الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه من سار على نهجه واختفى ترى الى يوم الدين وبعد فهذا هو المجلس العاشر من مجالس تراثنا لكتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد السعدي رحمه الله تعالى وقفنا على قوله باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. ونبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى فيه يقول الشديد باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه كحب الله اصل التوحيد وروحه اخلاص المحبة لله وحده. وياصل التأله التأله والتعبد له. بل هي حقيقة العبادة. ولا يتم التوحيد حتى تكمن حتى تكمن محبة العبد لربه وتسبق محبته جميع المحاب وتغلبها ويكون لها الحكم عليها بحيث تكون سائر المحاد للعبد تبعا لهذه المحبة التي التي بها سعادة العبد وفلاحه. سعادة العبد صلاحي شهادة العبد وفلاحه سعادة العبد وفلاحه. ومن تفريعها وتبليلها الحب في الله. فيحب العبد في حب العبد ما يحبه الله من الاعمال والاشخاص ويبغض ما يبغضه الله من الاشخاص والاعمال ويوالي اولياءه ويعادي اعداءه وبذلك هو ايمان العبد يكون ايمان العبد وتوحيده اما اتخاذ انداد من الخلق يحبهم كحب الله ويقدم طاعتهم على طاعة الله ويلهج بذكرهم ودعائهم فهذا من فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله وصاحب هذا الشرك قد انقطع قلبه من ولادة العزيز الحميد وتعلق وتعلق بغيره مما لا يملك له شيئا وهذا السبب الواهي الذي تعلق به المشركون. سينقطع يوم القيامة احوج ما احوج ما يكون العبد لعمله وستنقلب هذه المودة والموالاة بغضا وعداوة واعلم ان نوع المحبة ثلاثة اقسام الاول محبة الله التي هي هي اصل الايمان والتوحيد الثاني المحبة في الله وهي محبة اولياء الله ورسله واتباعه ومحبة ما يحبه الله من الاعمال والازمنة والامكنة وغيرهم وهذه تابعة محبة الله ومكملة لها الثالث محبة مع الله وهي محبة المشركين لالهتهم وامدادهم من شجر من شجر وحجر وبشر وملك وغيرها وهي اصل الشرك واساسه وهنا القسم الرابع وهو المحبة الطبيعية التي التي تتبع ما يلائم العبد ويوافقه من طعام وشراب ونكاح ولباس وعشرة وغير وهذه اذا كانت مباحة فان اعانت على محبة الله وطاعته دخلت في باب العبادات وانصدت عن ذلك وتوسل بها الى ما لا يحبه الله. دخلت في الملهيات. والا بقيت من اقسام والا بقيت من اقسام المباحات والله اعلم هذا الباب اورده الامام محمد في الاصل لبيان نوع من انواع الشرك الاكبر المتعلق باعمال القلوب وهو ما قد وقع من شرك المشركين في المحبة والمحبة كما هو تنصيص الاية منه ما هو شرك ومنه ما هو محرم ومنه ما هو مباح فاي المحاب مقصودة بهذه الاية؟ اذا قرأنا الاية ندرك ان المحبة التي ذمها الله تبارك وتعالى هي هذه المحبة التي شبهها بحبه تبارك وتعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحبهم والكاف للتشبيه بمعنى مثل حب الله وهذه المثلية قد تكون من جهة الكم بمعنى يحب الله ويحب غير الله مثل الله فهذا نوع من انواع الشرك الاكبر يمكن ان يكون الكاف لبيان الكيفية فانه يأتي بمعنى مثل الكيف يحبونهم كحب الله اي ككيفية حبهم لله وهي الحب التعبدي الذي يكون معه خوف ورجاء وسواء كان هذا او ذاك فهذا حب قلبي وقع من المشركين وبذلك كانوا مشركين. وقوله اندادا دليل على ان من احب غير الله كما تحب الله فقد وقع في التنديد والتشريك وآآ كذلك فيه دلالة على ان حب غير الله حبا تعبديا هو نوع من انواع التنديد والتشريك واصل حب الله عز وجل اصل في الايمان وهو الا يكون في قلب العبد بغض له تبارك وتعالى باي وجه من الوجوه وهذا الحب اذا كان تعبديا فصورته انها مصحوبة مع الخوف والرجاء وحينئذ لا يجوز صرفها لغير الله تبارك وتعالى واذا كان كذلك فان هذا الحب يرتخي بقلب العبد حتى يصبح في قلبه الحب ليواصلا الى درجة الايمان الواجب فيصبح حينئذ حبه لله وفي الله فلا يحب شيئا الا لله تبارك وتعالى ولا يبغض شيئا الا لله تبارك وتعالى. لا يحب شيئا الا في الله ولا يبغض شيئا الا في الله وهذا القدر واجب وبه يكمل الايمان الواجب. السلام عليكم واكمل من ذلك ان يصل هذا الحب الى مرتبة يصبح قلب العبد تابعا لمحبوبات الرب تبارك وتعالى حتى في المباحات فضلا عن المندوبات وعن المكروهات وغيرها فيصبح قلب المؤمن الذي كمل بحب الله عز وجل الحب التعبدي ثم الحب الواجب يرتقي الى كمال الحب فيصبح لا يحب الا ما احبه الله حتى من المباحات ولا يسعى الا الى ما احبه الله عز وجل من الشر وهذه المرتبة هي مرتبة الكمل من الناس وتقسيم المصنف رحمه الله انواع المحبة ثلاثة اقسام باعتبار تعلقه بالله جل وعلا محبة الله فهذا اصله والمحبة في الله وهذا تبع والمحبة مع الله وهذا تنديد وشرك اذا اذا نظرنا الى انواع المحبة من حيث تعلقه محبة للذات العليم. فهذا اصل التوحيد محبة في الذات العلية وهذا من واجبات التوحيد محبة مع الذات العلية فهذه محبة المشركين وهذا التقسيم الثلاثي مستقيم باعتبار تعلق المحبة به. اما من حيث الحكم فانواع المحبة ثلاثة. اصل في الايمان وهذا لابد من في صحة الايمان وواجب في الايمان وهذا من واجبات الايمان ومستحب وكمال في الايمان وايضا من حيث اه المتعلق به يمكن ان يقال ان الحب يكون للذوات فلذات الله خالصا هذا هو اصل المحبة ولمن عداه لاوصافهم فهذا لله وفي الله وهذا من واجبات الايمان و محبة مباحة وهي للامور الطبيعية او الطبيعية الشيخ هنا كتب الطبيعية ويقول بعض اللغويين الافصح الطبعية لانها راجعة الى الطبع وليس راجعة الى الطبيعة فالنسبة الى الطبع طبعي المحبة الطبيعية هي التي تتبع ما يلائم العبد ويوافقه من طعام وشراب ونكاح ولباس فهذه فهذا النوع من المحبة المؤمن الكامل الايمان يجعله سلما للوصول الى طاعة الرحمة ومن ضعف ايمانه لا يلحظ هذا المعنى في حب الطعام والشراب لذاتيهما والمباحات لذاتها ولا يلتفت الى اغراضها ومقاصدها ثم ان هذه المباحات اذا اوصلت العبد الى درجة انه ترك الواجبات فانه يكون مذموما ويكون صاحبه ناقصا الايمان الواجب ولهذا قال جل وعلا في سورة اية المائدة او في سورة الانعام قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم هذه مباحات وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشونها كسادة ومساكن ترضون احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا. فكون الانسان يحب هذه الاشياء المباحة وهو مباح لكن كون الانسان يقدم هذه محبوبات المباحة فيجعلها احب الى اليه من امر الله ورسوله وهنا يكون ناقص الايمان شوف سبحان الله او سورة التوبة قال رحمه الله تعالى قول الله قول الله تعالى انما باب قول الله تعالى انما ذلكم يخوف اولياءه الاية هذا الباب عقده المصنف رحمه الله لوجوب تعلق الخوف والخشية بالله وحده. والنهي عن تعلقه بالمخلوقين. وبيان انه لا لا يتم التوحيد الا لذلك ولابد في هذا الموضع من تقصير اتضح اولي الامر ويزول ويزول الشباه. اعلم ان الخوف الخوف والخشية تارة يقع عبادة وتارة يقع طبيعة وعادة وذلك بحسب اسبابه المتعلقة او متعلقاته ان كان الخوف والخشية خوف تأله وتعبد وتقرب بذلك الخوف الى من يخافه وكان يدعو الى طاعة باطنة وخوف سري يزجر عن معصية من يخافه كان تعلقه بالله من اعظم واجبات الايمان وتعلقه بغير الله من الشرك الاكبر. الذي لا يغفره الله لأن وشرك في هذه العبادة التي هي من اعظم واجبات القلب غير الله مع الله وربما زاد خوفه من غير الله على خوفه الله وايضا فمن خشي الله وحده على هذا الوجه فهو مخلص موحد. ومن خشي غيره فقد جعل لله ندا في الخشية كمن جعل لله ندا في ذلك وذلك كمن ذلك كمن يخشى من صاحب القبر ان يوقع ان يوقع به مكروها او يغضب عليه ويسلبه نعمة او نحو ذلك مما هو واقع من عباد القبور وان كان الخوف طبيعيا فمن يخشى من عدو او سمع او حية او نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري. هذا النوع ليس عبادة وقد يوجد وقد يوجد من كثير من المؤمنين ولا ينافي الايمان وهذا اذا كان خوفا محققا قد انعقدت اسبابه فليس بمذموم. وان كان هذا خوفا وهميا فالخوف الذي ليس له سبب اصلا او له سبب ضعيف. فهذا مذموم يدخل صاحبه في وصف الجبناء وقد تعود صلى الله عليه وسلم من الجبن. وهو من الاخلاق الرذيلة. ولهذا كان الايمان التام والتوكل والشجاعة تدفع هذا النوع حتى ان خواص المؤمنين واقويائهم كان طالب المخاوف في حقهم امنا وطمأنينة. بقوة ايمانهم وشجاعتهم الشجاعة القلبية وكمال قل هذا اتبعه بهذا الباب. الباب هذا مناسب جدا للباب الذي سبق لان الباب الذي سبق الحديث عن الحب وهو امر القلب وهنا الحديث عن الخوف وهو ايضا امر قلبي والخوف الذي هو من اصل الايمان كالحب الذي هو من اصل الايمان والحب مع الله شرك والخوف مع الله شرك و الحب كذلك ينقسم الى حب واجب وحب الكمال كذلك الخوف ينقسم الى خوف واجب والى خوف كمال فكون الانسان لا يخاف الا من الله جل وعلا في الاصل لعلمه ان الله بيده ملكوت كل شيء وانه سبحانه لا يقع في ملكه الا ما يريد ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وبيده سبحانه وتعالى التصرف فحينئذ يقع في قلب المسلم اصل الخوف من الله جل وعلا ثم يكمل هذا الخوف بحيث انه لا يرى للاسباب الا السببية ولا يلتفت اليها فيعلم ان السبع الظاري ما صار ضاريا الا بمشيئة الله عز وجل ولا صار سبعا الا بارادة الله تبارك وتعالى فالذي جعل فيه السبعية وجعل فيها التعدي قادر على ان يسلب منها السبعية والتعدي فحينئذ اذا وصل الى هذه المرتبة يزول خوفه والشبابي ويتعلق بالله جل وعلا الذي اوجد الاسباب لعلمه انه سبحانه وتعالى يزيل هذه الاسباب اذا شاء كيف شاء متى شاء واما الخوف مع الله جل وعلا فهو ان الانسان يظن ان شيئا مع الله يفعل كفعل الله سواء من حيث التحريك او من حيث التزكية. سواء من حيث التدبير او من حيث الاعدام فينبغي على المسلم الذي يريد ان يكمل خوفه من الله جل وعلا ان يعلم علم اليقين ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فهذا الخوف والخشية من الله جل وعلا من اصل الايمان وعلى الانسان ان يسعى في كمال هذا الاصل حتى لا يلتفت الى الاسباب ولا يراها الا اسبابا ولذلك كم من انسان جائع يطعم ولا يشبع لان الله لم يرد له الشبع وكم من انسان مريض يأخذ الدواء ليشفى ولا يشفع لان الله لم يرد الامور متعلقة بالله تبارك وتعالى وهذا الباب من الابواب العظيمة التي تجعل المؤمن قويا بالله تبارك وتعالى رابط الجأش ثابت القلب ثابت الفؤاد يعلم ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان رزقه واجله وعمله كل شيء بيد الله تبارك وتعالى فلا احد يمكنه ان يقطع رزقه ولا حدا يمكنه ان يقطع اجلا فان الامور كلها بيد الله تبارك وتعالى السلام عليكم. قال رحمه الله تعالى قول الله تعالى افأمنوا مكر الله؟ لا وعلى الله تتوكلون قال ولهذا اتبعه بعد هذا الباب لعل البخور المؤلف ينزل عندك باب قول الله تعالى وعلى الله في توكلوا ان كنتم مؤمنين. قال التوكل على الله من اعظم واجبات التوحيد والايمان. وبحسب قوة وكل العبد على الله يقوى ايمانه ويتم التوحيد والعبد مضطر الى التوكل على الله والاستعانة به في كل ما يريد فعله او تركه من امور دينه او دنياه وحقيقة التوكل على الله ان يعلم العبد ان الامر كله لله وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه هو النافع الضار المعطي المانع وانه لا حول ولا قوة الا بالله فبعد هذا العيد يتعمد بقلبه على يعتمد بقلبه على ربه تجلب مصالح دينه ودنياه في دفع المظاع. ويثق غاية الوثوق بربه في حصول مطلوبه وهو مع هذا باذل جهده في فعل الاسباب النافعة فمتى استدام العبد هذا العلم وهذا الاعتماد والثقة فهو المتوكل على الله حقيقة وليبشر او ليبشر بكفاية الله له ووعده للمتوكلين ومتى علق ذلك بغير الله فهو شرك ومن توكل على غير الله وتعلق به وكل اليه وقام امله حقيقة ان هذا الباب مثل ما قال الشيخ ان هذا الباب يؤكد الباب الذي قبله وهو لماذا نحب الله جل وعلا لانه سبحانه عنده الكثار وهو سبحانه وتعالى يكفي عبده لماذا نخاف ولا نخاف سواه لانه سبحانه وتعالى حسيب من توكل عليه وكفى بالله حسيبا فالتوكل على الله تبارك وتعالى حقيقة هو من كما قال ابن عباس انه نظام التوحيد نظام التوحيد هو التوكل على الله تعالى وذلك ان الانسان في اموره الدنيوية المتعلقة بالاقدار والربوبية وفي اموره الدينية المتعلقة بالاوامر والنواهي الشرعية المتعلقة بالالوهية هو بحاجة الى توكلي على الله تبارك وتعالى والاستعانة به ولهذا جاء في سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين والاستعانة بالله من اعظم الامور المعينة على العبادة ومن اعظم الامور المعينة على اقدار الله تبارك وتعالى وحقيقة التوكل حقيقة التوكل بذل ما في الوسع ليس ان الانسان يبذل ما وراء الوصف لا. حقيقة التوكل بذل ما في الوسع و تعليق القلب بذل ما في الوسع من الاسباب وتعليق القلب بخالق الاسباب سبحانه وتعالى فالانسان يبذل ما في وسعه مما هو مباح وممكن بين يديه ثم يكل امور ما عدا ذلك الى الله تبارك وتعالى. وفق شرعه جل في علاه. فاذا فعل ذلك كان من اعظم الناس توكلا على الله تبارك وتعالى. وهذا الباب ظل فيه طائفتان يجب ان نحذر منهم حتى لا نتصف بما اتصفوا به في هذا الباب فمن الناس من ظن ان مباشرة الاسباب يقدح في التوكل وهؤلاء هم المتواكلون وعليه غالية المتصوفة وغيرهم ممن ظنوا ان مباشرة الاسباب قدح في التوكل وهؤلاء في الحقيقة قدح في الشرع فان الشرع امر ببذل الاسباب والمسلم مأمور ان يبذل الاسباب المباحة والمتاحة والطائفة الاخرى هم القدرية النفاة الذين ظنوا انهم انما هم ينتجون افعالهم بمباشرتهم للسبب وهؤلاء نفوا ان نفوا عن ان يكون للخالق تبارك وتعالى خلق في افعال العبيد مع ان الله تبارك وتعالى قال في صريح القرآن والله خلقكم وما تعملون فعلى المسلم ان يعلم ان بذله وسعه ومباشرة للاسباب هو من الاف باقيات التوكل وان النتيجة المترتبة على الفعل هذا عند الله عز فان شاء انتج وان شاء اوجد من شاء خلق وان شاء لم ينتج وان شاء لم يخلق ان شاء لم يوجد سبحانه وتعالى فمثلا نحن نعلم علم اليقين ان الزواج سبب للانجاب وكم من زوجين يتزوجان ولا ينجبان ولا ينجبه. ونعلم ان الموانع موانع الحمل سبب لمنع الحمل وكم من انسان قد باشر موانع الحمد وحصل له الحمل لان الله جل وعلا اراد ذلك وهكذا فاختش الامور على جميع الامور فان الناس ربما يباشرون الاسباب لكنهم لا يجدون النتائج وعندما ينظرون يجدون ان سبب عدم وجود النتائج لامر خارج عن ارادتهم يعني عندهم في حساباتهم ان واحد زائد واحد يساوي اثنين لكنهم عندما يأتون بالعدد واحد مع العدد الاخر واحد ثم لا يجدون النتيجة فهنا يعلمون ان الامر خارج عن ارادتهم ان الامر خارج عن ارادته. لا احسن قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى فامنوا مكر الله مقصود الترجمة انه يجب على العبد ان يكون خائفا من الله له راغبا راهبا. ان نظر الى ذنوبه وعدل لا يشد في عقابه خشي ربه وخافه. والنظر الى فضله العام والخاص عفوي الشامل لرجا وطمع كي نوفق نوفق لطاعة رجا من ربه تمام النعمة بقبولها. وخاف من ردها بتقصيره في حقها. وان ابتلي بمعصية رجا ربي قبول توبته ومحوها. وخشي بسبب ضعف التوبة والالتفات للذنب ان ان يعاقب عليها. وعند النعم واليسار يرجو الله دواء والزيادة منها والتوفيق لشكرها. ويخشى باخلاله بالشكر من سلبها عند المكاره والمصائب يرجو الله دفعها. وينتظر الفرج حليها بحلها ويرجو ايضا ان يثيبهم الله ان يثيبه الله عليها حين يقوموا بوظيفة الصبر ويخشى من اجتماع المصيبتين فوات الرجل المحبوب وحصول الامر المكروه اذا لم يوفق القيام بالصبر الواجب فالمؤمن الموحد في كل احواله ملازم الخوف والرجاء فهذا هو الواجب وهو النافع. وبه تحصل السعادة ويخشى على العبد من خلقين رذيلين احدهما ان يستولي علي الخوف حتى يقنط من رحمة الله فروق وروحه نعم الثاني ان يتجارى به الرجاء حتى يأمن مكر الله عقوق وعقوبته حتى يأمن مكر الله وعقوبته وعقوبته. عقوبته حتى يأمن مكر الله وعقوباته فمتى بلغت به الحال الى هذه الى هذا فقد ضيع واجب الخوف والرجاء للذين هما من اكثر اصول التوحيد وواجبات الايمان وللقنوط من رحمة الله واليأس من روحه سببان محظوران احدهما ان يسرع العبد على نفسه وتجرأ على المحارم فيصير عليها الو ويصر عليها تصمم على الاقامة على المعصية ويقطع طمعه من رحمة الله لاجل انه مقيم على الاسباب التي تمنع الرحمة. فلا يزال كذلك حتى يصير له هذا وصفا وخلقا لازما. وهذا غاية وايلي ما يريده الشيطان من العبد. ومتى وصل الى هذا الحد لم يرجو له خير الا بتوبة نصوح واقلاع قوي تحتاني ان يقوى خوف العبد بما جنت يداه من الجرائم ويضعف ويضعف علمه بما لله من واسع الرحمة والمغفرة. ويظن بجهله ان الله لا يغفر له ولا يرحمه ولو تاب واناه. وتضعه في ارادته فييأس من رحمة. وهذا من المحاذيث الضارة الناشئة من ضعف علم العبد بربه. وما له من الحقوق ومن ضعف النفس وعجزها ومهانتها. فلو عرف هذا ربه ولم يخلد الى الكسل لعلم ان ادنى سعي يوصله الى الى ربه والى رحمته حدوده الى رحمته وجوده وكرمه. وللامن من مكر الله ايضا سببان مهلكان احدهما اعراض العبد عن الدين وغفلته عن معرفة ربه وماله من الحقوق. وتهاونه بذلك. فلا يزال معرضا غافلا مقصرا عن الواجبات منهمكا في المحرمات حتى يضمحل خوف الله من قلبه. ولا يبقى في قلبه من الايمان شيء. لان الايمان يحمل على خوف الله وخوف عقابه والاخروي السبب الثاني ان يكون العبد عابدا جاهلا معجبا بنفسه مغرورا بعمله فلا يزال به جهله حتى يدل بعمله ويزول الخوف عنه ويرى ان له عند الله المقامات العالية فيصير امنا من مكر الله. متكلا على نفسه الضعيفة المهينة. ومن هنا يخذل ويحال بينه وبين التوفيق اذ هو الذي جنى على نفسه. فبهذا التفصيل تعرف منافاة هذه الامور بالتوحيد هذا الباب حقيقة يعني من انفس الابواب لان اه به يعرف الانسان قدر الايمان في قلبه. فكون الانسان يعرف انه يعبد الله خوفا ورجاء وطمعا رغبة ورهبة يجعله لا يأمن من مكر الله تبارك وتعالى وفي المقابل لا يقنط من رحمة الله تبارك وتعالى وهذا من تمام رجائه وخوفه فالامن من مكر الله من صفات المغترين والخلوق من رحمة الله عز وجل من صفات الجاهلين فعلى المسلم ان يحذر من هذا ومن هذا واه الامن من مكر الله عز وجل كان سبب لظلال طوائف من الناس فانهم لما امنوا مكر الله صاروا على الرجاء حتى اوصلهم الى الشهادة لانفسهم وعلى انفسهم بالجنة كما هو حال وولاة الخوارج والقنوط من رحمة الله ادى باناس الى عدم التوبة والاصرار على المعاصي لانهم قنطوا من رحمة الله فشابه ابليس الذي صار على الاصرار وما صار يفكر ابدا بالتوبة والاوبة الى الله تبارك وتعالى والمسلم يعيش بين هذا وهذا هو كمال التوحيد ان الانسان تعيش بين الخوف وبين الرجاء وقد نقل عن جماعة من السلف عبارات نحو هذا كما نقل عن الصديق رضي الله عنه انه قال لو ان احدى قدمي في الجنة واخرى لم تدخل لما امنت من مكر الله ونقل عن غيره قال لو نادى مناد ان كل الناس يدخلون الجنة الا واحد لظننت انه انا ولو نادى منادا كل الناس يدخلون النار الا واحد لظننت انه انا فهذا من تمام حسن الاعتقاد في الله عز وجل. ان الانسان يخاف ويرجو وكما ذكر الشيخ الامن من مكر الله يؤدي الى عواقب وخيمة والقنوط من رحمة الله يؤدي الى عواقب وخيمة لا احسن ما قال رحمه الله تعالى باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله اما الصبر على طاعة الله والصبر على معصيته فهو ظاهر لكل احد. انهما من الايمان بل هما اساسه وفرعه. ان الايمان كله صبر على ما يحبه الله ويرضاه ويقرب اليه صبر عن محارم الله لأن الدين يدور على ثلاثة اصول تصديق فضل الله ورسوله وامتثال وامتثال امر الله ورسوله واجتناب نهي نهي نهيهما والصبر على اقدار الله مؤلمة داخل في هذا العموم ولكن خص بالذكر شدة الحاجة الى معرفته والعمل به ان العبد متى علم ان المصيبة باذن الله وان الله اتم الحكمة في تقديرها وله النعمة السابقة في تقديرها على العبد رضي بقضاء بقضاء الله وسلم لامره. وصبر على المكاره تقربا الى الله ورجاء لثوابه وخوف من عقابه. واغتنام لاخذه الاخلاق فاطمئن قلبه وقوي ايمانه وتوحيده قوله باب من الايمان الصبر على اقدار الله لا شك ان الابتلاء من الله جل وعلا واقع على العبيد في بابين باب الامر والنهي وفي باب الخلق والتقدير في باب الامر والنهي افعلوا لا تفعلوا وهذا متعلق بجانب التعبد في الالوهية في باب الخلق والامر والتقدير متعلق بالجانب الربوبية هل الانسان يصبر او لا يصبر وفي كما تعلمون في جانب الاوامر الشرعية الاحكام الشرعية مرتبة من حيث المندوب ثم الواجبات ويقابل المندوب المكروه ويقابل الواجبات المحرم وبينهما المباحات في باب القدر في باب القدر هناك الاحكام آآ الصبر على قضاء الله عز وجل. وهذا القدر الواجب اذا اردنا ان نعطي للصبر على قضاء الله وقدره تبارك وتعالى فهذا الحكم يكون الوجوب من حيث التكليف كما يجب انك تصبر على الطاعة يجب انك تصبر على قدر الله تبارك وتعالى كما انك يجب ان تصبر عن المحارم يجب ان تصبر عن التضجر في باب قضاء الله وقدره تبارك وتعالى و الاكمل الاكمل في هذا الباب كما هو الاكمل في باب الطاعات ان الانسان لا يكتفي بالفرائض اللي هي الواجبة وان انما يرتقي للمندوبات كذلك في باب القدر الاكمل ان الانسان لا يكتفي بما هو واجب وانما يرتقي ليصل الى والمندوب في باب القدر فوق الصبر هو الرضا الرضا بالقدر. والرضا لا يحصل كما يقال منها هنا هكذا. الرضا لابد فيه من التمرن والتمرس ويحتاج الى علم اذا علم العبد ان والده الذي يتصرف في البيت ليجلب هذا او يمنع من هذا ويوقظ هذا وينوم هذا يرى مصلحة ما لا يراه من هو مأمور لكنهم يرظون لعلمهم بان والدهم انما يفعل ما هو فيه صلاح للبيت والاسرة فاذا تأمل الانسان الحال علم ان قضاء الله وقدره اكمل واعظم من تدبير راعي البيت وراعي الدولة في البيت وفي الدولة فحينئذ يعظم نظره الى الله جل وعلا والى تقديره فلا يرظى بالصبر بل يحصل له الرضا بالقدر تم هناك مرتبة اعلى من الرضا بالقدر وهو الشكر على قدر الله تبارك وتعالى والحقيقة ان هذا هذه الرتبة اعني الشكر على قضاء الله وقدره لا يبلغه الا قلة من الناس. ومن هنا سمى الله عبده نوحا شكورا انه كان عبدا شكورا صبر في مقابل امر الله عز وجل القدري صبرا لم يعهد له مثيل. تخيلوا معي خمسين وتسعمائة سنة وهو يدعو قومه ما قال يوما فالى متى حتى اوحى الله اليه يا نوح انه لن يؤمن من قومك الا من فلا تبتئس بما كانوا يعملون اذن ينبغي على العبد ان يجتهد حتى يصل الى هذه المراتب العالية في مقابل قدر الله تبارك وتعالى لا سيما اذا علم العبد ان الله جل وعلا الحكيم لا يقدر شرا محضا ابدا هذه النقطة الاولى ولا ينسب الشر اليه ابدا والشر ليس اليك. هذه النقطة الثانية الثالثة ان الله جل وعلا لا يمنع العبد شيئا الا كان الذي يعطيه خيرا مما منعه واذا تأمل الانسان الى هذه الاحوال علم ان الرضا على القضاء هو الاولى به ليس مجرد الصبر. قد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي محسنة قال اذا اخذ الله حبيب او صفي عبده من الدنيا قال الله ماذا قال عبدي قالوا يا ربي انه حمدك واسترجع فيقول الله ابنوا لبيتي لعبدي بيتا بالجنة سموه بيت الحمد وتأملوا انه لما صبر على قضاء الله وقدره رزق الحمد وهذا فوق الصبر يساوي الرضا استحق بناء بيت في الجنة على الرضا والحمد وهذا يدل ايها الاخوة ان الانسان عليه ان يتأمل في هذا الباب العظيم ان من الايمان بالله من الايمان بالله ما يتعلق بالربوبية جانب الربوبية جانب الربوبية فعله يأمر وينهى يخلق ويرزق يتشرف في الكون كيف يشاء يتصرف فيه كيف شاء يتصرف فيما حولك كيف شاء سبحانه وتعالى ما احد يسكن ولا احد يتحرك الا بامره جل في علاه. لذلك كان الامر كذلك فالانسان اذا رأى بشهود الربوبية المفعولات حينئذ يسهل عليه الرضا بقضاء الله وقدره وقول الشيخ الدين يدور على ثلاثة اصول تصديق خبر الله تعالى هذا لان الشرع كله الشرع كله اما خبر او امر ونهي او قدر في مقابل الخبر فعليك بالاقرار والتصديق وفي مقابل الامر والنهي عليك الامتثال والفعل. ان كان مطلوبا وعليك الامتثال والتره ان كان منهية في مقابل القدر عليك الصبر وهو اقل درجات او الرظا ولذلك عاب الله جل وعلا على اقوام كان حالهم عدم الصبر بالقضاء. فقال جل وعلا ان الانسان خلق هلوعا. اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوع فلا تكن هلوعا ولا تكن جزوعا واعلم ان ما قدره الله تبارك وتعالى هو الخير ومن هنا لو نتأمل في سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم لا نجد انه في يوم من الايام تضجر من قدر الله تبارك وتعالى بل نجد من اقواله وافعاله ما يدل وينبئ على عظيم الرضا بقضاء الله وقدره يعني لما ابى عمه الايمان ابو لهب وانزل الله فيه القرآن ما يتضجر لما ابى عمه ابو طالب الاسلام ما تضجر حزن على موته على الكفر لان هذا امر شرعي لكن ما اظهر التوجه على الامر العدني ولذلك ايها الاخوة لما اراد النبي عليه الصلاة والسلام ان يعمل بعموم من الامر الشرعي ظنه مباحا وهو جزاء سيئة سيئة مثلها ورأت التمثيل في الموتى قال لئن مكنني الله منهم لامثلن بسبعين منهم يعني جزاء الوفاق فانزل الله ليس لك من الامر شيء حتى هذه عاتبه الله تبارك وتعالى فيه لما دعا على ريع الوذكوان شهرا لانهم قتلوا القراء قال ليس لك من الامر شيء جعل معينين في قنوات الفجر والمغرب والعشاء انزل الله ليس لك من الامر شيء فاسلم اولئك الناس ومن هنا ايها الاخوة ينبغي علينا ان ننتبه الى هذا الباب العظيم الذي به يرتقي الانسان ولنعلم ان اعظم ما ينال الانسان به درجات هو تعامله في القدر والناس قد يتساوون في الصلاة وفي الصوم كلهم يصومون الفجر بالزكاة وفي الحج لكنهم يتفاوتون في تعاملهم مع القتل ومن هذا الباب اقول لعل هذا احد الاسباب في ان كون الله تبارك وتعالى لما ذكر انبيائه ذكر تعاملهم مع القدر ولم اذكر عباداتهم الخاصة بهم الا ما كان له تعلق بالقدر فقال عن اسماعيل عليه السلام وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا فذكر هذا الامر الشرعي المتعلق بالقدر من باب الاقتداء به والا فذكر الله عز وجل نوح على صبره بالقضاء والقدر وذكر الله ابراهيم على صبره وذكر الله عز وجل اسماعيل على صبر وهؤلاء الانبياء كلهم تعاملوا مع القدر والانسان في حال القدر لا يخرج عن ثلاثة احوال لا يمكن لاي واحد منا في اي لحظة ان يخرج عن احد هذه الساعة اما في نعمة وهو بحاجة الى مزيد من الشكر واما في ذنبه هو بحاجة الى احداث توبة الاستغفار واما في بلاء فهو بحاجة الى الصبر والرضا والاسترجاع والحوقلة ونحو ذلك نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نكتفي بهذا القدر ان شاء الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد