استعن بالله يا علي. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن ساه وعلى ذره الى يوم الدين. قال الامام ابن تيمية عليه رحمة الله وقال شيخ الصوفية في حدود مئة في بلاده. قال احببت ان اوصي اصحابي بوصيتك السنة والموعظة من الحكمة. واجمع ما كان عليه اهل الحديث واهل المعرفة والتصوف من المتقدمين والمتأخرين قال فيها وان الله استوى على عرشه الى كيف ولا تشبيه ولا تبويه والاستواء معقول والكيد فيه مجهول انه عز وجل بائن من خلقه والخلق منه بائنون بلا حول ولا ممازح ولا اختلاط ولا مناسقة لانه المنفرد لا حول ولا بلا حلول؟ بلا حلول. بلا حلول ولا موازجة ولا اختلاط ولا مناصفة. لانه منفرد ثابت خلقي الواحد الغني عن الخلق. وان الله عز وجل سميع بصير عليم. خبير يتكلم ويرضى ويسخط ويضحك ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكا. وينزل كل ليلة من السماء الدنيا كيف يشاء فيقول هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من تائب فاتوب عليه حتى يطلع الفجر؟ ونزول الرقية السماء بلا كيف ولا تشبيه ولا تهوين. فمن انكر النزول او تأول فهو مبتدع ضال. وسائر الصفوة من العارفين على نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين اما بعد فلا زال الشيخ رحمه الله يسرد منقولاته عن المتقدمين من مختلف اطباق الامة وها هنا ينقل عن امام من الصالحين يقال له معمر ابن احمد الاصفهاني رحمه الله ويوصف بانه امام الصوفية. وينبغي ان نعلم ان هذا المصطلح مصطلح الصوفية. لا يعني الذم باطلاق اذا متقدميهم كانوا على السنة. الا انهم اه مالوا ونزعوا الى العبادة والنسك الرقائق والاخلاق والتهذيب اكثر من نزعتهم الى العلم والاثار. ثم انه جد فيهم بعد ذلك من البدع العملية القولية ما الحق كثيرا من طرقهم بالمبتدعة. ثم انه انحط ببعضهم الحال الى دركات سحيقة وهم القائلون بوحدة الوجود. والحلول كامثال ابن الفارغ وابن عربي. فهذا المصطلح مصطلح الحمال اوجه فهذا هو سر وصف الشيخ له اه بانه من الصوفية. اذ لم يكن هذا اللفظ مذموما باطلاق آآ وقد نقل فيه من كلام آآ معمر ابن احمد آآ كلاما حسنا موافقا لما عليه السلف من اثبات الصفات الذاتية واثبات الصفات الخبرية واثبات الصفات الفعلية كما تقدم ولا حاجة الى مزيد بيان ثم وقال الشيخ الامام ابو بكر احمد ابن محمد ابن هارون الخلال في كتاب السنة. حدثنا ابو بكر الاثمر حدثنا حدثنا قال سمعت ابراهيم ابن خشنة قال ابو بكر وهو صاحب الفضيل قال سمعت فضيل ابن عياض ابن عياض يقول ليس لنا ان نتوهم في ليس لنا ان نتوهم في الله كيف هم لان الله تعالى وصف نفسه فابلغ. فقال قل هو الله احد الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له فلا صفة ابلغ مما وصف به نفسه. وكل هذا النزول والضحك وهذه المباهاة وهذا الاطلاع كيف يشاء ان ينزل؟ وكيف يشاء ان يباهي؟ وكيف يشاء ان يضحك؟ وكيف يشاء ان يطلع؟ وكما كما يشاء ان ينزل وكما يشاء ان يباهي. وكما يشاء ان يضحك وكما يشاء ان يضطرب. كلها كما عندك في نسختك كيف؟ ايه طيب فليس لنا ان نتوهم كيف وكيف فاذا قال الجهوي اكفر انا اكفر بربي يزول انا اكفر برب يزول عن مكانه فقل بل اؤمن برب يفعل ما يشاء. ونقل هذا عن الفضيل جماعة منهم البخاري في خفض افعال العباد. نعم. هذا النص عن الخلال رحمه الله وهو امام معروف نقل باسناده عن الفضيل ابن عياض وهو امام معلوم معروف متقدم آآ هذا الكلام الرصين وهو في منع توهم شيء من صفات الرب سبحانه وتعالى. بل نصفه بما وصف به نفسه في سورة الاخلاص ولا يسبق الى الذهن شيء مما يقع في نفوس الناس مما يعهدونه فهو سبحانه واحد احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد كفوا احد. ثم عدد الصفات الفعلية التي يقع النزاع في مثلها كالنزول والضحك والمباهاة يشير الى ان الله تعالى اذا نزل عشية عرفة اه يباهي باهل في الموقف ملائكته والاطلاع كونه سبحانه وتعالى يطلع اه على عباده اه كل ذلك كيف كما سبحانه يعني على الكيف الذي يعلمه سبحانه وفي هذا اثبات للكيف لكن على ما يشاء الرب سبحانه ويعلمه. ففرق بين اثبات الكيفية واثبات التكييف. فوجود كيفية هذا امر لا ريب فيه ونفيه تعطيل. اما حكاية التكييف فهو المحظور الذي لا يجوز ان يفوه به احد. ولهذا بمثل اه فقال اذا قال الجهمي هو يكفر برب يزول عن مكانه. فقل بل اؤمن وبرب يفعل ما يشاء. فالجهمي اراد ان ينفي صفة النزول بما سبق الى الذكر من معنى النزول البشري من معنى النزول البشري وكونه يرتبط به زوال على ما تعهده الاذهان فقابل ذلك بقوله بل اؤمن برب يفعل ما يشاء. لانه اذا نفى النزول وسائر الصفات الفعلية فقد نفى عن الله نفى عن الله تعالى المشيئة. فلذلك قال فقل بل اؤمن برب يفعل ما يشاء. فالله تعالى لم يزل فعا قال كما قال سبعاه سبحانه فعال لما يريد. فهو سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال ولن يزال سبحانه وبحمده موصوفا بالفعل. فاصل الفعل ونوعه ذاتي قديم. واما احاده وافراده فانها جدد بحسب ما تقتضيه مشيئته وحكمته. وهذا المعنى هو الذي ضاق عنه اه عطن هؤلاء المتكلمين فلم يثبت لله الصفات الفعلية حذرا من ان يقتضي ذلك حدوثا. وهذا الحدوث الذي آآ فروا منه ليس هو الحدوث المذموم لان الحدوث المذموم ان يجد شيء بعد ان لم يكن. فالله سبحانه وتعالى كامل في اسمائه وصفاته لا يطرأ عليه شيء بعد ان لم يكن. لكن نوع الفعل قديم. واحده تتجدد كما نقول ايضا في كلامه نوع الكلام قديم. واحاده وافراده تتجدد بحسب ما تقتضيه حكمته. فهما من بابة واحدة. نعم شيخ الاسلام باسناده في كتابه فقال حدثني يحيى ابن عمار. من من يريد بشيخ الاسلام هنا؟ نعم. شيخ اسامة الهروي هو صاحب كتاب الفاروق وقد جرى له ذكر قبل صفحة او صفحتين نعم حدثني يحيى ابن عمار حدثنا ابي حدثنا يوسف ابن يعقوب باذن الله الحرمين ابن علي البخاري وهاني ابن الناظر عن الفضيل. وقال عمر بن عثمان المكي في كتابه الذي سماه قال ما يجيب به الشيطان؟ قال باب ما يجيء به الشيطان ها عندكم اللفظة باب طيب قال ما يجد به الشيطان من تائبين؟ وذكر انه يوقعه في القنوت ثم بغرور وطول الامل ثم في التوحيد فقال من اعظم ما يوسوس في التوحيد بالتشكيك او في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه اول جهدي لها والتعطيل. فقال بعد ذكر حديث الوسوسة واعلم رحمك الله تعالى ان كل ما توهمه كل ما توهمه قلبك اوسدح في مجال ذكرك. مجال ذكرك او خطر في معارضات قلبك. من حسن او بهاء او رياض او اشراق او جمال او شبح ماء او شخص متمرد. فالله تعالى بغير ذلك بل هو تعالى اعظم انت عندك او او شبح مائل ها هكذا ايه ما يعني ما له وجه ان يكون مائل لماذا قال انا عندي او اشراق او جمال او سنح مسائل. من قولهم سنح في خاطره او نحو ذلك. نعم مسائل اي او سنحي مسائل هكذا. هذا يعني نسخة طيب انما شبح مائل لا يظهر ان لها ها ارفع صوتك ذكر شاهدا ايوه ايوة. ايه ها؟ اقول فسر كذبا شبه اي لكن هل وصفها بالبيت بالميل ها بالمد ها طيب لكن طبعا نعم هنا كما هو واضح ان ان عمرو بن عثمان المكي رحمه الله اراد ان ينفي الانسان كلما يخطر بباله من الصور المتخيلة مهما كان بهاؤها ونظارتها وجمالها وغير ذلك ان كل ذلك منفي لا يمكن ان يكون الله تعالى كذلك. كل ما خطر ببالك فالله ليس كذلك كالصدق لانه قال هنا الشبه ان يمدن كالمصحوب. ايه. من الشبح. ايوه. ان يمدك المصحوب ومنه في الدعاء. ايه. اي رفعوها. طيب. فيكون الموت كانه كالجسم المصبوب. ايه لكن ما وجه ذكر هذا المثل فيما قد يخطر على البال في صفة الباري. هذا ليس صورة حسنة حتى تساق في هذا المساق نعم. من هو تعالى اعظم واجل واكبر. الا تسمع الى قوله جعلني كمثله شيء وهو السميع البصير. وقوله ولم يكن له كفوا احد. اي لا شبيه ولا نظير ولا مساوي ولا مثل. او لم تعلم انه تعالى لما تجلى تدكدك لعظم هيبته وشامخ سلطانه وشامخه وشامخ سلطانه وشامخ لعظم وشامخ سلطانه فكما لا يتجلى لشيء الا الدك. كذلك لا توهمه احد الا هلك. فهد بما بين الله في كتابه بالنفيه عن نفسه تشبيها والمثل والنظير والكفر. فاذا اتصمت به وامتنعت به وامتنعت اتاك من قبل التعطيل من صفات الرب تبارك وتعالى وتقدس بكتابه وسنة رسوله محمد صلى الله فقال لك اذا كان منصوبا بكذا او صفته كذا اوجب لك التشبيه فاكذبه لانه اللعين انما يريد من يستذلك ويغويك ويدخلك في صراط الملحدين الزائغين الجاحدين بسنة الرب تعالى. فاعلم رحمك الله ان الله فرج صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. الى ان قال خلصت له السنية خلصت له الاسماء السنية فكانت واقعة في قديم الازل بصدق الحقائق لم يستحدث تعالى صفة كان منها خلية او او اسما كان منه بريا تبارك وتعالى فكان هاديا سيهدي وخالقا سيخلف لم لم يحدث له الاستواء الا وقد كان في صفة انه سيكون فهو يسمى به في جملة فعله كذلك. قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. بمعنى انه سيجد وتخلف الفعل لوقت مجيد فهو جاهل سيجيب ويكون المجيد منه موجودا بصفة لا تلاحقه لا تلحقه الكيفية. لا تلحقه الكيفية ولا تشبيه. لانه ذلك في العبوبية العقول وتنقطع لان ذلك لان ذلك فعل الربوبية ها فيستحسر العقل وتنقطع النفس. نعم ها؟ فتحسر العقل اه العقول لها وسع. العقول وتنقطع اذا ينبغي ان تكون فيستحسن العقل وتنقطع النفس لكي يكون الافراد في الموضعين. طيب ما المعنى واحد على فلا تذهب في احد الجانبين لا معطلا ولا مشبها وارضى لله بما رضي بما رضي به لنفسه ان خبري لنفسي مسلما مستسلما مصدقا الى مباحث التنفير ولا مناسبة التنقيل. الى ان قال فهو تبارك نعم هذا النص نص جميل من هذا الامام عمرو بن عثمان المكي رحمه الله آآ وهو يعالج مشكلة نفسية وكأنما هو طبيب يتتبع مسارب الشكوك والنفوس فانه ذكر حديث الوسوسة وعلم ان الشيطان يتسلط على العباد وآآ والمؤمنين بانواع الشبه والشكوك والتخيلات فاراد ان يمحض هذا الذي يلقيه الشيطان في النفس وان يبرئ العقل مما يعلق به من هذه التصورات والهيئات فلذلك اكد على ان كل سورة مفترضة وكل مثل مهما كان حسنا وجميلا وبهيا فالله سبحانه وتعالى ليس كذلك وانه سبحانه وهذا تمثيل جميل انه سبحانه كما انه لما اطلع وتجلى للجبل اندك فان عقلا يستشرف ذلك لابد ان يهلك. فالله سبحانه وتعالى لا تحيط به العقول ولا تبلغه الاوهام سبحانه وبحمده فكيفيته لا تدرك. كما قال الامام مالك رحمه الله ليت شعري اي عقل يوزن به ما ينبغي للرب سبحانه يعني في حقيقته وكيفيته. وهو الذي قال الاستواء معلوم. اي ان مراده ان المعنى مدرك معلوم. واما الكيف تحسر العقول عن دركه ثم انه رحمه الله يعني عمرو بن عثمان المكي لما بين هذا المقام اه بين ان الشيطان سيتسلل للنفس من باب اخر. وهو انه يقول ان هذا ما دام ممتنعا مستحيل لا سبيل اليه فان ناتجه هو عدم اثبات ما اثبت الرب لنفسه. فيجره من الفرار من التمثيل الى الوقوع في التعطيل. وهذا ما وقع فيه كثير من النفاة انهم ارادوا الهروب من ورقة التمثيل فوقعوا في ورطة التعطيل. فحذر من ذلك وبين ان هذا مسلك الزائغين. ثم بين اه ان الله تعالى لا يقاس بخلقه ولا تضرب له الامثال. فقال انه تعالى واحد لا كالاحاد. فرد صمد. ويجوز ان يخبر عن الله انه فرض. اما هذا اللفظ كونه اسما من الاسماء الحسنى ففيه نظر فان ممن كتبوا في الاسماء الحسنى اثبتوه اسما وقد ورد حديث عند البيهقي اشهد انك فرد احد صمد. قال البيهقي ليس بالقوي. ذكر ذلك في الاسماء والصفات. قال اليس بالقوي اه لكن يخبر به عن الله سبحانه وتعالى لان معناه صحيح اه قالت خلصت له الاسماء السنية فكانت واقعة في قديم الازل بصدق الحقائق. اي انه يرد بذلك على الجهمية الذين يزعمون ان اسماء الله حادثة وان الخلق والعباد هم الذين احدثوها ونسبوها الى الله. فبين رحمه الله انه سبحانه وتعالى قديم باسمائه وصفاته. وان ليس هذا من اصطناع الخلق بل هي واقعة في قديم الازل بصدق الحقائق لم يستحدث تعالى صفة كان منها خلية ولا اسما كان منه برية ثم انه سلك في حل معضلة الصفات الفعلية التي اعضلت على المتكلمين فنفوها عن الله سبحانه وتعالى واولوا وحرفوا كل وصف فعلي بمسلك غير الذي بيناه سابقا. وهو ان ذلك باعتبار ما يكون باعتبار ما سيكون. وهو الماء المسلك الذي سلكه الامام الطحاوي رحمه الله في اه عقيدته وقد مر بنا ذلك آآ انه ما استفاد اسم الخالق بكذا ولا آآ الرازق بكذا آآ وانما يعني هو اسم قديم باعتبار انه سيخلق ويرزق ونحو ذلك. آآ وهذا المسلك بينه بما ضرب من امثلة اي انه خالق سيخلق ورازق سيرزق وغافل سيغفر. والجواب الثاني هو ما اسلفناه انه لم يزل فعالا. وان جنس الفعل قديم جنسه ونوعه قديم وان احاده آآ تتجدد. فافعاله سبحانه آآ ازلية. لم يخلو وقت خلا من فعل فهو لم يزل فعالا سبحانه وبحمده كما انه لم يزل متكلما. وكلامه رحمه الله الذي مضى والذي سيأتي يذلنا على تعظيم السلف لرب العالمين وابتلاء قلوبهم غبطة بالعلم به اجلاله سبحانه وتسبيحه وتنزيهه عما وصفه به المبطلون. ان من اهل التمثيل او من اهل التعطيل قال رحمه الله الى ان قال فهو تبارك وتعالى قائل انا الله للشجرة الجائي قبل ان يكون جاريا لا لا لا امره ثم انتقل الى قضية ثالثة فهمت نعم الجائي قبل ان يكون جاريا لا امره المتجلي لاوليائه في الميعاد فتبيضوا به اي وتثلج وتثلج فيه على الجاهلين حجتهم المستوي على بعظمة جلاله فوق كل مكان. تبارك وتعالى الذي كلم موسى تكليما. واراه عن اياته فسمع موسى كلام الله لانه قربه نجيا تقدس ان يكون كلامه مخلوقا او محدثا او مطلوبا. والوارث لخلقه لاصواتهم الناظر بعينه الى اجسادهم يداه مبسوطتان وهما غير نعمتي خلق ادم ونفخ فيه من روحه وهو امره تعالى وتقدس ان يحل بجسمه. او يمازج بجسم او يلاصق به تعالى عن ذلك عضو الشاهد له المشيئة العالم له العلم الباسل بيديه بالرحمة النازل كل ليلة وسماء الدنيا ليتكن تقرب اليه خلقه بعباده وليربقوا اليه بالوسيلة. القريب في قربه من حبل الوريد. البريد في علوه من كل في مكان النعيم ولا ولا يشبه بالناس الى ان قال من كان يريد العزة فلله العزة جميعا اليه يصعد الكلم هو العمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكروا اولئك هو يقول تعالى وتقدس ان يكون كما في السماء جل عن ذلك علوا كبيرا. نعم لله در رحمه الله قد اتى على كل شيء حقق الاثبات ونزه الرب سبحانه ورد على اهل التأويل. فتأمل قوله هو تبارك وتعالى القائل انا الله لا الشجرة يشير بذلك الى الدعوة العجيبة التي يدعيها المتكلمون اه حيث قالوا ان ما سمعه موسى من الشجرة اه انني انا الله رب العالمين ليس كلام الله وانما هو حروف واصوات خلقها الله في الشجرة فسمعها موسى. ووالله لو حلف حالف بين الركن والمقام ان هذا ان هذا المعنى لم يدر بخلد احد من الصحابة ما حدث. من اين لهم ذلك؟ كيف يجرؤون على هذه الاطلاقات والمجازفات ان يقولوا في امر فهمه كل كل عربي قح ان موسى اتى الى الشجرة وسمع كلام الله تعالى منها سمع الله يقول انني انا الله رب العالمين. لم يدر بخلد احد من السامعين ان هذه فيه حروف واصوات خلقها الله في الشجرة لتحكي كلامه او لتعبر عن كلامه. بل بل المتكلم هو الله سبحانه وتعالى وقد سمع الله كلام موسى ولو كان موسى سمع كلاما مخلوقا ما استحق ان يكرم ويقال عنه الكليم الم يقل الله عز وجل تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله. فجعل هذه منقبة. فلو كان سمع كلاما مخلوقا ما كان تم فرق بينه وبين غيره. الجائي قبل ان يكون جائيا لا امره. يشير الى من حرف قوله تعالى وجاء الى ان معناها وجاء امر ربك. فهو سبحانه الجائل. فمن صفته المجيء قبل ان يجيء يوم القيامة هذا وصف سبحانه وتعالى المتجلي لاوليائه في الميعاد والتجلي فعل يفعله الرب سبحانه وتعالى فينتج عنه بياض وجوههم الى ان قال مقال ايضا في الصفات الخبرية ففسر اليدين بانهما على الحقيقة قال وهما غير نعمته ردا على من زعم ان اليد هي النعمة الى غير ذلك. وقوله الشائي والنازل والباسط ونحوها من الالفاظ هذا يسوغ الاخبار به عن الله فان باب الصفات اوسع من باب الاسماء. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الاحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم. مع انه ليس من اسمائه النازل ليس من السماء المنزل ولا المجري ولا الهازل. لكن باب الاخبار اوسع من باب الاسماء. فيخبر عن الله تعالى بكل في خبر لا يتضمن نقصا. اه اما الاسماء الحسنى فانها كما ذكر الله حسنا. بلغت في في الحسن غايتان فهي تدل على حسن المطلق بوضعها ذاتها. نعم. وقال الامام ابو عبدالله حارث واسماعيل ابن في كتابه المسمى فهم القرآن قال في كلامه على الناس. قبل ان نمضي في هذا ابو عبد الله الحارث ابن ابن اسد المحاسبي رحمه الله اه اه امام معروف وشخص معروف الا ان الذهبي رحمه الله قال في ترجمته عنه قال زاهد العارف شيخ الصوفية. وصاحب التصانيف الزهدية. قال وقد دخل في شيء يسير من الكلام فنقم عليه. وورد ان الامام احمد اثنى على حال الحارث من وجه وحذر منه. يعني من وجه اخر. فعلا اه قد يعني ورد عن الامام احمد التحذير من الحارث ابن اسد المحاسبي واثنى عليه من وجه اخر. وهكذا فان اهل السنة اهل عدل وانصاف فيثنون على المرء بما وافق فيه الحق. يستدركون عليه ما خالف فيه الحق والحارث ابن اسد وكذلك من كان على شاكلته يقال عنهم الصفاتية الحارث ابن اسد المحاسبي وابو العباس القلامسي ابو الحسن الاشعري وابن كلاب وابو منصور الماتوريدي هؤلاء محبون للسلف مشتغلون اثار اه الا انهم وقعوا في شيء من علم الكلام خرج بهم عن السنة المحضة. والواجب هؤلاء ان يحسن بهم الظن ويدعى لهم بخير. يستدرك عليهم ما اخطأوا فيه فان هذا من الاحسان اليهم ان ينبه على ما زلوا فيه واخطأوا فيه. لكن الشيخ رحمه الله في هذه الرسالة وقد نبه على هذا نبه انه ينقل عن جمع ولا يلزم من نقله عن عن من عنهم جميعا انه يرتضي جميع مقالاتهم. فقد نقل عن اناس من الصوفية واناس من المتكلمين ما اصابوا فيه الحق. وسر ذلك ان نقله من هؤلاء الاكابر عند متبوعين فيهم من اقوى الاسباب لقبول الحق. فان الرجل اذا كان معظما مسموعا من طائفة وقيل هذا شيخك فلان هذا امامك فلان يقول كذا وكذا وكذا في كتابه كذا وكذا كان هذا ادعى الى القبول. فلاجل نقل الشيخ رحمه الله عن جمع من هؤلاء ما وافقوا فيه السنة والحق وان كان قد لا يرتضي جميع ما صدر عنه. نعم قال في كلامه على الناس هو المنسوب ان النسخ لا يجوز في الاخبار. قال لا يحل لاحد ان يعتقد ان مدح الله واسمائه وصفاته يجوز ان ينسخ منها شيء الى ان قال هذه قضية معروفة وهي انه لا نسخ فيها الاخبار فاذا جاء الخبر عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يمكن ان ينسخ انما تنسخ الاحكام لان الكلام ام خبر وانشاء؟ فالخبر عند الاصوليين هو ما يحتمل الصدق والكذب لذاته بصرف طبعا المتكلم به ولا شك ان ما كان عن الله وعن رسوله فهو حق لا يحتمل الكذب قطعا. لكن المقصود انه قسيم الانشاء لان الانشاء هو طلب طلب فعل او طلب ترك. يعني امر ونهي. فالاخبار لا يمكن ان يدخلها النسخ. لانه لا يمكن ان يقول آآ جرى كذا وكذا ثم يقول لا لم يجري لا يمكن الاخبار عند الاصوليين وعند العقلاء لا يدخلها النسخ انما النسخ يتعلق بالاحكام. نعم. الى ان قالوا وكذلك لا يجوز اذا اخبر ان صفاته حسنة عليا ان يخبر بعد ذلك انها ثنية سفيان فيصل نفسه بانه جاهل ببعض الغيب بعد ان اخبر انه عالم بالغيب. وانه لا يبصر ما قد كان لا يسمع اصوات ولا قدوة لهم ولا يتكلم. ولا الكلام كان منه انه تحت الارض لاعب العرش جل وعلا عن ذلك واذا عرفت ذلك واستيقظت علمت ما يجوز عليه النسخ وما لا يجوز. فان تلوت اية في ظاهر تلاوتها تحسب تحسب انها ناسخة لبعض اخباره كقوله عن فرعون حتى اذا ادركه الغرق قال امنت وقال تعالى المجاهدين بكم والصابرين. وقال قد تأول قوم ان الله على ان ينجيه ببدنه من النار وقالوا انما ذكر الله قرب فرعون يدخلون النار دونه وقال فاوردهم النار وحاط بال فرعون سوء العذاب ولم يقل لفرعون وقال وهكذا وهكذا الكذب على الله ان الله تعالى يقول فاخذه الله نكالا الاخرة والاولى. وذلك قوله تعالى فلا يعلمن. نعم هذا هذا المثال الاول الذي اه نبه عليه الحارث بن اسد وهو المغالطة التي تقع من بعض الناس ولعل هذا يقع من بعض ضلال الصوفية ان فرعون حينما ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين الى ان قال فاليوم ننجيك ببدر لتكون لمن خلفك اية. فوهم بعضهم ان فرعون استثني من ان يدخل في النار ببدنه وصاروا يجمعون لذلك اه شواهد فيما توهموا اه ان الله تعالى قال عن قومه فاوردهم النار ولم يقل فاورده واوردهم. آآ وقال وحاق بال فرعون سوء العذاب. ولم يقل بفرعون. آآ وكذلك قال فكذلك الكذب على الله. لان الله تعالى يقول فاخذه الله نكال الاخرة والاولى. فاخذه الله. ومن هو والذي اخذه الله فرعون. ولهذا يجب ان ينظر الانسان الى النصوص مجتمعة. فان طريقة اهل البدع ان يجعلوا القرآن عظيم. اي مجزأ فينظرون الى طائفة من النصوص ويغظون الطرف عن طائفة اخرى. كما تصنع حين حينما تبصر النصوص الدالة على طلاقة على على اثبات افعال العباد. ولا تبصر النصوص الدالة على سبق مشيئة الله وقدره. او الجبرية حينما تعكس القضية. حينما تنظر الى النصوص الدالة على طلاقة وذكر الالهة نعم كل هذه الايات هذه الضميمة من الايات كلها نسميها ايات اثبات العلو الذاتي كل هذه الايات التي ساقها اه تدل على علو الذات يعني ان الله سبحانه وتعالى بذاته فوق عرشه مستو على عرشه بمشيئة الله تعالى وخلقه لكل شيء ولا تبصر النصوص الدالة على اثبات افعال العباد. فاما اهل الهدى والايمان فانهم ينظرون الى النصوص مجتمعة فتلتئم ويصدق بعضها بعضا. الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. اي يشبه بعضه بعض ويصدق بعضه بعضا. فهذا مثال ضربه الحارث بن اسد لمن يغالط في القرآن فيدعي مثل هذه الدعاوى نعم. اما المثال الاخر وكذلك قوله تعالى فليعلمن الله الذين صدقوا. فاقر التلاوة على من الله عز وجل على ان بشيء لانه من ليس له حكم بما يريد ان يصنعه لم يقضي عليه ان يصنعه نجده قال الا ينوم من خلق الله وهو اللطيف الخبير؟ قال وانما قوله حتى نعلم المجاهدين منكم انما نريد حتى نراه فيكون معلوما موجودا لانه لا جائز ان يكون يعلم يعلم شيئا ما فيه. ان يكون يعلم يعلم الشيء معدوبا من قبله من قبل ان يكون. ويعلمه موجودا كان قد كان. فيعلم في وقت واحد ما دون الموجودة وان لم يكن وهذا وهذا محرم. نعم هذا المثال الثاني ايضا مما يلبس به ربما بعض القدرية ذرية الذين ينكرون خلق الله لافعال العباد. فقالوا انه ان قول الله تعالى حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين دليل على ان ان الله تعالى لم يقدر افعال العباد. ولذلك لا يعلم بها الا بعد صدورها منه. فيستدلون بذلك على نفي علم الله السابق وهذا مذهب القذرية النفاة الذين هم اوائل القدرية الذين قال قائلهم ان الامر انف اي مستأنف على الله لا يعلم الله تعالى من سيطيعه ومن سيعصيه. فبين رحمه الله بطلان هذا المسلك في التفكير. وان علم الله سبحانه وتعالى له متعلقان علم به سبحانه من حيث تقديره له. منذ الازل وعلم له بعد بتحققه في الواقع. فانه قد علم بانه سيكون كذا وكذا. فاذا وقع فانه يعلمه سبحانه له واقع فقد علمه معلوما وعلمه موجودا فلم تعارض ولا متعلقة لهؤلاء المبطلين بهذه الاية يعني اثبات بدعتهم بنفي علم الله السابق. الى ان قال. وذكر كلامه في هذا في الارادة الى وكذلك قوله تعالى وانبه معشر طلبة العلم الى ان امثال هذه الاشكالات والمغالطات آآ تطرأ على بعض الناس ولذلك كتب الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في في كتابه القواعد الحساب اه امثلة كم من هذا واجاب عنها واطال فيها النفس فليرجع اليه. نعم. الى ان قال وكذلك قوله تعالى انا معكم مستمعون ليس معناه انه انه يحدث انه يحدث انه يحدث له اه انه يحدث له سنة. انه يحدث من يحدث له سمعا ليس معناه ان يحدث له سمعا. ليس معناه ان يحدث له سمعا ولا ولا تكل ما كان من قولهم ولا تكلف في سمع ما كان من قولهم وقد ذهب قوم من اهل السنة ان الله ان لله ان لله استماعا حادثا في ذاته. فذهبوا الى ان ما ان ما يعقد. ما يعقل من الخلق انه يحدث منهم علم علم سمع علم سمع بما من قوله بان المخلوق اذا سمع حدث له عقل فهم عما ادرك عما ادركته امه من الصوت. وكذلك قوله يعني في هذه العبارة قلق كما ترون فيها عسر لكن مراده ان الله سبحانه وتعالى لا يكتسب العلم بمجرد السمع يعني بمعنى انه لم لا يعلم ماذا سيقول وانما يعلم به اذا سمعه منهم لا قد علم الله تعالى بما سيفوهون به ولكن علمه مسموعا بسمعه لهم حين صدر منه. فالعبارة فيها آآ شيء من العسر لكن هذا هو المؤدى. وكذلك قوله وكذلك قوله وقوله يقول الايمان فسيرى الله عملكم ورسوله لا يستعيذ بصره محدثا في ذاته وانما يحدث شيء ويراه مكونا كما لم يزل قبل كونه الى ان قال وكذلك قوله تعالى نفس الشيء هذا مثال اخر يعني ليس مراده انه يحدث له صفة كن لم تكن من قبل. بل هو سبحانه وتعالى علم ما سيعلمون. علمه على صورته وهيئته التي يقع ثم علمه سبحانه وابصره واقعا منهم موجودا. نعم. الى ان قال وكذلك قوله تعالى وهو وفوق عباده قوله تعالى والرحمن على العرش استوى. وقوله امنتم من في السماء وقوله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل وقال تعالى ينبئ الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه. وقال تعالى تعرج الملائكة والروح اليه. وقال اني متوفيك ورافعك اليك. وقال تعالى من رفعه الله اليك. فقال تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبروا عن عباده بائن من خلقه غير ممازج ولا مخالط. آآ فهو فوق عرشه فوق سماواته. ووجه دلالتها قد تقدم يعني كيف تدل كل جملة اه منها على معنى العلو. وذكر الالهة وذكر الالهة انه كانوا الهة العرش سبيلا الى طلبه حيث هو فقال قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا ابتغوا الى ذي العرش سبيلا الله تعالى سم به اسم ربك. وهذا وجه اخر يعني انه لو كانت تصح الوهية هذه الالهة المدعاة لكان من شأنهم العلو ابتغوا الى ذي العرش سبيلا. لكن انى لهم هم في السفل. فلذلك لم يستحقوا الالوهية. نعم. قال ابو عبدالله فلن ينسخ ذلك كذلك قوله وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله. وقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. وقوله تعالى الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم. وقوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ضد لذلك. واعلم ان هذه الايات ليس معناها ان الله اراد الكون بذاته فيكون في اسود الاشياء او يتنقل فيها من استفادها. ويتبهور فيها على اقدارها ويزول عنها من دفنها جل وعز عن ذلك. وقد نزغ بذلك بعض اهل الظلام. نزع عندك نزغ ولا نزع؟ نزغ كلا منهما لها محمل صحيح. نعم. فزعه ان الله تعالى في كل شيء بنفسه كاملا كما هو في العرش لا فرق بين ذلك عندهم ثم احالوا في النفي بعد تثبيت ما يجوز عليه في قولهم ما نفوه. لان كل من يثبت شيئا في ثم نفعه بالقول فلم يغني عنه نفيه بلسانه واحتجوا بهذه الايات ان الله تعالى في كل شيء بنفسه كارنا ثم ما اثبتوا فقالوا ذاك الشيء في الشيء. نعم هذا رد على حلولية الجهمية. فان الشيخ رحمه الله ساقى ايات المعيار سقايات المعية وان الله سبحانه وتعالى له المعية وله القرب مع كونه سبحانه في العلو فلما فذكر طائفة من الاية تدل على العلو واردفها بطائفة من الايات تدل على المعية تبين انه لا تنافي بين العلو والمعية وانه سبحانه وتعالى علي في دنوه قريب في علوه. هو سبحانه علي في دنوه قريب في علوه. فلا تنافي بين الامرين حتى ان الله تعالى ليجمع بين هذين الوصفين في اية واحدة. فقال خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء. وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم. فقال في اول الاية ثم استوى. ثم قال في اخر الاية وهو معكم. اية واحدة تظمنت ذكر العلو والمعية. فدل ان معيته ليست كمعية الخلق بعضهم لبعض فنقض هذه الاوهام التي تطرأ في بعض الاذهان ان مقتضى كونه معهم انه سبحانه وتعالى اله في السماء واله في الارض. آآ الى اخره انه يتبعض ويتكيف ويحل في الاشياء وبزوالها ويتقدر بقدرها تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وبه يتبين بطلان من يقول ربنا في كل مكان. تعالى الله عن ذلك كعلو كبير بل ربنا سبحانه وتعالى فوق سماواته مستو على عرشه. علمه في كل مكان فهو يعلم كل شيء ولهذا قال ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم. اينما كانوا ابتدأ الاية بالعلم. الم تعلم ان الله يعلم. واختتمها بالعلم ان الله بكل شيء عليم. فلذلك قال السلف معنا بعلمه ليقطعوا الطريق على حلولية الجهمية الذين قالوا انه معهم بذاته فلا يجوز ان يقال معنا بذاته. لان هذه الكلمة كلمة فاجرة دائرة هي بالظبط حقيقة قول حلول الجهمية وهو قول مع انه معنا بذاته. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. نعم. قال ابو عبدالله نقول حتى نعلم وسير الله وانا معكم مستمعون فانما معناه حتى يكون الموجود ويعلمه موجودا اسمعوا مسموعة ويبصره مبصرا. مبصرا. مبصرا. ما على السيئات علم ولا سمع ولا بصر. واما قوله تعالى واذا اراد اذا جاء وقت كون المراد فيه. اذا اذا ما تقدم حتى نعلم ان معكم تبين لنا ان العلم له متعلقان تعلق من حيث تقدير الله له في من حيث تقدير الله له في الازل. ثم تعلق من حيث علمه به موجود كائنة فلا اه مدخل لمن زعم انه حدث له علم بعد ان لم يكن. نعم وان قوله على العرش استوى وهو القاهر فوق عباده امنتم في السماء ان يخسف بكم الارض اذ يبتغ ولاة العرش سبيلا فهذا وغيره مثل قوله تعرج الملائكة والروح اليه. اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. هذا منقطع يوجب انه فوق العرش فوق الاشياء كلها منزه عن دخول في خلقه. لا يخفى عليه منهم خافية. لانه في هذه الايات ان ذاته في نفسه فوق عباده الا انه قال امنتم من في السماء يعني فوق العرش والعرش فوق السماء لان لان من قد كان فوق كل شيء على الزمان في السماء. قد قال مثل ذلك فقال ذلك قال فسيروا في الارض. يعني اهل الارض لا يريد الدخول في جوفها. وكذلك قوله وله صبيبنكم في جذوع النخل. يعني وقال امنتم من في السماء ثم فصل فقال ان يخسف بكم الارض ولم يصل فلم ثم فصل امنتم من في السماء ثم فصل فقال ان يخسف بكم الارض. ولم عندك ولم يصل ايضا؟ ها لا بعده قال انا عندي وقال اامنتم من في السماء ثم فصل فقال ان يخسف بكم الارض ولم يصل هكذا؟ طيب ها؟ ثم فصل. فصل الظاهر انه قال ثم فصل ولم يصل نعم. فقال ان يخسف بكم الارض ولم يصف فلم يكن لذلك معنى اذ فصل بقوله من في السماء ثم استأنف التخويف بالخسف الا انه على عرشه فوق السماء. وقال تعالى يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج وقال تعرف الملائكة والروح اليه. فبين عروج الامر وعروج الملائكة. ثم وسع وقت صعودها بالاكتفاء اليه فقال في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. فقال صعود الغافلين وفصلت من قوله اليك قول القائل اصعد الى فلان في ليلة او يوم وذلك انه في العلو وان صعودك اليه في يومه فاذا صعدوا الى العرش وقد صعدوا الى الله عز وجل وان كانوا لم يروا ولم يساووا في الارتفاع في علوه فانهم صعدوا من الارض وعرجوا بالامر الى قال تعالى فرفعه الله اليه ولم يقل عنده وقال تعالى وقال فرعون وقال فرعون يا هامان امني صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فمن طلع الى اله موسى ثم استأنف كلاما فقال واني لاظنه كذبا فيما قال لي ان الهه فوق السماوات فبين الله سبحانه ان فرعون ظن بموسى كاذب فيما قال وعمدا لطلبه حيث قاله مع الظن بموسى انه كاذب. ولو ان موسى قال انه في كل مكان اذا لطلبه في بيته او بدنه او حشيه فتعال الله عن ذلك. ولم يجد نفسه ببنيان الصوم. قال ابو عبد الله واما الاية اذا اذا هذا من ابي عبد الله الحارث ابن اسد المحاسبي اقرار جلي واضح باثبات علو الله تعالى علوا ذاتيا لا تأويل فيه مع ان القوم يعظمونه ينمون انفسهم اليه ومع ذلك خالفوه في هذه المسألة العظيمة صاروا ينكرون العلو ولا يثبتون الا علو الصفات وعلو القدر ويقولون هو في كل مكان تعالى الله عن ذلك نعم نكمل كلام الحارث. قال ابو عبد الله واما الاية التي يزعمون يزعمون انه قد وصلها كما قطع الكلام الذي اراد به انه على عرشه فقال الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض لاخبر بالعلم ثم اخبر انه مع كل مناج. ثم ختم الاية بعلمه بقوله ان الله بكل شيء عليم. فبدأ بالعلم وختم بالعلم. فبين انه اراد انه يعلمهم حيث كانوا لا يخفون عليه ولا يخفى عليهم مناجاتهم. ولو اجتمع القوم في اسفل وناظر وناظرني مناظر اليهم في العلو فقال اني لم اجد اواكم اعلم مناجاتكم من مناجاتكم لكان صادقا. ولله المثل الاعلى ان ان يشبه الخلق ان يشبه الخلق. يعني اراد ان هذا متحقق بين المخلوقات نفسها انه يمكن ان يكون انسان في العلو يطلع على اناس في السفن ويقول اني معكم اسمع وارى كما لو اطلع مثلا انسان من هذا المنبر على وقال انا اسمع كلامكم وارى مكانكم وهو آآ اعلى يعني في الدرجة فكان بذلك صادقا. فاذا كان يمكن ان يجتمع علوا ومعية بين المخلوقات نفسها فلا ان يكون بين الخالق والمخلوق من باب اولى نعم ها هو مثلا قائد الطائرة يكون في اجواز الفضاء ويتكلم مع برج المراقبة كأنما هو معهم فيجتمع لا دعك ربما مثلا يبلغون آآ سطح القمر يحادثونهم بالصوت والصورة مع هذا الكبير في في في المسافة فاذا كان يمكن ان يجتمع علو ومعية بين المخلوقات نفسها ولا يمتنع ذلك في الاذهان فكيف يسمعونه هم فيما بين الله تعالى وبين خلقه. فالله تعالى له العلو المطلق لا يخفى عليه من حال خلقه خافية نعم. فان ابوه الا ظاهر التلاوة وقالوا هذا منكم دعوة خرجوا عن قولهم في ظاهر عن ظاهر وفي ظاهر التلاوة بان من هو مع الاثنين يوم اكثر ومعهم لا فيهم. ومن كان مع شيء فقد خلا منه فقد خلا منه وهذا خروج من قولهم. يعني لو انهم تمحكوا وقالوا هذا تحكم منكم وهذا خروج عن الاخذ بالظاهر عاملون بظاهر التلاوة فانه الجأهم الى ظاهر التلاوة وقال ان قوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو اصابعهم ولا خمسة الا ولا اكثر من ذلك ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم. قال الا هو معهم ولم يقل فيه نعم. كذلك قوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. لان ما قرب من الشيء ليس هو بشيء ففي التلاوة على دعواهم انه ليس في حبل الوريد. وكذلك قوله جعل فوق الذي في السماء اله وفي الارض اله. لم قل في السماء ثم قطر كما قال امنتم ما في السماء ثم قطر فقال من يخسف بكم الارض فقال وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله هذه السماء واله اهل الارض وذلك موجود في اللغة. تقول فلان امير في خرسان وانما هو موضع واحد وانما هو في موضع واحد. وانما هو في موضع واحد. وانما هو في موضع واحد. لا بل ربما انه لا يكون في اي من المواضع الثلاث. قد يقال مثلا اه الامير فلان عين اميرا في منطقة كذا وكذا وكذا. وقد يكون ليس في اي منها. فهذا ليس بلازم. فقول الله تعالى وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله يعني ان الوهيته ثابتة في السماء وثابتة في الارض ولا شك ان الله تعالى فوقه نعم ويخفى عليه ما وراءه فكيف لا يخفى عليه شيء من الاشياء لا يخفى شيء من الاشياء يدبره فهو اله فيهما اذا كان مضل ربهما. وهو على عرشه فوق كل شيء تعالى عن امثاله الحمد لله اذا هذا كلام ائمة من آآ المتقدمين الذين ينتحلهم المتكلمون الحارث بن اسد المحاسبي وفيه دلالة واضحة على اقراره بعلو الله تعالى علوا حقيقيا فوق سماواته واستوائه على عرشه استواء حقيقيا لا كما فيقوله الاتباع المتأخرون الذين آآ يعظمونه ويقدمونه. هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اه لعلكم تعذروني اليوم يا ابو عمر لان عندي موعد السلام عليكم