المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الرابعة والمئة توطين النفس على العمل توطين النفس على العمل والعزم الذي لا تردد فيه اكبر عون على اتمامه واتقانه وسهولته على العامل والسبب ظاهر فان النفس متى عزمت عزما اكيدا لا تردد فيه لم يبقى لها التفات الى غيره وانحصر الفكر والهمة والارادة فيه وتوجهت الى اكماله واتقانه ولا شك ان الاقبال بالكلية على العمل يحصر التوجه الباطن والظاهر اليه مع ما يحصل من معونة الله للعبد الذي على هذا الوصف فاذا وطن نفسه على العمل عمل العبد جميع الاسباب التي تكمل له العمل التي من اعظمها الاستعانة بالله والتوكل عليه قال تعالى فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين ولهذا المتردد الذي يعمل العمل وليس من نيته الجازمة تكميله بل يعلق تكميله على امور اخر سريعا ما ينحل عزمه ويتوجه قلبه الى وجهة اخرى ويضعف عمله لذلك فالعزم والثبات هما السبب الاكبر لنيل المطالب المتنوعة ومن دعاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد لان بالامرين يحصل الكمال للعبد العزيمة على الرشد التي هي امور الخير كلها ثم الثبات على ذلك والنقص اما من عدم العزيمة او العزيمة على ما ليس برشد وهي الامور التي لا نفع فيها في الدين ولا في الدنيا او عدم الثبات الذي سببه التردد وعدم التصميم فعلى من شرع في عمل رشد نافع ان يوطن نفسه على تكميله من كل وجه ويوجه له وجهته الظاهرة والباطنة ولا يستبطئ النتيجة النافعة بل يثابر عليه مثابرة الجازم الذي لا مثنوية عنده ولا تلوم وقل من جد في امر تطلبه. واستصحب الصبر الا فاز بالظفر مطالب العلم وسالك طريق خير. وطالب سبب من الاسباب الدنيوية النافعة كل هؤلاء محتاجون الى توطين نفوسهم على مطلوبهم وان يستمروا على ما يسره الله لهم من الاسباب التي ينالون بها مطالبهم ويثابروا على ذلك حتى يتم لهم ما ارادوه وطلبوه ولا يتنقلوا في الاسباب قبل تمام ما قصدوه فان التنقل في الاسباب وكثرة الطوارئ التي تطرأ على العبد مضيعة للوقت مذهبة للبركة والتجربة والمشاهدة خير شاهد لذلك والله الموفق