بسم الله الرحمن الرحيم. يسر مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم الدرس العاشر سؤال هل من قال لا اله الا الله فقط دون ان يعمل يدخل الجنة الجواب قد دلت الادلة الشرعية من الكتاب والسنة على ان من اتى بالتوحيد ومات عليه دخل الجنة والدليل قوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها حرمت علي دماؤهم واموالهم الا بحقها ومنها حديث عبادة ابن الصامت من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه وان الجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل والاحاديث في هذا كثيرة تدل على ان من قال لا اله الا الله صادقا موحدا. يتضمن كلامه براءته من الشرك وايمانه بان الله مستحق للعبادة فانه يدخل الجنة ويكون من المسلمين مع الايمان بشهادة ان محمدا رسول الله والايمان بكل ما اخبر الله به ورسوله مما بلغه ذلك الوقت ثم يطالب بعد ذلك بشرائع الاسلام فاذا ادرك الصلاة وجب عليه ان يصلي. وهكذا الزكاة وهكذا الصيام. وهكذا الحج وان مات في الحال بعد التوحيد دخل الجنة يعني لو اسلم ومات في الحال دخل الجنة لانه ما ادرك العمل ولا فعل شيئا من السيئات والاسلام يجب ما قبله والتوبة تهدم ما كان قبلها فان عاش حتى ادرك الصلاة لزمته الصلاة فان ابى وجحدها كفر وان لم يصلي كفر وهكذا اذا ادرك الزكاة يجب عليه الزكاة فان ابى صار عاصيا يستحق دخول النار وهكذا اذا ادرك الصيام ولم يصم صار عاصيا يستحق دخول النار الا ان يعفو الله عنه وهكذا اذا زنا او سرق او ما اشبه ذلك صار عاصيا يستحق دخول النار الا ان يعفو الله عنه وصار تحت مشيئة الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء والمقصود انه متى دخل في الاسلام ووحد الله وتبرأ من الشرك كله وامن بكل ما اخبر الله به ورسوله يكون مسلما ثم يطالب بحقوق الاسلام من صلاة وغيرها وترك المعاصي فان ترك المعاصي وادى الحقوق تم اسلامه وايمانه وان مات في الحال قبل ان يدرك شيئا من الاعمال فله الجنة لان اسلامه جب ما قبله من الشرور فان عاش فباشر بعض المعاصي او ترك بعض الواجبات هو تحت مشيئة الله ان شاء الله غفر له وادخله الجنة بتوحيده وان شاء عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها كما تقدم في قوله سبحانه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهذا باجماع المسلمين باجماع اهل السنة والجماعة ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله ان تشهد عن علم ويقين وصدق ان محمد بن عبدالله بن عبد المطلب هو رسول الله حقا الى جميع الثقلين. جنهم وانسهم وانه خاتم الانبياء ليس بعده نبي عليه الصلاة والسلام دليلها قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم يعني محمدا عليه الصلاة والسلام تعرفونه لانه من انفسكم وهو من اشرف قبائلكم من بني هاشم عزيز عليه ما عنتم اي يشق عليه ما يشق عليكم حريص عليكم يعني على هدايتكم وانقاذكم من النار وقال تعالى محمد رسول الله وبعد هذه الشهادة على العبد ان يطيعه فيما امر. وان يصدقه فيما اخبر وان يجتنب ما عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرع فلا بد من هذه الامور الاربعة الاول طاعته فيما امر من الصلاة والزكاة وغيرها الثاني تصديقه فيما اخبر عن الاخرة والجنة والنار وغير ذلك الثالث اجتناب ما عنه نهى وزجر كالزنا والربا وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله الرابع والا يعبد الله الا بما شرع فلا يبتدع في الدين مما لم يشرعه الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي رواية من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي هو مردود. المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. رحمه الله