الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. فهذا هو الدرس الثاني عشر من دروس الكتاب الذي لا زلنا فيه وهو الدروس المهمة لعامة الامة. للشيخ ابن باز رحمه الله ورحمه الله قد بدأ في الدرس الثاني عشر في شروط الوضوء. اولا ما معنى شروط الوضوء معنى شروط الوضوء اي الامور التي لا بد منها قبل ان يتوضأ الانسان حتى يصح وضوءه. هذا معناه من حيث اه معنى الشرطية. واما الاصوليون فيعرفون الشرط بانه ما يلزم من عدمه العدم. ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم اذا شرط الوضوء يعني الامر الذي لا بد من وجوده قبل الوضوء قال رحمه الله شروط الوضوء وهي عشرة. الاسلام فمعنى هذا ان الكافر لو توظأ ثم اسلم فان وضوءه السابق لا يصح لانه لا بد من صحة الوضوء الاسلام ولهذا قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فخاطب المؤمنين فدل ان الكافر لا يصح منه الوضوء الشرط الثاني العقل فلو ان انسانا مجنونا رأى عاقلا يتوضأ فقلده ثم رجع اليه عقله فان وضوءه السابق لا يعتد به لان الا العقل مناط التكليف فاذا عدم عدم التكليف ولم يصح آآ الامر ولم تصح العبادة والوظوء عبادة فلابد فيها من العقل والتعقل ولهذا قال صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاث وذكر عن المجنون حتى يفيق الشرط الثالث من شروط صحة الوضوء التمييز فلو كان صبيا طفلا صغيرا لا يميز بمعنى لا يعرف يمينه من شماله ولا يعرف معنى الفرق بين القيام والركوع وانما يفعل ما يفعله ابوه او يفعل ما يفعله امه فهذا لا يسمى وضوءا ولذلك كان من شرط الوضوء التمييز وهو ان يفرق بين اليمين والشمال بين القليل والكثير وان لم يكن بالغا فالبلوغ ليس من شرط صحة الوضوء وانما من شرط صحة الوضوء التمييز الشرط الرابع النية والنية شرط في صحة الوضوء بل النية شرط في صحة كل عبادة لقول النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات انما الاعمال بالنيات فلا بد ان تكون النية اي نية الوضوء. فلو ان انسانا توظأ مستبردا جسمه فان وضوءه لا يصح ولو ان انسانا وقع في نار ولم يكن نوى الوضوء فان وضوءه لا يصح لابد من النية والوضوء عبادة كما لا يخفى بدليل ان المتوضئ اذا توظأ يكتب الله له حسنات ويزيل عنه سيئات مما يدل على انها عبادة ومن هنا ندرك الفرق بين الاغسال والتنظفات التعبدية وغير التعبدية ولو ان انسانا وجد قذارة على يده فازالها بلا نية صحت منه لان ذلك غير تعبدية لكن الوضوء ورفع الجنابة امر تعبد لابد فيه من النية الشرط الخامس من شروط صحة الوضوء استصحاب حكمها بان لا ينوي قطعها حتى تتم طهارته يعني يجب انه ينوي الوضوء من اول ما يبدأ في الوضوء الى ان ينتهي الوضوء لكن لو انه غسل نوى الوضوء فغسل وجهه ويديه وقبل ان يمسح رأسه ورجليه قال لا توضأ في نفسه قال لا توظأ ساتوظأ بعد ذلك فهذا الوضوء لا يصح لابد من استصحاب الحكم من بداية الفعل الى نهاية الفعل فاذا ما توظأ بعد ذلك جاته نية بانه لا يريد الوضوء فان هذه النية لا تقطع لا يرفع الطهارة ما دام قد حصل منه الفعل بنية مصاحبة الشرط السادس من شروط صحة الوضوء انقطاع موجب الوضوء. انقطاع موجب الوضوء ان قال قائل من اين علمنا ان استصحاب حكمها لابد من وجودها يعني انه ينوي الوضوء ينوي الوضوء ينوي انه يستبيح الصلاة ينوي انه آآ يستبيح قراءة القرآن ينوي انه بوضوءه يريد ان يطوف فرضا كان او لا من اين علمنا هذا؟ من قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة ومعنى قمتم يعني قصدتم وفي استصحاب الحكم وقصده مطلوب واما الشرط السادس انقطاع موجب الوضوء فلابد الانسان حينما يتوضأ ان يكون قد قطع موجبات الوضوء. فمثلا لو توظأ وغسل وجهه يديه ثم خرج منه صوت او ريح فانه لا يصح وضوءه لابد ان يبدأ من جديد لابد ان يبدأ من جديد طبعا هذا يستثنى منه شخص واحد وهو المريض الذي لا يستطيع امساك الريح او لا يستطيع امساك البول او لا يستطيع عمل له فتحة عملية لا يستطيع امساك الغائط مثلا فهذا يستثنى منه لوجود الظرورة ولوجود المرأة واما الانسان الصحيح فانه لو توضأ واثناء مسح رأسه او رفع رجلي خرج منه صوت او ريح لابد ان يعيد الوضوء من جديد الشرط السابع قال رحمه الله واستنجاء او استجبار قبله طبعا الاستنجاء او الاستجبار قبل الوضوء شرط من شروط صحة الوضوء اذا كان قد آآ احتاج الانسان الى بول او غاية اما لو انه لم يكن محتاج الى البول والغائط فان هذه الشرط يسقط فلو ان انسانا توظأ لصلاة المغرب ثم خرج منه صوت او ريح فذهب وتوضأ فليس شرطا عليه ان يستنجي او يستجبر ومعنى الاستنجاء هو طلب النجوى طلب الطهارة اصل الاستنجاء سين والتاء للطلب اي طلبوا الطهر كيف يطلب الطهر؟ يطلب الطهر بازالة النجاسة من موضع الخروج ومن موضع البول ويكون الاستنجاء في في الغالب عند الفقهاء يطلقون كلمة استنجاء اذا كان بالماء واما الاستجمار وهو طلب الجوار او الجمرة وهي الصخرة الصغيرة التي لا بد منها في انقاء المحل والجمار لابد ان تكون ثلاثة فصاعدة ولا يصح الاستجبار باقل من ثلاثة احجار وهكذا لو استجمر بمنديل فلابد ان يكون المنديل ثلاثة مناديل فيستنجي الانسان ويستجبر قبل الوضوء اذا خرج منه بول او غائط اما اذا لم يخرج فهذا الشرط ليس مطلوبا فان ذهب الانسان الى الخلا وخرج منه البول ولم يستنجي ولم يستجبر ثم اراد ان يتوضأ يقال ان وضوءك غير صحيح لان من شرط الوضوء استنجاء مع المحل الخارجي منه البول او الغائط او الاستجمار المحل الذي خرج منه البول والغائط لان النبي صلى الله عليه واله وسلم هكذا علم اصحابه ايضا لان من موجبات لان من موجبات الوضوء هو خروج البول او خروج الغايب فوجود البول والغائط في موضع المحل لا يصح معه الوضوء الشرط الثامن قال رحمه الله والطهورية ماء واباحته وطهورية ماء واباحته يعني انه لا بد ان يتوضأ بماء طاهر فلو توضأ بماء نجس لم يصح وضوءه او توضأ بما ليس بماء مثل ما لو توضأ بعصير او بالبيبسي فان وضوءه لا يصح وطهوريته ماء عندنا شرطة الطهورية والمائية وهذا الماء الطاهر مثل مياه البحار والانهار والامطار والعيون وهي الثلج ونحو ذلك لقوله جل وعلا ما ان طهورا وطهورية ماء واباحته اباحته اي انه مباح لك استخدامه فلا يجوز للانسان يسرق ماء من مكان ليتوظأ فيه ولا يجوز للانسان ان يغصب ماء من مكان ليتوضأ في قال رحمه الله التاسع من موجبات من شروط الوضوء ازالة ما يمنع وصوله الى البشرة يعني لو كان على ظفر المرأة ما يسمى باطلاء الاظافر فان وضوءه او وضوءها لا يصح الا بعد ازالة ما يمنع وصوله الى البشرة والامر الجامع لهذا انه اذا كان للمانع جرم فانه يمنع الوضوء اما لو لم يكن للمانع جرم مثل الحناء مثلا فانه لا يمنع الوضوء ولا يمنع من وصول الماء الى البشرة ولو ان انسانا كان يعمل في الصبغ مثلا فصار على يديه اصباغ لا يمكن للماء ان يصل الى البشرة نقول له اولا ازل هذه الاصباغ ثم توظأ ازل هذه الاصباغ اولا باي مادة ثم توضأ ومن باب اولى لو ان الانسان كان على وجهه كريمات او دهونات يمنع كريمات او دهونات مانعة من وصول الماء الى البشرة انه لابد من ازالتها وهذا من عظمة الاسلام ان الوضوء كله فيه صحة للبشر لو ان الانسان لم يوصل الماء الى البشرة وانما امر الماء على البشرة وكان هناك طلاء او دهن فإن الماء لا يصل البشرة فلا يصح مع ذلك الوضوء العاشر قال رحمه الله من شروط الوضوء دخول وقت الصلاة في حق من حدثه دائم يعني هذا شرط خاص بالمرضى المصابون بسلس البول او بسلاسيل الريح او المصابون اه البواسير ونحوه ممن لا يستطيعون امساك النجاسات عن انفسهم فهؤلاء حتى يصح منهم الوضوء نقول لهم لا تتوضأوا حتى يؤذن المؤذن. فاذا اذن المؤذن يتوضأ احدهم ثم بعد ذلك اذا خرج منه صوت او ريح او بول او غاية فانها وضوءه يصح لانه قد توظأ بعد دخول الوقت. ودليل هذا ما جاء في حديث المرأة المستحاظة ان النبي صلى الله عليه وسلم امرها ان تتوضأ بكل صلاة. هذه هي شروط صحة الوضوء فينبغي على الانسان ان يتعلم هذه شروط حتى يصحح وضوءه. والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين عين والحمد لله رب العالمين