بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم ايات الله وقتلهم الانبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا فطردناها من رحمتنا بسبب نقضهم العهد المؤكد عليهم وبسبب كفرهم بايات الله وجراءتهم على قتل الانبياء وبقولهم لمحمد صلى الله عليه وسلم قلوبنا في غطاء فلا تعي ما تقول والامر ليس كما قالوا بل ختم الله على قلوبهم فلا يصل اليها خير. فلا يؤمنون الا ايمانا قليلا لا ينفعهم ايها الاخوة العهد مع الله هو اشد العهد ونحن نعاهد الله تعالى في كل صلاة حينما نقول اياك نعبد واياك نستعين. وتأملوا الى الاية السابعة والعشرين من سورة البقرة واقرؤوا ما قاله قتادة كما هو عند الطبري. واحذروا نقض الميثاق مع الله تعالى. ثم قال تعالى وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وطردناها من الرحمة بسبب كفرهم. وبسبب رميهم مريم عليها السلام بالزنا زورا وبهتانا. اذا اخي الكريم كل ذنب تحدثك نفسك بالاقدام عليه فاحذر ان يكون هذا الذنب سببا من اسباب الطرد من رحمة الله تعالى وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه. ما لهم به من علم ان الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ولعناهم بقولهم مفتخرين كذبا. انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه كما ادعوا وما صلبوه. ولكن قتلوا رجلا القى الله شبه عيسى عليه وصلبوه فظنوا ان المقتول هو عيسى عليه السلام والذين ادعوا قتلهم من اليهود والذين اسلموه اليهم من النصارى كلاهما في حيرة من امره فليس لهم به علم وانما يتبعون الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا. وما قتلوا عيسى وما صلبوه قطعا وهكذا ايها الاخوة فان صاحب المعصية في حيرة وفي شك ولكن الطمأنينة بذكر الله وبطاعة الله قال تعالى بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما بل نجاه الله من مكرهم ورفعه الله بجسمه وروحه اليه وكان الله عزيزا في ملكه لا يغالبه احد حكيما في تدبيره وقضائه وشرعه وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا وما من احد من اهل الكتاب الا سيؤمن بعيسى عليه السلام بعد نزوله اخر الزمان وقبل موته ويوم القيامة يكون عيسى شاهدا على اعمالهم. ما الشرع منها وما يخالف. فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. فبسبب ظلم اليهود حرمنا عليهم بعض الطيبة التي كانت حلالا لهم. فحرمنا عليهم كل ذي ظفر. ومن البقر الغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما. وبسبب وبسبب صدهم انفسهم وصدهم غيرهم عن سبيل الله حتى صار الصد عن الخير سجية لهم عياذا بالله اذا هذه الاية ايها الاخ الكريم تذكرك باضرار الذنوب والمعاصي. وانت لن تصاب بمؤذ الا بذنب واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل. واعتدنا للكافرين منهم عذابا اليما تلى بتعاملهم بالربا بعد ان نهاهم الله عن تناوله. وبسبب اخذ اموال الناس بغير حق شرعي اعددنا للكافرين منهم عذابا موجعا. ولما ذكر مثالب اهل الكتاب ذكر المؤمنين منهم وقال لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الاخر لاولئك سنؤتيهم اجرا عظيما. لكن الثابتون المتمكنون في العلم من اليهود والمؤمنون يصدقون بما انزله الله عليك. ايها الرسول من القرآن ويصدقون بما انزل من الكتب على من قبلك من الرسل كالتوراة والانجيل. ويقيمون الصلاة ويعطون زكاة اموالهم ويصدقون بالله الها واحدا لا شريك له ويصدقون بيوم القيامة. اولئك المتصفون بهذه الصفات سنعطيهم ثوابا عظيما. وهذا القرآن مثاني اذا ذكر اهل الشر ذكر الله وتعالى اهل الخير حتى ينأى الانسان عن الشر ويقبل الى الخير واهله. من فوائد الايات الختم على سبب لحرمانها من الفهم. اذا يحذر الانسان الاعمال التي تؤول به الختمة على القلب بيان عداوة اليهود لنبي الله عيسى عليه السلام. حتى انهم وصلوا لمرحلة محاولة قتله ولما نعلم هذا الشيء نحذر من اليهود وطرائق اليهود ولا نواليهم ابدا بيان جهل النصارى وحيرتهم في مسألة الصلب. وتعاملهم فيها بالظنون الفاسدة. ولذلك الانسان يرد الجهل باي شيء يرده العلم فيرفع المرء الجهل عن نفسه ويعمل لان يرفعه عن الاخرين. بيان فضل العلم فان من اهل الكتاب هو متمكن في العلم حتى ادى به تمكنه هذا للايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. اذا العلم الانسان الى الخير والفضل والبركة. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته