ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وان دعا المقبور نفسه فقد اشرك بالله العظيم وجحد ان يقبل الله تعالى منه صرفا ولا عدلا فيعفو عنه. اذ كل ذنب موشك الغفران الا اتخاذ الند للرحمن وان دعا الزائر المقبور نفسه من دون الله عز وجل وسأل منه ما لا يقدر عليه الا الله عز وجل من جلب خير او دفع او شفاء مريظ او رد غائب او نحو ذلك من قضاء الحوائج فقد اشرك. فقد اشرك في فعله ذلك بالله العظيم المتعالي عن الاضداد والانداد والكفء والولي والشفيع بدون اذنه وجحد حق الله عز وجل على عباده وهو افراده بالتوحيد وعبادته وحده لا شريك له ونفي ضد ذلك عنه قال الله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه لا يفلح الكافرون وقال تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله وقال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وقال تعالى ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين وقال تعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلو بابا ولو اجتمعوا له. وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه. ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره الايات وقال تعالى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير وقال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه الايات وغيرها ما لا يحصى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما وانفعنا بما علمتنا واصلح لنا شأننا كله اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد يذكر هنا المصنف رحمه الله تعالى النوع الثالث من انواع زيارة القبور وهي الزيارة الشركية الزيارة القائمة على الشرك واتخاذ المقبورين اندادا مع الله. سبحانه وتعالى يصرف لهم من ما ليس الا لله ومن اعظم ذلكم الدعاء فان الدعاء كما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام هو العبادة والعبادة كلها حق لله عز وجل ليس لاحد كائنا من كان اي احقية في العبادة فالعبادة حق الله وصرفها لغيره اظلم الظلم واشنع الباطل واكبر الجرم ولا اظل ممن يتجه في دعائه الى غير الله فان ظلاله اشد الظلال ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة ولهذا من اعظم ما يقع عند القبور من المنكرات والضلالات ان يتوجه الزائر الى المقبورين يسألهم حاجة او يطلب منهم كشف كربة او يعرض عليهم ملمة من الملمات او نحو ذلك فهذا اعظم الضلال واشنعه وكيف يدعى من لا يملك لنفسه نفعا ولا ظرا ولا عطاء ولا منعا فضلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره والمقبور احوج ما يكون الى دعاء من يزوره ولهذا جاءت السنة كما تقدم بالدعاء للموتى عند زيارتهم بالمغفرة والعافية اما ان يدعوا فهذه من اعظم آآ من اعظم شنائع الاعمال وسيء الاعمال التي تفعل عند القبور وقد ساق المصنف رحمه الله تعالى ايات كثيرة في بيان ان الدعاء عبادة وان الدعاء حق لله وانه لا يدعى الا الله وان جميع من يدعى من دون الله سبحانه وتعالى ايا كان لا يملك شيئا فالذي بيده العطاء والمنع والخفظ والرفع والقبظ والبسط هو الله رب العالمين سبحانه وتعالى لا شريك له لا يأتي بالحسنات الا هو ولا يصرف السيئات الا هو لا راد لما اعطى ولا معطيا لما منع ولا خافض لما رفع ولا رافع لما خفض ولا ولا عزة لمن اذل ولا ذل لمن اعز الامر امره والملك ملكه والخلق خلقه سبحانه وتعالى. فكيف يدعى غيره من مقبور او غير مقبور فالحاصل ان الدعاء عبادة والعبادة حق لله سبحانه وتعالى والمصنف رحمه الله تعالى احسن صنيعا كما هي عادته في سوق الايات العديدة في هذا الباب ثم اتبعها بخلاصة لمجموع هذه الايات وهذه ايضا طريقة حقيقة نافعة جدا لما ساق هذه الايات في باب الدعاء وقد تنوعت في دلالاتها ذكر خلاصة لمجموع دلالة هذه الايات فتأمل ما ذكره رحمه الله من معاني مستفادة من هذه الايات التي مرت معنا؟ نعم قال رحمه الله تعالى يخبر الله تعالى ان من دعا مع الله الها اخر ولو لحظة فقد كفر وان مات على ذلك فلا فلاح له ابدا. ومن يدعو مع الله. الاية الاولى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح. الكافرون ولهذا اخذ المصنف من ذلك ان من دعا غير الله قد كفر والاية واضحة في الدلالة على كفر من دعا غير الله لان الدعاء عبادة والعبادة حق لله وصرفها لغيره كفر بالله نعم ولو فعل ذلك نبيه لكان من الظالمين. وانه لا كاشف للضر لا كاشف للضر غيره ولا جالب للخير سواه وانه لا اضل ممن يدعو من دونه سواه. وانه لا اضل ممن يدعو من دونه سواه. لان الله سبحانه وتعالى يقول ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة والاستفهام هنا في الايات الكريمة بمعنى النفي. اي لا اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. نعم وان من عبد من دون الله لا يكون عدوا لعبده يوم القيامة وان وان من عبد من دون الله يكون عدوا لعبده يوم القيامة وكفرا بعبادته اياه من دون الله تعالى. نعم كما تقدم اذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. نعم وانهم كلهم عباد مثل عابيديهم مخلوقون مرغوبون مملوكون تحت تصرف الله وقهره لا يستجيبون لمن دعاهم ولا يقدرون على ولا يقدرون على خلق ذباب فما فوقه. ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم نعم ولا يقدرون على خلق ذباب فما فوقه. ولو اجتمعوا باسرهم على ذلك ولا يقدرون على استنقاذ ما استلبه الذباب. فكيف يقدرون على قضاء شيء من حوائج عابديهم؟ نعم يعني هذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى لبيان ضعف هؤلاء المدعوين وان المدعوين على من دون الله على كثرتهم لو اجتمعوا على خلق ذباب واحد ما قدروا على ذلك فاذا كانوا اعجز عن هذا الامر فكيف بهذه الحاجات التي تعرض عليهم وتطلب منهم ويتجه في طلبها آآ الرغبة في تحصيلها اليهم فالحاصل ان الدعاء عبادة والعبادة لا يتجه فيها الا الا الى العظيم القدير الذي الذي بيده الامر سبحانه وتعالى ومن اتجه بها الى غيره ما قدر ربه سبحانه وتعالى حق قدره. نعم بل قد اخبرنا عز وجل انهم لا يسمعون دعاء من دعاهم ولو سمعوا دعاءه ما استجابوا له واخبرنا ان من عبدوهم من الصالحين كالملائكة نعم يعني هذا المعنى اخذه من قوله جل وعلا ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم نعم واخبرنا ان من عبدوهم من الصالحين كالملائكة وعيسى وعزير وغيرهم انهم لا يملكون كشف ضر من دعاهم. ولا تحويل له من حال الى حال بل هم يبتغون الوسيلة الى ربهم والقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه فينبع في الاية الاخيرة اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة وايضا في الاية التي قبلها قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا فذكر آآ الشيخ رحمه الله تعالى هذا المعنى المستفاد من من هذا السياق وهو ان الله سبحانه وتعالى اخبر ان هؤلاء المدعوين من الصالحين من الملائكة والانبياء وغيرهم لا يملكون كشف ضر ممن دعاهم ولا تحويلهم من حال الى حال قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويل كشفه بعد ان يقع وتحويله قبل ان يقع من مكان الى اخر لا يستطيعون لا هذا ولا هذا لانه ليس بيدهم شيء. ولا يملكون شيئا وانما المالك للضر والنفع والعطاء والمنع هو الله سبحانه وتعالى رب العالمين. ثم قد بين الله سبحانه وتعالى في هذا السياق ان هؤلاء الصالحين الذين دعوا من دون الله كعيسى والعزير وغيرهم من الصالحين حالهم انهم عباد لله مقبلون على عبادة الله اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابا ان عذاب ربك كان محظورا. نعم قال رحمه الله تعالى فينبغي للعباد الاقتداء بهم في ذلك الابتغاء والرجاء والخوف من الله عز وجل. لا دعاؤهم دونه تعالى الله عما يشركون. نعم هذا الواجب في حق الصالحين والانبياء ان يهتدى بهداهم وان يقتدى بسلوكهم وان يستن بهديهم وان تقتفى اثارهم هذا هو الواجب. اما ان يتخذوا اندادا مع الله ويصرف لهم من حكما ليس الا لله فهذا الشرك الذي يجل الله رب العالمين وينزه عنه سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى لن يقبل الله تعالى منه اي من ذلك الداعي مع الله غيره المتخذ من دونه اولياء صرفا اي نافلة ولا عدلا اي ولا فريضة. فيعفو عن صرفا ولا عدلا احسن الله اليك لن يقبل الله تعالى منه اي من ذلك الداعي مع الله غيره المتخذ من دونه اولياء صرفا اي نافلة ولا عدلا اي ولا فريضة. فيعفو عنه في ذلك لان الكافر امله كلا شيء قال الله تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا وقال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. عمل الكافر كلا شيء يعني كانه لم يعمل لان كفره ابطل عمله واحبطه كفره بالله ابطل عمله واحبطه ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. لا يقدرون مما كسبوا على شيء وقال تعالى والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم تجده شيئا الايات. نعم هذان مثلا في الاية الاولى والثانية مثلا يبينان ان عمل الكافر كلا شيء نعم في في اية انه كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء وفي التي قبلها ان اعمالهم كرماد اشتدت بها الريح فهذان مثلا فيهما بيان ان عمل الكافر كلا شيء لا يجد من ورائه شيئا والمراد بعملي هنا اي عمله الصالح. لان عمله الصالح ابطله كفره بالله اصبح كلا شيء نعم وقال تعالى لصفوة خلقه وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده. ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون وقال لسيدهم وخاتمهم واكرمهم على ربه تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن ان عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين قال رحمه الله تعالى اذ حرف تعليل اذ حرف تعليل كل ذنب لقي العبد ربه به. موشك الغفران ان يرجى ويأمل ان يغفر ويعفى عنه الا اتخاذ الند للرحمن فان ذلك لا يغفر. ولا يخرج ولا يخرج صاحبه من النار ولا يجد ريح الجنة. ولا يخفى ولا يخرج صاحبه من النار ولا يجد ريح الجنة. نعم يعني ان مات على الشرك من مات على الشرك على الكفر بالله سبحانه وتعالى فان ذنبه اي الشرك لا يغفر. من مات على الشرك بالله فان ذنبه لا يغفر وانما الذي آآ يغفر ما كان دون ذلك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اما الشرك فان الله عز وجل توعد فاعله ان مات عليه انه لا يغفر له ذنبه فلا مطمع له في مغفرة الله سبحانه وتعالى ان مات كافرا مشركا. نعم قال رحمه الله تعالى فان ذلك لا يغفر ولا يخرج صاحبه من النار ولا يجد ريح الجنة قال الله تعالى ان الله الا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما وقال تعالى ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا. نعم الاية وردت في في موطنين من سورة النساء ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وردت في موطنين من سورة النساء والموطن الاول ختم بقوله ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما وكان السياق في هذا الموطن عن اليهود واهل الكتاب وشركهم افتراء على الله سبحانه وتعالى والموطن الثاني من السورة ان الله قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ظل ضلالا بعيدا والسياق هنا عن المشركين الكفار وشركهم بالله سبحانه وتعالى ضلال ظلال مبين نعم وقال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار وقال تعالى ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق. نعم الاية الاولى ايش انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه. عندي ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه هذه نبهت على فائدة نستفيدها من من هذا ما هي نعم ان الشيخ كان يكتب من حفظي رحمه الله نعم يعني كل هذا السوق للايات والسرد الادلة كل هذا كان من حفظه يكتبه وكتبه وعمره اربعة وعشرين سنة كتبه عمره اربعة وعشرين سنة رحمة الله عليه نعم قال رحمه الله تعالى وقد قدمنا في ذلك من الايات والاحاديث ما فيه كفاية في الدلالة على ما وراءه. ولله الحمد والمنة نعم قال رحمه الله تعالى هذا الفصل هو المقصود بالذات من ذكر ما قبله من تقسيم الزيارة الى ثلاثة اقسام. قال فصل في بيان قال رحمه الله تعالى فصل في بيان ما وقع فيه العامة اليوم مما يفعلونه عند القبور وما يرتكبونه من الشرك الصريح غلو المفرط في الاموات. نعم يعني هذا الفصل مهم جدا لان ذكر هذه الاشياء الموجودة الواقعة التي يقع فيها كثير من الجهال والضلال. ذكرها على وجه التنبيه على مخالفتها للشرع ومصادمتها للدين. وانها من دروب الشرك بالله سبحانه وتعالى امر غاية في الاهمية لان ذكرها على وجه التحذير منها معاونة على خلاص الناس او المبتلين بها من التمادي في هذا الشرك والاستمرار على هذا الضلال نعم قال رحمه الله تعالى هذا الفصل هو المقصود بالذات من ذكر ما قبله من تقسيم الزيارة الى ثلاثة اقسام وهي تمهيد له فانما المقصود من ذكر ضلال الامم الاولى هو تحذير الاحياء الموجودين لان لا يقعوا فيما وقعوا فيه هذي فائدة حقيقة مهمة يعني يقول الشيخ رحمه الله آآ فان المقصود من ذكر ظلال الامم الاولى هو تحذير الاحياء الموجودين لئلا يقعوا فيما وقعوا فيه ذكر الله عز وجل لاحوال الامم السابقة وايضا ذكره للتفاصيل ضلالهم وانواع اعمالهم الباطلة ثم ذكر العقوبات التي احلها الله سبحانه وتعالى بها وذكرها العقوبات التي توعد بها فاعلي هذه المنكرات وهذه العظائم التي اعظمها الشرك بالله سبحانه وتعالى على هذا المقصود من ان يحذر الموجودين الاحياء المخاطبين بهذه النصوص من ان يقعوا في مثل ما وقع فيه اولئك المتقدمين. نعم قال رحمه الله تعالى هو تحذير الاحياء الموجودين لان لا يقعوا فيما وقعوا فيه وزجر من وقع منهم عما وقع فيه لان لا يحل بهم ما حل بهم من النكال نعم يعني التحذير يشمل طرفين او فئتين اه تحذير الاحياء الذين لم يقعوا في هذه الاشياء تحصينا لهم تذكر من باب التحصيل لهم لئلا يقعوا في هذه الاشياء ويكون من باب المعاونة لهم على اتقائها والبعد عنها وعدم الوقوع فيها لا سيما وان من وراء هذه الاشياء دعاة ظلال يروجونها بين العوام والجهال فذكرها هكذا على وجه التحذير منها يستفاد منه تحذير من لم يقع لان لا يقع. هذا جانب الجانب الاخر زجر من وقع منهم اه عما وقع فيه لان لا يحل به ما حل بهم من النكال فهذا التحذير يتناول هذين الطرفين او هاتين الفئتين نعم قال رحمه الله تعالى كما ان الله سبحانه وتعالى ما قص علينا من اخبار الامم الاولى الا لنتعظ بهم ونعتبر بمصارعهم ولنعلم اسباب هلاكهم فنتقيه ونعلم سبل النجاة التي سلكها رسل الله واولياؤه ففازوا بخيري الدنيا والاخرة. فنسأل ونقفوا اثرهم. ولهذا قال عز وجل اولم يهدي للذين يرثون الارض من بعد اهلها ان لو نشاءوا اصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم الاية. يعني مثل ما صنع في الامم التي قبلهم نعم. وقال الا وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم. وقال تعالى او لم يهد لهم كم اهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في تمكينهم ان في ذلك لايات افلا يسمعون. وقال تعالى بعد ان قص علينا ما قص في سورة هود ذلك من انباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد. وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم. فما اغنت الهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء امر ربك. وما زادوهم غير تبيب. وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد. الايات. وقد قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم الا ان تكونوا باكين ان يصيبكم مثل ما اصابهم. وهو في الصحيح فاذا كان هذا الخطر على من دخل ديارهم فما ظنك بمن عمل مثل عملهم وزيادة؟ هذا استدلال جميل جدا استدلال جميل بهذا الحديث لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم الا ان تكونوا باكين ان يصيبكم مثل ما اصابهم هذا يقول في الدخول للمساكن والانسان ضاحك مستأنس غير متذكر لما حصل في هذا المكان من عقوبة عظيمة حلت باهل هذا المكان حذر من دخل هذه في الاماكن ضاحكا لاهيا غافلا ان يصيبه مثل ما اصابهم. يقول الشيخ اذا كان هذا فيمن دخل ضاحكا لاهي فكيف بمن يفعل مثل افعالهم كيف بمن يفعل مثل افعالهم التي كانت موجبة لحلول عقوبة الله سبحانه وتعالى؟ نعم قال فاذا كان هذا الخطر على من دخل ديارهم فما ظنك بمن عمل مثل عملهم وزيادة؟ فانا لله وانا اليه راجعون نعم. قال رحمه الله تعالى ومن على القبر سراجا او قضى او ابتنى على الضريح مسجدا. فانه مجدد ذن جهارا لسنن اليهود والنصارى قال ومن على القبر متعلق باوقد سراجا مفعول اوقد بالف الاطلاق اوقد بالف الاطلاق والمعنى ومن اوقد سراجا على القبر او ابتنى بمعنى بنى وزيدت التاء فيه لمعنى الاتخاذ على الضريح اي على القبر واشتقاقه من الضرح الذي هو الشق مسجدا او اتخذ القبر نفسه مسجدا ولو لم يبني عليه فانه اي فاعل ذلك مجدد بفعله ذلك جهارا اي تجديدا واضحا مجاهرا به الله ورسوله واولياءه لسنن اي لطرائق اليهود والنصارى في اتخاذهم قبور انبيائهم مساجد ويعكفون عليها واعيادا لهم ينتابونها ويترددون اليها كيف وقد قال صلى الله عليه وسلم للذين طلبوا منه ذات انواط الله اكبر انها السنن او السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. قال انكم قوم تجهلون لتتبعن سنن من كان قبلكم. وقال صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن اخرجاه من حديث ابي سعيد رضي الله عنه وقد وقع الامر والله كما اخبر صلى الله عليه وسلم به فالله المستعان. نعم يعني هذا اخبر به النبي عليه الصلاة والسلام قبل وفاته قبل وفاته لحظات وايضا قبل وفاته بايام كان يلعن اليهود والنصارى ويخبر بسبب هذا اللعن وهو انهم اتخذوا قبور انبياء مساجد كان يلعنهم محذرا امته ان تفعل مثل فعلهم وان تصنع مثل صنيعهم فتستوجب بذلك اللعنة لعنة الله لان هذا الفعل من موجبات لعنة الله وغضبه سبحانه وتعالى. قال لعنة والله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد واتخاذها مساجد كما سيأتي سوق الاحاديث في ذلك وبيان المعنى يكون البناء عليها تشييد الابنية عليها. ويكون ايضا بقصدها للتقرب الى الله سبحانه وتعالى عندها وتحري العبادة عندها. وهذا من اعظم ذرائع الشرك بالله سبحانه وتعالى. وهذا سيأتي بيانه عند المصنف رحمه الله تعالى. وبين بما ساقه من احاديث ان اه هذا الذي فعله اليهود والنصارى والموجب للعنة لعنة الله وهو اتخاذ القبور مساجد لقد اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام ان في الامة من سيفعله فالامة من سيقع في ما وقع فيه اولئك وهذا في نص صريح قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ظب لدخلتموه يعني لو فعلوا لو كانوا فعلوا ما فعلوا من الامور سيوجد في الامة من يشابههم فيها ويقتدي بهم فيها وآآ هذا اخبار بامر سيقع في الامة اخبر به عليه الصلاة والسلام محذرا الامة منه فهو امر واقع قدرا لا محالة لكن يجب على كل فرد من افراد الامة ان يحذر من ان يكون من هؤلاء الذين آآ يتبعون سنن من كان قبلنا من اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يحفظ علينا وعلى المسلمين ديننا وان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنات والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا ماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك