الله بعقابه وانما كان ذلك بما كانوا يظلمون. اي يخرجون من طاعة الله الى معصيته. من غير ضرورة الجأتهم ولا داع دعاهم سوى الخبث والشر الذي كان كامنا في نفوسهم المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي ومن قوم موسى اي جماعة يهدون بالحق وبه يعدلون. اي يهدون به الناس في تعليمهم اياه وفتواهم له. ويعدلون به بينهم في الحكم بينهم بقضاياهم. كما قال تعالى وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا. وكانوا باياتنا يوقنون. وفي هذا لامة موسى عليه الصلاة والسلام وان الله تعالى جعل منهم هداة يهدون بامره وكأن الاتيان بهذه الاية الكريمة فيه نوع احتراز من ما تقدم فانه تعالى ذكر فيما تقدم جملة من معايب بني اسرائيل المنافية للكمال المناقضة للهداية. فربما توهم موهم ان هذا يعم جميعهم. فذكر تعالى ان منهم طائفة مستقيمة هادية مهدية وقطعناه اثنتي عشرة اسباطا امما واوحينا الى موسى اذ استسقاه قومه ان اضرب بعصاه قد علم كل اناس مش هنا ولكن كانوا انفسهم يظلمون. وقطعناهم اي قسمناهم اثنتي عشرة اسباطا امما اي اثنتي عشرة قبيلة متعارفة متوالفة. كل بني رجل من اولاد يعقوب قبيلة. واوحينا الى موسى اذ استسقاه قومه اي طلبوا منه ان يدعو الله تعالى ان يسقيهم ماءا يشربون منه وتشرب منه مواشيهم. وذلك لانهم والله اعلم في محل الماء فاوحى الله لموسى اجابة لطلبتهم ان اضرب بعصاك الحجر يحتمل انه حجر معين ويحتمل انه اسم جنس يشمل اي حجر كان فضربه فانبجست اي انفجرت من ذلك الحجر اثنتا عشرة عينا جارية سارحة. قد علم كل اناس مشربهم اي قد قسم على كل قبيلة من تلك القبائل الاثنتي عشرة وجعل لكل منهم عينا فعلموها واطمأنوا واستراحوا من التعب والمزاحمة والمخاطرة وهذا من تمام نعمة الله عليهم. وظللنا عليهم الغمام فكان يسترهم من حر الشمس. وانزلنا عليهم المن وهو الحلوى والسلوى وهو لحم طير من احسن انواع الطيور والذها. فجمع الله لهم بين الظلال والشراب والطعام الطيب. من الحلوى واللحوم على وجه بالراحة والطمأنينة وقيل لهم كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا حين لم يشكروا الله ولم يقوموا بما اوجب الله عليهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون حيث فوتوها كل خير وعرضوها للشر والنقمة. وهذا كان مدة لبسهم في التيه اسكنوا هذه القرية وكلوا منا حيث شئتم قولوا حطة وادخلوا الباب سجدا ادخلوا الباب سجدا نغفر لكم اتكم سنزيد المحسنين اذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية ايدخلوها لتكون وطنا لكم ومسكنا. وهي اي الياء. وكلوا منها حيث شئتم. اي قرية كانت كثيرة اشجار غزيرة الثمار رغيدة العيش. فلذلك امرهم الله ان يأكلوا منها حيث شاءوا. وقولوا حين تدخلون الباب حطة. اي احطط عنا خطايانا واعف عنا وادخلوا الباب سجدا اي خاضعين لربكم مستكينين لعزته. شاكرين لنعمته. فامرهم بالخضوع وسؤال الموت ووعدهم على ذلك مغفرة ذنوبهم والثواب العاجل والاجل. فقال نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين من خير الدنيا والاخرة بما كانوا يظلمون. فلم يمتثلوا هذا الامر الالهي. بل بدل الذين منهم اي عصوا الله واستهانوا بامره قولا غير الذي قيل لهم. فقالوا بدل طلب المغفرة وقولهم حطة حبة في شعيرة واذا بدلوا القول مع يسره وسهولته فتبديلهم للفعل من باب اولى. ولهذا دخلوا وهم يزحفون على استههم. فارسلنا عليهم حين خالفوا امر الله وعصوه رجزا من السماء اي عذابا شديدا. اما الطاعون واما غيره من العقوبات السماوية. وما ظلمهم الله