الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اه بعون الله وتوفيقه نبدأ درسنا في شرح العقيدة الطحاوية ربما يكون هو اخر فصل من فصول هذا الكتاب القيم. كان الكلام في الجهل والجهة من صفوان وصل صفحة كم سبع مئة وستة وتسعين نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله اله وصحبه اجمعين. اللهم صلي وسلم قال المؤلف رحمه الله تعالى وانما اشتهرت مقالة الجهمية من حين محنة الامام يا احمد ابن حنبل وغيره من علماء السنة. فانه من امارة المأمون قوا وكثروا. فانه كان قد اقام بخراسان مدة واجتمع بهم ثم كتب بمحنة من طرسوس من طرسوس سنة ثماني عشر عشرة ومئتين وفي هامات ورد الامام احمد الى الحبس الى الحبس ببغداد الى سنة عشرين. وفيها كانت محنته مع المعتصم. ومناظرته لهم بالكلام. فلما رد عليهم ما احتجوا به عليه. وبين انه ولا حجة لهم في شيء من ذلك. وان طلبهم من الناس ان يوافقوهم وامتحانهم اياهم جهل وظلم. واراد المعتصم اطلاقه اشار عليه من اشار بان المصلحة ضربه. لان لا تنكسر حرمة الخلافة مرتان بعد مرة فلما ضربوه قامت الشناعة في العامة وخافوا فاطلقوه وقصته مذكورة في كتب التاريخ الاشارة الى الى مقالة الجهمية هنا اه يقصد التعطيل العامة والقول بخلق القرآن بخاصة يقصد القول بالتعطيل عامة والقول بخلق القرآن بخاصة لانه نوع من التعطيل والشهرة طبعا اللي يقصد بها هنا شهرة الديوع وكثرة الاتباع. اما شهرة المقالة فقد سبقت قبل ذلك وعرفنا من خلال آآ دروس سابقة ان الجهمية بدأت بذورها وظهرت مقالات اصحابها الاولى في اخر القرن الاول نجم الجهمية على يد غيلان الدمشقي وعنده ميل من التعطيل ونسبت اليه بعض مقالات التعطيل في الاستواء. وفي كلام الله عز وجل لكن ليست صريحة كما جاء في المرحلة كما حصل في المرحلة الثانية. المرحلة الثانية من مراحل ظهور الجهمية في اول القرن الثاني الهجري في اول قرن الثاني الهجري اه بدأت مناهج الجهمية تشتهر على يد الجعد ابن درهم وهذا عمم القول بالتعطيل خاصة فيما يتعلق بالتكليم والخلة والاستواء والعلو والفوقية ونحو ذلك وقد صرح الجهم بتعطيل صفات الله عز وجل واسمائه في هذا الجانب بالذات وانكر عليه السلف اشد الانكار وغلظوا في تبديع مقولته وحاوروه واقاموا عليه الحجة حتى حكموا بضرورة قتله لان قوله هذا من اعظم الفساد في الدين. فقتل ثم جاءت المرحلة الثالثة من مراحل الجهمية على يد الجهم ابن صفوان والجهم اخذ بعض مقالات الجعد وزاد عليها والجيم اعلن التعطيل بمناهجه العامة بمعنى انه عمم التعطيم بجميع اسماء الله عز وجل والصفات وايضا قال بالجبر الغالي وبالارجاء الغالي استقرت اصول الجهمية ومناهجها العامة على يد الجهم من صفوان. ثم بقيت من ضمن الفرق وتناقحت قوى المعتزلة في القرن الثاني مع الشيعة ايضا في اخر القرن الثاني. مع الخوارج ايضا تلاقحت هذه الفرق. حتى صارت كثير من اصول الجهمية موجودة عند المعتزلة وعند الاباظية وعند الرافضة مما جعلها تشتهر بشكل اكثر في المرحلة الرابعة في عهد المأمون والمأمون اشرب في قلبه بعض اصول الجهمية. واعجب باقوال المعتزلة وتلقى عنهم وكان ميالا الى الكلاميات والى وعنده نزعة حب الفلسفة اشهر مقالة الجهمية بقوة السيف وقوة الدولة حصلت الفتنة والمحنة العظمى التي امتحن بها المسلمون سنين عديدة وانتهت بحمد الله بالنصر المبين لامام السنة الامام احمد بن حنبل وبعدها انكشف انكمشت الجهمية وانسابت وساحت بين الفرق ولم يعد لها راية مستقلة لا الجهمي ولا المعتزلة لم يعد لها راية ذات استقلالية انما بقماصتها الفرق الاخرى وهي ايضا انساحت في الفرق الاخرى وزعت تركتها على الفرق التي ذكرتها من قبل بعد المحنة وبعد انتصار الامام احمد لم يعد للجهمية راية مستقلة ولم يعد لها راية اه يعني لها اصولها ورؤوسها انما كما قلت دخلت اضافة الى دخولها في الشيعة خاصة الرافظة ودخولها في الاباظية ودخولها في الزيدية من باب اولى وكذلك دخولنا في فرق اخرى كذلك وجدت في في الطرق. فالتشهم انتشل انتشر الى الطرق الصوفية في هذه المرحلة ثم بعد ذلك ظهرت المعتزلة الجهمية في العصر الحديث على يد بعض الجماعات بشكل صريح معلن حيث تبنت اصول الجهمية تبني مستقل. وهي لا تتبع الفرق السابقة انما قامت على انقاض الجهمية والمعتزلة كحزب التحرير وبعض الاتجاهات العقلانية والعصرانية التي يدعي اصحابها انهم اصحاب الفكر الاسلامي الحديث نعم نعم من عوامل قوة الجهمية ترجمة العلوم ترجمة الفلسفة اليونانية ترجمة كتب الديانة الديانات الوثنية والفلسفية الكتب الصابئة كتب المجوس كتب الديانات الهندية كتب فلاسفة اليونان وغيرهم. كلها ترجمت في عهد المأمون او اكثرها. فكان لهذا اثره شيوع الجهمية وفي ايضا آآ امتداد اصولها الى مع الى اصول جديدة ومباحث جديدة كلامية وفلسفية. نعم وممن فرد به جهم ان الجنة والنار تفنيان وان الايمان هو المعرفة فقط والكفر هو الجهل فقط وانه لا فعل لاحد في الحقيقة الا لله وحده. وان الناس انما تنسب اليهما افعالهم على سبيل المجاز كما يقال تحركت الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس. ولقد احسن القائل عجبت لشيطان دعا الناس جهرة الى النار واشتق اسمه من جهنم. وقد نقل ان ابا حنيفة رحمه الله سئل عن الكلام في الاعراض والاجسام. فقال لعن الله عمرو بن عبيد هو فتح على الناس الكلام في هذا والجبرية اصل قولهم من الجهم بن صفوان كما تقدم. وان فعل العبد بمنزلة طوله وهو عكس القدرية وهو عكس القدرية نفاة القدر وهو عكس القدر وهم عكس القدرية وهم عكس القدرية نفات القدر فان القدرية انما نسبوا الى القدر لنفيهم اياه. كما سميت المرجئة لنفيهم الارجاء. وانه لا احد مرجئ لامر الله مرجعه وانه لا احد مرجع لامر الله اما يعذبهم واما ما يتوب عليهم وقد تسمى الجبرية في هذا يعني تجاوز في اه في تعليل النسبة في تعليل التسمية. اما القدرية فسموا القدرية لنفيهم القدر هذا واضح اما المرجئة فانما سموا مرجئة لعدة اسباب بحسب حالهم مرجئة الفقهاء سموا مرجئة لانهم اخروا الاعمال عن الايمان ومرجئة المشككة الذين سيأتي الكلام عنهم بعد قليل. سم مرجئة لانهم ارجؤوا امر الحكم على العباد خاصة اصحاب الذنوب والجهمية سم مرجئة لانهم قالوا بالارجاء بالرجاء المطلق تغلب جانب الرجاء مطلقا ولم يعد للخوف ولا الوعيد عندهم اي اعتبار وطائفة من الناس سميت مرجئة لانهم حينما اختلفوا في بعض قضايا الدين كاختلافهم في اه ما حدث بين الصحابة او كاختلاف بعضهم في المفاضلة بين علي وبين عثمان كل من هؤلاء الطوائف قالوا نرجع الى امر لا نبت فيه نرجوا الامر لا نبت فيه يعني لا نتوقف فهذا هذا هذه الحالة سميت رجال لانهم اخروا الحكم. وعلقوه بالغيب. او علقوه بمشيئة الله عز وجل اذا كل طائفة من المرجئة صارت تسميتها سبب تسميتها مرجئة راجعة الى حالها. فهم لا يتشابهون في سبب التسمية وما ذكره الشيخ هنا لعله من اظعف الاقوال في في سبب تسمية المرجئة نعم اذا اطلقت بدون تقييد وبدون ما يدل على عليها بالسياق فانما تعني مرجية الفقهاء. الذين يقولون بان الايمان تصديق وان من لا تدخل يسمى الايمان والايمان لا يزيد ولا ينقص ولا استثناء في الامام. هؤلاء هم المرجئة عند الاطلاق. نعم وقد تسمى الجبرية قدرية لانهم غلوا في اثبات القدر. كما يسمى الذين لا يجزمون بشيء من الوعد والوعيد بل يغلون في ارجاء كل امر حتى الانواع. فلا يجزمون بثواب من تاب كما لا يجزم بعقوبة من لم يتب. طبعا هؤلاء ايضا يسمون مرجئة. وهنا يعني ما جاب جواب شرط او ما جاب اه جواب العبارة او ما اكملها. كما يسمى الذين لا يلزمون بشيء من الوعد والوعيد الى اخره كما يسمون المرجئة كذلك وقوله بلغونا في ارجاء كل امر حتى الانواع. يعني الانواع المتعلقة بالاحكام العامة البديهية. بعضهم يشكك فيها مثل الثواب على المعاصر على على الطاعات والعقاب على المعاصي مطلقا هناك من يشكك ويرجي الامر مطلقا فهذا يعتبر نوعا من الوسواس او نوع من يعني الزندق احيانا. وكذلك الوعد والوعيد يسمى الانواع. لا يقرون بوعد ولا بوعيد ولا ثواب ولا بعقاب او يغلون في تعليق مصائر العباد فلا ثواب ولا عقاب ولا وعد ولا وعيد. هذا معنى قوله اه في كل في في كل امر حتى الانواع يعني انواع الحم انواع الاحكام العامة. من الثواب والعقاب والوعد والوعيد ونحو ذلك نعم بل يغنون في ارجاء كل امر حتى الانواع فلا يجزمون بثواب من تاب كما لا يجزم بعقوبة من لم وكما لا يجزم لمعين وكانت المرجئة الاولى يرجعون عثمان وعليا ولا يشهدون بايمان ولا كفر. هنا هو اشار الى عدة انواع من المرجئة اولهم والمرجئة الجبرية الخالصة المرجئة الغالية مرجئة الجهمية الذين يقولون لا يضر مع مع المعرفة بعد ذلك تأتي بعدهم مرجئة تلك الرامية ما اشار اليها هنا. لكن يحسن ذكرها وهم الذين يقولون بان الايمان هو قول اللسان فقط وهم في الدرجة الثانية من حيث البدعة اما المقولة الاولى فهي مقولة كفرية بان الايمان هو المعرفة فقط والمقولة الثانية بدعية مقولة ان القول ان الايمان هو قول اللسان فقط وهم الكرامية والنوع الثالث من الجبر جبرية جبرية الفقهاء الذين يقولون بان الايمان هو التصديق او التصديق والقول. فيخرجون الاعمال من مسمى الايمان ويمنعون زيادة الايمان ونقصانه ويمنعون الاستثناء في الايمان قصدي مرجئة مرجئة انا اتكلم عن مرجئة الان. المرجئة الاولى مرجئة الجهمية الثانية الكرامية الذين يقولون قول اللسان والمرجئة الثالثة مرجئة الفقهاء والمرجئة الرابعة مرجئة الاحكام الذين لا لا يجزمون بحكم. لا يجزمون بثواب ولا بعقاب ولا بوعد ولا بوعيد وهم فرع عن الجهمية. لكنهم اخف وهؤلاء يكثر يكثرون في المتصوفة والمرجئة الاخيرة هي مرجئة امر الصحابة فهم الذين ارجعوا الامر فيما حدث بين الصحابة فلا يرون ان احدا من الصحابة محق فيما شجر بين الصحابة وعلى سبيل الجزم فيقولون لا نجزم. وهذا خلاف رأي جمهور السلف وتفرع عن هذا هذه المرجئة ايضا ارجاء امر علي وعثمان اولا ايهما افضل؟ ترددوا في ايهما افضل؟ ثم ترددوا في ايهما يعني احق بالخلافة ثم نتج عن ذلك ايضا التردد في امر علي ومعاوية رضي الله عنه واصحابهما ممن اه حدث بينهم بينهم شيء من الخلاف الصفين والجمل وغيرها. فترددوا في الامر ولم وقالوا نرجى امرهم الى الله عز وجل وهذا كله خلاف قول السلف. فاذا التجاهم الاول الكفر. والثاني بدعي والثالث بدعي. والرابع يعني السلف ما تكلموا في حق من قاله لانه قول انتهى قاله قوم من السلف ابان الفتنة وبعدها بقليل قبل ان يستقر القول عند السلف في تفضيل عثمان رضي الله عنه على على علي وقبل ان يستقر عند السلف ان الفئة المحقة هي فئة علي رضي الله عنه وان كل مجتهد قبل ان يستقر هذا القول وجد قول ارجأ الامر. يعني تردد فيه فلا يعتبر صاحبه مبتدع لانه مجتهد لكن لو قال به احدنا الان والله اعلم الاولى ان يوصف بالبدعة لانه خالف ما استقر عند السلف لان اصحاب القول اي لو جاء في امر عثمان وعلي وارجاء امر معاوية وعلي واصحابه كان قول انتهى ولم يعد له وجود ولم يعد لهله قائل الا ندر او او ندرة من من ينتسبون لاهل العلم. نعم وقد ورد في ذم القدرية احاديث في السنن منها ما روى ابو داوود في سننه من حديث عبد العزيز ابن ابي حازم عن ابيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القدرية مجوس هذه الامة فلا تعودوهم وان ماتوا فلا تشهدوهم. وروي في ذم القدرية احاديث اخر كثيرة. تكلم اهل الحديث في صحة رفعها. والصحيح انها موقوفة بخلاف الاحاديث الواردة في ذم الخوارج طبعا حديث الواردة في في المرجئة وفي القدرية لا تصح لكن نسبة قول القدرية الى المجوس وقول المرجئة الى النصارى نسبة صحيحة من حيث يعني الاصل والمناهج. فانه ثبت عند السلف بالاستقراء ان مقولة المقولة القدرية هي فرع عن مقولات كثيرة في الامم الماضية وهي اقرب الى مقولة المجوس وطوائف من الصائبة الصابئة وطوائف من اليهود وطوائف من النصارى القول بالقدر لم لم يكن وليد يعني الاهواء عند المسلمين بل كان امتداد لما كان عليه الامم السابقة خاصة المجوس لان المجوس جعلوا مع الله عز وجل الها اخر سموه اله الشر وشبهتهم في ذلك انهم زعموا انه لا يليق ان يكون الله عز وجل خالق للشر ولا مقدر له فمن هنا نشأ عن قولهم اعتقادهم بان هناك اله اخر قدر الشر وخلقه هذه هي الفكرة والشبهة الموجودة عند المعتزلة الذين زعموا ان الانسان يستقل بافعاله من دون تقدير الله لها من هنا نشأ نقول ان نشأة القول بالقدر اشبه ما يكون بقول المجوس واقرب ما يكون الى الكون المجوس فهو امتداد لمقولة المجوس وهذه المقولة موجودة عند كثير من الامم ايضا ليست في المجلس فقط. اليونان مثلا عندهم الهة للخير والهة للشر وكذلك عند كثير من الامم الوضعية. لكن المجوس اقرب الناس تأثيرا في المسلمين وايضا المجوس كانت فلسفتهم آآ يعني ظاهرة في هذا الامر فهم اسبق من غيرهم من الامم في هذه المقولة نعم بخلاف الاحاديث الواردة في ذم الخوارج. فان فيهم فان فيهم في الصحيح وحده عشرة احاديث. اخرجه اخرج البخاري منها ثلاثة. واخرج مسلم سائرها. ولكن مشابهتهم للمجوس ظاهرة. بل قول هم اردأ من قول المجوس. فان المجوس اعتقدوا وجود خالقين. والقدرية والقدرية تعتقد خالقين وهذه البدع المتقابلة حدثت من الفتن المفرقة بين الامة. كما ذكر البخاري في عن سعيد بن المسيب قال وقعت الفتنة الاولى يعني مقتل عثمان فلم تبق من اصحاب بدر هذا ثم وقعت الفتنة يعني الحر. فلم تبق من اصحاب الحديبية احدا. ثم وقعت الثالثة فلم ترتفع وللناس طباخ اي عقل وقوة. فالخوارج والشيعة حدثوا في فتنة الاولى والقدرية والمرجئة في الفتنة الثانية. والجهمية ونحوهم بعد الفتنة الثالثة فصار هؤلاء الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا يقابلون البدعة بالبدعة. اولئك غلوا في علي واولئك اولئك كفروك واولئك غلوا في الوعيد حتى خلدوا بعض المؤمنين. واولئك غلوا في الوعد حتى نفوا بعض بعض الوعيد اعني المرجئة. واولئك غلوا في التنزيه حتى نفوا الصفات. وهؤلاء غلوا في الاثبات حتى توقعوا في التشبيه وصاروا يبتدعون من الدلائل والمسائل ما ليس بمشروع. ويعرضون عن الامر المشروع وفيهم وفيهم من استعان على ذلك بشيء من كتب الاوائل. اليهود والنصارى والمجوس والصابرين فانهم قرأوا كتبهم وصار عندهم من ضلالتهم ما ادخلوه في مسائلهم ودلائلهم غيروه في اللفظ تارة وفي المعنى اخرى. فلبسوا الحق بالباطل وكتموا الحق جاء ختموا حقا جاء به نبيهم فتفرقوا واختلفوا. وتكلموا حينئذ في الجسم والعرض والتجسيم نفيا واثباتا وسبب ضلال هذه الفرق وامثالهم عدولهم عن الصراط المستقيم. الذي امرنا الله باتباعه فقال تعالى هلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. وقال تعالى الاقل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. فوحد لفظ صراطه نبيلة وجمع السبل المخالفة له. وقال ابن مسعود رضي الله عنه خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وقال هذا سبيل الله. ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره وقال هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو اليه. ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ومن ها هنا يعلم ان اضطرار العبد الى سؤال هداية الصراط المستقيم فوق كل ضرورة. ولهذا شرع الله في الصلاة قراءة ام القرآن في كل ركعة. اما فرضا اما فرضا او ايجابا. على حسب خلاف العلماء في ذلك لاحتياج العبد الى هذا الدعاء العظيم القدر. المشتمل على اشرف المطالب واجلها فقد امرنا الله تعالى ان نقول اهدنا الصراط المستقيم صراط اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون. وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه عليه وسلم انه قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب بالله دخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن؟ قال طائفة من السلف من الحق خاف من العلماء ففيه شبه من اليهود. ومن انحرف من العباد ففيه شبه من النصارى. وجه الشبه الظاهر من ان من انحرف عن العلماء من العلماء انحرف عن علم انحرف عن علم ومنحرف من العباد انحرف عن جهل واكثر من اشتهر انحرافه بعد علم واقامة حجة هم اليهود واكثر من اشتهر انحرافه عن جهل هم النصارى خاصة الرهبان منهم. نعم. فلهذا تجد اكثر المنحرفين من اهل الكلام من المعتزلة ونحوه فيه شبه من اليهود. حتى ان علماء اليهود يقرأون كتب شيوخ المعتزلة. ويستحسنون وكذا شيوخ المعتزلة يميلون الى اليهود ويرجحونهم على النصارى. واكثر المنحرفين من العمال من المتصوفة ونحوهم فيهم شبه من النصارى. ولهذا يميلون الى نوع من الرهبانية حلول والاتحاد ونحو ذلك. وشيوخ هؤلاء يذمون الكلام واهله. وشيوخ اولئك يعيبون طريقته فهؤلاء ويصنفون في ذم السماع والوجد وكثير من الزهد والعبادة التي احدثها هؤلاء ولفرق ولفرق الضلال في الوحي طريقتان. طريقة التبديل وطريقة التجهيل. اما اهل التبديل فهم نوعان. اهل الوهم والتخييل واهل التحريف والتأويل. فاهل الوهم والتخييل هم الذين يقولون ان الانبياء ان الانبياء اخبروا عن الله واليوم الاخر والجنة والنار بامور غير غير مطابقة للامر في نفسه. لكنهم خاطبوهم بما يتخيلون به ويتوهمون به ان الله شيء عظيم كبير. وان الابدان تعاد. وان لهم نعيما محسوسا وعقابا محسوسا. وان كان الامر ليس كذلك لان مصلحة الجمهور في ذلك وان كان كذبا فهو كذب لمصلحة الجمهور. وقد وضع وابن سينا وامثاله قانونهم على هذا الاصل. واما اهل التحريف والتأويل فهم الذين يقولون ان الانبياء لم يقصدوا بهذه الاقوال ما هو الحق في نفس الامر. وان الحق في نفس الامر هو ما علمناه بعقولنا ثم يجتهدون في تأويل هذه الاقوال الى ما يوافق رأيهم بانواع بانواع التأويلات ولهذا كان اكثرهم لا يجزمون بالتأويل. بل يقولون يجوز ان يراد كذا وغاية ما معهم ان كان احتمال اللفظ واما اهل التجهيل والتضليل الذين حقيقة قولهم ان الانبياء واتباع الانبياء ان الانبياء واتباع الانبياء جاهلون ضالون لا يعرفون ما اراد الله بما وصف به نفسه من الايات واقوال الانبياء. ويقولون يجوز ان يكون للنص تأويل لا يعلمه الا الله. لا يعلمه جبريل ولا محمد صلى الله عليه وسلم. ولغيره من الانبياء فضلا عن الصحابة والتابعين لهم باحسان وان محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقرأ الرحمن على العرش استوى اليه يصعد الكلم الطيب ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وهو لا يعرف معاني هذه الايات. بل معناها الذي دلت عليه لا يعرفه الا الله تعالى ويظنون ان هذه هي ان هذه طريقة السلف. ثم منهم من يقول ان المراد خلاف مدلولها الظاهر. ان المراد بها خلاف مدلولها الظاهر المفهوم. ولا يعرفه احد كما لا يعلم وقت الساعة. ومنهم من يقول بل تجرى على ظاهرها وتحمل على ظاهرها. ومع هذا لا يعلم تأويلها الا الله. فيتناقضون حيث اثبتوا لها تأويلا يخالف ظاهرها. وقالوا مع هذا انها تحمل على ظاهرها وهؤلاء مشتركون في القول بان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبين المراد النصوص التي يجعلونها مشكلتنا متشابهة. ولهذا يجعل كل فريق المشكلة من نصوصه غير ما يجعل الفريق الاخر مشكلة. ثم منهم من يقول لم يعلم معانيها ايضا. ومنهم من يقول علمها اولم يبينها بل احال في بيانها على الادلة العقلية. وعلى من يجتهد في العلم بتأويل تلك النصوص فهم مشتركون في ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم او لم لم يعلم او لم يعلم. بل نحن عرفنا الحق بعقولنا. ثم اجتهدنا في حمل كلام الرسول على ما يوافق معقولنا. وان الانبياء واتباعهم لا يعرفون العقليات. ولا يفهمون السمعيات وكل ذلك ضلال وتضليل عن سواء السبيل. نسأل الله السلامة والعافية من من هذه الاقوال الواهية المفضية بقائلها الى الهاوية. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. احسنت وبارك الله فيك. وقبل ان يعني ننتهي من هذا المقطع احب ان اشير الى ان كلامه هنا عن فرق الضلال ابتداء من صفحة مئتين وواحد يكرر فيه مناهج اه يكرر فيه مناهج اهل الاهواء ومواقفهم مما جاء به الرسل وتفريق وتفريق المؤلف هذا منقولا عن شيخ الاسلام ابن تيمية في درب التعارض في غيره والتفريق هذا لا يعني ان ان كل طائفة يمثل فرقة او كل منهج يمثل يمثله فرقة. هذه المناهج موزعة بين الفرق. فمثلا ما اشار اليه في اول الكلام في صفحة مئتين وثمان مئة وواحد اهل الوهم والتخيير الذين يقولون ان الانبياء اخبروا عن الله واليوم الاخر والجنة والنار بامور غير مطابقة لامر في نفسه. هؤلاء نجدهم طوائف من الفلاسفة ومن الجهمية ومن البطنية. طوائف من الفلاسفة والجهمية والباطنية ها اقول ان ما ذكره هنا الشارع هو منقول عن شيخ الاسلام ابن تيمية في دار التعارض وغيره وهو يمثل مناهج اهل الاهواء ومواقفهم مما جاء به المرسلون مناهجهم عموما بصرف النظر عن اسماء الفرق او اه يعني اه مفرداتها او افرادها انما ذكر المناهج التي يشترك فيها عموم اهل الاهواء هذه المناهج اولها ما يتعلق باهل الوهم والتخييل. الذين يقولون ان الانبياء اخبروا عن الامور السمعية كاليوم الاخر والجنة والنار بامور غير مطابقة للامر في نفسه انما جاءوا بهذا الخطاب من اجل اقناع الجمهور واغلبها خيانات وتوهمات. اقول ان من يكون هذا من طوائف من الفلاسفة. ومن الجهمي والباطني وكذلك القول الثاني الذي اشار اليه في قوله واما اهل التحريف والتأويل الذين يقولون الانبياء لم يقصدوا بهذه الاقوال ما هو الحق في نفس الامر وان الحق في نفس هو ما علمناه بعقولنا فهؤلاء اهل الكلام اهل الكلام عموما سواء من كان عندهم نزعة فلسفية او كان متكلمة من متكلمة الفرق الاسلامية هؤلاء اهل الكلام مناهج اهل الكلام تقوم حول هذا الاصل اهل التحريف والتأويل والصنف الثالث اهل التجهيل والتظليل اغلبهم من الفلاسفة والباطنية اغلبهم من الفلاسفة والباطنية لكن الشيخ ايضا نسب اليهم من ذكرهم في المقطع الثاني في صفحة مئتين ثمان مئة وثلاث. ثم منهم من يقول ان المراد بها خلاف مدلولها الظاهر. هؤلاء المفوضة الواقفة يقصد بهم المفوضة والواقفة واهل التفويض والوقف موجودين في جميع الفرق جميع الفرق والفلاسفة والباطنية والجهمية واهل الكلام ايضا ادخل من هذا الصنف طائفة من المتكلمين في المقطع الاخير. الذين قال فيهم ثم منهم من يقول لم يعلم معانيها ايضا هذا ما استقر عليه منهج اهل الكلام المتأخرين. من القرن السادس وما بعده. بل من القرن الخامس من ايام والبغدادي والجويني والغزالي الرازي هو اشهرهم ثم الايدي والامل. ومن سلك سبيلهم. هذه الفئة هم اصحاب القول الاخير ادخلهم في اهل التجهيل والتظليل من باب الالزام الشيخ دخلهم في اهل التجهيل والتضليل من باب الالزام. لان التجهيل والتضليل من لوازم قولهم. والا فهم الفئة الاخيرة من لم يعلم معانيه ايضا ومنهم من يقول علمها ولم يبينها بل احال في بيانها على الادلة العقلية. ولذلك جعلوا الاجتهاد في الادلة العقلية الذي يسمونه النظر جعلوه اوجب الواجبات. وقالوا اول واجب على المسلم النظر حتى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ما لها اعتبار عنده اول واجب النظر. او القصد الى النظر لمن لم يستطيع ان ينظر يقصد يعني يحاول ان استطاع والا فهو معذور. هذا يعني اسهلهم حكم. هؤلاء هم اصحاب هذا الصنف لان قولهم يؤدي الى التجهيل والتظليل للظرورة من باب الالزام. والله اعلم. وقبل ان نختم الدرس اليوم لان نستعفيكم من قراءة شرح لكن احب ان انبه الى ان الدرس القادم هو الدرس الاخير ان شاء الله في هذا الفصل وبه ايضا كما ختمنا الطحاوية بحمد الله وعونه وتوفيقه. ونسأل الله الاخلاص والصدق. وان ننتفع بها جميعا اه اه الطحاوية تكون بهذا انتهت. وعليها سنقرر ان شاء الله في الدرس القادم الكتاب البديل. اما شرح الليلة فسينتهي في الدرس القادم رغم انه بقي ورقات كثيرة لكن موضوعها واحد وهو في التفضيل بين الصحابة او في فضائل الصحابة رضي الله عنهم سنلخصه في الدرس القادم وينتهي الكتاب بقي من الكتاب جزء لاحق وهو ما يتعلق بكرامات الاولياء شرح اللا ذكائي لكن ما ارى انه يحتاج الى قراءة. لانه بسط لما مر اكثر المرة في الدرس خاصة في شرح الطحاوية مر موظوع كرامات الاولية بشرح الطهاوية اكثر من مرة فلا حاجة الى اه الاعادة لانه ما تكلم في في كتابه هذا ما تكلم عن الاصول باكثر مما تكلم عنه صاحب الشرح الطحاوية. فعلى هذا لا نحتاج الى قراءة الكتاب. فبهذا ان شاء الله في عون الله يكون الدرس القادم هو اخر اه اللالكائي كما كان درس اليوم هو اخر شرح الطحوية وعلى هذا فان ان شاء الله في القادم ايضا سابين ما نتفق عليه فيما يتعلق بمستقبل الدرس. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء. وجعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه. وتقبل تحيات اخوانكم في تسجيلات الراية الاسلامية بالرياض هاتف رقم اربعة تسعة واحد واحد تسعة ثمانية خمسة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته