ارجو شرح معنى هذه الاية التي احترت في فهم معناها كثيرا. والقول الرادح في تفسيرها يقول الحق تبارك وتعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء الله ان ربك فعال لما يريد واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك عطاء غير قد يفهم من هذا ان من دخل الجنة يخرج منها اذا شاء الله وهل نسخت هاتان الايتان بشيء من القرآن اذ انهما وردتا في سورة مكية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فاني اشكر السائل على دعواته لاخوانه المشايخ واسأل الله ان يستجيب دعاءه وان يوفق الجميع لما يرضيه اللهم امين كما اشكره على حبه لي في الله واقول احبه الله الذي احبني لاجله. يا الله. اما السؤال الايتان ليستا منسوختين بل هما محكمتان. طيب وقوله جل وعلا الا ما شاء ربك اختلف اهل العلم في بيان معنى ذلك مع اجماعهم بان نعيم اهل الجنة دائم ابدا لا ينقطع ولا يزول. نعم. ولا يخرجون منها ولهذا قال بعده سبحانه عطاء غير مجدود. لازالة ما قدر يتوهم بعض الناس من ان هناك خروجا. فهم فيها ابدا وهذا العطاء غير مجذور غير مقطوع. نعم. ولهذا في الايات الاخرى يبين هذا المعنى فيقول سبحانه ان المتقين في جنات ادخلوها بسلام امنين والامنين يعني امن من الموت وامن من الخروج وامن من الامراظ والاحزان وكل كدر ونزعنا ما في صدورهم غل اخوانا على سنن متقابلين. لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين هم فيها دائمون لا يخرجون وقال عز وجل ان المتقين في مقام امين في جنات وعيون يلبسون من سندس واستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بالحور العين يدعون فيها بكل فاكهة امنين لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى ووقاهم عذاب الجحيم. فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم. فاخبر سبحانه ان اهل الجنة في مقام امين لا يعتريه خراب ولا زوال وانهم امنون ايضا فلا خطر عليهم بالموت ولا مرض ولا فروج ولا حزن ولا غير ذلك وانهم لا يموتون ابدا فعلم بهذا ان اهل الجنة مخلدون فقوله الا ما شاء ربك. نعم. قال بعض اهل العلم معناه مدت مقامهم في القبور. هذا ليسوا في الجنة وان كان المؤمن في روضة من رياضها وفي نعيم لكن ذلك ليس هو الجنة وانما هو شيء من الجنة. فانه يفتح الى المؤمن في قبره باب الى الجنة يأتي من ريحها وطيبها ونعيمها ولكنه ليس المحل الجنة بل ينقل اليها بعد ذلك الى الجنة في فوق السماوات في في اعلى شيء وقال بعضهم معنا الا ما شاء ربك يعني مدة مقامهم في موقف القيامة للحساب والجزاء هذا مستثنى بعد خروجهم من القبور. فانهم بعد ذلك ينتقل الى الجنة وقال بعضهم مجموع الامرين مدة بقائهم في القبور ومدة مقام في الموقف ومرورهم على الصراط كل هذه الاوقات كلها زائدة ليسوا في الجنة لكن ينقلون منها الى الجنة. فقول الا ما شاء ربك يعني الا وقت مقامهم في القبور والا وقت مقامهم في الموقف. والا وقت مرورهم على الصراط فهم في هذه الحالة ليسوا في الجنة ولكنهم منقولون اليها وسائرون اليها وبهذا يعلم ان المقام مقام واضح ليس فيه شبهة ولا شك ولا ريب. فاهل الجنة منعمون فيها وخالدون ابد الاباد. لا موت ولا مرض ولا فروج ولا كدر ولا حزن ولا حر ولا نفاس ولا شيئا من الكدر ابدا بل في نعيم دائم وخير دائم وهكذا اهل النار مخلدون فيها ابد الاباد لا يخرجون منها ولا تهرب ايضا هي بل تبقى وهم باقون فيها يقول الا ما شاء ربك قيل فيه مدة بقائهم في المقابر او مدة مقامه في موقفه ما تقدم به للجنة. مم. وهم بعد ذلك يساقون الى النار ويخلدون فيها ابد الابد. نسأل الله العافية فكما قال عز وجل في سورة البقرة كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار وقال عز وجل في سورة المائدة في حق الكفرة يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيمون قال بعض السلف ان النار لها امد ولها نهاية بعد ما يمضي عليها الاف السنين والاحقاب الكثيرة انها تنتهي وانهم يموتون او يخرجون وهذا قول ليس بشيء عند اهل السنة والجماعة قول ضعيف والذي علي العموم اهل السنة والجماعة والجمهور اهل السنة والجماعة انها باغة ابد الابال وانه لا يخرجون لا لا يخرجون منها وانها لا تهرب ايضا بل هي باقة ابدا ابدا لظاهر القرآن الكريم وظاهر السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام. نسأل الله العافية والسلامة