الا بتحويل الله عز وجل ولا قوة لانسان ولو كان سببا في شيء ما الا بقوة الله عز وجل له قال وقد علم ما سيكون قبل ان يكون وقدر المقادير وكتبها الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا مجلس جديد من مجالس تعليقنا لكتاب على كتاب مكة المورية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وكتاب التدميرية كما ذكرنا في بداية الحديث عن هذا الكتاب مبنيون على امرين الاول على اثبات الاسماء والصفات تنزيل الله عز وجل والامر الثاني على بيان ان الله عز وجل مستحق للعبادة ومن جملة ذلك التعبد لله عز وجل بالعبادات والطاعات الصبر والرضا والشكر فيما يتعلق بقدر الله سبحانه وتعالى اذا الاصل الثاني الحديث عن العبادات وقال المصنف رحمه الله فصل واما الاصل الثاني وهو التوحيد في العبادات الاصل الثاني اي الذي يتحدث عنه هذا الكتاب ان الاصل الاول هو اثبات الاسماء والصفات وتنزيه الله عز وجل الاصل الثاني هو التوحيد في العبادات المتظمن للايمان بالشرع والقدر جميعا وهنا يأتي سؤال ان التوحيد في العبادات هو صرف العبادة لله عز وجل فاي ما شيء نسميه عبادة سماه الشرع عبادة فيجب ان يصرف لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له بدون وثائق وبدون اه شفعاء وبدون شركاء ومن صرف نوعا من انواع العبادات لغير الله فهو لم يأتي بالتوحيد في العبادة وكيف يكون التوحيد في العبادات الذي هو معنى لا اله الا الله متضمنا لمعنى الايمان بالشرع والقدر لان معنى امنت بالله وملائكتي وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشأنه دخل في كلمة القدر ما شرعه الله عز وجل وما قدره الله سبحانه وتعالى طيب قد يقل قائل الايمان بالشرع والقدر كيف يدخلان في التوحيد في العبادات؟ كيف يكونان ضمن التوحيد في العبادة وجه ذلك ان الايمان بالشرع ان تعلم وتستيقن ان الله عز وجل هو الذي يصلى له يصام له ويذكر وحده على سبيل التعبد فانت تصرف هذه الافعال لله عز وجل فهذا داخل في معنى توحيد العبادة واما القدر ففعل العبد هو الصبر امام الاقدار او الرضا وهو خير من الاول او الشكر وهذه كلها افعال للعبد ان فعلها ابتغاء مرضات الله عز وجل كان من ضمن توحيد العبادة هذا وجه قال رحمه الله فنقول انه لا بد من الايمان بخلق الله وامره لابد من الايمان بخلق الله وامره خلقه يشمل ايجاده المفعولات المخلوقات ويشمل ايجاده المقدرات وامره الايمان بخلق الله وامره الايمان بالامر هنا الامر الشرعي قال فيجب الايمان بان الله خالق كل شيء وربه ومليكه وانه على كل شيء قدير وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فلا حول ولا قوة الا بالله وقد علم ما سيكون قبل ان يكون فقدر المقادير وكتبها حيث شاء هذا كله داخل بمعنى توحيد الربوبية ان الانسان يجب ان يدرك ان الايمان بالقدر له شقان شق يتعلق بتوحيد الربوبية وهو ان الله هو الذي خلق المفعولات ويتعلق بعلم الله وان الله علم الاشياء قبل وجودها ويتعلق بفعل الله وان الله كتب هذه الاشياء اذا الايمان بالقدر له شقان شق يتعلق بتوحيد الربوبية وشق يتعلق بتوحيد الالوهية ووجه تعلق الايمان بالقدر الربوبية هو ان الله خالق كل شيء ربه وملكه فما من شيء موجود سواء كان هذا الشيء ذاتا او وصفا صفة او نعتل سواء كان هذا الشيء عرظا او كان جوهرا كما يسميه البعض فالله خالقه لان الله قال الله خالق كل شيء وانه على كل شيء قدير. وهذه كلية مطلقة عند اهل السنة والجماعة وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وهذا يتعلق بارادة الله ومشيئته والقدر له تعلق بهذه الامور الاربع بخلق الله للمقدرات وعلمه جل وعلا للمكونات وما سيكون في المستقبلات ومشيئته سبحانه وتعالى فلا حول ولا قوة الا بالله ومعنى لا حول ولا قوة الا بالله اي لا تحول من حال الى حال حيث شاء هنا قال وكتب حيث شاء لان الكتابة تمت بجهات عدة ولهذه قال ولهذا قال حيث شاء فتمت الكتابة باللوح المحفوظ يوم ان خلق الله القلم قال اكتب قال وما اكتب قال اكتب ما هو فان الى يوم القيامة وايضا كتب ذلك في الصحيفة العامة التقديرية وفي الصحيفة التي هي تكون في ليلة القدر وفي صحيفة كل عبد على وجه الاستقلال اذا هي كتبت في اماكن متنوعة. ولهذا قال وكتبها حيث شاء كما قال تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وتضمنت هذه الاية الكريمة تضمنت هذه الاية الكريمة الامور المتعلقة بالقدر كلها وذلك ان القدر مبني على اربعة اركان الركن الاول الاعتقاد بان الله عز وجل خالق كل شيء ولهذا قال ان ذلك على الله يسير يعني في ايجاده والثاني ان الله سبحانه وتعالى علم الاشياء قبل وجودها وهذا معنى قولها لم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض والثالث ان الله عز وجل كتب ذلك في كتاب ولذلك قال ان ذلك في كتاب نكرة تعم جميع الكتابات حيث كانت ان ذلك على الله يسير مشيئة وايجادا اذا مقادير مراتب الايمان بالقدر اربعة علم الله عز وجل من اشياء كتابته للاشياء مشيئته الاشياء خلقه وايجاده للاشياء قال وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء وهذا الحديث نص بان التقدير ما في السماوات وما في الارض تقدير ما في اه الحياة الدنيا كان قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وهذا تقدير تقدير كتابي والا التقدير المتعلق بالعلم فليس له اولية وليس له بدعة قال ويجب الايمان بان الله تعالى امر بعبادته وحده لا شريك له كما خلق الجن والانس لعبادته وبذلك ارسل رسله وانزل كتبه اي كما نؤمن الربوبية يجب ان نؤمن بالالوهية كما نؤمن بالقدر يجب ان نؤمن بان الله وحده المستحق للعبادة قال وعبادته تتضمن كمال الذل له والحب له وذلك يتضمن كمال طاعته معنى هذا الكلام ان العبادة التي تكون مقبولة عند الله هي التي اشتملت وتضمنت كمال الذل له جل وعلا والحب له يعني يفعل الانسان ويمتثل امر الله عز وجل ايجادا كالصلاة والصوم والزكاة والحج وهو مشعر بانه عبد والعبد يأمر يفعل ما يأمره سيده ويفعل ذلك من باب الحب ومن باب الرجاء لا يكون عبدا عاقا يمتثل الامر مع كره وانما يكون عبدا بارا يمتثل الامر مع حبه لسيده. ولما امر به سيده كما خلق عبادته تتضمن كمال الذل له والحب له وذلك يتضمن كمال طاعته وذلك يتضمن كمال طاعته فمتى ما وجد في العبادة كمال الذل وكمال الحب يوجد كمال الطاعة ومتى ما نقص كمال الذل وكمال الحب نقص بقدر ذلك كمال الطاعة ومن هنا اذا اردنا ان نكونون من الكمل في الطاعات والعبادات علينا ان نستشعر الامرين نستشعر العبودية واننا عبيد والعبد يمتثل ما يأمره به سيده ونستشعر عظمة الله وجلاله وجماله فنحبه فنمتثل اوامره حبا قال ومن يطيع الرسول فقد اطاع الله وهذه مسألة ايضا مهمة ان كمال الطاعة انما تتم باتباع الرسل وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وقع لله طاعة لمرسله لانه ما ارسل هذا الرسول الا ليطاع والرسول لا يأمر الا بما فيه طاعة لله عز وجل ولهذا جعل الله طاعة رسوله طاعة لنفسه لان رسوله صلى الله عليه وسلم لا يخرج عن امره ونهيه قال وقد قال تعالى وما ارسلناه من رسول الا ليطاع باذن الله وطاعة الرسل باذن الله فهم من جهة كونهم بشر ليس لهم طاعة لبشريته اذا لماذا نطيعهم؟ لانه يوحى اليهم فنطيعهم للوحي وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبه وهذه الاية التي تسمى باية المحنة واية الابتلاء واية المحبة فيها التنصيص ان من رام محبة الله فعليه باتباع النبي صلى الله عليه وسلم فباتباع النبي صلى الله عليه وسلم يتقرب العبد الى الله ويحصل مغفرة الذنوب قال وقد قال تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسول الله اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون فلو سألنا اليهودي يقول لا احد يستحق العبادة الا الله ولو سألنا النصراني فيقول لا يستحق العبادة الا الله اذا ما وجه كونهم كفارا ومشركين لانهم قرعوا من عند انفسهم فيوجد من اليهود من يقول عزير ابن الله ولانهم يوجد فيهم من ينظر الى الله نظرة دود لا نظرة السيد الكاذب حتى وسموه عياذا بالله بانه فقير والنصارى غيروا وبدلوا وجد منهم من يدعو المسيح دون الله مع ان الله باسمه مذكور في الانجيل على سبيل الوحدانية والفرداني وان المسيح نبي ورسول واسأل من ارسلنا من قبلك من رسل اجعلنا من دون الرحمن الهتين يعبدون وهذا الاستفهام يعني ينبغي لنا ان ننتبه له هل يوجد في شريعة نبيه من الانبياء انه يعبد فلان مع الله؟ ابدا ولهذا نقول لمن يزعم من اليهود ان عزير ابن الله وان له شيء من العبادة قبل عزير الناس كانوا يعبدون من؟ يقولون يعبدون الله اذا عليه من يبقوا على تلك العبودية وعلى ذلكم الاصل فان قال النصراني عيسى يعبد مع الله نقول له قبل خلق عيسى الناس يعبدون الله فليبقوا على اصل ما كانوا عليه بان العقائد لا تختلف في هذه المسائل وقال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليه وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه فالدين الموصى به من اول الرسل نوح الى اخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وشمل ذلك من بينهما ابراهيم وموسى وعيسى هو التوحيد هو عبادة الله وحده لا شريك اقامة الدين له جل وعلا وحده وترك التفرغ وهذا الامر هو الذي عظم على المشركين وكبر عليهم كيف الانبياء يدعون لعبادة الله وحده لا شريك له وترك المعبودات الاخرى فالمشركون لم يقولوا ان هناك مع الله رب اخر خلق السماوات والارض ولكنهم يقولون ان هناك من يستحق العبادة غير الله اما لان لهم شيء من العبادة او لانهم شركاء مع الله في العبادة او لانهم نشطاء للعبادة. كل هذا من مخترعات انفسهم كما قال الله ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان وقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقوه وهذا نداء من الله عز وجل بان نستخدم الطيبات في طاعته كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اذ لا يليق بعبد ان يأكل طعام سيده ثم يسبه ويشتم او يأنف من عبادته وطاعته بل ان احد احدنا اذا ذهب الى بيت انسان يحسن الفاظه وخلقه لانه في بيته ويطعم من طعام ونحن في ملك الله في ارضه والسماء ونطعم من رزقه الواجب ان نعمل الصالحات كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقوا هذا نص على ان التوحيد هو دين الانبياء جميعا قال فامر الرسل باقامة الدين والا يتفرقوا فيه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ان معاشر الانبياء ديننا واحد والانبياء اخوة لعل وانا اولى الناس بابن مريم لانه ليس بيني وبين هنا ان معاشر الانبياء ديننا واحد يعني في العقائد لا يختلف امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره موجود في جميع الديانات بني الاسلام على خمس موجود في جميع الديانات ان ما الذي يختلف في زين؟ الذي يختلف كميات العبادات كيفيات بعض العبادات مقادير بعظ العبادات ونحو ذلك والانبياء اخوة لعلات اي امهاتهم شتى والعلات هن الظرائر ووجه التشبيه الانبياء اخوة لعلات ان العقائد لجميع الانبياء عقيدة واحدة لكن الشريعة اختلفت لذلك قال اخوة لعلام وانا اولى الناس بابن مريم المقصود به المسيح عيسى عليه السلام لماذا النبي صلى الله عليه وسلم اولى الناس بابن مريم بينه صلى الله عليه وسلم وعلله بقوله لانه ليس بيني وبينه نبي وقد ذكر بعض العلماء وجها اخر لكون النبي صلى الله عليه وسلم اولى الناس بعيسى وهو انه اجل من اظهر امر عيسى عليه السلام بانه بريء مما ينسب اليه اليهود وانه بريء مما ينسب اليه النصارى من الغلو فلا جفاء معه ولا غلو انزله النبي صلى الله عليه وسلم المنزلة لايقة به فهو اولى به من غيره ولان عيسى عليه السلام بشر النبي صلى الله عليه وسلم ببشارات كثيرة اكثر من غيره لانه بعد ولان عيسى عليه السلام سينزل في اخر الزمان حكما مقسطا اماما عادلا بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم قال المصنف رحمه الله تعالى وهذا الدين هو دين الاسلام يعني المعتقد الذي عليه الانبياء والمرسلون واحد وهو دين الاسلام وكل رسول ارسله الله دينه دينه الاسلام موسى عليه السلام بين ان دينه الاسلام. ويوسف عليه السلام ونوح وابراهيم حتى قال نوح وهو اول الرسل توفني مسلم وقال رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات المقصود ان الشرائع التي اختلفت لكن اصل وجه تشريع هذه الشرائع هو توحيد هو عبادة وانما تنوع بعض صور الفعل وهو وجهة المصلي فكذلك الرسل دينهم واحد وان تنوعت الشرعة والمنهاج ولا تزيد الظالمين الا تبعا فدين الانبياء للشام والايمان وهو دين عيسى عليه السلام هناك نصوص في الانجيل ان دينه الاسلام هذا الدين هو دين الاسلام الذي لا يقبل الله دينا غيره. لا اله الا الله. لا من الاولين ولا من الاخرين ولهذا نحن نجد من اليهود من يقول لا اله الا الله حتى اليوم لكنهم كفار ومشركون لاسباب اخرى ولا اله الا الله معناه موجود حتى في الانجيل الرب الهك واحد وليس احد صالح للعبادة الا الله هذا نص الانجيل وليس احد صالح للعبادة الا الله اذا دين الانبياء الاسلام طيب والشراية اختلفت هذا لا يغير خلاف الشرع لا يغير الاسم لان لمعتقد واحد ولهذا لا يصح ان نقول ان دين موسى اليهودية عياذا بالله ولا يصح ان نقول ان دين عيسى النصراني دين موسى الاسلام ودين عيسى الاسلام ودين محمد صلى الله عليه وسلم الاسلام ومرسلهم واحد و الهدف من الرسالة واحدة اخراج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد والسبيل الموصل الى الجنة واحد وسبيل الوقاية من النار واحد اذا لا اختلاف بين الانبياء في في الدين. دينهم الاسلام قال المصنف رحمه الله لا يقبل الله دينا غيره لا من الاولين ولا من الاخر لان دين غير الاسلام يعني الشرك والبدع والشرك والبدع مردودة فان جميع الانبياء على دين الاسلام قال تعالى عن نوح واتل عليهم نبأ نوح اذ قال لقومه كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله فعلى الله توكلت فاجمعوا امركم وشركاءكم ثم لا يكون امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي ولا تنظرون فان توليتم فما سألتكم من اجر من اجله الا على الله وملئت ان اكون من المسلمين هذا نص ومش بنكون من المسلم وقال عن ابراهيم ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من شفي نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ووصى بها اي بهذه الكلمة كلمة التوحيد كلمة الاسلام ووصى بها ابراهيم وبنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون فلا تموتن الا وانتم مسلمون وقال عن موسى وقال موسى يا قومي كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين وقال في خبر المسيح واذا اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسوله قالوا امنا واشهد باننا مسلمون آآ اسلم يسلم اسلاما والاسلام المصدر والمسلم اسم الفاعل هو مسلم ومسلمون وقال فيمن تقدم من الانبياء يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا وقال وقال عند بلقيس انها قالت ربياني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين. واسلمت مع سليمان لله رب العالمين و جاء ايظا وجاء ايضا في انجيل لوقا قال هنا ذكر الحواريين ثم قال يهوذا اخا يعقوب ويهود الاسكريوطي الذي صار مسلما ايضا وان كان اصحاب الاناجيل ظبطوه مسلما ايضا فالصواب مسلما ايضا هذا نص موجود في الانجيل فالاسلام يتضمن الاستسلام لله وحده فمن استسلم له ولغيره كان مشرك وهنا معنى الاستسلام الانقياد له بالتوحيد والبراءة من الشرك واحد ومن لم يستسلم له كان مستكبرا عن عبادته نلاحظ الان ان من استسلم لله بالتوحيد صار مسلما ومن لم يستسلم الا مع الشرك صار مشرك. ومن لم يستسلم اصلا ترك كافرا مستكثر فالناس مع الاستسلام على ثلاثة احوال ناس استسلموا مع الشرك فهم المشركون. وناس لم يستسلموا اصلا فهم المستكبرون الكفار وناس استسلموا على صورة الفردانية والوحدانية هؤلاء هم الموحدون قال والمشرك به والمستكبر عن عبادتك والاستسلام له وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده وهذا دين الاسلام الذي لا يقبل الله غيره هذا التوحيد قال به ادم واول نبي ونوحه اول رسول ومن جاء بعدهم الى محمد صلى الله عليهم وشك قال وذلك انما يكون بان يطاع في كل وقت بفعل ما امر به في ذلك الوقت او بفعل ما امر به الله في ذلك الوقت فاذا امر في اول الامر باستقبال الصخرة ثم امر ثانيا باستقبال الكعبة كان كل من الفعلين حين امر به داخلا في دين الاسلام الدين هو الطاعة والعبادة له في الفعل والوجهة والمنسك فان ذلك لا يمنع ان يكون الدين واحدا كما لم يمنع ذلك في شرعة الرسول الواحد يعني الرسول هل واحد يأمره الله في اول رسالته بالشيء من الافعال ان يفعلها ثم يأمره بتركها او بزيادتها او بنقصانها والله تعالى جعل من دين الرسل ان اولهم يبشر باخرهم ويؤمن به. لماذا اولهم يبشر باخرهم واخرهم يأمر بالايمان باولهم لان هذا دين اعتقاد ايمان اسلام لابد منه واخرهم يصدق باولهم ويؤمن به. قال تعالى واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن بي ولتنصرنه قال اخربتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا انا معكم من الشاهدين والاية تضمنت ان الانبياء عليهم السلام كل نبي يؤخذ منه الميثاق وهي احد المواثيق الاربع كل واحد منهم اخذ منه الميثاق ان يأمر امته بالايمان باخر او بخاتم النبيين وباخر المرسلين و لابد ان ننتبه الله عز وجل اخذ الميثاق الذري وهو اول ميثاق بعالم الذر واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريته ثم اخذ الميثاق الفطري فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا وقال صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا يولد على الفقه فبواه يهودانه او ينصره والميثاق الثالث ميثاق النبيين وهو هذا ان كل نبي يأمره يأمره الله بان يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فيأمره الله ان يبلغ دينه قومه فالميثاق الرابع ميثاق العلماء ودخل الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه. الاية قال رحمه الله قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لم يبعث الله نبيا الا اخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو حي لا يؤمن النبي ولا ينصر الله وامره ان يأخذ الميثاق على امته لان بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهم احياء ليؤمنون نبي ولا ينصرونه وهذا تفسير من ابن عباس للاية وقال تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فالقرآن يصدق الكتب السابقة في ان الله واحد وانه لا بد من الاسلام لابد من التوحيد ومهيمنا علي ان يحاكم يحكم له السلطان والسلطنة الهيمنة كيف يكون القرآن سلطان والسلطنة على الكتب السابقة ذلك بان نجعله حاكما على الكتب السابقة فما جاء في القرآن تصديقه اما في الكتب السابقة صدقنا وما جاء في القرآن تكذيب وعلمنا ان ما في الكتب السابقة مزوق مزوق وما ليس فيه تصديق ولا تكذيبه فتجوز روايته قال فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاج وجعل الايمان بهم متلازما وكفر من قال الايمان بهم متلازم اي بالانبياء يعني لا يجوز للانسان يقول امن اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واكفر بعيسى مثلا او اكفر بنوح هذا لا يصح ايمان كذلك النصراني يدرك انه لا يصح ايمانه ما لم يؤمن بموسى عليه السلام وكذلك ما لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم اليهودي يدرك ان ايمانه لا يصح حتى يؤمن به ابراهيم نبيا ورسولا فكذلك لا يصح لليهودي ايمان حتى يؤمن بعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم حتى يؤمنوا بعيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم قال وجعل الايمان بهم متلازما يعني تؤمن باحد الرسل يجب ان تؤمن بمن يقول لك الرسول ان فلان رسول هذا متلازم لان الرسول الصادق الرسول الصادق يجب قبول قوله واعتقاد ما تضمن قوله من المعنى فكفر من قال انه امن ببعض وكفر ببعض هذا الايمان الانتقائي يؤمنون بما يريدون ويتركون ما لا يريدون يجعلون ايمانهم على الهوا ولذلك سماهم الله عز وجل كفار فقال ان الذين يكفرون بالله والرسل ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ونريد ويريدون ان يتخذوا بين ذلك السبيل اولئك هم كافرون حقا قال تعالى فتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون هذا خبر الان لليهود والنصارى والمدعين الاتباع لابراهيم عليه السلام كيف يؤمنون ببعض الانبياء ويذكرون البعض قد قال لنا قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل لابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب الاسباق وموتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدى وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم امرنا ان نقول امنا بهذا كله ونحن له مسلمون فمن بلغته رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلم يقر بما جاء به لم يكن مسلما ولا مؤمنا قد يكون كافرا وان زعم انه مسلم او مؤمن كما ان من يقول امنوا بعيسى ولا اؤمن بموسى لا يعتبره النصراني مسلما كما ان اليهودي اذا قال له احد امن بموسى ولا اؤمن بابراهيم لا يعتبره اليهودي مسلم اذا لابد من قبول جميع الانبياء والمرسلين قال رحمه الله كما ذكروا انه لما انزل الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه في الاخرة الخاسرين قالت اليهود والنصارى فنحن مسلمون فانزل الله ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فقالوا لا نحج فقال تعالى ومن كفر فان الله غني عن العالمين وهذا من باب الالزام اذا ادعى اليهودي والنصراني انه مسلم فيقال له كيف تكون مسلما وانت لا تستقبل الكعبة بيت ابراهيم بيت الله الذي بناه إبراهيم وحج له موسى وعيسى وعيسى سيحج هذا البيت قال فان الاستسلام لله لا يتم الاقرار لما له على عباده من حج البيت وهنا لابد ان ننتبه ان الامور الفقهية الاشقاء شق يتعلق بالاقرار فهذه عقيدة وشق يتعلق بالفعل فهذا طاعة العقيدة لابد منها فلابد لكل مسلم ان يقر بان الحج ركن من اركان الاسلام اما كونه يحج او لا يحج مع قدرته وسعته هنا يأتي الحكم الفقهي فيقال فلان لم يعمل الطاعة فلان عمل الطاعة تم الاقرار فلا بد منه حتى يصح الايمان ولهذا من اقر بانه يجب الحكم بما انزل الله لكنه لم يحكم بما انزل الله لاي سبب من الاسباب مع يقينه واقراره بان الحكم انزل الله هو دين وواجب فحينئذ يكون حكمه حكم اصحاب المعاصي قال رحمه الله تعالى فان الاستسلام لا يتم الا بالاقرار بما له على عباده من حج البيت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ولهذا لما وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة انزل الله تعالى اليوم اكملت لكم دينه وما اقسمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال رحمه الله وقد تنازع الناس في من تقدم من امة موسى وعيسى هل هم مسلمون ام لا وهو نزاع لفظي هذا التنازع وقع من بعض اهل العلم فمنهم من قال ان دين عيسى الاسلام. ومنهم من قال دين عيسى ليس الاسلام وشيخ الاسلام يقول النزاع له لماذا يقول شيخ الاسلام فان الاسلام الخاص الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم المتضمن شريعة القرآن ليس عليه الا امة محمد صلى الله عليه وسلم والاسلام اليوم عند الاطلاق يتناول هذا يعني كان شيخ الاسلام يقول ان الذين تنازعوا هل الاسلام هو دين موسى وعيسى فالذين قالوا لا قصدوا الاسلام الخاص الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم والذين قالوا نعم قصدوا الاسلام العام اذا النزاع لفظي ولهذا الافضل ان يقال ان من سبقنا من اتباع الانبياء كانوا على الاسلام بالمعنى العام كانوا على التوحيد واما بالمعنى الخاص فالاسلام هو دين محمد صلى الله عليه وسلم الذي اشرعت له القرآن والاسلام الذي هو دين موسى شريعته التوراة والاسلام الذي هو دين عيسى شريعته الانجيل طبعا قبل التحريف والتبديل فان الاسلام الخاص الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم المتضمن شريعة القرآن ليس عليه الا امة محمد صلى الله عليه وسلم والاسلام اليوم عند الاطلاق يتناول هذا واما الاسلام العام المتناول لكل شريعة بعث الله بها نبيا من الانبياء فانه يتناول اسلام كل امة متبعة لنبي من الانبياء وقد قال ورأس الاسلام مطلقا شهادة ان لا اله الا الله في جميع الرسالات وبها بعث الله جميع الرسل. كما قال تعالى لقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوح اليه انه لا اله الا انا فاعبده قال تعالى عن الخليل واذ قال ابراهيم لابيه وقومه الذي وراءهم مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهديه وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون هي كلمات لا اله الا الله وقال تعالى قال افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون انهم عدو لي الا رب العالمين وقال تعالى كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برآء منكم مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده فقال تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وذكر عن رسله كنوح وهود وصالح وغيرهم. انهم قالوا لقومهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. هو معنى لا اله الا الله وقال عن اهل الكهف انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعوا من دوني الها لقد قلنا اذا انشطفوا. هؤلاء قوم اتخذوا من دونه اله لولا يأتون عليهم شوطان بين. هم فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا قد قال صلى الله عليه وسلم ان الله لا يغفر وقد قال سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ذكر ذلك في موضعين من سورة النساء في كتابه قال وقد بين في كتابه الشرك بالملائكة والشرك بالانبياء والشرك والشرك بالله فلم يفرق بين شرك وشرك وشم الكل شركا فدل على ان صرف العبادة لغير الله شرك بغض النظر عن المشروك معه فصل الشرك الشرك بالشيطان فقال عن النصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا لاهوا واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركوا هذه مسألة عظيمة ان الانسان يجب عليه ان يدرك ان لا احد يستحق العباد الا الله سبحانه وتعالى وان من عبد غير الله سبحانه وتعالى فانه انما عبده من عند نفسه وقال تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم انت قلت للناس اتخذوني وامي لئن من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان يعبدوا الله ربي وربك اذا عيسى عليه السلام انكر الشرك الذي عمل الشرك الذي عمله النصارى حيث عبدوه مع الله انكر ذلك في حياته قبل رفعه وينكر ذلك في حياته بعد نزوله ويمكن ذلك بعد موته يوم بعثه وقال تعالى ما كان لبشر يعني اي نبية ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا فيأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون قال فبين ان اتخاذ الملائكة والنبيين اربابا كفرا اتخاذ الملائكة والنبيين واتخاذ الاحبار والرهبان هذي عيشة مع الله كل ذلك جعله الله من الشرك معه ومعلوم ان احدا من الخلق لم يزعم ان الانبياء والاحبار والرهبان او المسيح بن مريم شاركوا الله في خلق السماوات والارض بل ولا زعم احد من الناس ان العالم له صانعان متكافئان في الصفات والافعال اذ لا يوجد شرك في الربوبية بل ولا اثبت احد من بني ادم الها مساوئا لله في جميع صفاته بل عامة المشركين بالله مقرون بانه ليس شريكه مثله بل عامتهم مقرون ان الشريك مملوك له سواء كان ملكا او نبيا سواء كان ملكا او نبيا او كوكبا او صنا كما كان مشرف العرب يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد؟ فقال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك له قد يقول قائل اذا كان لا يوجد شرك الربوبية فما قول نمرود وما رب العالمين؟ اه قول فرعون وما رب العالمين وقول الذي حاج ابراهيم في ربنا اتاه الله الملك قال الا احيي واميت. هذا كله من باب المكابرة من باب المكابرة وعدم الاذعان للرسل والا فهم في قرارة انفسهم يعلمون انه ليس تم الههم الا اله واحد ولهذا لا نجد احد يقول ان الصنم يخلق السماوات والارض عبود يخلق انما يقولون هؤلاء وسائق قال شيخ الاسلام وقد ذكر بعض المقالات ما جمعوا من مقالات الاولين والاخرين في المنن والنحل والاراء والديانات مثل ومن قبل ابن حزم في الملل والنحى وغيرهم فلم ينقلوا عن احد اثبات شريك مشارك له في خلق جميع المخلوقات ولا مماثل له بجميع الصفات بل من اعظم ما نقله في ذلك قول الثانوية وهم طائفة من المجوس الثانوية طائفة من المجوس الذين يقولون بالاصلين النور والظلمة وان النور خلق الخير والظلم خلق بالشر ثم ذكروا لهم في الظلمة قولين احدهما انها محدثة وتكون من جملة المخلوقات له والثاني انها قديمة لكنها لم تفعل الا الشر فكانت ناقصة في ذاتها وصفاتها ومفعولاتها من النور فقد اخبر الله سبحانه ان المشركين من اقرارهم بان الله خالق المخلوقات ما بينه في كتابه اقرار المشركين بالربوبية امر مشهور في الواقع مسطور بالكتاب قال الله عز وجل ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ولا فرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره فوردني برحمته لان ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكل وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون هذا استفهام تقرير سيقولون لله قل افلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء يجار ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون فيقولون لله قل فانى تسحرون الى قوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله من وخلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون اذا لا يوجد الهين معبودين ما الدليل انه لا يوجد الاهين معبودين؟ لا يوجد ربين متساويين خالقان ان لو وجد ربين متساويين خالقين لحصل نزاع بينهما كما يحصل نزاع بين الملوك قد قال تعالى وما يؤمنون اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال رحمه الله بهذا وغيره يعرف ما وقع من الغلط في مسمى التوحيد يعني اصحاب مقالات غلطوا في مسمى التوحيد الفرق الضالة المنحرفة لانهم لم يدركوا هذا المعنى ان المشركين مقرون الربوبية لكن شرك في الالوهية ولهذا وقع منهم الغلط في مسمى التوحيد. ظنوا ان التوحيد هو توحيد الربوبية ولهذا قال شيخ الاسلام فان عامة المتكلمين اي من المعتزلة ما تريدية ولا اشعرية وغيرهم الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر غايتهم ان يجعلوا التوحيد ثلاثة انواع فيقولون هو واحد في ذاته لا قسيمة له وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في افعاله لا شريك له واشهر الانواع الثلاثة عندما وثائق هو توحيد الافعال وهو ان خالق الخلق واحد طالق العالم واحد التعليم اهملوا توحيد الالوهية اعملوا لا اله الا الله وهم يحتجون على ذلك ما يذكرونه ومن دلالة السمانع وغيره ويظنون ان هذا هو التوحيد المطلوب وان هذا هو معنى قولنا لا اله الا الله حتى قد يدعون معنى الالهية القدرة على الاختراق هذا موجود في كتب المتكلم ومعلوم ان الدليل الثمانع الذي ذكروه لم يرده الله لبيان ان هناك خالقا مع الله وانما اراده الله لبيان وكدليل لتوحيد الالهية قال ومعلوم ان المشركين من العرب الذين بعث اليهم محمد صلى الله عليه وسلم اولا لم يكونوا يخالفونه في هذا يعني لو كان معنى لا اله الا الله لما كان المشركون يخالفونه في هذا اذا لماذا خالفوا؟ علمنا انهم فهموا من معنى لا اله الا الله معنى اخر غير الذي ذهب اليه المتكلمون وهو معنى اعبدوا الله ما لكم من اله غيره معلوم ان المشركين من العرب الذين بعث اليهم محمد صلى الله عليه وسلم اولا لم يكونوا يخالفونه في هذا بل كانوا يقرون بان الله خالق كل شيء حتى انهم كانوا مقرين بالقدر ايضا وهم مع هذا مشركون اذا ما وجد شركهم واي شركهم صرف العبادة لغير الله وقد تبين ان ليس في العالم من ينازع في اصل هذا الشرك اصل هذا الشرك اي توحيد الربوبية ولكن غاية ما يقال ان من الناس من جعل بعض الموجودات خلفا لغير الله ان من من الناس من جعل بعض الموجودات خلقا لغير الله وهذا ليس على وجه الخالقية وانما على وجه النزاع بينهم كالقدرية وغيرهم. لكن هؤلاء يقرون بان الله خالق العباد وخالق قدرتهم وان قالوا انهم خالقوا افعال وكذلك اهل الفلسفة والطمع والنجوم الذين يجعلون بعض المخلوقات مبدعة لبعض الامور فالفلسفة والطبع والنجوم نظروا الى الاسباب فنسبوا الامور الى الاسباب يعني وظنوا ان الاسباب هي الخالقة وهذا تعظيم منهم للاسباب وهذا غلط ولا يجوز ان نغلو في جانب على جانب قال فهم مع الاقرار بالصانع يدعون هذه الفاعلات مصنوعة مخلوقة. لا يقولونها غنية يعني خاص مشاركة له في الخلق آآ لعلنا نقف على هذا ان شاء الله عز وجل نكمل السبت القادم وصلى الله وسلم وبارك وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين