صلى الله اليك. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم صلي وسلم اما بعد قال الامام ابن كثير رحمه والله تعالى قال الله تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركائكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم ايانا تعبدون فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم ان كنا عن عبادتكم لغافلين هنالك تبلو كل نفس ما اسلفت وردوا الى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون يقول تعالى ويوم نحشرهم اي اهل الارض كلهم من جن وانس وبر وفاجر كقوله وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركائكم اي الزموا انتم وهم مكانا معينا امتازوا فيه عن مقام المؤمنين كقوله تعالى وامتازوا اليوم ايها المجرمون وقوله ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون وفي الاية الاخرى يومئذ يصدعون ان يصيرون صدعين وهذا يكون اذا جاء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء ولهذا قيل ذلك يستشفع المؤمنون الى الله تعالى ان يأتي لفصل القضاء ويريحنا من مقامنا هذا وفي الحديث الاخر نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس وقال الله تعالى في هذه الاية الكريمة اخبارا عما يامر به المشركين واوثانهم يوم القيامة مكانكم انتم وشركائكم فزيلنا بينهم الاية انهم انكروا عبادتهم وتبرأوا منهم كقوله كلا سيكفرون بعبادتهم الاية وقوله اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا وقوله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء. الاية وقوله في هذه الاية اخبارا عن قول الشركاء فيما راجعوا فيه عابيديهم عند ادعائهم عبادتهم فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم اي ما كنا نشعر بها ولا نعلم بها وانما كنتم تعبدوننا من حيث لا ندري بكم والله شهيد بيننا وبينكم انا ما دعوناكم الى عبادتنا ولا امرناكم بها ولا رضينا منكم بذلك وقال تعالى هنالك تبلو كل نفس ما اسلفت اي في موقف الحساب يوم القيامة تختبر كل نفس وتعلم ما سلف من عملها من خير وشر كقوله تعالى يوم تبلى السرائر وقال تعالى ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر وقال تعالى ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وقوله وردوا الى الله مولاهم الحق اي ورجعت الامور كلها الى الله الحكم العدل ففصلها وادخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار وضل عنهم اي ذهب عن المشركين ما كانوا يفترون اي ما كانوا يعبدون من دون الله افتراء عليه يقول الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى يقول تعالى ويوم نحشرهم جميعا اي نجمع جميع الخلائق لميعاد يوم معلوم ونحضر المشركين وما كانوا يعبدون من دون الله ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركاؤكم اي الزموا مكانكم ليقع التحاكم والفصل بينكم وبينهم فزيلنا بينهم اي فرقنا بينهم بالبعد البدني والقلبي فحصلت بينهم العداوة الشديدة بعد ان بذلوا لهم في الدنيا خالص المحبة وصفو الوداد فانقلبت تلك المحبة والولاية بغضا وعداوة والولاية. احسن الله اليك فانقلبت تلك المحبة والولاية بغظا وعداوة وقال شركاؤهم متبرئين منهم ما كنتم ايانا تعبدون فاننا ننزه الله ان يكون له شريك او نديد فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم ان كنا عن عبادتكم لغافلين ما امرناكم بها ولا دعوناكم لذلك وانما عبدتم من دعاكم الى ذلك وهو الشيطان كما قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وقال ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون فالملائكة الكرام والانبياء والاولياء ونحوهم يتبرأون ممن عبدهم يوم القيامة ويتنصلون من دعائهم اياهم الى عبادتهم وهم الصادقون البارون في ذلك فحينئذ يتحسر المشركون حسرة لا يمكن وصفها ويعلمون مقدار ما قدموا من الاعمال وما اسلفوا من رديء الخصال ويتبين لهم يومئذ انهم كانوا كاذبين وانهم مفترون على الله قد ظلت عبادتهم واضمحلت معبوداتهم وتقطعت بهم الاسباب والوسائل ولهذا قال هنالك اي في ذلك اليوم تبلو كل نفس ما اسلفت اي تتفقد اعمالها وكسبها وتتبع وتتبعه بالجزاء وتجازى بحسبه ان خيرا فخير وان شرا فشر وردوا الى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون من قولهم بصحة ما هم عليه من الشرك وانما يعبدون من دون الله تنفعهم وتدفع عنهم العذاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبي الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ففي هذه الايات الكريمات بيان حال المشركين مع من عبدوهم من دون الله وان المعبودين يتبرأون من عابديهم وتكون بينهم العداوة بعد ان كانوا يظنون انهم انهم محبون لهم في الدنيا والله تعالى يفصل بين المعبودين والعابدين ويتبرأ المعبودون من العابدين ويوبخونهم ويقول لهم نحن لم نأمركم بعبادتنا ونحن غافلون عن عبادتكم ايانا والعبادة حق الله فكيف تعبدوننا من دون الله وفي هذا هذا الموقف يتبين ظلال المشركين وتشتد حسرتهم ويتبين خسرانهم العظيم وفي هذا الموقف يختبر الله كل نفس بما كسبت وما اسلفت ويتبين لها ربحها من خسارتها وتصير الامور الى الله ويبطل ما كان يظنه المشركون نافعا لهم من عبادة غير الله عز وجل بهذه الاية الكريمات وجوب العبادة لله وحدوب اخلاص العبادة لله عز وجل وان من عبد غير الله فهو هالك وفيه ان المعبودين من دون الله من الانبياء والصالحين يتبرأون من عابدين من دون الله وينكرون عبادتهم وفيه ان في انه في موقف القيامة يتبين الرابح من الخاسر وتختبر كل نفس في اعمالها السالفة وفي ان الامور مرجعها الى الله عز وجل في يوم القيامة وانه لا احد يتصرف مع الله عز وجل ولا احد يرجع اليه فالامور كلها ترجع الى الله عز وجل وفي موقف القيامة تزول الفوارق والاملاك وليس هناك فرق بين الملوك والعبيد ولا بين الاغنياء والفقراء الرابح هو من عمل صالح ومن امن بالله ورسوله هؤلاء هم الربح واهل الفلاح الموحدون الذين اخلصوا اعمالهم لله وصدقوه بالاعمال الصالحة والخاسرون هم اهل العصيان والكفر بالله عز وجل ولهذا بين الله تعالى في هذه الاية الكريمات بانه اذا حشر الناس جميعا يقال للمشركين للعابدين والمعوذين يقال لهم مكانكم انتم وشركائكم يعني حتى يقضى بينكم الزموا مكانا معينا ثم يفصل الله بينهم قال فزينا بينهم. فصل الله بين هؤلاء وهؤلاء وفيه ان المعبودين ينكرون عبادة العابدين ويتبرأون منهم والله تعالى بين هذا في مواضع من كتابه بان العابدين المعبودين اعتبرهم من العابدين. اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا. ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب محاورة بينهم وقال الذين اتبعوا لو اننا لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأ منا كذلك قال الله كذلك يريهم الله اعمالهم حسرة عليهم وما هم بخارجين من النار في الاية الاخرى يقول الذين استضعفون الذين استكبروا. لولا انتم لكنا مؤمنين. قال الذين استكبروا للذين استضفوا. انحن صددناكم عن الهدى بعد جاءكم بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفون الذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا ثم قال واسروا ندامة لما رأوا العذاب قال سبحانه في الاية الاخرى وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا ربنا اتني بضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا في الاية الاخرى وقالت لهم لاخراهم ربنا هؤلاء اظلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار. قال لكل ظعف ولكن لا تعلمون وقالت لهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون بين الله المحاورة بين المعبودين والعابدين وان المعبودين يتبرأون من العابدين يوم القيامة وان المعبودين اذا كانوا راضين بالعبادة يشتركون في العذاب جميعا اما اذا لم يرضوا كالانبياء والصالحين وكذلك والملائكة فهؤلاء كما قال الله تعالى ان الذين سبقت لهم من الحسنى اولئك عنهم المبعدون قال سبحانه وهم يحشرون جميعا ثم يقول الملائكة اهؤلاء ايكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون فالواجب على كل انسان ان يخلص العبادة لله عز وجل ونوحده سبحانه وان يقوم بحقه ويمتثل امره ويبتعد عن كل ما يخدش عقيدته وينقص ايمانه وان يحذر من صرف اي نوع من انواع العبادة لغير الله حتى يكون من المؤمنين الرابحين قال الله تعالى الذين امنوا ولم يجلسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فالمؤمنون الموحدون هم الذين لهم الاب من العذاب في الاخرة وهم مهتدون في الدنيا واما الكفرة فليس له امر والاسلام هداية نسأل الله السلامة والعافية. نعم. حتى الجمادات تتبرأ من عدمها. هذا غير الجمادات الجمادات قال لا تتبرأ الذين يعبدون الشمس والقمر يلقون تلقى الشمس والقمر مع من عبده في النار يوم القيامة. انكم وما تعودون من دونه حصبوا جهنم وانتم لها واردون ثم استثنى الله من لم يرظى من الملائكة والانبياء والصالحين وما عدا ذلك فانهم يلقون مع عبده في النار زيادة في تعذيبهم الشمس عبدت بدون لا ترقى مع من عبدها في النار. تكوران الشمس والقمر وتلقيان في النار مع من عبدوه من دون نعم لعباده. هذا يحتاج الى دليل نطق الاوثان هل تنطق. انما هذا في غير الاوثان لكن الاوثان ورد ان الشمس والقمر تكوران تلقيان امام العبد وهو في النار لذكر دليل على انها انطقوا التبرع ان الاية تعتبر الذين اتبعوا من الذين اتبعوه ظاهره هذا في غير الجمادات. نعم. نعم. نعم. والجلود تشهد عليه تشهد عليه والديهم لكن هل المعبودات تنطق الجمادات هذا يحتاج الى دليل. نعم صلى الله اليك. قال تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر. فسيقولون الله فقل افلا تتقون فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق ان الضلال؟ فانى تصرفون كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا انهم لا يؤمنون يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانيته وربوبيته على وحدانية الهيته فقال تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض اي من ذا الذي ينزل من السماء ماء المطر في شق الارض شقا بقدرته ومشيئته فيخرج منها حبا وعنبا وقظبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبة وفاكهة وابا. االه مع الله؟ فسيقولون الله امن هذا الذي يرزقكم ان امسك رزقه وقوله عن من يملك السمع والابصار اي الذي وهبكم هذه القوة السامعة والقوة الباصرة ولو شاء لذهب بها ولسلبكم اياها لقوله تعالى قل هو الذي انشأكم وجعل لكم السمع والابصار وقال قل ارأيتم ان اخذ الله سمعكم وابصاركم وقوله ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي اي بقدرته العظيمة ومنته العميمة وقوله ومن يدبر الامر اي من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه وهو المتصرف الحاكم الذي لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون. يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن فالملك كله العلوي والسفلي وما فيهما من ملائكة وانس وجان. فقيرون اليه عبيد له. خاضعون لديه. فسيقولون الله اي وهم يعلمون ذلك ويعترفون به فقل افلا تتقون اي افلا تخافون منه ان تعبدوا معه غيره بارائكم وجهلكم وقوله فذلكم الله ربكم الحق اي فهذا الذي اعترفتم به الذي اعترفتم بانه فاعل ذلك كله هو ربكم والهكم الحق الذي يستحق ان يفرد بالعبادة. فماذا بعد الحق الا الضلال اي فكل معبود سواه باطن لا اله الا هو واحد لا شريك له فانى تصرفون اي فكيف تصرفون عن عبادته الى عبادة ما سواه وانتم تعلمون انه الرب الذي خلق كل شيء والمتصرف في كل شيء وقوله كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا اي كما كفر هؤلاء المشركون واستمروا على شركهم وعبادتهم مع الله غيره مع انهم يعترفون بانه الخالق الرازق المتصرف في الملك وحده الذي بعث رسله بتوحيده فلهذا حقت عليهم كلمة الله انهم اشقياء من ساكني النار كقوله قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى اي قل لهؤلاء المشركين الذين اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا محتجا عليهم بما اقروا به من توحيد الربوبية على ما انكروه من توحيد الالوهية قل من يرزقكم من السماء والارض بانزال الارزاق من السماء واخراج انواعها من الارض وتيسير اسبابها فيها امن يملك السمع والابصار اي من هو الذي خلقهما وهو مالكهما وخصهما بالذكر من باب التنبيه على المفضول بالفاضل ولكمال شرفهما ونفعهما ومن يخرج الحي من الميت كاخراج انواع الاشجار والنبات من الحبوب والنوى واخراج المؤمن من الكافر والطائر من البيضة ونحو ذلك ويخرج الميت من الحي عكس هذه المذكورات ومن يدبر الامر في العالم العلوي والسفلي وهذا شامل لجميع انواع التدبير الالهية فانك اذا سألتهم عن ذلك فسيقولون الله لانهم يعترفون بجميع ذلك وان الله لا شريك له في شيء من المذكورات فقل لهم الزاما بالحجة افلا تتقون الله فتخلصون له العبادة وحده لا شريك له وتخلعون ما تعبدونه من دونه من الانداد والاوثان فذلكم الذي وصف نفسه بما وصفها به الله ربكم اي المألوه المعهود المحمود. ذلكم الله تطلع اليك فذلكم الذي وصف نفسه بما وصفها به الله ربكم اي المألوه المعبود المحمود المربي جميع الخلق بالنعم وهو الحق فماذا بعد الحق الا الضلال فانه تعالى المنفرد بالخلق والتدبير لجميع الاشياء الذي ما بالعباد من نعمة الا منه ولا يأتي بالحسنات الا هو ولا يدفع السيئات الا هو ذو الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العظيمة والجلال والاكرام فانى تصرفون عن عبادة من هذا وصفه الى عبادة الذي ليس له من وجوده الا العدم ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فليس له من الملك مثقال ذرة ولا شريكة له بوجه من الوجوه ولا يشفع عند الله الا باذنه فتبا لمن اشرك به وويحا لمن كفر به لقد عدموا عقولهم بعد ان عدموا اديانهم بل فقدوا دنياهم واخراهم. لقد لقد عدموا احسن الله اليك والضلال يشمل الكفر والمعاصي. نعم اسم الله اليك قال تعالى قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فان تؤفكون قل هل من شركائكم من يهدين الحق لقد عدموا عقولهم بعد ان عدموا اديانهم بل فقدوا دنياهم واخراهم. نسأل الله العافية. ولهذا قال تعالى عنهم كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا انهم لا يؤمنون بعد ان اراهم الله من الايات البينات والبراهين النيرات ما فيه عبرة لاولي الالباب وموعظة للمتقين وهدى للعالمين. نعم. في هذه الايات الكريمات الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الالوهية والله سبحانه وتعالى كثيرا ما يستدل بتوحيد الربوبية الذي يقر به على انفراده بالالوهية وانه مستحق للعبادة وحده فاستدل سبحانه وتعالى على اقرارهم بانه والرازق وهو مالك السمع والابصار وهو الذي يخرج الحياء من الميت على انه المستحق للعبادة قل الله يرزقكم من السماء والارض من الذي انزل المطر من السماء؟ من الذي اخرج النبات من الارض واخرج فيها من الثمرات ويسر الاسباب اسباب الرزق من الذي خلق الاسماع والابصار وهو يملكها من الذي يخرج الحي من الميت يخرج الحبوب يخرج الثمار من الحبوب ويخرج الطائر من البيضة ويخرج المؤمن من الكافر والعكس يخرج ريحيا من بيته ويخرج الميت من الحي ومن يدبر من الذي يدبر امر الالة الامر العالم العلوي السفلي هم يعترفون بذلك ولو سألتهم لقالوا الله اذا فعليكم ان تفرده بالعبادة وتخلص له العبادة فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الظلال فانا تصرفون فهذا الله سبحانه وتعالى هو الربط المتصرف في عباده والحق الذي يستحق العبادة واسمه الحق وقوله الحق ودينه الحق فهو سبحانه وتعالى مستحق للعبادة لا يستحقه غيره فماذا بعد الحق الا الظالم؟ قد وضح الحق وماذا بعد الحق الا الظالم؟ فكيف تصرفون استفهام استبعاد كيف تصرفون عن الحق مع وضوحه كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا انهم لا يؤمنون حقت كلمة الله على هؤلاء الاشقياء انهم من اهل النار لانه قامت عليهم الحجة ولم يستفيدوا من النذر ومن ما جاءت بالرسل من البينات حقت عليهم كلمة العذاب حقت عليهم كلمة الله انهم اشقياء وانهم معذبون كذلك حقت كلمة على الذين فسقوا وهذا المراد بفسق فسوقه الاكبر فسوق الكفر لان الفسوق نوعان الفسوق الاكبر وهو فسوق الكفر هو فسوق اصغر وهو فسوق المعاصي فهذا فسوق الكفر كذلك حقت كلمة ربك الذين فسقوا انهم لا يؤمنون بهذه الايات الكريمات الاستدلال على وحدانية الله على الوهيته والساق الى العبادة في ربوبيته وانفراده بالخلق والتدبير والرزق والملك وهم معترفون بذلك ولهذا قال فقل افلا تتقون افلا تتقون الله تخافونه وتخلصون له العبادة حتى تسلم من عذاب الله وسخطه والله سبحانه هو الحق فيها قل فذلك الله ربهم فيها ان الله تعالى هو الحق ودينه الحق ورسله حق وفيه ان من ووضح له السبيل وتبينت له الادلة ولم ينتفع فليس بعد ذلك الا الضلال. فماذا بعد الحق اذا وضح الا الظلال والخسارة وهي ان الكفرة اصرفوا عن عبادة الله عقوبة له على صدودهم واعراضهم عن الحق بعد وضوحه كما قال تعالى فلما زاغوا ازال الله قلوبهم قال سبحانه ونقلب افئدة وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعبهون وفيه ان ان كلمة الله لهؤلاء الاشقياء المعذبين بعد ان لم تفيد فيهم النذر والله سبحانه حقت عليهم كلمة العذاب وانه اشقياء لعلمه سبحانه وتعالى بانهم لا يصلحون لغرس الكرامة والله سميع عليم بالذوات التي تصلح لغرس الكرامة فلهذا حقت عليهم كلمة العذاب بفسقهم بسبب فسقهم وخروجهم عن طاعة الله عز وجل دقت عليه كلمة العذاب انه لا وكذلك حقت كلمة ربك كالذين فسقوا انه لا يؤمنون حقت عليهم كلمة العذاب وكتب الله عليهم الشقاء وقدر انهم لا يؤمنون لعلمه سبحانه وتعالى باحوالهم ولحكمته سبحانه وتعالى هو الحكيم اظله سبحانه وتعالى عدلا منه وحكمة ووفق اخرين للايمان به فضلا منه واحسانا ورحمة نعم لا ماذا بعد حق الظلال كفر يعني اعظم الظلال كفر ليس بعد الحق الا الظلال. اليس هناك منزلة بينهما ليس هناك منزلة بينهم اما اما حق واما ضلال فليس هناك بينهما شيء قل الله يهدي للحق افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون وما يتبع اكثرهم الا ظنا ان الظن لا يغني من الحق شيئا ان الله عليم بما يفعلون وهذا ابطال لدعواهم فيما اشركوا بالله غيره وعبدوا من الاصنام والانداد قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده اي من بدأ خلق هذه السماوات والارض ثم ينشئ ما فيهما من الخلائق ويفرق اجرام السماوات والارض. وايش؟ ويفرق اجرام السماوات والارض. ويبدلهما بفناء ما فيهما ثم يعيد الخلق خلقا جديدا قل الله هو الذي يفعل هذا ويستقل به وحده لا شريك له فانى يؤفكون اي فكيف تصرفون عن طريق الرشد الى الباطل قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق ومن الله يهدي للحق اي انتم تعلمون ان شركائكم لا تقدر على هداية ضال وانما يهدي الحيار والضلال ويقلب القلوب من الغي الى الرشد. الله الذي لا اله الا هو. افمن يهدي الى الحق يا حق وان يتبع امن لا يهد الا ان يهدى اي افيتبع العبد الذي يهدى الى الحق؟ افيتبعه تهلا لي اي فيتبع العبد الذي يهدي الى الحق ويبصر بعد العمى ام الذي لا يهدي الى شيء الا ان يهدى لعماه وبكمه؟ يعني يعني الانسان يتبع الذي يهدي الى الحق الذي يهدي الحق هو الذي يتبعه ينبغي ان يتبعه الانسان ام الذي ليس عنده شؤم من الهداية الا ان يهدى هو والذي الذي يهدي هو الله سبحانه وتعالى. فمن يهدي الحق حق ان يتبع والرسول صلى الله عليه وسلم يهدي بالبيان والدلائل من عند الله عز وجل الذي يهدي الحق هو الذي هو الذي ينبغي ان يتبعه اما الذي ليس عنده شيء من الهداية الا ان يهدى ولا يتبع نعم وقوله تعالى احسن الله اليك افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى اي فيتبع العبد الذي يهدي الى الحق ويبصر بعد العمى ام الذي لا يهدي الى شيء الا ان يهدى لعماه وبكمه كما قال تعالى اخبارا عن ابراهيم انه قال يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا وقال لقومه اتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون الى غير ذلك من الايات وقوله فما لكم كيف تحكمون اي فما بالكم اين يذهب بعقولكم كيف سويتم بين الله وبين خلقه وعدلتم هذا بهذا وعبدتم هذا وهذا وهلا افردتم الرب جل جلاله المالك الحاكم الهادي من الضلالة بالعبادة وحده واخلصتم اليه الدعوة والانابة ثم بين تعالى انهم لا يتبعون في دينهم هذا دليلا ولا برهانا وانما هو ظن منهم اي توهم وتخيل وذلك لا يغني عنهم شيئا ان الله عليم بما يفعلون تهديد لهم مواعيد شديد لانه تعالى اخبر انه سيجازيهم على ذلك اتم الجزاء يقول الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى يقول تعالى مبينا عجز الهة المشركين وعدم اتصافها بما يوجب اتخاذها الهة مع الله قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ان يبتديه ثم يعيده وهذا استفهام بمعنى النفي والتقرير اي ما منهم احد يبدأ الخلق ثم يعيده وهي اضعف من ذلك واعجز قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده من غير مشارك ولا معاون له على ذلك فانى تؤفكون اي تصرفون وتنحرفون عن عبادة منفرد بالابتداء والاعادة الى عبادة من لا يخلق شيئا وهم يخلقون قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق ببيانه وارشاده او بالهامه وتوفيقه قل الله وحده يهدي للحق بالادلة والبراهين وبالالهام والتوفيق والاعانة الى سلوك اقوم طريق افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهد اي لا يهتدي الا ان يهدى لعدم علمه ولضلاله وهي شركاؤهم التي لا تاتي التي لا تهدي ولا تهتدي الا ان تهدى فما لكم كيف تحكمون اي شيء يجعلكم تحكمون هذا الحكم الباطل بصحة عبادة احد مع الله بعد ظهور الحجة والبرهان انه لا يستحق العبادة الا الله وحده فاذا تبين انه ليس في الهتهم التي يعبدون مع الله اوصافا معنوية ولا اوصافا فعلية تقتضي ان تعبد مع الله بل هي متصفة بالنقائص الموجبة لبطلان الهيتها فلاي شيء جعلت مع الله الهة فالجواب ان هذا من تزيين الشيطان للانسان. اقبح البهتان واضل الضلال حتى اعتقد ذلك والفه وظنه حقا وهو لا شيء ولهذا قال وما يتبع اكثرهم اي اكثر الذين يدعون من دون الله شركاء الا ظن اي ما يتبعون في الحقيقة شركاء لله فانه ليس لله شريك اصلا عقلا ولا نقلا وانما يتبعون الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا فسموها الهة وعبدوها مع الله ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان الله عليم بما يفعلون وسيجازيهم على ذلك بالعقوبة البليغة نعم وهذه الايات فيها مناقشة محاورة مجادلة للمشركين وبيان ان معبوديهم لا ليس عندهم شيء مما يؤهلهم للعبادة ويستحقون بها العبادة وانما تعلقوا في عبادتهم لهم بخيط العنكبوت وهي الظنون والاوهام التي لا تغني من الحق شيئا ولهذا حاورهم سبحانه وتعالى حوارا واضحا قال قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم اعيده قل الله وبما خلقه ثم اعيده فانى تؤفكون هل من شركائكم الذين تعبدون من دون الله؟ من يبدأ الخلق يخلق ثم ويعيد يبعث ويبعثهم مرة اخرى لا يوجد والله والله هو الذي فكيف تصرفون عن عبادة الله وتعبدون من لا يستطيع ان يبدأ الخلق ولا نعيده ثم قالت نقول هل من شركائكم من يهدي الى الحق هذا المشروع الكون من بيده الهداية هداية الدلالة والارشاد وهداية التوفيق والتسديد والالهام لا يوجد ليس بيدها شيء انما هذا بيد الله. قل هل من اشراككم من يهده الحق قل الله يهدي للحق الله هو الذي يهدي الحق هو المستحق للعبادة وشركاءكم لا يهدون. لا هداية دلالة ولا ارشاد ولا هداية الهام وتوفيق قل هل من شركائكم من يهدي الله؟ قل له يهدي الحق افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهد الا ان يهدى ايهم الاولى بالاتباع الذي يهدي للحق وبيده الهداية او الذي لا يهتدي الا ان يهدى لظلاله وبكمه ما عنده ما عنده شيء ليس عنده شيء من الهداية الا اذا هداه الله اما اللي هيهدي يعني لا يهتدي الا ان يهدى شركاؤكم هؤلاء لا لا يهتدون الا اذا هداهم الله اما الله فهو الذي يهدي الحق فهو حق ان يتبع اقول اتبع دينه وشرعه ورسله افمن يهتدي للحق حقا يتبع. امن لا يهدي لا يهتدي الا ان يهدى ليس عنده شيء الهداية الا اذا هداه الله والا والا فهو ضال امن لا يهدي الله فما لكم كيف تحكمون؟ اي شيء حصل لكم؟ اين عقولكم؟ اين ذا هو ذهب بعقولكم كيف تحكمون في هذا الحكم الجائر؟ فتعبدون شركاءكم وتشركون بالله عز وجل وليس بيدها من الامر شيء وانتم تكونون بهذا بنيتم هذه العبادة على الظنون والاوهام والتخرصات انظروا لها لا لا تغني من الحق شيئا. ولا تفيد صاحبها شيئا العبرة بالحقائق البديه على على العلم واليقين. اما الظرر والاوهام والتخرصات فلا تفيد شيئا ولهذا قال وما يتبع اكثرهم الا ظنا ان الظن لا يظلم من الحق شيئا ان الله عليم بما يفعلون باثبات اسم الله العليم مثل صفة العلم وهذا اوفيث التهديد التهديد الوعيد له ان الله عليم بما يفعلون وسوف يجازيهم على باله بهذه الاية ايات الكلمات اثبات ان الله تعالى اثبات البدء والميعاد عند الله اثبات البعث واثبات المعاد وان الله هو الذي خلقه ثم يعيده وان المعبودين من دون الله لا يستطيعون البدء ولا يستطيعون الاعادة وفيه ان الله تعالى هو الذي يهدي للحق بداية الدلالة والارشاد وهداية الاهم والتوفيق وان المعبودين لا يذكر شيئا من الهداية وفيه ان حكم الكفار حكم جائر حيث عبدوا غير الله ممن لا يستحق العبادة ولهذا قال فمالكم كيف تحكمون وفيه ان المعبودين ان المشركين انما عبدوا معبوديهم بالظنون والأوهام والتخرصات وليس عندهم شيء من من الحقائق ولا وليس عندهم شؤم من اليقين ولهذا قال اتبعوا اكثروا من الا الظن ان الظن لا يغلب الحق شيئا. والظنون والاوهاب لا تفيد شيئا ولا توصوا صاحبها الى الحق وفيه الوعيد الشديد الكفار بقوله ان الله عليم ما يفعلون وسوف يجازيهم وانه سوف يجازيهم على اعمالهم وشركهم. نسأل الله العافية. نعم يريد تحليل من الشرك والحرص على التوحيد واخلاص الدين لله لله سبحانه وتعالى وان المشرك هالك وخاسر وانه لا نجاة ولا سلامة من عذاب الله الا بتوحيد الله واخلاص الدين له واداء حقه والقيام بامره سبحانه وتعالى. نعم نعم؟ نعم. الظن لا يفتن الظن هو الشك الشكوك لابد من العلم ان يتبعون الا الظن وفي الاية الاخرى ويتبعون الا الظن وان الظن لا يغني بالحق شيئا ولابد من العلم ولهذا قال سبحانه في وما لهم به بذلك من علم انهم الا يظنون انهم الا يخلصون لا بد من العلم العبادة والحقائق لابد ان تكون قائمة والادلة تكون قائمة على العلم لا على الظنون والتخرصات نعم. لا الظن الظن هو هو احد المدركات والمرجوح على المدركات اربعة اشياء علم وظن وشك ووهب فالعلم هو اليقين اليقين الناتجة عن الدليل والظن هو الاحتمال الراجح من الاحتمالين اذا كان الشيء محتمل لشيئين فالراجح يسمى ظن والمرجوح يسمى وهم واذا كان على حد سواء فهو شك نعم الله اليك