المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الثاني عشر والمئة الحديث الرابع عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من نسي صلاة فليصلها اذا ذكرها لا كفارة لها الا ذلك وتلا قوله تعالى واقم الصلاة لذكري ولمسلم من نسي صلاة او نام عنها فكفارتها ان يصليها اذا ذكرها رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث انس من نسي صلاة وفي الرواية الاخرى او نام عنها الى اخره فيه ان النائم والناسي معذور ولو فاته الوقت كما ورد في الحديث ليس التفريط في النوم انما التفريط في اليقظة ومحل عذر النائم اذا لم يفرط فان فرط كان نام في محل يعلم ان ليس له موقظ وانه لا ينتبه فهذا مفرط وكما لو انتبه وقد دخل الوقت فتكاسل حتى استغرق فهذا اثم وليس بمعذور ولا تسقط ولو خرج وقتها وليس له كفارة الا فعلها ولهذا ورد انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم في سفر فعرس في اخر الليل وقد ساروا تلك الليلة فلما عرسوا قال من يرقب لنا الفجر فقال بلال انا يا رسول الله فاتكأ فنام ولم ينتبه القوم حتى ارهقتهم الشمس فاستيقظوا فكأنه رآهم حزنوا فقال لا تحزنوا ليس التفريط في النوم انما التفريط في اليقظة فقال تحولوا عن هذا المنزل الذي حضركم فيه الشيطان فتحولوا وصلوا الفجر مع سنتها وقوله وتلا قوله تعالى واقم الصلاة لذكري هذا استشهاد على انها لا تترك بفوات وقتها لان مقصودها باق فانها تنهى عن الفحشاء والمنكر وتذكر العبد بربه وذكر الله هو اعظم مقاصدها ولهذا قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر فاعظم ما فيها ومقاصدها ذكر الله تعالى من قول وفعل او ان المراد انها تجب اذا ذكرها فان ذكر الله يذكر بها وهما متلازمان