لا يقل احدكم يا خيبة الدهر وقول يا خيبة الدهر او اقبح بهذا الدهر او قبح الله هذا الدهر او نحو ذلك من الالفاظ كل ذلك سب للدهر لا يحل ينبغي ان يعلم هنا ان ان المقصود في قوله لا يقولن لشيء لا يعلمه اي لا يعلم وجوده او تحققه او حصوله ثم يقول ان هذا الامر وجد او حصل او كان هو ليس متأكدا من ذلك ثم يؤكد كلامه بقوله الله يعلم ذلك فليست القضية هنا ان الشخص وكل العلم الى الله كلة العلم الى الله لا بأس بها ضعيفا قال عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال المجرة باب من ابواب السماء واما قوس قزح فامان من الغرق بعد قوم نوح المجرة يأتي الكلام عنها في الباب القادم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين اما بعد فيقول امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى يقول في كتابه الادب مفرد باب لا يقول لشيء لا يعلمه الله يعلمه قال حدثنا علي بن عبدالله قال حدثنا سفيان قال قال عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما لا احدكم لشيء لا يعلمه الله يعلمه والله يعلم غير ذلك فيعلم الله ما لا يعلم فذاك عند الله عظيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الترجمة مضى الحديث عنها بعض الشيء في لقاء الامس وعنوانها لا يقول لشيء لا يعلمه الله يعلمه لكن المراد هنا كما قال ابن عباس رضي الله عنهما المراد انه يعلم الله ما لا يعلمه الله ينسب الى علم الله ان الله يعلم هذا الامر كائنا او موجودا او حاصلا والامر على خلاف ذلك فيكون في ذلك كذب على الله سبحانه وتعالى من جهة ويكون ايضا فيه من جهة اخرى انه يعلم الله ما لا يعلمه الله انه يعلم الله ما لا يعلمه الله وبعض الناس يلجأ الى هذه الكلمة فرارا من اليمين بدل ان يحلف كاذبا على امر من الامور فيتورع عن اليمين ويقول يعلم الله ان انه لم يحصل كذا او انني لم افعل كذا وهو قد فعل فهذا امر خطير للغاية النووي رحمه الله تعالى في كتابه الاذكار تعرض هذا الاثر بكلام جميل نافع مفيد نسمعه الان نعم قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه الاذكار ان من اقبح الالفاظ المذمومة ما يعتاده كثير من الناس اذا اراد ان يحلف على شيء يتورع من قوله والله كراهة الحنث او اجلالا لله تعالى ثم يقول الله يعلم ما كان هو كذا الله يعلم ما كان هو كذا ونحوه فان كان صاحبها يتيقن الامر كما قال فلا بأس بها وان شك في ذلك فهو من اقبح القبائح لانه تعرض للكذب على الله تعالى فانه اخبر ان الله تعالى يعلم شيئا لا يتيقن كيفه وفيه دقيقة اقبح من هذه هي انه تعرض لوصفه بانه يعلم الامر على خلاف ما هو وذلك لو تحقق كان كافرا فهذه العبارة فيها خطر فينبغي للانسان اجتناب هذه العبارات والالفاظ ينبغي اجتناب هذه العبارات والالفاظ ان يقول الله يعلم ذلك او او الله علم ذلك مثل شخص فسئل هل ذهبت الى فلان وهو لم يذهب اليه فيقول نعم ذهبت الى فلان ويتحاشى عن اليمين والحلف فيقول والله الله يعلم انني ذهبت اليه فهذه عبارة خطيرة جدا لانها كذب على الله سبحانه وتعالى من جهة ومن جهة اخرى انه يعلم الله ما لا يعلمه الله يعني ما لا يعلمه الله كائنا او موجودا يصف علم الله تبارك وتعالى او ينسب الى علم الله تبارك وتعالى امرا غير صحيح فيكون من جهة كاذب على الله ومن جهة اخرى قائل على الله تبارك وتعالى بلا علم نعم قال رحمه الله تعالى باب قوس قزح قال حدثنا الحسن ابن عمر قال حدثنا عبد الوارث عن علي ابن زيد قال حدثني يوسف ابن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال المجرة باب من ابواب السماء واما قوس قزح فامان من الغرق بعد قوم نوح عليه السلام ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب قوس قزح والمراد قوس قزح ما يرى في الافق البياظ الذي يرى في الافق يقال له يقال له القوس وبعضهم يقول له قوس قزح يصفه بهذا الوصف قوس قزح وبعض اهل العلم كره ان يقال لهذا القوس قوس قزح ومنهم الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه الاذكار وابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد عقد فصلا في الالفاظ التي يكره ان تقال وذكر منها هذا اللفظ ان يقال قوس قزح ووجدت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بعض رسائله يقول القوس الذي يقال له قوس قزح القوس الذي يقال له قوس قزح او يقول قوس الله الذي يقال له قوس قزح فبعض اهل العلم كره ان يضاف هذا القوس الى قزح وجاء فيه اه حديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال لا تقولوا قوس قزح فان قزح الشيطان ولكن قولوا قوس الله فهو امان من الله لاهل الارض لكن الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بل بعض اهل العلم عده موضوعا وينظر في الكلام على هذا الحديث السلسلة الضعيفة للشيخ الالباني رحمه الله تعالى برقم ثمانمئة واثنين وسبعين وبعض اهل العلم قال لعل الامام البخاري رحمه الله لما عقد هذه الترجمة اراد ان ينبه بها الى انه لا بأس من ان يقال لا بأس من ان يقال قوس قزح مشيرا الى ان الحديث الواردة في النهي عن ذلك لم يثبت عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولهذا يقول الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله تعالى في كتابه معجم المناهي اللفظية قال واومأ البخاري رحمه الله في الادب المفرد الى ضعف الحديث الوارد في النهي عن قول قوس قزح فقال باب قوس قزح ثم اورد الحديث او الاثر الذي اورده الامام البخاري قال ثم قال وهو بهذا ينكت على ضعف ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا قوس قزح ولكن قولوا قوس الله فهو امان من الله لاهل الارض والحديث عرفنا انه لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن اهل العلم كما قدمت كره استعمال اه هذا اللفظ على اعتبار ان قزح الشيطان وقيل ان نسبة القوس الى قزح هو نسبة الى الجبل الذي في مزدلفة وهذا اسمه وكان اول ما يرى القوس باديا من ورائه فنسب اليه فنسب اليه فاذا قيل قوس الله فهذه النسبة وصحيحة ولا اشكال فيها كقولنا بيت الله وناقة الله نسبة هذا القوس المخلوق الى الله تبارك وتعالى نسبة مخلوق الى خالقه فهي نسبة صحيحة لا اشكال فيها وان قيل القوس بدون نسبة فالامر في ذلك ايضا واضح لا اشكال فيه واذا قيل قوس قزح هذه عبارة كره كره استعمالها بعض اهل العلم والحديث الذي او الاثر الذي ساقه الامام البخاري عن ابن عباس فيه دلالة اه على صحة الاستعمال لو سلم اسناد هذا الاثر لكن في سنده علي ابن زيد وهو ضعيف فيبقى الاسناد اه الذي ساقه الامام البخاري رحمه الله هنا وقوله واما قوس قزح فهذا هو موضع الشاهد من هذا الاثر للترجمة وكانه يستشهد رحمه الله تعالى بهذا الاثر على صحة استعمال هذا اللفظ وانه لا يكره ان يقال قوس قزاح والله اعلم نعم قال رحمه الله تعالى باب المجرة قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان عن ابن ابي حسين وغيره عن ابي الطفيل رضي الله عنه قال سأل ابن الكوة سأل ابن الكوى عليا عن المجرة قال هو شجر هو شرج السماء ومنها فتحت السماء بماء منهمر ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة قال باب المجرة باب المجرة تعريف المجرة يأتي في اه كلام ابن عباس قال باب من السماء الذي تنشق منه وايضا في كلامه المتقدم باب من من ابواب السماء واورد الامام البخاري رحمه الله هنا اثرين الاول عن علي ان ان ابن الكوى سأله عن علي رضي الله عنه ان ابن الكوة سأله عن المجرة ما هي؟ المجرة قال هي شرج السماء والسرج في في الاصل هو مسير الماء المكان الذي يسيل منه الماء فقال هو شرج السماء ومنها فتحت السماء بماء منهمر ومنها فتحت السماء بماء منهمر؟ نعم قال حدثنا عارم قال حدثنا ابو عوانة عن ابي بشر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما القوس امان لاهل الارض من الغرق والمجرة باب السماء الذي تنشق منه ثم ختم بهذا الاثر وسنده صحيح الى ابن عباس رضي الله عنهما قال القوس امان لاهل الارض من الغرق امان لاهل الارض من الغرق اي جعله الله سبحانه وتعالى امانا لاهل الارض وعلى كل هذه ايات لله تبارك وتعالى في هذا الكون وكل اية من هذه الايات لها حكمة وشأن يعلمه رب العالمين جل وعلا فابن عباس رضي الله عنهما يقول القوس وهو البياض الذي يرى في الافق قال هذا امان لاهل الارض من الغرق اي جعله الله سبحانه وتعالى امانا لاهل الارض من الغرق قال والمجرة باب السماء الذي تنشق منه وهذا مقارب المعنى الذي ذكره علي رضي الله عنهما لابن الكواء نعم قال رحمه الله تعالى باب من كره ان يقال اللهم اجعلني في مستقر رحمتك قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثني ابو الحارث الكرماني قال سمعت رجلا قال لابي رجاء اقرأ عليك السلام واسأل الله ان يجمع بيني وبينك في مستقر رحمته قال وهل يستطيع احد ذلك قال فما مستقر رحمته قال الجنة قال لم تصب قال فما مستقر رحمته قال قلت رب العالمين ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب من كره ان يقال اللهم اجعلني في مستقر رحمتك وقول من كره هادا فيي اماء واشارة الى ان بعض السلف رحمهم الله كرهوا استعمال هذا اللفظ ان بعض السلف كره استعمال هذا اللفظ معللا لذلك بما سيأتي في الاثر وهو ان مستقر الرحمة هو رب العالمين استقر الرحمة هو رب العالمين وعلى هذا الاعتبار لا يصح لقائل ان يقول في دعائه اللهم اجعلني بمستقر رحمتك بناء على هذا الفهم لمعنى الرحمة وهي ان وهي صفة قائمة بالله تبارك وتعالى فعلى هذا الفهم لا يصح ان يقال او ان يقول الداعي اللهم اجعلني في مستقر رحمتك لكن عند التحقيق في كلمة الرحمة يتبين ان الرحمة مصدر والمصدر اذا اظيف الى الله تبارك وتعالى تارة يراد به الصفة وتارة يراد به اثر الصفة وهذا ليس مختصا بالرحمة بل عموم المصادر التي تضاف الى الله جل وعلا تارة يراد بها الصفة وتارة يراد بها اثر الصفة فمثلا قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ان الله عز وجل يقول للجنة انت رحمتي ان الله عز وجل يقول للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء رحمتي هنا الرحمة مصدر مضاف الى الله تبارك وتعالى وليس المراد الصفة وانما المراد اثر الصفة بخلاف مثلا قول الله تبارك وتعالى انظروا فانظر الى اثار اثار رحمة الله اثار رحمة الله. الرحمة هنا المراد بها صفة قطعا لانه ذكر معها اثر الصفة فاذا الرحمة او عموم المصادر التي تضاف الى الله تارة يراد بالمصدر الصفة وتارة يراد بها اثر الصفة فاذا كان من قال في دعائه اللهم اجعلني في مستقر رحمتك عن وقصد بالرحمة هنا الاثر قد مر معنا صريحا في الحديث ان الله عز وجل يقول للجنة نفسها انت رحمتي فاذا قال القائل اللهم اني اللهم ادخلني في مستقر رحمتك وهو يقصد بذلك الجنة هذا اطلاق صحيح هذا اطلاق صحيح وتشهد له الادلة وعلى هذا ليس هناك اشكال او انتقاده او او انتقاد بين على الدعاء بهذا الدعاء اللهم اجعلني في مستقر رحمتك اللهم الا من جهة ان يقال تركه اولى لانها لان هذا يحتمل المصدر يحتمل الصفة ويحتمل اثر الصفة ولهذا استشكل ذلك بعض السلف فتركه اولى من هذا القبيل لا بأس بذلك اما ان يمنع منه على اعتبار ان الرحمة هي الصفة ولا يقال اجعلني في مستقر رحمتك لان الرحمة هي صفة الله فهذا اه معترظ عليه بان الرحمة تارة تضاف الى الله عز وجل ويراد به اثر الصفة لا لا الصفة وابن القيم رحمه الله له كلام عظيم في هذه المسألة وايضا اشار فيه الى اه ما نقله الامام البخاري واورد ذلك في كتابه بدائع الفوائد وايضا نستمع اليه الان قال ابن القيم رحمه الله في كتابه البدائع الفوائد في الجزء الثاني صفحة اربع مئة وتسعة ومنه قوله تعالى ولئن اذقن الانسان منا رحمة ومنه تسميته تعالى للمطر رحمة. بقوله وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وعلى هذا فلا يمتنع الدعاء المشهور بين الناس قديما وحديثا وهو قول الداعي اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك وذكره البخاري في كتاب الادب المفرد له عن بعض السلف وحكى فيه الكراهة قال ان مستقر رحمته ذاته وهذا بناء على ان الرحمة صفة وليس مراد الداعي ذلك بل مراده الرحمة المخلوقة التي هي الجنة ولكن الذين اه بل مراده الرحمة المخلوقة التي هي الجنة كما يشهد لصحة هذا الاطلاق الحديث الذي اشرت اليه قال الله تعالى للجنة انت رحمتي تدعي قصد الرحمة المخلوقة التي هي الجنة والجنة رحمة الله. فاذا قال اجمعنا او اجعلنا في مستقر رحمتك واراد اه بذلك الجنة فليس هناك اشكال نعم ولكن الذين كرهوا ذلك لهم نظر دقيق جدا وهو انه اذا كان المراد بالرحمة الجنة اذا كان المراد بالرحمة الجنة نفسها لم يحسن اضافة المستقر اليها هذا وجه اخر في الانتقاد لهذا اللفظ اورده ابن القيم آآ قال بعض اهل العلم انتقاده لهذا اللفظ من جهة اخرى الا وهو انه فاذا كان المراد الرحمة الجنة فالجنة نفسها مستقر الجنة نفسها مستقر فكيف يضاف المستقر الى المستقر الجنة نفسها مستقر خير مستقر فالجنة مستقر فكيف يضاف المستقر الى المستقر؟ هذا اشكال اخر لكن ايضا يجيب عنه ابن القيم بجواب سديد يبين من خلاله صحة التعبير بهذا وانه سائر اعد ولكن الذين كرهوا ذلك لهم نظر دقيق جدا وهو انه اذا كان المراد بالرحمة الجنة نفسها لم احسن اضافة المستقر اليها ولهذا لا يحسن ان يقال اجمعنا في مستقر جنتك فان الجنة نفسها هي دار القرار وهي المستقر نفسه كما قال حسنت مستقرا ومقاما فكيف يضاف المستقر اليها والمستقر هو المكان الذي يستقر فيه الشيء ولا يصح ان ان يطلب الداعي الجمع في المكان الذي تستقر فيه الجنة فتأمله ولهذا قال مستقر رحمتك ذاته والصواب ان هذا لا يمتنع حتى ولو قال صريحا اجمعنا في مستقر جنتك لم يمتنع وذلك ان المستقر اعم من ان يكون رحمة او عذابا فاذا اضيف الى احد انواعه اضيف الى ما يبينه ويميزه من غيره كانه قيل في المستقر الذي هو رحمتك لا في المستقر الاخر ونظير هذا ان يقال اجلس في مستقر المسجد اي المستقر الذي هو المسجد والاظافة في مثل ذلك غير ممتنعة ولا مستكرهة وايضا فان الجنة وان سميت رحمة لم يمتنع ان يسمى ما فيها من انواع النعيم رحمة ولا ريب ان مستقر ذلك النعيم هو الجنة فالداعي يطلب ان يجمعه الله ومن يحب في المكان الذي تستقر فيه تلك الرحمة المخلوقة في الجنة هذا ظاهر جدا فلا يمتنع الدعاء بوجه والله اعلم نعم قال رحمه الله تعالى باب لا تسبوا الدهر قال حدثنا اسماعيل قال حدثني مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن احدكم يا خيبة الدهر فان الله هو الدهر ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب لا تسبوا الدهر وهي معقودة للتحذير من ذلك والنهي عنه وذلك ان الدهر مخلوق لله عز وجل مصرف مدبر مسخر ليس له من الامر شيء بل هو مسخر بتسخير الله ومدبر بتدبيره تبارك وتعالى فسبوا الدهر وهو مسخر مقلب مدبر ليس له من الامر شيء سب لمسخره ومقلبه ومدبره تسبوا المسخر سب لمسخره والمدبر سب لمدبره ولهذا قال يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار فقوله في الحديث فان الله هو الدهر اي هو تبارك وتعالى الذي يقلب الدهر. الدهر مخلوق لله عز وجل ليس له من الامر شيء تشبه سب لمسخره ومدبره ولهذا ينهى ان يسبى الدهر وكذلك كل ما كان من هذا القبيل مثل سب الساعة او الزمان او اللحظة او الوقت او اليوم او او نحو ذلك قاتل الله هذا اليوم وهذه السنة او هذه الساعة او نحو ذلك كل ذلك لا يحل ولا يجوز لان الوقت اه واجزاءه من سنة او شهر او يوم او عصر او غير ذلك كل ذلكم بتسخير الله وتدبيره ولا يملك الدهر او الوقت او الزمان او الساعة لا يملك من الامر شيء الامر كله بيد الله تبارك وتعالى فسب الدهر سب لله تبارك وتعالى لان الله عز وجل هو المسخر والمدبر للدهر اذ هو عز وجل الذي يقلب الليل والنهار واورد الامام البخاري رحمه الله حديثين في الباب عن ابي هريرة رضي الله عنه الاول قال فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقولن احدكم يا خيبة الدهر وقوله يا خيبة الدهر هذا سب للدهر والنهي ليس عن ذات اللفظ هذا وانما اي لفظ يفيد السب او الشتم للدهر لا يحل ما اخس الدهر او ما اقبح الدهر او ما اقبح اليوم او نحو ذلك من انواع السب او باللعن الصريح او الشتم الصريح كل ذلك لا يحل كل ذلك لا يحل لانه كما قدمت الدهر مسخر مدبر ليس له من الامر شيء فسبه سب لمسخره ومدبره وهو الله تبارك وتعالى قال لا يقولن احدكم يا خيبة الدهر فان الله هو الدهر قال فان الله هو الدهر والمراد بقوله ان الله هو الدهر اي ان الله عز وجل مقلب الدهر الليل والنهار كما يدل على ذلك الرواية الاخرى للحديث قال الله تعالى فانا الدهر اقلب الليل والنهار فقوله قلبوا الليل والنهار هذا تفسير وبيان لقوله سبحانه انا الدهر وعليه ينبغي ان يعلم ان الدهر ليس من اسماء الله ولا يصح ان يقال ان الدهر اسم من اسماء الله لقول الله في الحديث القدسي وانا الدهر لان هذه الاظافة مبينة في الحديث نفسه مبينة في الحديث نفسه قال وانا الدهر اقلب الليل والنهار. بين معنى قوله انا الدهر ومما ومما يبين ان الدهر ليس اسما من اسماء الله ان اسماء الله تبارك وتعالى كلها حسنى كما قال عز وجل ولله الاسماء الحسنى ومعنى كونها حسنا اي انها دالة على صفات كمال لله عز وجل. السبيع اسم يدل على ثبوت السمع البصير يدل على ثبوت البصر العليم العلم الرحيم الرحمة فاذا قيل او قال قائل الدهر اسم من اسماء الله ما هي الصفة التي تثبت لله تبارك وتعالى من هذا الاسم قلنا السميع السمع البصير البصر العليم العلم الرحمة العزيز العزة اذا قال قائل الدهر اسم من اسماء الله ما هي الصفة التي تثبت منه فالدهر ليس من من اسماء الله عز وجل والمراد بالاظافة هنا مبينة في الحديث قال وانا الدهر اقلب الليل والنهار وانا الدهر اقلب الليل والنهار اي ان الدهر وهو مخلوق من مخلوقات الله عز وجل ويضاف الى الله اضافة خلق آآ مخلوق لله مدبر مسخر بتدبير الله فسب الدهر وهو مسخر مقلب سب لمسخره ومقلبه وهو الله تعالى فاذا لا يجوز لمسلم ان يسب الدهر وغالبا ما تأتي هذه الكلمة التي هي سب الدهر عندما يتضايق الانسان من الوقت او من اليوم او من الساعة او يتألم من امر ما في مثل هذه الحال ربما بعض الجهال صدر منه مثل هذا السب الذي لا يحل ولا يجوز. نعم قال حدثنا محمد بن عبيد الله قال حدثنا حاتم اسماعيل عن ابي بكر ابن يحيى الانصاري عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقل احدكم يا خيبة الدهر قال الله عز وجل انا الدهر ارسل الليل والنهار فاذا شئت قبضتهما ولا يقول ولا يقولن للعنب الكرم انما الكرم الرجل المسلم ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن ابي هريرة في النهي عن سب الدهر ان النبي عليه الصلاة والسلام قال قال لا يقل احدكم يا خيبة الدهر قال الله عز وجل انا الدهر قال الله عز وجل انا الدهر ارسل الليل والنهار في بعض الروايات اقلب الليل والنهار فقوله ارسلوا الليل والنهار في اللفظ هنا واقلب الليل والنهار في اللفظ الاخر وهو ثابت فيه تبيان لقوله سبحانه وانا الدهر وان المراد هذه الاظافة اليه اضافة تسخير وتدبير وارسال قال وانا الدهر اقلب الليل والنهار او ارسل الليل والنهار فاذا شئت قبضتهما اي ان الامر بيد الله وهذا يستفاد منه ان سب الدهر الذي لا يملك من الامر شيئا سب لي اه مسخره ومقلبه ومدبره وهو الله تبارك وتعالى قال ولا ولا يقولن للعنب وليقولن للعنب الكرم ولا يقولن للعنب الكرم فان الكرم الرجل المسلم والكرم هذه اللفظة هي تدل على كثرة المنافع تدل على كثرة المنافع هي كلمة فيها ثناء عظيم جدا عندما يقال الكرم او الكريم او الكرم فهي كلمة تدل على كثرة المنافع وتعددها فنهى النبي عليه الصلاة والسلام ان يقال للعنب الكرم وقال فان الكرم الرجل المسلم تنبيه بان الاحق بهذا اللفظ والاولى بالمسلم الذي اه عم خيره وكثر نفعه واستقام قلبه وصلحت حاله وكثرت منافعه وتعددت فهو الاحق بذلك فنهى النبي عليه الصلاة والسلام ان يقال للعنب الكرم وقال فان الكرم الرجل المسلم وهذا كما نبه العلماء ليس فيه نفي عن وجود منفعة في العنب ولكن بيان للاحق بهذا اللقب الواسع العظيم وان الاحق بذلك المسلم وقال ابن القيم رحمه الله نظير قول النبي عليه الصلاة والسلام ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه وقت الغضب فهنا اه بيان لان المسلم هو الاحق والاولى هذا اللقب قال فان الكرم الرجل المسلم وفي الحديث فائدة عظيمة الا وهي عظم فائدة الاسلام وتحقيق المسلم له عظم فائدة الاسلام واثره على العبد وتحقيق المسلم له بحيث يستحق ان يوصف بهذا الوصف الدال على كثرة المنافع قد قال الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم وهذا ايضا يفيد ان حظ المسلم من الكرم والكرم وهذا اللقب الشريف بحسب حظه من الاسلام كلما زاد زاد حظه من ذلك وكلما نقص نقص نعم ما شاء الله عليك بالنسبة وصف اليوم يوم عصيب يوم عسر اه وصف اليوم يختلف في ايام نحسات وصف اليوم يختلف اذا كان على سبيل الوصف مثلا يقول القائل اليوم العواصف شديدة جدا اتلفت كذا وكذا على سبيل الوصف لليوم اول يوم اه حصل فيه كذا وكذا على سبيل الوصف لا على سبيل السب والشتم فهذا لا بأس به لا بأس بذلك لكن الذي ينهى عنه سبوا الا الدهر او سب اليوم او سب الزمان قاتل الله اليوم ما اقبح هذا اليوم ما اخس هذا اليوم ونحو ذلك. اما على سبيل الوصف لليوم او لما حصل فيه او نحو ذلك فهذا لا بأس به وفيما يتعلق بالكرم ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد اشرت اه قبل قليل الى انه عقد فصلا في الالفاظ المكروهة وجميل بطالب العلم ان يقف على هذا الفصل هو نافع جدا الفاظ اه يكره استعمالها وذكر جملة من الالفاظ ومن ظمنها الكرم وقال يكره تسمية العنب كرما لما روى مسلم في في صحيحه لا يقولن احدكم للعنب الكرم الكرم الرجل المسلم ثم علق عليه بتعليق مفيد يمكن ان يطالع في كتاب زاد المعاد لابن القيم رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى باب لا يحد الرجل الى اخيه النظر اذا ولى قال حدثنا بشر بن محمد قال اخبرنا عبد الله قال حدثنا حماد بن زيد عن ليث عن مجاهد انه قال يكره ان يحد الرجل الى اخيه النظر او يتبعه بصره اذا ولى او يسأله من اين جئت؟ واين تذهب ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب لا يحد الرجل الى اخيه النظر اذا ولى يعني اذا كان جالسا مع اخوانه في مجلس ثم قام يمشي قال لا يحد النظر اليه بحيث يتابعه الى ان يغيب يتابع الى ان يغيب يتابعه بنظره الى ان الى ان يغيب والى ان يختفي عن نظره فهذه المتابعة وحد النظر اه تتنافى مع الاذى تتنافى مع الادب ما الحاجة من وراء ذلك اذا قام الاخ ومضى يحد الانسان نظره ويتابع من اين ذهب والى اين يذهب فعقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة ليبين ان ذلك لا لا ليس من الادب ان لا يقبل مسلم ان اخاه اذا قام يتابعه في نظره ومثل هذه المتابعة اه نسميها باللهجة او او اللفظة الالفاظ الدارجة نسميها اللقافة. يعني يقال فيه لقافة او ملقوف او كذا مثل ان يتابع او مثلا يسأله انت وين رحت الان قمت ومشيت وين ذهبت من وين جيت او نحو ذلك من هذه لا تليق لا تليق يعني ان يحد النظر يتابعه كانه مكلف به او مسؤول عنه اين يذهب والى من اين يدخل واين يخرج واذا جاء يسأله وين رحت ومن اين اتيت كل هذا من الامور التي لا لا لا تليق او لا تناسب مع المسلم في في هذا الباب العظيم باب الادب واورد في ذلك اثر عن مجاهد قال يكره ان يحد الرجل الى اخيه النظر او يتبعه ببصره اذا ولى اذا هنا امران الان ان يحد النظر ان يحد النظر هذي مسألة والمسألة الثانية ان اه اه يتابعه بنظره اذا ولى ان يحد النظر هذه تكون مزعجة للانسان مثلا يكون الى جنبك شخص ثم اذا التفت واذا به مركز نظر عليك تعيدها تلتفت مرة ثانية واذا نظره مركز عليك مرة ثالثة انا اذكر احد المسنين توفي رحمة الله عليه يقول كنت جالس في المسجد والى جنبي رجل وكل ما التفت واذا نظره مسلط عليه ينظر ملتفت علي وينظر الي وكل ما التفت ضايقني فيقول قلت له يا اخي ارفق برقبك بلفظته يعني رقبتك تتعب بهذه الطريقة تلتفت علي ومركز النظر الى ورجل مسن توفي رحمة الله عليه على كل حال حد البصر للانسان شيء مؤذي له وهذا يدرك ان كل انسان من نفسه ويبدأ الشخص يتساءل في نفسه تثور فيه لماذا ينظر اليه؟ ماذا صنعت ماذا فعلت؟ ما السبب؟ يثير في النفس تساؤلات فهو امر يعني يتنافى مع الادب هذي واحدة حد البصر والثانية ان يتبعه بصره اذا قام ان يتبعه بصره اذا قام جالس في مجلس ثم قام يتابعه ببصره الى ان ينقطع ويختفي فهذي ايضا اه من الامور التي تتنافى مع الادب وامر ثالث او يسأله من اين جئت او اين تذهب من اين جئت واين تذهب؟ فهذه ايضا من الامور التي ينبغي للمسلم ان يتجنبها مع اخوانه وهي قطعا مؤذية للاخوان سواء حد البصر او اتباع اتباعه البصر اذا ولى وذهب او يسأله كل ما ذهب وراح اين جئت؟ من اين تذهب؟ فهذه امور تؤذي اه تؤذي الانسان ولا يرظاها ولا يحبها فمن الادب تركها وعدم وعدم فعلها نعم ها الاسناد فيه كلام لان ليث الراوي عن مجاهد هو ليث ابن سليم ظعيف لكن المعنى واضح المعنى الذي عقد الامام البخاري الترجمة لاجله وكذلك الامور التي ذكرت في الاثر هي معاني واضحة ويدرك بالتأمل ان امور لا يرضاها الانسان ولا يحب ان تفعل معه. والمؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه من الذي يرظى ان كل ما ذهب وراح يقال له وين رحت ووين جيت ومن اين ذهبتم احد يرضاها؟ ولا ايظا الانسان يرظى ان كل ما ذهب يتابع بالبصر او يحد اليه البصر اذا جلس هذي امور كل انسان يدرك من نفسه انها امور غير مرغوب فيها ولا يحبها لنفسه والمؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه. نعم قال رحمه الله تعالى باب قول الرجل للرجل ويلك قال حدثنا موسى قال حدثنا همام عن قتادة عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنه فقال اركبها فقال انها بدنة قال اركبها قال انها بدنة. قال اركبها. قال فانها بدنة. قال اركبها ويلك ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال قال باب قول الرجل للرجل ويلك وقصد رحمه الله تعالى بهذه الترجمة بيان صحة استعمال هذا اللفظ بيان صحة استعمال هذا اللفظ وانه لا بأس به اذا قيل في مقام يناسب ان يقال فيه هذا اللفظ لا بأس به كلمة ويلك هي كلمة تجري على اللسان تستعمل من غير نظر للقصد الذي وضعت من من اجله اصلا. وانما هي كلمة تجري على اللسان كنوع من التنبيه او نوع من التحذير او نوع من التوجيه ولا يقصد الويل ذاته او العقوبة ذاتها وانما يقصد بهذه الكلمة التنبيه والتذكير او التنبيه على خطورة الامر او اذا قال انسان كلاما في شيء من الخطأ او نحو ذلك تستعمل هذه اللفظة بهذا القصف وهي تجري على اه اللسان ويراد بها التنبيه ولا يراد بها ما قصد بها اصلا وغالبا تطلق هذه الكلمة لمن وقع فيها لكن او قارب ان يقع في هلاك او وقع في خطأ او مخالفة او نحو ذلك ففي سياق تنبيهه على ذلك يقال ويلك كقولك له احذر او انتبه منبها له الى الخطأ الذي وقع فيه او اوشك ان يقع فيه وعقد الامام البخاري رحمه الله لهذه الترجمة وساق تحتها ما يقارب خمسة احاديث او اربعة احاديث ساقها تحت هذه الترجمة اه اراد من ذلك ان يبين رحمه الله تعالى صحة استعمال هذا اللفظ وانه لا بأس بذلك وقال الشيخ بكر ابو زيد في كتابه معجم المناهي اللفظية ناقلا ذلك عن الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري قال واراد البخاري رحمه الله بهذا اي بهذه الترجمة باب قول الرجل للرجل ويلك قال واراد البخاري رحمه الله بهذا التنكيت على ضعف الحديث الوارد في النهي عن ذلك عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها في قصة لا تجزعي من الويح فان فانها كلمة رحمة ولكن اجزعي من الويل وسنده واحد فيقول اه ابن حجر وعنه نقل الشيخ بكر ابو زيد في كتاب معجم المناهي اللفظية يقول لعل الامام البخاري اراد بعقد هذه الترجمة الايماء الى ظعف هذا الحديث والتنبيه على صحة استعمال هذا اللفظ واوردا احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الاثار فيها استعمال هذه اللفظة نعم اورد اول ما اورد حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة يسوق بدنة اي بدلة يسوقها الى بيت الله العتيق هدية يسوقها الى بيت بيت الله العتيق وكانه يفهم انه لا يحل له ان يركب البدنة لانها مهداة للبيت وستذبح حينما يصل الى مكة تقربا الى الله سبحانه وتعالى فكأنه يفهم انه لا لا يحل له ان يركبها فكان يسوق بدنه اي يمشي بجنبها ولم يركبها فقال له النبي عليه الصلاة والسلام اركبها فقال انها بدنة يعني اراد ان ان ينبه الى ان امتناعه من ركوبها انها بدنة فقال انها بدنة وربما يكون ظن ان النبي عليه الصلاة والسلام لا يعلم ذلك يعني لا يعلم انها بدنة هذا قيل وايضا نبه اهل العلم ان هذا القول فيه ضعف لان ما يساق الى الى البيت متميز ومعروف فقال انها بدنة قال اركبها فقال انها بدنة قال اركبها قال انها بدنة يعيد ذلك كانه يريد ان يؤكد على هذا الامر او ينبه عليه ففي المرة الاخيرة قال له النبي صلى الله عليه وسلم اركبها ويلك اركبها وينك فاستعمل هذا اللفظ قال اركبها ويلك ونلاحظ استعمال النبي عليه الصلاة والسلام لهذا اللفظ لم يأتي ابتداء وانما جاء استعمال هذا اللفظ عندما جاء احتاج المقام الى مزيد من الايش من التنبيه او التأكيد او التحذير من خطأ ففي مثل هذا المقام يصح استعمال هذه اللفظة على وجه التنبيه او على وجه الزجر والتحذير فلا بأس من استعمالها ولا حرج في ذلك. وهي تستعمل كما قدمت ولا يقصد بها اصل المعنى والويل هو العقاب آآ آآ العقاب مثل ما قال ويل للمطففين ونحو ذلك فهي كلمة تطلق ولا يراد بها اصل المعنى وانما يراد بها الزجر او التنبيه او التحذير او نحو ذلك نعم قال حدثنا ابراهيم بن المنذر قال حدثنا ابو علقمة عبدالله بن محمد بن عبدالله بن ابي فروة قال حدثني مسور ابن رفاعة القرضي قال سميت ابن عباس رضي الله عنهما ورجل يسأله فقال اني اكلت خبزا ولحما فهل اتوضأ فقال ويحك اتتوضأ من الطيبات ثم اورد هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا سأله قال اني اكلت خبزا ولحما فهل اتوضأ يعني هل اتوضأ من ذلك فقال ويحك اتتوظأ من الطيبات الشاهد منه استعمال ابن عباس رضي الله عنهما لهذه الكلمة ويحك او ويلك استعمالها لها اه استعماله لها في هذا المقام فسأله رجل اكلت خبزا ولحما هل اتوضأ قال ويحك اتتوظأ من الطيبات الوضوء آآ من اه اكل اللحم الوضوء من من اكل اللحم آآ لا لا يتوضأ يعني لا يتوضأ المسلم من اكل اللحم الا لحم الابل خاصة لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الامر بالوضوء من لحم الابل خاصة الابل ولاهل العلم في ذلك تعليلات او تلمسات للحكم التي من اجلها خصت الابل بالوضوء من اكل لحمها واما عموم اللحم اه الطيور او بهيمة الانعام او الاسماك او غير ذلك لا يتوضأ منها ولهذا لما سأل الرجل ابن عباس ولهذا لما سأل الرجل ابن عباس رضي الله عنهما قال اكلت خبزا ولحما فهل اتوضأ قال ويحك اتتوظأ من الطيبات والشاهد هو قول ابن عباس رضي الله عنهما ويحك وهي كلمة يصح استعمالها في مقام التنبيه او الزجر او التحذير او نحو ذلك من المقامات ولا بأس بذلك والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين نود التوجيه في مسألة شهر رجب هل لشهر رجب مزية او فظيلة في عمل القربات او تخصيصه بعمرة شهر رجب اه هو من الشهور التي ربما وقع عند بعض الناس فيها شيء من الاعمال او العبادات او القربات التي لا اصل لها عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه والواجب على المسلم في قرباته ان يبني ذلك كله على الشرع لان النبي عليه الصلاة والسلام قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وتخصيص شهر من الشهور رجب او غيره باعمال في وقت مخصوص منه سواء صيام او عمرة او صدقة او نحو ذلك تخصيص وقت من الاوقات بقربة لا دليل على التخصيص فيها فيه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم القائل من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وشهر رجب لا نعلم دليلا على ما يقوم به كثير من الناس من اعمال او قربات وخاصة في ليلة سبع وعشرين من شهر رجب لا نعلم دليلا على تلك الاعمال من سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومن ايضا هدي صحابته الكرام رضي الله عنهم وارضاهم ويروى في شهر رجب احاديث لا تصح لا تصح عن النبي عليه الصلاة والسلام جمعها الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في رسالة مطبوعة بعنوان تبيين العجب فيما جاء في شهر رجب ونبه على عدم صحة الاحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفضيل هذا الشهر او تفضيل اعمال فيه والواجب على المسلم كما قدمت ان يكون تقربه لله عز وجل بما شرعه الله له وبما صح عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وليكن نصب اعيننا دائما وابدا قول نبينا عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه وغير مقبول منه. نعم يقول قال لي احد الاخوة عن فضل الصلاة في المسجد النبوي والمسجد الحرام ان هذا الفضل خاص بالفريضة فهل هذا صحيح النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام وهذا عام ليس خاصا في الفريضة بل هو عام في الفريضة والنافلة قال صلاة في مسجدي هذا لكن اذا قيل ايهما افضل اداء النافلة في المسجد النبوي او اداؤها في البيت الجواب ان اداءها في البيت افضل مع ان فظلها في المسجد النبوي افضل من الف صلاة في بما سواه لكن صلاتها في البيت افضل لقوله عليه الصلاة والسلام صلاة الرجل في بيته افضل الا المكتوبة يقول اذا كان سب الدهر لا يجوز. فهل يجوز مدحه الدهر مسخر ومقلب ليس له من الامر شيء لا في مدح ولا في ذم فالامر لله تبارك وتعالى من قبل ومن بعد والدهر مخلوق لله عز وجل ليس له من الامر شيء بل الامر كله بيد الله عز وجل نعم السؤال الثاني قريب يقول هل يجوز اضافة الفعل الى الوقت والزمان كأن يقول الزمان سيغير اموري هذي من الاخطاء اه من الاخطاء الشائعة اضافة الامر الى اه الى الزمان او الى الوقت بان الزمان كفيل بان يفعل كذا وربما بعضهم قال الزمان كفيل بان يخلق كذا وهذا من الخطأ ومن اخطاء الشائعة اه فلا لا يضاف ذلك الى الزمان. الزمان غير فاعل. الزمان مسخر مدبر لله تبارك وتعالى والامر بيد الله عز وجل فهو المسخر وهو المدبر والامر اليه من قبل ومن بعد اه ان شاء قبظهما كما جاء في الحديث الامر عائد الى مشيئة الله عز وجل تلا فلا تنسب مثل هذه الامور الى الزمان نعم يقول استاذنا الفاضل قوس قزح ظاهرة لها تفسير علمي معروف والمجرة التي نحن فيها واحدة من ملايين المجرات التي تجري في الكون بعلم الله ولها شكل معين مثبت علميا فهل لا يوجد تعارض بين الاحاديث المذكورة من انها امان من الله او مصدر الماء المنهمر في تفسير الظاهرة علميا في في تفسير لظاهرة علمية لم تكن معلومة حينئذ انا عن نفسي ليس عندي علم بهذه الظاهرة العلمية ودلائلها وشواهدها ولكن هذه اثار اه تروى عن اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام في تفسير المجرة وتفسير القوس وهو البياض الذي يرى في الافق وهي معاني واضحة واذا قيل في مثل هذه الاثار اه انها لها حكم الرفع لان القول فيها ليس للرأي فيه مجال فهذا يجعل الامر اكثر دقة في تحديد معنى المجرة ومعنى القوس وان اتت الظواهر العلمية بخلاف ذلك وعلى كل حال آآ ليس عندي آآ فيما يتعلق بهذه الظواهر وشواهدها ودلائلها ما استطيع ان اتكلم فيه ولكن هذه الاثار واضحة المعاني آآ تفسيراتها ايضا واضحة فيما نقل عن ابن عباس وعن علي رضي الله عنهما جزاكم الله خيرا سبحانك الله وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك