بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين. وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح. اهلا وسهلا ومرحبا بكم آآ طلاب وطالبات منصة الزادي في هذا الدرس وفي هذه الوحدة الجديدة الوحدة الثالثة تتعلق بقواعد التفسير المتصلة او المتعلقة بعلوم القرآن ودرسنا الاول في هذا الدرس سيكون عن قاعدة مهمة من هذه القواعد. قاعدة انه قد يبهم في القرآن ما لا طائل في معرفته هذه القاعدة نتناولها باذن الله عز وجل من خلال ثلاثة عناصر كما هي العادة العنصر الاول في توظيح معنى القاعدة والثاني في تطبيقاتها عند المفسرين والثالث في ذكر بعض فوائد دراسة هذه القاعدة اما العنصر الاول فحديثنا عن بيان معنى هذه القاعدة القاعدة تقول قد يبهم في القرآن ما لا طائل في معرفته. معنى هذا هناك اشياء وردت في القرآن الكريم مبهمة مسكوتا عنها وغالبا ما تكون في التفاصيل التي لا يحتاج الى معرفتها في ثناء القصص وفي ثناء الاحداث كبعض اسماء الاشخاص وبعض الاماكن وبعض الازمان والاعداد والمقادير فالاصل في مثل هذا ان لا يهتم القارئ بالبحث والتنقيب عنها لان هذه التفاصيل لو كانت مهمة او يتعلق بها عمل او تتعلق بها الفائدة لبينها القرآن ولم يتركها مبهمة على سبيل المثال ما هو لون سفينة نوح ما اسم الكلب الذي كان مع اصحاب الكهف ما هو الجزء الذي ضرب به ذلك القتيل من بني اسرائيل؟ فقلنا اضربوه ببعضها. ما هو هذا البعض هل هو اليد ام الرجل ام الذنب ام اي جزء ما اسم الملك الذي كان يأخذ كل سفينة صالحة غصبا مثل هذه الامور كلها مما ابهم في القرآن والقاعدة انه لا طائل في معرفته ولا فائدة من البحث عنه وان توسع بعض المفسرين في ذكر هذا ونقل مروياته فهذا في الحقيقة من التوسع والاشتغال والاشتغال بغير الاولى طيب من امثلة ذلك قوله سبحانه وتعالى او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها. في هذه الاية ذكر جماعة من المفسرين الخلافة في تعيين هذه القرية ومن هو الرجل الذي مر بها وهذا الاختلاف لا طائل تحته فان المقصود من هذه الاية ان يعتبر القارئ والسامع بما في هذا الخبر وبما في هذه القصة لا تعين الرجل ولا تعيين القرية التي وردت في هذه الاية. فمثل هذا يترك على ابهامه ولا يشغل الانسان نفسه بالبحث والتنقيب عنه ومحاولة تحقيقه ولو كان ذلك مما يحتاج اليه لبينه القرآن ولم يبهمه ننتقل بعد ذلك للعنصر الثاني في تطبيقات هذه القاعدة عند المفسرين. المثال الاول في تحديد الجزء الذي ضرب به القتيل اه من بقرة بني اسرائيل في قوله تعالى فقلنا اضربوه ببعضها. الالوسي رحمه الله ذكر تطبيقا لهذه القاعدة فقال في تفسيره والظاهر ان المراد بالبعض اي بعض كان اذ لا فائدة في تعيينه ولم يرد به نقل صحيح اذا مثل هذا لا ينبغي ان يتكلف فيه المثال الثاني من تفسير الحافظ بن كثير رحمه الله الحافظ ابن كثير رحمه الله ذكر في تفسيره ان الاخبار الاسرائيلية على ثلاثة اقسام قال الاول ما علمنا صحته مما بايدينا مما يشهد له بالصدق فذلك صحيح والثاني ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه والثالث يعني من الاخبار الاسرائيلية ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته. ثم قال بعد ذلك. وهذا محل الشاهد. قال وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود الى امر ديني ولهذا يختلف علماء اهل الكتاب في هذا كثيرا ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك كما يذكرون في مثل هذا اسماء اصحاب الكهف ولون كلبهم وعدتهم وعصى موسى من اي شجرة كانت واسماء الطيور التي احياها الله لابراهيم وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة ونوع الشجرة الذي كلم الله منها التي كلم الله منها موسى الى غير ذلك مما ابهمه الله تعالى في القرآن مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم. انتهى كلامه رحمه الله. وهذا الكلام ابن كثير رحمه الله كلام جليل وهو مستفاد من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التفسير العنصر الثالث في هذا الدرس نذكر فيه بعض فوائد دراسة هذه القاعدة من فوائد دراسة هذه القاعدة ان يعرف طالب العلم والقارئ المطلع على علم التفسير ان البحث عن تلك المهمات التي لا ينبني عليها عمل هو في كثير من الاحيان تكلف مذموم واضاعة الوقت فيما لا نفع فيه وان ينتبه ايضا ان غالب هذه المبهمات لم يرد تعيينها ولم ترد تسميتها في روايات صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم وغالب ما جاء في تعيين هذه المبهمات انما هو من الاسرائيليات وهذا ايضا يؤكد انه لا حاجة الى البحث فيها والتوسع فيها او محاولة تحقيقها فان ذلك مما لا طائل تحته بهذا نكون قد انتهينا من درسنا ومن قاعدتنا هذه. ونلقاكم باذن الله جل وعلا في الدروس القادمة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان