المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة واعظة تاسعة. الحمد لله الذي خلق فسوى. والذي قدر فهدى والذي اغنى واغنى كفى واوى له ملك السماوات والارض وما بينهما وما تحت الثرى. الملك الحق المبين الذي على العرش استوى وعلى الملك احتوى. فسبحانه من اله عظيم وسع كل شيء رحمة وعلما. وقهر كل مخلوق عزة وحكما. وتعالى ما من اله رحيم على صراط مستقيم. اخذا وابقاء واعطاء ومنعا. جابر الكسير ومسهل العسير ومجيب نداء احاط علما بجميع الكائنات ما خفي منها وما بدا. له الحكم والتدبير اولا وابدا. وله العز والتقدير برداء من وسرمدا. من اناب اليه صادقا جزاه نعيما مؤبدا. ومن اصر على معاصيه فقد جعل لعذابه وقتو امدا وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا. احمده سبحانه وبحمده يلهج اولو الاحلام والنهى. واشكره على نعم لا احصي لها عددا. ولا ابلغ لها منتهى. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك الكبير الاعلى. عالم السر والنجوى. واشهد ان ان سيدنا محمدا عبده ورسوله. الداعي الى السبيل الاقوم الاقوى. والمحذر من طرق الهلاك والردا قصه بالمقام المحمود واللواء المعقود وسماه محمدا. وانزل عليه في كتابه المجيد والذكر الحميد الى سبيل ربك انك لعلى هدى. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد الموحى اليه اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا. قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجد من دونه ولن اجد من دونه ملتحدا. وعلى اله واصحابه غيوث النداء وليوث العدا ونجوم الاهتداء. اما بعد فيا ايها الناس اتقوا الله تعالى فقد طال اعراضكم عن النبأ العظيم تغافلا وجهلا وكثر اشتغالكم بالحطام الفاني الادنى. وصار اقبالكم على ما يصد عن الصراط السوي والهدى وحزنكم على ما فات من عرض الدنيا. اما ايقظكم ما رأيتموه من حوادث القدر والقضاء. اما وعظكم ما سمعتموه من اخبار من غبر ومضى ممن عصى وعتى وكذب وابى واعرض عما جاءت به الرسل وغلب عليه الشق طاء والهوى. كيف وجدوا عقوبات الذنوب؟ وكيف كان الحال ممن طغى وبغى. دعتهم الرسل الى ما خلقوا له فلم يجيبوا. واوضحت لهم الكتب ما امروا به فلم يلتفتوا ولم ينيبوا. ودعتهم العبر الى الاعتبار فلم يعتبروا ولم يفيقوا. ففاجأهم امر الله بغتة واصيبوا. فهل تحس منهم من احد او تسمع لهم ركزا. سل عنهم تلك القبور الدائرة والعظام الناخرة والقصور الدامرة كيف كان السؤال والجواب؟ والى اين صار المستقر والمنتهى والمآب؟ ام هل وجدوا لهم من دون الله من جو ووزرا بل تخلوا من اللذات وارتهنوا بالتبعات. ولم يبق معهم الا الندم والحسرات. وحرموا الفوز رضا ربهم والجنات. ونودي عليهم هذا جزاء من نبذ امر ربه ورى. فاتقوا اتقوا الله عباد الله واعلموا واعملوا ليوم العرض والجزا ولا تكونوا ممن اعرض عن ذكر ربه ولم يرد الا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى. جعلني الله واياكم ممن افاق لنفسه وفاق بالتحفظ ابناء جنسه. ان احسن ما تلاه التالون. وابلغ ما اصغى اليه كلام من يقول للشيء كن فيكون. والله تعالى يقول وبقوله يهتدي المهتدون. واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ياه يا ايها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن دينه ولا مولود. ولا مولود هو جاز عن والده شيئا فلا تغرنكم الحياة الدنيا لا يغرنكم بالله الغرور ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدرين نفس باي في ارض تموت ان الله عليم خبير بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم. ولكافة المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم