقبل لا يدري فيما يبتغي من ذلك فكذلك المنافق. كان في ظلمة الشرك فاسلم فعرف الحلال والحرام والخير والشر. فبينما هو كذلك اذ كفر فصار لا يعرف الحلال من الحرام ولا خيرا من الشر. وقال العفيفي عن ابن عباس في هذه الاية قال اما النور فهو ايمانهم الذي كانوا يتكلمون به. واما واما الظلمة فهي ضلالتهم وكفرهم الذي كانوا يتكلمون به وهم قوم كانوا على هدى ثم نزع منهم فعتوا بعد ذلك وقال مجاهد فلما اضاءت ما حوله اما اضاءة النار فاقبالهم الى المؤمنين والهدى. وقال اعطاني الخرساني في قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا. قال هذا مثل المنافق يبصر احيانا ويعرف احيانا ثم يدركه عمل القلب. وقال ابن ابي حاتم وروي عن عكرمة والحسن والصدي والربيع ابن انس نحو قولي بعطاء خراساني. وقال عبدالرحمن بن زيد اسلم في قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا. الى اخر الاية قال هذه الصفة المنافقين. كانوا قد امنوا حتى اضاء الايمان حتى اضاء الايمان في قلوبهم كل كما اضاءت كما اضاءت النار لهؤلاء الذين استوقدوا نارا ثم كفروا فذهب الله بنورهم فانتزعه كما بضوء هذه النار فتركهم في ظلمات لا يبصرون. واما قول ابن جرير فيشبه ما رواه علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى مثلهم كمثل كمثل استوقد نارا قال هذا مثل ضربه الله للمنافقين انهم كانوا يعتزون بالاسلام فيناكحهم المسلمون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفيئة فلما ماتوا سلبهم الله ذلك العزة كما سلب صاحب النار ضوءه. وقال ابو جعفر الغازي اي الربيع بن انس عن ابي العريت في قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فانما ضوء نار ما اوقدتها فاذا فاذا خمدت ذهب نورها فانما ضوء النار ما اوقدتها فاذا خمدت ذهب نورها وكذلك المنافق كلما تكلم بكلمة الاخلاص بلا اله الا الله واضاء له. فاذا شك وقع في الظلمة قال في قوله ذهب الله بنورهم اما نورهم فهو ايمانهم الذي تكلموا به. وقال عبد الرزاق قتادة في قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما ضائت ما حوله فهي لا اله الا الله واضاءت لهم فاكلوا بها وشربوا وامنوا في الدنيا ونكحوا النساء وحقنوا بها دماءهم حتى اذا ماتوا ذهب الله من نورهم متركون في ظلمات لا يبصرون. وقال سعيد عن قتادة في هذه الاية ان المعنى ان المنافق تكلم بلا اله الا الله فاضاءت له الدنيا فنكح بها المسلمين وغازاه بها ووارثهم بها وحقنا بها دمه وماله فلما كان عند الموت سلبها المنافق. لانه لم يكن لها اصل في قلبه ولا حقيقية في عمله سلبها فلما كان عند الموت سلبها او سلبها ما في مشكلة يعني سلبها اه الله جل وعلا او الملائكة او سلبها المنافق. نعم فلما كان عند الموت سلبها المنافق لانه لم يكن لها اصل في قلبه ولا حقيقة في عمله. وتركهم في ظلمات لا يبصرون. قال علي ابن ابي طلحة ابن عباس وتركهم في ظلمات يبصرون يقول في عذاب اذا ماتوا. وقال محمد ابن اسحاق عن محمد ابن ابي محمد عن عكرمة او سعيد ابن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى وتركهم في ظلمات اي يبصرون الحق قولون به حتى اذا خرجوا من ظلمتكم اطفأوه بكفرهم ونفاقهم فيه. فتركهم في ظلمات الكفر فهم لا يبصرون هدى ولا يستقيمون على حق. وقال السديو في تفسيره وتركهم في ظلمات فكانت الظلمة نفاقهم قال علي بن ابي طلحة عن ابن عباس صم بكم عمي يقول لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ولا يعقلونه. وكذا قال ابو العالية وقتادة ابن دعامة فهم لا يرجعوا قال ابن عباس اي لا يرجعون الى هدى وكذا قال الربيع الونس قال استديو بسنده صم بكم عمم فهم لا يرجعون الى الاسلام وقال قتادة فهم لا يرجعون الى يتوبون ولا هم يذكرون احسنت نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللي عنده سؤال يتفضل ترى عن محمد ابن ابي محمد ها اللي مر معنا كثير قال محمد ابن اسحاق حدثنا محمد ابن ابي محمد المقصود به مولى زيد ابن ثابت وهو لا بأس به في الحديث كثير مر معنا اليوم والعوفي هو عطية واختلف في تصحيح عطية وتضعيفه لكن اذا روى التفسير فهو حجة اما الحديث فالظاهر انه ضعيف نعم تفضل نعم نعم تمام لا نوح نوح ابن ابي مريم على اي صفحة خلنا نتأكد بس صفحة درس اليوم تسعة نوح ابن ابي مريم يعني بالنهاية نعم لا موجود هني شوف سعيد ابن الحكم ابن ابي مريم. ونوح عندنا موجود سعيد اكتب سعيد ابن الحكم ابن ابي مريم مم بعيد ابن الحاكم ابن ابي مالك ها يا فهد صحيح الاخ احمد وجدوا ظلما. صحيح فمثلهم كمثل الذي استوقدنا. اللي يستوقد النار يستفيد منه ما دام النار موجود فمتى ما طفى يصبح في ظلمة فهو يستفيد من لا اله الا الله الذي يقوله بلسانه في الدنيا. مجرد ما ان يموت يجد ظلما. نعم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك