ولا زيادة في سيئاته وهذا نحو ما جاء في سورة طه فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هظما فربنا لا يظلم والظلم ان تزيد في سيئات من لم يصب لان يكون مبلغا لرسالات الله تعالى وربنا جل جلاله يعني حفظ الله لمن ارسله حفظ الله من ارسله بحفظه يحفظه من بين يديه ومن خلفه صيانة للوحي فكلما كنت حافظا للوحي وحفظناها من كل شيطان رجيم. الا من اشترق السمع فاتبعه شهاب مبين وهذه حكمة يريدها الله سبحانه وتعالى قال تعالى حكاية عن الجن وانا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين قال تعالى قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احدا هذه السورة من سور القرآن الكريم التي نزلت وابتدأت بقوله تعالى قل وهو تلقين للنبي صلى الله عليه وسلم وثمة معاني لهذه لهذا الامر ذكرته عند تفسير قوله تعالى قل يا ايها الكافرون ولا اريد ان اعيده الان فهنا قل يا ايها النبي اوحي الي اي اوحى الله الي والوحي في اللغة الاعلام بسرعة وخفاء اما الوحي في الشرع فهو ما يلقى الى النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى والوحي انواع ومن الوحي ما يلقى في روع النبي صلى الله عليه وسلم انه استمع نفر من الجن انه الضمير اللي هو الهاء هو ضمير الشأن ولا يستعمل الا في امر يراد تعظيمه وتسخينه والخبر هنا هو خبر استماع الجن للنبي صلى الله عليه وسلم حينما استمعوا قراءته القرآن ولذا الانسان يقرأ القرآن ويجود القرآن والذي يستمع الى قراءة القرآن خلق كثير استمع بهمزة الوصل مع التاء اقوى من سمع لان استمع تماع عن ارادة ولذلك الفقهاء يقولون ان سجود التلاوة يشرع لمن استمع لا لمن سمعه نفر من الجن النفر ما بين الثلاثة الى العشرة ويطلق على ما فوق ذلك تجوزا ويطلق ايضا جمع القلة على ما فوق العشرة وهذا هو الظاهر في هذه الاية فان نفر الجن الذين استمعوا الى قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا كثيرا بدلالة قوله تعالى وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه زبدا والنفر اسم جمع لا واحد له من لفظه واطلاقه على الفرد غير فصيح وتنت قد تحدثت في شرحي لنخبة الفكر في المحاضرة الاولى عن اطلاق النفق في قوله تعالى نفر يعني هنا اجمال وجاء بيان هذا المجمل في قوله تعالى من الجن والجن واحدهم جني وانت تقول روم ورومي وسموا بذلك سمي الجن جنا لانهم يستجنون عن رؤية البشر لانهم مستورون عنا فالجن عالم غيبي مخلوق من نار ليسوا اجسادا ولا يراهم الناس الا ان يتشكلوا وهم يسكنون الارض بعد ان اهبط ابوهم الجان ابليس اليها كما اهبط ابونا ادم استمع مفعول استمع محذوف دل عليهما بعده. اي استمعوا القرآن فقالوا اي فقالوا لقومهم بعد استماعهم انا سمعنا قرآنا عجبا انا سمعنا قرآنا والقرآن اسم من اسماء الكتاب العظيم المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما بين دفتي المصحف وهو المفتتح بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس واسم القرآن اشهر اسماء الكتاب العزيز واصل هذه الكلمة مصدر قرأ بمعنى جمع وبمعنى اظهر فالقرآن في اللغة بمعنى الجمع وبمعنى القراءة. لان القارئ يظهر الكلام بتلاوته واطلاق هذا الاسم على القرآن من اطلاق المصدر وارادة اسم المفعول في القرآن قرآنا بمعنى مقروء اي مجموع لانه مجموع من السور ولانه مقروء اي لانه مسلوب فتتلوه الملائكة والرسول يتلوه والمؤمنون يتلونه كما قال تعالى فالتاليات ذكرى وقال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم يتلو صحفا مطهرة وقد سمى ربنا سبحانه وتعالى القرآن الذي اوحاه الى النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا تارة جاء معرفا بال وتارة غير معرف قال تعالى واحدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن وقال تعالى تلك ايات القرآن وكتاب مبين وقال تعالى صاد والقرآن للذكر وقال تعالى ياسين والقرآن الحكيم وقال تعالى قاف والقرآن المجيد وقال تعالى انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقال تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون اذا انا سمعنا قرآنا هو الوحي الذي اوحاه الله على نبيه صلى الله عليه وسلم قرآنا عجبا اي عجيبا وهذا وصف بالمصدر للمبالغة في قوة المعنى وذلك لبلوغه الغاية وهو عجب نفسه لفصاحته ولعظيم كلامه وحسن بيانه وقوة مبانيه ودقة معانيه وجزالة اسلوبه وبلاغته وايضا قوة مواعظه وتأثير هذه المواعظ وكونه ايضا لكونه مباينا لسائر الكتب والعجب حينما يطلق العجب ما خرج عن حد اشكاله ونظائره فهو قرآن عجيب لما فيه من العجائب بل هو لا تنقظي عجائبه يهدي الى الرشد اي القرآن يهدي الى الخير ويهدي الى الصواب وجاء التعبير بالمضارع اشارة الى تجدد هدايات القرآن كما قال تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم يهدي الى الرشد فامنا به. اي صدقنا به وانه من عند الله واجبنا الداعية وهذه الفاء تقتضي الترتيب والتعقيب اي انهم امنوا به اثر استماعهم اياه ومن اعظم فوائد هذه الايات ان الرسول صلى الله عليه وسلم عبد توجه اليه الامر النبي صلى الله عليه وسلم عبد من عباد الله توجه اليه الاوامر ففي هذه الاية الكريمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد توجه اليه امر من الله تعالى. لقوله قل وهو عبد وهو عبد لا يعبد بل هو يعبد ربه ورسول لا يكذب اذا هذه الايات العظيمة تدل على ان العبد عبد وان الرب رب ولما سمعوا القرآن ووفقوا للتوحيد والايمان بادروا الى تنزيه الله عما يعتقده المشركون من تشبيه الله بخلقه واتخاذه صاحبة وولدا فقالوا وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وانه كان يقول سفيهنا على الله شرطا قوله تعالى وانه الظمير ظمير الشأن والكلام عليه كما هو الكلام هذا الظمير السابق وامنا به اي امنا بالقرآن وامنا بانه تعالى جد ربنا تعالج بربنا اي تعالت عظمته وجلالته تعالت عظمتهم وجلاله فالجد هنا بمعنى العظمة وفي مسند الامام احمد من حديث انس قال كان الرجل اذا قرأ البقرة وال عمران جد فينا اي عظم فينا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وهذا من تفسير تعالى جد ربنا وفيه الدلالة على ان الصاحب والولد نقص في حق الاله لانهما ينافيان كمال غناه وصمديته ووحدانيته فان الصاحب والولد يتخذان للحاجة اليهما في الاستئناف والذكر وبقاء المسجد ولك ان تقول ان اتخاذ الصاحب والولد اثر من اثار العجز او الانقسام او التجزؤ والله سبحانه وتعالى ويستفاد من ذلك ان نسبة الشريك والصاحبة والولد وكل نقص الى الله سفه وافتراء على الله وبعد عن صراط الله المستقيم ما اتخذ صاحبة ولا ولدا والصاحبة هي الزوجة والمعنى ليس له زوجة ولا ولد خلاف قول المشركين وانه كان يقول سفيهنا على الله شططا اي قولا شططا اي باطلا بعيدا عن الحق واختار وهو دعوة الصاحبة والولد لله ومعلوم ان السفيه اسم جنس فيشمل كل من ادعى ذلك والتعبير المضارع في قوله يقول لحكاية الحال والوصف بالمصدر في قوله شبط للمبالغة في بعد هذا القول عن الصواب وانا ظننا ان لن تقود الانس والجن على الله كذبا وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وانهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله احدا وانا ظننا معطوف على ما تقدم. اي وان حسبنا وقوله ان لن هذه الكلمة مركبة من ان ولن وان هي المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف كما تقدم الكلام عن ظمير الشأن والخبر لن تقول الانس والجن على الله كذبة والمعنى ما حسبنا ان الانس والجن يتمالأون على الكذب على الله فلذلك يعني كأن الجن قالوا لذلك صدقناهم في ان الله اتخذ صاحبة وولدا حتى سمعنا القرآن وتبينا به الحق وهذه فيها اشارة الى ان الانسان اذا لم يتعلم الحق وقع في الباطل وقوله تعالى حكاية عن الجن وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن ان يلتجئون اليهم ليعصموهم مما يخافون منه فرعون العول هو طلب الحماية مما يخاف وقد قال ابن عباس عند هذه الاية كان رجال من الانس يبيح احدهم بالوادي في الجاهلية فيقول اعوذ بعزيز هذا الوادي وقوله تعالى فزادوهم رهقا حكاية الاعدام قوله تعالى حكاية العجين فزادوهم رهقا اي زاد الجن الانس رهفا وزاد الانس الجن رهقا اي ذعرا وخوفا وذلا فالجن فاعل والانس مفعول وكذلك العكس اي زاد الانس الجن رهقا اي طغيانا وكبرا وعتوا بسبب لجوئهم اليهم اذا هذه الاية فيها قولان لاهل العلم والصحيح ان الاية تشمل القولين فان الجن يزيدون الانس لهقا وان الانس يزيدون الجن رهقا اي طغيانا وشبرا وعتوا وانهم ظنوا اي كفار الانس كما ظننتم اي ايها الجن ان لن يبعث الله احدا اي رسولا وايضا ايش من المعنى انهم ظنوا ان لن يبعث الله احدا بعد الموت. يشمل هذا يشمل هذا المعنى وهذا المعنى نعم فانه ربنا يقول ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث فالله من بعده رسولا فكان الانكار في حالتين في عدم ارساء الرسول وايضا في عدم البعث بعد الموت. فالاية تشمل المعنيين وهما قولان لاهل العلم قال تعالى عن الجن وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا وانا لا ندري اشار اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا وانا لمسنا السماء هذا من كلام النفر من الجن وهو معطوف على ما تقدم من الكلام الذي امر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بتبليغه وانا لمسنا السماء اصل اللمس باليد. وهو هنا مستعار للطلب اي طلبنا خبر السماء بالاقتراب منها. فوجدناها اي السماء قرأت حركة الحرس في الاصل جمع حارس وهو الحافظ الرقيب مثل خدم جمع خادم. ثم استعمل استعمال المفرد واصبح اسما للجماعة الذين يحرسون السلطان ونحوه ولهذا وصف الاية بالمفرد فقال حرثا شديدا ولو عد جمعا لقيل في الوصف شدادا وقوله وشهبة جمع شهاب وهو قطعة عظيمة من النار تنفصل عن الكوكب لاحراق مستمع الجن قوله وانا كنا نقعد منها اي من السماء. ومن هذه وقوله مقاعد للسمع اي لاجل استماع ما تكلم به الملائكة من امر الله لاجل استراقه والمقاعد جمع مقعد وهو مكان القعود قوله فمن يستمع من الشياطين والفائد التفريئ الان اي الوقت الحاضر وهو وقت نزول الوحي يجد له ان يوجد هذه تنصب مفعولا واحدا فهي بمعنى اصاب وصادف ومفعولها شهابا ورفض صفة اذا رصد اي مرصدة اي مهيئا ومعدا لمن رام استراق السم فهذا من استعمال المصدر بمعنى اسم المفعول كقوله تعالى هذا خلق الله اي مخلوقه ولما رأى الجن تشديد حراسة السماء وكثرة تساقط الشهب تساءلوا عن السبب في ذلك فقالوا وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض اي الارادة الكونية التي هي بمعنى المشيئة؟ ام اراد بهم ربهم رشدا؟ اي خيرا ثم قال تعالى طبعا هذه من فوائد الايات تشديد حراسة السماء وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ووقت نزول القرآن وتكثيف رمي الشياطين بالشهب صيانة للوحي وصيانة للقرآن لاجل ان لا تنال الشياطين منه شيئا وقد اخبر الله تعالى انهم لن ينالوا منه شيئا فقال تعالى انهم عن السمع لمعزولون واما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت حراسة السماء مطلقة غير مشددة وهكذا اصبحت بعد انقطاع الوحي ولحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى علما ان فراق السمع من السماء كان معتادا للشياطين وان السماء لم تزل محروسة منهم بالملائكة مع الرجم بالشهب كما يشهد اليه قوله سبحانه الا من يبتغى الله من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رسله ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عددا قل يا ايها النبي قوله وانا منا الصالحون الصالحون صفر المحذوف اي منا القوم الصالحون اي اهل الصلاح والتقوى ومنا دون ذلك اي قوم غير صالحين وهذا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. كنا طرائق قددا اي فرقا مختلفة ومذاهب شتى والطرائق جمع طريقة اي كنا ذوي طرائق وقيل توكيد لطرائق والقلد جنح قدة واغسل قدة القطعة من الجلد ونحوه فالجن في مذاهبهم فرق متباينة اذا الجن قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فيهم المؤمن وفيهم الكافر فيهم الصالح وفيهم الفاسق اخذا من هذه الاية الكريمة كنا طرائق قددا والمؤمن فيهم متبع لمن تقدم من الرسل. كموسى وعيسى كما قال تعالى عن الجن قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه اذا انهم فرق ومذاهب كالانس وهذا ظاهر من قوله كنا طرائق قددا ولهذا الامر شواهد. قال تعالى حكاية عن الجن وانا ظننا ان لن نعجز الله في الارض ولن نعجزه هربا وان ظن ايقن فالظن بمعنى اليقين كما قال تعالى وظن انه الفراق. وقال تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وقال تعالى قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله فقوله ان لن نعجز الله اي بالمغالبة اي لن نعجز الله بالمغالبة مهما كانت قوتنا وخصوا انفسهم بقولهم لن نعجز الله دون ان يقولوا لن يعجز الله لن يعجز لن يعجز الله شيء للاعتراف بعجزهم عن الامتناع منه والهرب وفي في الارظ اي حال كوننا في الارض وخصوا الارض بالذكر لانها محل تمكنهم قال تعالى حكاية عن الجن قبل ذلك ولن نعجزه هربا اي من الموظوع الى موظع اذا طلبنا الله وانا لما سمعنا الهدى امنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا قوله انا لما سمعنا الهدى لما ظرفية حينية مظمنة معنى الشرط وسمعنا فعل الشر والهدى والقرآن وسمي بذلك لكمال هدايته كما قال تعالى عن القرآن هذا هدى وربنا قال هدى للمتقين امنا به اي صدقنا به وانه من عند الله وهذا جواب شكوى وقوله فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا يحتمل ان يكون هذا من تتمة كلام الجن المحكي. ويحتمل انه من كلام الله تعالى ابتداء بيانا ببشارته بوعده سبحانه وتعالى للمؤمنين فمن يؤمن بربه اي من المكلفين فلا يخاف بخسا اي نقصا من حسناته ولا رهق اي لا يخاف اثما يوضع عليه ظلمة قال ابن عباس فلا يخاف بخسا ولا رهق اي لا يخاف نقصا من حسناته والهم ان تنقص من حسنات من احسن. فربنا لا يظلم ولا يظلم ولكن الذي يظلم ويهضم هو الانسان وقوله فلا يخاف اي فهو لا يخاف. ولا بد من هذا التقدير اذ لولاه لوجب جزم الفعل. لانه وقع افي جواب الشرط كقوله تعالى ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ثم قال تعالى حكاية عن الجن وان منا المسلمون ومنا القاسطون فمن اسلم فاولئك تحروا رشدا واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا وان هذا من كلام النفر من الجن. منا المسلمون اي الذين امنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبمن قبله من الانبياء ومنا القاسطون للكفار وسموا قاسطين اي ظالمين لانهم ظلموا انفسهم بالشرك يقال قصد اذا ظلم ومصدره القصد اما اقصد بزيادة الهمزة فهو بمعنى ازال الظلم وعدلا وتسمى هذه الهمزة بهمزة الازالة قوله تعالى حكاية عن الجن فمن اسلم فاولئك تحروا رشدا وهذه الظاهر ان هذا من كلام الله ابتداء فيكون تعقيبا لبيان مصير الفريقين ويحتمل انه من كلام الجن وقد جاء نظير هذا في سورة طه فانه فانه سبحانه وتعالى حين ذكر كلام السحرة لفرعون اعقبه بقوله انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى ومن يأتيه مؤمنا قد عمل الصالحات فاولئك لهم الدرجات العلى ويحتوي ان يكون من كلام من كلام اولئك الذين تابوا كان سحرة في اول النهار ثم صاروا دعاة فشكر الله لهم وجعل مقولتهم باقية الى يوم القيامة ليعلم الانسان انه حينما يعمل عملا صالحا خالصا صوابا فان الله يشكر له على ذلك وهذا من رحمة الله بالانسان فمن اسلم فاولئك تحروا رشدا اي توفوا وقصدوا. واصل التحري طلب الاحرى والاولى رشد الرشد هو الصلاح والنفع الرشد هو الصلاح والنفع وهو يتضمن الايمان ويتضمن العمل الصالح وهذا يفضي الى السعادة بل الى القمة في السعادة واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا اي وقودا توقد بهم. كما قال تعالى ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك هم وقود النار اذا هذه الايات العظيمة ينتفع بها الانسان قال تعالى وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا وان لو استقاموا وان لو اصلها ان ولو وانهي المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن وهو محذوف والجملة عطف على قوله انه استمع وفي الاية الاولى فهو من جملة الموحى اي اوحى اي اوحي الي ان لو استقاموا فموضعها الرفع فهو لا يفاعل ولو حرف شرط غير جازم. استقاموا اي ساروا على بصيرة لان الاستقامة هي السير على البصيرة فاستقاموا اي ساروا على بصيرة وثبات وهذا فعل الشرط. اما جواب الشرط فهو قوله لاسقيناهم ماء غدقا اي كثيرة وليس المراد خصوص السقيا بل عموم الرزق وهذا كقوله تعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون وقوله عز وجل ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولادخلناهم جنات النعيم ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون فقوله تعالى لنفتنهم فيه اي لنختبرهم فيه. ايشكرون ام يكفرون واللام للتعليل والله مين في قوله فيه يعود على الماء الذي هو اصل الارزاق وهرب فيه يدل على ان الابتلاء يكون فيما ينعم الله به على عباده بايجاب الواجبات وكذلك بالمصائب ونظير حركي في هذه الاية في قوله تعالى لتملون في اموالكم وانفسكم وقوله سبحانه وارزقوهم فيها فان فيه بالظرفية في هذه المواضع لان الاموال والماء الغدق الذي تنشأ عنه الارزاق محل للابتلاء والاختبار فلذلك دخل عليها حرف الذي هو للظرفية وقوله ومن يعرض عن ذكر ربه ومن يعرض من اسم شرط جازم ويعرظ فعل الشرط وقوله عن ذكر ربه يحتمل ان المراد بالذكر ذكر العبد ربه بانواع العبادة فيكون من قبيل اضافة المصدر الى مفعوله ويحتمل ان المراد به التذكير وهو الوحي الذي انزل الله فيكون من اضافة المصدر الى الفاعل والمعنيان متلازمان فمن اعرض عن هذا اعرض عن هذا وهذا كقوله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا اذا ربنا جل جلاله يبتلينا بالنعم ويبتلينا سبحانه وتعالى بالنقم وان الابتلاء بالنعم اشد من الابتلاء بالنقم قال تعالى وان المساجد لله فلا تزع مع الله احدا فقوله ان المساجد لله هذه الجملة معطوفة على المرفوع في قوله اوحي الي انه استمع ومضمونها مما اوحي به. اي واوحي الي ان المساجد لله فالمصدر المنسبت من ان وسمها وخبرها نائب فاعل اوحي والمساجد جمع مسجد وهو البيت المبني للصلاة والعبادة ومعنى الاية وان المساجد مختصة بالله اي لاجل عبادته سبحانه وتعالى فلا تدعوا مع الله احدا اي فلا تدعوا فيها مع الله احدا غيره. فالفاء للتفريق فرع على اختصاص كون المساجد لله وجاء النهي هنا ان ان يدعو مع الله احدا وتشمل الى المساجد مساجد انسان التي يسجد عليها في صلاته فانت حينما تسجد للجبهة واليدين والركبتين والقدمين فجميع جسدك لله فاياك ان تدعو مع الله احدا وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وانه لما قام الجملة عد على قوله اوحي الي انه استمع فمضمونها مما اوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم. واوجب الله عليه تبليغه ووجب علينا تعلمه وتبليغه اي واوحي الي انه لما قام عبد الله وعبد الله هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم ووصفه ربنا جل جلاله بالعبودية بما فيها من الشرف العظيم وقد وصف الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبودية في اشرف المقامات في مقام التحدي بانزال القرآن قال تعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين وايضا وصفه ربنا بالعبودية في مقام تكريمه بالاسراء. قال تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وفي مقام النذارة قال تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا في مقام دعاء الله وعبادته كما في هذه الاية قوله تعالى قام عبد الله يدعوه اي يعبد الله بالصلاة ويعبد الله بقراءة القرآن كادوا يكونون عليه اي الجن وكان من افعال المقاربة وقوله يكونون عليه اي على عبد الله وهو النبي صلى الله عليه وسلم وقوله لما لا اي كاللبدي متراكمين مزدحمين بعضهم على بعض حرصا على سماع القرآن واللبد جمع لبد كقرب جمع قربة واصله ما تلبد من صوف ونحوه ومنه لبة الاسد الشعر المتراكم فوق رقبته وكتفيه وبه لقب الاسد فيقال ذو لبدة. وفي المثل امنع من لبدة الاسد والكلام في الاية على التشبيه اي كادوا يكونون عليه مثل اللبن وما دمنا قد ذكرنا الاسد فثمة من العلماء من هو تجده في كل موقف ينفع المسلمين بعلمه ومعرفته وممن شاهدته في عصرنا هذا الشيخ الحبيب الغالي محمد العريفي حفظه الله تعالى فهو في كل مقام من المقامات يعني تجده كالاثر في مأسدته نافرا للعلم ناقلا للعلم. ومما زاد محبتي به انني قبل اسبوع في يوم الاثنين الماضي القيت محاضرة في معهد خاص تفريج الداعيات وبعد ان انتهيت واستمعت الى الاسئلة وجدت احدى الاخوات كانت نصرانية فمن الله عليها بهذا الشيخ ولما استمعت الى محاضرة له وقد ارسلت لي هذه المحاضرة فيما بعد وتبين انها بسبب هذه المحاضرة للشيخ حفظه الله قد اسلمت وهي الان داعية من خيار الداعيات وتركز على ابناء جلدتها فاذا هكذا ينبغي على الانسان ان يكون في كل ميدان له شيء وسبحان الله انا لم ارد ان اتحدث عن اسمي شيء يعني شخص لكن حينما مر عندنا هذا الامر هذا المثل نسأل الله ان يحفظ شيخنا حقيقة قبل سنوات ذهبت الى ماليزيا ولما ارتفعت الطائرة كنت ادعو للطريف والعريف. لماذا؟ لانهما رمزان من رموز اهل الكتاب والسنة وقد انتفع الخلائق بهم عربا وعجبا اسأل الله ان يحفظهما وان يحفظ سائر علماء المسلمين وان يحفظ جميع المسلمين ثم يأمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بان يجهر بالتوحيد. فقال سبحانه قل انما ادعو ربي ولا اشرك به احدا وهنا قل قل انما ادعو ربي ولا اشرك به احدا قل ايها النبي انما ادعو ربي اي ادعو ربي وحده وهذا اسلوب قصر يفيد التأكيد اي لا ادعو غيره ولا اشرك به احدا فجاءت هذه الجملة لتأكيد القصر اذا امر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم باعلان التوحيد ومواجهة المشركين بان لا يعبد الا الله وانه على الانسان ان يتبرأ من كل ما يعبد من دون الله ولما امر الله نبيه باعلان التوحيد ومواجهة المشركين بان لا يعبد الا الله وحده امره ان يعلن لهم انه طول المبلغ لا يملك لهم شيئا فقال سبحانه قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجد من دونه ملتحدا الا بلاغ من الله ورسالاته ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا فهنا قل اي يا ايها الرسول اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا فالنبي صلى الله عليه وسلم انما هو مبلط وانما هو قاسم وانما هو يبث الخير والعلم والذي بيده مقاليد السماوات والارض هو الذي بيده كل شيء هو الله سبحانه وتعالى. قال تعالى ولله غيب السماوات والارض يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون اني لا املك لكم ضرا ولا رشد اي لا املك لكم ظرا ولا نفعا ولا رشدا ولا غيا والظرف ضد النفس وهذا شائع في كل ظرف اما الضر بالظم فهو خاص بما في النفس كمرض وهزال. وهذا من جمال العربية يعني الفتحة والظمة يغيران المعنى ولهذا امثلة ونحن لما نحاكي العجم بما حاجة ان نظهر لهم امثال هذا لاجل ان يحبوا القرآن ولاجل ان يحبوا العربية ولاجل ان يعلموا لماذا اختيرت؟ اختير القرآن بلغة العرب قل هذا تكرار جاء في هذه السورة تكرار الامر وهذا فيه تأكيد للجملة وفيه الاهتمام بمضمونها اني لن يجيرني من الله اي لن يعصمني من الله احد. كائنا من كان ان ارادني الله بسوء واحد لا يستعمل الا في النفي في اغلب الاحيان ولن اجد من دونه ملتحدا اي لن اجد من دونه ملتجأ الا بلاغا من الله. هذا استثناء متخذ من رشدا وجاءت وربنا جل جلاله يختار لرسالاته من ارتضى من رسله ويرسلهم على من شاء من خلقه ربنا يختار لرسالاته من شاء وعلى الانسان ان يصلح حاله ونفسه لاجل ان يكون اهلا هذه الاية كما قال تعالى قل اني لن يجيرني من الله احد معترظ بين المستثنى منه. والمستثنى لتأكيد نسك الاستطاعة فليس الفاصل بينهما اجنبيا وبلاغا اسم مصدر لي بلغ ومعناه اوصل الكلام وينبغي على الانسان ان يعلم ان رسالته في هذه الدنيا تبليغ رسالات الله. قال تعالى الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله بلاغا اسم مصدر ليه؟ بلغك ومعناه اذا اوصل الكلام من الله صفر اي بلاغا كائنا من الله وقوله رسالاته معطوف على بلاغا اي وبلاغ رسالاته ومعنى الاية اي لا املك لكم نفعا الا تبليغ ما جئتكم به من القرآن الذي هو بلاغ من الله اذا الذي جاءنا به النبي صلى الله عليه وسلم هو ماذا هو تبليغ رسالات الله فانت اعظم شيء تناله الان من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الله انك تتبلغ رسالات الله واعظم ما تقدمه لامتك كي الدعوة والاجابة هو تبليغ رسالات الله ورسالات الله هي كل ما ارسل به الرسول صلى الله عليه وسلم مما في القرآن الكريم ومما في السنة النبوية الصحيحة. ومن ذلك شمائل النبي صلى الله عليه وسلم. وانا اشيد بالاخوة ان اهتموا بدرس الشمائل وبمجلس الشمال وعلى هذا فالبلاغ من الله والقرآن والرسالات كل ما ارسل به الرسول صلى الله عليه وسلم وامر بتبليغه من الفاظ القرآن وبيان معانيه وما اشتملت عليه السنة النبوية من الاخبار والشرائع فاذا هنا لنعلم ان اعلم ما نحصله في الدنيا هو هذا البلاغ عن الله وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله ومن يعص الله ورسوله. المراد بالمعصية هنا الكفر بدليل ذكر الخلود المؤبد في قوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا وقوله ومن يعتراع من في يعصي ثم راعى معنى الجمع فقال خالدين وقوله فيها اي في جهنم ابدا اي بلا نهاية بلا نهاية وهذا ابدا ظرف زمان. ومر عندنا في سورة الهمزة ان عندي كثير قوله تعالى مؤصدة في سورة البلد مؤصدة في سورة البلد ان عن ابي عمران الجوني انه يؤتى يوم القيامة بكل جبار وبكل ظالم وبكل من يخاف الناس شره فيوثق بالحديث ثم يلقون في النار فلا والله لا تستقر اقدامهم على ارظ ابدا ولا تستقر اعينهم على النظرة الى سماء ابدا ولا تجتمع جفون اعينهم على نوم ابدا ولا يشربون شرابا باردا ابدا قال تعالى حتى اذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من اظعف ناصرا واقل عددا وهذي حتى حرف ابتداء لاجل الغاية. حرف ابتداء وغاية. فهو غاية لمحذوف. يدل عليه السياق اي لا يزالون مستضعفين للمؤمنين مستقلين لهم حتى رأوا ما يعدون ولكن الانسان في فسحة فعليه ان لا يضيع الفرصة حتى اذا رأوا ما يوعدون هنا الرؤيا بصرية وما اسم بمعنى الذي فيه ابهام. وقد بين الله تعالى هذا الابهام في سورة مريم بقوله حتى اذا رأوا ما يوعدون اما ذهب واما الساعة اي من على في الدنيا واما الساعة وهي القيامة او ساعة موتهم فسيعلمون اي عند رؤيتهم ذلك وتحققهم صحته والسين هذه للتنفيس والتأكيد من اضعف ناصرا؟ اي من اضعف معينا وحاميا واقل عددا اي اقل جندا واعوانا اهم ام محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون الدعاة سيبطل ظن الكافرين ويظهر كذبهم اذا تبينوا انهم لا ناصر لهم ولا معين فمن ضمن هذا الخبر تهديد لهم بوقوع ما وعدوا به مع عجزهم عن دفعه عن انفسهم قوله سيعلمون وهذا من الكلام المنصف المسكت للخصم المشاغب يعني في حينها سيعلمون اذا اذا انكشفت الحقائق للمكذبين اذا عاينوا ما توعدهم الله به من العذاب يوم القيامة وساعة موتهم كما قال هذا حتى اذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة في حين لا تنكشف لهم الحقائق ولا ينفعهم الندم ويظهر حين ذاك كذب الكافرين ويظهر حين ذاك خيبة ظنهم اذا رأوا ما يوعدون كما قال تعالى وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين فيذهب اعجزهم وضعف قوتهم في ذلك اليوم وان القوة لله جميعا ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا فسيعلمون السن قلنا للتنفيس وهذا يفيد الحقيقة والقرب انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة قال تعالى قل ان ادري اقريب ما توعدون ام يجعل له ربي امدا. عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا للمكذبين ردا على سؤالهم عن وقت ما اوعد به من العذاب او الساعة وهي وهو قولهم متى هذا الوعد ان كنتم صادقين قل لهم ان ادري اي ما ادري اقريب ما توعدون اي اقريب حلوله. ام يجعل له ربي امدا اي زمانا طويلا واذا هذا تفويض لعلم الله سبحانه وتعالى فان علم الساعة لا يعلمه الا الله. يسألك الناس عن الساعة قل انما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبة عالم الغيب فهذا خبر في المحذوف اي هو عالم الغيب والمعنى ربي عالم الغيب والغيب كلما غاب عن العباد مما قص بعلمه سبحانه او اعلم به من شاء من خلقه فلا يظهر الفراخ التشريعية بترتيب عدم الاظهار على تفردهم بعلم الغيب على الاطلاق فلا يظهر على غيبه اي فلا يطلع على غيبه الذي اختص به احدا اي من العباد الا من ارتضى من رسول اي الا من شاء ممن اختاره الله وارتضاه لرسالته فانه سبحانه يطلعه على ما شاء من علم الغيب من العلوم والشراب فيشمل ذلك جميع مسائل الدين الخبرية والطلبية فان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم من ذلك الا ما علمه ربه. قال تعالى وانزل الله عليك الكتاب الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم. وكان فضل الله عليك عظيما وقال تعالى عن الرسل لا علم لنا انك انت علام الغيوب فالاستثمار في قوله الا من ارتضى متصل وقوله من رسول بيان للابهام في الاسم الموصول الا من ارتضى من ظالم يعم كل رسول فانه يسلك الفأل التفريع وقوله فانه يترك من بين يديه ومن خلفه معناه ان الله يحفظ من اختاره لرسالته سيجعل من بين يديه ومن خلفه رصد اي حفظا اي حفظا ومعناه ان الله يحفظ من اختار من رسالته فيجعل بين يديه ومن خلفه رصد اي حفظ اي حفظة واصلا رفض الحرس جمع رافض والمراد الملائكة فهم يرصدون الرسول ويحفظونه كالحرس فلا تصل اليه الشياطين ولا يناله الشياطين بسوء ولا يلتبس عليه الوحي الذي خصه الله به. ومعنى يسلك ان يجعل ويرسل وقوله من بين يديه ومن خلفه كناية عن جميع الجهات ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم وهذا متعلق بيسلك ولا في قوله ليعلم للتعليم والمعنى يسلك من اجل ان يعلم وفاعل يعلن هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فالمعنى ليعلم الرسول ان قد ابلغوا اي الملائكة النازلون عليه بالوحي وكذلك الرسل الذين مضوا فله بهم اسوة وان هذه المخففة وما دخلت عليه في موضع نصب مفعول به ليعلم اذا في هذه الايات الكريمة ان الله سبحانه وتعالى قد خص نبيه بالعلم الغزير فالعلم فيها هو علم الظهور والوجود في قوله تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسل وقوله احاط بما لديهم في موضع نصب على الحال اي وقد احاط. والمعنى قد احاط الله قدرة وعلما بما عنده وصل ايوه قد احاط والمعنى قد احاط الله قدرة وعلما بما عند الركن من الاحوال والاعمال الظاهرة والباطنة في عباداتهم وخلوتهم وجلوتهم قوله واحصى كل شيء عددا. عطف على جملة احاط وعدد تمييز محول عن المفعول والمراد بشيء المعنى اللغوي وهو ما يصح ان يعلم ويخبر عنه فيتناول الموجودات والمعلومات وان يكون معنى الاية ان الله احصى على كل شيء وعلمه علما مفصلا تاما كاملا فلا يعزب عنه سبحانه وتعالى مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين وربنا يقول وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وربنا جل جلاله يعلم الخبرات ويعلم اللفظات ويعلم اللحظات والخظوات والقذرات والحركات ويعلم سبحانه وتعالى جميع المخلوقات مما كان ويكون ومما لم يكن لو كان كيف يكون واحصى كل شيء عددا ربنا عطف على هذه الجملة واحصى كل شيء عدد على التي قبلها وهذا من عكس العام على الخاص لارادة العموم وفيه التلقي من العلم باحوال الرسل الى العلم بالاشياء كلها على وجه على وجه التعميم فاذا الرسول لا يعلم شيء من الغيب الا ما يعلمه ربه وان الرسول والرسل جميعا والملائكة لا يعلمون متى الساعة لا تحديدا ولا تقريبا انما يعلم ربنا ذلك مبلغا الوحي فانك ستنال حفظا من عند الله كما ان الله يحفظ رسله وحفظ الوحي حين تنزل به الملائكة من مشترقي السم. فانت ايضا حينما تحمل الوحي وتبلغه للاخرين استحذر ان الله سبحانه وتعالى قد حفظ الوحي واستدر رحمة الله في ان يحفظك في ان تبلغ هذه الرسالات اذا هذا هو القرآن الكريم فيه بيان ان واجب الرسل هو تبليغ ما ارسلوا به كما قال تعالى فهل على الرسل الا البلاغ المبين ونحن حينما كلفنا ربنا بتبليغ الرسالات لم يطالبنا ربنا بالنتائج فانت عليك ان تتوكل على الله وان تعمل بالدعوة الى الله سبحانه وتعالى واعلم ان الله سبحانه وتعالى علمه بكل شيء علما مفصلا شاملا لكل صغير وكبير متقدم ومتأخر في السماء او في الارض او في وربنا جل جلاله يقول قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الارض اذا علم الله على كل شيء واعلم ان العليم الخبير حينما تعمد له وتخلص له وتكون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم فان الله سبحانه وتعالى رؤوف بعباده رحيم بعباده اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرحمنا واياكم وان يرحم امة محمد صلى الله عليه وسلم واسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يزهق الازمات وان يبدل عثر هذه الامة يسرا وان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه. واسأل الله ان ييسر لي لكم الخير حيث كان هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا