الله اليك قال تعالى وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به. وربك اعلم بالمفسدين هذا بيان لاعجاز القرآن وانه لا يستطيع البشر ان يأتوا بمثله ولا بعشر سور ولا بسورة من مثله لانه بفصاحته وبلاغته ووجازته وحلاوته واشتماله على المعاني الغزيرة النافعة في الدنيا والاخرة لا تكون الا من عند الله الذي لا يشبهه شيء في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله واقواله فكلامه لا يشبه كلام المخلوقين ولهذا قال تعالى وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله اي مثل هذا القرآن لا يكون الا من عند الله ولا يشبه هذا كلام البشر ولكن تصديق الذي بين يديه اي من الكتب المتقدمة ومهيمنا عليه ومبينا لما وقع فيها من التحريف والتأويل والتبديل وقوله وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين اي وبيان الاحكام والحلال والحرام بيانا شافيا بيانا شافيا كافيا حقا لا مرية فيه من الله رب العالمين وقوله ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين اي ان ادعيتم وافتريتم وشككتم في ان هذا من عند الله وقلتم كذبا ومينا ان هذا من عند محمد فمحمد بشر مثل مثلكم وقد جاء فيما زعمتم بهذا القرآن فاتوا انتم بسورة مثله اي من جنس هذا القرآن واستعينوا على ذلك بكل من قدرتم عليه من انس وجان وهذا هو المقام الثالث في التحدي فانه تعالى تحداهم ودعاهم ان كانوا صادقين في دعواهم انه من عند محمد فليعارظوه بنظير ما جاء به وحده وليستعينوا بمن شاءوا واخبر انهم لا يقدرون على ذلك ولا سبيل لهم اليه فقال تعالى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ثم تقاصر معهم الى عشر سور منه فقال في اول سورة هود ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين ثم تنازل الى سورة فقال في هذه السورة ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين وكذا في سورة البقرة وهي مدنية تحداهم بصورة منه واخبر انهم لا يستطيعون ذلك ابدا فقال فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار. الاية هذا وقد كانت الفصاحة من سجاياهم واشعارهم ومعلقاتهم اليها المنتهى في هذا الباب ولكن جاءهم من الله ما لا قبل لاحد به ولهذا امن من امن منهم بما عرف من بلاغة هذا الكلام وحلاوته وجلالته وطلاوته وافادته وبراعته فكانوا اعلم الناس به وافهمهم له واتبعهم له واشدهم لهم قيادا كما عرف السحرة لعلمهم بفنون السحر ان هذا الذي فعله موسى عليه الصلاة والسلام لا يصدر الا عن مؤيد مسدد مرسل من الله وان هذا لا يستطاع لبشر الا باذن الله وكذلك عيسى عليه الصلاة والسلام بعث في زمان علماء الطب ومعالجة المرضى فكان يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذن الله ومثل هذا لا مدخل للعلاج والدواء فيه فعرف من عرف منهم انه عبد الله ورسوله ولهذا جاء في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم صلي وسلم ما من نبي من الانبياء الا وقد اوتي من الايات ما امن على مثله البشر كالجمع بين النقيضين لما نفاه الله وقال تعالى فلا يخاف فضلا ولا هضبا ولما امن منه ولما حرمه على نفسه يا عبادي حرمت الظلم على نفسي ودل على انه ممكن وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا وقوله بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. ولما يأتيهم تأويله يقول بل كذب هؤلاء بالقرآن ولم يفهموه ولا عرفوه. ولما يأتيهم تأويله اي ولم يحصلوا ما فيه من الهدى ودين الحق الى حين تكذيبهم به جهلا وسفها كذلك كذب الذين من قبلهم اي من الامم السالفة فانظر كيف كان عاقبة الظالمين اي فانظر كيف اهلكناهم بتكذيبهم رسلنا ظلما وعلوا وكفرا وعنادا وجهلا فاحذروا ايها المكذبون ان يصيبكم ما اصابهم وقوله ومنهم من يؤمن به الاية اي ومن هؤلاء الذين بعثت اليهم يا محمد من يؤمن بهذا القرآن ويتبعك وينتفع بما ارسلت به ومنهم من لا يؤمن به بل يموت على ذلك ويبعث عليه وربك اعلم بالمفسدين اي وهو اعلم بمن يستحق الهداية فيهديه ومن يستحق الضلالة فيضله وهو العادل الذي لا يجور بل يعطي كلا ما يستحقه تبارك وتعالى وتقدس وتنزه لا اله الا هو التفسير الثاني لا بسم الله الرحمن الرحيم يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله يقول تعالى وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله اي غير ممكن ولا متصور ان يفترى هذا القرآن على الله تعالى لانه الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. تنزيل من حكيم حميد وهو الكتاب الذي لو اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وهو كتاب الله الذي تكلم به رب العالمين فكيف يقدر احد من الخلق ان يتكلم بمثله او بما يقاربه. والكلام تابع لعظمة المتكلم ووصفه فان كان احد يماثل الله في عظمته واوصاف كماله امكن ان يأتي بمثل هذا القرآن ولو تنزلنا على الفرض والتقدير فتقوله احد على رب العالمين لعاجله بالعقوبة وبادره بالنكال ولكن الله انزل هذا الكتاب رحمة للعالمين وحجة على العباد اجمعين. انزله تصديقا الذي بين يديه من كتب الله السماوية بان وافقها وصدقها بما شهدت به. وبشرت بنزوله فوقع كما اخبرت وتفصيل الكتاب للحلال والحرام والاحكام الدينية والقدرية والاخبارات الصادقة وتفصيل وتفصيل وتفصيل الكتاب للحلال والحرام والاحكام الدينية والقدرية والاخبارات الصادقة لا ريب فيه من رب العالمين اي لا شك ولا مرية فيه بوجه من الوجوه. بل هو الحق اليقين. تنزيل من رب العالمين الذي لي ربى جميع الخلق بنعمه ومن اعظم انواع تربيته ان انزل عليهم هذا الكتاب الذي فيه مصالحهم الدينية والدنيوية المشتمل على مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال. ام يقولون اي المكذبون به عنادا وبغيا. افتراه محمد على الله واختلقه قل لهم ملزما لهم بشيء ان ان قدروا عليه امكن ما ادعوه ما ادعوه اذا كان قولهم باطلا فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقون. ان كنتم صادقين يعاونكم على الاتيان بصورة مثله وهذا محال ولو كان ممكنا لادعوا قدرتهم على ذلك ولاتوا بمثله ولكن لما بان عجزهم تبين ان ما قالوه باطل. لا حظ له من الحجة. والذي حملهم على التكذيب بالقرآن مشتمل على الحق الذي لا حق فوقه انهم لم يحيطوا به علما. فلو احاطوا به علما وفهموه حق فهمه لاذعنوا التصديق به وكذلك الى الان لم يأتهم تأويله الذي وعدهم ان ان ينزل بهم العذاب ويحل بهم وهذا التكذيب الصادر منهم من جنس تكذيب من قبلهم. ولهذا قال كذلك كذب الذين من قبلهم. فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وهو الهلاك الذي لم يبق منهم احدا. فليحذر هؤلاء ان يستمروا على تكذيبهم في حل بهم ما ما احل بالامم المكذبين والقرون والقرون المهلكين وفي هذا دليل على التثبت في الامور وانه لا ينبغي للانسان ان يبادر بقبول شيء او رده قبل ان يحيط به علما منهم من يؤمن به اي بالقرآن وما جاء به. ومنهم من لا يؤمن به وربك اعلم بالمفسدين وهم الذين لا يؤمنون به على وجه العناد والظلم والفساد فسيجازيهم على فسادهم باشد العذاب نعم في هذه الايات الكريمات بيان من الله سبحانه وتعالى ان هذا القرآن من عند الله عز وجل وانه لا يمكن ان يفترى وان يفتريه احد لانه لانه لا يمكن ان يأتي احدا ولكن الله تنزه عنه ولسه الظلم آآ من الخالق مثل ظلم المخلوق تعالى الله فالله تعالى لا يمثل احدا بالخمر كما تقول القدرية ان الله ولكن الله تنزه عن الظلم وهو وضع الشيء في غير موضعه بمثل هذا القرآن بفصاحته وبلاغه وبلغته واعجازه وبيانه وتفصيله بالاحكام وبيان الاحكام وبيانه للاحكام الدينية والاخروية والقدرية والجزائية فلا يصح ولا يمكن ويستحيل ان يأتي احد بمثل هذا القرآن يستحيل احدا يفتري هذا القرآن فثبت انه كلام الله. وما كان هذا القرآن او يفترى من دون الله. ولكن تصديق الذي بين يديه فهو يصدق الكتب السابقة يوافقها ما جاءت فيه من الاخبار الصادقة والاحكام العادلة وتفصيل الكتاب العربي فيه تفصيل وبيان الحلال والحرام فلا ريب فيه ولا شك انه من رب العالمين بتحدى الله سبحانه وتعالى اتحداهم ان يأتوا بمثل هذا القرآن ان يقولوا انها تراه قل فاتوا بسورة مثله. وادعوا من استطعتم من دون الله كنتم صادقين. تحداهم ان بسورة مثله وان يدعو من استطاعوا ان ان نعينهم ونساعدهم ولا يستطيعون ان كانوا صادقين فتبين بذلك عجزهم وتبين انهم انما كذبوا به لانهم لم يحيطوا به علما ولو احاطوا به علما لما كذبوا به وكذلك ايضا لم لم يأتيهم تأويله وهو ما اخبر به مما يكون في يوم القيامة من الجزاء والحساب وسيأتي تأويله في يوم القيامة ولما ولما يأتيهم تأويله واخبر سبحانه وتعالى انهم كذبوا بهذا القرآن كما كذب كذبت الامم السابقة فاهلكهم الله فليحذر هؤلاء ان يصيبهم ما اصابهم ولهذا قال فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وبين سبحانه وتعالى انهم انقسموا قسمين ومنهم من امن بهذا القرآن ومنهم من لا يؤمن به فمن امن به وصدقه وعمل بما فيه صدق اخباره ونفذ احكامه هو الرابح ومن لا يؤمن ومن لم يؤمن به فهو فهو الهالك وهو المفسد الذي افسد دينه ودنياه وله العاقبة الوخيمة ولهذا هذه الايات من الاحكام انه لا يصح انه لا يمكن ان يؤتى بمثل هذا القرآن ولا يمكن ان يفتر من دون الله لان كلام الله لا يمكن احد ان يأتي بمثله وكلام الله لا يشبه كلام البشر كما ان الله لا يماثل المخلوقين في ذاته وصفاته فكذلك لا يستطيع احد ان يأتي بمثل هذا القرآن ولهذا قال وما كان اهل القرآن يفترى من دون الله وفيه من الفوايد ان ان هذا القرآن يصدق للكتب السابقة يصدقه يوافقها بالاخبار الصادقة والاحكام العادلة وفيه من ان هذا القرآن فيه تفصيل الحلال والحرام بيان الحلال والحرام وفيه ان هذا الكتاب لا شك فيه انه من رب العالمين. الذي رباهم بنعمه سبحانه وتعالى وفيه ان الله تعالى تحدى البشر ان يأتوا بسورة مثله فعجزوا اتحداهم ان يأتوا بمثل هذا القرآن ويستعينوا بمن استطاعوا ولا يستطيعون وفي بيان ان سبب تكذيبهم للقرآن انهم لم يحيطوا بعلمه انهم يحيط به لم يحيطوا بعلمه وانه لم يأتي من تأويله الذي وعدهم الله به في المستقبل في يوم القيامة ولهذا كذبوا وكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه والماء تأويله وفي ان الامم السابقة كذبت فاهلكها الله يريد تحذير هذه الامة ان تسلك مسلكها وان تستمر على التكذيب فتهلك كما هلكت الامم السابقة وفيه ان ان ناس انقسموا الى قسمين اتجاه القرآن منهم منهم من امن وصدق فنجع وكان من المتقين ومنهم من لم يؤمن فهلك وخسر فكان من المفسدين لدينه ودنياه ومن الهالكين في الاخرة نسأل الله السلامة والعافية. نعم. نعم. صفة من صفات الله عاصفة او بكلام الله وصفة من صفاته ادلة وجود الله في كل شيء له اية تدل على انه احد اذا قيل لك الشيخ محمد اذا قيل لك بما عرفت ربك؟ قل باياتي ومخلوقاته ومن ايات الليل والنهار وشمسه القمر ومخلوقات السماوات والاراضين وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد احسن الله اليك وقوله تعالى وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون ومنهم من يستمعون اليك افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ومنهم من ينظر اليك افانت تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون يقول ابن كثير يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وان كذبك هؤلاء المشركون فتبرأ منهم ومن عملهم. فقل لي عملي ولكم عملكم كان يحرم احدا من ثواب حسناته او يحمله وزر غيره هذا هو الظلم الذي تنزه عنه سبحانه وتعالى تسأل كما تقوله الجبرية ولا كما تقوله القدرية طيب وفق الله الجميع لطاعته وصلى الله كقوله تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون الى اخرها وقال ابراهيم الخليل واتباعه لقومهم المشركين انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله. الاية قوله ومنهم من يستمعون اليك اي يسمعون كلامك الحسن والقرآن العظيم والاحاديث الصحيحة الفصيحة في القلوب والاديان والابدان وفي هذا كفاية عظيمة ولكن ليس ذلك ليس ذلك اليك ولا اليهم فانك لا تقدر على اسماع الاصم وهو الاطرش فكذلك لا تقدر على هداية هؤلاء الا ان يشاء الله. ومنهم من ينظر اليك اي ينظرون اليك والى اما اعطاك الله من التؤدة والسمت الحسن من التؤدة من التؤدة والسمت الحسن والخلق العظيم والدلالة الظاهرة على نبوتك والدلالة والدلالة الظاهرة على نبوتك لاولي البصائر والنهى وهؤلاء ينظرون كما ينظر غيرهم ولا يحصل لهم من الهداية شيء كما يحصل لغيرهم. بل المؤمنون ينظرون اليك بعين الوقار وهؤلاء الكفار ينظرون اليك بعين الاحتقار. واذا رأوك ان يتخذونك الا هزوا ثم اخبر تعالى انه لا يظلم احدا شيئا. وان كان قد هدى به من هدى وبصر به من العمى وان كان قد هدى به من هدى وبصر به من العمى وفتح به اعينا عميا واذانا صما وقلوبا غلفا واضل به عن الايمان اخرين فهو الحاكم المتصرف في ملكه بما يشاء الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لعلمه وحكمته وعدله. ولهذا قال تعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا ولا لكن الناس انفسهم يظلمون. وفي الحديث عن ابي ذر عن النبي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما عن ربه عز وجل يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا الى ان قال في اخره يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم. ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم بطوله يقول الشيخ ابن سعدي وان كذبوك فاستمر على دعوتك وليس عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء لكل عمله فقل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون. كما قال تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها ثم يخبر تعالى عن بعض المكذبين للرسول ولما جاء به. وان منهم من يستمعون الى النبي صلى الله عليه وسلم. وقت قراءة اتي للوحي لا على وجه الاسترشاد بل على وجه التفرج والتكذيب وتطلب العثرات. بل على وجه بل على وجه التفرج لا والتكذيب وتطلب العثرات وهذا استماع غير نافع ولا مجد على اهله خيرا لا جرم لا جرما سد عليهم باب التوفيق. لا جرم ان سد لا جرم ان سد عليهم باب التوفيق بمعنى حقا نعم ها ان صدقت. نعم. اه من سد عليهم. نعم من سد فعلا حقا حقا سد نعم لا جرما سد عليهم باب التوفيق وحرموا من فائدة الاستماع. ولهذا قال افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون لا جرى انسد عليهم لا جرم انسد عليهم باب التوفيق. نعم نسأل الله العافية وحرموا من فائدة الاستماع. اعوذ بالله. ولهذا قال افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون. وهذا الاستفهام بمعنى النفي تقرر اي لا تسمعوا الصم الذين لا يستمعون القول ولو جهرت به. وخصوصا اذا كان عقلهم معدوما فاذا كان من المحال اسماع الاصم الذي لا يعقل للكلام فهؤلاء المكذبون كذلك ممتنع اسماعك اياهم اسماعا ينتفعون به واما اسماع الحجة فقد سمعوا ما تقوم عليهم به حجة الله البالغة. فهذا طريق عظيم من طرق العلم قد انسد عليهم وهو طريق المسموعات المتعلقة بالخبر ثم ذكر انسداد الطريق الثاني وهو طريق النظر. فقال ومنهم من ينظر اليك فلا يفيده نظره اليك ولا سبر احوالك شيئا. فكما انك لا تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون. فكذلك لا تهدي هؤلاء فاذا فسدت عقولهم واسماعهم وابصارهم التي هي الطرق الموصلة الى العلم ومعرفة الحقائق فاين الطريق الموصل الموصل لهم الى الحق؟ ودل قوله ومنهم من ينظر اليك ان النظر الى حالة النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وهديه واخلاقه واعماله وما يدعو اليه من اعظم الادلة على صدقه وصحة ما جاء به وانه يكفي البصير عن غيره من الادلة. وقوله ان الله لا يظلم الناس شيئا فلا يزيد في سيئاتهم ولا ينقص ومن حسناتهم ولكن الناس انفسهم يظلمون. يجيئهم الحق فلا يقبلونه فيعاقبهم الله بعد ذلك بالطبع على قلوبهم والختم على اسماعهم وابصارهم. نسأل الله العافية. في هذه الايات الكريمات اه ارشادا من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ان يتبرأ من هؤلاء المكذبين الذين لم تفد فيهم لم يفتدهم الوعظ والنصيحة والتذكير ولهذا قال وان كذبوك فقل لعملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعملوا وانا بريء مما تعملون وفيه البراءة من المشركين ومن دينهم ومن عملهم وبين سبحانه وتعالى ان هؤلاء المشركين يستمعون للنبي صلى الله عليه وسلم ويسمعون الحجة التي يسمعون يسمعون الحجج فتقوم عليهم يسمعون الادلة والايات والبراهين فتقوم عليهم الحجة لكنهم حرموا من سماع الانتفاع ولا حيلة فيهم. ولهذا قال ومنهم من يستمع اليك. افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون كما ان الاصم الذي لا الذي لا يسمع فقد السمع لا يمكن اسماعه فكذلك هؤلاء لا يستفيدون ولا يسمعون سماع انتفاع وان كانوا يسمعون سماعا تقوم الحجة فانسد عليهم باب السماع المفيد المفيد لهم كما انه انسد عليهم الباب والاخر باب النظر. قال ومنهم من ينظر اليك. ينظر الى النبي صلى الله عليه وسلم ينظرون اليه كما ينظر غيرهم لكن من لكن بل رزقه الله الهداية فانه ينظر نظر اعتبار فينظر الى النبي صلى الله عليه وسلم وينظر الى ما اعطاه الله من الايات والبراهين والحجج فينتفع بها. وهؤلاء ينظرون كما ينظر غيرهم الا انهم حرموا الانتفاع نظرا للانتفاع فهم ينظرون نظرا تقوم عليه بهم الحجة ولكنه لا ينظر نظر الاعتذار فكما ان الاعمى لا يمكن ان يهدى الذي لا يبصر فكذلك هؤلاء عمي في قلوبهم فلا ينتفعون النظر بالبراهين والحجج والايات. ولهذا ومنهم ينظر اليك افانت تهدي العمراء ولو كانوا لا يبصرون ثم قال سبحانه ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون. فهو سبحانه لا يظلم احدا. اقام الحجة وارسل الرسل وانزل الكتب وارسل الرسل المبشرين والمنذرين فقامت الحجة على الناس فهم الذين ظلموا انفسهم بالمعاصي واجتراح الكبائر والاعراض عن الايات والبراهين في هذه الايات الكريمات البراءة من المشركين واعمالهم. وانه يجب على المسلم ان يتبرأ من المشركين واعمالهم كما قال سبحانه وتعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولا دين وقال سبحانه عن ابراهيم انا برء منكم مما تعبدون من دون الله فلابد من البراءة من المشركين بعد دعوتهم اذا دعوا من الحق ولم يقبلوا الحق بعد يتبرأ الانسان منهم ومن اعمالهم ولا يخالطهم وفيه بيان وفيه هذه الايات ان الكفار يسمعون الحجج والبراهين فتقوم عليهم به الحجة لكنهم حرموا الانتفاع بها هم لا يسمعون سماع سماعا ينتفعون به وفيه من الايات من الفوائد ان النظر الى النبي صلى الله عليه وسلم وما اتاه الله من البراهين والحجج يوصلون الحق وهؤلاء المشركون نظروا الى الادلة والبراهين فقامت فيهم الحجة لكنهم لم ينظروا نظر اعتبار يستفيدون منه وفيه بيان ان الله تعالى منزه عن الظلم. قل ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكننا سوف يظلمون. والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه كان يحرم احدا من حسنات ثواب حسناته او حمل وزراء غيره والظلم مقدور لله عز وجل ولكنه تنزه عنه وفيه الرد على الجبرية من الاشاعرة والجهمية الذين يقولون ان الظلم مستحيل على الله وانه لا يمكن قالوا لا يمكن لا لا يمكن يوجد لا يمكن الظلم مستحيل على الله لان الظلم عندهم هو تصرف المالك فهي لملكه والله تعالى له ملك السماوات والارض فيقولون يجوز لله على الله ان يفعل كل شيء ولو كان مخالفا لحكمته فيجوز على الله ان يقلب التشريعات والجزاءات ويعذب المؤمنين والانبياء حبلى اوزار الفجار والكفار ولا يكون هذا ظلما لانه يتصرف في ملكه قال اللهم يقولون وهذا باطل وفي الردعة القدرية الذي يقول ان الظلم من من الخالق مثل ظلم المخلوق ويقول ما كان ظلما وقبيحا من المخلوق يكون ظلما من الخالق لو فعله وهذا باطل هؤلاء ظلوا وهولاء ظلوا فليس الظلم مستحيل على الله لانه كان مستحيل ممتنع